الرئيسيةبحث

لسان العرب : شنظ -

@شنظ: شَناظِي الجبالِ: أَعالِيها وأَطرافُها ونواحيها، واحدتها شُنْظُوَةٌ على فُعْلُوَةٍ؛ قال الطرمّاح: في شَناظِي أُقَنٍ دُونَها عُرَّةُ الطيْرِ كصوْمِ النِّعامْ الأُقَنُ: حُفَرٌ بين الجبال ينبت فيها الشجر، واحدتها أُقْنة، وقيل: الأُقنة بيت يُبنى من حجر. وعُرَّةُ الطير: ذَرْقُها، والذي في شعر الطرماح: بينها عرّة الطير. وامرأَة شِناظٌ: مُكْتَنِزةُ اللحم. وروى أَبو تراب عن مصعب. امرأَة شِنْظِيانٌ بِنْظِيان إِذا كانت سيئةَ الخُلق صَخّابةً. ويقال: شَنْظَى به إِذا أَسمعه المكروه. والشِّناظ: من نعت المرأَة وهو اكْتِنازُ لحمها. @شوظ: الشَّواظُ والشُّواظُ: اللَّهَب الذي لا دُخانَ فيه؛ قال أُمية بن خلف يهجو حسان بن ثابت، رضي اللّه عنه: أَلَيْسَ أَبوك فينا كان قَيْناً، لَدَى القَيْناتِ، فَسْلاً في الحِفاظِ؟ يَمانِيّاً يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً، ويَنْفُخُ دائباً لَهَبَ الشُّواظِ وقال رؤبة: إِنّ لَهم من وَقْعِنا أَقْياظَا، ونارَ حَرْبٍ تُسْعِرُ الشَّواظا وفي التنزيل العزيز: يُرْسَل عليكما شُواظ من نار ونحاس؛ وقيل: الشُّواظ قِطْعة من نار ليس فيها نُحاس، وقيل: الشواظ لهب النار ولا يكون إِلا من نار وشيءٍ آخر يَخْلِطُه؛ قال الفراء: أَكثر القراء قرؤوا شُواظ، وكسر الحسن الشين، كما قالوا لجماعة البقرِ صُوارٌ وصِوار. ابن شميل: يقال لدُخان النار شُواظ وشِواظ ولحرّها شُواظ وشِواظ، وحرّ الشمس شُواظ، وأَصابني شواظ من الشمس، واللّه أَعلم. @شيظ: يقال: شاظَتْ (* قوله «شاظت إلخ» في القاموس: وشاظت في يدي إلخ فعدّاه بفي.) يَدِي شَظِيّةٌ من القَناة تَشِيظُها شَيْظاً: دخلت فيها. @شبع: الشِّبَعُ: ضدّ الجوعِ، شَبِعَ شِبَعاً وهو شَبْعان، والأُنثى شَبْعى وشَبْعانةٌ، وجمعهما شِباعٌ وشَباعى؛ أَنشد ابن الأَعرابي لأَبي عارم الكلابي: فبِتْنا شَباعى آمِنِينَ من الرَّدَى، وبالأَمْنِ قِدْماً تَطْمَئِنُّ المَضاجِعُ وجاء في الشعر شابِعٌ على الفِعْل. وأَشبَعَه الطعامُ والرِّعْيُ. والشِّبْعُ من الطعام: ما يَكْفِيكَ ويُشْبِعُك من الطعام وغيره، والشِّبَعُ: المصدر، تقول: قَدِّم إِليّ شِبْعِي؛ وقول بشر بن المغيرة بن المهلب بن أبي صُفْرة: وكُلُّهُمُ قد نالَ شِبْعاً لِبَطْنِه، وشِبْعُ الفَتَى لُؤْمٌ، إِذا جاعَ صاحِبُهْ إِنما هو على حذف المضاف كأَنه قال: ونَيْلُ شِبْعِ الفتى لُؤْم، وذلك لأَن الشِّبْعَ جوهر وهو الطعام المُشْبِعُ ولُؤْم عَرَض، والجوهر لا يكون عرضاً، فإِذا قَدَّرت حذف المضاف وهو النيل كان عرضاً كَلُؤْم فحسُن، تقول: شَبِعْتُ خُبْزاً ولحماً ومن خبز ولَحْم شِبَعاً، وهو من مصادر الطبائع. وأَشبَعْتُ فلاناً من الجوع. وعنده شُبْعةٌ من طعام، بالضم، أَي قَدْرُ ما يَشْبَعُ به مرَّة. وفي الحديث: أَن زَمْزَم كان يقال لها في الجاهلية شُباعةُ لأَن ماءها يُرْوِي العطشانَ ويُشْبِعُ الغَرْثانَ. والشِّبع: غِلَظٌ في الساقين. وامرأَة شَبْعى الخَلْخالِ: مَلأَى سِمَناً. وامرأَة شَبْعَى الوِشاحِ إِذا كانت مُفاضةً ضخمة البطنِ. وامرأَة شَبْعى الدِّرْعِ إِذا كانت ضخمةَ الخَلْقِ. وبَلَدٌ قد شَبِعَت غَنمُه إِذا وصف بكثرةِ النبات وتَناهِي الشِّبَعِ، وشَبَّعَتْ إِذا وصفت بتوسط النبات ومُقارَبةِ الشِّبَعِ. وقال يعقوب: شَبَّعَتْ غنَمُه إِذا قاربت الشِّبَعَ ولم تَشْبَعْ. وبَهْمةٌ شابِعٌ إِذا بلغت الأَكل، لا يزال ذلك وصفاً لها حتى يَدْنُوَ فِطامُها. وحَبْلٌ شَبِيعُ الثَّلَّة: متينها، وثَلَّتُه صُوفُه وشعَره ووبَرُه، والجمع شُبُع، وكذلك الثوب، يقال: ثوب شَبِيعُ الغزل أَي كثيره، وثياب شُبُعٌ. ورجل مُشْبَعُ القلب وشَبِيعُ العقل ومُشْبَعُه: مَتِينُه؛ وشَبُعَ عقله، فهو شَبِيعٌ. مَتُنَ. وأَشبَعَ الثوبَ وغيرَه: رَوّاه صِبْغاً، وقد يستعمل في غير الجواهر على المثَل كإِشْباع النَّفْخ والقِراءة وسائر اللفظ. وكلُّ شيء تُوَفِّرُه فقد أَشْبَعْتَه حتى الكلام يُشْبَعُ فَتُوَفَّرُ حروفُه وتقول: شَبِعْتُ من هذا الأَمر ورَوِيتُ إِذا كرهته، وهما على الاستعارة. وتَشَبَّع الرجل: تزيَّن بما ليس عنده. وفي الحديث: المُتَشَبِّعُ بما لا يَمْلِكُ كلابِس ثَوْبَيْ زُور أَي المتكثر بأَكثر مما عنده يَتَجمَّل بذلك كالذي يُرِي أَنه شَبْعان وليس كذلك، ومَن فعله فإِنما يَسْخَر من نفسه، وهو من أَفعال ذوي الزُّورِ بل هو في نفسه زُور وكذب، ومعنى ثوبي زور أَنْ يُعْمَدَ إِلى الكُمَّين فيُوصَلَ بهما كُمّان آخَرانِ فمن نظر إِليهما ظنهما ثوبين. والمُتشَبِّعُ: المتزَيِّن بأَكثر مما عنده يتكثر بذلك ويتزين بالباطل، كالمرأَة تكون للرجل ولها ضَرائِرُ فَتَتَشَبَّعُ بما تَدَّعِي من الحُظْوة عند زوجها بأَكثر مما عنده لها تريد بذلك غيظ جارتِها وإِدخالَ الأَذى عليها، وكذلك هذا في الرجال. والإِشباعُ في القوافي: حركة الدَّخِيل، وهو الحرف الذي بعد التأْسيس ككسرة الصاد من قوله: كِلِينِي لِهَمٍّ، يا أُمَيْمةَ، ناصِبِ (* قوله «يا أُميمة» في شرح الديوان: ونصب أميمة لأنه يرى الترخيم فأقحم الهاء مثل يا تيم تيم عديّ إنما أراد يا تيم عديّ فأقحم الثاني، قال الخليل من عادة العرب ان تنادي المؤنث بالترخيم فلما لم يرخم أجراها على لفظها مرخمة فأتى بها بالفتح، قال الوزير: والأحسن أن ينشد بالرفع.) وقيل: إِنما ذلك إِذا كان الرَّويّ ساكناً ككسرة الجيم من قوله: كَنِعاجِ وَجْرةَ ساقَهُنْ نَ إِلى ظِلالِ الصَّيْفِ ناجِرْ وقيل: الإِشباع اختلاف تلك الحركة إِذا كان الرَّوِيّ مقيداً كقول الحطيئة في هذه القصيدة: الواهِبُ المائةِ الصَّفا يا، فَوْقَها وَبَرٌ مُظاهَر بفتح الهاء، وقال الأَخفش: الإِشباع حركة الحرف الذي بين التأْسيس والرَّوِيّ المطلق نحو قوله: يَزِيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ دُونِي، كأَنَّما زَوَى بَيْنَ عَيْنَيْه عليَّ المَحاجِمُ كسرةُ الجيم هي الإِشباعُ، وقد أَكثر منها العرب في كثير من أَشْعارها، ولا يجوز أَن يُجْمع فتح مع كسر ولا ضمٍّ، ولا مع كسر ضمٌّ، لأَن ذلك لم يُقل إِلا قليلاً، قال: وقد كان الخليل يُجِيزُ هذا ولا يُجيزُ التوجيهَ، والتوجيهُ قد جمعته العرب وأَكثرت من جمعه، وهذا لم يُقل إِلا شاذّاً فهذا أَحْرَى أَن لا يجوز، وقال ابن جني: سُمّي بذلك من قِبَل أَنه ليس قبل الرويّ حرف مسمى إِلا ساكناً أَعني التأْسيس والرِّدْفِ، فلما جاء الدخيل محركاً مخالفاً للتأْسيس والرِّدْفِ صارت الحركة فيه كالإِشباع له، وذلك لزيادة المتحرك على الساكن لاعتماده بالحركة وتمكنه بها. @شبدع: الشِّبْدِعةُ: العقرب، بالكسر، والدال غير معجمة. والشَّبادِعُ: العَقارِبُ. والشِّبْدِع: اللسان تشبيهاً بها. وفي الحديث: من عَضّ على شِبْدِعه سَلِمَ من الآثام؛ قال الأَزهري: أَي لسانِه يعني سكت ولم يَخُضْ مع الخائضين ولم يَلْسَعْ به الناس لأَن العاضّ على لسانه لا يتكلم. ابن الأَعرابي: أَلقَيْتُ عليهم شِبْدِعاً وشِبْدَعاً أَي داهِيةً، قال: وأَصله للعقرب. ابن بري: الشَّبادِعُ الدَّواهي؛ قال مَعْنُ بن أَوس: إِذا الناسُ ناسٌ والعِبادُ بقُوّةٍ، وإِذْ نَحْنُ لم تَدْبِبْ إِلينا الشَّبادِعُ فتكون على هذا مستعارة من العقارب. @شتع: شَتِعَ شَتَعاً: جَزِعَ من مرَض أَو جُوع. @شجع: شَجُعَ، بالضم، شَجاعةً: اشْتَدَّ عِنْدَ البَأْسِ. والشَّجاعةُ: شِدّةُ القَلْبِ في البأْس. ورجلٌ شَجاعٌ وشِجاعٌ وشُجاعٌ وأَشْجَعُ وشَجِعٌ وشَجيعٌ وشِجَعةٌ على مثال عِنَبة؛ هذه عن ابن الأَعرابي وهي طَرِيفةٌ، من قوم شِجاعٍ وشُجْعانٍ وشِجْعانٍ؛ الأَخيرة عن اللحياني، وشُجَعاءَ وشِجْعةٍ وشَجْعةٍ وشُجْعةٍ، الأَربع اسم للجمع؛ قال طريف بن مالك العنبري:حَوْلِي فَوارِسُ، من أُسَيِّدِ، شِجْعةٌ، وإِذا غَضِبْتُ فَحَوْلَ بَيْتِيَ خَضَّمُ ورواه الصِّقِلِّيُّ: من أُسيّدَ، غير مصروف. وامرأَة شَجِعةٌ وشَجِيعةٌ وشُجاعةٌ وشَجْعاءُ من نسوة شَجائِعَ وشُجُعٍ وشِجاعٍ؛ الجميع عن اللحياني، ونِسْوة شجاعاتٌ، والشَّجِعةُ من النساء: الجَريئةُ على الرجال في كلامها وسَلاطَتِها. وقال أَبو زيد: سمعت الكِلابِيِّينَ يقولون: رجل شُجاعٌ ولا توصف به المرأَة. والأَشْجَعُ من الرجال: مثل الشُّجاع، ويقال للذي فيه خِفَّةٌ كالهَوَج لقُوّته ويسمى به الأَسَدُ، ويقال للأَسد أَشْجَعُ وللّبُوءَة شَجْعاءُ؛ وأَنشد للعجاج: فَوَلَدَتْ فَرّاسَ أُسْد أَشْجَعا يعني أُم تميم ولدته أَسداً من الأُسود. وتَشَجَّعَ الرجلُ: أَظْهَرَ ذلك من نفسه وتَكَلّفه وليس به، وشَجَّعَه: جعله شُجاعاً أَو قَوَّى قلبه. وحكى سيبويه: هو يُشَجَّعُ أَي يُرْمى بذلك ويقال له. وشَجّعه على الأَمر: أَقْدَمَه. والمَشْجُوع: المَغْلوبُ بالشجاعة. والأَشْجَعُ من الرجال: الذي كأَنَّ به جنوناً، وقيل: الأَشْجَعُ المجنون؛ قال الأَعشى: بِأَشْجَعَ أَخّاذٍ على الدَّهْرِ حُكْمَه، فَمِنْ أَيِّ ما تَأْتِي الحَوادِثُ أَفْرَقُ وقد فسّر قوله بأَشْجَعَ أَخّاذ قال يصف الدهر، ويقال: عنى بالأَشْجَع نَفْسَه، ولا يصح أَن يراد بالأَشجع الدهر لقوله أَخّاذٍ على الدهر حكمه. قال الأَزهري: قال الليث وقد قيل إِن الأَشجع من الرجال الذي كأَنَّ به جنوناً، قال: وهذا خطأ ولو كان كذلك ما مَدح به الشُّعَراء. وبِهِ شَجَعٌ أَي جُنون. والشَّجِعُ من الإِبل: الذي يَعْتَرِيه جنون، وقيل: هو السريع نَقْلِ القوائمِ. وناقة شَجِعةٌ وقَوائِمُ شَجِعاتٌ: سريعة خفيفة، والاسم من كل ذلك الشَّجَع؛ قال: علَى شجعاتٍ لا شحاب ولا عُصْل (* قوله «لا شحاب» كذا في الأصل وشرح القاموس بحاء مهملة وباء موحدة ولعله شخات بمعجمة ككتاب جمع شخت وهو دقيق العنق والقوائم.) أَراد بالشجعات قَوائِمَ الإِبل الطِّوال. والشَّجَعُ في الإِبل: سُرْعةُ نقل القوائم؛ جمل شَجِعُ القوائِمِ وناقة شَجِعةٌ وشَجْعاءُ؛ قال سُوَيْد بن أَبي كاهل: فَرَكِبْناها على مَجْهُولِها بِصِلابِ الأَرضِ، فِيهِنَّ شَجَعْ أَي بِصِلابِ القَوائِم، وناقة شَجْعاءُ من ذاك؛ قال ابن بري: لم يصف سويد في البيت إِبلاً وإِنما وصف خيلاً بدليل قوله بعده: فَتَراها عُصُماً مُنْعَلةً . . . يد القَيْنِ، يَكْفِيها الوَقَعْ (* كذا بياض في الأصل؛ ولعلها: بِحَدِيدِ.) فيكون المعنى في قوله بِصِلاب الأَرض أَي بخيل صلاب الحوافِر. وأَرضُ الفَرسِ: حوافِرُها، وإِنما فَسَّرَ صلاب الأَرض بالقوائم لأَنه ظَنَّ أَنه يصف إِبلاً، وقد قدّم أَن الشجَعَ سرعة نقل القوائم، والذي ذكره الأَصمعي في تفسير الشجَع في هذا البيت أَنه المَضاءُ والجَراءَةُ. والشَّجَعُ أَيضاً: الطول. ورجل أَشجَعُ: طويلٌ، وامرأَة شَجْعاء. والشَّجْعةُ: الرجل (* قوله « والشجعة الرجل إلخ» في شرح القاموس هو بالفتح وفي شرح الامثال للميداني. قال الازهري: الشجعة، بسكون الجيم، الضعيف.) الطويلُ المُضْطَرِبُ. والشَّجْعةُ: الزَّمِنُ. وفي المثل: أَعْمى يَقود شَجْعةً. وقوائِمُ شَجِعةٌ: طويلة، وقد تقدّم أَنها السريعة الخفيفة. ورجل شَجْعةٌ: طويلٌ ملتف، وشُجْعةٌ (* قوله «وشجعة» في القاموس: والشجعة، بالضم ويفتح، العاجز الضاوي لا فؤاد له.) جَبانٌ ضَعِيفٌ. والشَّجْعةُ: الفَصِيلُ تَضَعُه أُمّه كالمُخَبَّلِ. والأَشْجِعُ في اليد والرجل: العَصَبُ الممدودُ فوق السُّلامى من بين الرُّسْغِ إِلى أُصول الأَصابع التي يقال لها أَطنابُ الأَصابع فوق ظهر الكف، وقيل: هو العظم الذي يصل الإِصْبَعَ بالرُّسْغِ لكل إِصبع أَشْجَع، واحتج الذي قال هو العصب بقولهم للذئب وللأَسد عارِي الأَشاجِعِ، فمن جعل الأَشاجعَ العصب قال لتلك العظام هي الأَسْناعُ واحدها سِنْعٌ. وفي صفة أَبي بكر، رضي الله عنه: عارِي الأَشاجِعِ؛ هي مَفاصِلُ الأَصابع، واحدها أَشجَع، أَي كان اللحم عليها قليلاً، وقيل: هو ظاهر عصبها، وقيل: الأَشاجع رؤوس الأَصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكفّ، وقيل: الأَشاجع عُروق ظاهر الكف، وهو مَغْرِزُ الأَصابع، والجمع الأَشاجع؛ ومنه قول لبيد: يُدْخِلُها حتى يُوارِي إِصْبَعَه (* قوله «اصبعه» لا شاهد فيه ولذا كتب بهامش الأصل: صوابه اشجعه.) وناس يزعمون أَنه إِشْجَع مثل إِصْبَع ولم يعرفه أَبو الغوث؛ ويقال للحيَّة أَشْجَع؛ وأَنشد: فَقَضى عليه الأَشْجَعُ (* قوله «فقضى إلخ» في هامش النهاية قال جرير: قد عضه فقضى إلخ.) وأَشْجَع: ضرب من الحيات، وتزعم العرب أَن الرجل إِذا طال جوعه تعرّضتْ له في بطنه حية يسمونها الشُّجاعَ والشِّجاع والصَّفَرَ؛ وقال أَبو خراش الهُذَلي يخاطب امرأَته: أَرُدُّ شُِجاعَ البَطْنِ لو تَعْلَمِينَه، وأُوثِرُ غَيْري من عِيالِكِ بالطُّعْمِ وقال الأَزهري: قال الأَصمعي شُجاعُ البطن وشِجاعُهُ شِدَّةُ الجوع، وأَنشد بيت أَبي خراش أَيضاً. وقال شمر في كتاب الحيات: الشُّجاعُ ضرب من الحيات لطيف دقيق وهو، زعموا، أَجْرَؤُها؛ قال ابن أَحمر: وحَبَتْ له أُذُنٌ يُراقِبُ سَمْعَها يَصَرٌ، كناصِبة الشُّجاعِ المُسْخِدِ حَبَت: انتصب. وناصِبةُ الشُّجاعِ: عَيْنُه التي يَنْصِبُها للنظر إِذا نظر. والشُّجاعُ والشِّجاعُ، بالضم والكسر: الحيّةُ الذكَر، وقيل: هو الحية مطلقاً، وقيل: هو ضَرْب من الحيّات، وقيل: هو ضرب منها صغير، والجمع أَشْجِعةٌ وشُجْعانٌ وشِجْعانٌ؛ الأَخيرة عن اللحياني. وفي حديث أَبي هريرة في منع الزكاة: إِلا بُعِثَ عليه يوم القيامة سَعَفُها ولِيفُها أَشاجِعَ يَنْهَشْنَه أَي حيات وهي جمع أَشجَع، وقيل: هو جمع أَشْجِعةٍ وأَشْجِعةٌ جمع شُجاع وشِجاع وهو الحية، والشَّجْعَمُ: الضَّخْم منها، وقيل: هو الخَبيث المارِدُ منها، وذهب سيبويه إِلى أَنه رباعي. وفي الحديث: أَنه، ﷺ، قال: يَجِيءُ كَنْزُ أَحدهم يوم القيامة شُجاعاً أَقرَعَ؛ وأَنشد الأَحمر: قد سالَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَما، الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعما نصب الشجاع والأُفْعُوان بمعنى الكلام لأَن الحيّاتِ إِذا سالمت القَدَم فقد سالمها القدم فكأَنه قال سالَم القدمُ الحيّاتِ، ثم جعل الأُفْعُوان بدلاً منها. ومَشْجَعةُ وشُجاعٌ: اسمانِ. وبنو شَجْعٍ: بطن من عُذْرةَ. وشِجْعٌ: قبيلة من كِنانة، وقيل: إِن في كلب بطناً يقال لهم بنو شَجْعٍ، بفتح الشين؛ قال أَبو خراش: غَداةَ دَعا بَني شَجْعٍ، وولَّى يَؤُمُّ الخَطْمَ، لا يَدْعُو مُجِيبا وفي الأَزْد بنو شُجاعةَ. وأَشْجَعُ: قبيلة من غَطَفان، وأَشْجَعُ: في قَيْس. @شرع: شَرَعَ الوارِدُ يَشْرَعُ شَرْعاً وشُروعاً: تناول الماءَ بفِيه. وشَرَعَتِ الدوابُّ في الماء تَشْرَعُ شَرْعاً وشُرُوعاً أَي دخلت. ودوابُّ شُروعٌ وشُرَّعٌ: شَرَعَتْ نحو الماء. والشَّريعةُ والشِّراعُ والمَشْرَعةُ: المواضعُ التي يُنْحَدر إِلى الماء منها، قال الليث: وبها سمي ما شَرَعَ الله للعبادِ شَريعةً من الصوم والصلاةِ والحج والنكاح وغيره. والشِّرْعةُ والشَّريعةُ في كلام العرب: مَشْرَعةُ الماء وهي مَوْرِدُ الشاربةِ التي يَشْرَعُها الناس فيشربون منها ويَسْتَقُونَ، وربما شَرَّعوها دوابَّهم حتى تَشْرَعها وتشرَب منها، والعرب لا تسميها شَريعةً حتى يكون الماء عِدًّا لا انقطاع له، ويكون ظاهراً مَعِيناً لا يُسْقى بالرِّشاءِ، وإِذا كان من السماء والأَمطار فهو الكَرَعُ، وقد أَكْرَعُوه إِبلهم فكَرَعَتْ فيه وسقَوْها بالكَرْع وهو مذكور في موضعه. وشَرَعَ إِبله وشَرَّعها: أَوْرَدَها شريعةَ الماء فشربت ولم يَسْتَقِ لها. وفي المثل: أَهْوَنُ السَّقْيِ التَّشْريعُ، وذلك لأَن مُورِدَ الإِبل إِذا وَرَدَ بها الشريعة لم يَتْعَبْ في إِسْقاءِ الماء لها كما يتعب إِذا كان الماء بعيداً؛ ورُفِعَ إِلى عليّ، رضي الله عنه، أَمْرُ رجل سافر مع أَصحاب له فلم يَرْجِعْ حين قفَلوا إِلى أَهاليهم، فاتَّهَمَ أَهلُه أَصحابَه فرَفَعُوهم إِلى شُرَيْح، فسأَلَ الأَولياءَ البينةَ فعَجَزُوا عن إِقامتها وأَخبروا عليّاً بحكم شريح فتمثَّل بقوله: أَوْرَدَها سَعْدٌ، وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ، يا سَعْدُ لا تَرْوى بِهذاكَ الإِبِلْ (* ويروى: ما هكذا توردُ، يا سعدُ، الإبل.) ثم قال: إِن أَهْوَنَ السَّقْيِ التَّشْريعُ، ثم فَرَّقَ بينهم وسأَلهم واحداً واحداً، فاعترَفوا بقتله فقَتَلَهم به؛ أَراد علي: أَن هذا الذي فعله كان يسِيراً هيِّناً وكان نَوْلُه أَن يَحْتاطَ ويَمْتَحِنَ بأَيْسَر ما يُحْتاطُ في الدِّماءِ كما أَن أَهْوَنَ السَّقْيِ للإِبلِ تشرِيعُها الماء، وهو أَن يُورِدَ رَبُّ الإِبلِ إِبله شريعةً لا تحتاج مع ظهور مائها إِلى نَزْع بالعَلَق من البئر ولا حَثْيٍ في الحوض، أَراد أَن الذي فعله شريح من طلب البينة كان هيِّناً فأَتَى الأَهْوَنَ وترك الأَحْوَطَ كما أَن أَهون السَّقْيِ التشريعُ. وإِبلٌ شُرُوعٌ، وقد شَرَعَتِ الماءَ فشَرِبت؛ قال الشماخ: يَسُدُّ به نَوائِبَ تَعْتَرِيهِ من الأَيامِ كالنَّهَلِ الشُّرُوعِ وشَرَعْتُ في هذا الأَمر شُرُوعاً أَي خُضْتُ. وأَشْرَعَ يدَه في المِطْهَرةِ إِذا أَدخَلَها فيها إِشْراعاً. قال: وشَرَعْتُ فيها وشَرَعَتِ الإِبلُ الماءَ وأَشرعْناها. وفي الحديث: فأَشرَعَ ناقتَه أَي أَدخَلها في شرِيعةِ الماء. وفي حديث الوضوء: حتى أَشرَعَ في العضُد أَي أَدخَل الماءَ إِليه. وشَرَّعَتِ الدابةُ: صارت على شَرِيعةِ الماء؛ قال الشماخ: فلمّا شَرَّعَتْ قَصَعَتْ غَليلاً فأَعْجَلَها، وقد شَرِبَتْ غِمارا والشريعةُ موضع على شاطئ البحر تَشْرَعُ فيه الدوابُّ. والشريعةُ والشِّرْعةُ: ما سنَّ الله من الدِّين وأَمَر به كالصوم والصلاة والحج والزكاة وسائر أَعمال البرِّ مشتقٌّ من شاطئ البحر؛ عن كراع؛ ومنه قوله تعالى: ثم جعلناك على شريعةٍ من الأَمْر، وقوله تعالى: لكلٍّ جعلنا منكم شِرْعةً ومِنهاجاً؛ قيل في تفسيره: الشِّرْعةُ الدِّين، والمِنهاجُ الطريقُ، وقيل: الشرعة والمنهاج جميعاً الطريق، والطريقُ ههنا الدِّين، ولكن اللفظ إِذا اختلف أَتى به بأَلفاظ يؤَكِّدُ بها القِصة والأَمر كما قال عنترة: أَقوَى وأَقْفَرَ بعد أُمِّ الهَيْثَمِ فمعنى أَقْوَى وأَقْفَرَ واحد على الخَلْوَة إِلا أَن اللفظين أَوْكَدُ في الخلوة. وقال محمد بن يزيد: شِرْعةً معناها ابتِداءُ الطريق، والمِنهاجُ الطريق المستقيم. وقال ابن عباس: شرعة ومنهاجاً سَبيلاً وسُنَّة، وقال قتادة: شرعة ومنهاجاً، الدِّين واحد والشريعة مختلفة. وقال الفراء في قوله تعالى ثم جعلناك على شريعة: على دين ومِلَّة ومنهاج، وكلُّ ذلك يقال. وقال القتيبي: على شريعة، على مِثال ومَذْهبٍ. ومنه يقال: شَرَعَ فلان في كذا وكذا إِذا أَخذ فيه؛ ومنه مَشارِعُ الماء وهي الفُرَضُ التي تَشْرَعُ فيها الواردةُ. ويقال: فلان يَشْتَرعُ شِرْعَتَهُ ويَفْتَطِرُ فِطْرَتَه ويَمْتَلُّ مِلَّتَه، كل ذلك من شِرْعةِ الدِّين وفِطْرتِه ومِلِّتِه. وشَرَعَ الدِّينَ يَشْرَعُه شَرْعاً: سَنَّه. وفي التنزيل: شَرَعَ لكم من الدِّين ما وصَّى به نوحاً؛ قال ابن الأَعرابي: شَرَعَ أَي أَظهر. وقال في قوله: شَرَعوا لهم من الدِّين ما لم يأْذن به الله، قال: أَظهَرُوا لهم. والشارعُ الرَّبّاني: وهو العالم العاملُ المعَلِّم. وشَرَعَ فلان إِذا أَظْهَرَ الحَقَّ وقمَعَ الباطِلَ. قال الأَزهري: معنى شَرَعَ بَيَّنَ وأَوضَح مأْخوذ من شُرِعَ الإِهابُ إِذا شُقَّ ولم يُزَقَّقْ أَي يجعل زِقًّا ولم يُرَجَّلْ، وهذه ضُرُوبٌ من السَّلْخِ مَعْرُوفة أَوسعها وأَبينها الشَّرْعُ، قال: وإِذا أَرادوا أَن يجعلوها زِقًّا سلَخُوها من قِبَل قَفاها ولا يَشُقُّوها شَقّاً، وقيل في قوله: شَرَع لكم من الدِّين ما وصَّى به نوحاً: إِنَّ نوحاً أَول من أَتَى بتحريم البَناتِ والأَخَواتِ والأُمَّهات. وقوله عز وجل: والذي أَوحينا إِليك وما وصَّينا به إِبراهيم وموسى؛ أَي وشرع لكم ما أَوحينا إِليك وما وصَّيْنا به الأَنبياء قبْلك. والشِّرْعةُ: العادةُ. وهذا شِرْعةُ ذلك أَي مِثاله؛ وأَنشد الخليل يذمُّ رجلاً: كَفّاكَ لم تُخْلَقا للنَّدَى، ولم يَكُ لُؤْمُهما بِدْعَهْ فَكَفٌّ عن الخَيرِ مَقْبُوضةٌ، كما حُطَّ عن مائَةٍ سَبْعهْ وأُخْرَى ثَلاثَةُ آلافِها، وتِسْعُمِئيها لها شِرْعهْ وهذا شِرْعُ هذا، وهما شِرْعانِ أَي مِثْلانِ. والشارِعُ: الطريقُ الأَعظم الذي يَشْرَعُ فيه الناس عامّة وهو على هذا المعنى ذُو شَرْعٍ من الخَلْق يَشْرَعُون فيه. ودُورٌ شارِعةٌ إِذا كانت أَبوابها شارِعةً في الطريق. وقال ابن دريد: دُورٌ شَوارِعُ على نَهْجٍ واحد. وشَرَعَ المَنْزِلُ إِذا كان على طريق نافذ. وفي الحديث: كانت الأَبوابُ شارِعةً إِلى المَسْجِدِ أَي مَفْتُوحةً إِليه. يقال: شَرَعْتُ البابَ إِلى الطريق أَي أَنْفَذْتُه إِليه. وشَرَعَ البابُ والدارُ شُرُوعاً أَفْضَى إِلى الطريقِ، وأَشْرَعَه إِليه. والشَّوارِعُ من النجوم: الدَّانِيةُ من المَغِيبِ. وكلُّ دانٍ من شيء، فهو شارِعٌ. وقد شَرَعَ له ذلك، وكذلك الدارُ الشارِعةُ التي قد دنت من الطريق وقَرُبَتْ من الناسِ، وهذا كله راجع إِلى شيء واحد، إِلى القُرْب من الشيء والإِشْرافِ عليه. وأَشْرَعَ نَحْوَه الرُّمْحَ والسيْفَ وشَرَعَهُما: أَقْبَلَهُما إِياه وسَدَّدَهُما له، فَشَرَعَتْ وهيَ شَوارِعُ؛ وأَنشد: أَفاجُوا مِنْ رِماحِ الخَطِّ لَمّا رَأَوْنا قَدْ شَرَعْناها نِهالا وشَرَعَ الرُّمْحُ والسَّيْفُ أَنْفُسُهُما؛ قال: غَداةَ تَعاوَرَتْه ثَمَّ بِيضٌ، شَرَعْنَ إِليهِ في الرَّهْجِ المُكِنِّ (* هذا البيت من قصيدة للنابغة. وفي ديوانه: دُفعن اليه مكان شرعن اليه.)وقال عبد الله بن أَبي أَوْفَى يهجو امرأَة: ولَيْسَتْ بِتارِكةٍ مُحْرَماً، ولَوْ حُفَّ بالأَسَلِ الشُّرَّعِ ورمح شُراعِيٌ أَي طويلٌ وهو مَنْسُوب. والشِّرْعةُ (* قوله «والشرعة» في القاموس: هو بالكسر ويفتح، الجمع شرع بالكسر ويفتح وشرع كعنب، وجمع الجمع شراع.): الوَتَرُ الرقيقُ، وقيل: هو الوَتَرُ ما دام مَشْدوداً على القَوْس، وقيل: هو الوتر، مَشْدوداً كان على القَوْس أَو غير مشدود، وقيل: ما دامت مشدودة على قوس أَو عُود، وجمعه شِرَعٌ على التكسير، وشِرْعٌ على الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء، وشِراعٌ جمع الجمع؛ قال الشاعر: كما أَزْهَرَتْ قَيْنَةٌ بالشِّراع لإِسْوارِها عَلَّ منه اصْطِباحَا (* قوله «كما أزهرت إلخ» أنشده في مادة زهر: ازدهرت. وقوله «عل منه» تقدم عل منها.) وقال ساعدة بن جؤية: وعاوَدَني دَيْني، فَبِتُّ كأَنما خِلالَ ضُلوعِ الصَّدْرِ شِرْعٌ مُمَدَّدُ ذكَّر لأَن الجمع الذي لا يُفارِقُ واحده إِلا بالهاء لك تذكيره وتأْنيثه؛ يقول: بِتُّ كأَنّ في صَدْري عُوداً من الدَّوِيِّ الذي فيه من الهُموم، وقيل: شِرْعةٌ وثلاثُ شِرَعٍ، والكثير شُرْعٌ؛ قال ابن سيده: ولا يعجبني على أَن أَبا عبيد قد قاله. والشِّراعُ: كالشِّرْعة، وجمعه شُرُعٌ؛ قال كثير: إِلا الظِّباءَ بها، كأَنَّ تَرِيبَها ضَرْبُ الشِّراعِ نَواحيَ الشِّرْيانِ يعني ضَرْب الوَتَرِ سِيَتَيِ القَوْسِ. وفي الحديث: قال رجل: إِني أُحِبُّ الجَمالَ حتى في شِرْعِ نَعْلِي أَي شِراكِها تشبيه بالشِّرْعِ، وهو وَترُ العُود لأَنه مُمْتَدٌّ على وجهِ النعل كامتِدادِ الوَترِ على العُود، والشِّرْعةُ أَخَصّ منه، وجمعهما شِرْعٌ؛ وقول النابغة: كَقَوْسِ الماسِخِيِّ يَرِنُّ فيها، من الشِّرْعِيِّ، مَرْبُوعٌ مَتِينُ أَراد الشِّرْعَ فأَضافه إَلى نفسه ومثله كثير؛ قال ابن سيده: هذا قول أَهل اللغة وعندي أَنه أَراد الشِّرْعةَ لا الشِّرْعَ لأَنَّ العَرَبَ إِذا أَرادت الإِضافة إِلى الجمع فإِنما تردُّ ذلك إِلى الواحد. والشَّريعُ: الكَتَّانُ وهو الأَبَقُ والزِّيرُ والرازِقيُّ، ومُشاقَتُه السَّبِيخةُ. وقال ابن الأَعرابي: الشَّرَّاعُ الذي يبيع الشَّريعَ، وهو الكتَّانُ الجَيِّدُ. وشَرَّعَ فلان الحَبْلَ أَي أَنْشَطه وأَدْخَلَ قُطْرَيْه في العُرْوة. والأَشْرَعُ الأَنْفِ: الذي امْتَدَّت أَرْنَبَتُه. وفي حديث صُوَرِ الأَنبياء، عليهم السلام: شِراعُ الأَنفِ أَي مُمْتَدُّ الأَنْفِ طويله. والأَشْرعُ: السَّقائفُ، واحدتها شَرَعة؛ قال ابن خشرم: كأَنَّ حَوْطاً جَزاه اللهُ مَغْفِرةً، وجَنَّةً ذاتَ عِلِّيٍّ وأَشْراعِ والشِّراعُ: شِراعُ السفينةِ وهي جُلُولُها وقِلاعُها، والجمع أَشْرِعةٌ وشُرُعٌ؛ قال الطِّرِمّاح: كأَشْرِعةِ السَّفِينِ وفي حديث أَبي موسى: بينا نحن نَسِيرُ في البحر والريحُ طَيِّبةٌ والشِّراعُ مرفوعٌ؛ شِراعُ السفينة: ما يرفع فوقها من ثوب لِتَدْخُلَ فيه الريح فيُجْريها. وشَرّعَ السفينةَ: جعل لها شِراعاً. وأَشرَعَ الشيءَ: رَفَعَه جدّاً. وحِيتانٌ شُرُوعٌ: رافعةٌ رُؤُوسَها. وقوله تعالى: إِذ تأْتِيهم حِيتانُهم يوم سَبْتِهم شُرَّعاً ويوم لا يَسْبِتُون لا تأْتيهم؛ قيل: معناه راعفةٌ رُؤُوسَها، وقيل: خافضة لها للشرب، وقيل: معناه أَن حِيتانَ البحر كانت تَرِدُ يوم السبت عَنَقاً من البحر يُتاخِمُ أَيْلةَ أَلهَمَها الله تعالى أَنها لا تصاد يوم السبت لنَهْيِه اليهودَ عن صَيْدِها، فلما عَتَوْا وصادُوها بحيلة توَجَّهَتْ لهم مُسِخُوا قِرَدةً. وحِيتانٌ شُرَّعٌ أَي شارِعاتٌ من غَمْرةِ الماءِ إِلى الجُدِّ. والشِّراعُ: العُنُق، وربما قيل للبعير إِذا رَفَع عُنُقه: رَفَع شِراعَه. والشُّراعيّة والشِّراعيّةُ: الناقةُ الطويلةُ العُنُقِ؛ وأَنشد: شُِراعِيّة الأَعْناقِ تَلْقَى قَلُوصَها، قد اسْتَلأَتْ في مَسْك كَوْماءَ بادِنِ قال الأَزهري: لا أَدري شُراعِيّةٌ أَو شِراعِيّةٌ، والكَسْر عندي أَقرب، شُبِّهت أَعناقُها بشِراع السفينة لطولها يعني الإِبل. ويقال للنبْتِ إِذا اعْتَمَّ وشَبِعَتْ منه الإِبلُ: قد أَشرَعَتْ، وهذا نَبْتٌ شُراعٌ، ونحن في هذا شَرَعٌ سواءٌ وشَرْعٌ واحدٌ أَي سواءٌ لا يفوقُ بعضُنا بعضاً، يُحَرَّكُ ويُسَكَّنُ. والجمع والتثنية والمذكر والمؤنث فيه سواء. قال الأَزهري: كأَنه جمع شارِعٍ أَي يَشْرَعُون فيه معاً. وفي الحديث: أَنتم فيه شَرعٌ سواءٌ أَي متساوون لا فَضْل لأَحدِكم فيه على الآخر، وهو مصدر بفتح الراء وسكونها. وشَرْعُك هذا أَي حَسْبُك؛ وقوله أَنشده ثعلب: وكانَ ابنَ أَجمالٍ، إِذا ما تَقَطَّعَتْ صُدُورُ السِّياطِ، شَرْعُهُنَّ المُخَوِّفُ فسّره فقال: إِذا قطَّع الناسُ السِّياط على إِبلهم كفى هذه أَن تُخَوَّفَ. ورجل شَرْعُك من رجل: كاف، يجري على النكرة وصفاً لأَنه في نية الانفصال. قال سيبويه: مررت برجل شِرْعِكَ فهو نعت له بِكمالِه وبَذِّه، غيره: ولا يثنَّى ولا يجمع ولا يؤنَّث، والمعنى أَنه من النحو الذي تَشْرَعُ فيه وتَطْلُبُه. وأَشرَعَني الرجلُ: أَحْسَبَني. ويقال: شَرْعُكَ هذا أَي حَسْبُك. وفي حديث ابن مغفل: سأَله غَزْوانُ عما حُرِّمَ من الشَّرابِ فَعَرَّفَه، قال: فقلت شَرْعي أَي حَسْبي؛ وفي المثل: شَرْعُكَ مل بَلَّغَكَ المَحَلاَّ أَي حَسْبُكَ وكافِيكَ، يُضْرَبُ في التبليغ باليسير. والشَّرْعُ: مصدر شَرَعَ الإهابَ يَشْرَعُه شَرْعاً سَلَخَه، وقال يعقوب: إِذا شَقَّ ما بين رِجْلَيْه وسَلَخَه؛ قال: وسمعته من أُمِّ الحُمارِسِ البَكْرِيّةِ. والشِّرْعةُ: حِبالةٌ من العَقَبِ تُجْعَلُ شَرَكاً يصاد به القَطا ويجمع شِرَعاً؛ وقال الراعي: من آجِنِ الماءِ مَحْفُوفاً به الشِّرَعُ وقال أَبو زبيد: أَبَنَّ عِرِّيسةً عَنانُها أَشِبٌ، وعِنْدَ غابَتِها مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ الشِّرَعُ: ما يُشْرَعُ فيه، والشَّراعةُ: الجُرْأَةُ. والشَّرِيعُ: الرجل الشُّجاعُ؛ وقال أَبو وجْزةَ: وإِذا خَبَرْتَهُمُ خَبَرْتَ سَماحةً وشَراعةً، تَحْتَ الوَشِيجِ المُورِدِ والشِّرْعُ: موضع (* قوله «والشرع موضع» في معجم ياقوت: شرع، بالفتح، قرية على شرقي ذرة فيها مزارع ونخيل على عيون، ثم قال: شرع، بالكسر، موضع، واستشهد على كليهما.)، وكذلك الشّوارِعُ. وشَرِيعةُ: ماءٌ بعينه قريب من ضَرِيّةَ؛ قال الراعي: غَدا قَلِقاً تَخَلَّى الجُزْءُ منه، فَيَمَّمَها شَرِيعةَ أَو سَوارَا وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: وأَسْمَر عاتِك فيه سِنانٌ شُراعِيٌّ، كَساطِعةِ الشُّعاعِ قال: شُراعِيٌّ نسبة إِلى رجل كان يعمل الأَسِنَّة كأَن اسمه كان شُراعاً، فيكون هذا على قياس النسب، أَو كان اسمه غير ذلك من أَبْنِية شَرَعَ، فهو إِذاً من نادِرِ مَعْدُول النسب. والأَسْمَرُ: الرُّمح. والعاتِكُ: المُحْمَرُّ من قِدَمِه. والشَّرِيعُ من الليف: ما اشتَدَّ شَوْكُه وصلَحَ لِغِلَظِه أَنْ يُخْرَزَ به؛ قال الأَزهري: سمعت ذلك من الهجريين النَّخْلِيِّين. وفي جبال الدَّهْناءِ جبلٌ يقال له شارعٌ، ذكره ذو الرمّة في شعره. @شرجع: الشَّرْجَعُ: السرِيرُ يحمل عليه الميّت. والشَّرْجَعُ: الجَنازة؛ وأَنشد ابن بري لعَبْدة بن الطبيب: ولقد عَلِمْتُ بأَنَّ قَصْرِي حُفْرةٌ غَبْراءُ، يَحْمِلُني إِليها شَرْجَعُ الأَزهري: الشَّرْجَعُُّ النَّعْشُ؛ قال أُمَيّةُ بن أَبي الصلْت يذكر الخالِقَ وملَكُوتَه: ويُنَفِّدُ الطُّوفانَ نحن فِداؤُه، واقْتادَ شَرْجَعَه بَداحُ بَدِيدُ قال شمر: أَي هو الباقي ونحن الهالكُون. واقْتادَ أَي وَسَّع. قال: وشَرْجَعُه سَرِيرُه. وبَداحٌ بَدِيدٌ أَي واسِعٌ. والشَّرْجَعُ: الطويل. وشَرْجَعَ المِطْرقة والخشبة إِذا كانت مُرَبَّعةً فَنُحِتَتْ من حروفها، تقول منه: شَرْجِعْه. والمُشَرْجَعُ: المُطَوَّلُ الذي لا حرف لنواحيه من مطارق الحدّادين؛ قال الشاعر: كأَنَّ ما بَيْنَ عَيْنَيْها ومَذْبَحِها مُشَرْجَعٌ من عَلاة القَيْنِ، مَمْطُولُ ومِطْرقةٌ مُشَرْجَعةٌ أَي مُطَوَّلةٌ لا حروف لنواحيها؛ وأَنشد ابن برّيّ لخُفاف بن ندبة: جُلْمُود بِصْرٍ إِذا المِنْقارُ صادَفَه، فَلَّ المُشَرْجَعَ منها كلما يَقَعُ قال ابن بري: وأَما قول أَعْشى عُكْلٍ: أُقِيمُ على يَدِي وأُعِينُ رِجْلي، كأَنِّي شَرْجَعٌ بعد اعْتدالِ قال: لم يشرحه الشيخ، قال: وأَراد القَوْسَ، والله أَعلم. @شسع: شِسْعُ النعل: قِبالُها الذي يُشَدّ إِلى زِمامِها، والزِّمامُ: السيْرُ الذيث يُعْقَدُ فيه الشِّسْعُ، والجمع شُسُوعٌ، لا يكسَّر إِلا على هذا البناء. وشَسِعَتِ النعْلُ وقَبِلَتْ وشَرِكَتْ إِذا انقطع ذلك منها. ويقال للرجل المنقطع الشِّسْعِ: شاسِعٌ؛ وأَنشد: من آلِ أَخْنَسَ شاسِع النَّعْلِ يقول: مُنْقَطِعُه. وفي الحديث: إِذا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحدِكم فلا يَمْشِ في نَعْلٍ واحدةٍ؛ الشِّسْعُ: أَحد سُيُور النعل، وهو الذي يُدْخَلُ بين الإِصْبَعَيْن ويُدخل طَرَفُه في الثَّقْب الذي في صدر النعل المشْدود في الزِّمامِ، وإِنما نُهيَ عن المَشْي في نعل واحدة لئلا تكون احدى الرجلين أَرْفَعَ من الأُخرى، ويكونََّ سبباً للعِثار ويقبُح في المَنْظَر ويُعاب فاعله. وشَسَعَ النَّعْلَ يَشْسَعُها شَسْعاً وأَشْسَعَها: جَعَل لها شِسْعاً. وقال أَبو الغَوْثِ: شَسَّعْتُ، بالتشديد، وربما زادوا في الشسع نوناً؛ وأَنشد: ويلٌ لأَجْمال الكَرِيِّ مِنِّي، إِذا غَدَوْتُ وغَدَوْنَ، إِنِّي أَحْدُو بها مُنْقَطِعاً شِسْعَنِّي فأَدخل النون. وله شِسْعُ مال أَي قليل، وقيل: هو قِطْعة من إِبل وغنم، وكله إِلى القِلَّة يُشَبَّه بِشِسْعِ النعل. وقال المفضل: الشِّسْع جُلُّ مال الرجل. يقال: ذهب شِسْعُ مالِه أَي أَكثره؛ وأَنشد للمَرَّار: عَداني عن بَنِيَّ وشِسْعِ مالي حِفاظٌ شَفَّني، ودَمٌ ثقِيلُ ويقال: عليه شِسْعٌ من المالِ ونَصِيّةٌ وعنْصُلةٌ وعِنْصِيةٌ، وهي البَقِيَّةُ. والأَحْوَزُ: القُبَضةُ من الرِّعاء الحَسَنُ القيام على ماله، وهو الشِّسْعُ أَيضاً، وهو الشَّيْصِيةُ أَيضاً. وفلان شِسْعُ مال إِذا كان حَسَن القيام عليه كقولك إَبِلُ مالٍ وإِزاءُ مالٍ. وشِسْعُ المَكانِ: طَرَفُه. يقال: حَللْنَا شِسْعَي الدَّهناءِ. وكل شيءٍ نتَأَ وشَخَصَ، فقد شَسَعَ؛ قال بلال بن جرير: لها شاسِعٌ تَحْتَ الثِّيابِ، كأَنه قَفا الديك أَوْفَى عَرْفُه ثم طَرَّبا ويروى: أَوْفى غُرْفةً. وشَسَعَ يَشْسَعُ شُسُوعاً، فهو شاسِع وشَسُوعٌ، وشَسَعَ به وأَشْسَعَهُ: أَبْعَدَه. والشَّاسِعُ: المكان البعيد. وشَسَعَتْ دارُه شُسُوعاً إِذا بَعُدَت. وفي حديث ابن أُمّ مكتوم: إِنِّي رجل شاسِعُ الدَّارِ أَي بعيدها. وشَسِعَ الفرَسُ شَسَعاً: انْفَرَجَ ما بين ثَنِيَّته ورَباعِيَتِه، وهو من البُعْد. والشَّسْعُ: ما ضاق من الأَرض. @شعع: الشُّعاعُ: ضَوْءُ الشمس الذي تراه عند ذُرُورِها كأَنه الحبال أَو القُضْبانُ مُقْبِلةً عليك إِذا نظرت إِليها، وقيل: هو الذي تراه مُمْتَدًّا كالرِّماحِ بُعَيْدَ الطلوع، وقيل: الشُّعاعُ انتشارُ ضوئِها؛ قال قيس ابن الخطيم: طَعَنْتُ ابنَ عبدِ القَيْسِ طَعْنَةَ ثائِرِ، لها نَفَذٌ، لولا الشَّعاعُ أَضاءَها وقال أَبو يوسف: أَنشدني ابن معن عن الأَصمعي: لولا الشُّعاع، بضم الشين، وقال: هو ضوءُ الدم وحُمْرَتُه وتَفَرُّقُه فلا أَدري أَقاله وضعاً أَم على التشبيه، ويروى الشَّعاعُ، بفتح الشين، وهو تَفَرُّق الدَّمِ وغيره، وجمع الشُّعاعِ أَشِعَّةٌ وشُعُعٌ. وفسر الأَزهريّ هذا البيت فقال: لولا انْتِشارُ سَنَنِ الدَّمِ لأَضاءَها النَّفَذُ حتى تستبين، وقال أَيضاً: شعاع الدَّمِ ما انْتَشر إِذا اسْتَنَّ من خَرْق الطَّعْنةِ. ويقال: سَقَيْتُه لَبَناً شَعاعاً أَي ضَياحاً أُكْثِرَ ماؤُه، قال: والشَّعْشَعةُ بمعنى المَزْجِ منه. ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: إِنَّ الشهر قد تَشَعْشَعَ فلو صُمْنا بَقِيَّتَه، كأَنه ذَهب به إِلى رِقَّة الشهر وقِلَّةِ ما بقي منه كما يُشَعْشَعُ اللبن بالماء. وتَشَعْشَعَ الشهرُ: تَقَضَّى إِلاَّ أَقَلَّه. وقد روي حديث عمر، رضي الله عنه، نَشَعْسَعَ من الشُّسُوعِ الذي هو البعد، بذلك فسَّره أَبو عبيد، وهذا لا يُوجِبُه التصرِيفُ. وأشَعَّت الشمسُ: نَشَرَتْ شُعاعَها؛ قال: إِذا سَفَرَتْ تَلأْلأُ وَجْنَتاها، كإِشْعاعِ الغَزالةِ في الضَّحاءِ ومنه حديث ليلة القَدْرِ: وإِنَّ الشمس تَطلُعُ من غَدِ يومها لا شُعاعَ لها، الواحدة شُعاعةٌ. وظِلٌ شَعْشَعٌ أَي ليس بكثيف، ومُشَعْشَعٌ أَيضاً كذلك، ويقال: الشَّعْشَعُ الظِّلُّ الذي لم يُظِلّك كلُّه ففيه فُرَجٌ. وشَعُّ السُّنبل وشَعاعُه وشِعاعُه وشُعاعُه: سَفاه إِذا يَبِسَ ما دام على السُّنْبُلِ. وقد أَشَعَّ الزرْعُ: أَخرج شَعاعَه. أَبو زيد: شاعَ الشيءُ يَشِيعُ وشَعَّ يَشِعُّ شَعّاً وشَعاعاً كلاهما إِذا تَفَرَّقَ، وشَعْشَعْنا عليهم الخيلَ نُشَعْشِعُها. والشَّعاعُ: المتفرِّق. وتَطايَرَ القوم شَعاعاً أَي متفرِّقين. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: سَتَرَوْن بعدي مُلْكاً عَضُوضاً وأُمَّةً شَعاعاً أَي متفرِّقين مختلفين. وذهبَ دمُه شَعاعاً أَي متفرِّقاً. وطارَ فؤَادُه شَعاعاً تَفَرَقتْ هُمَومُه. يقال ذهبت نفسي شَعاعاً إِذا انتشر رأْيها فلم تتجه لأَمْر جَزْم، ورجل شَعاعُ الفُؤَاد منه. ورأْي شَعاعٌ أَي مُتَفَرِّقٌ. ونفْس شَعاع: متفرِّقة قد تفرَّقَتْ هِمَمُها؛ قال قيس بن ذَريح: فلم أَلْفِظْكِ مِنْ شِبَعٍ، ولَكِنْ أُقَضِّي حاجةَ النَّفْسِ الشَّعاعِ وقال أَيضاً: فقَدْتُكِ مِن نَفْسٍ شَعاعٍ، أَلَمْ أَكُنْ نَهَيْتُكِ عن هذا وأَنْتِ جَميعُ؟ قال ابن برِّيّ: ومثل هذا لقيس بن معاذ مجنون بني عامر: فَلا تَتْرُكي نَفْسِي شَعاعاً، فإِنَّها من الوَجْدِ قَدْ كادَتْ عَلَيْكِ تَذُوبُ والشَّعْشاعُ أَيضاً: المُتَفَرِّقُ؛ قال الراجز: صَدْقُ اللِّقاءِ غَيْرُ شَعْشاعِ الغَدَرْ يقول: هو جميع الهِمة غير متفرقها. وتَطايَرَتِ العَصا والقَصَبةُ شَعاعاً إِذا ضربت بها على حائط فَتَكَسَّرتْ وتطايرت قِصَداً وقِطَعاً. وأَشَعَّ البعيرُ بَوْله أَي فَرَّقَه وقَطَّعه، وكذلك شَعَّ بولَه يَشُعُّه أَي فرَّقه أَيضاً فَشَعَّ يَشِعُّ إِذا انتَشر وأَوْزَعَ به مثله. ابن الأَعرابي: شَعَّ القومُ إِذا تَفَرَّقُوا؛ قال الأَخطل: عِصابةُ سَبْيٍ شَعَّ أَنْ يُتَقَسَّما أَي تَفَرَّقُوا حِذارَ أَن يُتَقَسَّموا. قال: والشَّعُّ العَجَلةُ. قال: وانْشَعَّ الذئب في الغنم وانْشلَّ فيها وانْشَنَّ وأَغار فيها واستغار بمعنى واحد. ويقال لبيت العَنْكَبُوت: الشُّعُّ وحُقُّ الكُهول. وشَعْشَعَ الشَّرابَ شَعْشَعَةً: مزَجَه بالماء، وقيل: المُشَعْشَعة الخَمْرُ التي أُرِقَّ مَزْجُها. وشَعْشَعَ الثَّريدةَ الزُّرَيْقاءَ: سَغْبَلَها بالزَّيْت، يقال: شَعْشِعْها بالزَّيْت. وفي حديث وائِلةَ بن الأَسْقَع: أَنَّ النبي، ﷺ، ثَرَدَ ثَرِيدةً ثم شَعْشَعَها ثم لبَّقها ثم صَعْنَبَها؛ قال ابن المبارك: شَعْشَعَها خلَط بعضَها ببعض كما يُشَعْشَعُ الشرابُ بالماء إِذا مُزِجَ به، ورُوِيتْ هذه اللفظةُ سَغْسَغَها، بالسين المهملة والغين المعجمة، أَي روَّاها دَسَماً. وقال بعضهم: شَعْشَعَ الثريدة إِذا رفع رأْسها، وكذلك صَعْلَكَها وصعْنَبَها. وقال ابن شميل: شَعْشَعَ الثَّريدة إِذا أَكْثَرَ سَمْنَها، وقيل: شَعْشَعَها طَوَّلَ رأْسها من الشَّعْشاعِ، وهو الطويل من الناس، وهو في الخمر أَكثر منه في الثريد. والشَّعْشَّعُ والشَّعْشاعُ والشَّعْشَعانُ والشَّعْشَعانيُّ: الطَّوِيلُ الحَسنُ الخفيفُ اللحْمِ، شُبِّه بالخمر المُشَعْشَعةِ لِرِقَّتِها، ياءُ النسب فيه لغير علة، إِنما هو من باب أَحمرَ وأَحْمَرِيٍّ ودوَّارٍ ودَوَّارِيٍّ؛ ووصف به العجاج المِشْفَرَ لطوله ورِقَّتِه فقال: تُبادِرُ الحَوْضَ، إِذا الحَوْضُ شُغِلْ، بِشَعْشَعانيٍّ صُهابيٍّ هَدِلْ، ومَنْكِباها خَلْفَ أَوْراكِ الإِبِلْ وقيل: الشَّعْشاعُ الطويل، وقيل: الحسَن؛ قال ذو الرمة: إِلى كُلِّ مَشْبُوحِ الذِّراعينِ، تُتَّقَى بهِ الحَرْبُ، شَعْشاعٍ وآخَرَ فَدْغَمِ وفي حديث البَّيْعةِ: فجاء أَبْيَضُ شَعْشاعٌ أَي طويل. ومنه حديث سفيان بن نُبَيْح: تراهُ عَظِيماً شَعْشَعاً، وقيل: الشَّعْشاعُ والشَّعْشَعانيُّ والشَّعْشَعانُ الطويلُ العُنقِ من كل شيء. وعُنُقٌ شَعْشاعٌ: طويل. والشَّعْشَعانةُ مِن الإِبل: الجَسِيمةُ، وناقة شَعْشَعانة؛ قال ذو الرمة:هَيْهاتَ خَرقاءُ إِلاَّ أَنْ يُقَرِّبَها ذُو العَرْشِ، والشَّعْشَعاناتُ العَياهِيم ورجل شُعْشُعٌ: خفيف في السفر. وقال ثعلب: غلام شُعْشُع خفيف في السفر، فقَصَره على الغلام. ويقال: الشُّعْشُعُ الغلام الحسَنُ الوجه الخفيف الرُّوحِ، بضم الشين. وقال الأَزهري في آخر هذه الترجمة: كلُّ ما مضى في الشَّعاعِ فهو بفتح الشين، وأَما ضَوءُ الشمس فهو الشُّعاعُ، بضم الشين، والشَّعَلَّع: الطويل، بزيادة اللام. @شعلع: الشَّعَلَّعُ: الطوِيلُ. @شفع: الشفع: خلاف الوَتْر، وهو الزوج. تقول: كانَ وَتْراً فَشَفَعْتُه شَفْعاً. وشَفَعَ الوَتْرَ من العَدَدِ شَفْعاً: صيَّره زَوْجاً؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي لسويد بن كراع وإِنما هو لجرير: وما باتَ قَوْمٌ ضامِنينَ لَنا دَماً فَيَشْفِينَا، إِلاَّ دِماءٌ شَوافِعُ أَي لم نَكُ نُطالِبُ بِدَمِ قتيل منّا قوماً فَنَشْتَفيَ إِلا بقتل جماعة، وذلك لعزتنا وقوتنا على إِدراك الثَّأْر. والشَّفِيعُ من الأَعْداد: ما كان زوجاً، تقول: كان وَتْراً فشَفَعْتُه بآخر؛ وقوله: لِنَفْسِي حدِيثٌ دونَ صَحْبي، وأَصْبَحَتْ تَزِيدُ لِعَيْنَيَّ الشُّخُوصُ الشَّوافِعُ لم يفسره ثعلب؛ وقوله: ما كانَ أَبْصَرَني بِغِرَّاتِ الصِّبا، فالآنَ قد شُفِعَتْ ليَ الأَشْباحُ معناه أَنه يحسَبُ الشخص اثنين لضَعْفِ بصره. وعين شافِعةٌ: تنظُر نَظَرَيْنِ. والشَّفْعُ: ما شُفِع به، سمي بالمصدر، والجمع شِفاعٌ؛ قال أَبو كبير: وأَخُو الإِباءَةِ، إِذْ رَأَى خُلاَّنَه، تَلَّى شِفاعاً حوْلَه كالإِذْخِرِ شَبَّهَهم بالإِذْخِرِ لأَنه لا يكاد ينبُتُ إِلا زَوْجاً زَوْجاً. وفي التنزيل: والشَّفْعِ والوَتْرِ. قال الأَسود بن يزيد: الشَّفْعُ يَوْمُ الأَضْحى، والوَتْرُ يومُ عَرَفةَ. وقال عطاء: الوتْرُ هو الله، والشفْع خلْقه. وقال ابن عباس: الوَتر آدمُ شُفِعَ بزَوْجَتِه، وقيل في الشفْع والوتْر: إِنّ الأَعداد كلها شَفْع وَوِتْر. وشُفْعةُ الضُّحى: رَكْعتا الضحى. وفي الحديث: مَنْ حافَظَ على شُفْعةِ الضُّحى غُفِرَ له ذنوبُه، يعني ركعتي الضحى من الشفْعِ الزَّوْجِ، يُرْوى بالفتح والضم، كالغَرْفة والغُرْفة، وإِنما سمّاها شَفْعة لأَنها أَكثر من واحدة. قال القتيبي: الشَّفْعُ الزَّوْجُ ولم أَسمع به مؤنثاً إِلا ههنا، قال: وأَحسَبُه ذُهِبَ بتأْنيثه إِلى الفَعْلةِ الواحدة أَو إِلى الصلاةِ. وناقة شافِعٌ: في بطنها ولد يَتْبَعُها أو يَتْبَعُها ولد بَشْفَعَها، وقيل: في بطنها ولو يَسْبعُها آخَرُ ونحو ذلك تقول منه: شَفَعَتِ الناقةُ شَفْعاً؛ قال الشاعر:وشافِعٌ في بَطْنِها لها وَلَدْ، ومَعَها مِن خَلْفِها لها ولَدْ وقال: ما كانَ في البَطْنِ طَلاها شافِعُ، ومَعَها لها وليدٌ تابِعُ وشاةٌ شَفُوعٌ وشافِعٌ: شَفَعها ولَدُها. وفي الحديث: أَن رسول الله، ﷺ، بَعَثَ مُصَدِّقاً فأَتاه رجل بشاة شافِعٍ فلم يأْخُذْها فقال: ائْتِني بِمُعْتاطٍ؛ فالشافِعُ: التي معَها ولدها، سمّيت شافِعاً لأَن ولدها شَفَعها وشفَعَتْه هي فصارا شَفْعاً. وفي رواية: هذه شاةُ الشافِعِ بالإِضافة كقولهم صلاةُ الأُولى ومَسْجِدُ الجامِع. وشاةٌ مُشْفِعٌ: تُرْضِعُ كل بَهْمةٍ؛ عن ابن الأَعرابي. والشَّفُوعُ من الإِبل: التي تَجْمع بين مِحْلَبَيْنِ في حَلْبةٍ واحدة، وهي القَرُونُ. وشَفَعَ لي بالعَداوة: أَعانَ عَليّ؛ قال النابغة: أَتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بِغْضةً، له مِنْ عَدُوٍّ مِثْلُ ذلك شافِعُ وتقول: إِنَّ فلاناً ليَشْفَعُ لي بعَداوةٍ أَي يُضادُّني؛ قال الأَحوص: كأَنَّ مَنْ لامَني لأَصْرِمَها، كانُوا عَلَيْنا بِلَوْمِهِمْ شَفَعُوا معناه أَنهم كانوا أَغْرَوني بها حين لامُوني في هَواها، وهو كقوله: إِنَّ اللَّوْم إِغْراءُ وشَفَع لي يَشْفَعُ شَفاعةً وتَشَفَّعَ: طَلب. والشَّفِيعُ: الشَّافِعُ، والجمع شُفَعاء، واسْتَشْفَعَ بفُلان على فلان وتَشَفَّع له إِليه فشَفَّعَه فيه. وقال الفارسيّ: اسْتَشْفَعه طلَب منه الشَّفاعةَ أَي قال له كُنْ لي شافِعاً. وفي التنزيل: من يَشْفَعْ شَفاعةً حسَنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كِفْلٌ منها. وقرأَ أَبو الهيثم: من يَشْفَعُ شَفاعةً حسَنة أَي يَزْدادُ عملاً إِلى عَمَل. وروي عن المبرد وثعلب أَنهما قالا في قوله تعالى: مَنْ ذا الذي يَشْفَعُ عنده إِلاّ بإِذنه، قالا: الشفاعة الدُّعاءُ ههنا. والشَّفاعةُ: كلام الشَّفِيعِ لِلْمَلِكِ في حاجة يسأَلُها لغيره. وشَفَعَ إِليه: في معنى طَلَبَ إِليه. والشَّافِعُ: الطالب لغيره يَتَشَفَّعُ به إِلى المطلوب. يقال: تَشَفَّعْتُ بفلان إِلى فلان فَشَفّعَني فيه، واسم الطالب شَفِيعٌ؛ قال الأَعشى: واسْتَشْفَعَتْ مَنْ سَراةِ الحَيِّ ذا ثِقةٍ، فَقَدْ عَصاها أَبُوها والذي شَفَعا واسْتَشْفَعْتُه إِلى فلان أَي سأَلته أَن يَشْفَعَ لي إِليه؛ وتَشَفَّعْتُ إِليه في فلان فشَفَّعَني فيه تَشْفِيعاً؛ قال حاتم يخاطب النعمان:فَكَكْتَ عَدِيًّا كُلَّها من إِسارِها، فَأَفْضِلْ وشَفِّعْني بِقَيْسِ بن جَحْدَرِ وفي حديث الحُدُود: إِذا بَلَغَ الحَدُّ السلطانَ فَلَعَنَ اللهُ الشَّافِعَ والمُشَفِّعَ. وقد تكرر ذكر الشَّفاعةِ في الحديث فيما يتَعَلَّق بأُمُور الدنيا والآخرة، وهي السُّؤالُ في التَّجاوُزِ عن الذنوب والجَرائِمِ. والمُشَفِّعُ: الذي يَقْبَل الشفاعة، والمُشَفَّعُ: الذي تُقْبَلُ شَفاعَتُه. والشُّفْعَةُ والشُّفُعَةُ في الدَّارِ والأَرضِ: القَضاء بها لصاحِبها. وسئل أَبو العباس عن اشتِقاقِ الشُّفْعةِ في اللغة فقال: الشُّفْعَةُ الزِّيادةُ وهو أَنْ يُشَفِّعَك فيما تَطْلُب حتى تَضُمَّه إِلى ما عندك فَتَزِيدَه وتَشْفَعَه بها أَي أَن تزيده بها أَي أَنه كان وتراً واحداً فَضَمَّ إِليه ما زاده وشَفَعَه به. وقال القتيبي في تفسير الشُّفْعة: كان الرجل في الجاهلية إِذا أَراد بَيْعَ منزل أَتاه رجل فشَفَع إِليه فيما باعَ فَشَفَّعَهُ وجَعَله أَولى بالمَبِيعِ ممن بَعُدَ سَبَبُه فسميت شُفْعَةً وسُمِّي طالبها شَفِيعاً. وفي الحديث: الشُّفْعَةُ. في كُلّ ما يُقْسَمُ، الشفعة في الملك معروفة وهي مشتقة من الزيادة لأَن الشفِيع يضم المبيع إِلى ملكه فَيَشْفَعُه به كأَنه كان واحداً وتراً فصار زوجاً شفعاً. وفي حديث الشعبي: الشُّفْعة على رؤوس الرجال؛ هو أَن تكون الدَّار بين جماعة مختلفي السِّهام فيبيع واحد منهم نصيبه فيكون ما باع لشركائه بينهم على رؤوسهم لا على سِهامِهم. والشفِيعُ: صاحب الشُّفْعة وصاحبُ الشفاعةِ، والشُّفْعةُ: الجُنُونُ، وجمعها شُفَعٌ، ويقال للمجنون مَشْفُوعٌ ومَسْفُوعٌ؛ ابن الأَعرابي: في وجهه شَفْعةٌ وسَفْعةٌ وشُنْعةٌ ورَدَّةٌ ونَظْرةٌ بمعنى واحد. والشُّفْعةُ: العين. وامرأَة مَشْفُوعةٌ: مُصابةٌ من العين، ولا يوصف به المذكر. والأَشْفَعُ: الطوِيلُ. وشافِعٌ وشفِيعٌ: اسمان. وبنو شافِعٍ: من بني المطلب بنِ عَبد مناف، منهم الشافعيّ الفقيهُ الإِمام المجتهد، رحمه الله ونفعنا به. @شقع: شَقَعَ في الإِناءِ يَشْقَعُ شَقْعاً إِذا شَرِبَ وكَرَعَ منه، وقيل: شَقَعَ شَرِبَ بغير إِناءٍ كَكَرع. ويقال: قَمَعَ ومَقَعَ وقَبَعَ كل ذلك من شِدّة الشرب. ويقال: شَقَعَه بعينه إِذا لقَعَه، وقيل: شَقَعَه ولَقَعَه بمعنى عانَه. قال الأَزهريّ: لَقَعه معروف وشَقَعه مُنْكَر لا أَحُقّه. @شقدع: الشُّقْدُعُ: الضِّفْدَعُ الصغير. @شكع: شَكِعَ يَشْكَعُ شَكَعاً، فهو شاكِعٌ وشَكِعٌ وشَكُوعٌ: كَثُرَ أَنِينُه وضَجَرُه من المرض والوجَعِ يُقْلِقُه، وقيل: الشَّكِعُ الشديدُ الجَزَعِ الضُّجُورُ، والشَّكَعُ، بالتحريك: الوجَعُ والغضَبُ. ويقال لكل مُتَاَذٍّ من شيء: شَكِعٌ وشاكِعٌ. وباتَ شَكِعاً أَي وَجِعاً لا ينام. وشَكِعَ، فهو شَكِعٌ: طال غضَبُه، وقيل: غَضِبَ. وأَشْكَعَه: أَغْضَبَه، ويقال: أَمَلَّه وأَضْجَرَه. الأَحمر: أَشْكَعَنِي وأَحْمَشَني وأَدْرأَني وأَحْفَظَنِي كلُّ ذلك أَغْضَبَنِي. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لَمّا دَنا من الشام ولقِيَه الناسُ جعَلوا يَتَراطَنُون فأَشْكَعَه ذلك وقال لأَسْلَم: إِنهم لن يَرَوْا على صاحِبِك بَزّةَ قَوْمٍ غضِبَ الله عليهم. الشَّكَعُ، بالتحريك: شدّة الضَّجر، وقيل أَغْضَبَه (* قوله «شدة الضجر وقيل أغضبه كذا بالأصل والذي في النهاية بعد قوله شدة الضجر: يقال شكع وأَشكعه غيره وقيل معناه أغضبه.). وفي الحديث: أَنه دخل على عبد الرحمن ابن سهيل وهو يَجُودُ بنفسِه فإِذا هو شَكِعُ البِزَّةِ أَي ضَجِرُ الهيئة والحالةِ. وشَكِعَ شَكَعاً: غَرِضَ. وشَكِعَ شَكَعاً: مالَ، ويقال للبخِيل اللئيم: شَكِعٌ. والشُّكاعَى: نَبْتٌ؛ قال الأَزهري: رأَيته بالبادية وهو من أَحْرار البُقُولِ. والشُّكاعَى: شجرة صغيرة ذاتُ شَوْك قيل هو مِثْلُ الحُلاوَى لا يكاد يُفْرَقُ بينهما، وزَهْرَتُهاحَمْراءُ ومَنْبَتُها مثل مَنْبَتِ الحُلاوَى، ولهما جميعاً (* قوله «ولهما جميعاً إلخ كذا بالأصل.) يابستين ورطبتين، وهما كثيرتا الشوكن وشَوْكُهما أَلْطَفُ من شوْك الخُلّةِ، ولهما ورق صغير مثل ورق السَّذابِ يقع على الواحد والجمع، وربما سَلِمَ جمعها، وقد يقال شَكاعَى، بالفتح؛ قال ابن سيده: ولم أَجد ذلك معروفاً، وقال أَبو حنيفة: الشُّكاعَى من دِقّ النبات وهي دَقِيقةُ العيدان صغيرة خضراءُ والناس يَتَداوَوْنَ بها؛ قال عمرو بن أَحمر الباهلي يذكر تَداوِيَه بها، وقد شُفِيَ بَطْنُه: شَرِبْتُ الشُّكاعَى والتَدَدْتُ أَلِدَّةً، وأَقْبَلْتُ أَفْواهَ العُروقِ المَكاوِيا قال: واسمها بالفارسية جرحه، الأَخفش: شُكاعاةٌ، فإِذا صح ذلك فأَلفها لغير التأْنيث، قال سيبويه: هو واحد وجمع، وقال غيره: الواحدة منها شُكاعةٌ، والشُّكاعة: شَوْكةٌ تملأ فم البعير لا ورق لها إِنما هي شَوْكٌ وعِيدانٌ دِقاق أَطرافها أَيضاً شوك، وجمعها شُكاعٌ، وما أَدرِي أَين شَكَعَ أَي ذهَب، والسين أَعلى. @شلع: قال الفراء: الشَّلَّعُ الطويلُ. @شمع: الشَّمَعُ والشَّمْعُ: مُومُ العَسل الذي يُسْتَصْبَحُ به، الواحدة شَمَعةٌ وشَمْعة؛ قال الفراء: هذا كلام العرب والمُوَلَّدون يقولون شَمْعٌ، بالتسكين، والشَّمَعةُ أَخص منه؛ قال ابن سيده: وقد غَلِطَ لأَن الشَّمَع والشَّمْعَ لغتان فصيحتان. وقال ابن السكيت: قُلِ الشَّمَعَ للموم ولا تقل الشَّمْعَ. وأَشْمَعَ السِّراجُ: سَطَع نورُه؛ قال الراجز: كَلَمْحِ بَرْقٍ أَو سِراجٍ أَشْمَعا والشَّمْعُ والشُّمُوعُ والشِّماعُ والشِّماعةُ والمَشْمَعةُ: الطَّرَبُ والضَّحِك والمِزاحُ واللَّعِبُ. وقد شَمَعَ يَشْمَعُ شَمْعاً وشُمُوعاً ومَشْمَعةً إِذا لم يَجِدَّ؛ قال المتنخل الهذلي يذكر أَضيافَه: سَأَبْدَؤُهُمْ بِمَشمَعةٍ، وأَثْنِي بِجُهْدِي من طَعامٍ أَو بِساطِ أَراد من طَعامٍ وبِساطٍ، يريد أَنه يبدأُ أَضيافه عند نزولهم بالمِزاحِ والمُضاحكة ليُؤَنِّسَهم بذلك، وهذا البيت ذكره الجوهري: وآتي بِجُهْدِي؛ قال ابن بري: وصوابه وأَثْنِي بجُهْدي أَي أُتْبِعُ، يريد أَنه يَبْدَأُ أَضيافَه بالمَِزاحِ لِيَنْبَسِطُوا ثم يأْتيهم بعد ذلك بالطعام. وفي الحديث: من تَتَبَّع المَشْمَعةَ يُشَمِّعُ اللهُ به؛ أَراد ، صلى الله عليه وسلم، أَنَّ مَن كان مِن شأْنه العَبَثُ بالناس والاستهزاءُ أَصارَه الله تعالى إِلى حالة يُعْبَثُ به فيها ويُسْتَهْزَأُ منه، فمن أَراد الاستهزاء بالناس جازاه الله مُجازاةَ فِعْلِه. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: إِذا كنا عندك رَقَّت قلوبنا وإِذا فارقناكَ شَمَعْنا أَو شَمَمْنا النساء والأَولادَ أَي لاعَبْنا الأَهْلَ وعاشَرْناهُنّ، والشِّماعُ: اللَّهْوُ واللَّعِبُ. والشَّمُوعُ: الجارية اللَّعُوبُ الضَّحُوكُ الآنِسةُ، وقيل: هي المَزّاحةُ الطَّيِّبةُ الحديث التي تُقَبِّلُكَ ولا تُطاوِعُك على سِوَى ذلك، وقيل: الشَّمُوعُ اللَّعُوبُ الضحوك فقط، وقد شَمَعَتْ تَشْمَعُ شَمْعاً وشُمُوعاً. ورجل شَموعٌ: لَعُوبٌ ضَحُوكٌ، والفِعْلُ كالفِعْل والمصدر كالمصدر؛ وقولُ أَبي ذُؤَيْبٍ يصف الحِمارَ: فَلَبِثْنَ حِيناً يَعْتَلِجْنَ بِرَوْضة، فَيَجِدُّ حِيناً في المِراحِ ويَشْمَعُ قال الأَصمعي: يَلْعَبُ لا يُجادُّ. @شنع: الشَّناعةُ: الفَظاعةُ، شَنُعَ الأَمرُ أَو الشيء شَناعةً وشَنَعاً وشُنعاً وشُنُوعاً: قَبُح، فهو شَنِيعٌ، والاسم الشُّنْعةُ؛ فأَما قول عاتكة بنت عبد المطلب: سائِلْ بِنا في قَوْمِنا، ولْيَكْفِ من شرٍّ سَماعُهْ قَيْساً، وما جَمَعُوا لَنا في مَجْمَعٍ باقٍ شَناعُهْ فقد يكون شَناعٌ من مصادر شَنُعَ كقولهم سَقُمَ سَقاماً، وقد يجوز أَن تريد شناعته فحذفُ الهاء للضرورة كما تأَوَّل بعضهم قول أَبي ذؤيب: أَلا لَيْتَ شِعْرِي، هَلْ تَنَظَّر خالِدٌ عِيادِي على الهِجْرانِ أَمْ هو يائِسُ؟ من أَنه أَراد عيادتي فحذف التاء مُضْطَرّاً. وأَمرٌ أَشْنَعُ وشَنِيعٌ: قَبِيحٌ؛ ومنه قول أَبي ذؤَيب: مُتَحامِيَيْن المَجْدَ كلٌّ واثِقٌ بِبَلائه، واليَوْمُ يَوْمٌ أَشْنَعُ (* قوله «متحاميين المجد في شرح القاموس: يتناهبان المجد.) ومثله لمتمم بن نُويْرة: ولقد غُبِطْتُ بما أُلاقي حِقْبةً، ولقد يَمُرُّ عليَّ يَوْمٌ أَشْنَعُ وفي حديث أَبي ذر: وعنده امرأَة سوْداء مُشَنَّعةٌ أَي قبِيحةٌ. يقال: مَنْظَرٌ شَنِيعٌ وأَشْنَعُ ومُشَنَّعٌ. وشَنَّع عليه الأَمرَ تشْنيعاً: قَبَّحَه. وشَنِعَ بالأَمر (* قوله «وشنع بالامر في القاموس: ورأى امراً شنع به كعلم شنعأ بالضم اي استشنعه.) شُنْعاً واسْتَشْنَعه: رآه شَنِيعاً. وتَشَنَّعَ القومُ: قَبُحَ أَمرُهم باختِلافِهم واضْطِرابِ رأْيِهم؛ قال جرير: يَكْفِي الأَدِلَّةَ بعد سُوءِ ظُنُونِهم مَرُّ المَطِيِّ، إِذا الحُداةُ تَشَنَّعُوا وتَشَنَّع فُلان لهذا الأَمر إِذا تَهَيَّأَ له. وتَشَنَّع الرجل: هَمّ بأَمْرٍ شَنِيعٍ؛ قال الفرزدق: لَعَمْري، لقد قالَتْ أُمامةُ إِذْ رَأَتْ جَريراً بِذاتِ الرَّقْمَتَيْنِ تَشَنَّعا وشَنَعَه شَنْعاً: سَبَّه؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل: اسْتَقْبَحَه وسَئِمَهُ (* قوله «وسئمه هو كذلك في الصحاح، والذي في القاموس: وشتمه.)؛ وأَنشد لكثير: وأَسماءُ لا مَشْنُوعةٌ بِمَلامةٍ لَدَيْنا، ولا مَقْلِيّةٌ باعْتِلالِها (* قوله «مقلية كتب بطرة الأصل في نسخة: معذورة.) والشَّنَعُ والشَّناعةُ والمَشْنُوعُ كلُّ هذا من قُبْحِ الشيء الذي يُسْتَشْنَعُ قُبْحُه، وهو شَنِيعٌ أَشْنَعُ، وقصة شَنْعاءُ ورجل أَشْنَعُ الخلق؛ وأَنشد شمر: وفي الهامِ منه نَظْرةٌ وشُنُوعُ أَي قُبْح يتعجب منه. وقال الليث: تقول رأَيت أَمراً شَنِعْتُ به شُنْعاً أَي اسْتَشْنَعْتُه؛ وأَنشد لمرْوان: فَوِّضْ إِلى اللهِ الأُمورَ، فإِنه سَيَكْفيكَ، لا يَشْنَعْ بِرأْيِكَ شانِعُ أَي لا يَسْتَقْبِحُ رأَيَك مُسْتَقْبِحٌ. وقد اسْتَشْنَعَ بفلان جَهْلُه: خَفَّ، وشَنَعَنا فُلان وفَضَحنا. والمَشْنوع: المشهور. والتَّشْنِيعُ: التَّشْمير. وشَنَّع الرجلُ: شَمَّر وأَسْرعَ. وشَنَّعَتِ الناقةُ وأَشْنَعَتْ وتَشَنَّعَتْ: شَمَّرَت في سَيْرِها وأَسْرَعَتْ وجَدَّت، فهي مُشَنِّعةٌ؛ قال الراجز: كأَنَّه حِينَ بَدا تَشَنُّعُهْ، وسالَ بعد الهَمَعانِ أَخْدَعُهْ، جأْبٌ بِأَعْلى قُنَّتَيْنِ مَرْتَعُه والتشنُّع: الجِدّ والانْكِماشُ في الأَمر؛ عن ابن الأَعرابي، تقول منه: تشَنَّعَ القومُ. والشَّنَعْنَعُ: الرجل الطوِيلُ. وتَشَنَّعْتُ الغارةَ: بَثَثْتُها، والفرسَ والرّاحلةَ والقِرْنَ: رَكِبْتُه وعَلَوْتُه، والسِّلاحَ: لَبِسْتُه. @شوع: الشَّوَعُ: انْتِشارُ الشَّعر وتَفَرُّقُه كأَنه شَوْك؛ قال الشاعر:ولا شَوَعٌ بخَدَّيْها، ولا مُشْعَنَّةٌ قَهْدا ورجل أَشْوَعُ وامرأَة شَوْعاءُ، وبه سمي الرجل أَشْوَعَ. ابن الأَعرابي: شَوُعَ رأْسُه يَشُوعُ شَوْعاً إِذا اشْعانَّ، قال الأَزهري: هكذا رواه عنه أَبو عمرو، والقِياسُ شَوِعَ يَشْوَعُ شَوَعاً. ابن الأَعرابي: يقال للرجل شُعْ شُعْ إِذا أَمرته بالتَّقَشُّفِ وتطويل الشعر، ومنه قيل: فُلانٌ ابن أَشْوَعَ. وبَوْلٌ شاعٌ: مُنْتَشِرٌ مُتَفَرِّق؛ قال ذو الرمة: يُقَطِّعْنَ لِلإِبْساسِ شاعاً كأَنَّه جَدايا، على الأَنْساءِ مِنها بَصائِر وشَوَّعَ القومَ: جمعهم؛ وبه فسر قول الأَعشى: نُشَوِّعُ عُوناً ونَجتابُها قال: ومنه شِيعةُ الرجل، والأَكثر أَن تكون عين الشِّيعة ياء لقولهم أَشياعٌ، اللهم إِلا أَن يكون من باب أَعياد أَو يكون يُشَوِّعُ على المُعاقبة. وشاعةُ الرجل: امرأَتُه، وإِن حملتها على معنى المُشايَعةِ واللُّزوم فأَلفها ياء. ومضَى شَوْعٌ من الليل وشُواعٌ أَي ساعة؛ حكي عن ثعلب ولست منه على ثقة. والشُّوعُ، بالضم: شجر البان، وهو جَبَليٌّ؛ قال أُحَيْحَةُ بن الجُلاح يصف جبلاً: مُعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جَبّاره، بِجافَتَيْه، الشُّوعُ والغِرْيَفُ، وهذا البيت اسْتَشْهَد الجوهريّ بعَجُزه ونسبه لقيس ابن الخطيم، ونسبه ابن بَرّي أَيضاً لأُحَيْحةَ بن الجُلاح، وواحدتُه شُوعةٌ وجمعها شِياعٌ. ويقال: هذا شَوْعُ هذا، بالفتح، وشَيْعُ هذا للذي وُلِدَ بعده ولم يُولَدْ بينهما. @شيع: الشَّيْعُ: مِقدارٌ من العَدَد كقولهم: أَقمت عنده شهراً أَو شَيْعَ شَهْرٍ. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: بَعْدَ بَدْرٍ بِشهر أَو شَيْعِه أَي أَو نحو من شهرٍ. يقال: أَقمت به شهراً أَو شَيْعَ شهر أَي مِقْدارَه أَو قريباً منه. ويقال: كان معه مائةُ رجل أَو شَيْعُ ذلك، كذلك. وآتِيكَ غَداً أَو شَيْعَه أَي بعده، وقيل اليوم الذي يتبعه؛ قال عمر بن أَبي ربيعة: قال الخَلِيطُ: غَداً تَصَدُّعُنا أَو شَيْعَه، أَفلا تُشَيِّعُنا؟ وتقول: لم أَره منذ شهر وشَيْعِه أَي ونحوه. والشَّيْعُ: ولد الأَسدِ إِذا أَدْرَكَ أَنْ يَفْرِسَ. والشِّيعةُ: القوم الذين يَجْتَمِعون على الأَمر. وكلُّ قوم اجتَمَعوا على أَمْر، فهم شِيعةٌ. وكلُّ قوم أَمرُهم واحد يَتْبَعُ بعضُهم رأْي بعض، فهم شِيَعٌ. قال الأَزهري: ومعنى الشيعة الذين يتبع بعضهم بعضاً وليس كلهم متفقين، قال الله عز وجل: الذين فرَّقوا دِينَهم وكانوا شِيَعاً؛ كلُّ فِرْقةٍ تكفِّر الفرقة المخالفة لها، يعني به اليهود والنصارى لأَنّ النصارى بعضُهُم بكفراً بعضاً، وكذلك اليهود، والنصارى تكفِّرُ اليهود واليهودُ تكفرهم وكانوا أُمروا بشيء واحد. وفي حديث جابر لما نزلت: أَو يُلْبِسَكُمْ شِيَعاً ويُذيقَ بعضَكم بأْس بعض، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: هاتان أَهْوَنُ وأَيْسَرُ؛ الشِّيَعُ الفِرَقُ، أَي يَجْعَلَكُم فرقاً مختلفين. وأَما قوله تعالى: وإِنَّ من شيعته لإِبراهيم، فإِن ابن الأَعرابي قال: الهاءُ لمحمد، ﷺ، أَي إِبراهيم خَبَرَ نَخْبَره، فاتَّبَعَه ودَعا له، وكذلك قال الفراء: يقول هو على مِناجه ودِينه وإِن كَان إبراهيم سابقاً له، وقيل: معناه أَي من شِيعة نوح ومن أَهل مِلَّتِه، قال الأَزهري: وهذا القول أَقرب لأَنه معطوف على قصة نوح، وهو قول الزجاج. والشِّيعةُ: أَتباع الرجل وأَنْصارُه، وجمعها شِيَعٌ، وأَشْياعٌ جمع الجمع. ويقال: شايَعَه كما يقال والاهُ من الوَلْيِ؛ وحكي في تفسير قول الأَعشى: يُشَوِّعُ عُوناً ويَجْتابُها يُشَوِّعُ: يَجْمَعُ، ومنه شيعة الرجل، فإِن صح هذا التفسير فعين الشِّيعة واو، وهو مذكور في بابه. وفي الحديث: القَدَرِيَّةُ شِيعةُ الدَّجَّالِ أَي أَولِياؤُه وأَنْصارُه، وأَصلُ الشِّيعة الفِرقة من الناس، ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد ومعنى واحد، وقد غلَب هذا الاسم على من يَتَوالى عَلِيًّا وأَهلَ بيته، رضوان الله عليهم أَجمعين، حتى صار لهم اسماً خاصّاً فإِذا قيل: فلان من الشِّيعة عُرِف أَنه منهم. وفي مذهب الشيعة كذا أَي عندهم. وأَصل ذلك من المُشايَعةِ، وهي المُتابَعة والمُطاوَعة؛ قال الأَزهري: والشِّيعةُ قوم يَهْوَوْنَ هَوى عِتْرةِ النبي، ﷺ، ويُوالونهم. والأَشْياعُ أَيضاً: الأَمثالُ. وفي التنزيل: كما فُعِلَ بأَشْياعِهم من قبل؛ أَي بأَمْثالهم من الأُمم الماضية ومن كان مذهبُه مذهبهم؛ قال ذو الرمة: أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عن أَشْياعِهِم خَبَراً، أَمْ راجَعَ القَلْبَ من أَطْرابِه طَرَبُ؟ يعني عن أَصحابهم. يقال: هذا شَيْعُ هذا أَي مِثْله. والشِّيعةُ: الفِرْقةُ، وبه فسر الزجاج قوله تعالى: ولقد أَرسلنا من قبلك في شِيَعِ الأَوّلينَ. والشِّيعةُ: قوم يَرَوْنَ رأْيَ غيرهم. وتَشايَعَ القومُ: صاروا شِيَعاً. وشيَّعَ الرجلُ إِذا ادَّعى دَعْوى الشِّيعةِ. وشايَعَه شِياعاً وشَيَّعَه: تابَعه. والمُشَيَّعُ: الشُّجاعُ؛ ومنهم من خَصَّ فقال: من الرجال. وفي حديث خالد: أَنه كان رجُلاً مُشَيَّعاً؛ المُشَيَّع: الشُّجاع لأَنَّ قَلْبَه لا يَخْذُلُه فكأَنَّه يُشَيِّعُه أَو كأَنَّه يُشَيَّعُ بغيره. وشَيَّعَتْه نفْسُه على ذلك وشايَعَتْه، كلاهما: تَبِعَتْه وشجَّعَتْه؛ قال عنترة: ذُلُلٌ رِكابي حَيْثُ كُنْتُ مُشايِعي لُبِّي، وأَحْفِزُهُ بِرأْيٍ مُبْرَمٍ (* في معلقة عنترة : ذلُلٌ جِمالي حيث شِئتُ مشايعي) قال أَبو إِسحق: معنى شَيَّعْتُ فلاناً في اللغة اتَّبَعْتُ. وشَيَّعه على رأْيه وشايَعه، كلاهما: تابَعَه وقَوَّاه؛ ومنه حديث صَفْوانَ: إِني أَرى مَوضِعَ الشَّهادةِ لو تُشايِعُني نفْسي أَي تُتابِعُني. ويقال: شاعَك الخَيرُ أَي لا فارقك؛ قال لبيد: فَشاعَهُمُ حَمْدٌ، وزانَتْ قُبورَهُم أَسِرَّةُ رَيْحانٍ بِقاعٍ مُنَوَّرِ ويقال: فلان يُشَيِّعُه على ذلك أَي يُقَوِّيه؛ ومنه تَشْيِيعُ النار بإِلقاء الحطب عليها يُقَوِّيها. وشَيَّعَه وشايَعَه، كلاهما: خرج معه عند رحيله ليُوَدِّعَه ويُبَلِّغَه مَنْزِله، وقيل: هو أَن يخرج معه يريد صُحْبته وإِيناسَه إِلى موضع مّا. وشَيَّعَ شَهْرَ رمضان بستة أَيّامٍ من شَوَّال أَي أَتبَعَه بها، وقيل: حافظ على سِيرتِهِ فيها على المثل. وفلان شِيعُ نِساء: يُشَيِّعُهُنَّ ويُخالِطُهُنَّ. وفي حديث الضَّحايا: لا يُضَحَّى بالمُشَيِّعةِ من الغَنم؛ هي التي لا تزال تَتبَعُ الغنم عَجَفاً، أَي لا تَلْحَقُها فهي أَبداً تُشَيِّعُها أَي تمشي وراءها، هذا إِن كسرت الياء، وإِن فتحتها فهي التي تحتاج إِلى من يُشَيِّعُها أَي يَسُوقُها لتأَخّرها عن الغنم حتى يُتْبِعَها لأَنها لا تَقْدِرُ على ذلك. ويقال: ما تُشايِعُني رِجْلي ولا ساقي أَي لا تَتبَعُني ولا تُعِينُني على المَشْيِ؛ وأَنشد شمر: وأَدْماءَ تَحْبُو ما يُشايِعُ ساقُها، لدى مِزْهَرٍ ضارٍ أَجَشَّ ومَأْتَمِ الضارِي: الذي قد ضَرِيَ من الضَّرْب به؛ يقول: قد عُقِرَتْ فهي تحبو لا تمشي؛ قال كثير: وأَعْرَض مِنْ رَضْوى مَعَ الليْلِ، دونَهُم هِضابٌ تَرُدُّ الطَّرْفَ مِمَّنْ يُشَيِّعُ أَي ممن يُتبعُه طَرْفَه ناظراً. ابن الأَعرابي: سَمِع أَبا المكارِمِ يَذُمُّ رجلاً فقال: هو ضَبٌّ مَشِيعٌ؛ أَراد أَنه مثل الضَّبِّ الحقود لا ينتفع به. والمَشِيعُ: من قولك شِعْتُه أَشِيعُه شَيْعاً إِذا مَلأتَه. وتَشَيَّعَ في الشيء: اسْتَهلك في هَواه. وشَيَّعَ النارَ في الحطبِ: أَضْرَمَها؛ قال رؤبة: شَداً كما يُشَيَّعُ التَّضْريمُ (* قوله «شداً كذا بالأصل.) والشَّيُوعُ والشِّياعُ: ما أُوقِدَتْ به النار، وقيل: هو دِقُّ الحطب تُشَيَّعُ به النار كما يقال شِبابٌ للنار وجِلاءٌ للعين. وشَيَّعَ الرجلَ بالنار: أَحْرَقَه، وقيل: كلُّ ما أُحْرِقَ فقد شُيِّعَ. يقال: شَيَّعْتُ النار إِذا أَلْقَيْتَ عليها حطباً تُذْكيها به، ومنه حديث الأَحنف: وإِن حَسَكى (* قوله «حسكى كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية مضبوطة بسكون السين وبهاء تأْنيث ولعله سمي بواحدة الحسك محركة.) كان رجلاً مُشَيَّعاً؛ قال ابن الأَثير: أَراد به ههنا العَجولَ من قولك شَيَّعْتُ النارَ إِذا أَلقيت عليها حَطباً تُشْعِلُها به. والشِّياعُ: صوت قَصَبةٍ ينفخ فيها الراعي؛ قال: حَنِين النِّيبِ تَطْرَبُ للشِّياعِ وشَيَّعَ الراعي في الشِّياعِ: رَدَّدَ صَوْتَه فيها. والشاعةُ: الإِهابةُ بالإِبل. وأَشاعَ بالإِبل وشايَع بها وشايَعَها مُشايَعةً وأَهابَ بمعنى واحد: صاح بها ودَعاها إِذا استأْخَرَ بعضُها؛ قال لبيد: تَبكِّي على إِثْرِ الشَّبابِ الذي مَضَى، أَلا إِنَّ إِخإوانَ الشّبابِ الرَّعارِعُ (* في قصيدة لبيد: أخدان مكان إخوان.) أَتَجْزَعُ مما أَحْدَثَ الدَّهْرُ بالفَتَى؟ وأَيُّ كرِيمٍ لم تُصِبْه القَوارِعُ؟ فَيَمْضُونَ أَرْسالاً ونَخْلُفُ بَعْدَهُم، كما ضَمَّ أُخْرَى التالياتِ المُشايِعُ (* قوله «فيمضون إلخ في شرح القاموس قبله: وما المال والأَهلون إلا وديعة * ولا بد يوماً أن ترد الودائع) وقيل: شايَعْتُ بها إِذا دَعَوْتَ لها لتَجْتَمِعَ وتَنْساقَ؛ قال جرير يخاطب الراعي: فأَلْقِ اسْتَكَ الهَلْباءَ فَوْقَ قَعودِها، وشايِعْ بها، واضْمُمْ إِليك التَّوالِيا يقول: صوّت بها ليلحَق أُخْراها أُولاها؛ قال الطرمّاح: إِذا لم تَجِدْ بالسَّهْلِ رِعْياً، تَطَوَّقَتْ شمارِيخَ لم يَنْعِقْ بِهِنَّ مُشَيِّعُ وفي الحديث: أَن النبي، ﷺ، قال: إِنَّ مَرْيم ابنة عِمْرانَ سأَلت ربها أَنْ يُطْعِمَها لحماً لا دم فيه فأَطْعَمها الجراد، فقالت: اللهم أَعِشْه بغير رَضاع وتابِعْ بينه بغير شِياعٍ؛ الشِّياعُ، بالكسر: الدعاء بالإِبل لتَنْساق وتجتمع؛ المعنى يُتابِعُ بينه في الطيران حتى يَتَتابع من غير أَنْ يُشايَع كما يُشايِعُ الراعي بإِبله لتجتمع ولا تتفرق عليه؛ قال ابن بري: بغير شِياعٍ أَي بغير صوت، وقيل لصوت الزَّمّارة شِياعٌ لأَن الراعي يجمع إِبله بها؛ ومنه حديث عليّ: أُمِرْنا بكسر الكُوبةِ والكِنّارةِ والشِّياعِ؛ قال ابن الأَعرابي: الشِّياعُ زَمّارةُ الراعي، ومنه قول مريم: اللهم سُقْه بلا شِياعٍ أَي بلا زَمّارة راع. وشاعَ الشيْبُ شَيْعاً وشِياعاً وشَيَعاناً وشُيُوعاً وشَيْعُوعةً ومَشِيعاً: ظهَرَ وتفرَّقَ، وشاعَ فيه الشيبُ، والمصدر ما تقدّم، وتَشَيَّعه، كلاهما: استطار. وشاعَ الخبَرُ في الناس يَشِيعُ شَيْعاً وشيَعاناً ومَشاعاً وشَيْعُوعةً، فهو شائِعٌ: انتشر وافترَقَ وذاعَ وظهَر. وأََشاعَه هو وأَشاعَ ذِكرَ الشيءِ: أَطارَه وأَظهره. وقولهم: هذا خبَر شائع وقد شاعَ في الناس، معناه قد اتَّصَلَ بكل أَحد فاستوى علم الناس به ولم يكن علمه عند بعضهم دون بعض. والشاعةُ: الأَخْبار المُنتشرةُ. وفي الحديث: أَيُّما رجلٍ أَشاع على رجل عَوْرة ليَشِينَه بها أَي أَظهر عليه ما يُعِيبُه. وأَشَعْتُ المال بين القوم والقِدْرَ في الحَيّ إِذا فرقته فيهم؛ وأَنشد أَبو عبيد: فقُلْتُ: أَشِيعَا مَشِّرا القِدْرَ حَوْلَنا، وأَيُّ زمانٍ قِدْرُنا لم تُمَشَّرِ؟ وأَشَعْتُ السِّرّ وشِعْتُ به إِذا أَذعْتَ به. ويقال: نَصِيبُ فلان شائِعٌ في جميع هذه الدار ومُشاعٌ فيها أَي ليس بمَقْسُوم ولا مَعْزول؛ قال الأَزهري: إِذا كان في جميع الدار فاتصل كل جزء منه بكل جزء منها، قال: وأَصل هذا من الناقة إِذا قَطَّعت بولها، قيل: أَوزَغَتْ به إِيزاغاً، وإِذا أَرسلته إِرسالاً متصلاً قيل: أَشاعت. وسهم شائِعٌ أَي غير مقسوم، وشاعٌ أَيضاً كما يقال سائِرُ اليوم وسارُه؛ قال ابن بري: شاهده قول ربيعة بن مَقْروم: له وهَجٌ من التَّقْرِيبِ شاعُ أَي شائعٌ؛ ومثله: خَفَضُوا أَسِنَّتَهُمْ فكلٌّ ناعُ أَي نائِعٌ. وما في هذه الدار سهم شائِعٌ وشاعٍ مقلوب عنه أَي مُشْتَهِرٌ مُنْتَشِرٌ. ورجل مِشْياعٌ أَي مِذْياعٌ لا يكتم سِرّاً. وفي الدعاء: حَيّاكم اللهُ وشاعَكم السلامُ وأَشاعَكم السلامَ أَي عَمَّكم وجعله صاحِباً لكم وتابِعاً، وقال ثعلب: شاعَكم السلامُ صَحِبَكُم وشَيَّعَكم؛ وأَنشد: أَلا يا نَخْلةً مِن ذاتِ عِرْقٍ بَرُودِ الظِّلِّ، شاعَكُمُ السلامُ أَي تَبِعكم السلامُ وشَيَّعَكم. قال: ومعنى أَشاعكم السلامَ أَصحبكم إِيَّاه، وليس ذلك بقويّ. وشاعَكم السلامُ كما تقول عليكم السلامُ، وهذا إِنما بقوله الرجل لأَصحابه إِذا أَراد أَن يفارقهم كما قال قيس بن زهير لما اصطلح القوم: يا بني عبس شاعكم السلامُ فلا نظرْتُ في وجهِ ذُبْيانية قَتَلْتُ أَباها وأَخاها، وسار إِلى ناحية عُمان وهناك اليوم عقِبُه وولده؛ قال يونس: شاعَكم السلامُ يَشاعُكم شَيْعاً أَي مَلأَكم. وقد أَشاعكم اللهُ بالسلام يُشِيعُكم إِشاعةً. ونصِيبُه في الشيء شائِعٌ وشاعٍ على القلب والحذف ومُشاعٌ، كل ذلك: غير معزول. أَبو سعيد: هما مُتشايِعانِ ومُشتاعانِ في دار أَو أَرض إِذا كانا شريكين فيها، وهم شُيَعاءُ فيها، وكل واحد منهم شَيِّعٌ لصاحبه. وهذه الدار شَيِّعةٌ بينهم أَي مُشاعةٌ. وكلُّ شيء يكون به تَمامُ الشيء أَو زيادتُه، فهو شِياعٌ له. وشاعَ الصَّدْعُ في الزُّجاجة: استطارَ وافترق؛ عن ثعلب. وجاءت الخيلُ شَوائِعَ وشَواعِيَ على القلب أَي مُتَفَرِّقة. قال الأَجْدَعُ بن مالك بن مسروق بن الأَجدع: وكأَنَّ صَرْعاها قِداحُ مُقامِرٍ ضُرِبَتْ على شَرَنٍ، فَهُنّ شَواعِي ويروى: كِعابُ مُقامِرٍ. وشاعتِ القطرةُ من اللبن في الماء وتَشَيَّعَتْ: تَفَرَّقَت. تقول: تقطر قطرة من لبن في الماء (* قوله «تقول تقطر قطرة من لبن في الماء كذا بالأصل ولعله سقط بعده من قلم الناسخ من مسودة المؤلف فتشيع أو تتشيع فيه أي تتفرق.). وشَيّع فيه أَي تفرَّق فيه. وأَشاعَ ببوله إِشاعةً: حذف به وفَرَّقه. وأَشاعت الناقة ببولها واشتاعَتْ وأَوْزَغَتْ وأَزْغَلَتْ، كل هذا: أَرْسَلَتْه متفَرِّقاً ورَمَتْه رَمْياً وقَطَّعَتْه ولا يكون ذلك إِلا إِذا ضَرَبَها الفحل. قال الأَصمعي: يقال لما انتشر من أَبوال الإِبل إِذا ضرَبَها الفحل فأَشاعَتْ ببولها: شاعٌ؛ وأَنشد: يُقَطِّعْنَ لإِبْساسِ شاعاً كأَنّه جَدايا، على الأَنْساءِ منها بَصائِر قال: والجمل أَيضاً يُقَطِّعُ ببوله إِذا هاج، وبوله شاعٌ؛ وأَنشد: ولقد رَمَى بالشّاعِ عِنْدَ مُناخِه، ورَغا وهَدَّرَ أَيَّما تَهْدِيرِ وأَشاعَتْ أَيضاً: خَدَجَتْ، ولا تكون الإِشاعةُ إِلا في الإِبل. وفي التهذيب في ترجمة شعع: شاعَ الشيءُ يَشِيعُ وشَعَّ يَشِعُّ شَعّاً وشَعاعاً كلاهما إِذا تفرَّقَ. وشاعةُ الرجلِ: امرأَتُه؛ ومنه حديث سيف بن ذي يَزَن قال لعبد المطلب: هل لك من شاعةٍ؟ أَي زوجة لأَنها تُشايِعُه أَي تُتابِعُه. والمُشايِعُ: اللاحِقُ؛ وينشد بيت لبيد أَيضاً: فيَمْضُون أَرْسالاً ونَلْحَقُ بَعْدَهُم، كما ضَمَّ أُخْرَى التالِياتِ المُشايِعُ (* روي هذا البيت في سابقاً في هذه المادة وفيه: نخلف بعدهم؛ وهو هكذا في قصيدة لبيد.) هذا قول أَبي عبيد، وعندي أَنه من قولك شايَعَ بالإِبل دعاها. والمِشْيَعة: قُفَةٌ تضَعُ فيها المرأة قطنها. والمِشْيَعةُ: شجرة لها نَوْر أَصغرُ من الياسمين أَحمر طيب تُعْبَقُ به الثياب؛ عن أَبي حنيفة كذلك وجدناه تُعْبَق، بضم التاء وتخفيف الباء، في نسخة موثوق بها، وفي بعض النسخ تُعَبَّقُ، بتشديد الباء. وشَيْعُ اللهِ: اسم كتَيْمِ الله. وفي الحديث: الشِّياعُ حرامٌ؛ قال ابن الأَثير: كذا رواه بعضهم وفسره بالمُفاخَرةِ بكثرة الجماع، وقال أَبو عمرو: إِنه تصحيف، وهو بالسين المهملة والباء الموحدة، وقد تقدم، قال: وإِن كان محفوظاً فلعله من تسمية الزوجة شاعةً. وبَناتُ مُشيّع: قُرًى معروفة؛ قال الأَعشى: من خَمْرِ بابِلَ أُعْرِقَتْ بمِزاجِها، أَو خَمْرِ عانةَ أَو بنات مُشَيّعا @شتغ: شَتَغَ الشيءَ يَشْتَغُه شَتْغاً: وَطِئَه وذَلَّلَه. والمَشاتِغُ: المَهالِكُ. @شرغ: الشَّرْغُ والشَّرْغُ: الضِّفْدَعُ الصغير، والجمع شُرُوغٌ. الليث: الشَّرْغُ، يُخَفَّفُ ويثقَّل، الضفدع الصغير، ويقال له الشُّرَيْرِيغُ والشِّرِّيغُ؛ وأَنشد: تَرَى الشُّرَيْرِيغَ يَطْفُو فوقَ طاحِرةٍ، مُسْحَنْطِراً ناظِراً نحوَ الشَّناغِيبِ يقال للغُصْنِ الناعِمِ: شُنْغُْوبٌ وشُغْنُوبٌ. @شرفغ: الشُّرْفُوغُ: الضِّفْدع الصغير، يمانية. @شغغ: الشَّغْشَغةُ: التصْرِيدُ في الشُّرْبِ. وشَغْشَغَ الشيءَ: أَدْخَله وأَخرجه. والشَّغْشَغةُ: تحريك اللِّجام في الفم. يقال: شَغْشَغَ المُلْجِمُ اللِّجامَ في فم الدابَّة إِذا امتنع عليه فردّده في فيه تأْدِيباً؛ قال أَبو كبير الهُذَلي: ذُو غَيِّثٍ بَسْرٌ يَبُذُّ قَذالَه، إن كان شَغْشَغه سِوارُ المُلْجِمِ قال الأَزهري: من رواه إن كان فتح سِوارَ قال: والرفع أَجود. وشَغْشَغَ السِّنانَ في الطَّعْنة: حركه ليتمكن في المَطْعونِ وهو الشَّغْشَغةُ، وقيل: هو أَن يُدْخلَه ويُخْرِجَه. والشَّغْشَغةُ: صوت الطَّعْنِ؛ قال عبد مَنافِ بن رِبْعٍ الهذلي: الطَّعْنُ شَغْشَغَةٌ، والضَّرْبُ هَيْقَعةٌ، ضَرْبَ المُعَوِّلِ تحتَ الدِّيمةِ العَضَدا المُعَوِّلُ: الذي يَبْني العالةَ وهي شبه الظُّلّةِ لِيَسْتَتِرَ بها من المطر. والشَّغْشَغةُ: ضَرْبٌ من الهَدِيرِ. وشَغْشَغَ الإِناءَ: صبَّ فيه الماء أَو غيره ليَمْلأَه. وشَغْشَغَ البئر إذا كَدَّرها. قال الأَزهري: كأَنه مقلوب من التَّغْشِيشِ والغَشَشِ، وهو الكَدِرُ، وللشَّغْشَغَةِ معنًى آخر وهو حِكاية صوتِ الطَّعْنةِ إذا ردّدها الطاعِنُ في جَوْفِ المَطْعُونِ كما تقدم. وفي التهذيب: الشَّغْشَغةُ التَّصْرِيدُ في الشُّرْب وهو التقليل؛ قال رؤبة: لو كنتُ أَسْطِيعُكَ لم تُشَغْشِغِ شِرْبي، وما المَشْغُولُ مِثْلَ الأَفْرَغِ قال الأَزهري: معنى قوله لم تشغشغ شِرْبي أَي لم تُكَدِّرُه. @شلغ: شَلَغَ رأْسَه شَلْغاً: شَدَخَه كَثَلَغه وفَلَغَه، وفَدَغَه مثله. @شأف: شَئِفَ صدرُه عليَّ شَأَفاً: غَمِرَ. والشأْفةُ: قَرْحةٌ تخرج في القَدم، وقيل: في أَسْفل القدم، وقيل: هو ورَمٌ يخرج في اليد والقدم من عُود يدخل في البَخَصة أَو باطن الكف فيبقى في جوفها فَيَرِمُ الموضع ويعظُم. وفي الدُّعاء: استأْصَل اللّهُ شَأْفَتَهُم، وذلك أَنَّ الشأْفةَ تُكْوَى فتذهب فيقال: أَذهبهم اللّه كما أَذهب ذلك. وقيل: شَأْفةُ الرجل أَهلُه ومالُه. ويقال: شَئِفَتْ رجلُه شَأَفاً مثال تَعِبَ تَعَباً إذا خرجت بها الشَّأْفةُ فيُكْوَى ذلك الدَّاء فيذهب، فيقال في الدعاء: أَذهبك اللّه كما أَذهب ذلك الداء بالكَيّ. وفي الحديث: خَرجَتْ بآدمَ شأْفةٌ في رجله، قال: والشأْفةُ جاءت بالهمز وغير الهمز، وهي قَرْحة تخرج بباطن القدم فتُقْطَع أَو تُكْوَى فتذهب. وفي الحديث عن عروة بن الزبير: أَنه قُطِعت رجلُه من شأْفةٍ بها؛ الهُجَيْمِيُّ: الشأْفةُ الأَصلُ. واسْتأْصَل اللّه شأْفَته أَي أَصلَه. وفي حديث عليّ، عليه السلام: قال له أَصحابُه لقد استأْصَلْنا شأْفَتَهم، يعني الخوارِجَ. والشأْفةُ: العداوةُ؛ وقال الكميت: ولم نَفْتأْ كذلك كلَّ يومٍ، لِشَأْفَةِ واغِرٍ، مُسْتَأْصِلِينا وفي التهذيب: اسْتأْصَلَ اللّه شأْفَته إذا حَسَمَ الأَمرَ من أَصله. وشَئِفَ الرَّجلُ (* قوله «وشئف الرجل إلخ» كذا بالأصل، وعبارة القاموس وشرحه: أو شئفته خفت أن يصيبني بعين أو دللت عليه من يكره، قاله ابن الأعرابي.) إذا خفت حين تراه أَن تُصيبه بعين أَو تَدُلّ عليه مَن يكره. الجوهري: شَئِفْت من فلان (* قوله «الجوهري شئفت من فلان» كذا بالأصل وشرح القاموس، والذي فيما بأيدينا من نسخ الجوهري: شئفت فلاناً.) شَأْفاً، بالتسكين، إذا أَبْغَضْتَه. ابن سيده: وشَئِفَتْ يده شَأْفاً شَعِثَ ما حولَ أَظْفارِها وتَشَقَّق؛ وقال ثعلب: هو تشقُّق يكون في الأَظفار. أَبو زيد: شَئِفَت أَصابعه شَأْفاً إذا تشققت. ابن الأَعرابي: شَئِفَتْ أَصابعُه وسَئِفَتْ وسَعِفَت بمعنى واحد، وهو التشعُّثُ حول الأَظفار والشُّقاقُ. واسْتَشْأَفَت القرحة: خَبُثَتْ وعَظُمَت وصار لها أَصل. ورجل شأَفةٌ: عزيزٌ مَنِيعٌ. وشُئِفَ شأْفاً: فَزِعَ. أَبو عبيد: شُئِفَ فلان شأْفاً، فهو مَشْؤُوف، مثل جُئِثَ وزُئِدَ إذا فَزِعَ وذُعِرَ. والشآفةُ: العداوةُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد أَبو العباس لرجل من بني نَهْشَل بن دارم: إذا مَولاكَ كان عليكَ عَوْناً، أَتاكَ القومُ بالعَجَبِ العَجِيبِ فلا تَخْتَعْ عليه ولا تُرِدْه، ورامِ بِرأْسِه عُرْضَ الجَنُوبِ وما لِشَآفةٍ في غير شَيءٍ، إذا وَلَّى صَديقُكَ. من طَبِيبِ قال ابن بري: قال أَبو العباس شآفةً وشأَفاً أَيضاً، بفتح الهمزة، قال: وكذا قال القالي في كتابه البارع. وفي الأَفعال: شَئِفْتُ الرجل شآفةً، بالمد، أَبغضْته، وقلب شَئِفٌ؛ وأَنشد: يا أَيـُّها الجاهلُ، أَلاَّ تَنْصَرِفْ، ولم تُداوِ قَرْحَةَ القلبِ الشَّئِفْ أَبو زيد: شَئِفْت له شأْفاً إذا أَبغضْته. @شحف: الشَّحْفُ: قَشْرُ الجِلد، يمانية. @شخف: الشِّخافُ: اللبنُ، حِمْيَرِيّةٌ. قال أَبو عمرو: الشَّخْفُ صوت اللبَن عند الحَلْب، يقال: سمعت له شَخْفاً؛ وأَنشد: كأَنَّ صوتَ شَخْبِها ذي الشَّخْفِ كشِيشُ أَفْعَى في يَبِيسِ قُفِّ قال: وبه سمي اللَبن شِخافاً. @شدف: الشُّدْفةُ: القِطْعة من الشيء. وشَدَفه يَشْدِفُه شَدْفاً: قَطَعه شُدْفةً شُدفة. والشَّدْفةُ والشُّدْفةُ من الليل: كالسُّدْفة، بالسين المهملة، وهي الظلمة. والشَّدَفُ: كالشَّدْفةِ التي هي الظلمة؛ قال ابن سيده: والسين المهملة لغة؛ عن يعقوب. الفراء واللحياني: خرجنا بسُدْفة وشُدْفة، وتفتح صدورهما، وهو السواد الباقي. أَبو عبيدة والفراء: أَسْدَفَ وأَشْدَفَ إذا أَرْخَى سُتوره وأَظلم. والشَّدَف، بالتحريك: شخص كل شيء؛ قال ابن بري وأَنشد الأَصمعي: وإذا أَرى شَدَفاً أَمامِي خِلْتُه رجلاً، فَجُلْتُ كأَنَّني خُذْرُوف والجمع شُدُوف؛ قال ساعدة بن جُؤية الهذلي: مُوَكَّلٌ بشُدُوفِ الصْومِ يَرْقُبُها من المَغارِبِ، مَخْطُوفُ الحَشى زَرِمُ قال يعقوب: إنما يصف الحمار إذا ورد الماء فعينُه نحو الشجر لأَن الصائد يكْمُن بين الشجر فيقول: هذا الحِمارُ من مَخافة الشُّخوص كأَنه موكل بالنظر إلى شخوص هذا الأَشجار من خوفه من الرُّماة يخاف أَن يكون فيه ناس؛ وكلُّ ما واراك، فهو مَغْرِبٌ. الجوهري في الشَّدَفِ الشخصِ قال: هذا الحرف في كتاب العين بالسين غير معجمة، قال ابن دريد: هو تصحيف، والصوْم: شجر قِيامٌ كالناس، ومن المَغارِب يعني من الفَرَق ليس من الجوع. وفرس أَشْدَفُ: عظيم الشخص. والشَّدَف: التواء رأْس البعير، وهو عيب. وناقةٌ شَدْفاء: تميل في أَحد شِقَّيْها. والشَّدَفُ في الخيل والإبل: إمالة الرأْس من النَّشاطِ، الذكر أشْدَفُ. وشَدِفَ الفَرسُ شَدَفاً إذا مَرِحَ، وهو أَشدَفُ، وشَدِفَ: مَرِحَ؛ قال العجاج: بذاتٍ لَوْثٍ أَو نُباجٍ أَشْدَفا وفرَس أَشْدَفُ: وهو المائل في أَحد شِقَّيه بَغْياً؛ قال المرَّار: شُنْدُف أَشدَف ما وَرَّعْته، وإذا طُوطِئَ طَيَّارٌ طِمِرْ قال: والشُّنْدُوفُ مثل الأَشْدَفِ، والنون زائدة فيه. والأَشْدَفُ: الذي في خدِّه صَعَر، وشَدِفَ يَشْدَفُ شَدَفاً مثله. الأَصمعي: يقال للقِسِيّ الفارسية شُدُفٌ؛ واحدتها شَدْفاء. وفي حديث ابن ذي يَزَن: يرمون عن شُدُف؛ هي جمع شَدْفاء، وهي العَوْجاء يعني القوسَ الفارِسِيّةَ. ابن الأَثير: قال أَبو موسى: أَكثر الروايات بالسين المهملة ولا معنى لها. @شرف: الشَّرَفُ: الحَسَبُ بالآباء، شَرُفَ يَشْرُفُ شَرَفاً وشُرْفَةً وشَرافةً، فهو شريفٌ، والجمع أَشْرافٌ. غيره: والشَّرَفُ والمَجْدُ لا يكونانِ إلا بالآباء. ويقال: رجل شريفٌ ورجل ماجدٌ له آباءٌ متقدِّمون في الشرَف. قال: والحسَبُ والكَرَمُ يكونانِ وإن لم يكن له آباء لهم شَرَفٌ. والشَّرَفُ: مصدر الشَّريف من الناس. وشَريفٌ وأَشْرافٌ مثل نَصِيرٍ وأَنْصار وشَهِيد وأَشْهادٍ، الجوهري: والجمع شُرَفاء وأَشْرافٌ، وقد شَرُفَ، بالضم، فهو شريف اليوم، وشارِفٌ عن قليل أَي سيصير شريفاً؛ قال الجوهري: ذكره الفراء. وفي حديث الشعبي: قيل للأَعمش: لمَ لمْ تَسْتَكْثِر من الشعبي؟ قال: كان يَحْتَقِرُني كنت آتِيه مع إبراهيم فَيُرَحِّبُ به ويقول لي: اقْعُدْ ثَمَّ أَيـُّها العبدُ ثم يقول: لا نَرْفَعُ العبدَ فوق سُنَّته، ما دامَ فِينا بأَرْضِنا شَرَفُ أَي شريف. يقال: هو شَرَفُ قومه وكَرَمُهم أَي شَريفُهُم وكَريمهم، واستعمل أَبو إسحق الشَّرَفَ في القرآن فقال: أَشْرَفُ آيةٍ في القرآن آيةُ الكرسي. والمَشْرُوفُ: المفضول. وقد شَرَفه وشَرَفَ عليه وشَرَّفَه: جعل له شَرَفاً؛ وكل ما فَضَلَ على شيء، فقد شَرَفَ. وشارَفَه فَشَرَفَه يَشْرُفه: فاقَه في الشرفِ؛ عن ابن جني. وَشَرفْتُه أَشْرُفه شَرْفاً أَي غَلَبْته بالشرَفِ، فهو مَشْرُوف، وفلان أَشْرَفُ منه. وشارَفْتُ الرجل: فاخرته أَيـُّنا أَشْرَفُ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال: ما ذِئبان عادِيانِ أَصابا فَريقة غَنَمٍ بأَفْسَدَ فيها من حُبِّ المرء المالَ والشَّرَفَ لِدِينه؛ يريد أَنه يَتَشَرَّفُ للمُباراةِ والمُفاخَرةِ والمُساماةِ. الجوهري: وشَرَّفَه اللّه تَشْريفاً وتَشَرَّفَ بكذا أَي عَدَّه شَرَفاً، وشَرَّفَ العظْمَ إذا كان قليل اللحم فأَخذ لحمَ عظم آخرَ ووضَعَه عليه؛ وقول جرير: إذا ما تَعاظَمْتُمْ جُعُوراً، فَشَرِّفُوا جَحِيشاً، إذا آبَتْ من الصَّيْفِ عِيرُها قال ابن سيده: أَرى أَنَّ معناه إذا عَظُمَتْ في أَعينكم هذه القبيلة من قبائلكم فزيدوا منها في جَحِيش هذه القبيلة القليلة الذليلة، فهو على نحو تَشْريفِ العظْمِ باللَّحم. والشُّرْفةُ: أَعلى الشيء. والشَّرَفُ: كالشُّرْفةِ، والجمع أَشْرافٌ؛ قال الأَخطل: وقد أَكل الكِيرانُ أَشْرافَها العُلا، وأُبْقِيَتِ الأَلْواحُ والعَصَبُ السُّمْرُ ابن بزرج: قالوا: لك الشُّرْفةُ في فُؤَادي على الناس. شمر: الشَّرَفُ كل نَشْزٍ من الأَرض قد أَشْرَفَ على ما حوله، قادَ أَو لم يَقُد، سواء كان رَمْلاً أَو جَبَلاً، وإنما يطول نحواً من عشْر أَذرُع أَو خمس، قَلَّ عِرَضُ طهره أَو كثر. وجبل مُشْرِفٌ: عالٍ. والشَّرَفُ من الأَرض: ما أَشْرَفَ لك. ويقال: أَشْرَفَ لي شَرَفٌ فما زِلْتُ أَرْكُضُ حتى علوته؛ قال الهذلي: إذا ما اشْتَأَى شَرَفاً قَبْلَه وواكَظَ، أَوْشَكَ منه اقْتِرابا الجوهري: الشَّرَفُ العُلُوُّ والمكان العالي؛ وقال الشاعر: آتي النَّدِيَّ فلا يُقَرَّبُ مَجْلِسي، وأَقُود للشَّرَفِ الرَّفِيعِ حِماري يقول: إني خَرِفْت فلا يُنتفع برَأْيي، وكبِرْت فلا أَستطيع أَن أَركب من الأَرض حماري إلا من مكان عال. الليث: المُشْرَفُ المكان الذي تُشْرِفُ عليه وتعلوه. قال: ومَشارِفُ الأَرض أَعاليها. ولذلك قيل: مَشارِفُ الشَّامِ. الأَصمعي: شُرْفةُ المال خِيارُه، والجمع الشُّرَفُ. ويقال: إني أَعُدُّ إتْيانَكم شُرْفةً وأَرى ذلك شُرْفةً أَي فَضْلاً وشَرَفاً. وأَشْرافُ الإنسان: أُذُناه وأَنـْفُه؛ وقال عديّ: كَقَصِير إذ لم يَجِدْ غير أَنْ جَدْ دَعَ أَشْرافَه لمَكْر قَصِير ابن سيده: الأَشْرافُ أَعلى الإنسانِ، والإشرافُ: الانتصابُ. وفرس مُشْتَرِفٌ أَي مُشْرِفُ الخَلْق. وفرس مُشْتَرِفٌ: مُشْرِفُ أَعالي العظام. وأَشْرَف الشيءَ وعلى الشيء: عَلاه. وتَشَرَّفَ عليه: كأَشْرَفَ. وأَشْرَفَ الشيءُ: علا وارتفع. وشَرَفُ البعير: سَنامه، قال الشاعر: شَرَفٌ أَجَبُّ وكاهِلٌ مَجْزُولُ وأُذُن شَرْفاء أَي طويلة. والشَّرْفاء من الآذان: الطويلة القُوفِ القائمة المُشْرِفةُ وكذلك الشُّرافِيَّة، وقيل: هي المنتصبة في طول، وناقة شَرْفاء وشُرافِيَّةٌ: ضَخْمةُ الأُذنين جسيمة، وضَبٌّ شُرافيٌّ كذلك، ويَرْبُوعٌ شُرافيّ؛ قال: وإني لأَصْطادُ اليَرابيعَ كُلَّها: شُرافِيَّها والتَّدْمُريَّ المُقَصِّعا ومنكب أَشْرَفُ: عال، وهو الذي فيه ارتفاع حَسَنٌ وهو نقِيض الأَهدإِ. يقال منه: شَرِفَ يَشْرَفُ شَرَفاً، وقوله أَنشده ثعلب: جَزى اللّهُ عَنَّا جَعْفَراً، حين أَشْرَفَتْ بنا نَعْلُنا في الواطِئين فَزَلَّتِ لم يفسره وقال: كذا أَنشدَناه عمر بن شَبَّة، وقال: ويروى حين أَزْلَفَتْ؛ قال ابن سيده: وقوله هكذا أَنشدناه تَبَرُّؤٌ من الرواية. والشُّرْفةُ: ما يوضع على أَعالي القُصور والمدُن، والجمع شُرَفٌ. وشَرَّفَ الحائطَ: جعل له شُرْفةً. وقصر مُشَرَّفٌ: مطوَّل. والمَشْرُوف: الذي قد شَرَفَ عليه غيره، يقال: قد شَرَفَه فَشَرَفَ عليه. وفي حديث ابن عباس: أُمِرْنا أَن نَبْني المَدائِنَ شُرَفاً والمساجِدَ جُمّاً؛ أَراد بالشُّرَفِ التي طُوّلت أَبْنِيَتُها بالشُّرَفِ، الواحدة شُرْفةٌ، وهو على شَرَفِ أَمر أَي شَفًى منه. والشَّرَفُ: الإشْفاء على خَطَر من خير أَو شر. وأَشْرَفَ لك الشيءُ: أَمْكَنَك. وشارَفَ الشيءَ: دنا منه وقارَبَ أَن يَظْفَرَ به. ويقال: ساروا إليهم حتى شارَفُوهم أَي أَشْرَفُوا عليهم. ويقال: ما يُشْرِفُ له شيء إلا أَخذه، وما يُطِفُّ له شيء إلا أَخذه، وما يُوهِفُ له شيء إلا أَخذه. وفي حديث عليّ، كرم اللّه وجهه: أُمِرْنا في الأَضاحي أَن نَسْتَشْرفَ العين والأُذن؛ معناه أَي نتأَمل سلامتهما من آفةٍ تكون بهما، وآفةُ العين عَوَرُها، وآفة الأُذن قَطْعها، فإذا سَلِمَت الأُضْحِية من العَوَر في العين والجَدْعِ في الأَذن جاز أَن يُضَحَّى بها، إذا كانت عَوْراء أَو جَدْعاء أَو مُقابَلَةً أَو مُدابَرَةً أَو خَرْقاء أَو شَرْقاء لم يُضَحَّ بها، وقيل: اسْتِشْرافُ العين والأُذن أَن يطلبهما شَريفَيْن بالتمام والسلامة، وقيل: هو من الشُّرْفةِ وهي خِيارُ المال أَي أُمِرْنا أَن نتخيرها. وأَشْرَفَ على الموت وأَشْفى: قارَبَ. وتَشَرَّفَ الشيءَ واسْتَشْرَفه: وضع يده على حاجِبِه كالذي يَسْتَظِلُّ من الشمس حتى يُبْصِرَه ويَسْتَبِينَه؛ ومنه قول ابن مُطَيْر: فَيا عَجَباً للناسِ يَسْتَشْرِفُونَني، كأَنْ لم يَرَوا بَعْدي مُحِبّاً ولا قبْلي وفي حديث أَبي طلحة، رضي اللّه عنه: أَنه كان حسَنَ الرمْي فكان إذا رمى اسْتَشْرَفَه النبي، صلى اللّه عليه وسلم، لينظر إلى مَواقِعِ نَبْله أَي يُحَقِّقُ نظره ويَطَّلِعُ عليه. والاسْتِشْرافُ: أَن تَضَع يدك على حاجبك وتنظر، وأَصله من الشرَف العُلُوّ كأَنه ينظر إليه من موضع مُرْتَفِع فيكون أَكثر لإدراكه. وفي حديث أَبي عبيدة: قال لعمر، رضي اللّه عنهما، لما قَدِمَ الشامَ وخرج أَهلُه يستقبلونه: ما يَسُرُّني أَن أَهلَ هذا البلد اسْتَشْرَفُوك أَي خرجوا إلى لقائك، وإنما قال له ذلك لأن عمر، رضي اللّه عنه، لما قدم الشام ما تَزَيَّا بِزِيِّ الأُمراء فخشي أَن لا يَسْتَعْظِمُوه. وفي حديث الفِتَن: من تَشَرَّفَ لها اسْتَشْرَفَتْ له أَي من تَطَلَّعَ إليها وتَعَرَّضَ لها واتَتْه فوقع فيها. وفي الحديث: لا تُشْرِفْ يُصِبْك سهم أَي لا تَتَشَرَّفْ من أَعْلى الموضع؛ ومنه الحديث: حتى إذا شارَفَتِ انقضاء عدّتها أَي قَرُبَت منها وأَشْرَفَت عليها. وفي الحديث عن سالم عن أَبيه: أَن رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، كان يُعْطِي عُمَر العطاء فيقول له عمر: يا رسولَ اللّه أَعْطِه أَفْقَرَ إليه مني، فقال له رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: خُذْه فتَمَوَّلْه أَو تَصَدَّقْ به، وما جاءك من هذا المال وأَنتَ غيرُ مُشْرِفٍ له ولا سائل فخذه وما لا فلا تُتْبِعْه نفسَك، قال سالم: فمن أجل ذلك كان عبد اللّه لا يَسْأَلُ أحداً شيئاً ولا يُرُدُّ شيئاً أُعْطِيَه؛ وقال شمر في قوله وأَنت غير مُشْرِفٍ له قال: ما تُشْرِفُ عليه وتَحَدَّثُ به نفسك وتتمناه؛ وأَنشد: لقد عَلِمْتُ، وما الإشْرافُ من طَمَعي، أَنَّ الذي هُو رِزْقي سَوْفَ يأْتيني (* قوله «من طمعي» في شرح ابن هشام لبانت سعاد: من خلقي.) وقال ابن الأَعرابي: الإشْرافُ الحِرْصُ. وروي في الحديث: وأَنتَ غيرُ مُشْرِفٍ له أَو مُشارِفٍ فخذه. وقال ابن الأعرابي: اسْتَشْرَفَني حَقّي أَي ظَلمَني؛ وقال ابن الرِّقاع: ولقد يَخْفِضُ المُجاوِرُ فيهمْ، غيرَ مُسْتَشْرَفٍ ولا مَظْلوم قال: غيرَ مُسْتَشْرَف أَي غيرَ مظلوم. ويقال: أَشْرَفْتُ الشيءَ عَلَوْتُه، وأَشْرَفْتُ عليه: اطَّلَعْتُ عليه من فوق، أَراد ما جاءك منه وأَنت غيرُ مُتَطَلِّع إليه ولا طامِع فيه، وقال الليث: اسْتَشْرَفْتُ الشيءَ إذا رَفَعْتَ رأْسَك أَو بصَرك تنظر إليه. وفي الحديث: لا يَنْتَهِبُ نُهْبةً ذاتَ شَرَفٍ وهو مؤمِنٌ أَي ذاتَ قَدْر وقِيمة ورِفْعةٍ يرفع الناسُ أَبصارهم للنظر إليها ويَسْتَشْرفونها. وفي الحديث: لا تَشَرَّفُوا (* قوله «لا تشرفوا» كذا بالأصل، والذي في النهاية: لا تستشرفوا.) للبلاء؛ قال شمر: التَّشَرُّف للشيء التَّطَلُّعُ والنظرُ إليه وحديثُ النفْسِ وتَوَقُّعُه؛ ومنه: فلا يَتَشَرَّفُ إبلَ فلان أَي يَتَعَيَّنُها. وأَشْرَفْت عليه: اطَّلَعْتُ عليه من فوق، وذلك الموضع مُشْرَفٌ. وشارَفْتُ الشيء أَي أَشْرَفْت عليه. وفي الحديث: اسْتَشْرَفَ لهم ناسٌ أَي رفعوا رؤُوسَهم وأَبصارَهم؛ قال أَبو منصور في حديث سالم: معناه وأَنت غير طامع ولا طامِحٍ إليه ومُتَوَقِّع له. وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: من أَخَذَ الدنيا بإشرافِ نفْس لم يُبارَك له فيها، ومن أَخذها بسخاوةِ نَفْس بُورِك له فيها، أَي بحرْصٍ وطَمَعٍ. وتَشَرَّفْتُ المَرْبَأَ وأَشْرَفْتُه أَي علوته؛ قال العجاج: ومَرْبَإٍ عالٍ لِمَن تَشَرَّفا، أَشْرَفْتُه بلا شَفًى أَو بِشَفى قال الجوهري: بلا شَفًى أَي حين غابت الشمس، أَو بشَفًى أَي بقِيَتْ من الشمس بقِيّة. يقال عند غروب الشمس: ما بَقِيَ منها إلا شَفًى. واسْتَشْرَفَ إبلَهم: تَعَيَّنَها ليُصِيبها بالعين. والشارِفُ من الإبل: المُسِنُّ والمُسِنَّةُ، والجمع شَوارِفُ وشُرَّفٌ وشُرُفٌ وشُرُوفٌ، وقد شَرُفَتْ وشَرَفَتْ تَشْرُف شُرُوفاً. والشارِفُ: الناقةُ التي قد أَسَنَّتْ. وقال ابن الأعرابي: الشارِفُ الناقة الهِمّةُ، والجمع شُرْفٌ وشَوارِفُ مثل بازِلٍ وبُزْلٍ، ولا يقال للجمل شارِفٌ؛ وأَنشد الليث: نَجاة من الهُوجِ المَراسِيلِ هِمَّة، كُمَيْت عليها كَبْرةٌ، فهي شارفُ وفي حديث عليّ وحَمْزة، عليهما السلام: أَلا يا حَمْزَ للشُّرُفِ النِّواء، فَهُنَّ مُعَقَّلاتٌ بالفِناء هي جمع شارِفٍ وتضمُّ راؤُها وتسكن تخفيفاً، ويروى ذا الشرَف، بفتح الراء والشين، أَي ذا العَلاء والرِّفْعةِ. وفي حديث ابن زمْل: وإذا أَمام ذلك ناقةٌ عَجْفاء شارِفٌ؛ هي المُسِنّةُ. وفي الحديث: إذا كان كذا وكذا أَنى أَن يَخْرُجَ بكم الشُّرْفُ الجُونُ، قالوا: يا رسول اللّه وما الشُّرْفُ الجُون؟ قال: فِتَنٌ كقِطْعِ الليلِ المُظْلمِ؛ قال أَبو بكر: الشُّرْفُ جمع شارِفٍ وهي الناقة الهَرِمةُ، شبَّه الفِتَنَ في اتِّصالها وامْتِداد أَوقاتها بالنُّوق المُسِنَّة السُّود، والجُونُ: السود؛ قال ابن الأَثير: هكذا يروى بسكون الراء (* قوله «يروى بسكون الراء» في القاموس: وفي الحديث أتتكم الشرف الجون بضمتين.) وهي جمع قليل في جمع فاعل لم يَردْ إلا في أَسماء معدودة، وفي رواية أُخرى: الشُّرْقُ الجُون، بالقاف، وهو جمع شارِق وهو الذي يأْتي من ناحية المَشْرِق، وشُرْفٌ جمع شارِفٍ نادر لم يأْت مثلَه إلا أَحرف معدودة: بازِلٌ وبُزْلٌ وحائلٌ وحُولٌ وعائذٌ وعُوذٌ وعائطٌ وعُوطٌ. وسهم شارِفٌ: بعيد العهد بالصِّيانةِ، وقيل: هو الذي انْتَكَثَ رِيشُه وعَقَبُه، وقيل: هو الدقيق الطويل. غيره: وسهم شارِفٌ إذا وُصِف بالعُتْق والقِدَم؛ قال أَوس بن حجر: يُقَلِّبُ سَهْماً راشَه بمَناكِبٍ ظُهار لُؤامٍ، فهو أَعْجَفُ شارِفُ الليث: يقال أَشْرَفَتْ علينا نفْسُه، فهو مُشْرِفٌ علينا أَي مُشْفِقٌ. والإشْرافُ: الشَّفَقة؛ وأَنشد: ومن مُضَرَ الحَمْراء إشْرافُ أَنْفُسٍ علينا، وحَيّاها إلينا تَمَضُّرا ودَنٌّ شارِفٌ: قدِيمُ الخَمْر؛ قال الأَخطل: سُلافةٌ حَصَلَتْ من شارِفٍ حَلِقٍ، كأَنـَّما فارَ منها أَبْجَرٌ نَعِرُ وقول بشر: وطائرٌ أَشْرَفُ ذو خُزْرةٍ، وطائرٌ ليس له وَكْرُ قال عمرو: الأَشْرفُ من الطير الخُفّاشُ لأَنَّ لأُذُنيه حَجْماً ظاهراً، وهو مُنْجَرِدٌ من الزِّفِّ والرِّيش، وهو يَلِدُ ولا يبيض، والطير الذي ليس له وكر طير يُخبِر عنه البحريون أَنه لا يَسْقط إلا ريثما يَجْعَلُ لبَيْضِه أُفْحُوصاً من تراب ويُغَطِّي عليه ثم يَطِيرُ في الهواء وبيضه يتفَقَّس من نفسه عند انتهاء مدته، فإذا أَطاق فَرْخُه الطيَران كان كأَبوَيه في عادتهما. والإشْرافُ: سُرعةُ عَدْوِ الخيل. وشَرَّفَ الناقةَ: كادَ يَقْطَعُ أَخلافها بالصَّرّ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: جَمَعْتُها من أَيْنُقٍ غِزارِ، من اللَّوا شُرِّفْنَ بالصِّرارِ أَراد من اللواتي، وإنما يُفعل بها ذلك ليَبْقى بُدْنُها وسِمَنُها فيُحْمَل عليها في السنة المُقْبلة. قال ابن الأَعرابي: ليس من الشَّرَف ولكن من التشريف، وهو أَن تَكادَ تقطع أَخْلافها بالصِّرار فيؤثِّر في أَخْلافِها؛ وقول العجاج يذكر عَيْراً يَطْرُد أُتُنه: وإنْ حَداها شَرَفاً مُغَرِّبا، رَفَّهَ عن أَنـْفاسِه وما رَبا حَداها: ساقها، شرفاً أَي وجْهاً. يقال: طَرَده شرَفاً أَو شَرَفَين، يريد وجْهاً أَو وجْهَين؛ مُغَرِّباً: مُتَباعداً بعيداً؛ رَفَّهَ عن أَنفاسه أَي نَفَّسَ وفرَّجَ. وعَدا شَرَفاً أَو شَرَفَينِ أَي شَوْطاً أَو شَوْطَيْنِ. وفي حديث الخيل: فاسْتَنَّتْ شَرَفاً أو شَرَفين؛ عَدَتْ شَوْطاً أَو شَوْطَيْن. والمَشارِفُ: قُرًى من أَرض اليمن، وقيل: من أَرض العرب تَدْنُو من الرِّيف، والسُّيُوفُ المَشْرَفِيّةُ مَنْسوبة إليها. يقال: سَيفٌ مَشْرَفيّ، ولا يقال مَشارِفيٌّ لأَن الجمع لا يُنسب إليه إذا كان على هذا الوزن، لا يقال مَهالِبيّ ولا جَعَافِرِيٌّ ولا عَباقِرِيٌّ. وفي حديث سَطِيح: يسكن مَشارِفَ الشام؛ هي كل قرية بين بلاد الرِّيفِ وبين جزيرة العرب، قيل لها ذلك لأَنها أشْرَفَتْ على السواد، ويقال لها أَيضاً المَزارِعُ والبَراغِيلُ، وقيل: هي القرى التي تَقْرُب من المدن. ابن الأَعرابي: العُمَرِيَّةُ ثياب مصبوغة بالشَّرَفِ، وهو طين أَحمر. وثوب مُشَرَّفٌ: مصبوغ بالشَّرَف؛ وأَنشد: أَلا لا تَغُرَّنَّ امْرَأً عُمَرِيّةٌ، على غَمْلَجٍ طالَتْ وتَمَّ قَوامُها ويقال شَرْفٌ وشَرَفٌ للمَغْرةِ. وقال الليث: الشَّرَفُ له صِبْغٌ أَحمر يقال له الدّارْبَرْنَيان؛ قال أَبو منصور: والقول ما قال ابن الأعرابي في المُشَرَّفِ. وفي حديث عائشة: أَنها سُئِلَتْ عن الخِمار يُصْبَغُ بالشَّرْف فلم ترَ به بأْساً؛ قال: هو نبت أَحمر تُصْبَغ به الثياب. والشُّرافيُّ: لَوْنٌ من الثياب أَبيض. وشُرَيفٌ: أَطولُ جبل في بلاد العرب. ابن سيده: والشُّرَيْف جبل تزعم العرب أَنه أَطول جبل في الأَرض. وشَرَفٌ: جبل آخرُ يقرب منه. والأَشْرَفُ: اسم رجل: وشِرافُ وشَرافِ مَبْنِيَّةً: اسم ماء بعينه. وشَراف: موضع؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: لقد غِظْتَني بالحَزْمِ حَزْمِ كُتَيْفةٍ، ويومَ الْتَقَيْنا من وراء شَرافِ (* قوله «غظتني بالحزم حزم» في معجم ياقوت: عضني بالجوّ جوّ.) التهذيب: وشَرافِ ماء لبني أَسد. ابن السكيت: الشَّرَفُ كَبِدُ نَجْدٍ، قال: وكانت الملوك من بني آكِل المُرار تَنزِلُها، وفيها حِمَى ضَرِيّةَ، وضرِيّة بئر، وفي الشرف الرَّبَذةُ وهي الحِمَى الأَيمنُ، والشُّرَيْفُ إلى جنبه، يَفْرُق بين الشرَف والشُّريفِ وادٍ يقال له التَّسْرِيرُ، فما كان مُشَرِّقاً فهو الشُّرَيْف، وما كان مغرِّياً، فهو الشرَفُ؛ قال أَبو منصور: وقولُ ابن السكّيت في الشرَف والشُّريف صحيح. وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: يُوشِكُ أَن لا يكونَ بين شَرافِ وأَرضِ كذا جَمَّاءُ ولا ذاتُ قَرْن؛ شَرافِ: موضع، وقيل: ماء لبني أَسد. وفي الحديث: أَن عمر حمى الشَّرَفَ والرَّبَذَةَ؛ قال ابن الأَثير: كذا روي بالشين وفتح الراء، قال: وبعضهم يرويه بالمهملة وكسر الراء. وفي الحديث: ما أُحِبُّ أَن أَنْفُخَ في الصلاة وأَن لي مَمَرَّ الشرَفِ. والشُّرَيْفُ، مُصَغّر: ماء لبني نُمير. والشاروفُ: جبل، وهو موَلَّد. والشاروفُ: المِكْنَسةُ، وهو فارسيٌّ معرَّب. وأَبو الشَّرفاء: من كُناهم؛ قال: أَنا أَبو الشَّرْفاء مَنَّاعُ الخَفَرْ أَراد مَنّاع أَهل الخفر. @شرحف: الشِّرْحافُ: القَدَم الغَلِيظةُ. وقَدَمٌ شِرْحافٌ: عريضة. ورجل شِرْحافٌ: عريضُ صدر القدم. وشِرْحافٌ: اسم رجل منه. واشْرَحَفَّ الرجلُ للرجل والدابةُ للدابةِ: تَهَيَّأَ لقتاله محارباً؛ قال: لـمَّا رأَيتُ العبد مُشرَحِفّا للشَّرِّ لا يُعْطِي الرجالَ النِّصْفا، أَعْدَمْتُه عُضاضَه والكَفّا العُضاضُ: ما بين رَوْثةِ الأَنف إلى أَصله؛ قال أَبو دواد: ولقد غَدَوْتُ بِمُشْرَحِفْـ ـفِ الشدِّ في فيه اللِّجام الأَزهري: وبه سمي الرجل شِرْحافاً. قال ابن سيده: وكذلك التَّشَرْحُف؛ قال: لما رأَيت العبد قد تَشَرْحَفا والشِّرْحافُ والمُشْرَحِفُّ: السريعُ؛ أَنشد ثعلب: تَرْدِي بَشِرْحافِ المَغاوِرِ، بعدَما نَشَرَ النهارُ سَوادَ لَيْلٍ مُظْلِم ابن الأعرابي: الشُّرْحُوفُ المُسْتَعِدّ للحَمْلة على العَدُوِّ. @شرسف: الشُّرْسُوفُ: غُضْرُوفٌ مُعَلَّق بكل ضِلَعٍ مثل غُضْروفِ الكَتِف. ابن سيده: الشرسوف ضلع على طرفها الغُضْروفُ الرَّقِيقُ. وشاةٌ مُشَرْسَفَةٌ: بجنبيها بياض قد غَشَّى شَراسِيفَها. وفي التهذيب: شاةٌ مُشَرْسَفَةٌ إذا كان عليها بياض قد غَشَّى الشراسيفَ والشَّواكِلَ. الأَصمعي: الشَّراسيفُ أَطْرافُ أَضْلاعِ الصدْرِ التي تُشْرِفُ على البطن، وفي الصحاح: مَقاطُّ الأَضْلاعِ، وهي أَطْرافُها. ابن الأعرابي: الشُّرْسُوفُ رأْسُ الضِّلَع مـما يلي البطن. وفي حديث المَبْعَث: فَشَقَّ ما بين ثُغْرَةِ نَحْري إلى شُرْسُوفي. والشُّرْسُوفُ أَيضاً: البعير المُقَيَّدُ، وهو أَيضاً الأَسير المكتوف، وهو البعير الذي قد عُرْقِبَتْ إحدى رجليه. @شرعف: الشِّرْعافُ والشُّرْعاف، بكسر الشين وضمها: كافُور طَلْعَةِ الفُحَّال، أَزْدِيَّةٌ. والشُّرْعُوف: نبت أَو ثمر نبت. @شرنف: الشِّرنافُ: ورق الزرع إذا كثر وطال وخُشِيَ فسادُه فقُطِع، يقال حينئذ: شَرْنَفْتُ الزرعَ إذا قَطَعْتَ شِرنافَه. قال الأَزهري: وهي كلمة يمانية. والشِّرنافُ: عَصْفُ الزَّرْعِ العريضُ؛ يقال: قد شَرْنَفُوا زرعَهم إذا جزوا عَصْفَه. @شسف: شَسَفَ الشيءُ يَشْسُفُ وشَسُفَ شُسُوفاً وشسافةً لغتان: يَبِسَ. وسِقاء شَسِيفٌ: يابسٌ؛ قال: وأَشْعَثَ مَشْحُوبٍ شَسِيفٍ، رَمَتْ به على الماء إحْدَى اليَعْمَلاتِ العَرامِسِ الليث: اللحم الشَّسِيفُ الذي كاد يَيْبَسُ وفيه نُدُوّةٌ بعد؛ وأَنشد ابن بري للأَفْوَه: وقد غَدَوْتُ أَمامَ الحَيِّ يَحْمِلُني، والفَضَلَتَيْنِ وسَيْفِي، مُحْنِقٌ شَسِفُ والشَّاسِفُ: القاحِلُ الضامِرُ. الجوهري: الشاسِفُ اليابسُ من الضُّمْرِ والهُزالِ مثل الشاسِبِ؛ عن يعقوب، وقد شَسَفَ البعيرُ يَشْسُفُ شُسُوفاً؛ قال ابن مقبل: إذا اضْطَغَنْتُ سِلاحِي عند مَغْرِضِها، ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيْفِ إذْ شَسَفا والشَّسَفُ: البُسْر الذي يُشَقَّقُ ويُجَفَّفُ؛ حكاه يعقوب. والشَّسِيفُ: كالشَّسَف؛ عن أَبي حنيفة، وقد شَسَّفه. التهذيب: الشَّسِيفُ البُسر المُشَقَّق. @شطف: شَطَفَ عن الشيء: عَدل عنه؛ عن ابن الأَعرابي. الأَصمعي: شَطَفَ وشَطَبَ إذا ذَهب وتباعد؛ وأَنشد: أَحانَ من جِيرانِنا حُفُوفُ، وأَقْلَقَتْهُم نِيّةٌ شَطُوفُ؟ وفي النوادر: رَمْيَةٌ شاطِفَةٌ وشاطِبةٌ وصائفةٌ إذا زَلَّت عن المقتل: @شظف: الشَّظَفُ: يُبْس العيش وشِدَّتُه؛ قال عديّ ابن الرِّقاعِ: ولقد أَصَبْتُ من المَعِيشَةِ لَذَّةً، وأَصَبتُ من شَظَفِ الأُمور شِدادَها الشَّظَفُ: الشّدة والضِّيقُ مثل الضَّفَفِ، وجمعه شِظافٌ؛ قال الكميت: وراجٍ لِينَ تَغْلِبَ عن شَِظافٍ، كمُتَّدنِ الصَّفا كَيْما يَلِينَا قال ابن سيده: وأَرى أَن الشَّظافَ لغة في الشَّظَفِ وأَن بيت الكُمَيْتِ قد روي بالفتح؛ قال ابن بري: في الغريب المصنّف شِظاف، بالكسر؛ ووَدَنْتُ الشيءَ واتَّدَنْتُه: بَلَلْتُه. وقد شَظِفَ شَظَفاً، فهو شَظِفٌ. وفي النوادر: الشِّظْفُ يابسُ الخُبز. والشَّظْفُ: أَن يَشْظُفَ الإنسان عن الشيء يَمْنعُه. وفي الحديث: أَنه ، صلى اللّه عليه وسلم، لم يشبع من طعام إلا على شَظَفٍ؛ الشَّظَفُ، بالتحريك: شدّة العيش وضِيقُه. وشَظُفَ الشجر، بالضم؛ يَشْظُفُ شَظافةً، فهو شَظِيفٌ: لم يُصِبْ من الماء ريَّه فَخَشُنَ وصَلُبَ من غير أَن تذهب نُدُوّتُه. وأَرض شَظِفةٌ إذا كانت خَشِنةً يابسةً؛ قال رؤبة: وانْعاجَ عُودي كالشَّظِيف الأَخْشَنِ، بعَدَ اقْوِرارِ الجِلْدِ والتَّشَنُّنِ وفحل شَظِفُ الخِلاطِ: يخالِط الإبل خِلاطاً شديداً. والشَّظَفُ: انْتِكاثُ اللحم عن أَصل إكلِيل الظُّفُرِ. والشَّظْف: أَن تَضُمّ الخُصْيَتَينِ بين عُودَين وتشدهما بعَقَبٍ حتى تَذْبُلا. والشَّظْفُ: شِقَّةُ العصا؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أَنتَ أَرَحْت الحَيَّ من أُمّ الصَّبي، كَبْداء مِثْلَ الشَّظْفِ أَو شَرّ العِصي عنى بأُمّ الصبي القَوْسَ، وبالصبيّ السهمَ لأَن القوس تَحْتَضِنُه كما تحتضن الأُم الصبيّ، وقوله كَبداء أَي كبداء عظيمة الوسط وهي مع ذلك مهزولة يابسة مثل شِقّة العصا. وشَظِفَ السهمُ إذا دخل بين الجلد واللحم. @شعف: شَعَفَةُ كلّ شيء: أَعلاه. وشعَفةُ الجبل، بالتحريك: رأْسُه، والجمع شَعَفٌ وشِعافٌ وشُعوفٌ وهي رؤوس الجبال. وفي الحديث: من خَيرِ الناس رجلٌ في شَعَفةٍ من الشِّعافِ في غَنَيْمَةٍ له حتى يأْتيَه الموتُ وهو معتزل الناس؛ قال ابن الأَثير: يريدُ به رأْسَ جبل من الجبال ويجمع شَعَفات، ومنه قيل لأَعْلى شعر الراْس شَعَفَة، ومنه حديث يأْجوج ومأْجوجَ: فقال عِراضُ الوُجوهِ صِغارُ العُيون شُهْبُ الشِّعافِ من كل حدَب يَنْسِلُون؛ قوله صهب الشِّعاف يريد شعور رؤوسهم، واحدتها شَعَفة، وهي أَعْلى الشعر. وشَعَفاتُ الرأْس: أَعالي شعره، وقيل: قَنازِعُه، وقال رجل: ضربني عمر بدِرَّتِه فسقط البُرْنُسُ عن رأْسي فأَغاثني اللّه بشُعَيْفَتَيْنِ في رأْسي أَي ذُؤابَتين على رأْسه من شعره وقتاه الضرب، وما على رأْسه إلا شُعَيْفاتٌ أَي شُعَيرات من الذؤابة. ويقال لذؤابة الغلام شَعَفةٌ؛ وقول الهذلي: من فَوْقِه شَعَفٌ قَرٌّ، وأَسْفلُه حيٌّ يُعانَقُ بالظَّيّانِ والعُتُمِ قال قرّ لأَن الجمع الذي لا يفارق واحده إلا بالهاء يجوز تأْنيثه وتذكيره. والشَّعَفُ: شِبْه رؤوس الكَمْأَةِ والأَثافي تَسْتَدير في أَعلاها. وقال الأَزهري: الشَّعَفُ رأْسُ الكمأَة والأَثافي المستديرةُ. وشَعَفاتُ الأَثافي والأَبنية: رؤوسُها؛ وقال العجاج: دواخِساً في الأَرض إلاَّ شَعَفا وشَعَفةُ القلبِ: رأْسُه عند مُعَلَّقِ النِّياطِ. والشَّعَفُ: شِدّة الحُبِّ. قال الأَزهريّ: ما علمت أَحداً جعل للقلب شَعَفة غير الليث، والحُبُّ الشديد يتمكن من سَوادِ القلب لا من طَرفه. وشَعَفَني حُبُّها: أَصابَ ذلك مني. يقال: شَعَفَ الهِناءُ البعيرَ إذا بلَغ منه أَلَمُه. وشَعَفْتُ البعِيرَ بالقَطِرانِ إذا شَعَلْتَه به. والشَّعْفُ: إحْراقُ الحُبِّ القلبَ مع لذة يجدها كما أَن البعير إذا هُنِئَ بالقطران يجد له لذة مع حُرْقة؛ قال امْرُؤ القيس: لِتَقتُلَني، وقد شَعَفْتُ فُؤادَها، كما شَعَفَ المَهْنُوءةَ الرجلُ الطَّالي يقول: أَحْرَقْتُ فؤادَها بِحبي كما أَحرق الطالي هذه المَهْنوءة، ففؤادها طائر من لذة الهِناء لأَن المهنوءة تجد للهِناء لذة مع حُرْقة، والمصدر الشَّعَفُ كالأَلم؛ وأَما قول كعب بن زهير: ومَطافُه لك ذِكْرةٌ وشُعوف قال: فيحتمل أَن يكون جمع شَعْف، ويحتمل أَن يكون مصدراً وهو الظاهر. والشَّعافُ: أَن يذهَب الحُبُّ بالقلب، وقوله تعالى: قد شَعَفَها حُبّاً، قُرِئتْ بالعين والغين، فمن قرأَها بالعين المهملة فمعناه تَيَّمها، ومن قرأَها بالغين المعجمة أَي أَصاب شَغافَها. وشَعَفَه الهَوى إذا بلغ منه، وفلان مَشْعُوفٌ بفلانة، وقراءةُ الحسن شَعَفَها، بالعين المهملة، هو من قولهم شُعِفْتُ بها كأَنه ذَهَبَ بها كل مَذهب، وقيل: بطَنَها حُبّاً. وشعَفَه حُبُّها يَشْعَفُه إذا ذهب بفؤاده مثل شعفه المرض إذا أَذابَه. وشعَفَه الحُبُّ: أَحرق قلبَه، وقيل: أَمرضه. وقد شُعِفَ بكذا، فهو مَشْعوفٌ. وحكى ابن بري عن أَبي العلاء: الشَّعَفُ، بالعين غير معجمة، أَن يقع في القلب شيء فلا يذهب. يقال: شَعَفَني يشعَفُني شَعَفاً؛ وأَنشد للحرث بن حِلِّزَة اليَشْكُري: ويَئِسْتُ مـما كان يَشْعَفُني منها، ولا يُسْلِيك كالياس ويقال: يكون بمعنى عَلا حُبها على قلبه. والمَشْعُوفُ: الذاهِبُ القلب، وأَهل هجرَ يقولون للمجنون مَشْعُوف. وبه شُعافٌ أَي جُنون؛ وقال جَنْدَلٌ الطُّهَويُّ: وغَيْر عَدْوى من شُعافٍ وحَبَنْ والحبنُ: الماء الأَصفر. ومعنى شُعِفَ بفلان إذا ارتفع حُبُّه إلى أَعلى المواضع من قلبه، قال: وهذا مذهب الفرَّاء، وقال غيره: الشَّعَفُ الذُّعْر، فالمعنى هو مَذْعُورٌ خائف قَلِقٌ. والشَّعَفُ: شعَف الدابة حين تُذْعَر ثم نقلته العرب من الدوابّ إلى الناس؛ وأَنشد بيت امرئ القيس: لِتَقْتُلَني، وقد شَعَفْتُ فُؤادَها، كما شَعَفَ المَهْنوءةَ الرجلُ الطَّالي فالشعَفُ الأَوَّلُ من الحبّ، والثاني من الذُّعْر. ويقال: أَلقى عليه شَعَفَه وشَغَفَه ومَلَقَه وحُبَّه وحُبَّته، بمعنى واحد وفي حديث عذاب القبر: فإذا كان الرجل صالحاً جَلَسَ في قبره غير فَزِعٍ ولا مَشْعُوفٍ؛ الشَّعَفُ: شِدَّةُ الفَزَع حتى يذهب بالقلب؛ وقول أَبي ذؤيب يصف الثور والكلاب: شَعَفَ الكِلابُ الضارياتُ فُؤادَه، فإذا يَرى الصُّبحَ المُصَدَّقَ يَفْزَعُ فإنه استعمل الشعف في الفزع؛ يقول: ذهبت بقلبه الكلاب فإذا نظر إلى الصبح ترقب الكلابَ أَن تأْتيه. والشَّعْفةُ: المَطْرةُ الهَيِّنةُ. وفي المثل: ما تَنْفَعُ الشَّعْفةُ في الوادي الرُّغُبِ؛ يُضْرَبُ مثلاً للذي يُعْطيك قليلاً لا يقع منك مَوْقِعاً ولا يَسُدُّ مَسَدّاً، والوادي الرغُبُ: الواسِعُ الذي لا يَمْلَؤُه إلا السيلُ الجُحاف. والشَّعْفةُ: القَطْرة الواحدة من المطر. والشَّعْفُ: مطْرة يسيرة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: فلا غَرْوَ إلاَّ نُرْوِهِمْ من نِبالِنا، كما اصْعَنْفَرَتْ مِعْزى الحِجازِ من الشَّعْفِ وشُعَيْفٌ: اسم. ويقال للرجل الطويل: شِنْعافٌ، والنون زائدة. وشَعْفَيْنِ: موضع، ففي المَثَل: لكن بشَعْفَيْنِ (* قوله «بشعفين» هو بلفظ المثنى كما في القاموس تبعاً للازهري؛ وفي معجم ياقوت مغلطاً للجوهري في كسره الفاء بلفظ الجمع.) أَنتِ جَدُودٌ؛ يُضْرَب مثلاً لمن كان في حال سيِّئةٍ فحَسُنَتْ حالُه. وفي التهذيب: وشَعْفانِ جَبلانِ بالغور، وذكر المثل؛ قاله رجل التقطه مَنْبُوذةً ورآها يوماً تُلاعِبُ أَتْرابَها وتمشي على أَربع وتقول: احْلُبُوني فإني خَلِفةٌ. @شغف: الشُّغافُ: داء يأْخذ تحت الشَّراسِيفِ من الشِّقِّ الأَيمن؛ قال النابغة: وقد حالَ هَمٌّ دونَ ذلك والِجٌ مَكانَ الشُّغافِ تَبْتَغِيه الأَصابِعُ (* في ديوان النابغة: شاغل بدل والج.) يعني أَصابع الأَطِبّاء، ويروى وُلُوج الشُّغاف. والشَّغافُ: غِلافُ القَلْب، وهو جلدة دُونَه كالحجاب وسُوَيْداؤه. التهذيب: الشَّغافُ مَوْلِجُ البَلْغم، ويقال: بل هو غشاء القلب. وشَغَفَه الحُبُّ يَشْغَفُه شَغْفاً وشَغَفاً: وصَل إلى شَغافِ قلبه. وقرأَ ابن عباس: قد شَغَفَها حُبّاً، قال: دخل حُبُّه تحت الشَّغاف، وقيل: غَشَّى الحبُّ قَلْبَها، وقيل: أَصاب شَغافها؛ قال أَبو بكر: شَغافُ القلب وشَغَفُه غِلافُه؛ قال قيس بن الخطيم: إني لأَهْواكِ غيْرَ ذي كَذِبٍ، قد شَفَّ منِّي الأحْشاءُ والشَّغَفُ أَبو الهيثم: يقال لحجابِ القلب وهي شَحْمة تكون لِباساً للقلب الشَّغافُ، وإذا وصل الداء إلى الشَّغاف فلازَمه مَرِضَ القلب ولم يصِحّ، وقيل: شُغِفَ فلان شَغْفاً. أَبو عبيد: الشَّغفُ أَن يبلغ الحب شَغاف القلب، وهي جلدة دونه. يقال: شَغَفَه الحُبُّ أَي بَلغ شَفافَه. وقال الزجاج: في قوله شَغَفَها حُبّاً ثلاثة أَقوال: قيل الشَّغاف غِلاف القلب، وقيل: هو حَبّة القلب وهو سُوَيْداء القلب، وقيل: هو داء يكون في الجوف في الشَّراسِيف، وأَنشد بيت النابغة. قال أَبو منصور: سمي الداء شَغافاً باسم شَغاف القلب، وهو حجابه وروى الأَصمعي أَن الشغاف داء في القلب إذا اتصل بالطِّحال قتل صاحبه، وأَنشد بيت النابغة، وروى الأَزهري عن الحسن في قوله قد شغفها حبّاً، قال: الشَّغَفُ أَن يَكْوِي بَطنَها حُبُّه. وروي عن يونس قال: شَغَفَها أَصاب شَغافها مثل كَبَدَها. ابن السكيت: الشَّغاف هو الخِلْبُ وهي جُليدة لاصقة بالقلب، ومنه قيل خَلبَه إذا بلغ شَغافَ قلبِه. وقال الفراء: شغفها حُبّاً أَي خَرَقَ شَغافَ قلبها ووصل إليه. وفي حديث عليّ، كرم اللّه وجهه: أَنْشَأَه في ظُلَمِ الأَرْحامِ وشُغُفِ الأَسْتار؛ استعار الشُّغُفَ جمع شَغاف القلب لموضع الولد. وفي حديث ابن عباس: ما هذه الفُتْيا التي تَشَغَّفَتِ الناسَ أَي وَسْوَسَتْهم وفَرَّقَتهم كأَنها دخلت شَغاف قلوبهم. وفي حديث يزيد الفَقِير: كنت قد شَغَفني رأْيٌ من رأْيِ الخوارجِ. وشُغِف بالشي، على صيغة ما لم يسم فاعله: أُولِعَ به. وشَغِفَ بالشيء شَغَفاً، على صيغة الفاعل: قَلِقَ. والشَّغَفُ: قِشْرُ شجر الغافِ؛ عن أَبي حنيفة. وشَغَفٌ: موضع بِعُمانَ يُنْبِتُ الغافَ العظام؛ وأَنشد الليث: حتى أَناخَ بذاتِ الغافِ من شَغَفٍ، وفي البلاد لهم وُسْعٌ ومُضْطَرَبُ @شفف: شَفَّه الحُزْنُ والحُبُّ يَشُفُّه شَفّاً وشُفُوفاً: لذَعَ قَلْبَه، وقيل أَنحَلَه، وقيل أَذْهَبَ عقله؛ وبه فسر ثعلب قوله: ولكن رآنا سَبعْة لا يَشُفّنا ذَكاء، ولا فِينا غُلامٌ حَزَوّرُ وشَفَّ كَبِدَه: أَحْرَقَها؛ قال أَبو ذؤيب: فَهُنَّ عُكُوفٌ كَنَوْحِ الكَريـ ـمِ، قد شَفَّ أَكْبادَهُنَّ الهوى وشفَّه الحُزْنُ: أَظهر ما عنده من الجَزَعِ: وشفَّه الهمُّ أَي هَزَلَه وأَضْمَرَه حتى رَقَّ وهو من قولهم شَفَّ الثوبُ إذا رَقَّ حتى يَصِف جلد لابِسِه. والشُّفوفُ: نُحُولُ الجِسْم من الهَمِّ والوَجْدِ. وشَفَّ جِسمُه يَشِفُّ شُفُوفاً أَي نَحَلَ. الجوهري: شَفَّهُ الهَمُّ يَشُفُّه، بالضم، شَفّاً هزَله وشَفْشَفَه أَيضاً؛ ومنه قول الفرزدق: مَوانِع للأَسْرارِ إلا لأَهلِها، ويُخْلِفْنَ ما ظَنَّ الغَيُورُ المُشَفْشَفُ قال ابن بري: ويروى المُشَفْشِفُ وهو المُشْفِقُ. يقال: شَفْشَفَ عليه إذا أَشْفَقَ. والشَّفُّ والشِّفُّ: الثوبُ الرقيقُ، وقبل: السِّتْر الرقيق يُرى ما وراءه، وجمعهما شُفُوفٌ. وشَفَّ السترُ يَشِفُّ شُفُوفاً وشَفِيفاً واسْتَشَفَّ: ظهر ما وراءه. واسْتَشَفَّه هو: رأَى ما وراءه. الليث: الشَّفُ ضرب من السُّتور يُرى ما وراءه، وهو ستر أَحمر رقيق من صُوف يُسْتَشَفُّ ما وراءه، وجمعه شُفُوف؛ وأَنشد: زانَهُنَّ الشُّفُوفُ ينْضَخْنَ بالمِسـ ـكِ، وعَيْشٌ مُفانِقٌ وحَريرُ واسْتَشَفَّتْ ما وراءه إذا أَبْصَرَتْه. وفي حديث كعب: يُؤْمَرُ برجلين إلى الجنة فَفُتِحَت الأَبوابُ ورفعت الشُّفُوفُ؛ قال: هي جمعِ شِف، بالكسر والفتح، وهو ضرب من السّتور. وشَفَّ الثوبُ عن المرأَة يَشِفُّ شُفُوفاً: وذلك إذا أَبدى ما وراءه من خَلْقِها. والثوب يَشِفُّ في رِقَّتِه، وقد شَفَّ عليه ثوبُه يَشِفُّ شُفوفاً وشَفِيفاً أَيضاً؛ عن الكسائي، أَي رَقَّ حتى يرى ما خلفه. وثوب شَفّ وشِفّ أَي رقيق. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: لا تُلْبِسوا نساءكم القَباطِيَّ فإنه إن لا يَشِفَّ فإنه يَصِفُ؛ ومعناه أَنَّ قَباطِيَّ مصر ثياب رِقاقٌ، وهي مع رِقَّتِها صَفِيقَةُ (* قوله «صفيقة» في النهاية ضعيفة.) النَّسْج، فإذا لَبِسَتْها المرأَة لَصِقَتْ بأَرْدافِها فوصفتها فنَهى عن لُبْسِها وأَحبّ أَن يُكْسَيْنَ الثِّخانَ الغِلاظَ؛ ومنه حديث عائشة، رضي اللّه عنها: وعليها ثوب قد كاد يَشِفُّ. وتقول للبزازِ: اسْتَشِفَّ هذا الثوبَ أَي اجعله طاقاً وارْفَعْه في ظلّ حتى أَنظرَ أَكثيفٌ هو أَم سَخِيفٌ. وتقول: كتبت كتاباً فاسْتَشِفَّه أَي تَأَمَّلْ ما فيه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: تَغْتَرِقُ الطَّرْفَ، وهي لاهِيَةٌ، كأَنَّما شَفَّ وَجْهها نُزْفُ وشَفَّ الماءَ يَشُفُّه شَفّاً واشْتَفَّه واسْتَشَفَّه وتشافَّه وتَشافاه؛ قال ابن سيده: وهذه الأَخيرة من مُحَوّل التضعيف لأَن أَصله تَشافَّه، كل ذلك: تَقَصَّى شربه. قال بعض العرب لابنه في وَصاتِه: أَقْبَحُ طاعِمٍ المُقْتَفُّ، وأَقبحُ شاربٍ المُشْتَفّ؛ واستعاره عبد اللّه بن سَبْرَةَ الجُرَشِيّ في الموت فقال: ساقَيْتُه الموتَ حتى اشْتَفَّ آخِرَه، فما اسْتَكانَ لما لاقَى ولا ضَرَعا أَي حتى شرب آخر الموت، وإذا شرب آخره فقد شربه كله. وفي المثل: ليس الرِّيُّ عن التَّشافِّ أَي لأَن القَدْر الذي يُسْئِرُه الشاربُ ليس مما يُرْوي، وكذلك الاسْتِقْصاء في الأُمور والاسْتِشْفافُ مثله، وقيل: معناه ليس من لا يشرب جميع ما في الإناء لا يَرْوَى. ويقال: تشافَفْت ما في الإناء واسْتَشْفَفْتُه إذا شربت جميع ما فيه ولم تُسْئِر فيه شيئاً. ابن الأَعرابي: تَشافَيْتُ ما في الإناء تَشافِياً إذا أَتيت على ما فيه، وتَشافَفْتُه أَتَشافُّه تَشافّاً مثله. ويقال للبعير إذا كان عظيم الجُفْرةِ: إن جَوْزَه ليَشْتَفُّ حِزامه أَي يستغرقه كله حتى لا يَفْضُلَ منه شيء؛ وقال كعب بن زُهير: له عُنُقٌ تَلْوِي بما وُصِلَتْ به، ودَفَّانِ يَشْتَفَّانِ كلَّ ظِعانِ وهو حبل يُشدّ به الهَوْدَجُ على البعير. وفي حديث أُم زرع: وإن شرب اشْتَفَّ أَي شرب جميع ما في الإناء، وتَشافَفَ مثله إذا شربته كله ولم تُسْئره. وفي حديث أَنس، رضي اللّه عنه: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، خطَب أَصحابَه يوماً وقد كادت الشمسُ تَغْرُب ولم يَبْقَ منها إلا شِفٌّ؛ قال شمر: معناه إلا شيء يسير. وشُفافةُ النهار: بَقِيَّتُه، وكذلك الشَّفَى؛ وقال ذو الرمة: شُفافُ الشَّفَى أَو قَمْشةُ الشمسِ أَزْمَعا رَواحاً، فمدَّا من نِجاءٍ مَهادِبِ والشُّفافةُ: بقِيَّةُ الماء واللبن في الإناء؛ قال ابن الأَثير: وذكر بعض المتأَخرين أَنه روي بالسين المهملة وفسره بالإكثار من الشرب. وحكي عن أَبي زيد أَنه قال: سَفِفْتُ الماءَ إذا أَكثرتَ من شربه ولم تَرْوَ؛ ومنه حديث ردّ السلام: قال إنه تَشافَّها أَي اسْتَقْصاها، وهو تَفاعَلَ منه. والشَّفُّ والشِّفُّ: الفضْل والرِّبْحُ والزيادةُ، والمعروفُ بالكسر، وقد شَفَّ يَشِفُّ شَفّاً مثل حَمَلَ يَحْمِلُ حَملاً، وهو أَيضاً النُّقصانُ، وهو من الأَضْداد؛ يقال: شَفَّ الدرْهَمُ يَشِفُّ إذا زاد وإذا نقَص، وأَشَفَّه غيره يُشِفُّه. والشفِيفُ: كالشَّفِّ والشِّفِّ، يكون للزيادة والنقصان، وقد شَفَّ عليه يَشِفُّ شُفوفاً وشَفَّفَ واسْتَشَفَّ. وشَفَفْتُ في السِّلْعَةِ: رَبِحْتُ. الفراءُ: الشَّفُّ الفضلُ. وقد شَفَفْتَ عليه تَشِفُّ أَي زِدْتَ عليه؛ قال جرير: كانُوا كَمُشْتَرِكينَ لما بايَعُوا خَسِروا، وشَفَّ عليهمُ واسْتَوْضَعُوا (* في ديوان جرير: بُنِيَ شفّ واستوضعوا بناءَ ما لم يُسمَّ فاعله.) وفي الحديث: أَنه نهى عن شِفِّ ما لم يُضْمَنْ؛ الشَّفُّ: الرِّبْحُ زالزيادة، وهو كقوله نهى عن رِبْح ما لم يُضمن؛ ومنه الحديث: فَمَثَلُه (* قوله «فمثله إلخ» صدره كما في النهاية: من صلى المكتوبة ولم يتم ركوعها ولا سجودها ثم يكثر التطوع فمثله إلخ . . . وبعده حتى يؤدي رأس المال.) كمثَل ما لا شِفَّ له؛ ومنه حديث الرِّبا: ولا تُشِفُّوا أَحدهما على الآخر أَي لا تُفَضِّلُوا. وفلان أَشَفُّ من فلان أَي أَكبر منه قليلاً؛ وقولُ الجَعْدِيّ يصف فرسين: واسْتَوَتْ لِهْزِمَتا خَدَّيْهِما، وجَرى الشِّفُّ سَواءً فاعْتَدَلْ يقول: كاد أَحدُهما يسْبِقُ صاحِبَه فاسْتَويَا وذهب الشِّفُّ. وأَشَفَّ عليه: فضَلَه في الحُسْن وفاقَه. وأَشَفَّ فلان بعضَ ولده على بعض: فَضَّله. وفي الحديث: قلت قَوْلاً شِفّاً أَي فضلاً. وفي الحديث في الصَّرْفِ: فَشَفَّ الخَلْخالان نَحْواً من دانِقٍ فقَرَضَه؛ قال شمر أَي زاد، قال: والشِّفُّ أَيضاً النَّقْصُ، يقال: هذا درهم يَشِفُّ قَليلاً أَي يَنْقُصُ؛ وأَنشد: ولا أَعْرِفَنْ ذا الشِّفِّ يَطْلُبُ شِفَّه، يُداويه منْكم بالأَديمِ المُسَلَّمِ أَراد: لا أَعرِفن وَضِيعاً يَتَزَوَّجُ إليكم لِيَشْرُفَ بكم. قال ابن شميل: تقول للرجل: أَلا أَنَلْتَني مـما كان عندك؟ فيقول: إنه شَفَّ عنك أَي قَصُرَ عنك. وشَفَّ عنه الثوب يَشِفُّ: قَصُرَ. وشَفَّ لك الشيءُ: دامَ وثبت. والشَّفَفُ: الرِّقّة والخِفّة، وربما سميت رِقَّةُ الحال شَفَفاً. والشَّفيفُ: شِدَّةُ الحَرِّ، وقيل: شِدةُ لَذْعِ البرد؛ ومنه قول الشاعر: ونَقْري الضَّيْفَ من لَحْمٍ غَريضٍ، إذا ما الكَلْبُ أَلْجأَه الشَّفِيفُ قال ابن بري: ومثله لصخر الغَيّ: كمِثْلِ السَّبَنْتى يَراحُ الشَّفِيفا وفي حديث الطفيل: في ليلة ذات ظُلْمة وشِفافٍ؛ الشِّفافُ: جمع شَفيفٍ، هو لَذْعُ البرد، وقيل: لا يكون إلا بَرْدَ رِيحٍ مع نَداوةٍ. ووجَدَ في أَسنانه شَفيفاً أَي بَرْداً، وقيل: الشَّفيفُ بَرْدٌ مع نُدُوَّةٍ. ويقال: شَفَّ فَمُ فلان شفيفاً، وهو وجَع يكون من البرد في الأَسنان واللِّثات. وفلان يجد في أَسنانه شَفِيفاً أَي برداً. أَبو سعيد: فلان يَجِد في مَقْعَدَته شفيفاً أَي وجَعاً. والشَّفَّانُ: الريح الباردة مع المطر؛ قال: غذا اجتمعَ الشَّفَّانُ والبلَدُ الجَدْبُ ويقال: إن في ليلتنا هذه شَفَّاناً شَديداً أَي برداً، وهذه غَداةٌ ذاتُ شَفّانٍ؛ قال عدي بن زيد العبادي: في كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه، من عَلُ الشَّفّان، هُدَّابُ الفَنَنْ (* قوله «الشفان هداب» كذا ضبط في الأصل. وفيما بأيدينا من نسخ الصحاح في غير موضع أي يستره هداب الفنن من فوقه يستره من الشفان.) أَي من الشّفَّانِ. والشَّفْشافُ: الريح اللينةُ البرد؛ وقول أَبي ذؤَيب:ويَعُوذُ بالأَرْطى إذا ما شَفَّه قَطْرٌ، وراحَتْه بَلِيلٌ زَعْزَعُ إنما يريد شَفَّتْ عليه وقَبَّضَتْه لبَرْدِها، ولا يكون من قولك شَفَّه الهَمُّ والحُزْن لأَنه في صفة الريح والمطر. والشِّفُّ: المَهْنَأُ، يقال: شِفٌّ لك يا فلان إذا غَبَطْتَه بشيء قلت له ذلك. وتَشَفْشَفَ النباتُ: أَخذ في اليُبْسِ. وشَفْشَفَ الحَرُّ النباتَ وغيره: أَيْبَسَه. وفي التهذيب: وشَفْشَفَ الحَرُّ والبردُ الشيءَ إذا يَبَّسه. والشَّفْشَفةُ: تَشْويطُ الصَّقِيعِ نبتَ الأَرضِ فيُحْرِقُه أَو الدَواء تَذُرُّه على الجُرْح. ابن بزرج قال: يقولون من شُفوفِ المال قد شَفَّ يَشِفُّ من المَمْنوع (* قوله «من الممنوع» هكذا في الأصل، ولعله اراد أنّ يشِفّ مكسور الشين بدليل قوله بعد ذلك يشُفّ صاحبه، مضمومة.) ، وكذلك الوَجَعُ يَشُفُّ صاحِبَه، مضمومة؛ قال: وقالوا أَشَفَّ الفَمُ يُشِفُّ، وهو نَتْنُ ريحِ فيه. والشَّفُّ: بَثْر يخرج فيُرْوِح، قال: والمَحْفوفُ مثل المَشْفُوفِ من الحَفَفِ والحَفِّ. والمُشَفْشِفُ والمُشَفْشَفُ: السَّخِيفُ السَّيِّءُ الخُلُقِ، وقيل: الغَيُورُ؛ قال الفرزدق يصف نساء: ويُخْلِفْنَ ما ظن الغَيور المُشَفْشَفُ ويروى المُشَفْشِفُ؛ الكسر عن ابن الأعرابي، أَراد الذي شَفَّت الغَيْرةُ فُؤاده فأَضْمَرته وهزَلَتْه، وقد تقدَّمَ في صدر هذه الترجمة، وكرر الشين والفاء تبليغاً كما قالوا مُجَثْجِثٌ، وتَجَفْجَفَ الثوب، وقيل: الشَّفْشَفُ الذي كأَنَّ به رِعْدةً واخْتِلاطاً من شِدّة الغَيْرةِ. والشفْشفَة: الارْتِعادُ والاخْتلاط. والشَّفْشفةُ: سُوء الظنِّ مع الغَيْرة. @شقف: التهذيب: أَهمله الليث، وروي عن أَبي عمرو: الشَّقَفُ الخَزَفُ المُكَسَّر. @شلخف: التهذيب: أَبو تراب عن جماعة من أَعراب قَيسٍ: الشِّلَّخْفُ والسِّلَّخْفُ المضطرب الخلْقِ. @شلغف: ابن الفرج: سمعت جماعة من أَعراب قيس يقولون: الشِّلَّغْفُ والشِّلَّعْفُ المضطرب، بالعين والغين. @شنف: الشَّنْفُ: الذي يلبس في أعلى الأُذن، بفتح الشين، ولا تقل شُنْفٌ، والذي في أَسفلها القُرْطُ، وقيل الشنْفُ والقرط سواء؛ قال أَبو كبير: وبَياضُ وجْهِك لم تَحُلْ أَسْرارُه مِثْل الوَذيلةِ، أَو كَشَنْفِ الأَنْضُر والجمع أَشْنافٌ وشُنوفٌ. ابن الأَعرابي: الشَّنْفُ، بفتح الشين، في أَعلى الأُذن والرَّعْثةُ في أَسفل الأُذن. وقال الليث: الشَّنْفُ مِعْلاقٌ في قُوفِ الأُذن. الجوهري: الشَّنْفُ القُرْط الأَعلى. وشَنَّفْتُ المرأَة تَشْنِيفاً فَتَشَنَّفَتْ: هي مثل قَرَّطْتُها فَتقَرَّطَتْ هي. وفي حديث بعضهم: كنت أَختلف إلى الضحّاك وعليَّ شَنْفُ ذَهب؛ الشَّنْفُ: من حُلِيِّ الأُذن. والشَّنَفُ: شِدّة البِغْضةِ؛ قال الشاعر: ولَنْ أَزالَ، وإن جامَلْتُ مُحْتَسِباً في غير نائرةٍ، صَبّاً لها شَنِفا أَي مُتَغَضِّباً. والشَّنَفُ، بالتحريك: البُغْضُ والتنكُّر، وقد شَنِفْت له، بالكسر، أَشْنَفُ شَنَفاً أَي أَبغضْتُه؛ حكاه ابن السكيت وهو مثل شئِفْتُه، بالهمز؛ وقول العجاج: أَزْمان غَرّاءِ تَرُوقُ الشَّنَفا أَي تُعْجِبُ من نَظَرَ إليها. أَبو زيد: الشَّفَنُ أَن يرفع الإنسان طَرْفَه ناطراً إلى الشيء كالمُتَعَجِّب منه أَو كالكارِه له، ومثله شَنَفٌ. أَبو زيد: من الشِّفاه الشَّنْفاء، وهي الشفة العُليا المُنْقَلِبَةُ من أَعلى. والاسم الشَّنَفُ، يقال: شَفة شَنْفاء. وشَنَفْتُ إلى الشيء، بالفتح: مثل شَفَنْت، وهو نظر في اعْتِراضٍ؛ وأَنشد لجرير يصف خيلاً: يَشْنِفنَ للنظَرِ البَعِيدِ، كأَنـَّما إرْنانُها بِبَوائِنِ الأَشْطانِ وقال ابن بري: هو للفرزدق يفضل الأَخطل ويمدح بني تغلب ويهجو جريراً؛ وقبله: يا ابنَ المَراغَةِ، إنَّ تَغْلِبَ وائلٍ رَفَعُوا عِناني فَوْقَ كلًّ عِنانِ والبَوائِنُ: جمع بائنة، وهي البئر البعيدةُ القَعْر كأَنها تَصْهِلُ من آبارٍ بَوائنَ، وكذا في شعره يَصْهِلْنَ للنظر البعيد؛ قال: وأَنشد أَبو علي في مثله: وقَرَّبُوا كلَّ صِهْمِيمٍ مَناكِبُه، إذا تَداكأَ منه دَفْعُه شَنَفا وشَنِفَه شَنَفاً: أَبْغَضَه. والشَّنِفُ: المُبْغِضُ؛ وأَنشد ابن بري لشاعر: لـمَّا رأَتْني أُم عَمْرٍو صَدَفَتْ، ومَنَعَتْني خَيْرَها وشَنِفَتْ وأَنشد لآخر: ولَنْ تُداوَى عِلَّةُ القَلْبِ الشَّنِفْ وفي إسلام أَبي ذرٍّ: فإنهم قد شَنِفُوا له أَي أَبْغَضوه. وشَنِفَ له شَنَفاً إذا أَبـْغَضه. وفي حديث زيد بن عمرو بن نُفَيْل: قال لرسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: ما لي أَرى قومَك قد شَنِفوا لك؟ وشَنِفَ له شَنَفاً: فَطِنَ، وشَنِفْتُ: فَطِنْتُ؛ قال: وتَقُول: قد شَنِفَ العَدُوُّ، فَقُلْ لها: ما للعَدُوِّ بغيرِنا لا يَشْنَفُ؟ وأَما ابن الأعرابي فقال: شَنِفَ له وبه في البِغْضَةِ والفِطْنةِ، قال ابن سيده: والصحيح ما تقدم من أَن شَنِفَ في البِغْضةِ متعدية بغير حرف، وفي الفطنة متعدية بحرفين متعاقبين كما تتعدَّى فَطِنَ بهما إذا قلت: فَطِنَ له وفَطِنَ به. وشَنَفَ إليه يَشْنِفُ شَنْفاً وشُنُوفاً: نظر بمؤخر العين؛ حكاه يعقوب، وقال مرة: هو نظر فيه اعْتراضٌ؛ قال ابن مقبل: إذا تداكأَ منه دَفْعُه شَنَفا الكسائي: شَفَنْتُ إلى الشيء وشَنَفْتُ إليه إذا نظرت إليه. ابن الأَعرابي: شنفت له وعديت (* قوله «وعديت» كذا بالأصل على هذه الصورة.) له إذا أَبغضته. ويقال: ما لي أَراك شانِفاً عني وخانِفاً، وقد خَنَفَ عني وجهَه أَي صرَفه. @شنحف: شَنْحَفٌ: طويل،و هي بالخاء أعلى. @شنخف: بعير شِنْخافٌ: صُلْبٌ شديد. ورجل شِنَّخْفٌ مثل جِرْدَحْلٍ أَي طويل. والشَّنْخافُ والشِّنَّخْفُ: الطويل، والجمع شِنَّخْفون ولا يُكَسّر. وفي الحديث: إنك من قَوْمٍ شِنَّخْفِينَ؛ قال الشاعر: وأَعْجَبها، فيمنْ يَسُوجُ، عِصابةٌ من القَومِ، شِنَّخْفونَ جِدَّ طوالِ (* قوله «جد إلخ» كذا ضبط في الأصل. وتقدم بدله في مادة سوج: غير قضاف، ولعله حذ جمع الاحذ الخفيف اليد.) @شندف: الشُّنْدُفُ من الخيل: الذي يميل رأْسه من النَّشاط وفرس شُنْدُفٌ أَي مُشْرِف؛ قال المرَّار يصف الفرس: شُنْدُفٌ أَشْدَفُ ما وَرَّعْتَه، وإذا طُوطِئ طَيّارٌ طِمِرّ @شنعف: الشَّنْعَفَةُ: الطول. والشِّنْعافُ والشِّنْعابُ: الطويلُ الرِّخْوُ العاجز، رجل شِنْعافٌ؛ وأَنشد: تَزَوَّجْتِ شِنْعافاً فآنَسْتِ مُقْرِفاً، إذا ابْتَدَرَ الأَقْوامُ مَجْداً تَقَبَّعا والشِّنْعافُ والشُّنْعُوفُ: رأْس يخرج من الجبل، والنون زائدة. الأصمعي: الشَّناعِيفُ رؤوس تخرج من الجبال. @شنغف: التهذيب: الشِّنْغافُ الطويل الدقيق من الأَرْشِية والأَغصان، قال: والشُّنْغُوفُ عِرْق طويل من الأَرض دقيق. قال ابن الفرج: سمعت زائدة البكري يقول: الشِّنَّعْفُ والشِّنَّغْفُ والهِلَّغْفُ: المضطرب الخَلْقِ. @شنقف: الشُّنْقُفُ والشِّنْقافُ: ضرب من الطير. @شوف: شافَ الشيءَ شَوْفاً: جلاه. والشَّوْفُ: الجَلْوُ. والمَشُوفُ: المَجْلُوُّ. ودينار مَشُوفٌ أَي مَجْلُوٌّ؛ قال عنترة: ولقد شَرِبْتُ من المُدامةِ بَعْدما ركدَ الهَواجِرُ بالمَشُوفِ المُعْلَمِ يعني الدينار المَجْلُوَّ، وأَراد بذلك ديناراً شافَه ضاربُه أَي جلاه، وقيل: عنى به قَدَحاً صافياً مُنَقَّشاً. والمَشُوفُ من الإبل: المَطْلِيُّ بالقَطران لأَن الهناء يشُوفه أَي يجلوه. وقال أَبو عبيد: المشوف الهائج، قال: ولا أَدري كيف يكون الفاعل عبارة عن المفعول؛ وقول لبيد: بِخَطِيرةٍ تُوفي الجَدِيلَ سَرِيحَةٍ، مِثْلِ المَشُوفِ هَنَأْته بِعصِيمِ (* قوله «بخطيرة» في شرح القاموس: الخطيرة التي تخطر بذنبها نشاطاً، والسريحة: السريعة السهلة السير.) يحتمل المعنيين. وقال أَبو عمرو: المَشُوفُ الجمل الهائجُ في قول لبيد، ويروى المسُوفُ، بالسين، يعني المشموم إذا جَرِبَ البعير فطُلِيَ بالقَطِران شمَّتْه الإبل، وقيل: المَشُوف المزين بالعُهُون وغيرها. والمُشَوَّفةُ من النساء: التي تُظْهِر نَفسَها ليراها الناسُ؛ عن أَبي علي. وتَشَوَّفَتِ المرأَةُ: تزينت. ويقال: شِيفتِ الجاريةُ تُشافُ شَوْفاً إذا زُيِّنَتْ. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: أَنها شَوَّفَتْ جارية فطافَتْ بها وقالت لعلَّنا نَصِيدُ بها بعضَ فِتْيان قُريش، أَي زَيَّنَتْها. واشْتافَ فلان يَشْتافُ اشْتِيافاً إذا تَطاوَلَ ونظر. وتَشَوَّفْتُ إلى الشيء أَي تطَلَّعْتُ. ورأَيت نساء يَتَشَوَّفْن من السُّطُوح أَي يَنْظرن ويَتطاوَلْنَ. ويقال: اشْتافَ البرقَ أَي شامَه، ومنه قول العجاج:واشْتافَ من نحوِ سُهَيْلٍ بَرْقا وتَشَوَّفَ الشيءُ وأَشافَ: ارتفع. وأَشافَ على الشيء وأَشْفى: أَشْرَفَ عليه. وفي الصحاح: هو قلب أَشْفى عليه. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: ولكن انْظُرُوا إلى ورَعِه إذا أَشافَ أَي أَشْرَفَ على الشيء، وهو بمعنى أَشْفى؛ وقال طُفَيْل: مُشيفٌ على إحْدى ابْنَتَيْنِ بنفسه، فُوَيْتَ العَوالي بَيْنَ أَسْرٍ ومَقْتَلِ (* قوله «ابنتين» في شرح القاموس اثنتين.) وتمثّل المخْتارُ لما أُحِيطَ به بهذا البيت: إما مُشِيف على مجْدٍ ومَكْرُمةٍ، وأُسْوةٌ لك فيمن يَهْلِكُ الوَرَقُ والشَّيِّفةُ: الطَّلِيعةُ؛ قال قَيْسُ بن عَيزارة: ورَدْنا الفُضاضَ، قَبْلَنا شَيِّفاتُنا، بأَرْعَنَ يَنْفي الطيرَ عن كلِّ مَوْقِعِ وشَيِّفةُ القوم: طَلِيعَتُهم الذي يَشْتافُ لهم. ابن الأَعرابي: بعث القومُ شَيِّفةً أَي طَليعةً. قال: والشَّيِّفانُ الدَّيْدَبانُ. وقال أَعرابي: تَبَصَّرُوا الشَّيِّفانَ فإنه يَصُوكُ على شَعَفَةِ المَصادِ أَي يلزمها. واشْتافَ الفرسُ والظَّبْيُ وتَشَوَّفَ: نَصَب عُنُقَه وجعل ينظر؛ قال كثير عزة: تَشَوّفَ من صَوْتِ الصَّدى كلَّ ما دَعا، تَشَوُّفَ جَيْداء المُقَلَّدِ مُغْيِبِ الليث: تشوَّفتِ الأَوْعالُ إذا ارتفعت على معاقِلِ الجبال فأَشْرفت؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: يَشْتَفْنَ للنظرِ البعيد، كأَنما إرنانُها ببَوائِن الأَشْطانِ (* راجع هذا البيت في مادة شنف فقد ورد فيه يَشنَفْن بدل يشتفن. يصف خيلاً نَشِيطة إذا رأَتْ شخصاً بعيداً طَمَحَتْ إليه ثم صَهَلَت، فكأَنَّ صَهِيلها في آبار بعيدة الماء لسعَةِ أَجْوافها. وفي حديث سُبَيْعةَ: أَنها تَشَوَّفت للخُطّاب أَي طَمَحَتْ وتَشَرَّفَتْ. واسْتَشافَ الجُرحُ، فهو مُسْتَشِيفٌ، بغير همز إذا غَلُظَ. وفي الحديث: خرجت بآدم شافةٌ في رجله؛ قال: والشافةُ جاءت بالهمز وغير الهمز، وهي قُرحة تخرج بباطن القدم وقد ذكرت في شأَف، واللّه أَعلم. @شبق: الشَّبَقُ: شدة الغُلْمة وطلبُ النكاح. يقال: رجل شَبِقٌ وامرأة شَبِقةٌ. وشَبِقَ الرجل، بالكسر، شَبَقاً، فهو شَبِقٌ: اشتدت غلمته، وكذلك المرأة. وفي حديث ابن عباس: أنه قال لرَجل مُحْرِم وطئ امرأَتَه قبل الإفاضة شَبَقٌ شديد، وقد يكون الشَّبَقُ في غير الإنسان؛ قال رؤبة يصف حماراً: لا يَتْرُك الغَيْرةَ من عَهْدِ الشَّبَقْ @شبرق: ثوب مُشَبْرَق وشَبْرَقٌ وشِبْراق وشُبارِق وشَبارِق وشَبارِيق: مقطَّع ممزَّق. وقد شَبْرَقَه شَبْرَقة وشِبْراقاً وشَرْبَقه شَرْبَقةً؛ المصدر عن كراع: مزَّقه؛ قال امرؤ القيس: فأَدْرَكْنَه يأخُذْن بالسّاق والنَّسا، كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثوبَ المُقَدَّسِ والمُقَدَّسُ: الراهب ينزل من صَوْمَعتِه إلى بيت المَقْدِس فيمزِّق الصبيانُ ثيابَه تبرُّكاً به. الليث: ثوب مُشَبْرَق أُفْسِدَ نَسْجاً وسَخافةً. وصار الثوب شَبارِيقَ أي قِطَعاً؛ وأَنشد لذي الرمة: فجاءتْ كنَسجِ العَنْكَبُوت كأَنَّه، على عَصَوَيْها، سابِريُّ مُشَبْرَقُ قال ابن بري: ومنه قول الأَسود بن يعفر: لَهَوْتُ بِسِرْبالِ الشَّبابِ مُلاوةً، فأَصْبَحَ سِرْبالُ الشَّبابِ شَبارِقا والمُشَبْرَقُ من الثياب: الرقيقُ الرديء النسج، ويقال للثوب من الكتان مثل السَّبَنِيّة مُشَبرَق. وشَبْرَقْت اللحمَ وشَرْبَقْتُه أي قطَّعْته. وشَبرَقَ البازي اللحم: نَهَسَه. وشَبْرَقَت الدابةُ في مَشْيها: باعَدَتْ خَطْوَها. والشِّبْراق: شِدَّة تباعُدِ ما بين القوائم؛ قال: كأنَّها، وهي تَهادَى في الرُّفَقْ من ذَرْوِها، شبْراق شَدٍّ ذي عَمَقْ وروي: من جَذْبِها شِبْراق شدٍّ ذي مَعَقْ والدابة يُشَبرِق في عَدْوِه: وهو شدَّة تَباعُد قوائِمه. والشِّبْرِقِ، بالكسر: نبات غضٌّ، وقيل: شجرمَنْبِته نجد وتهامة وثمرتُه شاكة صغيرة الجرم حرام مثل الدم منبتها السِّباخ والقِيعان، واحدته شِبْرِقة؛ وقالوا: إذايَبِس الضَّرِيع فهو الشِّبْرِق، وهو نبت كأظفار الهِرِّ. الفراء: الشِّبْرِق نبت وأَهل الحجاز يسمونه الضَّريعَ إذا يبس، وغيرهم يسمّيه الشّبْرِقَ. الزجاج: الشِّبْرِق جنس من الشوك إذا كان رطباً فهو شِبْرِق، فإذا يبس فهو الضَّريع. أَبو زيد: الشِّبْرِق يقال له الحِلَّة، ومَنْبِتُه نجد وتهامة، وثمرته حَسَكة صِغار، ولها زهرة حمراء. والشِّبْرِقةُ: الشيء السخيف القليل من النبات والشجر؛ هكذا حكاه أَبو حنيفة مؤثناً بالهاء. ويقال: في الأَرض شِبْرِقة من نبات وهي المُنْتَثِرة. ابن شميل: الشِّبرِق الشيء السخِيف من نبت أو بقل أَو شجر أَو عِضاهٍ، والشِّبْرِقة من الجَنَبة، وليس في البقل شِبْرِقة ولا يخرج إلا في الصيف. والشِّبْرِق، بالكسر: نبت وهو رَطْب الضَّريع؛ قال امرؤ القيس: فأَتْبَعْتُهم طَرْفي، وقد حالَ دُونَهم عَوازِبُ رَمْلٍ ذي أَلاءٍ وشِبْرِق وفي حديث عطاء: لا بأس بالشِّبْرِق والضَّغابيس ما لم تَنْزِعْه من أَصله؛ الشِّبْرِق: نبت حجازي يؤكل وله شوك، وإذا يَبِس سمي الضريع؛ معناه لا بأس بقطعهما من الحرم إذا لم يُسْتَأصَلا؛ ومنه في ذكر المستهزئين: فأَما العاصُ بن وائل فإنه خرج على حمار فدخل في أَخْمَصِ رِجْلِه شِبْرِقةٌ فهلك؛ أَبو عمرو: المُشَبْرَق الرقيق من الثياب، والمقطوع أَيضاً مُشَبْرَق. اللحياني: ثوبٌ شَبارِق وشَمارِق ومُشَبْرَق ومُشَمْرَق، والشِّبْرقة القطعة من الثوب، والشَّبارق أَلوان اللحم المطبوخة، فارسي معرب أَلحقوه بعُذافِر. وشِبْرِقٌ: اسم عربي؛ حكاه ابن دريد وقال: لا أَعرفه. @شبزق: قال الأَزهري: سمعت المنذري يقول سمعت أبا علي يقول سمعت أبا الهيثم يقول: الشَّبْزَق هكذا سمعته دِيْوْكَدْ خَزِيدَهْ كَرْدَه؛ قال محمد: وهكذا وجدته في الأَصل فنقلته على صورته وأَوهمني فيه (* قوله «وأوهمني فيه إلخ» عبارة القاموس: الشبزق كجعفر: من يتخبطه الشيطان من المس، وفسره أبو الهيثم بالفارسية إلخ) نقطة على الراء في لفظة الشَّبْرَق، فلست أَدري أَهي سهو من الناسخ أَو أَن تكون اللفظة شَبْزَق، بالزاي، والله أعلم. @شدق: الشِّدْق: جانب الفم. ابن سيده: الشِّدْقان والشَّدْقانِ طِفْطِفَةُ الفم من باطن الخَدَّينِ. يقال نفخ في شِدْقَيه. وشِدْقا الفرس: مَشَقُّ فَمِه إلى منتهى حدِّ اللجام، والجمع من كل ذلك أَشْداق وشُدوق. وحكى اللحياني: إنه لَواسعُ الأَشْداقِ، وهو من الواحد الذي فُرِّق فجعل كلُّ واحد منه جزءاً، ثم جمع على هذا. وشَفةٌ شَدْقاء: واسعةُ مَشَقِّ الشِّدْقَيْنِ. والأَشْدَق: العريض الشِّدْق الواسعُه المائلُه، أَيَّ ذلك كان. وشِدْقا الوادي: ناحيتاه. ورجل أَشْدَق: واسع الشِّدْق، والأُنثى شَدْقاء. والشِّدَق، بالتحريك: سَعة الشِّدْق، وفي التهذيب: سَعة الشِّدْقَيْنِ وقد شَدِقَ شَدَقاً. وخَطِيبٌ أَشْدَق بَيِّنُ الشَّدَقِ: مُجِيد. والمُتَشَدِّق: الذي يَلْوي شِدْقَه للتَّفَصُّح. ورجل أَشْدَق إذا كان مُتَفَوِّهاً ذا بيانٍ، ورجال شُدْقٌ؛ قال: ومنه قيل لعمرو بن سعيد الأَشْدَق لأَنه كان أَحدَ خُطباء العرب. ويقال: هو مُتَشَدِّق في منطقه إذا كان يتوسع فيه ويَتَفَيْهَق. وفي الحديث في صفته، ﷺ: يَفْتَتِح الكلام ويختَتِمه بأَشْداقِه؛ الأَشْداقُ: جوانب الفم وإنما يكون ذلك لرُحْبِ شِدْقيه، والعرب تَمْتَدِح بذلك، ورجل أَشْدَق بيّن الشَّدَق. فأَما حديثه الآخر: أَبْغَضُكم إلىَّ الثّرْثارون المُتَشَدِّقون، فهم المتوسعون في الكلام من غير احتياط واحتراز، وقيل: أَراد بالمُتَشَدِّق المُسْتهزئ بالناس يَلْوي شِدْقه بهم وعليهم. وتَشَدَّق في كلامه: فتح فمه واتسع. والشَّداقُ من سِماتِ الإبل: رَسْمٌ على الشِّدْق؛ عن ابن حبيب في تذكرة أَبي عليّ. والشَّدْقَم والشَّدْقَميّ: الأشْدَق، زادُوا فيه الميم كزيادتهم لها في فُسْحُمٍ وسُتْهُم، وجعله ابن جني رُباعِيّاً من غير لفظ الشِّدْق. وشِدقٌ شَدْقَم: عريض. وفي حديث جابر: حدَّثَه رجل بشيء فقال: ممن سمعتَ هذا؟ فقال: من ابن عباس، قال: من الشَّدقَم؟ أي الواسع الشِّدْق، وبوصف به المِنْطِيق البليغ المُفَوَّه، والميم زائدة. وشَدْقَم: اسم فحل. والأَشْدق: سعيد بن خالد بن سعيد بن العاص. @شذق: التهذيب: السَّوْذَق والشَّوْذَقُ السِّوار. قال أَبو تراب: ويقال للصقر سُوذانِق وشُوذانِق. ابن سيده: الشُّوذانِق؛ عن يعقوب، والشَّيْذَقانُ لغة في الشُّوذانِق؛ حكاه ثعلب؛ وأَنشد: كالشَّيْذَقانِ خاضِب أَظْفارَه، قد ضَرَبَتْه شَمْأَلٌ في يومِ طَلّ والشَّوْذَق: لغة فيه أيضاً. التهذيب: وفي نوادر الأَعراب الشَّوْذقةُ والتَّزْخيف أَخذُ الإنسانِ عن صاحبه بأَصابِعه الشيْذَقَ. قال الأَزهري: أَحسب الشَّوْذَقة معرّبة أَصلها الشيذق. @شرق: شَرَقَت الشمسُ تَشْرُق شُروقاً وشَرْقاً: طلعت، واسم الموضع المَشْرِق، وكان القياس المَشْرَق ولكنه أحد ما ندر من هذا القبيل. وفي حديث ابن عباس: نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس. يقال: شَرَقَت الشمسُ إذا طلعت، وأشْرَقَت إذا أضاءت، فإن أراد الطلوع فقد جاء في الحديث الآخر حتى تطلع الشمس، وإن أراد الإضاءة فقد ورد في حديث آخر: حتى ترتفع الشمس، والإضاءة مع الإرتفاع. وقوله تعالى: يا ليت بيني وبَينَك بُعْدَ المَشْرِقَيْنِ فبئس القَرِين؛ إنما أَراد بُعْدَ المشرق والمغرب، فلما جُعِلا اثنين غَلَّب لفظَ المشرق لأنه دالّ على الوجود والمغرب دال على العدم، والوجودُ لا محالة أشرفُ، كما يقال القمران للشمس والقمر؛ قال: لنا قَمراها والنجومُ الطَّوالعُ أَراد الشمس والقمر فغَلّب القمر لشرف التذكير، وكما قالوا سُنَّة العُمَرين يريدون أَبا بكر وعمر، رضوان الله عليهما، فآثروا الخِفَّة. وأما قوله تعالى: رَبّ المشرقين وربّ المَغْربَيْن ورب المشارق المغارب، فقد ذكر في فصل الغين من حرف الباء في ترجمة غرب. والشَّرْق: المَشْرِق، والجمع أَشراق؛ قال كُثَيِّر عزّة: إذا ضَرَبُوا يوماً بها الآل، زيَّنُوا مَساندَ أَشْراقٍ بها ومَغاربا والتَّشْرِيقُ: الأخذ في ناحية المشرق. يقال: شَتّانَ بَيْن مُشَرِّقٍ ومُغرِّبٍ. وشَرِّقوا: ذهبوا إلى الشَّرْق أَو أتوا الشرق. وكل ما طلَع من المشرق فقد شَرَّق، ويستعمل في الشمس والقمر والنجوم. وفي الحديث: لا تَسْتَقْبلوا القِبْلة ولا تَسْتَدْبروها، ولكن شَرِّقوا أَو غَرِّبوا؛ هذا أَمر لأَهل المدينة ومن كانت قِبْلته على ذلك السَّمْتِ ممن هو في جهة الشمال والجنوب، فأما من كانت قبلته في جهة المَشْرِق أو المغرب فلا يجوز له أَن يُشَرِّق ولا يُغَرِّب إنما يَجْتَنِب ويَشْتَمِل. وفي الحديث: أناخَتْ بكم الشُّرْق الجُونُ، يعني الفِتَن التي تجيء من قِبَل جهة المشرق جمع شارِق، ويروى بالفاء، وهو مذكور في موضعه. والشَّرْقيّ: الموضع الذي تُشْرِق فيه الشمس من الأَرض. وأَشْرَقَت الشمسُ إشْراقاً: أضاءت وانبسطت على الأَرض، وقيل: شَرَقَت وأَشْرَقت طلعت، وحكى سيبويه شَرَقت وأَشْرَقَت أَضاءت. وشَرِقَت، بالكسر: دَنَتْ للغروب. وآتِيك كلَّ شارقٍ أي كلَّ يوم طلعت فيه الشمس، وقيل: الشارِقُ قَرْن الشمس. يقال: لا آتِيك ما ذَرَّ شارِقٌ. التهذيب: والشمس تسمى شارقاً. يقال: إني لآتِيه كلَّما ذرَّ شارِقٌ أي كلما طلع الشَّرْقُ، وهو الشمس. وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال: الشَّرْق الضوء والشَّرْق الشمس. وروى عمرو عن أَبيه أَنه قال: الشَّرْق الشمس، بفتح الشين، والشِّرْق الضوء الذي يدخل من شقّ الباب، ويقال له المِشْرِيق. وأَشْرَقَ وجههُ ولونُه: أَسفَر وأضاء وتلألأ حُسْناً. والمَشْرقة: موضع القعود للشمس، وفيه أربع لغات: مَشْرُقة ومَشْرَقة، بضم الراء وفتحها، وشَرْقة، بفتح الشين وتسكين الراء، ومِشْراق. وتَشَرَّقْت أي جلست فيه. ابن سيده: والمَشْرَقة والمَشْرُقة والمَشْرِقة الموضع الذي تَشْرُق عليه الشمس، وخصَّ بعضهم به الشتاء؛ قال: تُرِيدين الفِراقَ، وأنْتِ منِّي بِعيشٍ مِثْل مَشْرَقة الشَّمالِ ويقال: اقعُد في الشَّرْق أَي في الشَّمْسِ، وفي الشَّرْقة والمَشْرَقة والمَشْرُقة. والمِشْرِيقُ: المَشْرِقُ، عن السيرافي. ومِشْرِيقُ الباب: مدْخَلُ الشمس فيه. وفي الحديث: أَنَّ طائراً يقال له القَرْقَفَنَّة يقع على مِشْرِيق باب مَنْ لا يَغار على أهله فلو رأَى الرجال يدخلون عليها ما غَيَّر؛ قيل في المِشْرِيق: إنه الشق الذي يقع فيه ضِحُّ الشمس عند شروقها؛ وفي الرواية الأُخرى في حديث وهب: إذا كان الرجل لا ينكرُ عَمَل السوء على أهله، جاءَ طائر يقال له الفَرْقَفَنَّة فيقع على مِشْرِيق بابه فيمكث أربعين يوماً، فإن أنكر طار، وإن لم يُنْكر مسح بجناحيه على عينيه فصار قُنْذُعاً دَيُّوثاً. وفي حديث ابن عباس: في السماء بابٌ للتوبة يقال له المِشْرِيق وقد رُدَّ فلم يبق إلاّ شَرْقُه أَي الضوءُ الذي يدخل من شقِّ الباب.ومكان شَرِقٌ ومُشْرِق، وشَرِقَ شَرَقاً وأَشْرَق: أَشْرَقَت عليه الشمس فأضاء. ويقال: أَشْرَقَت الأَرض إشراقاً إذا أنارت بإشْراق الشمس وضِحِّها عليها. وفي التنزيل: وأَشْرَقَت الأَرضُ بنور رَبِّها. والشَّرْقة: الشمس، وقيل: الشَّرَق والشَّرْق، بالفتح. والشَّرِقة والشارِقُ والشَّرِيق: الشمس، وقيل: الشمس حين تَشرُق. يقال: طلعت الشَّرَق والشَّرُق، وفي الصحاح: طلع الشَّرْق ولا يقال غرَبت الشَّرْق ولا الشَّرَق. ابن السكيت: الشَّرَق الشمس، والشَّرْق، بسكون الراء، المكان الذي تَشْرُق فيه الشمس. يقال: آتيك كل يوم طَلْعَةَ شَرَقِه. وفي الحديث: كأَنَّهما ظُلَّتان سَوْداونِ بينهما شَرَقٌ؛ الشَّرَقُ: الضوءُ وهو الشمس، والشَّرْق والشَّرْقة والشَّرَقة موضع الشمس في الشتاء، فأما في الصيف فلا شَرقة لها، والمَشْرِقُ موقعها في الشتاء على الأَرض بعد طلوعها، وشَرْقَتُها دَفاؤُها إلى زوالها. ويقال: ما بين المَشْرِقَيْنِ أَي ما بين المَشْرِق والمغرب. وأَشْرَق الرجلُ أَي دخل في شروقِ الشمس. وفي التنزيل: فأَخَذَتْهم الصَّيْحةُ مُشْرِقِينَ؛ أَي مُصْبِحين. وأَشْرَقَ القومُ: دخلوا في وقت الشروق كما تقول أَفْجَرُوا وأَصْبَحُوا وأَظْهَرُوا، فأما شَرَّقُوا وغَرَّبوا فسارُوا نحوَ المَشْرِق والمغرب. وفي التنزيل: فأَتْبَعُوهم مُشْرقينَ، أي لَحِقوهم وقت دخولهم في شروق الشمس وهو طلوعها. يقال: شَرَقَت الشمسُ إذا طلعت، وأَشْرَقَت أَضاءت على وجه الأَرض وصَفَتْ، وشَرِقْت إذا غابت. والمَشْرِقان: مَشْرِقا الصيف والشتاء. ابن الأَنباري في قولهم في النداء على الباقِلاَّ شَرْقُ الغداة طَرِيّ قال أَبو بكر: معناه قَطْعُ الغداة أَي ما قُطِع بالغداة والْتُقِط؛ قال الأَزهري: وهذا في الباقلاَّ الرَّطْب يُجْنَى من شجره. يقال: شَرقَتُ الثمرةَ إذا قطعتها. وقال الفراءُ وغيره من أَهل العربية في تفسير قوله تعالى: من شَجَرةِ مُبارَكة زَيْتونةٍ لا شَرْقِيَّة ولا غَرْبِيَّة؛ يقول هذه الشجرة ليست مما تطْلع عليها الشمسُ في وقت شُروقِها فقط أَو في وقت غروبها فقط، ولكنها شَرْقِيَّة غرْبِيَّة تُصِيبها الشمس بالغداة والعشيَّة، فهو أَنْضَر لها وأَجود لزيتونها وزيتِها، وهو قول أكثر أَهل التفسير؛ وقال الحسن: لا شَرْقِيَّة ولا غَرْبِيَّة إنها ليست من شجر أَهل الدنيا أَي هي من شجر أَهل الجنة، قال الأَزهري: والقول الأَول أَولى؛ قال وروى المنذري عن أَبي الهيثم في قول الحرث بن حِلِّزة: إنه شارِق الشَّقِيقة، إذ جا ءَت مَعَدٌّ، لكل حَيٍّ لواء قال: الشَّقِيقة مكان معلوم، وقوله شارق الشَّقِيقة أَي من جانبها الشَّرْقي الذي يلي المَشْرِق فقال شارق، والشمس تَشْرُق فيه، هذا مفعول فجعله فاعلاً. وتقول لِما يلي المَشْرِق من الأَكَمَةِ والجبل: هذا شارِقُ الجبل وشَرْقِيُّه وهذا غاربُ الجبل وغَربِيُّه؛ وقال العجاج: والفُتُن الشارق والغَرْبيّ أَراد الفُتُنَ التي تلي المَشْرِق وهو الشَّرْقيُّ؛ قال الأزهري: وإنما جاز أَن يفعله شارقاً لأَنه جعله ذا شَرْقٍ كما يقال سِرُّ كاتمٌ ذو كِتْمان وماء دافِقٌ ذو دَفْقٍ. وشَرَّقْتُ اللحم: شَبْرَقْته طولاً وشَرَرْته في الشمس ليجِفَّ لأن لحوم الأَضاحي كانت تُشَرَّق فيها بمنى؛ قال أَبو ذؤيب: فغدا يُشَرِّقُ مَتْنَه، فَبَدا له أُولى سَوابِقها قَرِيباً تُوزَعُ يعني الثور يُشَرِّقُ مَتْنَه أَي يُظْهِرُه للشمس ليجِف ما عليه من ندى الليل فبدا له سوابقُ الكِلابِ. تُوزَع: تُكَفّ. وتَشْريق اللحم: تَقْطِيعُه وتقدِيدُه وبَسْطُه، ومنه سميت أيام التشريق. وأيام التشريق: ثلاثة أَيام بعد يوم النحر لأَن لحم الأَضاحي يُشَرَّق فيها للشمس أَي يُشَرَّر، وقيل: سميت بذلك لأَنهم كانوا يقولون في الجاهلية: أَشْرِقْ ثَبِير كيما نُغِير؛ الإِغارةُ: الدفع، أَي ندفع للنَّفْر؛ حكاه يعقوب، وقال ابن الأَعرابي: سميت بذلك لأن الهَدْيَ والضحايا لا تُنْحَر حتى تَشْرُق الشمسُ أَي تطلع، وقال أَبو عبيد: فيه قولان: يقال سميت بذلك لأَنهم كانوا يُشَرِّقون فيها لُحوم الأَضاحي، وقيل: بل سميت بذلك لأَنها كلَّها أَيام تشريق لصلاة يومِ النحر،يقول فصارت هذه الأيام تبعاً ليوم النحر، قال: وهذا أَعجب القولين إليَّ، قال: وكان أَبو حنيفة يذهب بالتَّشْرِيقِ إلى التكبير ولم يذهب إليه غيره، وقيل: أَشْرِق ادْخُلْ في الشروق، وثَبِيرٌ جبل بمكة، وقيل في معنى قوله أَشْرِق ثبِير: كَيْما نُغِير: يريد ادْخل أيها الجبل في الشروق وهوضوء الشمس، كما تقول أَجْنَب دخل في الجنوب وأَشْمَلَ دخل في الشِّمال، كيما نُغِير أَي كيما ندفع للنحر، وكانوا لا يُفِيضون حتى تطلع الشمس فخالفهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويقال كيما ندفع في السير من قولك أَغارَ إغارةَ الثَّعْلبِ أَي أَسْرع ودفع في عَدْوِه. وفي الحديث: مَنْ ذَبَح قبل التشريق فلْيُعِدْ، أَي قبل أَن يصلِّيَ صلاة العيد ويقال لموضعها المُشَرَّق. وفي حديث مَسْروق: انْطَلِقْ بنا إلى مُشَرِّقِكم يعني المُصَلَّى. وسأل أَعرابي رجلاً فقال: أَين مَنْزِل المُشَرَّق؟ يعني الذي يُصَلَّى فيه العيد، ويقال لمسجد الخَيْف المُشَرَّق وكذلك لسوق الطائف. والمُشَرَّق: العيد، سمي بذلك لأن الصلاة فيه بعد الشَّرْقةِ أَي الشمس، وقيل: المُشَرَّق مُصَلَّى العيد بمكة، وقيل: مُصَلَّى العيد ولم يقيد بمكة ولا غيرها، وقيل: مصلى العيدين، وقيل: المُشَرَّق المصلّى مطلقاً؛ قال كراع: هو من تشريق اللحم؛ وروى شعبة أن سِماك بن حَرْب قال له يوم عيد: اذهب بنا إلى المُشَرَّق يعني المصلى؛ وفي ذلك يقول الأَخطل: وبالهَدايا إذا احْمَرَّتْ مَدارِعُها، في يوم ذَبْحٍ وتَشْرِيقٍ وتَنْخار والتَّشْرِيق: صلاة العيد وإنما أُخذ من شروق الشمس لأَن ذلك وقتُها. وفي الحديث: لا ذَبْحَ إلا بَعْد التَّشْرِيق أَي بعد الصلاة، وقال شعبة: التَّشْرِيق الصلاة في الفطر والأَضحى بالجَبّانِ. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: لا جُمْعة ولا تَشْرِيقَ إلا في مِصْرٍ جامع؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: قُلْتُ لِسَعْدٍ وهو بالأَزارِق: عَلَيْكَ بالمَحْضِ وبالمَشارق فسره فقال: معناه عليك بالشمس في الشتاء فانْعَمْ بها ولَذَّ؛ قال ابن سيده: وعندي أن المَشارِق هنا جمع لحمٍ مُشَرَّق، وهو هذا المَشْرُور عند الشمس، يُقَوِّي ذلك قولُه بالمحض لأَنهما مطعومان؛ يقول: كُلِ اللحم واشْرَب اللبن المحض. والتَّشْريق: الجمالُ وإشْراقُ الوجه؛ قاله ابن الأَعرابي في بيت المرار: ويَزِينُهنَّ مع الجمالِ مَلاحةٌ، والدَّلُّ والتَّشْرِيقُ والفَخْرُ (* قوله «والفخر» كذ بالأصل، وفي شرح القاموس: والعذم، بالذال، وفسره عن الصاغاني بالعض من اللسان بالكلام). والشُّرُق: الغِلْمان الرُّوقة. وأُذُنٌ شَرْقاءُ: قطِعت من أَطرافها ولم يَبِنْ منها شيء. ومِعْزة شَرْقاء: انْشَقَّتْ أُذُناها طُولاً ولم تَبِنْ، وقيل: الشَّرْقاءُ الشاة يُشَقُّ باطنُ أُذُنِها من جانب الأُذن شَقّاً بائناً ويترك وسط أُذُنِها صحيحاً، وقال أَبو علي في التذكرة: الشَّرْقاءُ التي شُقَّت أُذناها شَقَّين نافذين فصارت ثلاث قطع متفرقة. وشَرَقَتْ الشاة أَشْرُقُها شَرْقاً أَي شَقَقْت أُذُنَها. وشَرِقت الشاةُ، بالكسر، فهي شاة شَرْقاء بيّنَة الشَّرَقِ. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: أن النبي، ﷺ، نهى أن يُضَحَّى بِشَرْقاء أَو خَرْقاء أَو جَدْعاء. الأَصمعي: الشَّرْقاء في الغنم المشقوقة الأُذن باثنين كأنه زنَمة، واسم السِّمَةِ الشَّرَقة، بالتحريك، شَرَقَ أُذُنَها يَشْرِقُها شَرْقاً إذا شَقَّها؛ والخَرْقاء: أَن يكون في الأُذن ثقب مستدير. وشاة شَرْقاء: مقطوعة الأُذن. والشَّرِيقُ من النساء: المُفْضاة. والشَّرِقُ من اللحم: الأَحمر الذي لا دَسَم له. والشَّرَقُ: الشجا والغُصّة. والشَّرَقُ بالماء والرِّيق ونحوهما: كالغَصَص بالطعام؛ وشَرِقَ شَرَقاً، فهو شَرِقٌ؛ قال عدي بن زيد: لو بِغَيْرِ الماء حَلْقِي شَرِقٌ، كنتُ كالغَصّانِ بالماء اعْتِصاري الليث: يقال شَرِقَ فلانٌ برِيقِه وكذلك غَصَّ بريقه، ويقال: أَخذَتْه شَرْقة فكاد يموت. ابن الأَعرابي: الشُّرُق الغَرْقَى. قال الأَزهري: والغَرَقُ أَن يدخل الماءُ في الأَنف حتى تمتلئ منافذُه. والشَّرَقُ: دخولُ الماء الحَلْقَ حتى يَغَصَّ به، وقد غَرِقَ وشَرِقَ. وفي الحديث: فلما بلغ ذِكْرَ موسى أَخذتْه شَرْقةٌ فركَع أي أَخذته سُعْلة منعته عن القراءة. قال ابن الأَثير: وفي الحديث أَنه قرأَ سورة المؤمن في الصلاة فلما أتى على ذكرِ عيسى، عليه السلام، وأُمِّه أَخذته شَرْقةٌ فركع؛ الشَّرْقة: المرة الواحدة من الشّرَقِ، أَي شَرِقَ بدمعِه فعَيِيَ بالقراءة، وقيل: أَراد أَنه شَرِقَ بريقه فترك القراءة وركع؛ ومنه الحديث: الحَرَقُ والشِّرَقُ شهادةٌ؛ هو الذي يَشْرَقُ بالماء فيموت. وفي حديث أُبَيّ: لقد اصطلح أَهل هذه البلدة على أَن يَعْصِّبُوه فشَرِقَ بذلك أَي غَصَّ به، وهو مجاز فيما ناله من أَمْرِ رسول الله، ﷺ، وحَلّ به حتى كأَنه شيء لم يقدر علي إِساغتِه وابتلاعِه فغَصَّ به. وشَرِقَ الموضعُ بأَهله: امتلأَ فضاق، وشَرِقَ الجسدُ بالطيب كذلك؛ قال المخبَّل: والزَّعْفَرانُ على تَرائِبها شَرِقاً به اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ وشَرِقَ الشيءُ شَرَقاً، فهو شَرِقٌ: اختلط؛ قال المسَّيب بن عَلَسٍ: شَرِقاً بماءِ الذَّوْبِ أَسْلَمه للمُبْتَغِيه مَعاقل الدَّبْرِ والتَّشْريق: الصَّبغ بالزعفران غير المُشْبَع ولا يكون بالعُصْفُر. والتَّشْويق: المُشْبَع بالزعفران. وشَرِقَ الشيءُ شَرَقاً، فهو شَرِقٌ: اشتدت حمرته بدم أَو بحسن لون أَحمر؛ قال الأَعشى: وتَشْرَقُ بالقولِ الذي قد أَذَعْته، كما شَرِقَت صَدْرُ القَناةِ من الدَّمِ ومنه حديث عكرمة: رأَيت ابْنَينِ لسالمٍ عليهما ثياب مُشْرَقة أَي محمّرة. يقال شَرِقَ الشيءُ إذا اشتدت حمرته، وأَشْرَقْته بالصِّبْغ إذا بالَغْت في حمرته؛ وفي حديث الشعبي: سُئِل عن رجل لَطَمَ عينَ آخَرَ فشَرِقَت بالدم ولمّا يَذْهَبْ ضَوْءُها فقال: لها أَمْرُها، حتى إذا ما تَبَوَّأَتْ بأَخْفافِها مَأْوًى، تَبَوَّأ مَضْجَعا الضمير في لها للإبل يُهْمِلها الراعي حتى إذا جاءت إلى الموضع الذي أَعجبها فأقامت فيه مالَ الراعي إلى مَضْجَعِه؛ ضربه مثلاً للعين أَي لا يُحْكَم فيها بشيء حتى تأتيَ على آخر أمْرِها وما تؤول إليه، فمعنى شَرِقَت بالدم أَي ظهر فيها ولم يَجْرِ منها. وصَرِيع شَرِقٌ بدمه: مُخْتَضِب. وشَرِقَ لونُه شَرَقاً: احْمَرَّ من الخَجَلِ. والشَّرْقِيّ: صِبْغ أَحمر. وشَرِقَتْ عينُه واشْرَوْرَقَت: احْمَرَّت، وشَرِقَ الدمُ فيها: ظهر. الأَصمعي: شَرِقَ الدم بجسده يَشْرَقُ شَرَقاً إذا ظهر ولم يَسِلْ، وقيل إذا ما نَشِبَ، وكذلك شَرِقت عينُه إذابَقِي فيها دمٌ؛ قال: وإذا اختلطت كُدورةٌ بالشمس ثم قلت شَرِقَت جاز ذلك كما يَشْرَق الشيء بالشيء يَنْشَبُ فيه ويختلط. يقال: شَرِقَ الرجلُ يَشْرَقُ شَرَقاً إذا ما دخل الماءُ حَلْقَه فشَرِقَ أي نَشِبَ؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه، قال في الناقة المُنْكَسرة: ولا هي بفَقِيٍّ فتشْرَق أَي تمتلئ دماً من مرض يَعْرِضُ لها في جوفها؛ ومنه حديث ابن عمر: أَنه كان يُخْرِج يديه في السجود وهما مُتَفَلِّقَتان قد شَرِق بينهما الدم. وشَرِقَ النخل وأَشْرَق وأَزْهَقَ (* قوله «وأزهق» هكذا في الأصل ولعله وأزهى.) لوَّنَ بحمرة. قال أَبو حنيفة: هو ظهور أَلوان البُسْر. ونَبْتٌ شَِرِقٌ أَي رَيَّان؛ قال الأَعشى: يُضاحِك الشمسَ منها كوكَبٌ شَرِقٌ، مُؤَزَّرٌ بعَمِيم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ وأَما ما جاء في الحديث من قوله: لعلكم تُدْرِكون قوماً يُؤَخِّرون الصلاة إلى شَرِقِ المَوْتَى فصَلّوا الصلاةَ للوقت الذي تَعْرِفون ثم صَلّوا معهم؛ فقال بعضهم: هو أن يَشْرَقَ الإنسانُ بريقِه عند الموت، وقال: أَراد أَنهم يصلون الجمعة ولم يبق من النهار إلا بقدر ما بَقِي من نَفْس هذا الذي قد شَرِق بريقه عند الموت، أَراد فَوْتَ وقْتِها ولم يقيّد الصلاة في الصحاح بجمعة ولا بغيرها، وسئل عن هذا الحديث فقال: أَلم ترَ الشمسَ إذا ارتفعت عن الحيطان وصارت بين القبور كأنها لُجّة؟ فذلك شَرَقُ الموتى؛ قال أَبو عبيد: يعني أَن طلوعها وشُروقَها إنما هو تلك الساعة للموتى دون الأَحياء. أَبو زيد: تُكْرَه الصلاة بشَرَقِ الموتى حين تصفرُّ الشمس، وفعلت ذلك بشَرَقِ الموتى: في ذلك الوقت. وفي الحديث: أَنه ذكر الدنيا فقال: إنما بقي منها كشَرَقِ الموتى؛ له معنيان: أَحدهما أَنه أَراد به آخِرَ النهار لأن الشمس في ذلك الوقت إنما تَلْبَث قليلاً ثم تغيب فشبَّه ما بقي من الدنيا ببقاء الشمس تلك الساعة، والآخَرُ من قولهم شَرِقَ الميت بريقه إذا غَصَّ به، فشَّبه قِلَّةَ ما بقي من الدنيا بما بقي من حياة الشَّرِق بريقه إلى أَن تخرج نفسه. وسئل الحسن بن محمد بن الحنفية عنه فقال: أَلم تَرَ إلى الشمس إذا ارتفعت عن الحيطان فصارت بين القبور كأنها لُجّة؟ فذلك شَرَقُ الموتى. يقال: شَرِقَت الشمس شَرَقاً إذا ضعف ضوءُها، قال: ووَجّه قولَه حين ذكر الدنيا فقال إنما بقي منها كشَرَقِ الموتى إلى معنيين: أَحدهما أَن الشمس في ذلك الوقت إنما تَلْبَثُ ساعة ثم تغيب فشبَّه قِلَّة ما بقي من الدنيا ببقاء الشمس تلك الساعة من اليوم، والوجه الآخر في شَرَقِ الموتى شَرَقُ الميت برِيقِه عند خروج نفسه. وفي بعض الروايات: واجعلوا صلاتَكم معهم سُبْحَة أَي نافلة. وقال أبو عبيد: المُشَرَّق جبل بسوق الطائف، وقال غيره: المُشَرَّق سُوقُ الطائف؛ وقول أبي ذؤيب: حتى كأَنِّي للحوادِثِ مَرْوَةٌ، بصَفا المُشَرَّق، كلَّ يومٍ تُقْرَعُ يُفَسَّر بكلا ذَيْنِك، ورواه ابن الأعرابي: بصفا المُشَقَّر؛ قال: وهو صفا المُشَقَّر الذي ذكره امرؤ القيس فقال: دُوَيْنَ الصَّفا اللاَّئي يَلِينَ المُشَقَّرا والشارِقُ: الكِلْسُ، عن كراع. والشَّرْقُ: طائر، وجمعه شُروق، وهو من سِباع الطير؛ قال الراجز: قد أَغْتَدِي والصُّبْحُ ذو بَرِيقِ، بمُلْحَمٍ أَحْمَرَ سَوْذَنِيقِ، أَجْدَلَ أو شَرْقٍ من الشُّروقِ قال شمر: أَنشدني أَعرابي في مجلس ابن الأَعرابي وكتبها ابن الأعرابي: انْتَفِخي، يا أَرْنَبَ القِيعان، وأَبْشِرِي بالضَّرْبِ والهَوانِ، أو ضربة من شرق شاهيان، أو توجي جائع غرثان (* قوله «أو ضربة من شرق إلى آخر البيت» هكذا في الأصل). قال: الشَّرْق بين الحِدَأَة والشاهين ولونه أَسود. والشارِق: صنم كان في الجاهلية، وعبد الشارِق: اسم وهو منه. والشَّرِيقُ: اسم صنم أيضاً. والشَّرْقِيُّ: اسم رجل راوِية أَخبار. ومِشْرِيق: موضع. وشَرِيق: اسم رجل. @شربق: شَرْبَقَه شَرْبَقةً: لغة في شَبْرَقه، وقد تقدم. الفراء: شَرْبَقْت الثوب، فهو مُشَرْبَق أَي قطَّعته مثل شَبْرَقْت. @شرشق: الشِّرْشِق: طائر. @شرنق: أَبو عمرو: ثِيابٌ شَرانِقُ متخرِّقة لا واحد لها؛ وأَنشد: منه وأَعلى جِلْدِه شَرانِقُ ويقال لسَلْخِ الحَيَّة إذا أَلْقَتْه شَرانِقُ ويقال لسَلْخِ الحَيَّة إذا أَلْقَتْه شَرانِق. @شرقرق: الليث: الشِّقِرّاق والشَّقِرَّاق والشَّرَقْراق والشِّرَقْراق، لغتان: طائر يكون في أرض الحَرَم في منابت النخيل كقدر الهُدْهد مرقَّط بحُمْرة وخضرة وبياض وسواد. @شفق: الشّفَق والشَّفَقة: الاسم من الإشْفاق. والشَّفَق: الخِيفة. شَفِقَ شَفَقاً، فهو شَفِقٌ، والجمع شَفِقُون؛ قال الشاعر إسحق بن خلف، وقيل هو لابن المُعَلَّى: تَهْوى حَياتي، وأَهْوَى مَوْتَها شَفَقاً، والمَوْتُ أكْرَمُ نزّالٍ على الحُرَمِ وأشْفَقْت عليه وأَنا مُشْفِق وشَفِيق، وإذا قلت: أَشْفَقْت منه، فإنما تعنى حذِرْته، وأَصلهما واحد، ولا يقال شَفَقْت. قال ابن دريد: شَفَقْت وأَشْفَقَت بمعنى، وأَنكره أهل اللغة. الليث: الشَّفَقُ الخوف. تقول: أنا مُشْفِق عليك أي أَخاف. والشَّفَقُ أيضاً الشَّفَقة وهو أن يكون الناصِحُ من بُلوغِ النُّصْح خائفاً على المَنْصوح. تقول: أَشْفَقْت عليه أن يَنالَه مكروه. ابن سيده: وأشْفَق عليه حَذِرَ، وأشْفَق منه جَزِع، وشَفَق لغة. والشَّفَق والشَّفقة: الخيفةُ من شدة النصح. والشَّفِيق: الناصِحُ الحريص على صلاح المنصوح. وقوله تعالى: إنّا كنّا مِنْ قَبْلُ في أَهلِنا مُشْفِقين، أي كنا في أهلنا خائفين لهذا اليوم. وشَفِيق: بمعنى مُشْفِق مثل أَليم ووَجِيع وداعٍ (* قوله «وداع» هكذا في الأصل.) وسَميع. والشَّفَق والشَّفَقة: رقَّة مِنْ نُصْحٍ أو حُبٍّ يؤدِّي إلى خوف. وشَفِقْت من الأمر شَفَقَةً: بمعنى أَشْفَقْت؛ وأنشد: فإنِّي ذُو مُحافَظَةٍ لِقَوْمي، إذا شَفِقَتْ على الرِّزْقِ العِيالُ وفي حديث بلال: وإنما كان يفعل ذلك شَفَقاً من أَن يدركه الموت؛ الشَّفَق والإشْفاق: الخوف، يقال: أَشْفَقْت أُشْفِق إشفاقاً، وهي اللغة العالية. وحكى ابن دريد: شَفِقْت أَشْفَق شَفَقاً؛ ومنه حديث الحسن: قال عُبَيْدة أَتَيْناه فازْدحَمْنا على مَدْرَجةٍ رَثّةٍ فقال: أَحسنوا مَلأَكم أَيُّها المَرْؤون وما على البِناء شِفَقاً ولكن عليكم؛ انتصب شَفَقاً بفعل مضمر وتقديره وما أُشْفِقُ على البناء شَفَقاً ولكن عليكم؛ وقوله: كما شَفِقَت على الزاد العِيالُ أراد بَخِلت وضَنّت، وهو من ذلك لأن البخيل بالشيء مُشْفِق عليه. والشَّفَق: الرّديء من الأشياء وقلّما يجمع. ويقال: عطاء مُشَفَّق أَي مُقَلَّل؛ قال الكميت: مَلِك أَغرُّ من الملوك، تَحَلّبَت للسائلين يداه، غير مُشَفِّق وقد أَشْفَق العطاء. ومِلْحفة شَفَقُ النسج: رديئة. وشَفَّق المِلْحَفة: جعلها شَفَقاً في النسج. والشَّفَقُ: بقية ضوء الشمس وحمرتُها في أَول الليل تُرَى في المغرب إلى صلاة العشاء. والشَّفَق: النهار أَيضاً؛ عن الزجاج، وقد فسر بهما جميعاً قوله تعالى: فلا أُقْسِمُ بالشَّفَق. وقال الخليل: الشَّفَقُ الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء الأخيرة، فإذا ذهب قيل غابَ الشَّفَق، وكان بعض الفقهاء يقول: الشَّفَق البياض لأن الحمرة تذهب إذا أَظلمت، وإنما الشَّفَق البياضُ الذي إذا ذهب صُلِّيَت العشاءُ الأَخيرة، والله أعلم بصواب ذلك. وقال الفراء: سمعت بعض العرب يقول عليه ثوب مصبوغ كأنه الشَّفَق، وكان أَحمر، فهذا شاهِدُ الحمرة. أبو عمرو: الشَّفَقُ الثوب المصبوغ بالحمرة . . . . . (* كذا بياض بالأصل.) في السماء. وأَشْفَقَنْا: دخلنا في الشَّفَق. وأَشْفَق وشَفَّق: أتى بشَفَقٍ وفي مواقيت الصلاة حتى يغيب الشَّفَقُ؛ هو من الأضداد يقع على الحمرة التي تُرى بعد مغيب الشمس، وبه أخذ الشافعي، وعلى البياض الباقي في الأُفُق الغربي بعد الحمرة المذكورة، وبه أَخذ أَبو حنيفة. وفي النوادرَ: أنا في عَروض منه وفي أَعْراضٍ منه أي في نواحٍ. @شفشلق: الشَّفْشَلِيق والشَّمْشَلِيق: المُسِنّة. يقال: عجوز شَفْشَلِيق وشَمْشَلِيق إذا استرخى لحمها. الليث: الجَنْفَلِيق من النساء العظيمة، وكذلك الشَّفْشَليق. @شفلق: ابن الأعرابي: الشَّفَلَّقة لُعْبة للحاضرة وهو أَن يَكْسَعَ الإنسان من خَلْفِه فيَصْرَعَه وهو الأَسْنُ عند العرب، قال: ويقال سَاتاهُ إذا لَعِب معه الشَّفَلَّقة. @شقق: الشَّقُّ: مصدر قولك شَقَقْت العُود شَقّاً والشَّقُّ: الصَّدْع البائن، وقيل: غير البائن، وقيل: هو الصدع عامة. وفي التهذيب: الشَّقُّ الصدع في عود أَو حائط أو زُجاجة؛ شَقَّه يَشُقُّه شَقّاً فانْشَقَّ وشقَّقَه فتَشَقَّقَ؛ قال: ألا يا خُبْزَ يا ابْنةَ يَثْرُدانٍ، أَبَى الحُلْقومُ بَعْدَكِ لا يَنامُ وبَرْقاً للعَصِيدة لاحَ وَهْناً، كما شَقَّقْت في القِدْرِ السَّناما (* قوله «ألا يا خبز إلخ» في هذين البيتين عيب الاصراف. وقوله: وبرقاً تقدم في مادة ث ر د وبرق). والشَّقُّ: الموضع المشقوق كأَنه سمي بالمصدر، وجمعه شُقوق. وقال اللحياني: الشَّقُّ المصدر، والشَّقُّ الاسم؛ قال ابن سيده: لا أَعرفها عن غيره. والشِّقُّ: اسم لما نظرت إليه، والجمع الشُّقوق. ويقال: بيد فلان ورجله شُقوق، ولا يقال شُقاق، إنما الشُّقاق داء يكون بالدواب وهو يُشَِقِّق يأْخذ في الحافر أو الرُّسغ يكون فيهما منه صُدوع وربما ارتفع إلى أوْظِفَتِها. وشُقَّ الحافرُ والرسغ: أَصابَهُ شُقاقٌ. وكل شَقٍّ في جلد عن داء شُقاق، جاؤوا به على عامّة أَبنية الأدواء. وفي حديث قرة بن خالد: أصابنا شُقاق ونحن مُحْرمون فسأَلنا أَبا ذرٍّ فقال: عليكم بالشَّحْمِ؛ هو تَشَقُّقُ الجلد وهو من الأدواء كالسُّعال والزُّكام والسُّلاق. والشَّقُّ: واحد الشُّقوق وهو في الأصل مصدر. الأزهري: والشُّقاق تَشَقُّق الجلد من بَرْدٍ أَو غيره في اليدين والوجه. وقال الأصمعي: الشُّقاق في اليد والرجل من بدن الإنس والحيوان. وشَقَقْت الشيء فانْشَقَّ. وشَقَّ النبتُ يَشُقُّ شُقوقاً: وذلك في أَول ما تَنْفَطِر عنه الأرض. وشقَّ نابُ الصبي يَشُقُّ شقوقاً: في أَوّل ما يظهر. وشقَّ نابُ البعير يَشُقُّ شقوقاً: طلع، وهو لغة في شَقا إذا فطر نابُه. وشَقَّ بصر الميِّت شقوقا: شخَص ونظر إلى شيء لا يرتدُّ إليه طرْفُه وهو الذي حضره الموت، ولا يقال شَقَّ بَصَرَه. وفي الحديث: أَلم تَرَوْا إلى الميِّت إذا شَقَّ بَصَرُه أي انفتح، وضَمُّ الشين فيه غيرُ مختار. والشَّقُّ: الصبح. وشَقَّ الصبحُ يَشُقُّ شَقّاً إذا طلع. وفي الحديث: فلما شَقَّ الفَجْران أمَرنا بإقامة الصلاة؛ يقال: شَقَّ الفجرُ وانْشَقَّ إذا طلع كأنه شَقَّ موضعَ طلوعِه وخرج منه. وانْشقَّ البرقُ وتَشَقَّقَ: انْعَقَّ، وشَقِيقة البَرْق: عَقِيقته. ورأَيت شقِيقةَ البَرْق وعَقِيقته: وهو ما استطار منه في الأُفق وانتشر. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، سئل عن سحائب مَرَّت وعن بَرْقِها فقال: أَخَفْواً أم وَمِيضاً أَم يَشُقُّ شَقّاً؟ فقالوا: بل يَشُقُّ شَقّاً، فقال: جاءكم الحَيا؛ قال أَبو عبيد: معنى شَقَّ البرقُ يَشُقُّ شَقّاً هو البرق الذي تراه يَلْمَعُ مستطيلاً إلى وسط السماء وليس له اعتراض، ويَشقّ معطوف على الفعل الذي انتصب عنه المصدران تقديره أَيَخْفِي أم يُومض أَم يشق. وشَقائِقُ النعمان: نَبْتٌ، واحدتها شَقيقةٌ، سميت بذلك لحمرتها على التشبيه بشَقِيقةِ البَرْق، وقيل: واحدهُ وجمعهُ سواء وإنما أُضيف إلى النعمان لأنه حَمَى أرضاً فكثر فيها ذلك. غيره: ونَوْرٌ أحمر يسمى شَقائِق النُّعمان، قال: وإنما سمي بذلك وأُضيف إلى النعمان لأن النعمان بنَ المنذر نزل على شَقائِقِ رمل قد أَنْبَتَتِ الشَّقِرَ الأَحمرَ، فاستحسنها وأَمر أَن تُحْمَى، فقيل للشَّقِر شَقائِق النعمان بمَنْبِتِها لا أَنها اسم للشَّقِر، وقيل: النُّعْمان اسم الدم وشَقائِقُه قِطَعهُ فشُبِّهت حمرتها بحمرة الدم، وسميت هذه الزهرةُ شَقائِقَ النُّعْمان وغلَب اسمُ الشقائق عليها. وفي حديث أبي رافع: إن في الجنّة شَجرةً تَحْمِل كُسْوة أَهلِها أَشدَّ حمرةً من الشَّقائِق؛ هو هذا الزهر الأحمر المعروف، ويقال له الشَّقِرُ وأصله من الشَّقِيقة وهي الفُرْجة بين الرمال. قال الأَزهري: والشَّقائِقُ سَحائبُ تَبَعَّجتْ بالأمطار الغَدِقة؛ قال الهذلي: فقلت لها: ما نُعْمُ إلا كَرَوضةٍ دَمِيثِ الرُّبى، جادَت عليها الشَّقائِقُ والشَّقِيقةُ: المَطرةُ المُتَّسعة لأن الغيم انْشَقَّ عنها؛ قال عبد الله بن الدُّمَيْنة: ولَمْح بعَيْنَيْها، كأَنَّ ومِيضَه وَمِيضُ الحَيا تُهْدَىِ لِنَجْدٍ شَقائِقُهْ وقالوا: المالُ بيننا شَقَّ وشِقَّ الأبْلمَةِ والأُبْلُمةِ أي الخُوصِة أي نحن متساوون فيه، وذلك أَن الخُوصةَ إذا أُخذت فشُقَّت طولاً انْشَقّت بنصفين، وهذا شَقِيقُ هذا إذا انْشَقَّ بنصفين، فكل واحد منهما شَقِيقُ الآخر أَي أَخوه، ومنه قيل فلانٌ شَقِيقُ فلانٍ أَي أَخوه؛ قال أَبو زبيد الطائي وقد صغره: يا ابنَ أُمّي، ويا شُقَيِّقَ نَفْسِي، أَنتَ خَلَّيْتَني لأمْرٍ شَدِيد والشَّقُّ والمَشَقُّ: ما بين الشُّفْرَين من حَيا المرأَة. والشَّواقُّ من الطَّلْع: ما طال فصار مقدارَ الشِّبْر لأنها تَشُقُّ الكِمامَ، واحدتُها شاقَّةٌ. وحكى ثعلب عن بعض بني سُواءةَ: أَشَقَّ النخلُ طلعت شَواقُّه. والشِّقَّةُ: الشَّظِيّةُ أَو القِطعةُ المَشْقوقةُ من لوح أو خشب أَو غيره. ويقال للإنسان عند الغضب: احْتَدَّ فطارت منه شِقَّةٌ في الأَرض وشِقَّةٌ في السماء. وفي حديث قيس بن سعد: ما كان لِيُخْنِيَ بابِنه في شِقّة من تمر أَي قطعةٍ تُشَقُّ منه؛ هكذا ذكره الزمخشري وأَبو موسى بعده في الشين ثم قال: ومنه أَنه غضب فطارت منه شِقَّةٌ أَي قطعة، ورواه بعض المتأَخرين بالسين المهملة، وهو مذكور في موضعه. ومنه حديث عائشة رضي الله عنها: فطارت شِقَّةٌ منها في السماء وشِقَّة في الأرض؛ هو مبالغة في الغضب والغيظ. يقال: قد انْشَقَّ فلان من الغضب كأنه امتلأ باطنُه؛ به حتى انْشَقَّ، ومنه قوله عز وجل: تكادُ تَميّزُ من الغيظِ. وشَقَّقْتُ الحطبَ وغيره فتَشَقَّقَ. والشِّقُّ والشِّقَّة، بالكسر: نصف الشيء إذا شُقَّ، الأخيرة عن أبي حنيفة. يقال: أَخذت شِقَّ الشاة وشِقّةَ الشاةِ، والعرب تقول: خُذْ هذا الشِّقَّ لِشِقّةِ الشاةِ. ويقال: المال بيني وبينك شِقَّ الشَّعْرة وشَقَّ الشعرة، وهما متقاربان، فإذا قالوا شَقَقْتُ عليك شَقّاً نصبوا. قال: ولم نسمع غيره. والشِّق: الناحية من الجبل. والشِّقُّ: الناحية والجانب من الشَّقِّ أَيضاً. وحكى ابن الأَعرابي: لا والذي جعل الجبال والرجال حفلة واحدة ثم خرقها فجعل الرجال لهذه والجبال لهذا. وفي حديث أُم زرع: وجدني في أَهل غُنَيْمةٍ بِشِقِّ؛ قال أَبو عبيد: هو اسم موضع بعينه وهذا يروى بالفتح والكسر، فالكسر من المَشَقّةِ؛ ويقال: هم بِشِقٍّ من العيش إذا كانوا في جهد؛ ومنه قوله تعالى: لم تكونوا بالِغِيه إلا بِشِقِّ الأَنْفُسِ، وأَصله من الشِّقِّ نِصْف الشيء كأَنه قد ذهب بنصف أَنْفُسِكم حتى بَلَغْتُموه، وأما الفتح فمن الشَّقِّ الفَصْلِ في الشيئ كأَنها أَرادت أنهم في موضع حَرِجٍ ضَيّقٍ كالشَّقِّ في الجبل، ومن الأول: اتقوا النارَ ولو بِشِقِّ تَمْرةٍ أي نصفِ تمرة؛ يريد أَن لا تَسْتَقلّوا من الصدقة شيئاً. والمُشاقَّةُ والشّقاق: غلبة العداوةِ والخلاف، شاقَّهُ مُشاقَّةَ وشِقاقاً: خالَفَه. وقال الزجاج في قوله تعالى: إن الظالمين لفي شِقاقٍ بَعِيد؛ الشِّقاقُ: العدواةُ بين فريقين والخلافُ بين اثنين، سمي ذلك شِقاقاً لأن كل فريق من فِرْقَتَي العدواة قصد شِقَّاً أَي ناحية غير شِقِّ صاحبه.وشَقَّ امْرَه يَشُقُّه شَقّاً فانْشَقَّ: انْفَرَقَ وتبدّد اختلافاً. وشَقَّ فلانٌ العصا أي فارق الجماعة، وشَقَّ عصا الطاعة فانْشَقَّت وهو منه. وأما قولهم: شَقَّ الخوارجُ عصا المسلمين، فمعناه أَنهم فرَّقوا جَمْعَهم وكلمتَهم، وهو من الشَّقِّ الذي هو الصَّدْع. وقال الليث: الخارجيُّ يَشُقُّ عصا المسلمين ويِشاقُّهم خلافاً. قال أَبو منصور: جعل شَقَّهم العصا والمُشاقَّةَ واحداً، وهما مختلفان على ما مر من تفسيرهما آنفاً. قال الليث: انشَقَّت عصاهما بعد الْتئامِها إذا تَفَرَّق يقال وانْشَقَّت العصا بالبَيْنِ وتَشَقَّقت؛ قال قيس بن ذريح: وناحَ غُرابُ البَيْنِ وانْشَقَّت العصا بِبَيْنٍ، كما شَقَّ الأَدِيمَ الصَّوانِعُ وانْشَقَّت العصا أَي تفرّق الأَمرُ. وشَقَّ عليَّ الأمرُ يَشقُّ شَقّاً ومَشقّة أَي ثَقُل عليّ، والاسم الشِّقُّ، بالكسر. قال الأَزهري: ومنه قوله، ﷺ: لولا أَن أَشُقَّ علي أُمّتي لأَمَرْتُهم بالسِّواك عند كلِّ صلاة؛ المعنى لولا أَن أُثَقِّلَ على أُمتي من المَشَقّة وهي الشدة. والشِّقُّ: الشقيقُ الأَخُ. ابن سيده: شِقُّ الرجلِ وشَقِيقُه أخوه، وجمع الشَّقِيقِ أَشِقَّاءُ. يقال: هو أَخي وشِقِّ نَفْسِي، وفيه: النساءُ شَقائِقُ الرجال أَي نظائرُهم وأمثالهم في الأَخْلاقِ والطِّباع كأنهن شُقِقْنَ منهم ولأن حَوّاء خلقتْ من آدم. وشَقِيقُ الرجل: أَخوه لأُمّه وأَبيه. وفي الحديث: أَنتم إخوانُنا وأَشِقَّاؤنا. والشَّقِيقةُ: داء يأْخذ في نصف الرأْس والوجه، وفي التهذيب: صُداع يأْخذ في نصف الرأْس والوجه؛ وفي الحديث: احْتَجَم وهو مُحْرِمٌ من شَقِيقةٍ؛ هو نوع من صُداعٍ يَعْرِض في مُقَدَّمِ الرأْس وإلى أَحد جانبيه. والشِّقُّ والمَشَقَّةُ: الجهد والعناء، ومنه قوله عز وجل: إلا بِشِقّ الأَنْفُس؛ وأكثر القراء على كسر الشين معناه إلا بجهد الأَنفس، وكأنه اسم وكأَن الشَّقَّ فعل، وقرأ أَبو جعفر وجماعة: إلا بشَقّ الأَنفُس، بالفتح؛ قال ابن جني: وهما بمعنى؛ وأَنشد لعمرو بن مِلْقَطٍ وزعم أَنه في نوادر أَبي زيد: والخَيْل قد تَجْشَمُ أَرْبابُها الشقْـ قَ، وقد تَعْتَسِفُ الرَّاوِيهْ قال: ويجوز أَن يذهب في قوله إلى أَن الجهد يَنْقُص من قوة الرجل ونفسه حتى يجعله قد ذهب بالنصف من قوته، فيكون الكسر على أَنه كالنصف. والشِّقُّ: المَشَقَّة؛ قال ابن بري؛ شاهد الكسر قول النمر بن تولب: وذي إبِلٍ يَسْعَى ويحْسِبُها له، أَخي نَصَبٍ مِنْ شِقِّها ودُؤُوبِ وقول العجاج: أَصْبَحَ مَسْحولٌ يُوازِي شِقّا مَسْحولٌ: يعني بَعِيره، ويُوازي: يُقاسي. ابن سيده: وحكى أَبو زيد فيه الشَّقّ، بالفتح، شَقَّ عليه يَشُقُّ شَقّاً. والشُّقَّةُ، بالضم: معروفة من الثياب السبِيبةُ المستطيلة، والجمع شِقاقٌ وشُقَقٌ. وفي حديث عثمان: أَنه أَرسل إلى امرأَة بشُقَيْقةٍ؛ الشُّقّة: جنس من الثياب وتصغيرُها شُقَيْقةٌ، وقيل: هي نصب ثوب. والشُّقَّة والشِّقّةُ: السفر البعيد، يقال: شُقَّةٌ شاقَّةٌ وربما قالوه بالكسر. الأَزهري: والشُّقَّةُ بُعْدُ مَسيرٍ إلى الأَرض البعيدة. قال الله تعالى: ولكن بَعُدَت عليهم الشُّقَّةُ. وفي حديث وفد عبد القيس: إنَّا نَأْتِيكَ من شُقَّةٍ بعيدة أَي مسافة بعيدة. والشُّقَّةُ أَيضاً: السفرُ الطويل. وفي حديث زُهَير: على فَرسٍ شَقَّاءَ مَقَّاءَ أَي طويلة. والأشْقُّ: الطويلُ من الرجال والخيل، والاسم الشَّققُ والأُنثى شَقَّاء؛ قال جابر أَخو بني معاوية بن بكر التغلبي: ويومَ الكُلابِ اسْتَنْزَلَتْ أَسَلاتُنا شُرَحْبِيلَ، إذْ آلى أَلِيَّة مُقْسِمِ لَيَنْتَزِعَنْ أَرماحَنا، فأَزالَة أَبو خَنَشٍ عن ظَهْرِ شَقّاءَ صِلْدِمِ ويروى: عن سَرْج؛ يقول: حلف عدوّنا لينتزعَنْ أَرماحَنا من أَيدينا فقتلناه. أَبو عبيد: تَشَقَّقَ الفرسُ تَشَقُّقاً إذا ضمَرَ؛ وأَنشد: وبالجِلالِ بَعْدَ ذاكَ يُعْلَيْن، حتى تَشَقَّقْنَ ولَمَّا يَشْقَيْن واشْتِقاقُ الشيء: بُنْيانُه من المُرتَجَل. واشِْتِقاقُ الكلام: الأَخذُ فيه يميناً وشمالاً. واشْتِقاقُ الحرف من الحرف: أَخْذُه منه. ويقال: شَقَّقَ الكلامَ إذا أَخرجه أَحْسَنَ مَخْرَج. وفي حديث البيعة: تَشْقِيقُ الكلام عليكم شديدٌ أي التطلُّبُ فيه لِيُخْرِجَه أَحسنَ مخرج. واشْتَقَّ الخصمان وتَشاقَّا: تلاحّا وأَخذا في الخصومة يميناً وشمالاً مع ترك القصد وهو الاشتِقاق. والشَّقَقةُ: الأعْداءُ. واشْتَقَّ الفرسُ في عَدْوِه: ذهب يميناً وشمالاً. وفرس أَشَقُّ وقد اشْتَقَّ في عَدْوِه: كأَنه يميل في أَحد شِقَّيْه؛ وأَنشد: وتَبارَيْت كما يمْشِي الأَشَقّ الأَزهري: فرس أَشَقُّ له معنيان، فالأصمعي يقول الأَشَقُّ الطويل، قال: وسمعت عقبة بن رؤبة يصف فرساً فقال أَشَقُّ أَمَقُّ خِبَقٌّ فجعله كله طولاً. وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي: الأَشَقُّ من الخيل الواسعُ ما بين الرجلين. والشَّقَّاءُ المَقَّاءُ من الخيل: الواسعة الأَرْفاغِ، قال: وسمعت أَعرابيّاً يسُبُّ أَمَةً فقال لها: يا شَقَّاء مقَّاءُ، فسأَلتْهُ عن تفسيرهما فأَشار إلى سَعة مَشَقِّ جَهازها. والشّقِيقةُ: قطعة غليظة بين كل حَبْلَي رَمْلٍ وهي مَكْرُمةٌ للنبات؛ قال الأزهري: هكذا فسره لي أَعْرابيٌّ، قال: وسمعته يقول في صفة الدَّهْناء وشقائِقها: وهي سبعة أَحْبُلٍ بين كل حبلين شَقِيقةٌ وعَرْضُ كل حبلٍ مِيلٌ، وكذلك عرضُ كلِّ شيء شَقِيقةٌ، وأما قدرها في الطول فما بين يَبْرين إلى يَنْسوعةِ القُفّ، فهو قدر خمسين ميلاً. والشَّقِيقةُ: الفرجة بين الحبلين من حبال الرمل تنبت العشب؛ قال أَبو حنيفة: الشَّقِيقة لين من غِلَظ الأرض يطول ما طال الحبل، وقيل: الشَّقِيقةُ فُرْجة في الرمال تنبت العشب، والجمع الشَّقائِقُ؛ قال شَمْعَلة بن الأَخضر: ويومَ شَقِيقة الحسَنَيْنِ لاقَتْ يَنُو شَيْبانَ آجالاً قِصارا وقال ذو الرمة: جِماد وشَرْقيّات رَمْلِ الشَّقائِق والحَسَنانِ: نَقَوانِ من رمل بني سعد؛ قال أَبو حنيفة: وقال لي أَعرابي هو ما بين الأَمِيلَينِ يعني بالأَمِيل الحبلَ. وفي حديث ابن عمرو: في الأرض الخامسة حيَّاتٌ كالخَطائِط بين الشَّقائِق؛ هي قِطَعٌ غلاظ بين حبال الرمل، واحدتُها شَقِيقةٌ، وقيل: هي الرمال نفسها. والشَّقِيقةُ والشَّقُوقةُ: طائرٌ. والأَشَقُّ: اسم بلد؛ قال الأَخطل: في مُظْلِمٍ غَدِقِ الرَّبابِ، كأَنَّما يَسْقِي الأَشَقَّ وعالِجاً بِدَوالي والشِّقْشِقةُ: لَهاةُ البعير ولا تكون إلا للعربيّ من الإبل، وقيل: هو شيء كالرِّئة يخرجها البعير من فيه إذا هاج، والجمع الشَّقاشِقُ، ومنه سُمّي الخطباء شَقاشِقَ، شَبَّهوا المِكْثار بالبعير الكثير الهَدْرِ. وفي حديث علي، رضي الله عنه: أن كثيراً من الخُطَبِ من شقاشِق الشيطان، فجعل للشيطان شَقاشِقَ ونسبَ الخطبَ إليه لِما يدخل فيها من الكذب؛ قال أَبو منصور: شبّه الذي يَتَفَيْهَقُ في كلامه ويَسْرُده سَرْداً لا يبالي ما قال من صِدْقٍ أو كذب بالشيطان وإسْخاطه ربّه، والعرب تقول للخطيب الجَهِرِ الصوت الماهر بالكلام: هو أَهْرَتُ الشِّقْشِقة وهَرِيتُ الشّدْق؛ ومنه قول ابن مقبل يذكر قوماً بالخَطابة: هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظَلاَّمُون للجُزُرِ قال الأزهري: وسمعت غير واحد من العرب يقول للشِّقْشِقة شِمْشِقةٌ، وحكاه شمر عنهم أَيضاً. وشَقْشَقَ الفحلُ شَقْشَقةً: هدَر، والعصفورُ يُشَقْشِقُ في صوته، وإذا قالوا للخطيب ذو شِقْشَِقةٍ قإنما يشبّه بالفحل؛ قال ابن بري: ومنه قول الأعشى: واقْنَ فإني فَطِنٌ عالمٌ، أَفْطَعُ مِنْ شِقْشِقةِ الهادرِ وقال النضر: الشِّقْشِقةُ جلدة في حلق الجمل العربي ينفخ فيها الريح فتنتفخ فيهدر فيها. قال ابن الأَثير: الشِّقْشِقةُ الجلدةُ الحمراء التي يخرجها الجمل من جوفه ينفخ فيها فتظهر من شِدْقِه، ولا تكون إلا للجمل العربي، قال: كذا قال الهروي، وفيه نظر؛ شبه الفصيحَ المِنْطِيقَ بالفحل الهادر ولِسانَه بشِقْشِقَتهِ ونسَبها إلى الشيطان لِمَا يدخل فيه من الكذب والباطل وكونِه لا يُبالي بما قال، وأَخرجه الهروي عن علي، وهو في كتاب أَبي عبيدة وغيره عن عمر، ورضي الله عنهم أجَمعين. وفي حديث علي، رضوان الله عليه، في خطبة له: تِلْك شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثم قَرَّتْ؛ ويروى له في شعر: لِساناً كشِقْشِقةِ الأَرْحَبيْـ ـيِ، أَو كالحُسامِ اليَماني الذَّكَرْ وفي حديث قُسٍّ: فإذا أَنا بالفَنِيق يُشَقْشِقُ النُّوقَ؛ قيل: إنه بمعنى يُشَقِّقُ، ولو كان مأْخوذاً من الشِّقْشقة لجاز كأَنه يَهْدِر وهو بينها. وفلان شِقْشِقة قومه أَي شريفُهم وفَصِيحُهم؛ قال ذو الرمة: كأَن أَباهم نَهْشَلٌ، أو كأَنَّه بشِقْشِقةٍ من رَهْطِ قَبْسِ بنِ عاصمِ وأَهلُ العراق يقولون للمُطَرْمِذ الصَّلِفِ: شَقَّاق، وليس من كلام العرب ولا يعرفونه. وشِقٌّ: اسم كاهن من كُهَّان العرب. وشَقِيقٌ أَيضاً: اسم. والشَّقِيقةُ: اسم جدة النعمان بن المنذر؛ قال ابن الكلبي: وهي بنت أبي ربيعة بن ذُهْل بن شيبان؛ قال النابغة الذبياني يهجو النعمان: حَدِّثوني، بني الشَّقِيقةِ، ما يمـ ـنع فَقْعاً بِقَرْقَرٍ أن يَزولا؟ @شقرق: الشِّقِرَّاقُ والشَّقِرَّاقُ: طائر يسمى الأَخْيَلَ، والعرب تتشاءم به، وربما قالوا شِرِقْراق مثل سِرِطْراط. قال الفراء: الأَخْيَلُ الشِّقِرَّاق عند العرب بكسر الشين. وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أنه قال: الأَخْطَب هو الشَّقرَّاق بفتح الشين. اللحياني: شِقِرَّاق ذكره في باب فِعِلاْل. الليث: الشِّقِرَّاق والشّرَقْراق، لغتان، طائر يكون في أَرض الحَرَم في منابت النخيل كقدر الهدهد مرقَّط بحمرة وخضرة وبياض وسواد، والله أَعلم. @شفشلق: الشَّفْشَلِيق والشَّمْشَلِيق: المُسِنّة. يقال: عجوز شَفْشَلِيق وشَمْشَلِيق إذا استرخى لحمها. الليث: الجَنْفَلِيق من النساء العظيمة، وكذلك الشَّفْشَليق. @شلمق: أَبو عمرو: يقال للعجوز شَمْلَق وشَلْمَق وسَمْلَق وسَلْمَق. @شمق: الشَّمَقُ: مَرَحُ الجنون، وفي التهذيب: شبْهُ مَرَحِ الجنون، شَمِقَ شَمَقاً وشَماقةً؛ قال رؤبة: كأَنَّه إذ راحَ مَسْلُوسُ الشَّمَقْ وقد شَمِقَ يَشْمَقُ شَمَقاً إذا نَشِط. والشَّمَقُ: النشاط. والأَشْمَق: اللُّغام المختلط بالدم، وفي التهذيب: لُغام الجمل؛ قال الراجز:يَنْفُخْن مَشْكولَ اللُّغامِ أَشْمَقا يعني جمالاً يَتَهادَرْنَ. والشِّمِقُّ والشَّمَقْمَقُ: الطويلُ، وفي التهذيب: الطويلُ الجسيم من الرجال، وقيل: الشَّمَقْمَقُ النشيط. وثوب شَمِقٌ: مخرّق. ومَرْوان بن محمد الشاعر يكنى بأَبى الشَّمَقْمَق. @شمرق: ثوب مُشَمْرَق وشُمارِق: كمُشَبْرق وشُبارِق؛ عن اللحياني. قال ابن سيده: وعندي أَنه بدل، وشُمارِق كشُبارِق. @شمشلق: الشَّمْشَلِيقُ والشَّفْشَلِيقُ: المُسِنّةُ. الأَزهري: الشَّمْشَلِيقُ من النساء السريعةُ المشي الصَّخَّابةُ؛ وأَنشد: بضَرّةٍ تَشُلُّ في وَسِيِقها، نَأْآجةِ العَدْوَةِ شَمْشَلِيقِها، صَلِيبةِ الصَّيْحة صَهْصَلِيقِها والشَّمْشَلِيقُ: الخفيف؛ وأنشد لأبي محصة( ): (قوله «محصة» كذا بالأصل، وفي شرح القاموس: محيصة). وهَبْتُه ليس بشَمْشَلِيقِ، ولا دَحُوقِ العَيْنِ حَنْدَقُوقِ، ولا يُبالي الجَوْرَ في الطَّرِيقِ والشَّمْشَليقُ: الطويل السمين: @شملق: الشَّمْلَقُ: السيئة الخلق، وقيل: هي العجوز الهَرِمة؛ قال: أَشْكو إلى الله عِيالاً دَرْدَقا، مُقَرْقَمِينَ وعَجُوزاً شَمْلَقا وقيل: إنما هي سَمْلَق، وإن أبا عبيد صحّفه. @شنق: الشَّنَقُ: طولُ الرأْس كأَنما يُمَدُّ صُعُداً؛ وأَنشد: كأَنَّها كَبْداءُ تَنْزُو في الشَّنَقْ (* قوله «كأنها كبداء تنزو إلخ» في شرح القاموس ما نصه: هكذا في اللسان وهو لرؤبة يصف صائداً، والرواية: سوّى لها كبداء). وشَنَقَ البَعيرَ يَشْنِقُه ويَشْنُقُه شَنْقاً وأَشْنَقَه إذا جذب خطامه وكفَّه بزمامه وهو راكبه من قِبَل رأْسِه حتى يُلْزِقَ ذِفْراه بقادمة الرحل، وقيل: شَنَقَه إذا مدّه بالزمام حتى يرفع رأْسه. وأَشْنَقَ البعيرُ بنفسه: رَفع رأْسَه، يتعدى ولا يتعدى. قال ابن جني: شَنَقَ البعيرَ وأَشْنَق هو جاءت فيه القضية معكوسة مخالفة للعادة، وذلك أَنك تجد فيها فَعَلَ متعدياً وأَفْعَلَ غير متعد، قال: وعلة ذلك عندي أَنه جعل تعدِّي فَعَلْت وجمود أَفْعَلْت كالعوض لِفَعَلْت من غلبة أَفْعَلْت لها على التعدي نحو جلس وأَجلست، كما جعل قلب الياء واواً في البَقْوَى والرَّعْوَى عوضاً للواو من كثرة دخول الياء عليها، وأُنْشِدَ طلحةُ قصيدة فما زال شانِقاً راحلتَه حتى كتبت له، وهو التيمي ليس الخزاعي. وفي حديث علي، رضوان الله عليه: إن أَشْنَقَ لها خَرَمَ أي إن بالع في إشْناقِها خَرَمَ أَنْفَها. ويقال: شَنَقَ لها وأَشْنَقَ لها. وفي حديث جابر: فكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَوّلَ طالع فأَشْرَعَ ناقتَه فشَرِبَت وشَنَقَ لها. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: سأَله رجل مُحْرِمٌ فقال عَنَّت لي عِكْرِشةٌ فشَنَقْتُها بحَبُوبة أَي رميتها حتى كَفَّت عن العدوِ. والشِّناقُ حبل يجذب به رأْس البعير والناقةِ، والجمع أَشْنِقةٌ وشُنُقٌ. وشَنَقَ البعيرَ والناقةَ يَشْنِقُه شَنْقاً: شدّهما بالشِّناق. وشَنَقَ الخلِيّةَ يَشْنِقها شَنْقاً وشَنَّقها: وذلك أَن يَعمِد إلى عود فيَبْرِيه ثم يأْخذ قُرْصاً من قِرَصةِ العسل فيُثْبت ذلك العودَ في أَسفل القُرْص ثم يقيمه في عرْضِ الخلية فربما شَنَقَ في الخلية القُرْصَين والثلاثة، وإنما يفعل هذا إذا أَرْضعت النحلُ أولادهَا، واسم ذلك الشيء الشَّنِيقُ. وشَنَقَ رأْسَ الدابة: شدَّه إلى أَعلى شجرة أو وَتَدٍ مرتفع حتى يمتد عنقها وينتصب. والشِّناقُ: الطويل؛ قال الراجز: قد قَرنَوني بامْرِئٍ شِناقِ، شَمَرْدلٍ يابسِ عَظْمِ السّاقِ وفي حديث الحجاج ويزيد بن المهلب: وفي الدِّرْع ضَخْم المَنْكِبَيْنِ شِناق أي طويل. النضر: الشَّنَقُ الجيّد من الأوتار وهو السَّمْهَرِيّ الطويل. والشَّنَقُ: طول الرأْس. ابن سيده: والشَّنَقُ الطولُ. عُنُقٌ أَشْنَقُ وفرس أَشْنَقُ ومَشْنُوقٌ: طويل الرأْس، وكذلك البعير، والأُنثى شَنْقاء وشِناق. التهذيب: ويقال للفرس الطويلِ شِناقٌ ومَشْنوقٌ؛ وأَنشد: يَمَّمْتُه بأَسِيلِ الخَدِّ مُنْتَصبٍ، خاظِي البَضِيع كمِثْل الجِذْع مَشْنوق ابن شميل: ناقة شِناقٌ أَي طويلة سَطْعاء، وجمل شِناقٌ طويل في دِقّةٍ، ورجلِ شِناقٌ وامرأَة شِناقٌ، لا يثنى ولا يجمع، ومثله ناقةٌ نِيافٌ وجمل نِيافٌ، لا يثنى ولا يجمع. وشَنِقَ شَنَقاً وشَنَقَ: هَوِيَ شيئاً فبقي كأَنه مُعلّقٌ. وقَلْبٌ شَنِقٌ: هيْمان. والقلب الشَّنِقُ المِشْناقُ: الطامحُ إلى كل شيء؛ وأَنشد: يا مَنْ لِقَلْبٍ شَنِقٍ مِشْناق ورجل شَنِقٌ: مُعَلَّقُ القلب حذر؛ قال الأَخطل: وقد أَقولُ لِثُوْرٍ: هل ترى ظُعُناً، يَحْدو بهنّ حِذارِي مُشْفِقٌ شَنِقُ؟ وشِناقُ القِربةِ: علاقتُها، وكل خيط علقت به شيئاً شِناقٌ. وأَشْنَقَ القربة إشْناقاً: جعل لها شِناقاً وشدَّها به وعلقها، وهو خيط يشد به فم القربة. وفي حديث ابن عباس: أَنه بات عند النبي، ﷺ، في بيت ميمونة، قال: فقام من الليل يصلي فحَلَّ شِناقَ القربة؛ قال أَبو عبيدة: شِناقُ القربة هو الخيط والسير الذي تُعلّق به القربةُ على الوتد؛ قال الأَزهري: وقيل في الشِّناق إنه الخيط الذي تُوكِئُ به فمَ القربة أَو المزادة، قال: والحديث يدل على هذا لأن العِصامَ الذي تُعَلَّق به القربة لا يُحَلّ إنما يُحَلُّ الوكاء ليصب الماء، فالشِّناقُ هو الوكاء، وإنما حلّه النبي، ﷺ، لمّا قام من الليل ليتطهر من ماء تلك القربة. ويقال: شَنَقَ القربةَ وأَشْنَقَها إذا أَوكأَها وإذا علقها. أَبو عمرو الشيباني: الشِّناقُ أن تُغَلَّ اليد إلى العُنُقِ؛ وقال عدي: ساءَها ما بنا تَبَيَّنَ في الأَيْـ ـدي، وإشْناقُها إلى الأَعْناقِ وقال ابن الأَعرابي: الإشْناقُ أَن تَرْفَعَ يدَه بالغُلّ إلى عنقه. أَبو سعيد: أَشْنَقْتُ الشيء وشَنَقْتُه إذا علَّقته؛ وقال الهذلي يصف قوساً ونبلاً: شَنَقْت بها مَعابِلَ مُرْهَفاتٍ، مُسالاتِ الأَغِرَّة كالقِراطِ قال: شَنَقْتُ جعلت الوتر في النبل، قال: والقِراطُ شُعْلة السِّراج. والشِّناق والأَشْناقُ: ما بين الفريضتين من الإبل والغنم فما زاد على العَشْر لا يؤخذ منه شيء حتى تتم الفريضة الثانية، واحدها شَنَقٌ، وخص بعضهم بالأَشْناق الإبلَ. وفي الحديث: لا شِناقَ أَي لا يؤخذ من الشَّنَقِ حتى يتمّ. والشِّناقُ أَيضاً: ما دون الدية، وقيل: الشَّنَقُ أَن تزيد الإبل على المائة خمساً أو ستّاً في الحَمالة، قيل: كان الرجل من العرب إذا حمل حَمالةً زاد أَصحابَها ليقطع أَلسنتهم ولِيُنْسَبَ إلى الوفاء. وأَشْناقُ الدية: دياتُ جراحات دون التمام، وقيل: هي زيادة فيها واشتقاقها من تعليقها بالدية العظمى، وقيل: الشَّنَقُ من الدية ما لا قود فيه كالخَدْش ونحو ذلك، والجمع أشْناقٌ. والشَّنَقُ في الصدقة: ما بين الفريضتين. والشَّنَقُ أَيضاً: ما دون الدية، وذلك أَن يسوق ذُو الحَمالةِ مائة من الإبل وهي الدية كاملة، فإذا كانت معها ديات جراحات لا تبلغ الدية فتلك هي الأَشْناقُ كأَنها متعلقة بالدية العظمى؛ ومنه قول الشاعر: بأَشْناقِ الدِّياتِ إلى الكُمول قال أَبو عبيد: الشِّناقُ ما بين الفريضتين. قال: وكذلك أَشْناقُ الديات، ورَدّ ابن قتيبة عليه وقال: لم أَر أَشْناقَ الدياتِ من أَشناقِ الفرائض في شيء لأنّ الديات ليس فيها شيء يزيد على حد من عددها أو جنس من أجناسها. وأَشْناقُ الديات: اختلاف أَجناسها نحو بنات المخاض وبنات اللبون والحقاق والجذاع، كلُّ جنس منها شَنَقّ؛ قال أَبو بكر: والصواب ما قال أَبو عبيد لأَن الأَشْناقَ في الديات بمنزلة الأَشْناقِ في الصدقات، إذا كان الشَّنَقُ في الصدقة ما زاد على الفريضة من الإبل. وقال ابن الأَعرابي والأَصمعي والأثرم: كان السيد إذا أَعطى الدية زاد عليها خمساً من الإبل ليبين بذلك فضله وكرمه، فالشَّنَقُ من الدية بمنزلة الشَّنَقِ في الفريضة إذا كان فيها لغواً، كما أنه في الدية لغو ليس بواجب إنما تَكرُّمٌ من المعطي. أَبو عمرو الشيباني: الشَّنَقُ في خَمْسٍ من الإبل شاة، وفي عشر شاتان، وفي خمس عشرة ثلاث شياه، وفي عشرين أَربع شياه، فالشاة شَنَقٌ والشاتان شَنَقٌ والثلاث شياه شَنَقٌ والأربع شياه شَنَقٌ، وما فوق ذلك فهو فريضة. وروي عن أحمد بن حنبل: أَن الشَّنَقَ ما دون الفريضة مطلقاً كما دون الأَربعين من الغنم. وفي الكتاب الذي كتبه النبي، ﷺ، لوائل بن حُجْر: لا خِلاطَ ولا وِراطَ ولا شِناقَ؛ قال أَبو عبيد: قوله لا شِناقَ فإن الشَّنَقَ ما بين الفريضتين وهو ما زاد من الإبل على الخمس إلى العشر، وما زاد على العشر إلى خمس عشرة؛ يقول: لا يؤخذ من الشَّنَقِ حتى يتم، وكذلك جميع الأشْناقِ؛ وقال الأَخطل يمدح رجلاً: قَرْم تُعَلَّقُ أَشْناقُ الدّيات به، إذا المِئُونَ أُمِرَّتْ فَوْقَه حَملا وروى شمر عن ابن الأعرابي في قوله: قَرْم تُعَلَّقُ أَشْناقُ الدِّيات به يقول: يحتمل الديات وافية كاملة زائدة. وقال غيرُ ابن الأَعرابي في ذلك: إن أَشْناقَ الديات أَصنافُها، فدِيَةُ الخطإِ المحض مائةٌ من الإبل تحملها العاقلةُ أَخْماساً: عشرون ابنة مخاض، وعشرون ابنة لبون، وعشرون ابن لبون، وعشرون حِقَّةً، وعشرون جَذَعةً، وهي أَشْناقٌ أَيضاً كما وصَفْنا، وهذا تفسير قول الأخطل يمدح رئيساً يتحمل الديات وما دون الديات فيُؤَدِّيها ليُصْلِحَ بين العشائر ويَحْقُنَ الدِّماء؛ والذي وقع في شعر الأَخطل: ضَخْمٍ تعلَّق، بالخفض على النعت لما قبله وهو: وفارسٍ غير وَقَّافٍ برايتهِ، يومَ الكرَيهة، حتى يَعْمَل الأَسَلا والأَشْناقُ: جمع شَنَق وله معنيان: أَحدهما أَن يَزِيدَ مُعْطي الحَمالةِ على المائة خَمْساً أو نحوها ليُعْلَم به وفاؤه وهو المراد في بيت الأخطل، والمعنى الآخر أَن يُرِيدَ بالأَشْناق الأُرُوشَ كلَّها على ما فسره الجوهري؛ قال أَبو سعيد الضرير: قول أَبي عبيد الشَّنَقُ ما بين الخَمْس إلى العشر مُحالٌ، إنما هو إلى تسع، فإذا بلغ العَشْرَ ففيها شاتان، وكذلك قوله ما بين العشرة إلى خَمْس عَشْرةَ، وكان حقُّه أَن يقول إلى أَرْبَعَ عَشْرة لأَنها إذا بلغت خَمْسَ عَشْرةَ ففيها ثلاثُ شِياه. قال أَبو سعيد: وإنما سمي الشَّنَقُ شَنَقاً لأَنه لم يؤخذ منه شيء. وأَشْنَقَ إلى ما يليه مما أُخذ منه أَي أضيف وجُمِعَ؛ قال: ومعنى قوله لا شِناقَ أَي لا يُشْنِقُ الرجل غنمه وإبله إلى غنم غيره ليبطل عن نفسه ما يجب عليه من الصدقة، وذلك أَن يكون لكل واحد منهما أَربعون شاة فيجب عليهما شاتان، فإذا أَشْنَقَ أَحدُهما غنمَه إلى غنم الآخر فوجدها المُصَدِّقُ في يده أَخَذَ منها شاة، قال: وقوله لا شِناقَ أي لا يُشْنِقُ الرجلُ غنمه أو إبله إلى مال غيره ليبطل الصدقة، وقيل: لا تَشانَقُوا فتجمعوا بين متفرق، قال: وهو مثل قوله ولا خِلاطَ؛ قال أَبو سعيد: وللعرب أَلفاظ في هذا الباب لم يعرفها أَبو عبيد، يقولون إذا وجب على الرجل شاة في خمس من الإبل: قد أَشْنَقَ الرجلُ أَي وجب عليه شَنَقٌ فلا يزال مُشْنِقاً إلى أن تبلغ إبله خمساً وعشرين، فكل شيء يؤدِّيه فيها فهي أَشْناقٌ: أَربَعٌ من الغنم في عشرين إلى أَربع وعشرين، فإذا بلغت خمساً وعشرين ففيها بنتُ مَخاضٍ مُعَقَّلٍ أي مُؤَدّىً للعقال، فإذا بلغت إبلُه ستّاً وثلاثين إلى خمس وأَربعين فقد أَفْرَضَ أي وجبت في إبله فريضة. قال الفراء: حكى الكسائي عن بعض العرب: الشَّنَقُ إلى خمس وعشرين. قال والشَّنَقُ ما لم تجب فيه الفريضة؛ يريد ما بين خمس إلى خمس وعشرين. قال محمد بن المكرم، عفا الله عنه: قد أَطلق أَبو سعيد الضريرُ لِسانَه في أَبي عبيد ونَدَّدَ به بما انْتَقَده عليه بقوله أَوّلاً إن قوله الشَّنَقُ ما بين الخَمْسِ إلى العَشْرِ مُحالٌ إنما هو إلى تسع، وكذلك قوله ما بين العَشْرِ إلى خَمْسَ عَشْرةَ كان حقه أَن يقول إلى أَربعَ عشرة، ثم بقوله ثانياً إن للعرب أَلفاظاً لم يعرفها أبو عبيد، وهذه مشاحَّةٌ في اللفظ واستخفافٌ بالعلماء، وأَبو عبيد، رحمه الله، لم يَخْفَ عنه ذلك وإنما قصد ما بين الفريضتين فاحتاج إلى تسميتها، ولا يصح له قول الفريضتين إلا إذا سماهما فيضطر أن يقول عشر أو خمس عشرة، وهو إذا قال تسعاً أو أربع عشرة فليس هناك فريضتان، وليس هذا الانتقاد بشيء، ألا ترى إلى ما حكاه الفراء عن الكسائي عن بعض العرب: الشَّنَقُ إلى خمس وعشرين؟ وتفسيره بأنه يريد ما بين الخمس إلى خمس وعشرين، وكان على زعم أبي سعيد يقول: الشَّنَقُ إلى أربع وعشرين، لأنها إذا بلغت خمساً وعشرين ففيها بنت مخاض، ولم ينتقد هذا القول على الفراء ولا على الكسائي ولا على العربي المنقول عنه، وما ذاك إلا لأنه قصد حَدَّ الفريضتين، وهذا انْحِمال من أبي سعيد على أبي عبيد، والله أعلم. والأشْناقُ: الأُروشُ أَرْش السِنُّ وأَرْشُ المُوضِحة والعينِ القائمة واليد الشلاَّء، لا يزال يقال له أَرْشٌ حتى يكونَ تكملَة ديةٍ كاملة؛ قال الكميت: كأَنّ الدِّياتِ، إذا عُلِّقَتْ مِئُوها به، والشَّنَقُ الأَسْفَلُ وهو ما كان دون الدِّية من المَعاقِل الصِّغارِ. قال الأَصمعي: الشَّنَقُ ما دون الدية والفَضْلةُ تَفْضُل، يقول: فهذه الأَشْناقُ عليه مثل العَلائِق على البعير لا يكترث بها، وإذا أُمِرَّت المئون فوقَه حَمَلها، وأُمِرَّت: شُدَّت فوقه بمرارٍ، والمِرارُ الحَبْلُ. وقال غيره في تفسير بيت الكميت: الشَّنَقُ شَنَقانِ: الشَّنَقُ الأَسْفَلُ والشَّنَقُ الأَعلى، قالشَّنَقُ الأسفل شاةٌ تجب في خَمْس من الإبل، والشَّنَقُ الأعلى ابنةُ مخاض تجب في خمس وعشرين من الإبل؛ وقال آخرون: الشَّنَقُ الأَسْفلُ في الديات عشرون ابنة مخاضٍ، والشَّنَقُ الأعلى عشرون جذعةً، ولكلٍّ مقالٌ لأنها كلَّها أَشْناقٌ؛ ومعنى البيت أنه يستَخِفُّ الحمالاتِ وإعطاءَ الديات، فكأَنه إذا غَرِمَ دِياتٍ كثيرةً غَرِمَ عشرين بعيراً لاستخفافه إيّاها. وقال رجل من العرب: مِنَّا مَنْ يُشْنِقُ أي بعطي الأَشْناقَ، وهي ما بين الفريضتين من الإبل، فإذا كانت من البقر فهي الأَوْقاص، قال: ويكون يُشْنِقُ يعطي الشُّنُقَ وهي الحبال، واحدها شِناقٌ، ويكون يُشْنِقُ يعطي الشَّنَقَ وهو الأَرْش؛ وقال في موضع آخر: أَشْنق الرجلُ إذا أخذ الشَّنَقَ يعني أَرْشَ الخَرْقِ في الثوب. ولحم مُشَنَّقٌ أي مقطّع مأْخوذ من أشْناق الدية. والشِّناقُ: أن يكون على الرجل والرجلين أو الثلاثةِ أشْناقٌ إذا تفرّقت أَموالهم، فيقول بعضهم لبعض: شانِقْني أي اخْلِطْ مالي ومالَك، فإنه إن تفرّق وجب علينا شَنَقانِ، فإن اختلط خَفَّ علينا؛ فالشِّناقُ: المشاركة في الشَّنَقِ والشَّنَقَينِ. والمُشَنَّقُ: العجين الذي يُقطَّع ويعمل بالزيت. ابن الأعرابي: إذا قُطِّع العجين كُتَلاً على الخِوانِ قبل أن يبسط فهو الفَرَزْدَق والمُشَنَّقُ والعَجاجير. ورجل شِنِّيقٌ: سَيءُ الخُلُق. وبنو شَنوقٍ: بطن. والشَّنِيق: الدَّعِيّ؛ قال الشاعر: أنا الدَّاخِلُ الباب الذي لا يَرومُه دَنيٌّ، ولا يُدْعَى إليه شَنِيقُ وفي قصة سليمان، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: احْشُروا الطيرَ إلا الشَّنْقاءَ؛ هي التي تزُقُّ فِراخَها. @شنتق: الشُّنْتُقةُ: خِرْقةٌ تكون على رأْس المرأَة تقي بها الخِمارَ من الدُّهْن. @شندق: شَنْدَق: اسم أَعجمي معرب. @شنفلق: الشَّنْفَلِيق: الضخمة من النساء. @شهق: الشَّهِيقُ: أَقِبحُ الأصوات، شَهِقَ وشَهَقَ يَشْهَقُ ويَشْهِقُ شَهِيقاً وشُهاقاً، وبعضهم يقول شُهوقاً: ردَّد البكاء في صدره. الجوهري: شهق يشهق ارتفع. وشَهِيقُ الحمار: آخر صوته، وزفيره أوَّله، وقيل: شَهِيقُ الحمار نَهيقه. ويقال: الشَّهِيق ردُّ النفَس والزَّفِيرُ إخراجه. الليث: الشَّهِيقُ ضد الزفير، والزفير إخراج النفس؛ قال الله عز وجل في صفة أهل النار: لهم فيها زَفِيرٌ وشَهِيق؛ قال الزجاج: الزَّفِير والشَّهِيق من أَصوات المكروبين، قال: والزفير من شديد الأنِين وقبيحه، والشَّهِيقُ الأنِينُ الشديد المرتفع جدّاً، قال: وزعم بعض أَهل اللغة من البصريين والكوفيين أن الزفير بمنزلة ابتداء صوت الحمار من النهيق، والشهيق بمنزلة آخر صوته في الشَّهِيق، وروي عن الربيع في قوله لهم فيها زَفِير وشَهِيق، قال: الزفير في الحلق والشَّهِيق في الصدر. ورجل ذو شاهقٍ: شديدُ الغضب. ويقال للرجل إذا اشتد غضبه: إنه لذو شاهقٍ وإنه لذو صاهلٍ. وفحل ذو شاهقٍ وذو صاهلٍ إذا هاجَ وصالَ فسمعت له صوتاً يخرج من جوفه. الأَصمعي: يقال شَهَقت وشَهِقَت عين الناظر عليه إذا أَصابه بعين؛ وقال مزاحم العقيلي: إذا شَهِقت عَيْنٌ عليه، عَزَوْتُه لغير أَبيه، أو تَسَنَّيْتُ راقِيا أَخبر أَنه إذا فتح إنسان عينه عليه فخشيت أن يصيبه بعينه، قلت: هو هجِين لأَرُدَّ عينَ الناظر عنه وإعجابَه به. والشَّهْقة: كالصيحة، يقال: شَهَقَ فلانٌ وشَهِقَ شَهْقةً فمات. والتَّشْهاقُ: الشَّهِيق؛ وقال حنظلة بن شَرْقيّ وكنيته أَبو الطَّمَحان: بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكِناتِه، وطَعْنٍ كتَشْهاق العِفَا هَمَّ بالنَّهْقِ ويقال: ضَحِكٌ تَشْهاق؛ قال ابن ميّادة: تقول خَوْدٌ ذاتُ طَرْفٍ بَرَّاقْ، مَزَّاحةً تَقْطعُ هَمَّ المُشْتاقْ، ذاتُ أَقاويلَ وضَحْكٍ تَشْهاقْ، هلاَّ اشتَرَيْتَ حِنْطةً بالرُّسْتاقْ، سَمْراءَ ممّا دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ؟ والشاهِقُ: الجبل المرتفع. وجبل شاهِقٌ: طويل عالٍ، وقد شَهَق شُهوقاً. وكل ما رُفِعَ من بناء أو غيره وطال فهو شاهِقٌ، وقد شَهَقَ؛ ومنه يقال: شَهِقَ يَشْهَقُ إذا تَنفَّس تنفُّساً، ومنه الجبل الشاهِقُ. وجبل شاهِقٌ: ممتنع طولاً، والجمع شواهق. وفي حديث بدء الوحي: ليتَرَدَّى من رُؤوس الجبال أي شواهِق الجبال أي عواليها. @شهرق: الشَّهْرقُ: القصبة التي يُدير حولها الحائكُ الغزلَ، كلمة فارسية قد استعملها العرب؛ قال رؤبة: رأَيتُ في جَنْبِ القَتامِ الأَبْرقا، كفِلْكةِ الطاوِي أَدارَ الشَّهْرَقا وكذلك شَهْرقُ الحائِك والخارط والحفّار؛ كله عن أبي حنيفة. @شوق: الشَّوْقُ والاشْتياقُ: نِزاعُ النفس إلى الشيء، والجمع أَشْواقٌ، شاقَ إليه شَوْقاً وتَشَوَّق واشتاقَ اشْتياقاً. والشَّوْقُ: حركة الهوى. والشُّوق: العُشّاق. ويقال: شُقْ شُقْ إذا أَمرته أَن يُشَوِّقَ إنساناً إلى الآخرة. ويقال: شاقَني الشيءُ يَشُوقُني، فهو شائِقٌ وأنا مَشوقٌ؛ وقوله: يا دارَ سَلمى بِدَكادِيك البُرَقْ، صَبْراً فقد هَيَّجْتِ شَوقَ المُشْتَئِقْ إنما أَراد المشتاق فأَبدل الألف همزة، قال سيبويه: همز ما ليس بمهموز ضرورة، وقال ابن جني: القول عندي أَنه اضطر إلى حركة الألف التي قبل القاف من المُشتاق لأنها تقابل لام مستفعلن، فلما حركها انقلبت همزة إلا أَنه اختار لها الكسر لأنه أَراد الكسرة التي كانت في الواو التي انقلبت الألف عنها، وذلك أنه مُفْتَعِلن من الشَّوْق، وأصله مُشْتَوِق ثم قلبت الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، فلما احتاج إلى حركة الألف حركها بمثل الكسرة التي كانت في الواو هي أصل الألف. وشاقَني شَوْقاً وشَوَّقَنى: هاجني فَتَشوَّقْت إذا هَيَّجَ شَوقَك، ويقال منه: شاقَني حُسْنُها وذِكْرُها يَشُوقني أي هيّج شَوْقي؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: إلى ظُعُنٍ للمالكيّة غُدْوةً، فيا لَكَ مِنْ مَرْأَى أَشاقَ وأَبعدا فسره فقال: معناه وجدناه شائقاً بعيداً. وشاقَ الطُّنُبَ إلى الوتد شَوْقاً: مدَّه إليه فأَوثقه به. ابن بزرج: شُقْتُ القربة أَشُوقُها نَصَبْتُها مُسْنَدة إلى الحائط، فهي مَشُوقة. والشِّيقُ والشِّيَاقُ: كالنِّياط انقلبت الواو فيها ياء للكسرة. ورجل أَشْوَقُ: طويل. @شيق: الشِّيقُ: شعر ذنب الدابة. والشِّيقُ البُرَكُ، واحدته شِيقةٌ: طائر. والشِّيق: الشَّقُّ في الجبل، والشِّيق ما جُذِبَ، والشِّيقُ ما لم يزل، والشِّيقُ رأْسُ الأُدافِ، والشِّيقُ شعر الفرس، والشِّيقُ الجانب، يقال: امتلأَ من الشِّيقِ إلى الشِّيقِ. والشِّيقُ سُقْعٌ مستوٍ دقيق في لِهْب الجبل لا يستطاع ارتقاؤه وأَنشد: إحْلِيلُها شَقُّ كشَقِّ الشِّيقِ وقيل: هو أَعلى الجبل، وقيل: هو الجبل؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي: تأَبَّط خافةً فيها مِسابٌ، فأَصبَحَ يَقْتَري مَسَداً بِشِيقِ أراد يقتري شِيقاً بمسد فقلبه؛ ويقال: هو أصعب موضع في الجبل؛ قال الشاعر: شَغْواءُ تُوطِنُ بين الشِّيقِ والنِّيقِ وقوله يَقْتَري مَسَداً، أَراد أَنه يتبع هذا الحبل المربوط في الشِّيق عند نزوله إلى موضع تعسيل النحل، فيكون شِيق في موضع الصفة لمسَدٍ، ولا يحتاج إلى أن يجعل مقلوباً. والمِسابُ: سقاء العسل وأَصله الهمز فخففه. والشِّيقُ: ضَرْبٌ من السمك. والشِّياقُ: مثل النِّياط. يقال: شِقْتُ الطُّنُبَ إلى الوتد مثل نُطْته؛ قال دريد بن الصمة يرثي أخاه: فجئتُ إليه، والرِّماحُ يَشِقْنَه كوَقْعِ الصَّياصِي في النَّسيجِ المُمَدَّدِ ويروى: تَنُوشُه. @شبك: الشَّبْكُ: من قولك شَبَكْتُ أَصابعي بعضها في بعض فاشْتَبكت وشَبَّكْتُها فتَشَبْكَّتْ على التكثير. والشِّبْكُ: الخلط والتداخل، ومنه تشبيك الأصابع. وفي الحديث: إذا مضى أحدُكم إلى الصلاة فلا يُشَبِّكَنَّ بين أَصابعه فإنه في صلاة، وهو إدخال الأصابع بعضها في بعض؛ قيل: كره ذلك كما كره عَقْصُ الشعر واشْتِمالُ الصَّمَّاء والاخْتِباءُ، وقيل: التشبيك والإحتباء مما يَجْلُبُ النوم فنهى عن التعرُّض لما ينقض الطهارة، وتأوّله بعضهم أن تشبيك اليد كناية عن ملابسة الخصومات والخوض فيها، واحتج بقول، ﷺ، حين ذكر الفتن: فَشَبَّك بين أصابعه وقال: اختلفوا فكانوا هكذا. ابن سيده: شَبَكَ الشيء يَشْبِكُه شَبْكاً فاشْتَبك وشَبَّكَه فتَشَبَّكَ أَنْشَبَ بعضه في بعض وأَدخله. وتَشَبَّكَتِ الأُمورُ وتَشابَكت واشْتَبكت: التبست واختلطت. واشْتَبك السَّراب: دخل بعضه في بعض. وطريق شابِكٌ: متداخل مُلْتَبس مختلط شَرَكُه بعضها ببعض. والشَّابِكُ: من أسماء الأَسد. وأَسدٌ شَابِكٌ: مُشْتَبِكُ الأَنياب مختلفها؛ قال البُرَيْق الهُذَلِيُّ: وما إنْ شابِكٌ من أُسْدِ تَرْجٍ، أَبو شِبْلَيْنِ، قد مَنَع الخُدارا وبعير شابك الأَنياب: كذلك. وشَبَكَتِ النجومُ واشْتَبكت وتَشابَكَتْ: دخل بعضها في بعض واختلطت، وكذلك الظلام. التهذيب: والشُّبَّاك القُنَّاصُ الذين يَجْلُبون الشِّباكَ وهي المَصايد للصيد. وكل شيء جعلت بعضه في بعض، فهو مُشْتَبِك. وفي حديث مواقيت الصلاة: إذا اشْتَبكت النجومُ أي ظهرت جميعها واختلط بعضها ببعض لكثرة ما ظهر منها. واشْتبك الظلام إذا اختلط. والشُّبَّاكُ: اسم لكل شيء كالقَصَب المُحَبَّكة التي تجعل على صَنْعة البَواري. والشُّبَّاكةُ: واحدة الشبابيك وهي المُشَبَّكَةُ من الحديد. والشُّبَّاك: ما وضع من القصب ونحوه على صنعة البواري، فكل طائفة منها شُبَّاكةٌ، وكذلك ما بين أَحناء المَحامِل من تَشْبِيك القِدّ. والشَّبَكَةُ: الرأس، وجمعها شَبْك: والشَّبَكةُ: المِصْيَدة في الماء وغيره. والشَّبَكةُ: شَرَكةُ الصائد التي يصيد بها في البر والماء، والجمع شَبَكٌ وشِبَاك. والشُّبَّاك: كالشَّبَكةِ؛ قال الراعي: أَو رَعْلَة من قَطا فَيْحان حَلأَها، من ماءِ يَثْرِبةَ، الشُّبَّاكُ والرَّصَدُ والشَّبَكُ: أَسنان المُشْطِ. والشَّبَكةُ: الآبار المُتقاربة، وقيل: هي الرَّكايا الظاهرة وهي الشِّبَاك، وقيل: هي الأرض الكثيرة الآبار، وقيل: الشَّبَكة بئر على رأس جبل. والشَّبَكةُ: جُحْرُ الجُرَذ، والجمعِ شِباكٌ. وفي الحديث: أنه وقعت يد بعيره في شَبَكَة جِرذانٍ أَي أَنْقابها وجِحَرتها تكون مُتقاربة بعضها من بعض. والشِّباك من الأرضين: مواضع ليست بسِباخ ولا منبتة كشِباك البصرة، قال: وربما سَمَّوا الآبار شِباكاً إذا كثرت في الأرض وتقاربت. قال الأزهري: شِباكُ البصرة رَكايا كثيرة فُتِح بعضها في بعض؛ قال طَلْقُ بن عَدِيّ: في مُسْتَوى السَّهْلِ وفي الدَّكْداك، وفي صِمادِ البِيدِ والشِّبَاكِ وأَشْبَكَ المكانُ إذا أكثر الناسُ احْتِفار الركايا فيه. وفي حديث الهِرْماس بن حَبيب عن أَبيه عن جده: أَنه الْتَقَط شَبَكَةً بقُلَّةِ الحَزْنِ أَيامَ عمر فأَتى عمَر فقال له: يا أمير المؤمنين، اسْقِني شَبَكةً بقُلَّة الحَزْن، فقال عمر: من ترَكْتَ عليها من الشاربة؟ قال: كذا وكذا، فقال الزبير: إنك يا أخا تميم تسأل خيراً قليلاً، فقال عمر، رضي الله عنه: لا بل خير كثير قِرْبَتانِ قِرْبةٌ من ماء وقربة من لبن تُغادِيانِ أهلَ بيت من مُضَر بقُلَّةِ الحَزْن قد أَسْقاكه الله؛ قال القُتَيبي: الشَّبَكة آبار متقاربة قريبة الماء يفضي بعضها إلى بعض، وقوله التقطتها أي هجمت عليها وأنا لا أشعر بها، يقال: وردتُ الماء التِقاطاً، وقوله اسقنيها أَي أَقْطِعْنيها واجعلها لي سُقْياً، وأَراد بقوله قربتان قربة من ماء وقربة من لبن أَن هذه الشَّبكة ترد عليهم إبلهم وترعى بها غنمهم فيأتيهم اللبن والماء كل يوم بقلة الحزن. وفي حديث عمر: أَن رجلاً من بني تميم الْتَقط شَبَكةً على ظهر جَلاَّلٍ، هو من ذلك، والجمع شِباك ولا واحد لها من لفظها. ورجل شابك الرُّمح إذا رأيته من ثَقافَتِه يَطْعنُ به في جميع الوجوه كلها؛ وأَنشد: كَمِيٌّ تَرَى رُمْحَة شابِكا والشُّبْكة: القرابة والرحم، قال: وأَرى كراعاً حكى فيه الشَّبَكَةَ. واشتباكُ الرحم وغيرها: اتصال بعضها ببعض؛ والرَّحِمُ مُشْتَبِكة. وقال أَبو عبيد: الرحم المُشْتَبِكة المتصلة. ويقال: بيني وبينه شُبْكة رحم. وبين الرجلين شُبْكَةُ نسب أَي قرابة. ويقال: دِرْع شُبَّاك؛ قال طفيل: لهن لشُبَّاكِ الدُّروعِ تَقاذُفٌ وتَشابكت السباغُ: نَزَتْ أَو أَرادت النُّزاءَ؛ عن ابن الأَعرابي. والشِّباك والشُّبَيْكة: موضعان. والشُّبَيْكَةُ: ماء أَو موضع بطريق الحجاز؛ قال مالك بن الرَّيْبِ المازني: فإنَّ بأَطرافِ الشُّبَيْكةِ نِسْوَةً، عَزيزٌ عليهن العَشِيَّةَ ما بِيَا وفي حديث أَبي رُهْمٍ: الذين لهم بشَبَكة جَِرْحٍ، هي موضع بالحجاز في ديار غِفار. والشُّبَيْك: نبت الدَّلَبُوث إلاَّ أَنه أَعذب منه:؛ عن أَبي حنيفة. وبنو شِبْك: بَطُن. @شحك: شَحَك الجَدْيَ شَحْكاً: منعه من الرَّضاع والشِّحاك والشَّحْكُ: عُود يُعَرّض في فمه ليمنعه ذلك كالحِشاك، ويقال للعود الذي يدخل في الفصيل لئلا يرضع أُمه: شِحاك وحِناك وشِبَام وشِجار. @شرك: الشِّرْكَةُ والشَّرِكة سواء: مخالطة الشريكين. يقال: اشترَكنا بمعنى تَشارَكنا، وقد اشترك الرجلان وتَشارَكا وشارَك أَحدُهما الآخر؛ فأَما قوله: عَلى كُلِّ نَهْدِ العَصْرَيَيْنِ مُقَلِّصٌ وجَرْداءَ يَأْبى رَبُّها أَن يُشارَكا فمعناه أَنه يغزو على فرسه ولا يدفعه إلى غيره، ويُشارَك يعني يشاركه في الغنيمة. والشَّريكُ: المُشارِك. والشِّرْكُ: كالشَّريك؛ قال المُسَيِّب أَو غيره: شِرْكاً بماء الذَّوْبِ يَجْمَعهُ في طَوْد أَيْمَنَ،في قُرى قَسْرِ والجمع أَشْراك وشُرَكاء؛ قال لبيد: تَطيرُ عَدائدُ الأشراكِ شَفْعاً ووِتْراً، والزَّعامَةُ للغُلامِ قال الأَزهري: يقال شَريك وأَشْراك كما يقال يتيم وأَيتام ونصير وأَنصار، وهو مثل شريف وأَشراف وشُرفاء. والمرأة شَريكة والنساء شَرائك. وشاركت فلاناً: صرت شريكه. واشْتركنا وتَشاركنا في كذا وشَرِكْتُه في البيع والميراث أَشْرَكُه شَرِكةً، والإسم الشِّرْك؛ قال الجعدي: وشارَكْنا قُرَيْشاً في تُقاها، وفي أَحْسابها شِرْكَ العِنان والجمع أَشْراك مثل شِبْر وأَشبار، وأَنشد بيت لبيد. وفي الحديث: من أَعتق شِرْكاً له في عبد أَي حصة ونصيباً. وفي حديث معاذ: أَنه أَجاز بين أَهل اليمن الشِّرْكَ أَي الإشتراكَ في الأرض، وهو أن يدفعها صاحبها إلى آخر بالنصف أو الثلث أو نحو ذلك. وفي حديث عمر بن عبد العزيز: إن الشِّركَ جائز، هو من ذلك؛ قال: والأشْراكُ أَيضاً جمع الشِّرْك وهو النصيب كما يقال قِسْمٌ وأقسام، فإن شئت جعلت الأَشْراك في بيت لبيد جمع شريك، وإن شئت جعلته جمع شِرْك، وهو النصيب. ويقال: هذه شَرِيكَتي، وماء ليس فيه أَشْراك أَي ليس فيه شُركاء، واحدهما شِرْك، قال: ورأَيت فلاناً مُشتركاً إذا كان يُحَدِّث نفسه أن رأيه مُشْتَرَك ليس بواحد. وفي الصحاح: رأيت فلاناً مُشْتَرَكاً إذا كان يحدِّث نفسه كالمهموم. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: الناسُ شُرَكاء في ثلاث: الكَلإ والماء والنار؛ قال أَبو منصور: ومعنى النار الحَطَبُ الذي يُستوقد به فيقلع من عَفْوِ البلاد، وكذلك الماء الذي يَنْبُع والكلأُ الذي مَنْبته غير مملوك والناس فيه مُسْتَوُون؛ قال ابن الأثير: أَراد بالماء ماء السماء والعيون والأَنهار الذي لا مالك له، وأراد بالكلإِ المباحَ الذي لا يُخَصُّ به أَحد، وأَراد بالنار الشجَر الذي يحتطبه الناس من المباح فيوقدونه؛ وذهب قوم إلى أن الماء لا يملك ولا يصح بيعه مطلقاً، وذهب آخرون إلى العمل بظاهر الحديث في الثلاثة، والصحيح الأول؛ وفي حديث أم معبد: تَشارَكْنَ هَزْلى مُخُّهنَّ قَليلُ أَي عَمَّهنَّ الهُزال فاشتركن فيه. وفَريضة مُشتَرَكة: يستوي فيها المقتسمون، وهي زوج وأُم وأَخوان لأم، وأخوان لأَب وأُم، للزوج النصف، وللأم السدس، وللأخوين للأم الثلث، ويَشْرَكُهم بنو الأب والأُم لأن الأَب لما سقط سقط حكمه، وكان كمن لم يكن وصاروا بني أم معاً؛ وهذا قول زيد. وكان عمر، رضي الله عنه، حكم فيها بأن جعل الثلث للإخوة للأُم، ولم يجعل للإخوة للأَب والأُم شيئاً، فراجعه الإخوة للأَب والأُم وقالوا له: هب أَن أَبانا كان حماراً فأَشْرِكْنا بقرابة أُمنا، فأَشَرَكَ بينهم، فسميت الفريضةُ مُشَرَّكةً ومُشَرَّكةً، وقال الليث: هي المُشْتَرَكة. وطريق مُشْتَرَك: يستوي فيه الناس. واسم مُشْتَرَك: تشترك فيه معان كثيرة كالعين ونحوها فإنه يجمع معاني كثيرة؛ وقوله أنشده ابن الأَعرابي: ولا يَسْتَوِي المَرْآنِ: هذا ابنُ حُرَّةٍ، وهذا ابنُ أُخُرى، ظَهْرُها مُتَشَرَّكُ فسره فقال: معناه مُشْتَرَك. وأَشْرَك بالله: جعل له شَريكاً في ملكه، تعالى الله عن ذلك، والإسم الشِّرْكُ. قال الله تعالى حكاية عن عبده لقمان أنه قال لإبنه: يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بالله إن الشِّرْكَ لَظُلم عظيم. والشِّرْكُ: أَن يجعل لله شريكاً في رُبوبيته، تعالى الله عن الشُّرَكاء والأنداد، وإِنما دخلت التاء في قوله لا تشرك بالله لأن معناه لا تَعْدِلْ به غيره فتجعله شريكاً له، وكذلك قوله تعالى: وأَن تُشْرِكوا بالله ما لم يُنَزِّل به سُلْطاناً؛ لأن معناه عَدَلُوا به، ومن عَدَلَ به شيئاً من خَلقه فهو كافرّ مُشرِك، لأن الله وحده لا شريكَ له ولا نِدَّ له ولا نَديدَ. وقال أَبو العباس في قوله تعالى: والذين هم مُشْرِكون؛ معناه الذين هم صاروا مشركين بطاعتهم للشيطان، وليس المعنى أنهم آمنوا بالله وأَشركوا بالشيطان، ولكن عبدوا الله وعبدوا معه الشيطان فصاروا بذلك مُشْركين، ليس أَنهم أَشركوا بالشيطان وآمنوا بالله وحده؛ رواه عنه أَبو عُمر الزاهد، قال: وعَرَضَه على المُبرِّد فقال مُتْلَئِبٌّ صحيح. الجوهري: الشِّرْك الكفر. وقد أَشرك فلان بالله، فهو مُشْرِك ومُشْرِكيٌّ مثل دَوٍّ ودَوِّيٍّ وسَكٍّ وسَكِّيّ وقَعْسَرٍ قَعْسَريّ بمعنى واحد؛ قال الراجز: ومُشْرِكِيٍّ كافرٍ بالفُرْقِ أَي بالفُرقان. وفي الحديث: الشّرْك أَخْفَى في أُمتي من دبيب النمل؛ قال ابن الأثير: يريد به الرياء في العمل فكأنه أشرك في عمله غير الله؛ ومنه قوله تعالى: ولا يُشْرِكْ بعبادة ربه أَحداً. وفي الحديث: من حلف بغير الله فقد أَشْرَك حيث جعل ما لا يُحْلَفُ به محلوفاً به كاسم الله الذي به يكون القَسَم. وفي الحديث: الطِّيَرةُ شِرْكٌ ولكنّ الله يذهبه بالتوكل؛ جعل التَطَيُّرَ شِرْكاً به في اعتقاد جلب النفع ودفع الضرر، وليس الكفرَ بالله لأنه لو كان كفراً لما ذهب بالتوكل. وفي حديث تَلْبية الجاهلية: لبيك لا شريك لك إلاَّ شريك هُوَ لك تملكه وما مَلكَ، يَعْنون بالشريك الصنم، يريدون أَن الصنم وما يملكه ويختص به من الآلات التي تكون عنده وحوله والنذور التي كانوا يتقرّبون بها إليه كلها ملك لله عز وجل، فذلك معنى قوله تملكه وما ملك. قال محمد بن المكرم: اللهم إنا نسألك صحة التوحيد والإخلاص في الإيمان، أنظر إلى هؤلاء لم ينفعهم طوافهم ولا تلبيتهم ولا قولهم عن الصنم هُوَلَكَ، ولا قولهم تملك وما مع تسميتهم الصنم شريكاً، بل حَبِطَ عَمَلهُم بهذه التسمية، ولم يصح لهم التوحيد مع الإستثناء، ولا نفعتهم معذرتهم بقولهم: إلا ليقرّبونا إلى الله زُلْفى، وقوله تعالى: وأَشْرِكْهُ في أَمْري؛ أَي اجعله شريكي فيه. ويقال في المُصاهرة: رَغِبْنا في شِرككم وصِهْرِكم أَي مُشاركتكم في النسب. قال الأَزهري: وسمعت بعض العرب يقول: فلان شريك فلان إذا كان متزوجاً بابنته أَو بأُخته، وهو الذي تسميه الناس الخَتَنَ، قال: وامرأة الرجل شَرِيكَتُه وهي جارته، وزوجها جارُها، وهذا يدل على أَن الشريك جار، وأَنه أَقرب الجيران. وقد شَرِكه في الأَمر بالتحريك، يَشْرَكُه إذا دخل معه فيه وأَشْرَكه معه فيه. وأَشْرَك فلانٌ فلاناً في البيع إذا أَدخله مع نفسه فيه. واشْتَرَكَ الأَمرُ: التبس.والشَّرَكُ: حبائل الصائد وكذلك ما ينصب للطير، واحدته شَرَكَة وجمعها شُرُكٌ، وهي قليلة نادرة. وشَرَكُ الصائد: حبالَتَه يَرْتَبِك فيها الصيد. وفي الحديث: أَعوذ بك من شر الشيطان وشِرْكِه أي ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى، ويروى بفتح الشين والراء، أَي حَبائله ومَصايده، واحدتها شَرَكَة. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: كالطير الحَذِر يَرى أَن له في كل طريق شَرَكاً. وشَرَكُ الطريق: جَوادُّه، وقيل: هي الطُّرُقُ التي لا تخفى عليك ولا تَسْتَجْمِعُ لك فأنت تراها وربما انقطعت غير أَنها لا تخفى عليك، وقيل: هي الطُّرق التي تخْتَلجُ، والمعنيان متقاربان، واحدته شَرَكَة. الأصمعي: الْزَمْ شَرَك الطريق وهي أَنْساع الطريق، الواحدة شَرَكَة، وقال غيره: هي أَخاديد الطريق ومعناهما واحد، وهي ما حَفَرَت الدوابُّ بقوائمها في متن الطريق شَرَكَة ههنا وأُخرى بجانبها. شمر: أُمُّ الطريق مَعْظَمُه، وبُنَيَّاتُه أَشْراكُه صِغارٌ تتشعب عنه ثم تنقطع. الجوهري: الشَّرَكة معظم الطريق ووسطه، والجمع شَرَك؛ قال ابن بري: شاهده قول الشَّمَّاخ: إذا شَرَكُ الطريقِ تَوَسَّمَتْهُ، بخَوْصاوَيْنِ في لُحُجٍ كَنِينِ وقال رؤبة: بالعِيسِ فَوْقَ الشَّرَكِ الرِّفاضِ والكلأُ في بني فلان شُرُكٌ أَي طرائق، واحدها شِراك. وقال أَبو حنيفة: إذا لم يكن المرعى متصلاً وكان طرائق فهو شُرُكٌ. والشِّراكُ: سير النعل، والجمعُ شُرُك. وأَشْركَ النعلَ وشَرَّكها: جعل لها شِراكاً، والتَّشْرِيك مثله. ابن بُزُرْج: شَرِكَت النعلُ وشَسِعَتْ وزَمَّتْ إذا انقطع كل ذلك منها. وفي الحديث: أَنه صلى الظهر حين زالت الشمس وكان الفَيْءُ بقدر الشِّراكِ؛ هو أَحد سُيور النعل التي تكون على وجهها؛ قال ابن الأَثير: وقدره ههنا ليس على معنى التحديد، ولكن زوال الشمس لا يبين إلا بأقل ما يُرى من الظل، وكان حينئد بمكة، هذا القَدْر والظل يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة وإنما يبين ذلك في مثل مكة من البلاد التي يَقِلّ فيها الظل، فإذا كان أَطول النهار واستوت الشمس فوق الكعبة لم يُرَ لشيء من جوانبها ظلّ، فكل بلد يكون أقرب إلى خط الاستواء ومُعْتَدل النهار يكون الظل فيه أَقصر، وكلما بَعُدَ عنهما إلى جهة الشَّمال يكون الظل فيه أَطول. ولطْمٌ شُرَكِيّ: متتابع. يقال: لطمه لطْماً شُرَكِيّاً، بضم الشين وفتح الراء، أَي سريعاً متتابعاً كلَطْمِ المُنْتَقِشِ من البعير؛ قال أَوس بن حَجَر: وما أنا إلا مُسْتَعِدٌّ كما تَرى، أَخُو شُرَكيّ الوِرْدِ غَيْرُ مُعَتِّمِ أَي وِرْد بعد وِرْدٍ متتابع؛ يقول: أَغْشاك بما تكره غير مُبْطِئ بذلك. ولطمه لطمَ المُنْتَفِش وهو البعير تدخل في يده الشوكة فيضرب بها الأرض ضرباً شديداً، فهو مُنْتَقِش. والشُّرَكِيّ والشُّرَّكِيُّ، بتخفيف الراء وتشديدها: السريع من السير. وشِرْكٌ: اسم موضع؛ قال حسان بن ثابت: إذا عَضَلٌ سِيقَت إلينا كأنَّهم جِدايَةُ شِرْكٍ، مُعْلَماتُ الحَواجِب ابن بري: وشَرْكٌ اسم موضع؛ قال عُمارة: هل تَذكُرون غَداةَ شَرْك، وأَنتُمُ مثل الرَّعيل من النَّعامِ النَّافِرِ؟ وبنو شُرَيْك: بطنٌ. وشَريك: اسم رجل. @شكك: الشَّكُّ: نقيض اليقين، وجمعه شُكُوك، وقد شَكَكْتُ في كذا وتَشَكَّكْتُ، وشَكَّ في الأَمر يَشُكُّ شَكّاً وشَكَّكَه فيه غيرهُ؛ أَنشد ثعلب:من كان يزعمُ أَن سيَكتُم حبَّه، حتى يُشَكِّكَ فيه، فهو كَذُوبُ أَراد حتى يُشَكِّك فيه غيره، وفي الحديث: أَنا أَولى بالشَّكِّ من إبراهيم لما نزل قوله: أَوَلم تؤمن قال بلى؛ قال قوم لما سمعوا الآية: شَكَّ إبراهيمُ ولم يَشُكَّ نبينا، فقال، عليه السلام، تواضعاً منه وتقديماً لإبراهيم على نفسه: أَنا أَحق بالشك من إبراهيم، أَي أَنا لم أَشُكَّ وأَنا دونه، فكيف يَشُكُّ هو؟ وهذا كحديثه الآخر: لا تفضلوني على يونس بن متَّى؛ قال محمد بن المكرم: نقلت هذا الكلام على نَصّه وفي قلمي نَبْوَةٌ عن قوله وأَنا دونه، ولقد كان في قوله أَنا لم أَشك فكيف يشك هو كفاية، وغنى عن قوله وأَنا دونه، وليس في ذلك مناسبة لقوله لا تفضلوني على يونس بن متى، فليس هذا مما يدل على أن يونس بن متى أَفضل منه، ولكنه يعطي معنى التأَدب مع الأنبياء، صلوات الله عليهم، أَي وإن كنت أفضل منه فلا تفضلوني عليه، تواضعاً منه وشَرَفَ أَخلاقٍ، صلوات الله عليه. وقولهم: صمت الشهر الذي شَكَّه الناسُ؛ يريدون شك فيه الناس. والشَّكُوكُ: الناقة يُشَكُّ في سنامها أَبه طِرْق أَم لا لكثرة وبرها فيُلْمَسُ سنامُها، والجمع شُكٌّ. وشَكَّه بالرمح والسهم ونحوهما يشُكُّه شَكّاً: انتظمه، وقيل: لا يكون الإنتظام شكّاً إلا أَن يجمع بين شيئين بسهم أَو رمح أَو نحوه. وشَككْتُه بالرمح إذا خزقته وانتظمته؛ قال طرفة: حِفافَيْه شُكَّا في العَسِيب بمِسْرَدِ وقال عنترة: وشَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابَه، ليس الكريمُ على القَنا بمُحَرَّمِ وفي حديث الخُدْريّ: أن رجلاً دخل بيته فوجد حية فشَكَّها بالرمح أَي خزقها وانتظمها به. والشِّكَّةُ: السلاح، وقيل: الشِّكَّةُ ما يلبس من السلاح، ومن ثم قيل: شاكٌّ في سلاحه أي داخل فيه؛ وكل شيء أَدخلته في شيء، فقد شَكَكْته. والشِّكَّةُ: خشبة عريضة تجعل في خُرْت الفأس ونحوه يُضيَّقُ بها. ويقال: رجل شاكُّ السلاح، وشاكٌّ في السلاح، والشَّاكُّ في السلاح وهو اللابس السلاح التامّ. وقوم شُكَّاكٌ في الحديد. وفي الحديث فِداء عَيَّاش بن أَبي ربيعة: فأَبى النبيّ أَنْ يَفديَه إلا بِشِكَّةِ أَبيه أَي بسلاحه. وفي حديث مُحَلَّم بن جَثَّامَة: فقام رجل عليه شِكَّةٌ. وشَكَّ في السلاح: دخل. ويقال: هو شاكٌّ في السلاح، وقد خفف فقيل: شاكِ السلاح وشاكُ السلاح، وتفسيره في المعتلّ، وقد شَكّ فيه فهو يشُكُّ شَكّاً أَي لبسه تامّاً فلم يَدَعْ منه شيئاً، فهو شاكٌّ فيه. أَبو عبيد: فلان شاك السلاح مأخوذ من الشِّكَّةِ أَي تامّ السلاح. والشَّاكي، بالتخفيف، والشائِكُ جميعاً: ذو الشَّوكة والحَدِّ في سلاحه. ابن الأَعرابي: شُكَّ إذا أُلْحِقَ بنسب غيره، وشَكَّ إذا ظَلَع وغَمَزَ. أَبو الجرَّاح واحد الشَّواكِّ شاكٌّ، وقال غيره: شاكَّةٌ وهو ورم يكون في الحلق وأَكثر ما يكون في الصبيان. والشَّكائكُ من الهوادج: ما شُكَّ من عيدانها التي بقيت بها بعضها في بعض؛ قال ذو الرمة: وما خِفْتُ بين الحيّ حتى تَصَدَّعَتْ، على أَوجُهٍ شَتَّى، حُدوجُ الشَّكائِكِ والشَّكُّ: لُزوقُ العَضُدِ بالجَنْب، وقيل: هو أَيسر من الظَّلَع. وشكَّ يشُكُّ شَكّاً، وبعير شاكُّ: أَصابه ذلك.والشَّكُّ: اللُّزومُ واللُّصوق؛ قال أَبو دَهْبَل الجُمَحيّ: دِرْعي دِلاصٌ، شَكُّها شَكٌّ عَجَبْ، وجَوْبُها القاتِرُ من سَيْرِ اليَلَبْ وفي حديث الغامدية: أَنه أَمر بها فشُكَّتْ عليها ثيابُها ثم رُجمت، أَي جُمعت عليها ولُفَّت لئلا تنكشف كأَنها نُظمت وزُرَّت عليها بِشَوكة أَو خِلال، وقيل: معناه أُرسلت عليها ثيابها. والشَّكُّ: الإتصالُ واللُّصوقُ. وشَكَّ البعيرُ يشُكُّ شكّاً أَي ظَلَع ظَلْعاً خفيفاً؛ ومنه قول ذي الرمة يصف ناقته وشَّبهها بحماروحش: وثْبَ المُسَحَّجِ من عاناتِ مَعْقُلَةٍ، كأَنه مُسْتَبانُ الشَّكِّ أَو جَنِبُ يقول: تَثِبُ هذه الناقةُ وثْبَ الحمار الذي هو في تمايله في المشي من النشاط كالجَنِبِ الذي يشتكي جنْبَه. والشَّكِيكَةُ: الفرقة من الناس: والشكائك: الفِرَقُ من الناس. ودَعْه على شَكِيكَته أَي طريقته، والجمع شَكائك، على القياس، وشُكَكٌ نادرة. ورجل مختلف الشَّكَّةِ والشِّكَّةِ: متفاوت الأخلاق. ابن الأَعرابي: الشُّكَكُ الأدعياءُ، والشُّكَكُ الجماعاتُ من العساكر يكونون فرقاً؛ قول ابن مُقْبِل يصف الخيل: بكُلِّ أَشَقَّ مَقْصوصِ الذُّنابي، بشَكِّيَّات فارِسَ قد شُجِينا يعني اللُّجُم. والشِّكُّ: الحُلَّة التي تُلْبَسُ ظهورَ السَّبَتينِ. التهذيب: يقال شَكَّ القومُ بيوتَهم يشُكُّونها شَكّاً إذا جعلوها على طريقة واحدة ونظم واحد، وهي الشِّكاكُ للبيوت المصطفَّة؛ قال الفرزدق: فإني، كما قالت نَوارُ، إن اجْتَلَتْ على رجُلٍ ما شَكَّ كَفّي خَليلُها (* في ديوان الفرزدق: ما سَدَّ كفي بدل ما شكَّ). أَي ما قارنَ. ورحمٌ شاكَّة أَي قريبة، وقد شَكَّت إذا اتصلت. وضربوا بيوتَهم شِكاكاً أَي صفّاً واحداً، وقال ثعلب: إنما هو سِكاكٌ يشتقه من السِّكَّةِ، وهو الزُّقاق الواسع. أَبو سعيد: كل شيء إذا ضممته إلى شيء، فقد شَكَكْتَه؛ قال الأعشى: أَو اسْفَنْطَ عانةَ، بعدَ الرُّقا دِ، شَكَّ الرِّصافُ إليها الغَديرا ومنه قول لبيد: جُماناً ومَرْجاناً يشُكُّ المَفاصِلا أَراد بالمفاصل ضُروبَ ما في العِقْدِ من الجواهر المنظومة، وفي حديث عليّ: خَطَبهم على مِنبر الكوفة وهو غير مَشْكوك أَي غير مشدود؛ ومنه قصيد كعب: بيضٌ سَوابغُ قد شُكَّتْ لها حَلَقٌ، كأَنها حَلَقُ القَفْعاء مَجْدُولُ ويروى بالسين المهملة من السَّكَك، وهو الضِّيقُ، وقد تقدم. @شوك: الشَّوْكُ من النبات: معروف، واحدته شَوْكة، والطاقةُ منها شَوْكَة؛ وقول أَبي كبير: فإذا دعاني الدَّاعِيانِ تَأَيَّدا، وإذا أُحاوِلُ شَوْكَتي لم أُبْصِر إنما أَراد شوكة تدخل في بعض جسده ولا يبصرها لضعف بصره من الكبر. وأَرضٌ شاكَةٌ: كثيرة الشَّوْك. وشجرة شاكَةٌ وشَوِكَةٌ وشائكَةٌ ومُشيكة: فيها شَوْكٌ. وشجر شائك أَي ذو شَوْك. وقد أَشْوَكَتِ النخلة أَي كثر شَوْكُها، وقد شَوَّكَتْ وأَشْوكَتْ. وقد شاكَتْ إِصبَعه شَوْكةٌ إذا دخلت فيها. وشاكته الشَّوْكةُ تَشُوكه: دخلت في جسمه. وشُكْتُه أَنا: أَدخلت الشَّوْك في جسمه. وشاك يَشاكُ: وقع في الشَّوْك. وشاكَ الشَّوْكة يَشاكُها: خالطها؛ عن ابن الأعرابي. وشِكْتُ الشَّوْكَ أَشاكه إذا دخلت فيه، فإذا أردت أَنه أَصابك قلت شاكني الشَّوْكُ يَشوُكُني شَوْكاً. الجوهري: وقد شِكْتُ فأَنا أَشاك شاكَةً وشِيكةً، بالكسرِ، إذا وقعت في الشَّوْك. قال ابن بري: شِكْتُ فأَنا أَشاكُ، أَصله شَوِكْتُ فعمل به ما عملَ بقِيلَ وصِيغَ. وما أَشاكه شَوْكةً ولا شاكَه بها أَي ما أَصابه. قال بعضهم: شاكَتْه الشوكة تَشُوكه أَصابته. وتقول: ما أشَكْتُه أَنا شَوْكَةً ولا شكْتُه بها، فهذا معناه أَي لم أُوذِهِ بها؛ قال: لا تَنْقُشَنَّ برجل غيرِكَ شَوْكَةً، فَتقِي برجلِكَ رجلَ من قد شاكَها شاكها: من شِكْتُ الشَّوْك أَشاكُه. برجل غيرك أَي من رجل غيرك. الكسائي: شُكْتُ الرجلَ أَشُوكه إذا أَدخلت الشوكة في رجله. قال أَبو منصور: كأَنه جعله متعدياً إلى مفعولين؛ ومنه قول أَبي وجزة: شاكَت رُغامَى قَذوفِ الطَّرفِ خائفةٌ هَوْل الجَنانِ، نَزوُر غير مخداجِ حَرَّى مُوَقَّعَةٌ ماجَ البَنَانُ بها، على خِضَمٍّ يُسَقَّى الماءَ عَجَّاجِ يصف قوساً رمى عليها فشاكت القوسُ رُغامى طائر، مِرْماةٌ مُوقَّعَةٌ: مَسنونةٌ، والرُّغامى: زيادة الكَبَد، والحَرَّى: المِرْماة العَطشى. وشِيكَ الرجلُ، على ما لم يُسَمَّ فاعلُه، يُشاكُ شَوكاً وشِكْتُ الشَّوكَ أَشاكُه شاكةً وشِيكَةً، بالكسر، إذا وقعت فيه. وشَوَّكَ الحائطَ: جعل عليه الشوكَ. وأَشوَكتِ الأَرضُ: كثر فيها الشَّوْكُ. وشجرة مُشْوِكةٌ وأَرض مُشوِكَة: فيها السِّحاءُ والقَتاد والهَراسُ، وذلك لأن هذا كله شاكٌ. وشَوَّك الزرعُ وأَشوَك: طالت أَنيابه، وشَوَّك تَشويكاً مثله، ومنه إبل شُوَيْكِيَّةٌ؛ قال ذو الرمة: على مُسْتَظِلاَّتِ العُيونِ سَواهِمٍ شُوَيْكِيَة، يَكْسو بُراها لُغامُها وشوكةُ العقرب: إِبرته. وشَوْكةُ الحائك: التي تُسَوَّى بها السَّداةُ واللُّحْمةُ، وهي الصِّيصة. وشَوَّك الفرخُ تَشْويكاً: خرجت رؤوسُ ريشه. وشَوَّكَ شاربُ الغلام: خشُن لَمْسُه. وشَوَّكَ ثديُ الجارية: تحدَّد طرَفُه. التهذيب: شاك ثديُ المرأة يشاك إذا تهيأَ للنُّهود، وشَوَّك ثدياها إذا تهيَّآ للخروج تَشويكاً، وشَوَّك الرأسُ بعد الحلق أَي نبت شعره؛ وحُلَّة شَوْكاءُ؛ قال أَبو عبيدة: عليها خشونة الجِدَّة، وقال الأصمعي: لا أَدري ما هي؛ قال المتنخل الهذلي: وأَكسو الحُلَّةَ الشَّوْكاءَ خِدْني، وبعضُ القَوْمِ في حُزَنٍ وراطِ وهذا البيت أَورده ابن بري: وأَكسو الحلة الشوكاء خَدِّي، إذا ضَنَّت يَدُ اللَّحِزِ اللِّطاطِ والشَّوْكةُ: السلاح، وقيل حِدَّةُ السلاح. ورجل شاكي السلاح وشائكُ السلاح. أَبو عبيد: الشَّاكي والشائك جميعاً ذو الشَّوْكة والحدّ في سلاحه. أَبو زيد: هو شاكٍ في السلاح وشائك، قال: وإنما يقال شاكٍ إذا أَردت معنى فاعل، فإذا أَردت معنى فعِلٍ قلت: هو شاكٌ للرجل، وقيل: رجل شاكي السلاح حديدُ السِّنانِ والنَّصْل ونحوهما. وقال الفراء: رجل شاكي السلاح وشاكُ السلاح، برفع الكاف، مثل جُرُفٍ هارٍ وهارٌ؛ قال مَرْحَبٌ اليهودي حين بارز عليّاً، عليه السلام: قد علمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ، شاكُ السلاح، بَطَلٌ مُجَرَّبُ أَبو الهيثم: الشاكي من السلاح أصله شائكٌ من الشَّوْكِ ثم نقلت فتجعل من بنات الأربعة فيقال هو شاكي، ومن قال شاكُ السلاح، بحذف الياء، فهو كما يقال رجل مالٌ ونالٌ من المال والنَّوال، وإنما هو مائل ونائل. وشَوِكُ السلاح، يمانية: حديدهُ. والشَّوْكة: شدة البأس والحدُّ في السلاح. وقد شاك الرجلُ يَشَاك شَوْكاً أي ظهرت شَوْكتُه وحِدَّته، فهو شائك السلاح. وشَوْكة القتال: شدّة بأسه. وشَوْكة المُقاتل: شدّة بأسه. وفي التنزيل العزيز: وتَوَدُّونَ أن غير ذاتِ الشَّْوْكةِ تكونُ لكم؛ قيل: معناه حدّةُ السلاح، وقيل شدّة الكِفاحِ. وفلان ذو شَوْكة أَي ذو نِكاية في العدوّ. وفي حديث أنس: قال لعمر، رضي الله عنه، حين قدم عليه بالهُرْمُزانِ: تركتُ بعدي عدوّاً كثيراً وشَوْكةً شديدة أَي قتالاً شديداً وقوَّة ظاهرة؛ ومنه الحديث: هلُمَّ إلى جهاد لا شَوْكَة فيه، يعني الحجَّ. والشَّوْكةُ: داء كالطاعون. والشَّوْكةُ: حُمْرة تَرْقَى الجسدَ فتُرْقَى؛ وقد شيكَ الرجل: أَصابته هذه العلة. الليث: الشَّوْكة حمرة تظهر في الوجه وغيره من الجسد فتُسَكَّن بالرُّقَى، ورجل مَشُوك. وفي الحديث: أَنه كوى سعد بن زُرارة من الشَّوْكة، وهي حمرة تعلو الوجه والجسد. يقال: قد شيكَ، فهو مَشُوك، وكذلك إذا دخل في جسمه شَوْكة. وفي الحديث: وإذاشِيكَ فلا انْتَقَشَ أَي إذا شاكته شَوْكةٌ فلا يقدر على انتقاشها، وهو إخراجها بالمِنْقاش؛ ومنه: ولا يُشاكُ المؤمن؛ ومنه الحديث الآخر: حتى الشَّوْكةُ يُشاكُها. والشَّوْكة: طينة تُدارُ رَطْبةً ويُغْمَزُ أَعلاها حتى تنبسط ثم يجعل في أَعلاها سُلاَّء النخل ليُخَلَّص بها الكتَّانُ، وتسمى شُوَاكة الكتان، وفي التهذيب: شَوْكة الكتان. والشُّوَيْكةُ: ضرب من الإبل.وشَوْكة: بنت عمرو بن شأس؛ ولها يقول: أَلم تَعْلَمي، يا شَوْكُ، أَن رُبَّ هالِكٍ، ولو كَبُرَتْ رُزءاً عَليَّ وجَلَّتِ والشُّوَيْكة وشُوكٌ وشَوْكانُ والشَّوْكان: مواضع؛ أَنشد ابن الأَعرابي.صَوادِرٌ عن شُوكَ أَو أَضايحا (* وقوله «أو أضايحا» كذا بالأصل ولم نجده في ياقوت ولا في غيره). وقال: كالنَّخْلِ من شَوْكانَ ذاتِ صرام @شبل: الشِّبْلُ: وَلدُ الأَسَد إِذا أَدرك الصيدَ، والجمع أَشبالٌ وأَشْبُلٌ وشُبول وشِبال؛ قال رجل من بني جَذِيمة: شَثْنُ البَنان في غَداةٍ بَرْدَه، جَهْم المُحَيّا ذو شِبالٍ وَرْده ولَبُوءَةٌ مُشْبِلٌ: معها أَولادُها. وشَبَلَ فيهم يَشْبُل شُبولاً: رَبا وشَبَّ ولا يكون إِلاَّ في نَعْمة. وشَبَلَ الغلامُ أَحسنَ شُبول إِذا نَشَأَ. وأَشْبَل عليه أَي عَطَف. ابن الأَعرابي: إِذا كان الغُلام ممتلئ البدن نَعْمة وشباباً فهو الشَّابِل والشَّابِن والحِضَجْر. أَبو زيد فيما روى أَبو عبيد عنه: إِذا مشى الحُوَار مع أُمه وقَوِي فهي مُشْبِلٌ، يعني الأُمَّ؛ قال أَبو منصور: قيل لها مُشْبِلٌ لشَفَقتها على الوَلد. وأَشْبَلَتِ المرأَةُ على ولدها، فهي مُشْبِلٌ: أَقامت بعد زوجها وصَبَرَت على أَولادها فلم تتزوَّج. وأَشْبَل عليه: عَطَف عليه وأَعانه؛ قال الكمَيت: ومِنَّا، إِذا حَزَبتْكَ الأُمور، عَلَيْكَ المُلَبْلِبُ والمُشْبِل الكسائي: الإِشْبالُ التعَطُّف على الرجل ومَعُونَتُه؛ قال الكميت أَيضاً: هُم رَئِمُوها غير ظَأْرٍ، وأَشْبَلُوا عليها بأَطْرافِ القَنَا، وتَحَدَّبُوا وشُبْلان: اسم. @شثل: رجل شَثْل الأَصابع: غليظُها خَشِنُها. وقَدَمٌ شَثْلةٌ: غليظةُ اللحم مُتَراكِبةٌ، وقد شَثِلَتْ يَدُه ورِجْلُه، وزعم يعقوب وأَبو عبيد أَن لامها بدل من نون شَثْن. ابن السكيت: الشَّثْل لغة في الشَّثْن، وقد شَثُل شُثُولة وشَثُنَ شُثُونةً. @شخل: شَخَلَ الشَّرابَ يَشْخَلُه شَخْلاً: صَفَّاه، وشَخَله يَشْخَله: بَزَلَه بالمِشْخَلة. والشَّخْل: التَّصْفية. والمِشْخَلة: المِصْفاةُ. وشَخَل فلان ناقَته وشَخَبها إِذا حَلَبها. قال أَبو منصور: سمعت العرب يقولون شَخَلْت الشرابَ شَخْلاً إِذا صَفَّيته بالمِشْخَلة، وسمعتهم يقولون شَخَلْنا الإِبلَ شَخْلاً أَي حَلَبناها حَلْباً. وشَخْلُ الرَّجُل وشَخِيلُه: صَفِيُّه، وقد شاخَله. والشَّخْلُ: الغُلام الحَدَثُ يُصادِق رَجُلاً. أَبو زيد: الشَّخْل الصَّديق، يقال: فلان شَخْلي أَي صَدِيقي. @شرحل: شَرَاحِيلُ وشَرَاحِينُ: اسم رجل، نونه بدل؛ قال الجوهري: لا ينصرف في معرفة ولا نَكرة عند سيبويه لأَنه بِزِنَة جمع الجمع، قال: وينصرف عند الأَخفش في النكرة، فإِن حَقَّرته انصرف عندهما لأَنه عَرَبيٌّ، وفارَقَ السَّرَاوِيل لأَنها أَعجمية؛ وأَما قول الشاعر: وما ظَنِّي، وظَنِّي كلُّ ظَنٍّ، أَمُسْلِمُني إِلى قوم شَرَاحِي قال الفراء: أَراد شَرَاحِيل فرَخَّمَ في غير النداء، وقال أَمُسْلِمُني، ووجه الكلام أَن يقول أَمُسْلِمِي، بحذف النون كما يقول هو ضَارِبي؛ قال ابن الكلبي: كل اسم كان في آخره إِيل أَو إِلٌّ فهو مضاف إِلى الله عز وجل، وهذا ليس بصحيح، إِذ لو كان كذلك لكان مصروفاً لأَن الإِيل والإِلَّ عَرَبيّان (* قوله «لان الايل والال عربيان» كذا في المحكم ومعناها ظاهر من العبارة الآتية في الترجمة بعدها). @شرحبيل: شُرَحْبيلُ: اسم رجل، وقيل هي أَعجمية؛ قال ابن الكلبي: كل اسم كان في آخره إِيل أَو إِلٌّ فهو مضاف إِلى الله عز وجل، وقد بَيَّنَّا أَن ذلك ليس بصحيح، إِذ لو صَحَّ لصُرِف جِبْرِيل وأَشباهه لأَنه مضاف إِلى إِيل وإِلى إِلٍّ، وهما منصرفان لأَنهما على ثلاثة أَحرف، وكان ينبغي أَن يرفعا في حال الرفع وينصبا في حال النصب ويخفضا في حال الخفض، كما يكون عَبْد الله، والله أَعلم. @شرذل: في الاستيعاب لابن عبد البر في حرف القاف في ترجمة قيس بن الحرث الأَسدي عن خَمِيصة بن الشَّرْذَل: قال ابن أَبي خَيْثَمة: الشَّرْذَل، بالذال المعجمة، الرجلُ الطويل. @ششقل: التهذيب في الرباعي: الشَّشْقَلَةُ: كلمة حِمْيَريَّة لَهِجَ بها صَيَارِفةُ أَهل العراق في تَعْيِير الدنانير، يقولون قد شَشْقَلْناها أَي عَيَّرناها أَي وَزَنَّاها ديناراً ديناراً، وليست الشَّشْقَلَة عربية مَحْضَة. ابن سيده: شَشْقَلَ الدينارَ عَيَّره، عَجَميَّة؛ وقيل ليونس: بمَ تَعْرِف الشِّعْرَ الجَيِّد؟ قال: بالشَّشْقَلَة. ابن الأَعرابي: يقال اشْقُل الدَّنانيرَ وقد شَقَلْتُها أَي وَزَنْتها؛ قال الأَزهري: وهذا أَشبه بكلام العرب، وأَما قول الليث تَعْيير الدنانير فإِن أَبا عبيد روى عن الكسائي والأَصمعي وأَبي زيد أَنهم قالوا جميعاً عايَرْتُ المَكاييلَ وعاوَرْتها، ولم يُجِيزوا عَيَّرتها، وقالوا التَّعْييرُ بهذا المعنى لَحْنٌ. @شصل: ابن الأَعرابي: شَوْصلَ وشَفْصَلَ إِذا أَكل الشَّاصُلَّى، وهو نَبَات. @شعل: الشَّعَلُ والشُّعْلَة: البياضُ في ذَنَب الفَرَس أَو ناصيتِه في ناحية منها، وخَصَّ بعضهُم به عَرْضها. يقال: غُرَّةٌ شَعْلاءُ تأْخذ إِحدى العينين حتى تدخل فيها، وقد يكون في القَذَال، وهو في الذَّنَب أَكثر، شَعِلَ شَعَلاً وشُعْلَةً؛ الأَخيرة شاذة، وكذلك اشْعالَّ اشْعِيلالاً إِذا صار ذا شَعَلٍ؛ قال: وبَعدَ انتِهاضِ الشَّيْب في كلِّ جانبٍ، على لِمَّتِي، حتى اشْعَأَلَّ بَهِيمُها أَراد اشْعَالَّ فحرَّك الأَلف لالتقاء الساكنين، فانقلبت همزة لأَن الأَلف حرف ضعيف واسع المَخْرَج لا يَتَحَمَّل الحركة، فإِذا اضطُرُّوا إِلى تحريكه حَرَّكوه بأَقرب الحروف إِليه، ويقال إِذا كان البياض في طَرَف ذَنَب الفرس فهو أَشْعَلُ، وإِن كان في وَسَط الذَّنَب فهو أَصْبَغ، وإِن كان في صَدْره فهو أَدْعَم، فإِذا بلغ التحجيلُ إِلى ركبتيه فهو مُجَبَّب، فإِن كان في يديه فهو مُقَفَّزٌ، وقال الأَصمعي: إِذا خالط البياضُ الذَّنَب في أَيّ لون كان فذلك الشُّعْلة. والفَرَس أَشْعَلُ بَيِّنُ الشَّعَل، والأُنثى شَعْلاء. وشَعَل النارَ في الحَطَب يَشْعَلُها وشَعَّلَها وأَشْعَلها فاشْتَعَلَت وتَشَعَّلَتْ: أَلْهَبَها فالتَهَبَت. وقال اللحياني: اشْتَعَلَت النارُ تَأَجَّجَتْ في الحطب. وقال مُرَّةُ: نارٌ مُشْعَلَة مُلْتَهِبة مُتَّقدة. والشُّعْلَةُ: ما اشْتَعَلَتْ فيه من الحطب أَو أَشْعَلَه فيها؛ قال الأَزهري: الشُّعْلَة شِبْه الجِذْوة وهي قطعة خَشَب تُشْعَل فيها النارُ، وكذلك القَبَس والشِّهَاب. والشُّعْلَة: واحدة الشُّعَل. والشُّعْلة والشُّعْلُول: اللَّهَبُ؛ والمَشْعَلَةُ: الموضع الذي تُشْعَل فيه النارُ. والشَّعِيلة: النار المُشْعَلة في الذُّبَال، وقيل: الفَتِيلة المُرَوَّاة بالدُّهْن شُعِل فيها نار يُسْتَصْبَحُ بها، ولا يقال لها كذلك إِلا إِذا اشْتَعَلَت بالنار، وجمعها شُعُلٌ مثل صَحِيفةٍ وصُحُفٍ. والمَشْعَلة: واحدة المَشَاعِل؛ قال لبيد: أَصاحِ، تَرَى بُرَيْقاً هَبَّ وَهْناً، كَمِصباحِ الشَّعِيلة في الذُّبَال وفي حديث عمر بن عبد العزيز: كان يَسْمُر مع جُلَسائه فكاد السِّراجُ يَخْمَد فقام وأَصْلَحَ الشَّعِيلة وقال: قُمْتُ وأَنا عُمَر وقَعَدْتُ وأَنا عُمَر؛ الشَّعِيلة: الفَتِيلة المُشْعَلَة. والمَشْعَل: القِنْديل.وشُعلَةُ: اسم فرس قَيس بن سِبَاع على التشبيه بإِشعال النار لسُرْعتها.واشْتَعَل غَضَباً: هاج، على المثل، وأَشْعَلْته أَنا. واشْتَعَل الشيبُ في الرأْس: اتَّقَد، على المثل، وأَصله من اشْتِعال النار. وفي التنزيل العزيز: واشْتَعَل الرأْسُ شَيْباً؛ ونصب شَيْباً على التفسير، وإِن شئت جعلته مصدراً، وكذلك قال حُذَّاقُ النحويين. واشْتَعَلَ الرأْسُ شَيْباً أَي كَثُر شيبُ رأْسه، ودخل في قوله الرأْس شَعَرُ الرأْسِ واللِّحية لأَنه كُلَّه من الرأْس. وأَشْعَلَتِ العينُ: كثُر دمعُها. وأَشْعَلَ إِبلَه بالقَطِران: كَثَّرَ عليها منه وعَمَّها بالهِنَاء ولم يَطْلِ النُّقَب من الجَرَب دون غيرها من بَدَن البَعير الأَجْرَب. وكَتِيبةٌ مُشْعَلةٌ: مَبْثُوثة انْتَشَرَت. وأَشْعَلَ الخَيْلَ في الغارة: بَثَّها؛ قال: والخَيْلُ مُشْعَلةٌ في ساطِعٍ ضَرِمٍ، كأَنَّهُنَّ جَرادٌ أَو يَعَاسِيبُ وأَشْعَلَتِ الغارةُ: تَفَرَّقَت. والغارة المُشْعِلَة: المنتشِرة المتفرِّقة. ويقال: كَتِيبة مُشْعِلة، بكسر العين، إِذا انْتَشَرَتْ؛ قال جرير يخاطب رجلاً، قال ابن بري: والصحيح أَنه للأَخطل: عايَنتَ مُشْعِلَةَ الرِّعالِ، كأَنَّها طَيْرٌ تُغَاوِلُ في شَمَامِ وُكُورا وشَمَامِ: جَبَلٌ بالعالية. وجَرَادٌ مُشْعِلٌ: كثير متفرِّق إِذا انتَشَرَ وجَرَى في كل وجه. يقال: جاء جَيْشٌ كالجَراد المُشْعِل، وهو الذي يَخْرُج في كل وجه، وأَما قولهم جاء فلان كالحَرِيقِ المُشْعَل، فمفتوحة العين، لأَنه من أَشْعَل النارَ في الحَطَب أَي أَضْرَمَها؛ وأَنشد ابن بري لجرير: واسْأَلْ، إِذا خَرِجَ الخِدَامُ، وأُحْمِشَتْ حَرْبٌ تَضَرَّمُ كالحَرِيقِ المُشْعَلِ وأَشْعَلَ الإِبِلَ: فَرَّقَها؛ عن اللحياني. وأَشْعَلْت جَمْعَه إِذا فَرَّقته؛ قال أَبو وَجْزَة: فَعاد زمانٌ بَعْدَ ذاك مُفَرِّقٌ، وأُشعِل وَلْيٌ من نَوًى كلَّ مُشْعَل والشُّعْلول: الفِرْقة من الناس وغيرِهم. وذَهَبُوا شَعَالِيلَ بقِرْدَحْمَةٍ، وما في قِرْدَحْمَة من اللغات مذكور في موضعه. وذَهَب القومُ شَعَالِيلَ مثل شَعَارِيرَ إِذا تفرَّقوا؛ قال أَبو وَجْزَة: حتى إِذا ما دَنَتْ منه سَوابِقُها، ولِلُّغَامِ بِعِطْفَيْه شَعَالِيلُ وشعَلَ في الشيء يَشْعَلُ شَعْلاً: أَمْعَنَ. وغلامٌ شَعْلٌ أَي خَفِيف مُتَوَقِّد، ومَعْلٌ مثلُه؛ وقال: يُلِحْنَ مِن سَوْقِ غلامٍ شَعْلِ، قام فنادَى برَواحٍ مَعْلِ وكان تأَبَّط شَرًّا يقال له شَعْلٌ؛ ومنه قوله: سَرَى ثابتٌ مَسْرًى ذَمِيماً، ولم أَكن سَلَلْتُ عليه، شَلَّ مني الأَصابِعُ ويَأْمُرني شَعْلٌ لأَقْتُل مُقْبِلاً، فَقُلْتُ لشَعْلٍ: بِئْسَما أَنت شافِعُ والمِشْعَل: شيء من جُلُود له أَربع قوَائم يُنْتَبذُ فيه؛ قال ذو الرُّمَّة: أَضَعنَ مَوَاقِتَ الصَّلوَاتِ عَمْداً، وحالَفْنَ المَشاعِلَ والجِرَارا قال ابن بري: ومثه قول الراجز: يا حَشَراتِ القاعِ من جُلاجِل، قد كَشَّ ما هاجَ من المَشَاعِل (* قوله «قد كش ما هاج» تقدم في ترجمة كشش: قد نش ما كش). الحَشَرات: القَنَافِذ والضَّباب، كَشَّ ونَشَّ واحدٌ أَي عَلَيْكُنَّ بالهَرَب من هذه المواضع لا تُؤْكَلْنَ؛ المِشْعَل، بكسر الميم: شيء يَتَّخِذه أَهل البادية من أَدَمٍ يُخْرَزُ بعضه إِلى بعضٍ كالنِّطعْ ثم يُشَدُّ إِلى أَربع قوائم من خشب فيصير كالحوض يُنْبَذُ فيه لأَنه ليس لهم حِبَابٌ. وفي الحديث: أَنه شَقَّ المَشَاعِلَ يوم خَيْبَر؛ قال: هي زِقَاق كانوا يَنْتَبِذُون فيها، واحدها مِشْعَلٌ ومِشْعالٌ. ورَجُلٌ شاعِلٌ أَي ذُو إِشْعال مثل تامِرٍ ولابِنٍ، وليس له فعل، قال عمرو بن الإِطْنابة، والإِطْنَابَةُ أُمُّه وهي امرأَة من بني كِنانة بن القَيْس بن جَسْرِ بن قُضَاعة، واسم أَبيه زَيْدُ مَنَاة: إِني مِنَ القومِ الذين إِذا ابْتَدَوْا، بَدَؤُوا بحَقِّ اللهِ ثُمَّ السائل المانِعِين من الخَنَى جاراتِهم، والحاشِدين على طَعامِ النَّازِل ليْسُوا بأَنْكاسٍ، ولا مِيلٍ، إِذا ما الحرب شُبَّتْ أَشعَلُوا بالشّاعِل وأَشْعَلَتِ القِرْبةُ والمَزَادةُ إِذا سالَ ماؤُها متفرِّقاً. وأَشعَلَتِ الطَّعْنةُ أَي خَرَج دَمُها مُتَفَرِّقاً. وأَشعَلَ السَّقْيَ: أَكثَر الماءَ؛ عن ابن الأَعرابي. وشَعْلٌ: اسم رجل. وبنو شُعَل: حَيٌّ من تَمِيم. وشَعْلان: موضع. والشَّعَلَّعُ: الطويلُ. @شغل: الشَّغْل والشَّغَل والشُّغْل والشُّغُل كُلُّه واحد، والجمع أَشْغَالٌ وشُغُول؛ قال ابن مَيّادة: وما هَجْرُ لَيْلَى أَن تَكُونَ تَباعَدَتْ عَلَيْكَ، ولا أَن أَحْصَرَتْكَ شُغُولُ وقد شَغَلَه يَشْغَلُه شَغْلاً وشُغْلاً؛ الأَخيرة عن سيبويه، وأَشْغَلَه واشْتَغَلَ به وشُغِل به وأَنا شاغِلٌ له، وقيل: لا يقال أَشْغَلْته لأَنها لغة رَدِيئة، وقد شُغِلَ فلان، فهو مَشْغُولٌ، وقال ثعلب: شُغِلَ من الأَفعال التي غُلّبَت فيها صيغةُ ما لم يُسَمَّ فاعلُه، قال: وتَعَجَّبوا من هذه الصيغة فقالوا ما أَشْغَلَه، قال: وهذا شاذ إِنما يُحْفَظ حِفْظاً، يعني أَن التعجب موضوع على صيغة فعل الفاعل، قال: ولا يُتَعَجَّبُ ما لم يُسَمَّ فاعلُه. ويقال شُغِلْتُ عنك بكذا، على ما لم يسمَّ فاعله، واشْتَغَلْت. ورجل شَغِل: من الشُّغْل ومُشْتَغِلٌ ومُشْتَغَلٌ ومَشْغُولٌ؛ قال ابن سيده: ورجُل شَغِلٌ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وعندي أَنه على النَّسَب لأَنه لا فِعْلَ له يجيء عليه فَعِلٌ، وكذلك رَجُل مُشْتَغِلٌ ومُشْتَغَل؛ الأَخيرة على لفظ المفعول، وهي نادرة؛ حكاها ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: إِنَّ الذي يَأْمُلُ الدُّنْيا لَمُتَّلَهٌ، وكُلُّ ذي أَمَلٍ عنه سَيَشْتَغِلُ وشُغْلٌ شاغِلٌ، على المبالغة: مثل لَيْل لائِلٌ؛ قال سيبويه: هو بمنزلة قولهم هَمٌّ ناصِبٌ وعِيشَةٌ رَاضِيَةٌ. واشْتَغَلَ فلان بأَمره، فهو مُشْتَغِلٌ. ابن الأَعرابي: الشَّغْلة والعَرَمَةُ والبَيْدَر والكُدْسُ واحد، وجمع الشَّغْلة شَغْلٌ وهو البَيْدَر، ورى الشَّعْبي في الحديث: أَن عليّاً، عليه السلام، خَطَبَ الناسَ بعد الحَكَمَيْن على شَغْلةٍ، عَنَى البَيْدَرَ؛ قال ابن الأَثير: هي بفتح الغين وسكونها.