الرئيسيةبحث

لسان العرب : سهف -


سهف

السَّهَفُ والسُّهافُ: شِدَّةُ العَطَش، سَهِفَ سَهَفاً، ورجل ساهِفٌ ومَسْهوفٌ: عطشان. ورجل ساهِفٌ وسافِهٌ: شديدُ العطَشِ. وناقةٌ مِسْهافٌ: سريعة العطش. والسَّهْفُ: تَشَحُّط القتيل في نَزْعِه واضْطِرابُه؛ قال الهُذَليّ: ماذا هنالِكَ من أَسْوانَ مُكْتَئِبٍ، وساهِفٍ ثَمِلٍ في صَعْدَةٍ قَصِمِ؟ وسَهَفَ القتيلُ سَهْفاً: اضْطَرَب. وسَهَفَ الدُّبُّ سَهِيفاً: صاح. وسَهفَ الإنسان سَهَفاً: عَطِشَ ولم يَرْوَ، وإذا كَثُرَ: سُهافاً. والسَّهْفُ: حَرْشَفُ السمك خاصَّة. والمَسْهَفَةُ: المَمَرُّ كالمَسْهَكَةِ؛ قال ساعدة بن جؤية: بِمَسْهَفَةِ الرِّعاء إذا هُمُ راحُوا، وإن نَعَقوا ابن الأعرابي: يقال طعامٌ مَسْفَهَةٌ وطعامٌ مَسْهَفَةٌ إذا كان يَسْقي الماء كثيراً. قال أَبو منصور: وأَرى قول الهذلي وساهِفٍ ثَمِلٍ من هذا الذي قاله ابن الأَعرابي. الأَصمعي: رجل ساهِفٌ إذا نُزِفَ فأُغْمِي عليه، ويقال: هو الذي أَخذه العطش عند النَّزْعِ عند خروج رُوحه؛ وقال ابن شميل: هو ساهِفُ الوجه وساهِمُ الوجه مُتَغَيِّره؛ وأَنشد لأَبي خراش الهُذَليّ: وإن قد تَرى مني، لِما قد أَصابَني من الحُزْنِ، أَني ساهِفُ الوجه ذو هَمِّ وسَيْهَف: اسم.

سوف

سوف: كلمة معناها التنفيس والتأْخير؛ قال سيبويه: سوف كلمة تنفيس فيما لم يكن بعد، أَلا ترى أَنك تقول سَوَّفْتُه إذا قلت له مرة بعد مَرَّة سَوْفَ أَفْعل؟ ولا يُفْصل بينها وبين أَفعل لأَنها بمنزلة السين في سيَفْعَل. ابن سيده: وأَما قوله تعالى ولسوف يُعْطيك ربُّك فترضى، اللام داخلة فيه على الفعل لا على الحرف، وقال ابن جني: هو حرف واشتقُّوا منه فِعْلاً فقالوا سَوَّفْتُ الرجل تسويفاً، قال: وهذا كما ترى مأْخوذ من الحرف؛ أَنشد سيبويه لابن مقبل: لو ساوَفَتْنا بِسَوْف من تَجَنُّبِها سَوْفَ العَيُوفِ لراحَ الرَّكْبُ قد قَنِعُوا انتصب سوف العَيُوفِ على المصدر المحذوف الزيادة. وقد قالوا: سو يكون، فحذفوا اللام، وسا يكون، فحذفوا اللام وأَبدلوا العين طَلَبَ الخِفَّةِ، وسَفْ يكون، فحذفوا العين كما حذفوا اللام. التهذيب: والسَّوْفُ الصبر. وإنه لَمُسَوِّفٌ أَي صَبُور؛ وأَنشد المفضل:هذا، ورُبَّ مُسَوِّفينَ صَبَحْتُهُمْ من خَمْرِ بابِلَ لَذَّة للشارِبِ أَبو زيد: سَوَّفْت الرجل أَمْري تَسْويفاً أَي ملَّكته، وكذلك سَوَّمْته. والتَّسْويف: التأْخير من قولك سوف أَفعل. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، لعن المُّسَوِّفَة من النساء وهي التي لا تُجِيبُ زوجَها إذا دعاها إلى فراشه وتُدافِعُه فيما يريد منها وتقول سوف أَفْعَلُ. وقولهم: فلان يَقْتاتُ السَّوْفَ أَي يَعِيشُ بالأَماني. والتَسْوِيفُ: المَطْلُ. وحكى أَبو زيد: سَوَّفْت الرجلَ أَمري إذا ملَّكته أَمرَك وحَكَّمته فيه يَصْنَعُ ما يشاء. وسافَ الشيءَ يَسُوفُه ويَسافُه سَوْفاً وساوَفَه واسْتافه، كلُّه: شَمَّه؛ قال الشماخ: إذا ما اسْتافَهُنَّ ضَرَبْنَ منه مكانَ الرُّمْحِ من أَنْفِ القَدُوعِ والاسْتِيافُ: الاشْتِمامُ. ابن الأعرابي: سافَ يَسُوفُ سَوْفاً إذا شمَّ؛ وأَنشد: قالت وقد سافَ مِجَذَّ المِرْوَدِ قال: المِرْوَدُ المِيلُ، ومِجَذُّه طرَفُه، ومعناه أَن الحسناء إذا كَحَلت عينيها مَسَحَتْ طَرَفَ الميل بشفتيها ليزداد حُمَّةً أَي سواداً.والمسافة: بُعْدُ المَفازةِ والطريق، وأَصله من الشَّمِّ، وهو أَن الدليل كان إذا ضَلَّ في فلاة أَخذ التراب فشمه فعلم أَنه على هِدْية؛ قال رؤبة: إذا الدليلُ اسْتافَ أَخْلاقَ الطُّرُقْ ثم كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتى سموا البعد مسافةً، وقيل: سمي مسافة لأَن الدليل يستدل على الطريق في الفلاة البعيدة الطرفين بِسَوْفِه تُرابَها ليعلم أَعَلى قَصْدٍ هو أَم على جَوْرٍ؛ وقال امرؤ القيس: على لاحِبٍ لا يُهْتَدى بِمَنارِه، إذا سافَهُ العَوْدُ الدِّيافيُّ جَرْجَرا وقوله لا يُهْتَدى بِمَناره يقول: ليس به مَنار فَيُهْتَدى به، وإذا سافَ الجملُ تُرْبَتَه جَرْجَر جَزَعاً من بُعْده وقلة مائه. والسَّوْفَةُ والسَّائفةُ: أَرض بين الرَّمل والجَلَد. قال أَبو زياد: السائفةُ: جانِبٌ من الرمل أَلينُ ما يكون منه، والجمع سَوائفُ؛ قال ذو الرمة: وتَبْسِم عن أَلْمَى اللِّثاتِ، كأَنه ذَرا أُقْحُوانٍ من أَقاحي السَّوائفِ وقال جابر بن جبلة: السائفة الحبل من الرمل. غيره: السائفة الرملة الرقيقة؛ قال ذو الرمة يصف فِراخَ النعامة: كأَنَّ أَعْناقَها كُرَّاثُ سائفةٍ، طارَتْ لفائِفُه، أَو هَيْشَرٌ سُلُبُ الهَيْشَرَةُ: شجرة لها ساقٌ وفي رأْسها كُعْبُرة شَهْباء، والسُّلُبُ: الذي لا وَرَقَ عليه، والسائفة: الشَّطُّ من السَّنام؛ قال ابن سيده: هو من الواو لكون الأَلف عيناً. والسَّوافُ والسُّوافُ: الموتُ في الناسِ والمال، سافَ سَوْفاً وأَسافَه اللّه، وأَسافَ الرجلُ: وقَع في ماله السَّوافُ أَي الموت؛ قال طُفَيْل: فأَبَّلَ واسْتَرْخى به الخَطْبُ بعدما أَسافَ. ولولا سَعْيُنا لم يُؤَبَّلِ ابن السكيت: أَسافَ الرجلُ فهو مُسِيف إذا هلَك مالُه. وقد سافَ المال نَفْسُه يَسُوفُ إذا هلَك. ويقال: رماه اللّه بالسَّواف، كذا رواه بفتح السين. قال ابن السكيت: سمعت هِشاماً المَكْفُوفَ يقول لأَبي عمرو: إنَّ الأَصمعي يقول السُّواف، بالضم، ويقول: الأدْواء كلها جاءت بالضم نحو النُّحازِ والدُّكاعِ والزُّكامِ والقُلابِ والخُمالِ. وقال أَبو عمرو: لا، هو السَّوافُ، بالفتح، وكذلك قال عُمارة بن عَقِيل بن بلال بن جرير؛ قال ابن بري: لم يروه بالفتح غير أَبي عمرو وليس بشيء. وسافَ يَسُوفُ أَي هلَك ماله. يقال: أَسافَ حتى ما يَتَشَكى السُّوافَ إذا تعوَّد الحوادثَ، نعوذ باللّه من ذلك؛ ومنه قولُ حميد بن ثور: فيا لَهما من مُرسَلَيْنِ لِحاجَةٍ أَسافا من المالِ التِّلادِ وأَعْدَما وأَنشد ابن بري للمَرَّارِ شاهداً على السُّوافِ مَرَضِ المالِ: دَعا بالسُّوافِ له ظالماً، فذا العَرْشِ خَيْرَهما أَن يسوفا أَي احفظ خَيْرهما من أَن يسوف أَي يَهْلِك؛ وأَنشد ابن بري لأَبي الأَسود العِجْلي: لَجَذْتَهُمُ، حتى إذا سافَ مالُهُمْ، أَتَيْتَهُمُ في قابِلٍ تَتَجَدَّفُ والتَّجَدُّفُ: الافتِقارُ. وفي حديث الدُّؤلي: وقف عليه أَعرابي فقال: أَكلَني الفَقْرُ ورَدَّني الدهرُ ضعيفاً مُسِيفاً؛ هو الذي ذهب مالُه من السُّوافِ وهو داء يأْخذ الإبل فَيُهْلِكُها. قال ابن الأَثير: وقد تفتح سينه خارجاً عن قِياس نَظائِره، وقيل: هو بالفتح الفَناءُ. أَبو حنيفة: السُّوافُ مَرَضُ المالِ، وفي المحكم: مرض الإبل، قال: والسَّوافُ، بفتح السين، الفَناء. وأَسافَ الخارِزُ يُسِيفُ إسافةً أَي أَثْأَى فانْخَرَمَتِ الخُرْزَتانِ. وأَسافَ الخَرَزَ: خَرمَه؛ قال الراعي: مَزَائِدُ خَرْقاء اليَدَيْنِ مُسِيفَةٍ، أَخَبَّ بِهِنَّ المُخْلِفانِ وأَحْفَدا قال ابن سيده: كذا وجدناه بخط عليّ بن حمزة مزائد، مهموز. وإنها لَمُساوِفةُ السَّيْر أَي مُطِيقَتُه. والسافُ في البناء: كلُّ صَفٍّ من اللَّبِن؛ يقال: سافٌ من البناء وسافانِ وثلاثة آسُف وهي السفوف. وقال الليث: السافُ ما بين سافات البناء، أَلفه واو في الأَصل، وقال غيره: كل سَطْر من اللَّبِن والطين في الجدارِ سافٌ ومِدْماكٌ. الجوهري: السافُ كلُّ عَرَقٍ من الحائط. والسافُ: طائر يَصِيدُ؛ قال ابن سيده: قَضينا على مجهول هذا الباب بالواو لكونها عيناً.والأَسْوافُ: موضع بالمدينة بعينه. وفي الحديث: اصْطَدْتُ نُهَساً بالأَسْوافِ. ابن الأَثير: هو اسم لحَرَمِ المدينة الذي حَرَّمه سيدنا رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم. والنُّهَسُ: طائر يشبه الصُّرَدَ، مذكور في موضعه.

سيف

السَّيْفُ: الذي يُضربُ به معروف، والجمع أَسْيافٌ وسُيُوفٌ وأَسْيُفٌ؛ عن اللحياني؛ وأَنشد الأَزهري في جمع أَسْيُفٍ: كأَنهم أَسْيُفٌ بِيضٌ يَمانِيةٌ، عَضْبٌ مَضارِبُها باقٍ بها الأُثُرُ واسْتافَ القومُ وتَسايَفُوا: تضاربوا بالسيوف. وقال ابن جني: استافوا تَناولوا السُّيوفَ كقولك امْتَشَنُوا سُيُوفَهم وامْتَخَطوها، قال: فأَما تفسير أَهل اللغة أَنَّ اسْتافَ القومُ في معنى تَسايَفُوا فتفسيره على المعنى كعادتهم في أَمثال ذلك، أَلا تراهم قالوا في قول اللّه سبحانه: من ماءٍ دافِقٍ، إنه بمعنى مَدْفُوق؟ قال ابن سيده: فهذا لعمري معناه غير أَن طريق الصَّنْعة فيه أَنه ذو دَفْق كما حكاه الأَصمعي عنهم، من قولهم ناقة ضارب إذا ضُرِبَت، وتفسيره أَنها ذاتُ ضَرْب أَي ضُربت، وكذلك قول اللّه تعالى: لا عاصِمَ اليومَ من أَمرِ اللّه، أَي لا ذا عِصْمة، وذو العصمة يكون مفعولاً فمن هنا قيل: إن معناه لا معصوم. ويقال لجماعة السُّيوف: مَسْيَفةٌ، ومثله مَشْيَخَةٌ. الكسائي: المُسِيفُ المُتَقَلِّدُ بالسيف فإذا ضَرَبَ به فهو سائفٌ، وقد سِفْتُ الرجل أَسِيفه. الفراء: سِفْتُه ورَمَحْتُه. الجوهري: سافَه يَسِيفُه ضربه بالسيف. ورجل سائفٌ أَي ذو سَيْف، وسَيَّافٌ أَي صاحبُ سيف، والجمع سَيَّافةٌ. والمُسِيفُ: الذي عليه السَّيْفُ. والمُسايَفَةُ: المُجالَدَةُ. وريح مِسْيافٌ: تَقْطَعُ كالسَّيْفِ؛ قال: أَلا مَنْ لِقَبْرٍ لا تزال تَهُجُّهُ شَمالٌ، ومِسْياف العَشِيِّ جَنُوب؟ وبُرْد مُسَيَّفٌ: فيه كصُوَر السيوف. ورجل سَيْفانٌ: طويل مَمْشُوقٌ كالسَّيْفِ، زاد الجوهري: ضامرُ البطن، والأَنثى سَيْفانةُ. الليث: جاريةٌ سَيْفانةٌ وهي الشِّطْبَةُ كأَنها نَصْل سَيْفٍ، قال: ولا يُوصَفُ به الرجل. والسَّيْفُ، بفتح السين: سَيْبُ الفَرَس. والسِّيفُ: ما كان مُلْتَزِقاً بأُصول السَّعَفِ كاللِّيف وليس به؛ قال الجوهري: هذا الحرف نقلته من كتاب من غير سَماعٍ. ابن سيده: والسِّيفُ ما لزِقَ بأُصول السَّعَفِ من خِلال اللِّيفِ وهو أَرْدَؤُه وأَخْشَنُه وأَجْفاه، وقد سَيِفَ سَيَفاً وانسافَ، التهذيب: وقد سَيِفَتِ النخلةُ؛ قال الراجز يصف أَذْنابَ اللِّقاحِ: كأَنَّما اجْتُثَّ على حلابِها نَخْلُ جُؤاثَى نِيل من أَرْطابِها، والسِّيفُ واللِّيفُ على هُدّابِها والسَّيفُ: ساحل البحر، والجمع أَسياف. وحكى الفارسي: أَسافَ القومُ أَتوا السِّيفَ، ابن الأَعرابي: الموضع النَّقِيُّ من الماء، ومنه قيل: درهم مُسَيَّفٌ إذا كانت له جوانبُ نَقِيَّة من النَّقْشِ. وفي حديث جابر: فأَتينا سِيفَ البحر أَي ساحله. والسِّيفُ: موضع؛ قال لبيد: ولقد يَعْلَمُ صَحْبي كُلُّهُمْ، بِعَدانِ السِّيفِ، صَبري ونَقَلْ وأَسَفْتُ الخَرَزَ أَي خَرمْتُه؛ قال الراعي: مَزائِدَ خَرْقاء اليَدَيْنِ مُسِيفَةٍ، أَخَبَّ بِهِنَّ المُخْلِفانِ وأَحْفَدا وقد تقدَّم في سوف أَيضاً. قال ابن بري في تفسير البيت: أَي حملهما على الإسراع، ومزائدُ: كان قياسُها مَزاوِدَ لأَنها جمع مَزادة، ولكن جاء على التشبيه بفعالة، ومثله مَعائش فيمن همزها. ابن بري: والمُسِيفُ الفقير؛ وأَنشد أَبو زيد للقِيطِ ابن زُرارَةَ: فأَقْسَمْتُ لا تأتِيكَ مِني خُفارَةٌ على الكُثْرِ، إنْ لاقَيْتَني، ومُسِيفا والسائفةُ من الأَرض: بين الجَلَد والرَّمل. والسائفة: اسم رمل.

سبق

السَّبْق: القُدْمةُ في الجَرْي وفي كل شيء؛ تقول: له في كل أمر سُبْقةٌ وسابِقةٌ وسَبْقٌ، والجمع الأَسْباق والسَّوابِقُ. والسَّبْقُ: مصدر سَبَقَ. وقد سَبَقَه يَسْبُقُه ويَسْبِقُه سَبْقاً: تقدَّمه. وفي الحديث: أنا سابِقُ العرب، يعني إلى الإسلام، وصُهَيْبٌ سابقُ الرُّوم، وبِلالٌ سابقُ الحبَشة، وسلْمانُ سابقُ الفُرْس؛ وسابَقْتُه فسَبَقْتُه. واسْتَبَقْنا في العَدْوِ أي تَسابَقْنا. وقوله تعالى: ثم أوْرَثْنا الكتابَ الذين اصطَفَيْنا مِنْ عبادِنا فمنهم ظالم لِنَفْسِه ومنهم مُقْتصد ومنهم سابِقٌ بالخيرات بإذن الله؛ رُوِيَ فيه عن النبي، ﷺ، أنه قال: سابِقُنا سابِقٌ، ومقْتصِدُنا ناجٍ، وظالِمُنا مغفورٌ له، فدلَّك ذلك على أن المؤمنين مغفور لمقْتَصدهم وللظالم لنفسه منهم. ويقال: له سابِقةٌ في هذا الأَمر إذا سَبَق الناسَ إليه. وقوله تعالى: سَبْقاً؛ قال الزجاج: هي الخيل، وقيل السابقات أرواح المؤمنين تخرج بسهولة، وقيل: السابقات النجوم، وقيل: الملائكة تَسْبِق الشياطين بالوحي إلى الأَنبياء، عليهم الصلاة والسلام، وفي التهذيب: تَسْبِق الجنَّ باستماع الوحي. ولا يَسْبِقونه بالقول: لا يقولون بغير علم حتى يُعَلِّمهم؛ وسابَقَه مُسابَقَةً وسِباقاً. وسِبْقك: الذي يُسابِقُك، وهم سِبْقي وأسْباقي. التهذيب: العرب تقول للذي يَسْبِقُ من الخيل سابِقٌ وسَبُوق، وإذا كان يُسْبَق فهو مُسَبَّق؛ قال الفرزدق: من المُحْرِزينَ المَجْدَ يومَ رِهانِه، سَبُوقٌ إلى الغاياتِ غير مُسَبَّق وسَبَقَت الخيلُ وسابَقْتُ بينها إذا أرسلتها وعليها فُرْسانُها لتنظر أيّها يَسْبِق. والسُّبَّق من النخل: المبَكِّرة بالحمل. والسَّبْق والسابِقةُ: القُدْمة. وأسْبَقَ القومُ إلى الأَمر وتَسابَقوا: بادروا. والسَّبَق، بالتحريك: الخطَرُ الذي بوضع بين أهل السِّباق، وفي التهذيب: الذي يوضع في النِّضال والرِّهان في الخيل، فمن سعبَق أخذه، والجمع أسباق. واسْتَبَق القومُ وتَسابَقخوا: تَخاطَرُوا. وتَسابَقُوا: تناضلوا. ويقال: سَبَّق إذا أخذ السَّبَق، وسَبَّقَ إذا أعطى السَّبَق، وهذا من الأضداد، وهو نادر، وفي الحديث: أن النبي، ﷺ، قال: لا سبَق إلا في خُفٍّ أو نَصْل أو حافر، فالخفّ للإبل، والحافر للخيل، والنصال للرَّمْي. والسَّبَق، بفتح الباء: ما يجعل من المال رَهْناً على المُسابَقةِ، وبالسكون: مصدر سَبَقْت أسْبِق؛ المعنى لا يحل أخذ المال بالمُسابَقةِ إلا في هذه الثلاثة، وقد ألحق بها الفقهاء ما كان يمعناها وله تفصيل في كتب الفقه. وفي حديث آخر: مَنْ أدْخَلَ فَرَساً بين فَرَسَيْنِ فإن كان يْؤْمَنُ أن يُسْبَق فلا خير فيه، وإن كان لا يؤمَن أن يُسْبَعق فلا بأْس به. قال أبو عبيد: الأَصل أن يَسْبِقَ الرجلُ صاحبَه بشيء مسمى على أنه إن سَبَق فلا شيء له، وإن سَبَقه صاحبُه أخذ الرهن، فهذا هو الحلال لأن الرهن من أحدهما دون الآخر، فإن جعل كل واحد منهما لصاحبه رهناً أيّهما سَبَق أخذه فهو القِمارُ المنهي عنه، فإن أرادا تحليل ذلك جعلا معهما فَرَساً ثالثاً لرجل سواهما، وتكون فرسه كُفُؤاً لفرسَيْهما، ويسمى المُحَلِّلَ والدَّخِيلَ، فيضع الرجلان الأَوّلان رَهْنَيْنِ منهما ولا يضع الثالث شيئاً، ثم يُرْسِلون الأَفْراسَ الثلاثة، فإن سبق أحدُ الأَوّلين أخذ رَهْنَه ورَهْنَ صاحبه فكان طَيِّباً له، وإن سَبَقَ الدخيلُ أخذ الرَّهْنَيْنِ جميعاً، وإن سُبِق هو لم يغرم شيئاً، فهذا معنى الحديث. وفي الحديث: أنه أمَرَ بإجراء الخيل وسَبَّقَها ثلاثة أعْذُقٍ من ثلاث نخلات؛ سَبَّقَها: بمعنى أعطى السَّبَق، وقد يكون بمعنى أخذ، وهو من الأَضداد، ويكون مخففاً وهو المال المُعَيّن. وقوله تعالى: إنَّا ذهبنا نِسْتَبِق؛ قيل: معناه نتَناضَل، وقيل: هو نفتعل من السَّبْق. واسْتَبقا البابَ: يعني تَسابَقا إليه مثل قولك اقتتلا بمعنى تَقاتلا؛ ومنه قوله تعالى: فاسْتَبِقُوا الخيرات؛ أي بادِرُوا إليها؛ وقوله: فاسْتَبَقُوا الصراطَ؛ أي جاوَزُوه وتركوه حتى ضلّوا؛ وهم لها سَابِقون، أي إليها سابِقون كما قال تعالى: بأنَّ رَبَّكَ أوْحى لها، أي إليها. الأَزهري: جاء الاسْتباق في كتاب الله تعالى بثلاثة معان مختلفة: أحدها قوله عز وجل: إنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِق، قال المفسرون: معناه نَنْتَضل في الرمي، وقوله عز وجل: واسْتَبَقا البابَ؛ معناه ابْتَدَرا البابَ يجتهد كل واحد منهما أن يَسْبِقَ صاحبه، فإن سَبَقَها يوسفُ فتح البابَ وخرج ولم يُجِبْها إلى ما طلبته منه، وإن سَبَقَتْ زَلِيخا أغْلَقَت الباب دونه لتُراوِدَه عن نفسه، والمعنى الثالث في قوله تعالى: ولو نشاء لَطَمَسْنا على أعْيُنِهم فاسْتَبَقوا الصراطَ فأَنَّى يُبْصِرون؛ معناه فجازوا الصراط وخَلّفوه، وهذا الاسْتباق في هذه الآية من واحد والوجهان الأَولان من اثنين، لأن هذا بمعنى سَبَقُوا والأَوّلان بمعنى المُسابَقة. وقوله: اسْتَقِيموا فقد سَبَقْتُم سَبْقاً بَعيداً؛ يروى بفتح السين وضمها على ما لم يسم فاعله، والأَول أولى لقوله بعده: وإن أخَذْتم يميناً وشمالاً فقد ضلَلْتم. وفي حديث الخوارج: سَبَقَ الفَرْثَ والدَّمَ أي مرَّ سريعاً في الرمِيّة وخرج منها لم يَعْلَقْ منها بشيء من فَرْثِها ودَمِها لسرعته؛ شبَّه خروجَهم من الدِّين ولم يَعْلَقوا بشيء منه به. وسَبَقَ على قومِه: علاهم كَرَماً. وسِبَاقا البازي: قيْداه، وفي المحكم: والسِّبَاقانِ قَيْدانِ في رِجْل الجارح من الطير من سير أو غيره. وسَبَّقْت الطَّير إذا جعلت السِّبَاقَيْنِ في رجليه.

ستق

درهم سَتُّوق وسُتوق: زَيْفٌ بَهْرَجٌ لا خير فيه، وهو معرّب، وكل ما كان على هذا المثال فهو مفتوح الأَول إلا أربعة أحرف جاءت نوادر: وهي سُبّوح وقُدّوس وذُرُّوح وسُتّوق، فإنها تضم وتفتح؛ وقال اللحياني: قال أعرابي من كلب: درم تُسْتُوق. والمَساتقُ: فِراءٌ طوال الأَكمام، واحدتها مُسْتَقَة بفتح التاء؛ قال أبو عبيد: أصلها بالفارسية مُشْتَهْ فعُرّبت؛ قال ابن بري: وعليه قول الشاعر: إذا لبِسَتْ مَساتِقَها غَنِيٌّ، فيا وَيْحَ المَساتِق ما لَقِينا

سحق

سَحَقَ الشيءَ يَسْحَقُه سَحْقاً: دقَّه أشد الدقّ، وقيل: السَّحْق الدقُّ الرقيق، وقيل: هو الدقّ بعد الدقّ، وقيل: السَّحْق دون الدقّ. الأَزهري: سَحَقَت الريحُ الأَرض وسَهَكَتها إذا قشرت وجه الأَرض بشدة هبوبها، وسَحَقْت الشيء فانْسَحَق إذا سَهَكْته. ابن سيده: سَحَقَت الريحُ الأَرض تَسْحَقُها سَحْقاً إذا عَفَّت الآثار وانْتَسَفَت الدِّقاقَ. والسَّحْق: أثر دَبَرة البعير إذا بَرَأَت وابْيَضَّ موضعها. والسَّحْق: الثوب الخلَق البالي؛ قال مُزَرِّد: وما زَوَّدُوني غيرَ سَحْقِ عِمامة، وخَمْسِ مِئٍ منها قَسِيٌّ وزائفُ وجمعه سُحوق؛ قال الفرزدق: فإنّك، إن تَهْجو تَمِيماً وتَرْتَشِي بِتَأْبِينِ قَيْسٍ، أو سُحوق العَمائم والفعل: الانْسِحاق. وانْسَحَق الثوبُ وأسْحَق إذا سقط زئْبِرُه وهو جديد، وسَحَقَه البِلى سَحْقاً؛ قال رؤبة: سَحْقَ البِلى جدَّته فأَنْهَجا وقد سَحَقَه البِلى ودَعْكُ اللُّبْس. وثوب سَحْق: وهو الخلَق؛ وقال غيره: هو الذي انْسَحَق ولانَ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أنه قال: مَنْ زافَت عليه دَراهِمُه فَليَأْت بها السُّوقَ ولْيَشْتَرِ بها ثَوْبَ سَحْقٍ ولا يُحالفِ الناسَ أنها جِيادٌ؛ السَّحْق: الثوب الخلَق الذي انْسَحَق وبَليَ كأنه بعد من الانتفاع به. وانْسَحَقَ الثوبُ أي خلَق؛ قال أبو النجم: مِنْ دِمْنةٍ كالمِرْجَليِّ المِسْحَق وأسْحَق خفٌّ البعير أي مَرَنَ. والإسْحاق: ارتفاع الضرع ولزوقه بالبطن. وأسْحَقَ الضرعُ: يَبِسَ وبَلي وارتفع لبنه وذهب ما فيه؛ قال لبيد: حتى إذا يَبِسَت وأسْحَقَ حالقٌ، لم يُبْلِه إرْضاعُها وفِطامُها وأسْحَقَت ضَرّتُها: ضَمَرت وذهب لبنُها. وقال الأَصمعي: أسْحَق يَبِسَ، وقال أبو عبيد: أسْحَقَ الضَّرْع ذهب وبلي. وانْسَحَقت الدلوُ: ذهب ما فيها. الأَزهري: ومُساحَقةُ النساءِ لفظ مولَّد. والسَّحْق في العَدْوِ: دون الحُضْر وفوق السَّحْج؛ قال رؤبة: فهي تعاطي شدَّه المُكايَلا سَحْقاً من الجِدّ وسَحْجاً باطلا وأنشد الأَزهري لآخر: كانت لنا جارة، فأزْعَجها قاذورة تَسْحَق النَّوى قُدُما والسَّحْق في العَدْوِ: فوق المشي ودون الحُضْر. وسَحَقت العينُ الدمعَ تَسْحَقه سَحْقاً فانْسَحَق: حَدَرَتْه، ودُموع مَساحِيق؛ وأنشد: قِتْب وغَرْب إذا ما أُفْرِغ انْسَحقا والسُّحُق: البُعْد، وكذلك السُّحْق مثل عُسْر وعُسُر. وقد سَحُق الشيء، بالضم، فهو سَحِيق أي بعيد؛ قال ابن بري: ويقال سَحِيق وأسْحق؛ قال أبو النجم: تعلو خَناذِيذَ البَعيد الأَسْحَقِ وفي الدعاء: سُحْقاً له وبُعْداً، نصبوه على إضمار الفعل غير المستعمل إظهارُه. وسَحَقَه اللهُ وأسْحَقه الله أي أبعده؛ ومنه قوله: قاذورة تسحق النوى قُدُما وأسْحَق هو وانْسَحَق: بَعُد. ومكان سَحِيق: بَعِيد: وفي التنزيل: أو تَهْوِي به الريحُ في مكان سَحِيق؛ ويجوز في الشعر ساحِقٌ. وسُحُقٌ ساحِقٌ، على المبالغة، فإن دعوت فالمختار النصب. الأَزهري: لغة أهل الحجاز بُعْدٌ له وسُحْقٌ له، يجعلونه اسماً، والنصبُ على الدعاء عليه يريدون به أبْعَدَه الله؛ وأسْحَقَه سُحْقاً وبُعداً وإنه لَبَعِيد سَحِيق. وقال الفراء في قوله فسُحْقاً لأَصحاب السَّعِير: اجتمعوا على التخفيف، ولو قرئت فسُحُقاً كانت لغة حسنة؛ قال الزجاج: فسُحْقاً منصوب على المصدر أسْحَقَهم الله سُحْقاً أي باعَدَهم من رحمته مُباعَدة. وفي حديث الحوض: فأقول سُحْقاً سُحْقاً أي بُعْداً بُعْداً. ومكان سَحِيق: بعيد. ونخلة سَحُوق: طويلة؛ وأنشد ابن بري للمفضل النكري: كان جِذْعٌ سَحُوق وفي حديث قُسّ: كالنخلة السَّحُوق أي الطويلة التي بَعُد ثمرُها على المجتني؛ قال الأَصمعي: لا أدري لعل ذلك مع انحناء يكون، والجمع سُحُق؛ فأما قول زهير: كأنَّ عَيْنَيّ في غَرْبَيْ مُقَتِّلة، من النواضح، تَسْقِي جَنّةً سُحُقا فإنه أراد نخلَ جَنّة فحذف إلا أن يكونوا قد قالوا جنّة سُحُق، كقولهم ناقة عُلُطٌ وامرأة عُطُلٌ. الأَصمعي: إذا طالت النخلة مع انجراد فهي سَحُوق، وقال شمر: هي الجرداء الطويلة التي لا كَرَب لها؛ وأنشد: وسالِفة كسَحُوق اللِّيا ن، أضْرَمَ فيها الغَوِيُّ السُّعُرْ شبه عنق الفرس بالنخلة الجرداء. وحمار سَحُوق: طويل مُسِنّ، وكذلك الأَتان، والجمع سُحخقٌ؛ وأنشد للبيد في صفة النخل: سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا وسَرِيُّه، عُمٌّ نَواعِمُ بَيْنَهُنّ كُرومُ واستعار بعضهم السَّحُوق للمرأة الطويلة؛ وأنشد ابن الأَعرابي: تُطِيف به شَدَّ النهار ظَعِينةٌ، طَويلةُ أنْقاء اليدَيْنِ سَحُوقُ والسَّوْحَق: الطويل من الرجال؛ قال ابن بري: شاهده قول الأَخطل: إذا قلتُ: نالَته العَوالي، تَقاذَفَتْ به سَوْحَقُ الرِّجْلَيْنِ سانحةُ الصَّدْرِ الأَصمعي: من الأَمطار السَّحائِقُ، الواحدة سَحيقة، وهو المطر العظيم القَطْر الشديد الوَقْع القليلُ العَرِمُ، قال: ومنها السَّحِيفة، بالفاء، وهي المطرة تجرُف ما مرَّت به. وساحوق: موضع؛ قال سلمة العبسي: هَرَقْن بِساحُوقٍ دِماءً كَثِيرة، وغادَرْن قَبْلي من حَلِيب وحازِر عني بالحليب الرفيعَ، وبالحازر الوضيع، فسره يعقوب؛ وأنشد الأَزهري: وهُنَّ بِساحوقٍ تَدَارَكْنَ ذالِقا ويومُ ساحوق: من أيامهم. ومساحق: اسم. وإسْحَق: اسم أعجمي؛ قال سيبويه: ألحقوه ببناء إعْصار. وإسْحَق: اسم رجل، فإن أردت به الاسم الأَعجمي لم تصرفه في المعرفة لأنه غُيِّر عن جهته فوقع في كلام العرب غير معروف المذهب، وإن أردت المصدر من قولك أسْحَقَه السفرُ إسْحاقاً أي أبعده صرفته لأَنه لم يُغٍيَّرْ. والسُّمْحوق من النخل: الطويلةُ، والميم زائدة. والسِّمْحاق: قشرة رقيقة فوق عظم الرأس بها سميت الشَّجّة إذا بلغت إليها سِمْحاقاً؛ قال ابن بري: والسمحاق أثر الحنان؛ قال الراجز: يَضْبُط، بين فَخْذِه وساقِه، أيْراً بَعِيدَ الأَصْلِ منْ سِمْحاقه وسَماحيق السماء: القِطعَُ الرِّقاقُ من الغَيْم؛ وعلى ثَرْب الشَّاة سَماحِيقُ من شَحْم؛ قال الجوهري: وأرى أن الميمات في هذه الكلمات زوائد.

سدق

السِّيداقُ، بكسر السين: شجر ذو ساقٍ واحدةٍ قويَّةٍ، له وَرَق مثل ورَق الصَّعْتَر ولا شوك له، وقشره حَرَّاق عجيبٌ.

سذق

السَّوْذَق والسُّوذَق؛ الأَخيرة عن يعقوب: الصَّقر، ويقال الشاهين، وهو بالفارسية سَوْدَناه. والسَّوْذَنِيق أيضاً: الصقر، وربما قالوا سَيْذَنُوق؛ وأنشد النضر بن شميل لحميد الأَرقط: وحادِياً كالسَّيْذَنُوقِ الأَزْرَقِ، ليس عى آثارها بِمُشْفِقِ وكذلك السُّوذانِق، بضم السين وكسر النون؛ قال لبيد: وإأنِّي مُلْجِمٌ سُوذانِقاً أجْدَلِيّاً، كَرُّهُ غير وَكَلْ والسَّذَق: ليلة الوَقُود، وجميع ذلك فارسي معرب. التهذيب: والسَّذَق عند العجم معروف. والسِّيذاقُ: نَبْت يُبَيَّض الغَزْل برماده. والسَّوْذَق، بالفتح: السِّوارُ؛ وأنشد أبو عمرو: تَرَى السَّوْذَقَ الوَضَّاحَ فيها بِمِعْصَمٍ نَبِيلٍ، ويأبى الحَجْلُ أن يَتَقَدَّما

سرق

سَرَق الشيء يسْرِقه سَرَقاً وسَرِقاً واستَرَقَه؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأنشد: بِعْتُكَها زانِيةً أو تَسْتَرِقْ، إنَّ الخبيثَ للخبيثِ يَتَّفِقْ اللام هنا بمعنى مع، والاسم السَّرِق والسَّرِقة، بكسر الراء فيهما، وربما قالوا سَرَقَهُ مالاً، وفي المثل: سُرِقَ السارقُ فانتحَر. والسَّرَق: مصدر فعل السارق، تقول: بَرِئْتُ إليك من الإباق والسَّرَق في بيع العبد. ورجل سارِق من قوم سَرَقةٍ وسُرَّاقٍ، وسَرُوقٌ من قوم سُرُقٍ، وسَرُوقةٌ، ولا جمع له إنما هو كصَرورة، وكلب سَروقٌ لا غير؛ قال: ولا يَسْرِق الكلبُ السَّروقُ نِعالَها ويروى السَّرُوِّ، فَعولٌ من السُّرى، وهي السَّرِقة. وسَرَّقه: نسبه إلى السَّرَق، وقُرئ: إن ابنك سُرِّق. واسْتَرق السمْعَ أي استَرَق مُستخفِياً. ويقال: هو يُسارِق النظَر إليه إذا اهْتَبَل غَفلتَه لينظر إليه. وفي حديث عدِيّ: ما نَخاف على مَطيَّتها السَّرَق؛ هو بمعنى السرقة وهو في الأَصل مصدر؛ ومنه الحديث: تَسْتَرِق الجِنُّ السَّمْع؛ هو تفتعل من السَّرِقة أي أنها تسمعُه مختفِيةً كما يفعل السارِق، وقد تكرر في الحديث فِعْلاً ومصدراً. قال ابن بري: وقد جاء سَرِّق في معنى سَرَق؛ قال الفرزدق: لا تَحْسَبَنَّ دَراهِماً سَرَّقْتَها تَمْحُو مَخازيَكَ التي بعُمانِ أي سَرَقْتها، قال: وهذا في المعنى كقولهم إن الرِّقِينَ تُغَطِّي أفْنَ الأَفِينَ أي لا تحسَبْ كَسْبَك هذه الدراهم مما يُغَطِّي مخازيك. والاسْتِراق: الخَتْل سِرّاً كالذي يستمع، والكَتَبةُ يَسْتَرِقُون من بعض الحسابات. ابن عرفة في قوله تعالى: والسارِقُ والسارِقةُ، قال: السارق عند العرب من جاء مُسْتَتِراً إلى حِرْزٍ فأخذ منه ما ليس له، فإن أخذ من ظاهر فهو مُخْتَلِس ومُسْتَلِب ومُنْتَهِب ومُحْتَرِس، فإن مَنَعَ مما في يديه فهو غاصب. وقوله تعالى: إنْ يَسْرِقْ فقد سَرَق أخٌ له من قَبْل، يعنون يوسف، ويروى أنه كان أخذ في صِغَره صورة، كانت تُعْبَد لبعض من خالف ملَّة الإسلام، مِنْ ذَهَبٍ على جهة الإنكار لئلا تُعَظَّم الصورةُ وتُعْبَد. والمُسارَقة والاسْتِراق والتَّسَرُّق: اختلاس النظر والسمع؛ قال القطامي: يَخِلَتْ عليك، فما يجود بنائل إلا اخْتِلاس حَدِيثِها المُتَسَرَّقِ وقول تميم بن مقبل: فأَما سُراقاتُ الهِجاءِ، فإنها كلامٌ تَهاداه اللئامُ تَهادِيا جعل السراقة فيه اسمَ ما سُرِق، كما قيل الخُلاصة والنُّقاية لما خُلِّص ونُقِّيَ. وسَرِقَ الشيءُ سَرَقاً: خَفِيَ. وسَرِقَت مفاصلُه وانْسَرَقتْ: ضَعُفت؛ قال الأَعشى يصف الظبْيَ: فاتِرَ الطَّرْف في قُواه انْسِراقُ والانْسِراق: أن يَخْنُس إنسان عن قوم ليذهب؛ قال وقيل في قول الأَعشى: فهي تَتْلو رَخْصَ الظُّلوف ضَئيلاً فاتِرَ الطَّرْف، في قُواه انْسِراق إن الانْسِراقَ الفتور والضعف؛ وقال الأَعشى أيضاً: فيهن مَحْروقُ النَّواصِف مَسْـ ـروقُ البُغام وشادِنٌ أكْحل أراد أن في بُغامه غُنّة فكأن صوته مسروق. والسَّرَق: شِقاقُ الحرير، وقيل: هو أجوده، واحدته سَرَقة؛ قال الأخطل: يَرْفُلْن في سَرَقِ الفِرِنْدِ وقَزِّه، يَسْحَبْنَ مِنْ هُدَّابِه أذْيالا قال أبو عبيدة: هو بالفارسية أصله سَرَهْ أي جيد، فعربوه كما عرب بَرَقٌ للْحَمَل وأصله بَرَه، ويَلْمَق لِلْقَباء وأصله يَلْمَه، وإسْتَبْرَق للغليظ من الديباج وأصله اسْتَبْرَهْ، وقيل: أصله سِتَبْرَهْ أي جيد، فعربوه كما عربوا بَرَق ويَلْمَق، وقيل: إنها البِيضُ من شُقَق الحرير؛ وأنشد للعجاج: ونَسَجَت لَوامِعُ الحَرُورِ، من رَقْرَقانِ آلِها المسْجورِ، سَبائِباً كسَرَق الحَرِيرِ وفي الحديث عن ابن عمرو: أن سائلاً سأله عن بيع سَرَقِ الحرير قال: هلا قلت شُقَق الحرير؛ قال أبو عبيد: سَرَقُ الحَرِير هي الشُّقَقُ إلا أنها البِيضُ خاصة، وصَرَقُ الحرير بالصاد أيضاً؛ وأنشد ابن بري للأَخطل: كأن دَجائجاً، في الدار، رُقطاً بَناتُ الرُّوم في سَرَقِ الحَرِير وقال آخر: يَرْفُلْنَ في سَرَقِ الحريرِ وقزِّه، يَسْحَبْن من هُدّابه أذيالا وفي حديث عائشة: قال لها رَأيْتُكِ يَحْمِلُكِ الملَكُ في سَرَقةٍ مِنْ حَرير أي قِطْعة من جَيِّد الحرير، وجمعها سَرَق. وفي حديث ابن عمر: رأيتُ كأنّ بيدي سَرَقةً من حرير. وفي حديث ابن عباس: إذا بِعْتُم السَّرَقَ فلا تَشْتَروه أي إذا بِعْتُموه نَسِيئة، وإنما خص السَّرَق بالذكر لأنه بلَغَه أن تُجّاراً يبيعونه نسيئة ثم يشترونه بدون الثمن، وهذا الحكم مطَّرد في كل المَبِيعات، وهو الذي يسمى العِينَة. والسَّوارق: الجوامع، واحدته سارقة؛ قال أبو الطَّمَحان: ولم يَدْعُ داعٍ مثلكمِ لِعَظيمة، إذا أزَمَت بالساعِدَيْنِ السَّوارِقُ وقيل: السَّوارِق مَسامير في القيود؛ وبه فسر قول الراعي: وأزْهَر سخَّى نَفْسَه عن بِلادِه حَنايا حَديدٍ مُقْفَل وسَوارِقه وسارِقٌ وسَرَّاق ومَسْروق وسُراقة، كلها: أسماء؛ أنشد سيبويه: هذا سُراقَةُ للقُرآنِ يَدْرُسُه، والمرءُ عند الرُّشا إن يَلْقَها ذِيبُ ومَسْرُقان: موضع أيضاً (* قوله «ومسرقان موضع أيضاً» هكذا في الأصل). قال يزيد بن مُفَرِّغ الحِمْيَري وجمع بين الموضعين: سَقَى هزِمُ الأَوساطِ مُنْبَجِسُ العُرَى مَنازِلَها من مَسْرُقان وسُرَّقا وسُراقة بن جعشم: من الصحابة، وفي التهذيب: وسُراقة بن مالك المُدْلِجي أحد الصحابة. وسُرَّقُ: إحدى كُوَرِ الأَهوازِ وهن سبع. قال ابن بري: وسُرَّق اسم موضع في العِراق؛ قال أنس بن زُنَيم يخاطب الحرث بن بَدْر الغُداني حين ولاّه عبد الله بن زِياد سُرَّق: أحارِ بن بَدْر، قد وَلِيتَ إمارةً، فكُنْ جُرَذاً فيها تَخُون وتَسْرِقُ ولا تَحْقِرَنْ، يا حارِ، شيئاً أصَبْتَه، فحَظُّك من مُلْك العِراقين سُرَّقُ فإنَّ جميعَ الناسِ إمّا مكذَّبٌ يقول بما يَهْوَى، وإمّا مصدَّقُ يقولون أقوالاً ولا يعلمونها، وإن قيل: هاتوا حَقِّقوا، لم يُحَقِّقوا قال ابن بري: ويقال لسارِق الشِّعْر سُراقة، ولسارق النظَر إلى الغِلمان الشَّافِن.

سردق

السُّرادِق: ما أحاط بالبناء، والجمع سُرادِقات؛ قال سيبويه: جمعوه بالتاء وإن كان مذكراً حِينَ لم يكسّر. وفي التنزيل: أحاطَ بهم سُرادِقُها، في صفة النار أعاذنا الله منها؛ قال الزجاج: صار عليهم سُرادِقٌ من العذاب. والسُّرادِقُ: كل ما أحاطَ بشيءٍ نحو الشُّقَّة في المِضْرَب أو الحائط المشتمل على الشيء. ابن الأثير: وقد ورد في الحديث ذكر السُّرادِق في غير موضع، وهو كل ما أحاط بشيءٍ من حائط أو مِضْرَب أو خباء. وقال بعض أهل التفسير في قوله تعالى: وظِلٍّ مِنْ يَحْمومٍ؛ هو من سُرادِقِ أهل النار. وبيت مُسَرْدَق: وهو أن يكون أعلاه وأسفله مشدوداً كله؛ وقد سَرْدَقَ البيت؛ قال سلامة بن جندل يذكر قَتْلَ كِسْرى للنعمان: هو المُدْخِل النُّعْمان بَيْتاً، سَماؤه صُدورُ الفُيولِ، بَعْدَ بَيْتٍ مُسَرْدَقِ الجوهري: السُّرادِق واحد السُّرادِقات التي تُمَدُّ فوق صحن الدار. وكل بيت من كُرْسُف فهو سُرادِق؛ قال رؤبة: يا حَكَمُ بنَ المُنْذِر بن الجارودْ، أنتَ الجوادُ ابنُ الجواد المحمودْ، سُرادِقُ المَجْد عليك ممدودْ وقيل: الرجز للكذّاب الحِرْمازي، وأنشد بيتاً للأَعشى وقال في سببه: يذكر ابن وَبْر وقَتْلَه النعمان بن المنذر تحت أرجل الفِيَلة، وأنشد البيت الذي تقدمت نسبته لسلامة بن جندل. والسُّرادِقُ: الغبار الساطع؛ قال لبيد يصف حُمُراً: رَفَعْنَ سُرادِقاً في يوم رِيحٍ، يُصَفِّقُ بَينَ مَيْلٍ واعْتِدال وهو أيضاً الدخان الشاخص المحيط بالشيء؛ قال لبيد يصف عيراً يطرد عانةً، وأنشد البيت.

سرمق

السَّرْمَق، بالفتح: ضرب من النبت.

سعبق

السَّنَعْبُقُ: نبت خبيث الريح ينبت في أعراض الجبال العالية حِبالاً بلا وَرَق ولا يأكله شيء، وله نَوْرٌ ولا يَجْرِسه النحل البتة، وإذا قُصِف منه عود سال منه ماء صاف لَزِجٌ له سَعابِيب؛ قال ابن سيده: وإنما حكمت بأنه رباعي لأنه ليس في الكلام فَعَلْلُلٌ.

سعسلق

قال ابن بري: السَّعْسَلِق أُمُّ السَّعالي؛ قال الأَعور بن براء:مُسْتَسْعِلات كسَعالي سَعْسَلِقْ

سعفق

قال الأَزهري: كل ما جاء على فُعْلول فهو مضموم الأَول مثل زُنْبور وبُهْلول وعُمْروس وما أشبه ذلك، إلاّ حرفاً جاءَ نادراً وهو بنو سَعْفوق لِخَوَل باليمامة، وبعضهم يقول سُعْفوق، بالضم؛ وأنشد ابن شميل لطريف بن تميم: لا تَأْمَنَنَّ سُلَيْمَى أن أُفارِقها، صَرْمي ظَعائِنَ هِنْدٍ، يوم سُعْفوق لقد صَرَمْتُ خليلاً كان يأْلَفُني، والآمِناتُ فِراقي بعدَه خُوق وقال: سُعْفوق ابنه، والخَوْقاء: الحَمْقاء من النساء.

سفق

السَّفْق: لغة في الصَّفْق. وثوب سَفِيق أي صَفيق، وسَفُقَ الثوبُ يَسْفُق سَفاقةً، فهو سَفِيق: كَثُف، وفي التهذيب: إذا لم يكن سَخِيفاً وكان سَفِيقاً إذا رَدَدْته، وأسْفَقَه الحائكُ. ورجل سَفِيقُ الوجه: قليلُ الحياء وَقِحٌ. وسَفَقَ البابَ سَفْقاً وأسْفَقَه فانْسَفَق أي أغْلَقه، والصاد لغة أو مضارِعة، وسيأتي ذكره. أبو زيد: سَفَقْتُ البابَ وأسْفَقْته إذا رددته؛ قال أبو منصور: معناهما أجَفْته. وفي حديث أبي هريرة: كان يَشْغَلُهم السَّفْقُ بالأَسْواق، يروى بالسين والصاد، يريد صَفْقَ الأَكُفّ عند البيع والشراء، والسينُ والصادُ يتعاقبان مع القاف والخاء، إلا أن بعض الكلمات يكثر في الصاد وبعضها يكثر في السين، وهكذا يُرْوَى حديث البَيْعة: أعْطاه صَفْقةَ يمينِه، بالسين والصاد، وخصَّ اليَمينَ لأنّ البَيْعَ والبَيْعةَ يقع بها. وسَفَقَ وَجْهَ الرجل: لَطَمَه. وأسْفَقَ الغنمَ: لم يَحْلُبْها في اليوم إلا مرة. والسفقتين (* قوله «والسفقتين إلخ» هكذا في الأصل). ذباب عظيم يلزم الدواب والبقر، والصاد في كل ذلك لغة.

سفسق

سِفْسِقة السيف: طريقتُه، وقيل: هي ما بين الشُّطْبَتَينِ على صَفْح السيف طولاً، وسَفاسِقُه: طرائقه التي يقال لها الفِرِنْد، فارسي معرب؛ ومنه قول امرئ القيس: أقَمْتُ بِعَضْبٍ ذي سَفاسِقَ مَيْلَه قال ابن بري: هذا مُسَمَّط وهو: ومُسْتَلْئِمٍ كَشَّفْتُ بالرُّمْحِ ذَيْلَه، أقَمْتُ بِعَضْبٍ ذي سَفاسِقَ مَيْلَه فَجَعْتُ به في مُلْتَقَى الحيِّ خيْلَه، تركتُ عِتاقَ الطير تَحْجِلُ حَوْلَه كأنَّ على سِرْبالهِ نَضْحَ جِرْيالِ وقال عمارة: ومِحْوَرٍ أخْضَرَ ذي سَفاسِق والواحدة سِفْسِقة، وهي شُطْبة السيف كأنَّها عمود في متنه ممدود. وفي حديث ابن مسعود: كان جالساً إذ سَفْسَقَ على رأسِه عُصْفور فنَكَتَه بيدِه، أي ذَرَقَ. يقال: سَفْسَقَ وزَقْزَقَ وسَقَّ وزَقَّ إذا حذف بذَرْقِه. وسَفْسَقَ الطائر إذا رمى بسلحه. وحديث فاطمة بنت قيس: إني أخاف عليكم سَفاسِفَه؛ قال ابن الأَثير: هكذا أخرجه أبو موسى في السين والفاء ولم يفسره، وقد ذكره العسكري بالفاء والقاف ولم يورده في السين والقاف، والمشهور المحفوظ في حديث فاطمة إنما هو إني أخاف عليك قَسْقاسَتَه، بقافين قبل السينين، وهي العصا، فأما سَفاسِفه وسفاسقه بالقاف والفاء فلا نعرفه، إلاّ أن يكون من قولهم لطرائق السيف سَفاسِقه، بفاء بعدها قاف، التي يقال لها الفِرِنْد، فارسية معرَّبة. أبو عمرو: فيه سَفْسُوقةٌ من أبيه ودُبَّةٌ (* قوله «ودبة» هكذا هو في الأصل مضبوطاً). أي شَبَهٌ. والسَّفْسُوقة: المحجَّة الواضحة.

سقق

سَقَّ العصفورُ وسَقْسَقَ الطائرُ: ذَرَقَ؛ عن كراع. ابن الأَعرابي: السُّقُق المغتابون. وروى أبو عثمان النَّهدي عن ابن مسعود: أنه كان يُجالِسُه إذْ سَقْسَق على رأسه عصفور ثم قذف خُرْءَ بطنِه عليه فنَكَتَه بيده؛ قوله سَقْسَقَ أي ذَرَق. ويقال: سَقَّ وزَقَّ وزَخَّ وتَرَّ وهَكَّ إذا حذف به. وسَقْسَقَ العصفور: صَوَّت بصوت ضعيف؛ قال الشاعر: كم قَرْيةٍ سَقْسَقْتَها وبَعَرْتَها، فجعلْتُها لك كلَّها إقْطاعا وذكره الجوهري شقشق، بالشين.

سعسلق

قال ابن بري: السَّعْسَلِق أُمُّ السَّعالي؛ قال الأَعور بن براء:مُسْتَسْعِلات كسَعالي سَعْسَلِقْ

سلمق

أَبو عمرو: يقال للعجوز سَلْمَق وسَمْلَق وشَمْلَق وشَلْمَق، كله مقول.

سمق

السَّمْقُ: سَمْقُ النبات إذا طال، سمَق النبتُ والشجر والنخل يَسْمُق سَمْقاً وسُموقاً، فهو سامِق وسَمِيقٌ: ارتفع وعلا وطال. ونخلة سامقة: طويلة جدّاً. والسَّمِيقان: عُودانِ في النِّير قد لُوقِيَ بين طرفيهما يحيطان بعُنق الثور كالطوق لُوقِيَ بين طرفيهما تحت غَبْغَب الثَّورْ وأُسِرا بخيط، والجمع الأَسْمِقة: خشبات يدخلن في الآلة التي يُنْقَل عليها اللِّبِنُ. والسِّمِقُّ: الطويل من الرجال؛ عن كراع. وكذِبٌ سماقٌ: خالص بَحْت؛ قال القُلاخ بن حزن: أَبْعَدَكُنَّ اللهُ مِنْ نِياقِ، إن لم تُنَجِّينَ من الوِثاقِ، بأرْبَعٍ من كَذِبٍ سُماقِ ويقال: أُحِبُّك حُبّاً سماقاً أَي خالصاً، والميم مخففة. والسمَّاق، بالتشديد: من شجر القِفاف والجبال وله ثمر حامض عناقيدُ فيها حَبُّ صغار يطبخ؛ حكاه أَبو حنيفة، قال: ولا أَعلمه ينبت بشيء من أَرض العرب إلا ما كان بالشأم، قال: وهو شديد الحمرة. التهذيب: وأما الحبَّة الحامضة التي يقال لها العَبْرَب فهو السُّمّاق، الواحدة سُمّاقة. وقِدر سُمّاقِيّة وتصغيرها سُمَيْمِقَة وعَبْرَبِيّة وعَرَبْرَبِيّة بمعنى واحد.

سمحق

السِّمْحاق: جلدة رقيقة فوق قِحْف الرأس إذا انتهت الشجّة إليها سميت سِمْحاقاً، وكل جلدة رقيقة تشبهها تسمى سِمْحاقاً نحو سَماحِيق السَّلا على الجنين. ابن سيده: السِّمْحاق من الشِّجاج التي بينها وبين العظم قشرة رقيقة، وفي التهذيب: جلدة رقيقة، وكل قشرة رقيقة سِمْحاق، وقيل: السِّمْحاق من الشِّجاج التي بلغت السِّحاءة بين العظم واللحم، وتلك السَّحاءة تسمى السِّمْحاق، وقيل: السِّمْحاق الجلدة التي بين العظم وبين اللحم فوق العظم ودون اللحم، ولكل عظم سمحاق، وقيل: هي الشجة التي تبلغ تلك القِشرة حتى لا يبقى بين اللحم والعظم غيرها، وفي السماء سَماحيقُ من غيم، وعلى ثَرْب الشاة سماحيقُ من شحم أي شيء رقيق كالقشرة، وكلاهما على التشبيه. والسِّمْحاق: أثر الختان. الليث: والسُّمْحوق الطويل الدقيق؛ قال الأزهري: ولم أَسمع هذا الحرف في باب الطويل لغيره.

سمسق

السَّمْسَق: السِّمْسِم، وقيل: المَرْزَنْجوشْ. والسَّمْسَق: الياسمين، وقيل الآسُ، وقال الليث: سَمْسَق.

سملق

السَّمْلَق: الأَرض المستوية، وقيل: القَفْر الذي لا نبات فيه؛ قال عمارة: يَرْمِي بهِنَّ سَمْلَقٌ عن سَمْلَقِ وذكره الجوهري في سلق. والسَّمْلَق: القاع المستوي الأملس والأجْرَد لا شجر فيه وهو القَرِق؛ قال جميل: ألم تَسَلِ الرَّبْعَ القَدِيمَ فيَنْطِقُ؟ وهل تخْبِرَنْكَ اليومَ بَيْدارُ سَمْلقُ؟ وقال رؤبة: ومَخْفِق أَطْرافُه في مَخْفِقِ، أخْوَق من ذاكَ البَعِيد الأَخْوَقِ إذا انْفأَت أجوافُه عن سَمْلقِ، مَرَّت كجِلدِ الصَّرصَرانِ الأَمْهَقِ وفي حديث علي، رضوان الله عليه: ويَصير معْهدُها قاعاً سَمْلَقاً؛ هو الأَرض المستوية الجرداء التي لا شجر بها؛ وقول أَبي زبيد: فإلى الوَلِيدِ اليومَ حنَّتْ ناقتي، تَهْوي بمُغْبَرّ المُتونِ سَمالِقِ يجوز أن يكون أَراد بمُغْبَرّات المتون فوضع الواحد موضع الجمع ووصفه بالجمع، ويجوز أن يكون أَراد سَمْلَقاً فجعله سَمالِقَ كأَنَّ كل جزء منه سَمْلَقٌ. وامرأة سَمْلَقٌ: لا تَلِد، شُبَّهت بالأَرض التي لا تنبت؛ قال:مُقَرْقَمِينَ وعَجُوزاً سَمْلَقا وهو مذكورفي الشين. والسَّمْلَق والسَّمْلَقة: الرَّدِيئة في البُضْع. والسَّمْلَقةُ: التي لا إسْكتين لها. وكذِبٌ سَمَلّقٌ: خالص بَحْت؛ قال رؤبة: يَقْتَضِبُونَ الكذبَ السَّمَلَّقا أَبو عمرو: يقال للعجوز سَمْلَق وسَلْمَق وشمْلَق وشَلْمَق. وعجوز سَمْلَق: سيئة الخلق.

سنق

السَّنَقُ: البَشَمُ. أَبو عبيد: السَّنِقُ الشَّبْعان كالمُتَّخِم. سَنِقَ الرجلُ سَنَقاً، فهو سَنِقٌ وسَنق: بَشِم، وكذلك الدابة؛ يقال: شرب الفصيل حتى سَنِقَ، بالكسر، وهو كالتُّخَمَة. الليث: سَنِقَ الحمارُ وكل دابة سَنَقاً إذا أكل من الرُّطْب حتى أَصابه كالبَشَم، وهو الأَحمّ بعينه غير أن الأحمّ يستعمل في الناس، والفصيلُ إذا أكثر من اللبن يكاد يمرض؛ قال الأَعشى: ويأمُرُ لليَحْموم، كلَّ عَشِيّة، بِقَتٍّ وتَعْلِيقٍ، فقد كاد يَسْنَقُ وأَسْنَقَ فلاناً النعيمُ إذا قَرَّفَه، وقد سَنِقَ سَنَقاً؛ وقال لبيد يصف فرساً: فهو سَحّاجٌ مُدِلٌّ سنِقٌ، لاحِقُ البَطْنِ إذا يَعْدُو زَمَلْ والسُّنَّيْقُ: البيت المُجَصَّص. والسُّنَّيْقُ: البقرة؛ ولم يفسر أَبو عمروقول امرئ القيس: وسِنّ كسُنَّيْقٍ سَناءً وسُنَّماً، دَغَرْتُ بمِزْلاج الهجير نَهوضِ ويروى سَناماً وسُنَّماً، وفسره غيره فقال: هو جبل. التهذيب: وسُنَّيْق اسم أكمة معروفة؛ وأَورد بيت امرئ القيس. شمر: سُنَّيْقٌ جُمِعَ سُنَّيْقاتٍ وسَنانِيقَ وهي الآكام. وقال ابن الأعرابي: لا أدري ما سُنَّيْق. الأَزهري: جعل شمر سُنَّيقاً اسماً لكل أكمة وجعله نكرة مصروفة، قال: وإذا كان سُنَّيْق اسم أكمة بعينها فهي عندي غيرمجراة لأنها معرفة، وقد أجراها امرؤُ القيس وجعلها كالنكرة، وفي نسخة كالبقرة، على أن أن الشاعر إذا اضطر أجرى المعرفة التي لا تنصرف.

سندق

الفراء: سُنْدوق وصُنْدوق، ويجمع سَنادِيقَ وصَنادِيقَ.

سنسق

التهذيب في الرباعي: قال المبرد روي أن خالد ابن صفوان دخل على يزيد بن المهلب وهويتغدّى فقال: يا أبا صفوان، الغداءَ فقال أيها الأمير، لقد أكلت أكلة لستُ ناسِيَهَا، أتيتُ ضَيْعَتي إبّانَ العِمارةِ فَجُلْتُ فيها جولة، ثم مِلْت إلى غُرْفة هَفّافةٍ تخترقها الرياح فُرِشَت أرضُها بالرياحين: من بين ضَيْمَرَانٍ نافحٍ، وسَنْسَقٍ فائِحٍ، وأُتِيتُ بخُبزِ أرْزٍ كأنه قِطَع العقيق، وسمك بناني بِيض البطون سود المنون عراض السّرَر غلاظ القَصَر، ودُقَّة وخلٍّ ومُرِّيٍّ؛ قال المبرد: السَّْنسَقُ صغار الآس، والدُّقَّة المِلْح.

سهق

السَّهُوَق والسَّوْهَق: الريح الشديدة التي تَنْسِج العَجاجَ أَي تَسْفي؛ الأخيرة عن كراع. والسَّهْوَق: الرِّيّان من كل شيء قبل النماء. الليث: السَّهْوَق كل شيء تَرَّ وارْتوَى من سُوق الشجر؛ وأَنشد: وَظِيف أَزجّ الخطْوِ رَيْان سَهْوَق أَزجّ الخطو: بَعيد ما بين الطرفين مُقَوَّس. والسَّهْوَق: الطويل من الرجال ويستعمل في غيرهم؛ قال المرَّار الأَسدي: كأَنَّني فوقَ أَقَبَّ سَهْوَقٍ جَأبٍ، إذا عَشَّرَ، صاتي الإرْنان وأنشد يعقوب: فهي تُباري كلَّ سارٍ سَهْوَقِ، أَبَدَّ بَيْنَ الأُذُنَيْنِ أَفْرَقِ مؤجَّدِ المَتْنِ مِتَلٍّ مُطْرِقِ، لا يُؤدِمُ الحيَّ إذا لم يُغْبَقِ وخص بعضهم به الطويل الرجلين. والسَّهَوَّق كالسَّهْوق؛ عن الهجري؛ وأَنشد: منهن ذات عُنُقٍ سَهَوَّق وشجرة سَهْوَق: طويلة الساق. ورجل قَهْوَسٌ: طويل ضخم، والألفاظ الثلاثة بمعنى واحد في الطول والضَّخَم، والكلمة واحدة، إلا أنها قُدِّمَت وأخِّرت كما قالوا في كلامهم عَبَنْقاة وعَقَنْباة وبَعَنْقاة. والسَّوْهَق: الطويل كالسَّهْوَقِ. والسَّهْوَق: الكَذّاب. وساهُوق: موضع.

سوق

السَّوق: معروف. ساقَ الإبلَ وغيرَها يَسُوقها سَوْقاً وسِياقاً، وهو سائقٌ وسَوَّاق، شدِّد للمبالغة؛ قال الخطم القيسي، ويقال لأبي زغْبة الخارجي: قد لَفَّها الليلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ وقوله تعالى: وجاءت كلُّ نَفْسٍ معها سائقٌ وشَهِيد؛ قيل في التفسير: سائقٌ يَسُوقها إلى محشرها، وشَهِيد يشهد عليها بعملها، وقيل: الشهيد هو عملها نفسه، وأَساقَها واسْتاقَها فانْساقت؛ وأَنشد ثعلب: لولا قُرَيْشٌ هَلَكَتْ مَعَدُّ، واسْتاقَ مالَ الأَضْعَفِ الأَشَدُّ وسَوَّقَها: كساقَها؛ قال امرؤ القيس: لنا غَنَمٌ نُسَوِّقُها غِزارٌ، كأنَّ قُرونَ جِلَّتِها العِصِيُّ وفي الحديث: لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قَحْطان يَسُوق الناس بعَصاه؛ هو كناية عن استقامةِ الناس وانقيادِهم إليه واتِّفاقِهم عليه، ولم يُرِدْ نفس العصا وإنما ضربها مثلاً لاستيلائه عليهم وطاعتهم له، إلاّ أن في ذكرها دلالةً على عَسْفِه بهم وخشونتِه عليهم. وفي الحديث: وسَوَّاق يَسُوق بهن أي حادٍ يَحْدُو الإبلَ فهو يسُوقهن بحُدائِه، وسَوَّاق الإبل يَقْدُمُها؛ ومنه: رُوَيْدَك سَوْقَك بالقَوارير. وقد انْساقَت وتَساوَقَت الإبلُ تَساوُقاً إذا تتابعت، وكذلك تقاوَدَت فهي مُتَقاوِدة ومُتَساوِقة. وفي حديث أُم معبد: فجاء زوجها يَسُوق أعْنُزاً ما تَساوَقُ أي ما تتابَعُ. والمُساوَقة: المُتابعة كأنّ بعضَها يسوق بعضاً، والأصل في تَساوَقُ تتَساوَق كأَنَّها لضعفِها وفَرْطِ هُزالِها تتَخاذَلُ ويتخلَّفُ بعضها عن بعض. وساقَ إليها الصَّداق والمَهرَ سِياقاً وأَساقَه، وإن كان دراهمَ أَو دنانير، لأن أَصل الصَّداق عند العرب الإبلُ، وهي التي تُساق، فاستعمل ذلك في الدرهم والدينار وغيرهما. وساقَ فلانٌ من امرأته أي أعطاها مهرها. والسِّياق: المهر. وفي الحديث: أنه رأى بعبد الرحمن وَضَراً مِنْ صُفْرة فقال: مَهْيَمْ، قال: تزوَّجْتُ امرأة من الأَنصار، فقال: ما سُقْتَ إليها؟ أَي ما أَمْهَرْتَها، قيل للمهر سَوْق لأن العرب كانوا إذا تزوجوا ساقوا الإبل والغنم مهراً لأَنها كانت الغالبَ على أموالهم، وضع السَّوق موضع المهر وإن لم يكن إبلاً وغنماً؛ وقوله في رواية: ما سُقْتُ منها، بمعنى البدل كقوله تعالى: ولو نشاء لَجَعَلْنا منكم ملائكة في الأرض يََخْلفقون؛ أي بدلكم. وأَساقه إبلاً: أَعطاه إياها يسُوقها. والسَّيِّقةُ: ما اختَلَس من الشيء فساقَه؛ ومنه قولهم: إنما ابنُ آدم سَيِّقةٌ يسُوقُه الله حيث شاء وقيل: السَّيِّقةُ التي تُساقُ سوْقاً؛ قال: وهل أنا إلا مثْل سَيِّقةِ العِدا، إن اسْتَقْدَمَتْ نَجْرٌ، وإن جبّأتْ عَقْرُ؟ ويقال لما سِيقَ من النهب فطُرِدَ سَيِّقة، وأَنشد البيت أيضاً: وهل أنا إلا مثل سيِّقة العدا الأَزهري: السِّيَّقة ما اسْتاقه العدوُّ من الدواب مثل الوَسِيقة. الأَصمعي: السَّيقُ من السحاب ما طردته الريح، كان فيه ماء أَو لم يكن، وفي الصحاح: الذي تَسوقه الريح وليس فيه ماء. وساقةُ الجيشُ: مؤخَّرُه. وفي صفة مشيه، عليه السلام: كان يَسُوق أَصحابَه أَي يُقَدِّمُهم ويمشي خلفم تواضُعاً ولا يَدع أحداً يمشي خلفه. وفي الحديث في صفة الأَولياء: إن كانت الساقةُ كان فيها وإن كان في الجيش (* قوله «في الجيش» الذي في النهاية: في الحرس، وفي ثابتة في الروايتين). كان فيه الساقةُ؛ جمع سائق وهم الذين يَسُوقون جيش الغُزاة ويكونون مِنْ ورائه يحفظونه؛ ومنه ساقةُ الحاجّ. والسَّيِّقة: الناقة التي يُسْتَتَرُ بها عن الصيد ثم يُرْمَى؛ عن ثعلب. والمِسْوَق: بَعِير تستتر به من الصيد لتَخْتِلَه. والأساقةُ: سيرُ الرِّكابِ للسروج. وساقَ بنفسه سياقاً: نَزَع بها عند الموت. تقول: رأيت فلاناً يَسُوق سُوُقاً أي يَنْزِع نَزْعاً عند الموت، يعني الموت؛ الكسائي: تقول هو يَسُوق نفْسَه ويَفِيظ نفسَه وقد فاظت نفسُه وأَفاظَه الله نفسَه. ويقال: فلان في السِّياق أي في النَّزْع. ابن شميل: رأيت فلاناً بالسَّوْق أي بالموت يُساق سوقاً، وإنه نَفْسه لتُساق. والسِّياق: نزع الروح. وفي الحديث: دخل سعيد على عثمان وهو في السَّوْق أي النزع كأَنّ روحه تُساق لتخرج من بدَنه، ويقال له السِّياق أيضاً، وأَصله سِواق، فقلبت الواو ياء لكسرة السين، وهما مصدران من ساقَ يَسُوق. وفي الحديث: حَضَرْنا عمرو بن العاصِ وهو في سِياق الموت. والسُّوق: موضع البياعات. ابن سيده: السُّوق التي يُتعامل فيها، تذكر وتؤنث؛ قال الشاعر في التذكير: أَلم يَعِظِ الفِتْيانَ ما صارَ لِمَّتي بِسُوقٍ كثيرٍ ريحُه وأَعاصِرُهْ عَلَوْني بِمَعْصوبٍ، كأَن سَحِيفَه سَحيفُ قُطامِيٍّ حَماماً يُطايِرُهْ المَعْصوب: السوط، وسَحِيفُه صوته؛ وأَنشد أَبو زيد: إنِّي إذالم يُنْدِ حَلْقاً رِيقُه، ورَكَدَ السَّبُّ فقامت سُوقُه، طَبٌّ بِإهْداء الخنا لبِيقُه والجمع أسواق. وفي التنزيل: إلا إِنَّهم ليأكلون الطعام ويَمْشُون في الأَسْواق؛ والسُّوقة لغة فيه. وتَسَوَّق القومُ إذا باعوا واشتَروا. وفي حديث الجُمعة: إذا جاءت سُوَيْقة أي تجارة، وهي تصغير السُّوق، سميت بها لأن التجارة تجلب إليها وتُساق المَبيعات نحوَها. وسُوقُ القتالِ والحربِ وسوقَتُه: حَوْمتُه، وقد قيل: إن ذلك مِنْ سَوْقِ الناس إليها. الليث: الساقُ لكل شجرة ودابة وطائر وإنسان. والساقُ: ساقُ القدم. والساقُ من الإنسان: ما بين الركبة والقدم، ومن الخيل والبغال والحمير والإبل: ما فوق الوَظِيف، ومن البقر والغنم والظباء: ما فوق الكُراع؛ قال: فَعَيْناكِ عَيْناها، وجِيدُك جِيدُها، ولكنّ عَظْمَ السَّاقِ منكِ رَقيقُ وامرأة سوْقاء: تارّةُ الساقين ذات شعر. والأَسْوَق: الطويل عَظْمِ الساقِ، والمصدر السَّوَق؛ وأَنشد: قُبُّ من التَّعْداءِ حُقْبٌ في السَّوَقْ الجوهري: امرأة سَوْقاء حسنَة الساقِ. والأَسْوَقُ: الطويل الساقين؛ وقوله: للْفَتى عَقْلٌ يَعِيشُ به، حيث تَهْدِي ساقَه قَدَمُهْ فسره ابن الأَعرابي فقال: معناه إن اهتدَى لرُشْدٍ عُلِمَ أنه عاقل، وإن اهتدى لغير رشدٍ علم أَنه على غير رُشْد. والساقُ مؤنث؛ قال الله تعالى: والتفَّت الساقُ بالساق؛ وقال كعب بن جُعَيْل: فإذا قامَتْ إلى جاراتِها، لاحَت الساقُ بُخَلْخالٍ زَجِلْ وفي حديث القيامة: يَكْشِفُ عن ساقِه؛ الساقُ في اللغة الأمر الشديد، وكَشْفُه مَثَلٌ في شدة الأمر كما يقال للشحيح يدُه مغلولة ولا يدَ ثَمَّ ولا غُلَّ، وإنما هو مَثَلٌ في شدّة البخل، وكذلك هذا. لا ساقَ هناك ولا كَشْف؛ وأَصله أَن الإنسان إذا وقع في أمر شديد يقال: شمَّر ساعِدَه وكشفَ عن ساقِه للإهتمام بذلك الأمر العظيم. ابن سيده في قوله تعالى: يوم يُكشَف عن ساقٍ، إنما يريد به شدة الأمر كقولهم: قامت الحربُ على ساق، ولسنا ندفع مع ذلك أَنَ الساق إذا أُريدت بها الشدة فإنما هي مشبَّهة بالساق هي التي تعلو القدم، وأَنه إنما قيل ذلك لأن الساقَ هذه الحاملة للجُمْلة والمُنْهِضَةُ لها فذُكِرت هنا لذلك تشبيهاً وتشنيعاً؛ وعلى هذا بيت الحماسة لجدّ طرفة: كَشَفَتْ لهم عن ساقِها، وبدا من الشرَّ الصُّراحْ وقد يكون يُكْشَفُ عن ساقٍ لأن الناس يَكِشفون عن ساقِهم ويُشَمِّرون للهرب عند شدَّة الأَمر؛ ويقال للأَمر الشديد ساقٌ لأن الإنسان إذا دَهَمَتْه شِدّة شَمّر لها عن ساقَيْه، ثم قيل للأَمر الشديد ساقٌ؛ ومنه قول دريد: كَمِيش الإزار خارِجِ نصْفُ ساقِه أَراد أَنه مشمر جادٌّ، ولم ييرد خروج الساق بعينها؛ ومنه قولهم: ساوَقَه أي فاخَرة أَيُّهم أَشدّ. وقال ابن مسعود: يَكْشِفُ الرحمنُ جلّ ثناؤه عن ساقِه فَيَخِرّ المؤمنون سُجَّداً، وتكون ظهورُ المنافقين طَبَقاً طبقاً كان فيها السَّفافيد. وأَما قوله تعالى: فَطِفقَ مَسْحاً بالسُّوق والأَعْناق، فالسُّوق جمع ساقٍ مثل دارٍ ودُورٍ؛ الجوهري: الجمع سُوق، مثل أَسَدٍ وأُسْد، وسِيقانٌ وأَسْوقٌ؛ وأَنشد ابن بري لسلامة بن جندل: كأنّ مُناخاً، من قُنونٍ ومَنْزلاً، بحيث الْتَقَيْنا من أَكُفٍّ وأَسْوُقِ وقال الشماخ: أَبَعْدَ قَتِيلٍ بالمدينة أَظْلَمَتْ له الأَرضُ، تَهْتَزُّ العِضاهُ بأَسْوُقِ؟ فأَقْسَمْتُ لا أَنْساك ما لاحَ كَوكَبٌ، وما اهتزَّ أَغصانُ العِضاهِ بأَسْوُقِ وفي الحديث: لا يسْتَخرجُ كنْزَ الكعبة إلا ذو السُّوَيْقَتَيْنِ؛ هما تصغير الساق وهي مؤنثة فذلك ظهرت التاء في تصغيرها، وإنما صَغَّر الساقين لأن الغالب على سُوق الحبشة الدقَّة والحُموشة. وفي حديث الزِّبْرِقان: الأَسْوَقُ الأَعْنَقُ؛ هو الطويل الساق والعُنُقِ. وساقُ الشجرةِ: جِذْعُها، وقيل ما بين أَصلها إلى مُشَعّب أَفنانها، وجمع ذلك كله أَسْوُقٌ وأَسْؤُقٌ وسُوُوق وسؤوق وسُوْق وسُوُق؛ الأَخيرة نادرة، توهموا ضمة السين على الواو وقد غلب ذلك على لغة أبي حيَّة النميري؛ وهَمَزَها جرير في قوله:أَحَبُّ المُؤقدانِ إليك مُؤسي وروي أَحَبُّ المؤقدين وعليه وجّه أَبو علي قراءةَ من قرأَ: عاداً الأؤْلى. وفي حديث معاوية: قال رجل خاصمت إليه ابنَ أخي فجعلت أَحُجُّه، فقال: أَنتَ كما قال: إني أُتيحُ له حِرْباء تَنْضُبَةٍ، لا يُرْسِلُ الساقَ إلا مُمْسِكاً ساقا (* قوله «إِني أُتيح له إلخ» هو هكذا بهذا الضبط في نسخة صحيحة من النهاية). أَراد بالساق ههنا الغصن من أَغصان الشجرة؛ المعنى لا تَنْقضِي له حُجّة إلا تَعَلَّق بأُخرى، تشبيهاً بالحِرْباء وانتقاله من غُصنٍ إلى غصن يدور مع الشمس. وسَوَّقَ النَّبتُ: صار له ساقٌ؛ قال ذو الرمة: لها قَصَبٌ فَعْمٌ خِدالٌ، كأنه مُسَوِّقُ بَرْدِيٍّ على حائرٍغَمْرِ وساقَه: أَصابَ ساقَه. وسُقْتُه: أصبت ساقَه. والسَّوَقُ: حُسْن الساقِ وغلظها، وسَوِق سَوَقاً وهو أَسْوَقُ؛ وقول العجاج: بِمُخْدِرٍ من المَخادِير ذَكَرْ، يَهْتَذُّ رَدْمِيَّ الحديدِ المُسْتَمرْ، هذَّك سَوَّاقَ الحَصادِ المُخْتَضَرْ الحَصاد: بقلة يقال لها الحَصادة. والسَّوَّاقُ: الطويل الساق، وقيل: هو ما سَوَّقَ وصارعلى ساقٍ من النبت؛ والمُخْدِرُ: القاطع خِدْرَه، وخَضَرَه: قَطَعه؛ قال ذلك كله أَبو زيد، سيف مُخْدِر. ابن السكيت: يقال ولدت فلانةُ ثلاثةَ بنين على ساقٍ واحدة أي بعضهم على إثر بعض ليس بينهم جارية؛ ووُلِدَ لفلان ثلاثةُ أولاد ساقاً على ساقٍ أي واحد في إثر واحد، وولَدَتْ ثلاثةً على ساقٍ واحدة أي بعضُهم في إثر بعض ليست بينهم جارية، وبنى القوم بيوتَهم على ساقٍ واحدة، وقام فلانٌ على ساقٍ إذا عُنِيَ بالأَمر وتحزَّم به، وقامت الحربُ على ساقٍ، وهو على المَثَل. وقام القوم على ساقٍ: يراد بذلك الكد والمشقة. وليس هناك ساقٌ، كما قالوا: جاؤوا على بَكْرة أَبيهم إذا جاؤوا عن آخرِهم، وكما قالوا: شرٌّ لا يُنادى وَليدُه. وأَوهت بساق أي كِدْت أَفعل؛ قال قرط يصف الذئب: ولكِنّي رَمَيْتُك منْ بعيد، فلم أَفْعَلْ، وقد أَوْهَتْ بِساقِ وقيل: معناه هنا قربت العدّة. والساق: النَّنْفسُ؛ ومنه قول عليّ، رضوان الله عليه، في حرب الشُّراة: لا بُدَّ لي من قتالهم ولو تَلِفَت ساقي؛ التفسير لأَبي عمر الزاهد عن أَبي العباس حكاه الهروي. والساقُ: الحمام الذكر؛ وقال الكميت: تغْريد ساقٍ على ساقٍ يُجاوِبُها، من الهَواتف، ذاتُ الطَّوْقِ والعُطُل عنى بالأَول الوَرَشان وبالثاني ساقَ الشجرة، وساقُ حُرٍّ: الذكر من القَمارِيّ، سمي بصوته؛ قال حميد بن ثور: وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إلا حمامةٌ دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحةً وتَرنُّما ويقال له أيضاً السَّاق؛ قال الشماخ: كادت تُساقِطُني والرَّحْلَ، إذ نَطَقَتْ حمامةٌ، فَدَعَتْ ساقاً على ساقِ وقال شمر: قال بعضهم الساقُ الحمام وحُرٌّ فَرْخُها. ويقال: ساقُ حُرٍّ صوت القُمْريّ. قال أَبو منصور: السُّوقة بمنزلة الرعية التي تَسُوسُها الملوك، سُمُّوا سُوقة لأن الملوك يسوقونهم فينساقون لهم، يقال للواحد سُوقة وللجماعة سُوقة. الجوهري: والسُّوقة خلاف المَلِك، قال نهشل بن حَرِّيٍّ: ولَمْ تَرَعَيْني سُوقةً مِثْلَ مالِكٍ، ولا مَلِكاً تَجْبي إليه مَرازِبُهْ يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث والمذكر؛ قالت بنت النعمان بن المنذر: فَبينا نَسُوس الناسَ والأمْرُ أَمْرُنا، إذا نحنُ فيهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ أَي نخْدُم الناس، قال: وربما جمع على سُوَق. وفي حديث المرأة الجَوْنيَّة التي أَراد النبي، ﷺ، أَن يدخل بها: فقال لها هَبي لي نَفْسَك، فقالت: هل تَهَبُ المَلِكةُ نَفْسَها للسُّوقة؟ السُّوقةُ من الناس: الرعية ومَنْ دون الملِك، وكثير من الناس يظنون أَن السُّوقة أَهل الأَسْواق. والسُّوقة من الناس: من لم يكن ذا سُلْطان، الذكر والأُنثى في ذلك سواء، والجمع السُّوَق، وقيل أَوساطهم؛ قال زهير: يَطْلُب شَأو امْرأَين قَدَّما حَسَناً، نالا المُلوكَ وبَذَّا هذه السُّوَقا والسَّوِيق: معروف، والصاد فيه لغة لمكان المضارعة، والجمع أَسْوِقة. غيره: السَّوِيق ما يُتَّخذ من الحنطة والشعير. ويقال: السَّويقُ المُقْل الحَتِيّ، والسَّوِيق السّبِق الفَتِيّ، والسَّوِيق الخمر، وسَوِيقُ الكَرْم الخمر؛ وأَنشد سيبويه لزياد الأَعْجَم: تُكَلِّفُني سَوِيقَ الكَرْم جَرْمٌ، وما جَرْمٌ، وما ذاكَ السَّويقُ؟ وما عرفت سَوِيق الكَرْمِ جَرْمٌ، ولا أَغْلَتْ به، مُذْ قام، سُوقُ فلما نُزِّلَ التحريمُ فيها، إذا الجَرْميّ منها لا يُفِيقُ وقال أَبو حنيفة: السُّوقةُ من الطُّرْثوث ما تحت النُّكَعة وهو كأَيْرِ الحمار، وليس فيه شيء أَطيب من سُوقتِه ولا أَحلى، وربما طال وربما قصر. وسُوقةُ أَهوى وسُوقة حائل: موضعان؛ أَنشد ثعلب: تَهانَفْتَ واسْتَبْكاكَ رَسْمُ المَنازِلِ، بسُوقةِ أَهْوى أَو بِسُوقةِ حائِلِ وسُوَيْقة: موضع؛ قال: هِيْهاتَ مَنْزِلُنا بنَعْفِ سُوَيْقةٍ، كانت مُباركةً من الأَيّام وساقان: اسم موضع. والسُّوَق: أَرض معروفة؛ قال رؤبة: تَرْمِي ذِراعَيْه بجَثْجاثِ السُّوَقْ وسُوقة: اسم رجل.

سوذق

السَّوْذَق والسَّوْذَنِيق والسُّوذانِق: الصَّقر، وقيل الشاهين؛ قال لبيد: وكأنِّي مُلْجِمٌ سُوذانِقاً أجْدَلِيّاً، كَرُّه غير وَكِلْ والسَّوْذَق والسَّوْذَنِيق، والسين فيهما بالفتح، وربما قالوا سَيْذَنوق؛ وأَنشد النضر بن الشميل: وحادِياً كالسَّيْذَنوق الأَزْرَقِ والسُّوذانِق، بضم السين وكسر النون. أَبو عمرو: السَّوْذَق الشاهين، والسَّوْذَق السِّوار؛ وأَنشد: ترى السَّوْذَقَ الوضَّاح منها بِمِعْصَمٍ نَبِيل، ويأبى الحَجْلُ أن يَتَقَدَّما ابن الأَعرابي: السَّوْذَقيّ النشيط الحَذِر المحتال. والسَّذَق: ليلة الوَقود، وجمع ذلك فارسي معرب.

سبك

سَبَك الذهبَ والفضة ونحوه من الذائب يسبُكهُ ويسبِكُه سَبْكاً وسَبَّكه: ذَوَبه وأفرغه في قالبٍ. والسَّبِيكَةُ:القِطْعة المُذوَّبة منه، وقد انسبَكَ. الليث: السَّبْكُ تَسْبِيكُ السَّبيكَةِ من الذهب والفضة يُذابُ ويُفْرَغُ في مَسْبَكة من حديد كأَنها شِقُّ قَصَبَة، والجمع السَّبائِكُ. وفي حديث ابن عمر: لو شِئْتُ لمَلأْت ُالرِّحابَ صَلائق وسبَائك أي ما سُبِكَ من الدّقيق ونُخِلَ فأُخذ خالصه يعني الحُوَّارى، وكانوا يسمون الرُّقاقَ السَّبائك.

سحك

المُسْحَنْكِكُ من كل شيء:الشديد السواد، قال سيبويه: لا يستعمل إلا مزيداً، وفي حديث خزيمة والعِضاه مُسْحَنْكِكاً. واسْحَنْكك الليلُ إذا اشتدت ظلمته، ويروى مُسْتَحْنِكاً أي مُنْقَلِعاً من أَصله. وشعَر سُحْكوك: أسود؛ قال ابن سيده: وأَرى هذا اللفظ على هذا البناء لم يستعمل إلا في الشعر؛ قال: تَضْحَكُ مني شَيْخةٌ ضَحُوكُ واسْتَنْوَكَتْ، وللشَّبابِ نُوكُ، وقد يَشِيبُ الشَّعَرُ السُّحْكوكُ قال ابن الأعرابي: أسودُ سُحْكوك وحُلْكوكٌ. قال الأزهري: ومُسْحَنْكك مُفْعَنْلِلٌ من سَحَك. واسْحَنْكَك الليلُ أَي أَظلم. وفي حديث المُحْرَقِ: إذا مت فاسْحَكوني أَو قال اسْحَقوني؛ قال ابن الأثير: هكذا جاء في رواية وهما بمعنى، وقال بعضهم: اسْهَكوني بالهاء، وهو بمعناه؛ الأَزهري: أَصل هذا الحرف ثلاثي صار خماسيّاً بزيادة نون وكاف، وكذلك ما أشبه من الأَفعال.

سدك

سَدِكَ به، بالكسر، سَدْكاً وسَدَكاً، فهو سَدِكٌ ولَكِيَ به لَكىً: لزمه. والسَّدِكُ: المُولَعُ بالشيء، طائية؛ قال بعض محرِّمي الخمر على نفسه في الجاهلية: ووَزَّعْتُ القِداحَ، وقد أَراني بها سَدِكاً، وإن كانَتْ حَراما أَراد بالقداح هنا جمع القَدَح المشروب به. ورجل سَدِكٌ: خفيف اليدين في العمل. ورجل سَدكٌ بالرُّمح: طَعَّان به رَفيف سريع. قال الأَزهري: وسمعت أَعرابيّاً يقول سَدَّك فلانٌ جِلالَ التمر تَسْديكاً إذا نَضَّدَ بعضَها فوق بعض، فهي مُسَدَّكة. سرك: السَّرْوَكَةُ: رداءة المشيء وإبطاء فيه من عَجَف أَو إعياء، وقد سَرْوَكَ. ابن الأَعرابي: سَرِكَ الرجلُ إذا ضعف بدنه بعد قوَّة. ابن السكيت: تَسارَكْتُ في المشي وتَسَرْوَكْتُ وسَرْوَكْتُ، وهما رداءة المشي من عَجَفٍ وإعياء.

سرك

السَّرْوَكَةُ: رداءة المشيء وإبطاء فيه من عَجَف أَو إعياء، وقد سَرْوَكَ. ابن الأَعرابي: سَرِكَ الرجلُ إذا ضعف بدنه بعد قوَّة. ابن السكيت: تَسارَكْتُ في المشي وتَسَرْوَكْتُ وسَرْوَكْتُ، وهما رداءة المشي من عَجَفٍ وإعياء.

سفك

السَّفْكُ: صَبُّ الدم ونَثْرُ الكلام. وسَفَك الدمَ والدمعَ يَسْفِكُه سَفْكاً، فهو مَسْفوك وسَفِيك: صبه وهَراقَه، وكأَنه بالدم أَخص. وفي الحديث: أَن يَسْفكُوا دماءَهم؛ السَّفْك: الإراقة والإجراء لكل مائع، وقد انْسَفَك؛ ورجل سَفَّاك للدماء سَفَّاك للكلام. والسَّفَّاك: السَّفَّاح وهو القادر على الكلام. وسَفَكَ الكلام يَسْفِكه سَفْكاً:نَثَره. ورجل مِسْفَكَ: كثير الكلام. وخطيب سَفَّاك: سَفَّاك: بليغ كَسهَّاك؛ كلاهما عن كراع. ورجل سَفَّاك بالكلام وسَفْوك: كذَّاب. والسُّفْكَة: ما يُقَدَّم إلى الضيف مثل اللُّمْجة، يقال: سَفِّكُوه ولَمَّجُوه. ومن أسماء النفس: السَّفُوك والجائشة والطَّموح.

سكك

السَّكَكُ: الصَّمَمُ، وقيل: السَّكَك صِغَر الأُذن ولزوقها بالرأْس وقِلََّة إشرافها، وقيل: قِصَرها ولصوقها بالخُشَشاء، وقيل: هو صِغر فوق الأُذن وضيقُ الصِّماخ، وقد وصف به الصَّمَمُ، يكون ذلك في الآدميين وغيرهم، وقد سَكَّ سَكَكاً وهو أَسَكُّ؛ قال الراجز: ليلةُ حَكٍّ ليس فيها شَكُّ، أَحُكُ حتى ساعِدي مُنْفَكُّ، أَسْهَرَنِي الأسَيْوِدُ الأسَكُّ يعني البراغيث، وأَفرده على إرادة الجنس. والنَّعامُ كلُّها سُكٌّ وكذلك القطا؛ ابن الأَعرابي: يقال للقطاة حَذَّاءُ لِقصَر ذنبها، وسَكَّاءُ لأَنه لا أُذن لها، وأَصل السَّكَك الصَّمَمُ؛ وأَنشد: حَذَّاءُ مُدْبِرَةً، سَكَّاءُ مُقْبِلَةً، للماء في النحر منها نَوْطَةٌ عَجَبُ وقوله: إنَّ بَني وَقْدانَ قومٌ سُكُّ مثلُ النِّعامِ، والنعامُ صُكُّ سُكٌّ أَي صُمُّ. الليث: يقال ظليم أَسَكُّ لأنه لا يسمع؛ قال زهير: أَسَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنينِ أَجْنَى، له بالسِّيّ تَنُّومٌ وآءُ (* وروي في ديوان زهير: أصكّ بدل أسكُّ). واسْتَكَّتْ مسامعه إذا صَمَّ. ويقال: ما اسْتَكَّ في مَسامِعي مثلُه أَي ما دَخَلَ. وأُذن سَكَّاء أي صغيرة. وحكى ابن الأَعرابي: رجل سُكاكة لصغير الأُذن، قال: والمعروف أَسَكّ. ابن سيده: والسُّكاكة الصغير الأذنين؛ أَنشد ابن الأَعرابي: يا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدافى واسِجِ، سُكاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفَانِجِ ويقال: كلُّ سَكَّاءَ تَبِيضُ وكل شَرْفاء تَلِدُ، فالسَّكَّاء: التي لا أُذن لها، والشَّرْفاء: التي لها أُذن وإن كانت مشقوقة. ويقال: سَكَّة يَسُكّه إذا اصطَلم أُذنيه. وفي الحديث: أَنه مَرَّ بِجَدي أَسَكَّ أَي مُصْطَلِم الأُذنين مقطوعهما. واسْتَكَّتْ مَسامِعُه أَي صَمَّت وضاقت؛ ومنه قول النابغة الذبياني: أَتاني، أَبَيْتَ اللَّعْنَ أَنك لُمْتَني، وتِلْكَ التي تَسْتَكُّ منها المَسامِعُ وقال عَبيدُ بن الأَبرص: دَعا معَاشِرَ فاسْتَكَّتْ مَسامِعُهم، يا لَهْفَ نفْسيَ، لو يَدْعُو بني أَسَدِ وفي حديث الخُدْرِي: أنه وضَع يديه على أُذنيه وقال اسْتَكَّتا إن لم أَكن سمعت النبي، ﷺ، يقول: الذهبُ بالذهب، أَي صَمَّتا. والاسْتِكاكُ: الصَّمَمُ وذهاب السمع. وسَكَّ الشيءَ يَسُكُّه سَكّاً فاسْتَكَّ: سَدَّه فانسَدَّ. وطريق سُكُّ: ضَيِّق مُنْسَدّ؛ عن اللحياني. وبئر سَكٌّ وسُكُّ: ضيقة الخرق، وقيل: الضيقة المَحْفرِ من أَولها إلى آخرها؛ أَنشد ابن الأَعرابي: ماذا أُخَشَّى من قَلِيبٍ سُكِّ، يَأْسَنُ فيه الوَرَلُ المُذَكِّي؟ وجمعها سِكَاكٌ. وبئر سَكُوك: كَسُكٍّ. الأَصمعي: إذا ضاقت البئر فهي سُكُّ؛ وأَنشد: يُجْبَى لَها على قَلِيبٍ سُكِّ الفراء: حفروا قليباً سُكّاً، وهي التي أُحْكِم طَيُّها في ضيق. والسُّكُّ من الرَّكايا: المستويةُ الجِرَاب والطيّ. والسُّكُّ، بالضم: البئر الضيقة من أَعلاها إلى أَسفلها؛ عن أَبي زيد. والسُّكُّ: جُحْر العقرب وجُحْرُ العنكبوت لضيقه. واسْتَكَّ النبتُ أَي التف وانْسَدَّ خَصاصُه. الأَصمعي: اسْتَكَّتِ الرياضُ إذا التفّت؛ قال الطرماح يصف عَيْراً: صُنْتُعُ الحاجِبَيْنِ، خَرَّطَه البَقْـ لُ بَديّاً، قَبْل اسْتِكاكِ الريِّاضِ والسَّكُّ: تَضْبِيبُك البابَ أَو الخشبَ بالحديد، وهو السَّكِّيُّ والسَّكُّ. والسَّكِّيّ: المسمارُ؛ قال الأَعشى: ولا بُدَّ من جارٍ يُجِيرُ سَبِيلَها، كما سَلَكَ السَّكِّيَّ في البابِ فيَتْقُ ويروى السَّكِّيّ بالكسرِ، وقيل: هو المسمار، وقيل الدينار، وقيل البَرِيدُ، والفَيْتَقُ النَّجَّارُ، وقيل الحَدَّاد، وقيل البَّواب، وقيل المَلِكُ. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: أَنه خطب الناس على منبر الكوفة وهو غير مَسْكُوك أَي غير مُسمَّرٍ بمسامير الحديد، ويروى بالشين، وهو المشدود؛ وقال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة يصف درعاً: بَيْضَاءُ لا تُرْتَدَى إلاّ إلى فَزَعٍ، من نَسْجِ داودَ، فيها السَّكُّ مَقْتُورُ والمَقْتُور: المُقَدَّر، وجمعه سُكُوكِ وسِكَاك. والسُّكُّ: الدِّرع الضيقة الحَلَقِ. ودِرْعٌ سُكُّ وسَكَّاءٌ: ضيقة الحَلعق. والسِّكَّةُ: حديدة قد كتب عليها يضرب عليها الدراهم وهي المنقوشة. وفي الحديث عن النبي، ﷺ: أَنه نهى عن كَسْرِ سِكَّةِ المسلمين الجائزة بينهم إلاَّ من بأس؛ أَراد بالسِّكَّة الدينارَ والدرهمَ المضروبين، سمي كل واحد منهما سِكَّة لأَنه طبع بالحديدة المُعَلِّمة له، ويقال له السَّكُّ، وكل مسار عند العرب سَكٌّ؛ قال امرؤُ القيس يصف درعاً: ومَشْدُودَةَ السَّكِّ مَوْضُونَةً، تَضَاءَلُ في الطَّيِّ كالمِبْرَدِ قوله ومشدودة منصوب لأنه معطوف على قوله: وأَعْدَدتُ للحرب وَثّابةً، جَوادَ المَحَثَّةِ والمِرْوَدِ وسِكَّةُ الحَرَّاثِ: حديدةُ الفَدَّانِ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: ما دَخَلتِ السِّكَّةُ دارَ قوم إلاَّ ذَلُّوا. والسَّكَّة في هذا الحديث: الحديدة التي يحرث بها الأرض، وهي السِّنُّ واللُّؤمَةُ، وإنما قال ﷺ، إنها لا تدخل دار قوم إلا ذلوا كراهة اشتغال المهاجرين والمسلمين عن مجاهدة العدوّ بالزراعة والخفض، وإنهم إذا فعلوا ذلك طولبوا بما يلزمهم من مال الفَيْء فَيَلْقَوْنَ عَنَتاً من عُمَّال الخراج وذلاً من الإلزامات، وقد عَلِمَ، عليه السلام، ما يلقاه أصحاب الضِّيَاعِ والمزارع من عَسْفِ السلطان وإِيجابه عليهم بالمطالبات، وماينالهم من الذلِّ عند تغير الأحوال بعده، وقريب من هذا الحديث قوله في الحديث الآخر: العِزُّ في نواصي الخيل والذل في أَذناب البقر، وقد ذكرت السِّكَّة في ثلاثة أَحاديث بثلاثة معان مختلفة. والسِّكَّةُ والسِّنَّةُ: المَأنُ الذي تحرث به الأرض. ابن الأعرابي: السُّكُّ لُؤمُ الطبع. يقال: هو بسُكَّ طَبْعِه يفعل ذلك. وسَكَّ إذا ضَيَّق، وسَكَّ إذا لَؤُمَ. والسِّكَّة: السطر المصطف من الشجر والنخيل، ومنه الحديثُ المأثورُ: خير المال سِكَّةٌ مأبُورَةٌ ومُهْرَةٌ مأمُورة؛ المأبورة: المُصْلَحة المُلْقَحَة من النخل، والمأمورة: الكثيرة النِّتاجِ والنسل، وقيل: السِّكَّة المأبورة هي الطريق المستوية المصطفة من النخل، والسَّة الزُّقاقُ، وقيل: إنما سميت الأزِقَّةُ سِكَكاً لاصطفاف الدُّور فيها كطرائق النخل. وقال أبو حنيفة: كان الأصمعي يذهب في السِّكَّةِ المأبورة إلى الزرع ويجعل السكة هنا سكة الحرَّاث كأَنه كنى بالسكة عن الأرض المحروثة، ومعنى هذا الكلام خير المال نتاج أو زرع، والسِّكَّة أَوسع من الزُّقاقِ، سميت بذلك لاصطفاف الدور فيها على التشبيه بالسِّكَّةِ من النخل. والسِّكَّةُ: الطريق المستوي، وبه سميت سِكَكُ البَرِيدِ؛ قال الشَّمَّاخ: حَنَّتْ على سِكَّةِ السَّارِي فَجاوَبها حمامةٌ من حمامٍ، ذاتُ أَطواقِ أََي على طريق الساري، وهو موضع؛ قال العجاج: نَضْرِبُهم إذ أَخذُوا السَّكائِكا الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً يصف دَحْلاً دَحلَه فقال: ذهب فمه سَكّاً في الأرض عَشْرَ قِيَمٍ ثم سَرَبَ يميناً؛ أَراد بقوله سَكّاً أَي مستقيماً لا عِوَجَ فيه. والسِّكَّةُ: الطريقة المُصْطَقَّة من النخل. وضربوا بيوتَهم سكاكاً أي صفّاً واحداً؛ عن ثعلب، ويُقال بالشين المعجمة؛ عن ابن الأَعرابي. وأدرك الأمْرَ بِسِكَّتِهِ أَي في حين إمكانه. واللُّوحُ والسُّكاكُ والسُّكاكَةُ: الهواءُ بين السماء والأرض، وقيل: الذي لا يلاقي أعْنان السماء؛ ومنه قولهم: لا أفعل ذلك ولو نَزَوْتَ في السُّكاكِ أَي في السماء. وفي حديث الصبية المفقودة. قالت فحملني على خَافِيَةٍ من خَوافِيه ثم دَوَّمَ بي في السُّكاكِ؛ السُّكاك والسُّكاكة: الجَوُّ وهو ما بين السماء والأرض؛ ومنه حديث علي، عليه السلام: شَقَّ الأَرجاءَ وسَكائِكَ الهواء؛ السكائك جمع السُّكاكَةِ وهي السُّكاكُ كذاؤبة وذوائب. والسُّكُكُ: القُلُصُ الزَّرَّاقَةُ يعني الحُبَاريَات. ابن شميل: سَلْقَى بناءَه أي جعله مُسْتَلْقِياً ولم يجعله سَكَكاً، قال: والسَّكُّ المستقيم من البناء والحَفْرِ كهيئة الحائط. والسُّكَاكَةُ من الرجال: المسْتَبِدُّ برأيه وهو الذي يُمْضِي رأيه ولا يشاور أَحداً ولايبالي كيف وقع رأيه، والجمع سُكاكَاتٌ ولا يُكَسِّر. والسُّكُّ: ضرب من الطيب يُرَكَّبُ من مِسْك ورَامَكٍ، عربيٌّ. وفي حديث عائشة: كنا نُضَمِّدُ جِباهَنابالسُّكِّ المُطَيَّب عند الإحرام؛ هو طيب معروف يضاف إلى غيره من الطيب ويستعمل. وسَكِّ النعامُ سَكّاً: أَلقى ما في بطنه كَسجٍّ. وسَكَّ بسْلْحِه سَكّاً: رماه رقيقاً. يقال: سَكٌّ بسَلْحه وسَجَّ وهَكَّ إذا حذَف به. الأصمعي: هو يَسُكُّ سَكّاً ويَسّجُّ سَجّاً إذا رَقَّ ما يجيء من سَلْحه. أَبو عمرو: زَكَّ بسَلْحه وسَكَّ أي رمى به يزُكُّ ويَسُكُّ. وأخذه ليلَته سَكُّ إذا قعد مَقاعِدَ رِقاقاً، وقال يعقوب: أَخذه سَكٌّ في بطنه وسَجٌّ إذا لانَ بطنُه، وزعم أنه مبدل ولم يعلم أَيُّهما أَبدل من صاحبه. وهو يَسُكُّ سَكّاً إذا رق ما يجيء به من الغائط. وسكاء: اسم قرية؛ قال الراعي يصف إبلاً له: فلا رَدَّها رَبِّي إلى مَرْجِ راهِطٍ، ولا بَرِحَتْ تَمْشي بسَكَّاءَ في رَحل والسَّكْسَكَةُ: الضَّعْفُ. وسَكْسَكُ بنُ أَشْرَشَ: من أَقْيال اليمن. والسَّكاسِكُ والسَّكاسِكَةُ: حَيٌّ من اليمن أَبوهم ذلك الرجلُ. والسَّكاسِكُ: أَبو قبيلة من اليمن، وهو السَّكاسِكُ بنُ وائلَة بنِ حِمْيَر بن سَبَأ، والنسبة إِليهم سَكْسَكِيٌّ.

سكرك

أَبو عبيد: ومن الأَشربة السُّكُرْكَةُ؛ قال أَبو موسى الأَشعري في حديثِ السُّكُرْكَةِ: هو خمر الحبشة وهو من الذرة يُسْكِرُ، وهي لفظة حبشية وقد عرّبت فقيل السُّقُرْقُع. وفي الحديث: أنه سئل عن الغُبَيْراء فقال: لا خير فيها، ونهى عنها؛ قال مالك: فسألت زيد بن أسلم: ما الغبيراء؟ فقال: هي السُّكُرْكَةُ بضم السين والكاف وسكون الراء، نوع من الخمور يتخذ من الذرة.

سلك

السُّلُوك: مصدر سَلَكَ طريقاً؛ وسَلَكَ المكانَ يَسْلُكُه سَلْكاً وسُلُوكاً وسَلَكَه غَيْرَه وفيه وأَسْلكه إياه وفيه وعليه؛ قال عبد مناف بن رِبْعٍ الهُذَلِيُّ: حتى إذا أَسْلَكُوهُمْ في قُتائِدَةٍ شَلاًّ، كما تَطْرُدُ الجَمَّالةُ الشُّرُدَا وقال ساعِدَة بنُ العَجْلان: وهمْ مَنَعُوا الطريق وأَسْلَكوهُمْ على شَمَّاءَ، مَهْواها بَعيدُ والسَّلْكُ، بالفتح: مصدر سَلَكْتُ الشيء في الشيء فانْسَِلَك أَي أَدخلته فيه فدخل؛ ومنه قول زهير: تَعَلَّماها، لَعَمْرُ الله، ذا قَسَما، وافْصِدْ بِذَرْعِكَ، وانظرُ أَين تَنْسَلِكُ وقال عديُّ بن زيد: وكنتُ لِزازَ خَصْمِكَ لم أُعَرّدْ، وهمْ سَلَكُوكَ في أَمْرٍ عَصِيبِ وفي التنزيل العزيز: كذلك سَلَكْناه في قلوب المجرمين، وفيه لغة أخرى: أَسْلَكْتُهُ فيه. والله يُسْلِكُ الكفَّارَ في جهنم أي يدخلهم فيها، وأنشد بيت عبد مناف بن رِبْعٍ، وقد تقدّم. وفي التزيل العزيز: أَلم تر أَن الله أَنزل من السماء ماءً فسَلَكَه يَنابِيعَ في الأرض، أي أَدخله ينابيع في الأرض. يقال: سَلَكْتُ الخَيْطَ في المِخْيَطِ أَي أَدخلته فيه. أَبو عبيد عن أصحابه: سلَكْتُه في المَكانِ وأَسْلَكْتُه بمعنى واحد. ابن الأَعرابي: سَلَكْتُ الطريقَ وسَلَكْتُه غَيْري، قال: ويجوز أَسْلَكْتُه غيري. وسَلَكَ يَدَه في الجَيْب والسِّقاء ونحوهما يَسْلُكها وأسْلَكَها: أَدخلها فيهما. والسَّلْكَةُ: الخَيْطُ الذي يُخاط به الثوبُ، وجمعه سِلْكٌ وأَسْلاكٌ وسُلُوكٌ؛ كلاهما جمع الجمع. والمَسْلَكُ: الطريق. والسَّلْكُ: إِدخالُ شيء تَسْلُكه فيه كما تَطْعُنُ الطاعنَ فتَسْلُكُ الرمح فيه إذا طعنته تِلْقاءَ وجهه على سَجيحته؛ وأَنشد قول امرئ القيس: نَطْعُنُهُمْ سُلْكى ومَخْلُوجَةً، كَرَّكَ ّلأمَيْنِ على نابِلِ وروي: كرَّ كلامَيْنِ، قال: وصَفَه بسرعة الطعن وشبهه بمن يدفع الريشة إلى النَّبَّال في السرعة، وإنما يحتاج إليه في السرعة والخفة لأن الغِراء إذا بَرَدَ لم يَلْزَقْ فيستعمل حارًّاً. والسُّلْكى: الطعنةُ المستقيمة تلقاءَ وجهه، والمَخْلوجَةُ التي في جانب. وروي عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه قال: ذهب من كان يُحْسِنُ هذا الكلام، يعني سُلْكى ومَخْلُوجَةً. ابن السكيت: يقال الرأيُ مَخْلُوجةٌ وليس بسُلْكى أَي ليس بمستقيم. وأَمْرُهُمْ سُلْكى: على طريقة واحدة؛ وقولُ قيس بن عَيْزارَةَ: غَداةَ تَنادَوْا، ثم قامُوا فأَجْمَعُوا بقَتْلِيَ سُلْكى، ليس فيها تنَازُعُ أَراد عزيمة قوية لا تنازع فيها. ورجل مُسَلَّكٌ: نحيف وكذلك الفرس. والسُّلَكُ: فرخُ القَطا، وقيل فَرْخُ الحَجَلِ، وجمعهِ سِلْكانٌ، لا يكسر على غير ذلك مثل صُرَدٍ وصِرْدانٍ، والأُنثى سُلَكَةٌ وسِلْكانةٌ، الأَخيرة قليلة؛ قال الشاعر: تَظَلُّ به الكُدْرُسِلْكانُها والسُّلَكَةُ والسُّلَيْكَةُ: اسمان. وسُليْكٌ: اسم رجل، وهو سُلَيْكٌ السَّعْدِيّ وهو من العَدَّائين، كان يقال لهُ سلَيْك المقانِبِ، واسم أمه سُلَكَةُ؛ وقال قرّان الأَسدي: لَخُطَّابُ ليْلى يالَ بُرْثُنَ مِنْكُمُ، على الهَوْلِ، أَمْضى من سُلَيْك المَقانِبِ

سمك

السَّمَكُ: الحُوتُ من خُلْق الماء، واحدته سَمَكَة، وجمعُ السَّمَكِ سِماكٌ وسُمُوكٌ. والسَّمَكَةُ: بُرْجٌ في السماء من بُرُوج الفَلَك؛ قال ابن سيده: أَراد على التشبيه لأنه بُرْجٌ ماوِيٌّ، ويقال له الحُوتُ. وسَمَكَ الشيء يَسْمُكُه سَمْكاً فَسَمَكَ: رَفَعَهُ فارتفع. والسَّمَاكُ: ما سُمِكَ به الشيءُ، والجمع سُمُكٌ. التهذيب: والسِّماكُ ما سَمَكْتَ حائطاً أَو سَقْفاً. والسِّماكانِ: نجمان نَيِّرانِ أحدهما السِّماك الأَعْزَل والآخر السِّماكُ الرامِحُ، ويقال إنهما رجلا الأسد، والذي هو من منازل القمر الأَعْزَلُ وبه ينزل القمر وهو شَآمٍ، وسمي أَعزلَ لأنه لا شيء بين يديه من الكواكب كالأعْزَل الذي لارمح معه، ويقال: سمي أعزل لأنه إذا طلع لا يكون في أَيامه ريح ولا برد وهو أَعزل منها، والرامح وليس هو من المنازل. وفي حديث ابن عمر: أنه نظر فإذا بالسِّماكِ فقال: قد دنا طُلُوعُ الفجر فأوتر بركعة؛ السِّماكُ: نجم معروف، وهما سِماكانِ: رامح وأعزل، والرامح لا نَؤْءَ له وهو إلى جهة الشَّمالِ، والأعْزَلُ من كواكبِ الأَنْواءِ وهو إلى جهة الجَنُوبِ، وهما في برج الميزان، وطلوعُ السِّماكِ الأَعزل مع الفجر يكون في تَشْرِين الأَول. وسَمْكُ البيت: سَقْفُه. والسَّمْكُ: السَّقْف، وقيل: هو من أَعلى البيت إلى أَسفله. والسَّمْكُ: القامَة من كل شيء بعيد طويل السَّمْكِ؛ وقال ذو الرمة: نَجائِبَ من نِتاجِ بني عُزَيْرٍ، طَِوالَ السَّمْكِ مُفْرِعةً نِبالا وفي الحديث عن عليّ، رضوان الله عليه: أنه كان يقول في دعائه: اللهم رَبَّ المُسْمَكاتِ السبْع ورَبَّ المَدْحِيَّاتِ السبع؛ وهي المَسْمُوكاتُ والمَدْحوَّاتُ في قول العامّة، وقول عليّ، رضي الله عنه، صواب. والسَّمْك يجيء في مواضع بمعنى السقف. والسماء مَسْمُوكة أي مرفوعة كالسَّمْكِ. وجاء في حديث علي، رضي الله عنه، أيضاً: اللهم بارئَ المَسْمُوكاتِ السبع ورَبَّ المَدْحُوَّاتِ؛ فالمسموكات السموات السبع، والمَدْحُوَّات الأَرَضُون. وروي عن علي، رضي الله عنه، أنه كان يقول: وسَمَكَ الله السماء سَمْكاً رفعها. وسَمَكَ الشيء سُمُوكاً: ارتفع. والسَّامِكُ: العالي المرتفع. وبيت مُسْتَمِكٌ ومُنْسَمِكٌ: طويل السَّمْك؛ قال رؤبة: صَعَّدَكم في بَيْتِ مَجْدٍ مُسْتَمِكْ ويروى مُنْسَمِك. وسنَام سامِكٌ وتامِكٌ: تارٌّ مرْتفع عالٍ. وسَمَكَ يَسْمُك سُمُوكاً: صَعِدَ. ويقال: اسْمُكْ في الرَّيْم أَي اصعد في الدَّرَجةِ. والسُّمَيْكاء: الحُساسُ، والحُساسُ هي الأرَضَةُ. والمِسْماكُ: عمود من أَعمدة الخباء، وفي المحكم: يكون في الخباء يُسْمَك به البيت؛ قال ذو الرمة: كأَنَّ رِجْلَيْهِ مِسْماكانِ من عُشَرٍ سَقْبانِ، لم يَتَقَشَّرْ عنهما النَّجَبُ عنى بالرجلين الساقين، وفي الصحاح صقبان، بالصاد، وصقبان بدل من مسماكين.

سنك

ابن الأَعرابي: السُّنُكُ المَحاجُّ اللينة (* قوله «المحاج اللينة» كذا في الأصل باللام، والذي في القاموس: البينة، بالباء، قال شارحه: هوكذا في العباب)، قال الأَزهري: لم أَسمع السُّنُكَ لغير ابن الأَعرابي، وهو ثقة.

سنبك

السُّنْبُك: طرَفُ الحافِرِ وجانباه من قُدُمٍ، وجمعهُ سنَابِكُ. وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: تُخْرِجُكم الرُّومُ منها كَفْراً كَفْراً إلى سُنْبُكٍ من الأرض، قيل: وما ذاك السُّنْبُكُ؟ قال: حِسْمَى جُذامَ، وأَصله من سُنْبُكِ الحافر فشبه الأرض التي يخرجون إليها بالسُّنْبُك في غِلَظه وقلة خيره. وفي الحديث: أَنه كره أَن يُطْلَب الرزقُ في سنَابك الأرض أَي أَطرافها كأنه كره أن يسافر السفر الطويل في طلب المال. وسُنْبُكُ السيف: طَرَفُ حِلْيته، وفي التهذيب: طرف نعله. والسُّنْبُك: ضرب من العَدْو؛ قال ساعدة بن جُؤيَّةَ يصف أُرْوِيَّةً: وظَلَّتْ تَعَدَّى من سَرِيعٍ وسُنْبُك، تَصَدَّى بأَجْوازِ اللُّهُوبِ وتَرْكُدُ والسُّنْبُك: حِسْمَى جُذامَ. وسُنْبُكُ كل شيء: أَوّلُه. يقال: كان ذلك على سُنْبُك فلانٍ أي على عهد ولايته وأَوَّلها. وأَصابنا سُنْبُكُ السماء: أَوَّلُ غَيْثَتها؛ قال الأسود بن يَعفُرَ: ولقد أُرَجِّل لِمَّتي بعَشِيَّةٍ للشَّرْبِ، قبل سَنابِكِ المُرْتادِ ابن الأَعرابي: السُّنْبُكُ الخراجُ.

سهك

السَّهَكُ: ريح كريهة تجدها من الإنسان إذا عَرِقَ، تقول: إنه لَسَهِكُ الريح، وقد سَهِكَ سَهَكاً، وهو سَهِكٌ؛ قال النابغة: سهَكِينَ من صَدَإِ الحديد كأنهم، تَحْتَ السَّنَوَّرِ، جِنَّةُ البَقَّارِ (* قوله «جنة البقار» تقدم انشاده في س ن ر: جبة البقاربالباء بدل النون وبضم الجيم بدل كسرها، وهو تحريف والصواب ما هنا جمع جنِّي. والبقار: اسم موضع كما في الديوان. وفي ياقوت: وقنة البقار، بضم القاف: جبيل لبني أسد، وينشد تحت السنور قنة البقار. ورواية البيت هنا تتفق وروايته في ديوان النابغة). ولولا لبسهم الدروع التي صَدِئَتْ ما وصفهم بالسَّهَكِ. والسَّهْكُ والسَّهَكَةُ: قبحُ رائحة اللحم إذا خَنِزَ. وسَهكَتِ الريحُ، وسَهَكَتِ الدابةُ سُهُوكاً: جَوَتْ جَرْياً خفيفاً، وقيل سمعوكُها استِنانِها يميناً وشمالاً، وأساهيكها ضُروب جريها واستِنانُها يميناً وشمالاً، وأساهيكها ضُروب جديها واستِنانِها، أَنشد ثعلب: أَذْرَى أَساهِيكَ عَتِيقٍ أَلَّ أَراد ذي أَلٍّ وهو السرعة، وإن شئت قلت إنه وصفه بالمصدر. والمَسْهكُ: مَمَرُّ الريح. وفرس مَسْهَكٌ أي سريع الجري. الجوهري: والسَّهَكُ، بالتحريك، ريح السمك وصَدَأ الحديد. يقال: يدي من السمك وصَدَإ الحديد سَهِكة، كما يقال يدي من اللبن والزُّبْد وَضِرةٌ، ومن اللحم غَمِرة. وسَهْوَكْتُه فَتَسَهْوَك أَي أَدبر وهلك. وسَهَكه يَسْهَكه: لغة في سَحقَه. وسَهَك الشيء يَسْهَكه سَهْكاً: سَحقه، وقيل: السَّهْك الكَسْر والسَّحْق بعد السَّهْك. وسَهَكَتِ الريحُ الترابَ عن وجه الأَرض تَسْهَكه سَهْكاً: كسحقته، وذلك التراب سَيْهَكٌ. ويقال: سَهَكَتِ الريحُ إذا أَطارتْ ترابَها؛ قال الكُمَيْت: رَماداً أَطارَتْهُ السَّواهِكُ رِمْدَدا وريح ساهِكة وسَهُوك وسَيْهَكٌ وسَيْهُوكٌ وسَهُوج وسَيْهجٌ وسَيْهُوجٌ ومَسْهَكة: عاصف قاشرة شديدة المرور؛ وأَنشد: بساهكاتِ دُقَقٍ وجَلْجال وقال النَّمِر بن تَوْلَبٍ: وبَوارحُ الأَرْواحِ كلَّ عَشِيَّةٍ، هَيْفٌ تَرُوحُ وسَيْهَكٌ تَجْرِي وسَهَكَتِ الريح أَي مَرَّتْ مَرّاً شديداً، والمَسْهكةُ: مَمَرُّها؛ قال أَبو كَبير الهُذَليّ: ومَعابِلاً صُلْعَ الظُّباتِ، كأَنها جَمْرٌ بمَسْهَكَةٍ تُشَبُّ لمُصْطَلي وفي الصحاح: بمعابل صلع الظباتِ. وبعَيْنِه ساهكٌ مثلُ العائر أَي رَمَد وحكة، ولا فعل له إنما هو من باب الكاهل والغارب. وخَطيب سَهَّاك: بليغ؛ عن كراع. والسَّهُوكُ: العُقابُ. والسَّهْوَكَة: الصَّرْعُ، وقد تَسَهْوَكَ. وفي النوادر: يقال سُهاكَةٌ من خَبَرٍ وَلُهاوَة أَي تَعِلَّة كالكَذِب. وتقول: سَهَكْتُ العِطْرَ ثم سَحَقْتُه، فالسَّهْكُ كسرك إياه بالفِهْر ثم تَسْحَقه؛ وقول الأَعشى: وحَثَثْنَ الجِمالَ، يَسْهَكن بالبا غِزِ والأُرْجُوانِ خَمْلَ القَطيفِ أَراد أَنهن يطأن خَمْلَ القطائف حتى يَتَحات الخَمْلُ.

سوك

السَّوْكُ: فِعلُك بالسِّواك والمِسْواكِ، وساك الشيءَ سَوكاً: دَلَكه، وساك فَمَه بالعُود يَسُوكه سَوْكاً؛ قال عدِيُّ بن الرِّقاع: وكأَنَّ طَعْمَ الزَّنْجَبيلِ وَلَذَّةً صَهْباءَ، ساكَ بها المُسَحِّرُ فاها ساكَ وسَوَّك واحدٌ، والمُسَحِّرُ: الذي يَأتيها بسَحُورها، واسْتاكَ: مشتق من ساكَ، وإذا قلت اسْتاك أَو تَسَوَّك فلا تذكر الفم. واسمُ العُود: المِسْواكُ، يذكر ويؤنث، وقيل: السِّواك تؤنثه العرب. وفي الحديث: السِّواكُ مطْهَرَة للفم، بالكسر، أَي يُطَهِّرُ الفمَ. قال أَبو منصور: ما سمعت أَن السواك يؤنث، قال: وهو عندي من غُدَدِ الليث، والسواك مذكر. وقوله مَطْهَرة كقولهم الولدُ مَجْبَنة مَجْهَلَة مَبْخَلة. وقولهم الكفر مَخْبَثَة، قال: والسِّواك ما يُدْلَكُ به الفم من العيدان. والسِّواكُ: كالمِسْواك، والجمع سُوُكٌ؛ وأَخرجه الشاعر على الأصل فقال عبد الرحمن بن حسان: أَغَرُّ الثَّنايا أَحَمُّ اللِّثا تِ، تَمْنَحُه سُوُك الإسْحِلِ وقال أَبو حنيفة: ربما همز فقيل سُؤك. وقال أبو زيد بجمع السِّواكَ سُوُكٌ على فُعُلٍ مثل كتاب وكتب، وأَنشد الخليل بيت عبد الرحمن بن حسان سُؤك الإسحل، بالهمز؛ قال ابن سيده: وهذا لا يلزم همزه؛ قال ابن بري ومثله لعديّ بن زيد: وفي الأَكُفِّ اللامِعاتِ سُوُرْ التهذيب: رجل قَؤُول من قوم قُوُلٍ وقُوْلٍ مثل سُوُك وسُوْكٍ؛ وسَوَّك فاه تَسْويكاً. والسِّواكُ والتَّسَاوُكُ: السير الضعيف، وقيل: رَداءة المشي من إبطاء أَو عَجَفٍ؛ قال عبيد الله بن الحُرِّ الجُعْفِي: إلى الله أَشْكُو ما أَرَى بجيادِنا، تَسَاوَكُ هَزْلَى، مُخُّهُنَّ قلِيلُ قال ابن بري: قال الآمديّ البيت لعبيدة بن هلال اليشكري؛ قال ومثله لكعب بن زهير: حَرْفٌ تَوارَثها السِّفَارُ فجِسْمُها عارٍ تَساوَك، والفُؤادُ خَطِيفُ وجاءت الإبل، وفي المحكم: وجاءت الغنم ما تَساوَكُ أَي ما تُحَرِّك رؤوسَها من الهزال. قال الأَزهري: تقول العرب جاءَت الغنم هَزْلَى تَساوَكُ أي تَتمايل من الهزال في مشيها، قال: وهكذا رواه ابن جَبَلة عن أبي عبيد. وفي حديث أم معبد: أن النبي، ﷺ، لما ارتحل عنها جاء زوجها أَبو معبد يَسُوق أَعْنُزاً عِجافاً ما تَساوَكُ هُزالاً؛ ابن السكيت: تَساوَكت في المشي وتَسَرْوكَت وهما رَداءَة المشي والبُطْءُ فيه من عَجَفٍ أَو إعياء. ويقال: تَساوكَت الإبل إذا اضطربت أعناقها من الهُزال؛ أَراد أَنها تتمايل من ضعفها. وروي حديث أم معبد: فجاء زوجها يسوق أعنزاً عجافاً تَساوَك هُزالاً.

سأل

سَأَلَ يَسْأَلُ سُؤَالاً وسَآلَةً ومَسْأَلةً وتَسْآلاً وسَأَلَةً (* قوله «وسأله» ضبط في الأصل بالتحريك وهو كذلك في القاموس وشرحه؛ وقوله قال أبو ذؤيب: أساءلت، كذا في الأصل، وفي شرح القاموس: وساءله مساءلة، قال أبو ذؤيب إلخ) قال أَبو ذؤيب: أَساءَلْتَ رَسْمَ الدَّار، أَم لم تُسائِل عن السَّكْنِ، أَم عن عَهْده بالأَوائِل؟ وسَأَلْتُ أَسْأَل وسَلْتُ أَسَلُ، والرَّجُلانِ يَتَساءَلانِ ويَتَسايَلانِ، وجمع المَسْأَلة مَسائِلُ بالهمز، فإِذا حذفوا الهمزة قالوا مَسَلَةٌ. وتَساءلوا: سَأَل بعضُهم بعضاً. وفي التنزيل العزيز: واتَّقُوا الله الذي تَسَّاءََلون به والأَرحام، وقرئ: تَساءَلُون به، فمن قرأَ تَسَّاءَلون فالأَصل تَتَساءَلون قلبت التاء سيناً لقرب هذه من هذه ثم أُذغمت فيها، قال: ومن قرأَ تَسَاءَلون فأَصله أَيضاً تَتَساءَلون حذفت التاء الثانية كراهية للإِعادة، ومعناه تَطْلُبون حقوقَكم به. وقوله تعالى: كان على ربك وَعْداً مَسْؤولاً؛ أَراد قولَ الملائكة: رَبَّنا وأَدْخِلْهُم جَنَّات عَدْنٍ التي وعَدْتَهم (الآية)؛ وقال ثعلب: معناه وَعْداً مسؤولاً إِنْجازُه، يقولون ربنا قد وعَدْتَنا فأَنْجِزْ لنا وعدَك. وقوله عز وجل: وقَدَّر فيها أَقواتَها في أَربعة أَيام سَواءً للسائلين؛ قال الزجاج: إِنما قال سَواءً للسائلين لأَن كُلاًّ يطلب القُوتَ ويَسْأَله، وقد يجوز أَن يكون للسائلين لمن سَأَل في كم خُلِقَت السمواتُ والأَرضُ، فقيل خلقت الأَرض في أَربعة أَيام سواءً لا زيادة ولا نقصان، جواباً لمن سَأَل. وقوله عز وجل: وسوف تُسأَلون؛ معناه سوف تُسأَلون عن شكر ما خلقه الله لكم من الشرف والذكر، وهما يَتَساءلان. قال: فأَما ما حكاه أَبو علي عن أَبي زيد من قولهم اللهم أَعْطنا سَأَلاتِنا، فإِنما ذلك على وَضْع المصدر موضَع الاسم، ولذلك جُمِع، وقد يخفف على البدل فيقولون سَال يَسال، وهما يَتَساوَلانِ، وقرأَ نافع وابن عمر سال، غير مَهموز، سائلٌ، وقيل: معناه بغير همز: سال والدٍ بعذاب واقع، وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو والكوفيون: سَأَل سائلٌ، مهموز على معنى دَعا داعٍ. الجوهري: سَأَلَ سائِلٌ بعذاب واقع؛ أَي عن عذاب واقع. قال الأَخفش: يقال خَرَجْنا نَسْأَل عن فلان وبفلان، وقد يخفف فيقال سالَ يَسال؛ قال الشاعر: ومُرْهَقٍ، سالَ إِمْتاعاً بأُصْدتِه، لم يَسْتَعِنْ وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ والأَمر منه سَلْ بحركة الحرف الثاني من المستقبل، ومن الأَول اسْأَل؛ قال ابن سيده: والعرب قاطبة تحذف الهمز منه في الأَمر، فإِذا وصلوا بالفاء أَو الواو هَمَزوا كقولك فاسْأَلْ واسْأَلْ؛ قال: وحكى الفارسي أَن أَبا عثمان سَمع من يقول إِسَلْ، يريد اسْأَلْ، فيحذف الهمزة ويُلقى حركتها على ما قبلها، ثم يأْتي بأَلف الوصل لأَن هذه السين وإِن كانت متحرّكة فهي في نية السكون، وهذا كقول بعض العرب الاحْمَر فيخفف الهمزة بأَن يحذفها ويلقي حركتها على اللام قبلها؛ فأَما قول بلال بن جرير: إِذا ضِفْتَهُم أَو سايَلْتَهُمْ، وجَدْتَ بهم عِلَّةً حاضِرَه فإِن أَحمد بن يحيى لم يَعْرِفْه، فلما فَهِم قال: هذا جَمْعٌ بين اللغتين، فالهمزة في هذا هي الأَصل، وهي التي في قولك سأَلْت زيداً، والياء هي العوض والفرع، وهي التي في قولك سايَلْت زيداً، فقد تراه كيف جمع بينهما في قوله سايَلْتَهم قال: فوزنه على هذا فَعايَلْتَهم، قال: وهذا مثال لا يُعْرَف له في اللغة نظير. وقوله عز وجل: وَقِفُوهم إِنهم مسؤولون؛ قال الزجاج: سُؤَالُهم سُؤَالُ توبيخ وتقرير لإِيجاب الحجة عليهم لأَن الله جل ثناؤه عالم بأَعمالهم. وقوله: فيومئذ لا يُسْأَل عن ذنبه إِنس ولا جانٌّ؛ أَي لا يُسْأَل ليُعْلم ذلك منه لأَن الله قد علم أَعمالهم. والسُّول: ما سأَلَتْه. وفي التنزيل العزيز: قال قد أُوتِيتَ سُؤْلَك يا موسى؛ أَي أُعْطِيت أُمْنِيَّتك التي سَأَلْتها، قرئ بالهمز وغير الهمز. وأَسْأَلْته سُولَتَه ومَسْأَلته أَي قَضَيت حاجته؛ والسُّولة: كالسُّول؛ عن ابن جني، وأَصل السُّول الهمز عند العرب، اسْتَثْقَلوا ضَغْطَة الهمزة فيه فتكلموا به على تخفيف الهمزة، وسنذكره في سول، وسَأَلْته الشيءَ وسَأَلْته عن الشيء سُؤالاً ومَسْأَلة؛ قال ابن بري: سَأَلته الشيءَ بمعنى اسْتَعْطَيته إِياه، قال الله تعالى: ولا يَسْأَلْكم أَمْوالكم. وسأَلْته عن الشيء: استخبرته، قال: ومن لم يهمز جعله مثل خاف، يقول: سِلْته أَسْالُه فهو مَسُولٌ مثلِ خِفْتُه أَخافه فهو مَخُوف، قال: وأَصله الواو بدليل قولهم في هذ اللغة هما يَتَساولان. وفي الحديث: أَعْظَمُ المسلمين في المسلمين جُرْماً من سَأَلَ عن أَمر لم يُحَرَّم فحُرِّم على الناس من أَجل مَسْأَلته؛ قال ابن الأَثير: السؤال في كتاب الله والحديث نوعان: أَحدهما ما كان على وجه التبيين والتعلم مما تَمَسُّ الحاجة إِليه فهو مباح أَو مندوب أَو مأْمور به، والآخر ما كان على طريق التكلف والتعنُّت فهو مكروه ومَنْهِيٌّ عنه، فكل ما كان من هذا الوجه ووقع السكوت عن جوابه فإِنما هو رَدْعٌ وزَجْرٌ للسائل، وإِن وقع الجواب عنه فهو عقوبة وتغليظ. وفي الحديث: كَرِه المسائلَ وعابَها؛ أَراد المسائل الدقيقة التي لا يُحتاج إِليها. وفي حديث المُلاعَنة: لما سأَله عاصم عن أَمر من يجد مع أَهله رَجُلاً فأَظْهَر النبيُّ، ﷺ، الكراهة في ذلك إِيثاراً لستر العورة وكراهة لهَتْك الحُرْمة. وفي الحديث: أَنه نهى عن كثرة السُّؤال؛ قيل: هو من هذا، وقيل: هو سُؤال الناس أَموالهم من غير حاجة. ورجُلٌ سُؤَلةٌ: كثير السُّؤال. والفقير يسمى سائلاً، وجَمْعُ السائل (* قوله «وجمع السائل إلخ» عبارة شرح القاموس: وجمع السائل سألة ككاتب وكتبة وسؤال كرمّان) الفقير سُؤّال. وفي الحديث: للسائِل حَقٌّ وإِن جاء على فَرَس؛ السائل: الطالب، معناه الأَمر بحُسْن الظن بالسائل إِذا تَعَرَّض لك، وأَن لا تجيبه (* قوله «وأن لا تجيبه» هكذا في الأصل، وفي النهاية: وأن لا تجيبه) بالتكذيب والردِّ مع إِمكان الصدق أَي لا تُخَيِّب السائلَ وإِن رابَك مَنْظَرُه وجاء راكباً على فرس، فإِنه قد يكون له فرس ووراءه عائلة أَو دَيْن يجوز معه أَخذ الصَّدَقة، أَو يكون من الغُزاة أَو من الغارمين وله في الصدقة سَهْم.

سبل

السَّبيلُ: الطريقُ وما وَضَحَ منه، يُذَكَّر ويؤنث. وسَبِيلُ الله: طريق الهُدى الذي دعا إِليه. وفي التنزيل العزيز: وإِن يَرَوْا سَبيلَ الرُّشْد لا يَتَّخِذوه سَبيلاً وإِنْ يَرَوْا سَبيل الغَيِّ يتَّخذوه سَبيلاً، فذُكِّر؛ وفيه: قل هذه سَبيلي أَدْعُو إِلى الله على بصيرةٍ، فأُنِّث. وقوله تعالى: وعلى الله قَصْدُ السَّبِيل ومنها جائرٌ؛ فسره ثعلب فقال: على الله أَن يَقْصِدَ السَّبيلَ للمسلمين، ومنها جائر أَي ومن الطُّرُق جائرٌ على غير السَّبيل، فينبغي أَن يكون السَّبيل هنا اسم الجنس لا سَبيلاً واحداً بعينه، لأَنه قد قال ومنها جائرٌ أَي ومنها سَبيلٌ جائر. وفي حديث سَمُرة: فإِذا الأَرضُ عند أَسْبُله أَي طُرُقه، وهو جمع قِلَّة للسَّبلِ إِذا أُنِّثَتْ، وإِذا ذُكِّرَت فجمعها أَسْبِلة. وقوله عز وجل: وأَنْفِقُوا في سَبيل الله، أَي في الجهاد؛ وكُلُّ ما أَمَرَ الله به من الخير فهو من سَبيل الله أَي من الطُّرُق إِلى الله، واستعمل السَّبيل في الجهاد أَكثر لأَنه السَّبيل الذي يقاتَل فيه على عَقْد الدين، وقوله في سَبيل الله أُريد به الذي يريد الغَزْو ولا يجد ما يُبَلِّغُه مَغْزاه، فيُعْطى من سَهْمه، وكُلُّ سَبِيل أُريد به الله عز وجل وهو بِرٌّ فهو داخل في سَبيل الله، وإِذا حَبَّس الرَّجلُ عُقْدةً له وسَبَّل ثَمَرَها أَو غَلَّتها فإِنه يُسلَك بما سَبَّل سَبيلُ الخَيْر يُعْطى منه ابن السَّبيل والفقيرُ والمجاهدُ وغيرهم. وسَبَّل ضَيْعته: جَعَلها في سَبيل الله. وفي حديث وَقْف عُمَر: احْبِسْ أَصلها وسَبِّل ثَمَرَتَها أَي اجعلها وقفاً وأَبِحْ ثمرتها لمن وقَفْتها عليه. وسَبَّلت الشيء إِذا أَبَحْته كأَنك جعلت إِليه طَرِيقاً مَطْروقة. قال ابن الأَثير: وقد تكرر في الحديث ذكر سَبيل الله وابن السَّبيل، والسَّبيل في الأَصل الطريق، والتأْنيث فيها أَغلب. قال: وسبيل الله عامٌّ يقع على كل عمل خالص سُلك به طريق التقرُّب إِلى الله تعالى بأَداء الفرائض والنوافل وأَنواع التطوُّعات، وإِذا لا يَتَّخِذوه سَبيلاً وإِنْ يَرَوْا سَبيل الغَيِّ يتَّخذوه سَبيلاً، فذُكِّر؛ وفيه: قل هذه سَبيلي أَدْعُو إِلى الله على بصيرةٍ، فأُنِّث. وقوله تعالى: وعلى الله قَصْدُ السَّبِيل ومنها جائرٌ؛ فسره ثعلب فقال: على الله أَن يَقْصِدَ السَّبيلَ للمسلمين، ومنها جائر أَي ومن الطُّرُق جائرٌ على غير السَّبيل، فينبغي أَن يكون السَّبيل هنا اسم الجنس لا سَبيلاً واحداً بعينه، لأَنه قد قال ومنها جائرٌ أَي ومنها سَبيل جائر. وفي حديث سَمُرة: فإِذا الأَرضُ عند أَسْبُله أَي طُرُقُه، وهو جمع قِلَّة للسَّبيلِ إِذا أُنِّثَتْ، وإِذا ذُكِّرَت فجمعها أَسْبِلة. وقوله عز وجل: وأَنْفِقُوا في سَبيل الله، أَي في الجهاد؛ وكُلُّ ما ايمَرَ الله به من الخير فهو من سَبيل الله أَي من الطُّرُق إِلى الله، واستعمال السَّبيل في الجهاد أَكثر لأَنه السَّبيل الذي يقاتَل فيه على عَقْد الدين، وقوله في سَبيل الله أُريد به الذي يريد الغَزْو ولا يجد ما يُبَلِّغُه مَغْزاه، فيُعْطى من سَهْمه، وكُلُّ سَبيل أُريد به الله عز وجل وهو بِرٌّ فهو داخل في سَبيل الله، وإِذا حَبَّس الرَّجلُ عُقْدةً له وسَبَّل ثَمَرَها أَو غَلَّتها فإِنه يُسْلَك بما سَبَّل سَبيلُ الخَيْر يُعْطى منه ابن السَّبيل والفقيرُ والمجاهدُ وغيرهم. وسَبَّل ضَيْعته: جَعَلها في سبيل الله. وفي حديث وَقْف عُمَر: احْبِسْ أَصلها وسَبِّل ثَمَرَتَها أَي اجعلها وقفاً وأَبِحْ ثمرتها لمن وقَفْتها عليه. وسَبصلت الشيء إِذا أَبَحَتْه كأَنك جعلت إِليه طَريقاً مَطْروقة. قال ابن الأَثير: وقد تكرر في الحديث ذكر سَبيل الله وابن السَّبيل، والسَّبيل في الأَصل الطريق، والتأْنيث فيها أَغلب. قال: وسبيل الله عامٌّ يقع على كل عمل خالص سُلك به طريق التقرُّب إِلى الله تعالى بأَداء الفرائض والنوافل وأَنواع التطوُّعات، وإِذا أُطلق فهو في الغالب واقع على الجهاد حتى صار لكثْرة الاستعمال كأَنه مقصور عليه، وأَما ابن السَّبيل فهو المسافر الكثير السفر، سُمِّي ابْناً لها لمُلازَمته إِياها. وفي الحديث: حَريمُ البئر أَربعون ذراعاً من حَوالَيْها لأَعْطان الإِبل والغنم، وابن السَّبيل أَوْلى شارب منها أَي عابِرُ السَّبيل المجتازُ بالبئر أَو الماء أَحَقُّ به من المقيم عليه، يُمَكَّن من الوِرْد والشرب ثم يَدَعه للمقيم عليه. وقوله عز وجل: والغارِمِين وفي سَبيل الله وابن السَّبيل؛ قال ابن سيده: ابنُ السَّبيل ابنُ الطريق، وتأْويله الذي قُطِع عليه الطريقُ، والجمع سُبُلٌ. وسَبيلٌ سابلةٌ: مَسْلوكة. والسابِلَة: أَبناء السَّبيل المختلفون على الطُّرُقات في حوائجهم، والجمع السوابل؛ قال ابن بري: ابن السبيل الغريب الذي أَتى به الطريقُ؛ قال الراعي: على أَكْوارِهِنَّ بَنُو سَبِيلٍ، قَلِيلٌ نَوْمُهُم إِلاّ غِرَارا وقال آخر: ومَنْسوب إِلى مَنْ لم يَلِدْه، كذاك اللهُ نَزَّل في الكتاب وأَسْبَلَتِ الطريقُ: كَثُرت سابِلَتُها. وابن السَّبِيل: المسافرُ الذي انْقُطِع به وهو يريد الرجوع إِلى بلده ولا يَجِد ما يَتَبَلَّغ به فَلَه في الصَّدَقات نصيب. وقال الشافعي: سَهْمُ سَبيل الله في آيةِ الصدقات يُعْطَى منه من أَراد الغَزْو من أَهل الصدقة، فقيراً كان أَو غنيّاً؛ قال: وابن السَّبيل عندي ابن السَّبيل من أَهل الصدقة الاذي يريد البلد غير بلده لأَمر يلزمه، قال: ويُعْطَى الغازي الحَمُولة والسِّلاح والنَّفقة والكِسْوة، ويُعْطَى ابنُ السَّبِيل قدرَ ما يُبَلِّغه البلدَ الذي يريده في نَفَقته وحَمُولته. وأَسْبَلَ ابزاره. أَرخاه. وامرأَة مُسْبِلٌ: أَسْبَلَتْ ذيلها. وأَسْبَلَ الفرسُ ذَنِبَه: أَرسله. التهذيب: والفرس يُسْبِل ذَنَبه والمرأَة تُسْبِل ذيلها. يقال: أَسْبَل فلان ثيابه إِذا طوّلها وأَرسلها إِلى الأَرض. وفي الحديث: أَن رسول الله، ﷺ، قال: ثلاثة لا يُكَلِّمهم اللهُ يوم القيامة ولا يَنْظُر إِليهم ولا يُزَكِّيهم، قال: قلت ومَنْ هم خابُوا وخَسِرُوا؟ فأَعادها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثلاث مرات: المُسْبِلُ والمَنّانُ والمُنَفِّقُ سِلْعته بالحَلِف الكاذب؛ قال ابن الأَعرابي وغيره: المُسْبِل الذي يُطَوِّل ثوبه ويُرْسِله إِلى الأَرض إِذا مَشَى وإِنما يفعل ذلك كِبْراً واخْتِيالاً. وفي حديث المرأَة والمَزَادَتَينِ: سابِلَةٌ رِجْلَيْها بَيْنَ مَزَادَتَينِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، والصواب في اللغة مُسْبِلة أَي مُدَلِّيَة رجليها، والرواية سادِلَةٌ أَي مُرْسِلة. وفي حديث أَبي هريرة: من جَرَّ سَبَلَه من الخُيَلاء لم يَنْظُر الله إِليه يوم القيامة؛ السَّبَل، بالتحريك: الثياب المُسْبَلة كالرَّسَل والنَّشَر في المُرْسَلة والمَنْشورة. وقيل: إِنها أَغلظ ما يكون من الثياب تُتَّخَذ من مُشاقة الكَتَّان؛ ومنه حديث الحسن: دخلت على الحَجّاج وعليه ثِيابٌ سَبَلةٌ؛ الفراء في قوله تعالى: فَضَلُّوا فلا يستطيعون سَبيلاً؛ قال: لا يستطيعون في أَمرك حِيلة. وقوله تعالى: لَيْسَ علينا في الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ؛ كان أَهل الكتاب إِذا بايعهم المسلمون قال بعضهم لبعض: ليس للأُمِّيِّين يعني العرب حُرْمَة أَهل ديننا وأَموالُهم تَحِلُّ لنا. وقوله تعالي: يا ليتني اتَّخَذْتُ مع الرسول سَبيلاً؛ أَي سَبَباً ووُصْلة؛ وأَنشد أَبو عبيدة لجرير: أَفَبَعْدَ مَقْتَلِكُم خَلِيلَ مُحَمَّدٍ، تَرْجُو القُيونُ مع الرَّسُول سَبِيلا؟ أَي سَبَباً ووُصْلَةً. والسَّبَلُ، بالتحريك: المَطَر، وقيل: المَطَرُ المُسْبِلُ. وقد أَسْبَلَت السماءُ، وأَسْبَلَ دَمْعَه، وأَسْبَلَ المطرُ والدمعُ إِذا هَطَلا، والاسم السَّبَل، بالتحريك. وفي حديث رُقَيْقَةَ: فَجادَ بالماء جَوْنيٌّ له سَبَل أَي مطَرٌ جَوْدٌ هاطِلٌ. وقال أَبو زيد: أَسْبَلت السماءُ إِسْبالاً، والاسم السَّبَلُ، وهو المطر بين السحاب والأَرض حين يَخْرج من السحاب ولم يَصِلْ إِلى الأَرض. وفي حديث الاستسقاء: اسْقِنا غَيْثاً سابِلاً أَي هاطِلاً غَزِيراً. وأَسْبَلَت السحابةُ إِذا أَرْخَتْ عثانِينَها إِلى الأَرض. ابن الأَعرابي: السُّبْلَة المَطْرَة الواسعة، ومثل السَّبَل العَثانِينُ، واحدها عُثْنُون. والسَّبُولةُ والسُّبولةُ والسُّنْبُلة: الزَّرْعة المائلة. والسَّبَلُ: كالسُّنْبُل، وقيل: السَّبَل ما انْبَسَطَ من شَعاع السُّنْبُل، والجمع سُبُول، وقد سَنْبَلَتْ وأَسْبَلَتْ. الليث: السَّبولة هي سُنْبُلة الذُّرَة والأَرُزِّ ونحوه إِذا مالت. وقد أَسْبَل الزَّرْعُ إِذا سَنْبَل. والسَّبَل: أَطراف السُّنْبُل، وقيل السَّبَل السُّنْبُل، وقد سَنْبَل الزَّرْعُ أَي خرج سُنْبُلة. وفي حديث مسروق: لا تُسْلِمْ في قَراحٍ حتى يُسْبِل أَي حتى يُسَنْبِل. والسَّبَل: السُّنْبُل، والنون زائدة؛ وقول محمد بن هلال البكري: وخَيْلٍ كأَسْراب القَطَا قد وزَعْتُها، لها سَبَلٌ فيه المَنِيَّةُ تَلْمَعُ يعني به الرُّمْح. وسَبَلَةُ الرَّجُل: الدائرةُ التي في وسَط الشفة العُلْيا، وقيل: السَّبَلة ما على الشارب من الشعر، وقيل طَرَفه، وقيل هي مُجْتَمَع الشاربَين، وقيل هو ما على الذَّقَن إِلى طَرَف اللحية، وقيل هو مُقَدَّم اللِّحية خاصة، وقيل: هي اللحية كلها بأَسْرها؛ عن ثعلب. وحكى اللحياني: إِنه لَذُو سَبَلاتٍ، وهو من الواحد الذي فُرِّق فجُعل كل جزء منه سَبَلة، ثم جُمِع على هذا كما قالوا للبعير ذو عَثَانِين كأَنهم جعلوا كل جزء منه عُثْنُوناً، والجمع سِبَال. التهذيب: والسَّبَلة ما على الشَّفَة العُلْيا من الشعر يجمع الشاربَين وما بينهما، والمرأَة إِذا كان لها هناك شعر قيل امرأَة سَبْلاءُ. الليث: يقال سَبَلٌ سابِلٌ كما يقال شِعْرٌ شاعِرٌ، اشتقوا له اسماً فاعلاً. وفي الحديث: أَنه كان وافِرَ السَّبَلة؛ قال أَبو منصور: يعني الشعرات التي تحت اللَّحْي الأَسفل، والسَّبَلة عند العرب مُقَدَّم اللحية وما أَسْبَل منها على الصدر؛ يقال للرجل إِذا كان كذلك: رجل أَسْبَلُ ومُسَبَّل إِذا كان طويل اللحية، وقد سُبِّل تَسْبيلاً كأَنه أُعْطِيَ سَبَلة طويلة. ويقال: جاء فلان وقد نَشَر سَبَلِته إِذا جاءَ يَتَوَعَّد؛ قال الشَّمَّاخ: وجاءت سُلَيْمٌ قَضُّها بقَضِيضِها، تُنَشِّرُ حَوْلي بالبَقِيع سَبالَها ويقال للأَعداء: هم صُهْبُ السِّبال؛ وقال: فظِلالُ السيوف شَيَّبْنَ رأْسي، واعْتِناقي في القوم صُهْبَ السِّبال وقال أَبو زيد: السَّبَلة ما ظهر من مُقَدَّم اللحية بعد العارضَيْن، والعُثْنُون ما بَطَن. الجوهري: السَّبَلة الشارب، والجمع السِّبال؛ قال ذو الرمة: وتَأْبَى السِّبالُ الصُّهْبُ والآنُفُ الحُمْرُ وفي حديث ذي الثُّدَيَّة: عليه شُعَيْراتٌ مثل سَبَالة السِّنَّوْر. وسَبَلَةُ البعير: نَحْرُه. وقيل: السَّبَلة ما سال من وَبَره في مَنْحره. التهذيب: والسَّبَلة المَنْحَرُ من البعير وهي التَّريبة وفيه ثُغْرة النَّحْر. يقال: وَجَأَ بشَفْرَته في سَبَلَتها أَي في مَنْحَرها. وإِنَّ بَعِيرَك لَحَسنُ السَّبَلة؛ يريدون رِقَّة جِلْده. قال الأَزهري: وقد سمعت أَعرابيّاً يقول لَتَمَ، بالتاء، في سَبَلة بعيره إِذا نَحَرَه فَطَعَن في نحره كأَنها شَعَراتٌ تكون في المَنْحَر. ورجل سَبَلانيٌّ ومُسْبِلٌ ومُسْبَلٌ ومُسَبِّلٌ وأَسْبَلُ: طويل السَّبَلة. وعَيْن سَبْلاء: طويلة الهُدْب. ورِيحُ السَّبَل: داءٌ يُصِيب في العين. الجوهري: السَّبَل داءٌ في العين شِبْه غِشاوة كأَنها نَسْج العنكبوت بعروق حُمْر. ومَلأَ الكأْس إِلى أَسبالِها أَي حروفها كقولك إِلى أَصْبارِها. ومَلأَ الإِناءَ إِلى سَبَلته أَي إِلى رأْسه. وأَسْبالُ الدَّلْوِ: شِفاهُها؛ قال باعث بن صُرَيم اليَشْكُري: إِذ أَرْسَلُوني مائحاً بدِلائِهِمْ، فَمَلأْتُها عَلَقاً إِلى أَسْبالِها يقول: بَعَثُوني طالباً لتِراتِهم فأَكْثَرْت من القَتْل، والعَلَقُ الدَّمُ. والمُسْبِل: الذَّكَرُ. وخُصْية سَبِلةٌ: طويلة. والمُسْبِل: الخامس من قِداح المَيْسِر؛ قال اللحياني: هو السادس وهو المُصْفَح أَيضاً، وفيه ستة فروض، وله غُنْم ستة أَنْصِباء إِن فاز، وعليه غُرْم ستة أَنْصباء إِن لم يَفُزْ، وجمعه المَسابل. وبنو سَبَالة (* قوله «بنو سبالة» ضبط بالفتح في التكملة، عن ابن دريد، ومثله في القاموس، قال شارحه: وضبطه الحافظ في التبصير بالكسر): قبيلة. وإِسْبِيلٌ: موضع، قيل هو اسم بلد؛ قال خَلَف الأَحمر: لا أَرضَ إِلاَّ إِسْبِيل، وكلُّ أَرْضٍ تَضْلِيل وقال النمر بن تولب: بإِسْبِيلَ أَلْقَتْ به أُمُّه على رأْس ذي حُبُكٍ أَيْهَما والسُّبَيْلة: موضع؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: قَبَحَ الإِلهُ، ولا أُقَبِّح مُسْلِماً، أَهْلَ السُّبَيْلة من بَني حِمَّانا وسَبْلَلٌ: موضع؛ قال صَخْر الغَيِّ: وما انْ صَوْتُ نائحةٍ بلَيْلٍ بسَبْلَل لا تَنامُ مع الهُجود جَعَله اسماً للبُقْعة فَتَرك صَرْفه. ومُسْبِلٌ: من أَسماء ذي الحِجَّة عاديَّة. وسَبَل: اسم فرس قديمة. الجوهري: سَبَل اسم فرس نجيب في العرب؛ قال الأَصمعي: هي أُمُّ أَعْوَج وكانت لِغَنيٍّ، وأَعْوَجُ لبني آكل المُرَار، ثم صار لبني هِلال بن عامر؛ وقال: هو الجَوَادُ ابن الجَوَادِ ابنِ سَبَل قال ابن بري: الشعر لجَهْم بن شِبْل؛ قال أَبو زياد الكلابي: وهو من بني كعب بن بكر وكان شاعراً لم يُسْمَع في الجاهلية والإِسلام من بني بكر أَشعرُ منه؛ قال: وقد أَدركته يُرْعَد رأْسه وهو يقول: أَنا الجَوَادُ ابنُ الجَوَاد ابنِ سَبَل، إِن دَيَّمُوا جادَ، وإِنْ جادُوا وَبَل قال ابن بري: فثبت بهذا أَن سَبَل اسم رجل وليس باسم فرس كما ذكر الجوهري.

سبتل

سُبْتُلٌ: ضرب من حَبَّة البَقْل.

سبحل

سَبْحَلَ الرجلُ إِذا قال سُبْحان الله. ابن سيده: وادٍ وسِقَاءٌ سَحْبَلٌ وسَبَحْلَلٌ واسع. والسَّحْبَلُ والسَّبَحْلَلُ: العظيم المُسِنُّ من الضَّباب. والسِّبَحْل، على وزن الهِجَفِّ: الضَّخْم من الضَّبّ والبعير والسِّقَاء والجارية؛ قال ابن بري: شاهد السِّبَحْل الضَّبِّ قول الشاعر: سِبَحْلٌ له تَرْكانِ كانا فَضِيلةً، على كلِّ حافٍ في البلادِ وناعِلِ قال: وشاهد السِّبَحْل البعيرِ قولُ ذي الرُّمَّة: سِبَحْلاً أَبا شَرْخَيْن أَحْيَا بَنَاتِه مَقَالِيتُها، وهي اللُّبَاب الحَبائش وفي الحديث: خَيْرُ الإِبِل السِّبَحْلُ أَي الضخم، والأُنثى سِبَحْلة مثل رِبَحْلة. ويقال: سِقَاءٌ سِبَحْلٌ وسَبَحْلَلٌ؛ عن ابن السكيت. والسِّبَحْلة: العظيمة من الإِبل، وهي الغَرِيزة أَيضاً العظيمة. وجَمَلٌ سِبَحْلٌ رِبَحْلٌ: عظيم. أَبو عبيد: السِّبحَلُ والسَّحْبَل والهِبَلُّ الفَحْل، والسِّبَحْلة من النساء الطويلة العظيمة، ومنه قول بعض نساء الأَعراب تَصِف ابنتها: سِبَحْلَةٌ رِبَحْلَه تَنْمِي نَبَاتَ النَّخْلَه الليث: سِبَحْلٌ رِبَحْلٌ إِذا وُصِف بالتَّرَارة والنَّعْمة؛ وقيل لابنة الخُسِّ: أَيُّ الإِبل خيرٌ؟ فقالت: السِّبَحْل الرِّبَحْلُ، الراحِلَةُ الفَحْلُ. وحكى اللحياني أَيضاً: إِنَّه لَسِبَحْل رِبَحْلٌ أَي عظيم، قال: وهو على الاتساع، ولم يُفَسِّر ما عنى به من الأَنواع. وزِقٌّ سِبَحْل: طويل عظيم، وكذلك الرّجل. وضَرْعٌ سِبَحْلٌ: عظيم؛ وقول العجاج:بِسَبْحَل الدَّفَّيْنِ عَيْسَجُور قال ابن جني: أَراد بسِبَحْل، فأَسكن الباء وحَرَّك الحاء وغَيَّر حركة السين. الليث: السَّبَحْلَلُ هو الشِّبْل إِذا أَدْرَكَ الصيد.

سبدل

السَّبَنْدَلُ: طائر يكون بالهند يدخل في النار فلا يَحْترق رِيشُه؛ عن كراع.

سبعل

رجل سَبَعْلَلٌ: فارغ كَسَبَهْلَل؛ عن كراع.

سبغل

اسْبَغَلَّ الثوبُ اسْبِغْلالاً: ابْتَلَّ بالماء، وازْبَغَلَّ مثله، وكذلك اسْبغَلَّ الشعرُ بالدُّهْن. وشَعَرٌ مُسْبَغِلٌّ: مُسْتَرْسِلٌ؛ قال كثيِّر: مَسَائِحُ فَوْدَيْ رأْسِه مُسْبَغِلَّةٌ، جَرَى مِسْكُ دارِينَ الأَحَمُّ خِلالَها والمُسْبَغِلَّةُ: الضافية. ودِرْعٌ مُسْبَغِلَّة: سابغة: وأَنشد: ويَوْماً عليه لأْمَةٌ تُبَّعِيَّةٌ، من المُسْبَغِلاَّت الضَّوافي فُضُولُها وقال اللحياني: أَتانا سَبَغْلَلاً أَي لا شيء معه ولا سلاح عليه، وهو كقولهم سَبَهْلَلاً. والسَّبَغْلَلُ: الفارغ؛ عن السيرافي. ابن الأَعرابي: سَغْبَلَ طعامَه إِذا رَوّاه دَسَماً. وسَغْبَلَ رأْسَه وسَغْسَغَه ورَوَّلَه إِذا مَرَّغَه، وقال غيره: سَبْغَلَه فاسْبَغَلَّ، قُدِّمت الباء على الغين.

سبهل

جاء سَبَهْلَلاً أَي بلا شيء، وقيل بلا سلاح ولا عصا. أَبو الهيثم: يقال للفارغ النَّشيط الفَرِح سَبَهْلَلٌ. ابن سيده: وكلُّ فارغٍ سَبَهْلَلٌ؛ عن السيرافي؛ وأَنشد الكسائي: إِذا الجار لم يَعْلَمْ مُجِيراً يُجِيرُه، فصار حَرِيباً في الديار سَبَهْلَلا قَطَعْنا له من عَفْوَة المالِ عِيشةً، فأَثْرَى، فلا يَبْغي سِوانا مُحَوَّلا وقال ابن الأَعرابي: جاء سَبَهْلَلاً أَي غير محمود المجيء. وأَنت في الضَّلال بنِ الأَلال بن السَّبَهْلَل؛ يعني الباطل؛ ويقال: هو الضَّلال بنُ السَّبَهْلَل أَي الباطل. ويقال: جاء سَبَهْلَلاً لا شيء معه. ويقال: جاء سَبَهْلَلاً يعني الباطل. ويقال: جاء فلان سَبَهْلَلاً أَي ضالاًّ لا يدري أَيْن يَتَوَجَّه. ويقال: جاء سَبَهْلَلاً وسَبَغْلَلاً أَي فارغاً، يقال للفارغ النَّشِيط الفَرِح. وفي الحديث: لا يَجِيئَنَّ أَحدكم يوم القيامة سَبَهْلَلاً؛ وفُسِّر فارغاً ليس معه من عمل الآخرة شيء. ورويى عن عمر أَنه قال: إِني لأَكره أَن أَرى أَحَدَكم سَبَهْلَلاً لا في عَمَل دُنْيا ولا في عَمَل آخرة؛ قال ابن الأَثير: التنكير في دنيا وآخرة يَرْجِع إِلى المضاف إِليهما، وهو العَمَل كأَنه قال لا في عمل من أَعمال الدنيا ولا في عمل من أعمال الآخرة. قال الأَصمعي وأَبو عمرو: جاء الرجلُ يمشي سَبَهْلَلاً إِذا جاء وذهب في غير شيء. الأَزهري عن أَبي زيد: رأَيت فلاناً يمشي سَبَهْلَلاً وهو المُخْتال في مِشْيته. يقال: مَشَى فلان السِّبَهْلى كما تقول السَّبَطْرَى، والسِّبَطْرى: الانبساط في المشي، والسِّبَهْلى: التبختُر.

ستل

السِّتْلُ من قولك: تَساتَل علينا الناسُ أَي خَرَجُوا من موضع واحداً بعد آخر تِباعاً مُتَسايلين. وتَساتَل القومُ: جاء بعضُهم في أَثر بعض، وجاء القوم سَتْلاً. ابن سيده: سَتَلَ القومُ سَتْلاً وانْسَتَلوا خرجوا متتابعين واحداً بعد واحد، وقيل: جاء بعضهم في أَثر بعض. وفي حديث أَبي قتادة قال: كنا مع النبي، ﷺ، في سفر، فبَيْنا نحن ليلَةً مُتَساتِلِين عن الطريق نَعَس رسُولُ الله، ﷺ. والمَسَاتِلُ: الطُّرُق الضَّيِّقة لأَن الناس يَتَساتَلون فيها. والمَسْتَل: الطَّريق الضَّيِّق؛ وكُلُّ ما جَرَى قَطَراناً فقد تَساتَل نحو الدمع واللؤلؤ إِذا انقطع سِلْكُه. والسَّتَل: طائر شبيه بالعُقاب أَو هو هي، وقيل: هو طائر عظيم مثل النَّسْر يَضْرِب إِلى السواد، يَحْمِل عَظْم الفَخِذ من البعير وعظمَ الساق أَو كل عَظْم ذي مُخٍّ حتى إِذا كان في كَبِد السماء أَرسله على صَخْر أَو صَفاً حتى يَتَكَسَّر، ثم ينزل عليه فيأْكل مُخَّه، والجمع سِتْلانٌ وسُتْلانٌ. والسُّتَالةُ: الرُّذالة من كل شيء.

سجل

السَّجْلُ: الدَّلْو الضَّخْمَة المملوءةُ ماءً، مُذَكَّر، وقيل: هو مِلْؤُها، وقيل: إِذا كان فيه ماء قَلَّ أَو كَثُر، والجمع سِجالٌ وسُجُول، ولا يقال لها فارغةً سَجْلٌ ولكن دَلْو؛ وفي التهذيب: ولا يقال له وهو فارغ سَجْلٌ ولا ذَنُوب؛ قال الشاعر: السَّجْلُ والنُّطْفَة والذَّنُوب، حَتَّى تَرَى مَرْكُوَّها يَثُوب قال: وأَنشد ابن الأَعرابي: أُرَجِّي نائلاً من سَيْبِ رَبٍّ، له نُعْمَى وذَمَّتُه سِجَالُ قال: والذَّمَّة البئر القليلة الماء. والسَّجْل: الدَّلْو المَلأى، والمعنى قَلِيله كثير؛ ورواه الأَصمعي: وذِمَّتُه سِجَالٌ أَي عَهْده مُحْكَم من قولك سَجَّل القاضي لفلان بماله أَي اسْتَوْثق له به. قال ابن بري: السَّجْل اسمها مَلأى ماءً، والذَّنُوب إِنما يكون فيها مِثْلُ نصفها ماءً. وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً بال في المسجد فأَمَرَ بسَجْلٍ فصُبَّ على بوله؛ قال: السَّجْل أَعظم ما يكون من الدِّلاء، وجمعه سِجَال؛ وقال لبيد: يُحِيلون السِّجَال على السِّجَال وأَسْجَله: أَعطاه سَجْلاً أَو سَجْلَين، وقالوا: الحروب سِجَالٌ أَي سَجْلٌ منها على هؤلاء وآخر على هؤلاء، والمُسَاجلة مأْخوذة من السِّجْل. وفي حديث أَبي سفيان: أَن هِرَقْلَ سأَله عن الحرب بينه وبين النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال له: الحَرْب بيننا سِجَالٌ؛ معناه إِنا نُدَالُ عليه مَرَّة ويُدَالُ علينا أُخرى، قال: وأَصله أَن المُسْتَقِيَين بسَجْلَين من البئر يكون لكل واحد منهما سَجْلٌ أَي دَلوٌ ملأى ماء. وفي حديث ابن مسعود: افتتح سورة النساء فسَجَلَها أَي قَرأَها قراءة متصلة، من السَّجْل الصَّبِّ. يقال: سَجَلْت الماءَ سَجْلاً إِذا صببته صَبًّا متَّصلاً. ودَلْوٌ سَجِيلٌ وسَجِيلة: ضَخْمة؛ قال: خُذْها، وأَعْطِ عَمَّك السَّجِيله، إِن لم يَكُنْ عَمُّك ذا حَلِيله وخُصْيَةٌ سَجِيلة بَيِّنَة السَّجَالة: مُسْترخِيَة الصَّفَن واسعةٌ. والسَّجِيل من الضُّروع: الطَّوِيل. وضَرْعٌ سَجِيلٌ: طويل مُتَدَلٍّ. وناقة سَجْلاء: عَظيمة الضَّرْع. ابن شميل: ضَرْع أَسْجَل وهو الواسع الرِّخو المضطرب الذي يضرب رجليها من خَلْفها ولا يكون إِلا في ضروع الشاء.وساجَلَ الرَّجُلَ: باراه، وأَصله في الاستقاء، وهما يَتَساجَلان. والمُساجَلة: المُفاخَرة بأَن يَصْنَع مثلَ صَنِيعه في جَرْيٍ أَو سقي؛ قال الفضل بن عباس بن عبتة بن أَبي لهب: مَنْ يُساجِلْني يُسَاجِلْ ماجِداً، يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الكَرَب قال ابن بري: أَصل المُسَاجَلة أَن يَسْتَقِيَ ساقيان فيُخْرج كُلُّ واحد منهما في سَجْله مثل ما يُخْرج الآخر، فأَيُّهما نَكَل فقد غُلِبَ، فضربته العرب مثلاً للمُفاخَرة، فإِذا قيل فلان يُساجِل فلاناً، فمعناه أَنه يُخْرِج من الشَّرَف مثل ما يُخرِجه الآخرُ، فأَيهما نَكَل فقد غُلِب. وتَساجَلوا أَي تَفاخَروا؛ ومنه قولهم: الحَرْبُ سِجالٌ. وانسَجل الماءُ انسجالاً إِذا انْصَبَّ؛ قال ذو الرمة: وأَرْدَفَتِ الذِّراعَ لها بعَيْنٍ سَجُومِ الماء، فانْسَجَل انسِجالا وسَجَلْت الماءَ فانْسَجَل أَي صَبَبْته فانْصَبَّ. وأَسْجلْت الحوض: مَلأْته؛ قال: وغادَر الأُخْذَ والأَوْجادَ مُتْرَعَةً تطْفُو، وأَسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرانا ورجل سَجْلٌ: جَواد؛ عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي. وأَسْجَل الرجلُ: كثُر خيرُه. وسَجَّل: أَنْعَظَ. وأَسْجَلَ الناسَ: ترَكَهم، وأَسْجَلَ لهم الأَمرَ: أَطلقه لهم؛ ومنه قول محمد بن الحنفية، رحمة الله عليه، في قوله عز وجل: هل جَزاءُ الإِحسانِ إِلا الإِحسانُ، قال: هي مُسْجَلة للبَرِّ والفاجر، يعني مُرْسلة مُطْلَقة في الإِحسان إِلى كل أَحد، لم يُشْترَط فيها بَرٌّ دون فاجر. والمُسْجَل: المبذول المباح الذي لا يُمْنَع من أَحد؛ وأَنشد الضبيُّ: أَنَخْتُ قَلوصِي بالمُرَيْر، ورَحْلُها، لِما نابه من طارِق اللَّيْل، مُسْجَلُ أَراد بالرَّحْل المنزل. وفي الحديث: ولا تُسْجِلوا أَنعامَكم أَي لا تُطْلِقوها في زُروع الناس. وأَسْجَلْت الكلامَ أَي أَرْسَلْته. وفَعَلْنا ذلك والدهر مُسْجَلٌ أَي لا يخاف أَحد أَحداً. والسَّجِلُّ: كتاب العَهْد ونحوِه، والجمع سِجِلاّتٌ، وهو أَحد الأَسماء المُذَكَّرة المجموعة بالتاء، ولها نظائر، ولا يُكَسِّر السِّجِلُّ، وقيل: السَّجِلُّ الكاتب، وقد سَجَّل له. وفي التنزيل العزيز: كطَيِّ السِّجِلّ للكتب، وقرئ: السِّجْل، وجاء في التفسير: أَن السِّجِلَّ الصحيفة التي فيها الكتاب؛ وحكي عن أَبي زيد: أَنه روى عن بعضهم أَنه قرأَها بسكون الجيم، قال: وقرأَ بعض الأَعراب السَّجْل بفتح السين. وقيل السِّجِلُّ مَلَكٌ، وقيل السِّجِلُّ بلغة الحبش الرَّجُل، وعن أَبي الجوزاء أَن السِّجِلَّ كاتب كان للنبي، ﷺ، وتمام الكلام للكتاب. وفي حديث الحساب يوم القيامة: فتُوضَع السِّجِلاَّت في كِفَّة؛ وهو جمع سِجِلٍّ، بالكسر والتشديد، وهو الكتاب الكبير. والسَّجِيل: النَّصيب؛ قال ابن الأَعرابي: هو فَعِيلٌ من السَّجْل الذي هو الدَّلو الملأَى، قال: ولا يُعْجِبني. والسِّجِلُّ: الصَّكُّ، وقد سَجَّلَ الحاكمُ تَسجيلاً. والسَّجِيلُ: الصُّلْب الشديد. والسِّجِّيل: حجارة كالمَدَر. وفي التنزيل العزيز: ترْمِيهم بحِجارة من سِجِّيل؛ وقيل: هو حجر من طين، مُعَرَّب دَخِيل، وهو سَنْكِ رَكِل (* قوله «وهو سنك وكل» قال القسطلاني: سنك، بفتح السين المهملة وبعد النون الساكنة كاف مكسورة. وكل، بكسر الكاف وبعدها لام) أَي حجارة وطين؛ قال أَبو إِسحق: للناس في السِّجِّيل أَقوال، وفي التفسير أَنها من جِلٍّ وطين، وقيل من جِلٍّ وحجارة، وقال أَهل اللغة: هذا فارسيٌّ والعرب لا تعرف هذا؛ قال الأَزهري: والذي عندنا، والله أَعلم، أَنه إِذا كان التفسير صحيحاً فهو فارسي أُعْرِب لأَن الله تعالى قد ذكر هذه الحجارة في قصة قوم لوط فقال: لنُرْسِل عليهم حجارةً من طين؛ فقد بَيَّن للعرب ما عَنى بسِجِّيل. ومن كلام الفُرْس ما لا يُحْصى مما قد أَعْرَبَتْه العربُ نحو جاموس ودِيباج، فلا أُنْكِر أَن يكون هذا مما أُعْرِب؛ قال أَبو عبيدة: من سِجِّيل، تأْويله كثيرة شديدة؛ وقال: إِن مثل ذلك قول ابن مقبل: ورَجْلةٍ يَضْرِبون البَيْضَ عن عُرُضٍ، ضَرْباً تَوَاصَتْ به الأَبْطالُ سِجِّينا قال: وسِجِّينٌ وسِجِّيلٌ بمعنى واحد، وقال بعضهم: سِجِّيل من أَسْجَلْته أَي أَرسلته فكأَنها مُرْسَلة عليهم؛ قال أَبو إِسحق: وقال بعضهم سِجِّيل من أَسْجَلْت إِذا أَعطيت، وجعله من السِّجْل؛ وأَنشد بيت اللَّهَبي:مَنْ يُساجِلْني يُساجِلْ ماجدا وقيل مِنْ سِجِّيلٍ: كقولك مِن سِجِلٍّ أَي ما كُتِب لهم، قال: وهذا القول إِذا فُسِّر فهو أَبْيَنُها لأَن من كتاب الله تعالى دليلاً عليه، قال الله تعالى: كَلاَّ إِن كتاب الفُجَّار لَفِي سِجِّينٍ وما أَدراك ما سِجِّينٌ كتابٌ مَرْقومٌ؛ وسِجِّيل في معنى سِجِّين، المعنى أَنها حجارة مما كَتَب اللهُ تعالى أَنه يُعَذِّبهم بها؛ قال: وهذا أَحسن ما مَرَّ فيها عندي. الجوهري: وقوله عز وجل: حجارة من سِجِّيل؛ قالوا: حجارة من طين طُبِخَتْ بنار جهنم مكتوب فيها أَسماء القوم لقوله عز وجل: لنُرْسِل عليهم حجارة من طين. وسَجَّله بالشيء: رَماه به من فوق. والسَّاجُول والسَّوْجَلُ والسَّوْجَلة: غِلاف القارورة؛ عن كراع. والسَّجَنْجَلُ: المرآة. والسَّجَنْجل أَيضاً: قِطَع الفِضَّة وسَبائِكُها، ويقال هو الذهب، ويقال الزَّعْفران، ويقال إِنه رُومِيٌّ مُعَرَّب، وذكره الأَزهري في الخماسي قال: وقال بعضهم زَجَنْجَلٌ، وقيل هي رُومِيَّة دَخَلَت في كلام العرب؛ قال امرؤ القيس: مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاء غَيْر مُفاضَةٍ، تَرائِبُها مَصْقولةٌ كالسِّجَنْجَل

سحل

السَّحْلُ والسَّحِيلُ: ثوب لا يُبْرَم غَزْلُه أَي لا يُفْتَل طاقتَين، سَحَلَه يَسْحَله سَحْلاً.يقال: سَحَلوه أَي لم يَفْتِلوا سَداه؛ وقال زهير: على كل حالٍ من سَحِيل ومُبْرَم وقيل: السَّحِيل الغَزْل الذي لم يُبْرَم، فأَما الثوب فإِنه لا يُسَمَّى سَحِيلاً، ولكن يقال للثوب سَحْلٌ. والسَّحْلُ والسَّحِيل أَيضاً: الحبْل الذي على قُوَّة واحدة. والسَّحْل: ثوب أَبيض، وخَصَّ بعضهم به الثوب من القُطْن، وقيل: السَّحْل ثوب أَبيض رَقِيق، زاد الأَزهري: من قُطْن، وجمعُ كلِّ ذلك أَسْحالٌ وسُحولٌ وسُحُلٌ؛ قال المتنخل الهذلي: كالسُّحُلِ البِيضِ جَلا لَوْنَها سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَلِ قال الأَزهري: جمعه على سُحُلٍ مثل سَقْفٍ وسُقُف؛ قال ابن بري: ومثله رَهْنٌ ورُهُن وخَطْب وخُطُب وحَجْل وحُجُل وحَلْق وحُلُق ونَجْم ونُجُم.الجوهري: السَّحِيل الخَيطُ غير مفتول. والسَّحِيل من الثياب: ما كان غَزْلُه طاقاً واحداً، والمُبْرَم المفتول الغَزْل طاقَيْن، والمِتْآم ما كان سدَاه ولُحْمته طاقَيْن طاقَيْن، ليس بِمُبْرَم ولا مُسْحَل. والسَّحِيل من الحِبَال: الذي يُفْتل فَتْلاً واحداً كما يَفْتِل الخَيَّاطُ سِلْكه، والمُبْرَم أَن يجمع بين نَسِيجَتَين فَتُفْتَلا حَبْلاً واحداً، وقد سَحَلْت الحَبْلَ فهو مَسْحُول، ويقال مُسْحَل لأَجل المُبْرَم. وفي حديث معاوية: قال له عمرو بن مسعود ما تَسْأَل عمن سُحِلَتْ مَرِيرتُه أَي جُعِل حَبْلُه المُبْرَم سَحِيلاً؛ السَّحِيل: الحَبْل المُبْرم على طاق، والمُبْرَم على طاقَيْن هو المَرِيرُ والمَرِيرة، يريد استرخاء قُوَّته بعد شدّة؛ وأَنشد أَبو عمرو في السَّحِيل: فَتَلَ السَّحِيلَ بمُبْرَم ذي مِرَّة، دون الرجال بفَضْل عَقْل راجح وسَحَلْت الحَبْلَ، وقد يقال أَسْحَلْته، فهو مُسْحَل، واللغة العالية سَحَلْته. أَبو عمرو: المُسَحَّلة كُبَّة الغَزْل وهي الوَشِيعة والمُسَمَّطة. الجوهري: السَّحْل الثوب الأَبيض من الكُرْسُف من ثياب اليمن؛ قال المُسَيَّب بن عَلَس يذكر ظُعُناً: ولقد أَرَى ظُعُناً أُبيِّنها تُحْدَى، كأَنَّ زُهَاءَها الأَثْلُ في الآل يَخْفِضُها ويَرْفَعُها رِيعٌ يَلُوح كأَنَّه سَحْلُ شَبَّه الطريق بثوب أَبيض. وفي الحديث: كُفّن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في ثلاثة أَثواب سَحُولِيَّة كُرْسُف ليس فيها قميص ولا عمامة، يروى بفتح السين وضمها، فالفتح منسوب إِلى السَّحُول وهو القَصَّار لأَنه يَسْحَلُها أَي يَغْسِلُها أَو إِلى سَحُول قرية باليمن، وأَما الضم فهو جمع سَحْل وهو الثوب الأَبيض النَّقِيُّ ولا يكون إِلا من قطن، وفيه شذوذ لأَنه نسب إِلى الجمع، وقيل: إِن اسم القرية بالضم أَيضاً. قال ابن الأَثير: وفي الحديث أَن رجلاً جاء بكَبائس من هذه السُّحَّل؛ قال أَبو موسى: هكذا يرويه بعضهم بالحاء المهملة، وهو الرُّطَب الذي لم يتم إِدراكه وقُوَّته، ولعله أُخذ من السَّحِيل الحَبْلِ، ويروى بالخاء المعجمة، وسيأْتي ذكره. وسَحَلَه يَسْحَله سَحْلاً فانْسَحَل: قَشَره ونَحَته. والمِسْحَل: المِنْحَت. والرِّياح تَسْحَل الأَرضَ سَحْلاً: تَكْشِط ما عليها وتَنْزِع عنها أَدَمَتها. وفي الحديث أَن أُم حكيم بنت الزبير أَتَتْه بكَتِف فجَعَلَتْ تَسْحَلُها له فأَكل منها ثم صَلَّى ولم يتوضأ؛ السَّحْل: القَشْر والكَشْط، أَي تكْشِط ما عليها من اللحم، ومنه قيل للمِبْرَد مِسْحَل؛ ويروى: فجَعَلَتْ تَسْحَاها أَي تَقْشِرُها، وهو بمعناه، وسنذكره في موضعه.والسَّاحِل: شَاطِئ البحر. والسَّاحِل: رِيفُ البحر، فاعِلٌ بمعنى مفعول لأَن الماء سَحَلَه أَي قَشَره أَو عَلاه، وحقيقته أَنه ذو ساحِلٍ من الماء إِذا ارْتَفَع المَدُّ ثم جَزَر فَجَرف ما مَرَّ عليه. وسَاحَلَ القومُ: أَتَوا السَّاحِلَ وأَخَذوا عليه. وفي حديث بدر: فَساحَل أَبو سفيان بالعِير أَي أَتَى بهم ساحِلَ البحر. والسَّحْلُ: النَّقْد من الدراهم. وسَحَلَ الدراهمَ يَسْحَلُها سَحْلاً: انْتَقَدها. وسَحَلَه مائةَ دِرْهَم سَحْلاً: نَقَده؛ قال أَبو ذؤيب: فبات بجَمْعٍ ثم آبَ إِلى مِنًى، فأَصْبَحَ راداً يَبْتَغِي المَزْجَ بالسَّحْل فجاء بمَزْجٍ لم يرَ الناس مِثْلَه، هو الضَّحْكُ إِلا أَنه عَمَلُ النَّحْل قوله: يَبْتَغِي المَزْجَ بالسَّحْل أَي النَّقْد، وضع المصدر موضع الاسم. والسَّحْل: الضَّرْب بالسِّياط يَكْشِط الجِلْد. وسَحَلَه مائةَ سَوْطٍ سَحْلاً: ضَرَبه فَقَشر جِلْدَه. وقال ابن الأَعرابي: سَحَله بالسَّوْط ضَرَبه، فعدّاه بالباء؛ وقوله: مِثْلُ انْسِحالِ الوَرِق انْسِحَالُها يعني أَن يُحَكَّ بعضُها ببعض. وانْسَحَلَت الدراهمُ إِذا امْلاسَّتْ. وسَحَلْتُ الدَّراهم: صَبَبْتها كأَنَّك حَكَكْت بعضها ببعض. وسَحَلْت الشيءَ: سَحَقْته. وسَحَلَ الشيءَ: بَرَدَه. والمِسْحَل: المِبْرَد. والسُّحَالة: ما سَقَط من الذهب والفضة ونحوهما إِذا بُرِدا. وهو من سُحَالتهم أَي خُشَارتهم؛ عن ابن الأَعرابي. وسُحَالَة البُرِّ والشَّعير: قِشْرُهما إِذا جُرِدا منه، وكذلك غيرهما من الحُبوب كالأَرُزِّ والدُّخْن. قال الأَزهري: وما تَحَاتَّ من الأَرُزِّ والذُّرَة إِذا دُقَّ شبه النُّخَالة فهي أَيضاً سُحَالة، وكُلُّ ما سُحِل من شيء فما سَقَط منه سُحَالة. الليث: السَّحْل نَحْتُكَ الخَشَبةَ بالمِسْحَل وهو المِبْرَد. والسُّحالة: ما تَحَاتَّ من الحديد وبُرِد من الموازين. وانْسِحالُ الناقة: إِسراعُها في سَيْرها. وسَحَلَتِ العَينُ تَسْحَل سَحْلاً وسُحُولاً: صَبَّت الدمعَ. وباتت السماء تَسْحَلُ ليلتَها أَي تَصُبُّ الماء. وسَحَلَ البَغْلُ والحمارُ يَسْحَلُ ويَسْحِل سَحِيلاً وسُحالاً: نَهَق. والمِسْحَل: الحِمار الوحشيُّ، وهو صفة غالبة، وسَحِيلُه أَشَدُّ نَهِيقه. والسَّحِيل والسُّحَال، بالضم: الصوت الذي يدور في صدر الحمار. قال الجوهري: وقد سَحَلَ يَسْحِلُ، بالكسر، ومنه قيل لعَيْر الفَلاة مِسْحَلٌ. والمِسْحَل: اللِّجام، وقيل فَأْس اللِّجام. والمِسْحَلانِ: حَلْقتان إِحداهما مُدْخَلة في الأُخرى على طَرَفي شَكِيم اللِّجام وهي الحديدة التي تحت الجَحْفَلة السُّفْلى؛ قال رؤبة: لولا شَكِيمُ المِسْحَلَين انْدَقَّا والجمع المَساحِل؛ ومنه قول الأَعشى: صَدَدْتَ عن الأَعداء يوم عُبَاعِبٍ، صُدُودَ المَذاكِي أَفْرَعَتها المَساحِلُ وقال ابن شميل: مِسْحَل اللِّجام الحديدةُ التي تحت الحَنَك، قال: والفَأْس الحديدة القائمة في الشَّكِيمة، والشَّكِيمة الحديدة المُعْتَرِضة في الفم. وفي الحديث: أَن الله عز وجل قال لأَيوب، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: لا يَنْبغي لأَحد أَن يُخَاصِمني إِلا مَنْ يَجْعَل الزِّيارَ في فَم الأَسَد والسِّحَال في فَمِ العَنْقاء؛ السِّحالُ والمِسْحَل واحد، كما تقول مِنْطَقٌ ونِطَاقٌ ومِئْزَرٌ وإِزَارٌ، وهي الحَديدة التي تكون على طَرَفَيْ شَكِيم اللِّجام، وقيل: هي الحديدة التي تجعل في فم الفرَس ليَخْضَعَ، ويروى بالشين المعجمة والكاف، وهو مذكور في موضعه. قال ابن سيده: والمِسْحلانِ جانبا اللحية، وقيل: هما أَسفلا العِذَارَيْن إِلى مُقَدَّم اللحية، وقيل: هو الصُّدْغ، يقال شَابَ مِسْحَلاه؛ قال الأَزهري: والمِسْحَلُ موضع العِذَار في قول جَندل الطُّهَوي: عُلِّقْتُها وقد تَرَى في مِسْحَلي أَي في موضع عِذاري من لحيتي، يعني الشيب؛ قال الأَزهري: وأَما قول الشاعر: الآنَ لَمَّا ابْيَضَّ أَعْلى مِسْحَلي فالمِسْحَلانِ ههنا الصُّدْغانِ وهما من اللِّجَام الخَدَّانِ. والمِسْحَل: اللسان. قال الأَزهري: والمِسْحَل العَزْم الصارم، يقال: قد ركب فلان مِسْحَله ورَدْعَه إِذا عَزَم على الأَمر وجَدَّ فيه؛ وأَنشد: وإِنَّ عِنْدي، إِن رَكِبْتُ مِسْحَلي، سُمَّ ذَراريِحَ رِطابٍ وخَشِي وأَورد ابن سيده هذا الرجز مستشهداً به على قوله والمِسْحَل اللسان. والمِسْحَل: الثوب النَّقِيُّ من القطن. والمِسْحل: الشُّجاع الذي يَعْمل وحده. والمِسْحَل: المِيزاب الذي لا يُطاق ماؤُه. والمِسْحَل: المَطَر الجَوْد. والمِسْحَل: الغاية في السخاء. والمِسْحَل: الجَلاَّد الذي يقيم الحدود بين يدي السلطان. والمِسْحَلُ: الساقي النَّشِيط. والمِسْحَل: المُنْخُلُ. والمِسْحَل: فَمُ المَزَادة. والمِسْحَل: الماهر بالقرآن. والمِسْحَل: الخيط يُفْتَل وحده، يقال: سَحَلْت الحَبْلَ، فإِن كان معه غيره فهو مُبْرَمٌ ومُغَارٌ. والمِسْحَل: الخَطِيب الماضي. وانْسَحَل بالكلام: جَرَى به. وانْسَحَل الخَطِيبُ إِذا اسْحَنْفَر في كلامه. ورَكِب مِسْحَله إِذا مضى في خُطْبته. ويقال: رَكِب فلان مِسْحَله إِذا رَكِب غَيَّه ولم يَنْتَه عنه، وأَصل ذلك الفرس الجَمُوح يَرْكَبُ رأْسَه ويَعَضُّ على لِجامه. وفي الحديث: أَن ابن مسعود افتتح سورة النساء فَسَحَلَها أَي قَرَأَها كُلَّها متتابعة متصلة، وهو من السَّحْل بمعنى السَّحَّ والصَّبِّ، وقد روي بالجيم، وهو مذكور في موضعه. وقال بعض العرب: وذكر الشِّعْر فقال الوَقْف والسَّحْلُ، قال: والسَّحْل أَن يتبع بعضه بعضاً وهو السِّرْد، قال: ولا يجيءُ الكِتابُ إِلاَّ على الوَقْف. وفي حديث عَليٍّ: إِنَّ بني أُمَيَّةَ لا يَزَالون يَطْعُنُون في مِسْحَلِ ضلالةٍ؛ قال القتيبي: هو من قولهم رَكِب مِسْحَلَه إِذا أَخذ في أَمر فيه كلام ومَضَى فيه مُجِدّاً، وقال غيره: أَراد أَنهم يُسْرِعون في الضلالة ويُجِدُّون فيها. يقال: طَعَنَ في العِنَان يَطْعُنُ، وطَعَنَ في مِسْحَله يَطْعُن. يقال: يَطْعُن باللسان ويَطْعُن بالسِّنان. وسَحَلَه بلسانه: شَتَمه؛ ومنه قيل لِلِّسان مِسْحَل؛ قال ابن أَحمر: ومن خَطِيبٍ، إِذا ما انساح مِسْحَلُه مُفَرِّجُ القول مَيْسُوراً ومَعْسُورا والسِّحَالُ والمُسَاحَلَة: المُلاحاة بين الرَّجُلَين. يقال: هو يُسَاحِله أَي يُلاحِيه. ورَجُلٌ إِسْحِلانيُّ اللحية: طَوِيلُها حَسَنُها؛ قال سيبويه: الإِسْحِلانُ صفة، والإِسْحِلانِيَّة من النساء الرائعةُ الجَمِيلة الطويلة. وشابٌّ مُسْحُلانٌ ومُسْحُلانيٌّ: طويل يوصف بالطول وحُسْن القَوَام. والمُسْحُلانُ والمُسْحُلانيُّ: السَّبْط الشعر الأَفْرَع، والأُنثى بالهاء.والسِّحْلال: العظيم البطن؛ قال الأَعلم يصف ضِبَاعاً: سُودٍ سَحَالِيلٍ كَأَنْـ ـنَ جُلودَهُنَّ ثِيابُ راهِبْ أَبو زيد: السِّحْلِيل الناقة العظيمة الضَّرع التي ليس في الإِبل مثلها، فتلك ناقة سِحْليلٌ. ومِسْحَلٌ: اسم رجل؛ ومِسْحَلٌ: اسم جِنِّيِّ الأَعشى في قوله: دَعَوْتُ خَلِيلي مِسْحَلاً، ودَعَوْا له جِهِنَّامَ، جَدْعاً للهَجِينِ المُذَمَّمِ وقال الجوهري: ومِسْحَلٌ اسم تابِعَة الأَعشى. والسُّحَلَةُ مثال الهُمَزَة: الأَرنب الصُّغرى التي قد ارتفعت عن الخِرْنِق وفارقت أُمَّها؛ ومُسْحُلانُ: اسم واد ذَكَره النابغةُ في شعره فقال: فأَعْلى مُسحُلانَ فَحَامِرا (* قوله «فأعلى مسحلان إلخ» هكذا في الأصل، والذي في التهذيب ومعجم ياقوت من شعر النابغة قوله: ساربط كلبي أن يريبك نبحه * وإن كنت أرعى مسحلان فحامرا)وسَحُول: قرية من قُرى اليمن يُحْمل منها ثيابُ قُطْنٍ بِيضٌ تسمى السُّحُوليَّة، بضم السين، وقال ابن سيده: هو موضع باليمن تنسب إِليه الثياب السَّحُوليَّة؛ قال طَرَفة: وبالسَّفْح آياتٌ كأَنَّ رُسُومَها يَمَانٍ، وَشَتْه رَيْدَةٌ وسَحُول رَيْدَةُ وسَحُول: قريتان، أَراد وَشَتْه أَهل رَيْدَة وسَحُول. والإِسْحِل، بالكسر: شَجَرٌ يُستاك به، وقيل: هو شجر يَعْظُم يَنْبُت بالحجاز بأَعالي نَجْد؛ قال أَبو حنيفة: الإِسْحِل يشبه الأَثْل ويَغْلُظ حتى تُتَّخَذ منه الرِّحال؛ وقال مُرَّة؛ يَغْلُظ كما يَغْلُظ الأَثْل، واحدته إِسْحِلةٌ ولا نظير لها إِلاَّ إِجْرِد وإِذْخِر، وهما نَبْتان، وإِبْلِم وهو الخُوصُ، وإِثْمِد ضرب من الكُحْل، وقولهم لَقِيته ببَلْدة إِصْمِت؛ وقال الأَزهري: الإِسْحِلُ شجرة من شجر المَسَاويك؛ ومنه قول امرئ القيس: وتَعْطُو برَخْصٍ غَير شَثْنٍ كأَنَّه أَسَارِيعُ ظَبْيٍ، أَو مَسَاوِيكُ إِسْحِلِ

سحبل

بَطْنٌ سَحْبَلٌ: ضَخْم؛ قال هِمْيان: وأَدْرَجَتْ بُطونَها السَّحَابِلا الليث: السَّحْبَل العريض البطن؛ وأَنشد: لَكِنَّني أَحْبَبْتُ ضَبّاً سَحْبَلا والسَّحْبَل من الأَودية: الواسع. وسَحْبَلٌ: اسم وادٍ بعينه؛ قال جعفر بن عُلْبة الحرثي: أَلَهْفَى بِقُرَّى سَحْبَلٍ، حين أَجْلَبَتْ عَلَينا الوَلايا، والعَدُوُّ المُباسِلُ وقُرَّى: اسم ماء. والسَّحْبَلة من الخُصَى: المُتَدَلِّية الواسعة. والسَّحْبَلة: الضَّخْمة من الدِّلاءِ؛ قال: أَنْزِعُ غَرْباً سَحْبَلاً رَوِيَّا، إِذا عَلا الزَّوْرَ هَوَى هُوِيَّا ووادٍ سَحْبَلٌ: واسع، وكذلك سِقَاء سَحْبَلٌ. وسَبَحْلَلٌ: ضَخْم، وهو فَعَلَّلٌ؛ وقال الجُمَيح: في سَحْبَلٍ من مُسُوك الضَّأْن مَنْجُوب يعني سِقاء واسعاً قد دُبِغ بالنَّجَب، وهو قِشْر السِّدْر. ودَلْوٌ سَحْبَلٌ: عظيمة. ووِعاء سَحْبَلٌ: واسع، وجِرَاب سَحْبَلٌ. وعُلْبَة سَحْبَلَةٌ: جَوْفاء. والسَّحْبَل والسَّبَحْلَل: العظيم المُسِنُّ من الضِّباب. وصَحْراءُ سَحْبَلٍ: موضعٌ؛ قال جعفر ابن عُلْبة: لهم صَدْرُ سَيْفِي يومَ صَحْراءِ سَحْبَلٍ، وَلي منه ما ضُمَّتْ عليه الأَنامِلُ أَبو عبيد: السَّحْبَل والسِّبَحْل والهِبِلُّ الفَحْل العظيم؛ وأَنشد ابن بري: أُحِبُّ أَن أَصطاد ضَبًّا سَحْبَلا، رَعَى الرَّبيعَ والشتاء أَرْمَلا

سحجل

السَّحْجَلَةُ: دَلْكُ الشيء أَو صَقْله؛ قال ابن دريد: وليس بِثَبَت.

سخل

السَّخْلَةُ: ولد الشاة من المَعَز والضَّأْن، ذكراً أَو أُنثى، والجمع سَخْلٌ وسِخَالٌ وسِخَلةٌ؛ الأَخيرة نادرة، وسُخْلانٌ؛ قال الطِّرِمَّاح: تُراقِبُه مُسْتَشِبَّاتُها، وسُخْلانُها حَوْلَه سارِحَه أَبو زيد: يقال لولد الغنم ساعة تَضَعه أُمُّه من الضأْن والمَعَز جميعاً، ذكراً كان أَو أُنثى، سَخلة، ثم هي البَهْمة للذكر والأُنثى، وجمعها بَهْمٌ. وفي الحديث: كأَنِّي بجَبَّار يَعْمِد إِلى سَخْلي فيَقْتُله؛ السَّخْل: المولود المُحَبَّب إِلى أَبويه، وهو في الأَصل ولد الغنم. ورجال سُخَّل وسُخَّال: ضعفاء أَرذال؛ قال أَبو كبير: فَلَقَدْ جَمَعْتُ من الصِّحاب سَريَّةً، خُدْباً لِدَاتٍ غَيْرَ وَخْشٍ سُخَّل قال ابن جني: قال خالد واحدهم سَخْلٌ، وهو أَيضاً ما لم يُتَمَّم من كل شيء. التهذيب: ويقال للأَوغاد من الرجال سُخَّلٌ وسُخَّالٌ، قال: ولا يُعْرف منه واحد. وسَخَلَهم: نَفَاهم كخَسَلهم. والمَسْخُول: المَرْذُول كالمَخْسول. والسُّخَّل: الشِّيص. وسَخَّلَت النخلةُ: ضَعُف نواها وتمرُها، وقيل: هو إِذا نَفَضَتْه. الفراء: يقال للتمر الذي لا يشتدُّ نَواه الشِّيصُ، قال: وأَهل المدينة يُسَمُّونه السُّخَّل. وفي الحديث: أَنه خَرَج إِلى يَنْبُع حين وادَعَ بني مُدْلِجٍ فأَهْدَت إِليه امرأَة رُطَباً سُخَّلاً فقَبِلَه؛ السُّخَّل، بضم السين وتشديد الخاء: الشِّيصُ عند أَهل الحجاز، يقولون: سَخَّلَتِ النخلةُ إِذا حَمَلَت شِيصاً؛ ومنه الحديث: أَن رجلاً جاء بكَبائس من هذه السُّخَّل، ويروى بالحاء المهملة، وقد تقدم. ويقال: سَخَّلْت الرجُلَ إِذا عِبْتَه وضعَّفْته، وهي لغة هُذَيْل. وأَسْخَل الأَمرَ: أَخَّره. والسِّخَال: موضع أَو مواضع؛ قال الأَعشى: حَلَّ أَهْلي ما بَيْنَ دُرْنَى فبادَوْ لى، وحَلَّتْ عُلْوِيَّةً بالسِّخَال والسِّخَالُ: جَبَلٌ مما يلي مَطلَع الشمس يقال له خِنْزير؛ قال الجعدي: وقُلْتُ: لَحَى اللهُ رَبُّ العباد جَنُوبَ السِّخالِ إِلى يَتْرَبِ والسَّخْلُ: أَخْذُ الشيء مُخاتَلةً واجْتِذاباً؛ قال الأَزهري: هذا حرف لا أَحفظه لغير الليث ولا أُحِقُّ معرفته إِلا أَن يكون مقلوباً من الخَلْسِ كما قالوا جَذَبَ وجَبَذَ وبَضَّ وضَبَّ. وكواكِبُ مَسْخُولةٌ أَي مَجْهولة؛ قال: ونَحْنُ الثُّرَيَّا وجَوْزاؤُها، ونَحْنُ الذِّراعانِ والمِرْزَمُ وأَنتم كواكبُ مَسْخُولةٌ، تُرَى في السماء ولا تُعْلَمُ ويروى مَخْسولة، وقد تقدم ذكره في حرف الخاء.

سدل

سَدَلَ الشَّعْرَ والثوبَ والسِّتْرَ يَسْدِلُه ويَسْدُله سَدْلاً وأَسْدَله: أَرْخاه وأَرْسَلَه. وفي حديث علي، كرَّم الله وجهه: أَنه خَرَج فرأَى قوماً يُصَلُّون قد سَدَلوا ثيابَهم فقال: كأَنَّهم اليهودُ خَرَجوا من فُهْرِهم؛ قال أَبو عبيد: السَّدْل هو إِسْبال الرجل ثوبَه من غير أَن يَضُمَّ جانبيه بين يديه، فإِن ضَمَّه فليس بسَدْلٍ، وقد رُوِيت فيه الكراهةُ عن النبي، ﷺ. وفي حديث عائشة: أَنها سَدَلَتْ طَرَف قِناعها على وجهها وهي مُحْرِمة أَي أَسْبَلَتْه. وفي الحديث: نُهِي عن السَّدْل في الصلاة؛ هو أَن يَلْتَحِف بثوبه ويدخل يديه من داخل فيركع ويسجد وهو كذلك، وكانت اليهود تفعله فنُهُوا عنه، وهذا مطَّرد في القميص وغيره من الثياب؛ وقيل: هو أَن يضع وسَطَ الإِزار على رأْسه ويُرْسل طَرَفيه عن يمينه وشماله من غير أَن يجعلهما على كتفيه، قال سيبويه: فأَما قولهم يَزْدُلُ ثوبه فعلى المُضارَعة، لأَن السين ليست بمُطْبَقة وهي من موضع الزاي فحَسُنَ إِبدالُها لذلك، والبيان فيها أَجْوَد إِذ كان البيان في الصاد أَكثر من المُضارَعة مع كون المُضارَعة في الصاد أَكثر منها في السين. وشَعر مُنْسَدِلٌ: مسترسلٌ، قال الليث: شعر مُنْسَدِلٌ ومُنْسَدِرٌ كثير طويل قد وقع على الظَّهر. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قَدِم المدينةَ وأَهل الكتاب يَسْدِلُون أَشعارهم والمشركون يَفْرُقون فسَدَل النبيُّ، ﷺ، شعره ثم فَرَقَه، وكان الفَرْق آخر الأَمرين؛ قال ابن شميل: المُسَدَّل من الشَّعر الكثيرُ الطويل، يقال: سَدَّلَ شَعرَه على عاتقيه وعنقه وسَدَلَه يَسْدِله. والسَّدْل: الإِرسال ليس بمَعْقوف ولا مُعَقَّد. وقال الفراء: سَدَلْت الشَّعَر وسَدَنْته أَرخيته. الأَصمعي: السُّدُولُ والسُّدُون، باللام والنون، ما جُلِّل به الهَوْدج من الثياب، والسَّدِيلُ: ما أُسْبِلَ على الهودج، والجمع السُّدُول والسَّدائل والأَسدال. والسَّدِيل: شيء يُعَرَّض في شُقَّة الخِباء، وقيل: هو سِتْر حَجَلة المرأَة. والسِّدْل والسُّدْل: السِّتْر، وجمعه أَسدال وسُدُول؛ فأَما قول حُمَيد ابن ثور: فَرُحْنَ وقد زايَلْنَ كُلَّ ظَعِينةٍ لَهُنَّ، وباشَرْنَ السُّدُول المُرَقَّما فإِنه لما كان السُّدُول على لفظ الواحد كالسُّدوس لضرب من الثياب وصَفَه بالواحد، قال: وهكذا رواه يعقوب رحمه الله،ورواه غيره: السَّدِيل المُرَقَّما؛ قال: وهو الصحيح لأَن السَّدِيل واحد. ابن الأَعرابي: سَوْدَل الرجلُ إِذا طال سَوْدَلاه أَي شارباه. والسِّدل: السِّمْط من الجوهر، وفي المحكم: من الدُّرِّ يطول إِلى الصدر، والجمع سُدُولٌ؛ وقال حاجب المزني:كَسَوْنَ الفارِسِيَّةَ كُلَّ قَرْنٍ، وزَيَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُول ويروى: كَسَوْنَ القادِسِيَّة كل قَرْنٍ والسَّدَلُ: المَيَل. وذَكَرٌ أَسْدَلُ: مائل. وسَدَلَ ثوبَه يَسْدِلُه: شَقَّه. والسَّدِيلُ: موضع. والسِّدِلَّى، على فِعِلَّى: معرَّب وأَصله بالفارسية سِهْدِلَّه كأَنه ثلاثة بُيُوت في بَيْت كالحارِيِّ بكُمَّيْن.

سرل

أَما سرل فليس بعربي صحيح، والسَّراوِيلُ: فارسي مُعَرَّب، يُذَكَّر ويؤنث، ولم يعرف الأَصمعي فيها إِلا التأْنيث؛ قال قيس بن عُبادة:أَرَدْتُ لِكَيْما يَعْلَم الناسُ أَنها سَراوِيلُ قَيْس، والوُفُودُ شهودُ وأَن لا يِقُولوا: غابَ قَيْسٌ وهذه سَراوِيلُ عادِيٍّ نَمَتْه ثَمُودُ قال ابن سيده: بَلَغَنا أَن قَيْساً طاوَل رُومِيّاً بين يدي معاوية، أَو غيره من الأُمراء، فتجرَّد قيس من سَراوِيله وأَلقاها إِلى الرومي ففَضِلَتْ عنه، فعل ذلك بين يدي معاوية فقال هذين البيتين يعتذر من إِلقاء سَراويله في المشهد المجموع. قال الليث: السَّراوِيل أَعْجَمِيَّة أُعْرِبَتْ وأُنِّثَت، والجمع سَراوِيلات، قال سيبويه: ولا يُكَسَّر لأَنه لو كُسِّر لم يرجع إِلا إِلى لفظ الواحد فتُرِكَ، وقد قيل سَراوِيل جمع واحدته سِرْوالة؛ قال: عَلَيْه مِن اللّؤْمِ سِرْوالةٌ، فلَيْسَ يَرِقُّ لمُسْتَعْطِف وسَرْوَلَهُ فَتَسَرْوَلَ: أَلْبَسَه إِياها فلبَسها؛ الأَزهري: جاء السَّراوِيل على لفظ الجماعة وهي واحدة، قال: وقد سمعت غير واحد من الأَعراب يقول سِرْوال. وفي حديث أَبي هريرة: أَنه كَرِه السَّراوِيل المُخَرْفَجَةَ؛ قال أَبو عبيد: هي الواسعة الطويلة؛ الجوهري: قال سيبويه سَراوِيل واحدة، وهي أَعجمية أُعْرِبَتْ فأَشبهت من كلامهم ما لا ينصرف في معرفة ولا نكرة، فهي مصروفة في النكرة؛ قال ابن بري: قوله فهي مصروفة في النكرة ليس من كلام سيبويه، قال سيبويه: وإِن سَمَّيْتَ بها رجلاً لم تَصْرِفها، وكذلك إِن حَقَّرتْها اسم رجل لأَنها مؤنث على أَكثر من ثلاثة أَحرف مثل عَناق، قال: وفي النحويين من لا يصرفه أَيضاً في النكرة ويزعم أَنه جمع سِرْوال وسِرْوالة ويُنْشِد: عَلَيْه من اللُّؤْمِ سِرْوالةٌ ويَحْتَجُّ في ترك صرفه بقول ابن مقبل: أَبى دونها ذَبُّ الرِّياد كأَنَّه فَتىً فارِسِيٌّ في سَراوِيل رامِح (* قوله «أبى دونها إلخ» تقدم في ترجمة رود: يمشي بها ذب الرياد). قال: والعمل على القول الأَول، والثاني أَقوى؛ وأَنشد ابن بري لآخر في ترك صرفها أَيضاً: يَلُحْنَ من ذي زَجَلٍ شِرْواطِ، مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ، على سَراوِيلَ له أَسماط وقال ابن بري في ترجمة شرحل قال: شَراحِيلُ اسم رجل لا ينصرف عند سيبويه في معرفة ولا نكرة، وينصرف عند الأَخفش في النكرة، فإِن حَقَّرْته انصرف عندهما لأَنه عربي، وفارق السَّراويل لأَنها أَعجميَّة؛ قال ابن بري: العُجْمة ههنا لا تمنع الصرف مثل ديباج ونَيْرُوز، وإِنما تَمنع العُجْمةُ الصَّرْفَ إِذا كان العجمي منقولاً إِلى كلام العرب وهو اسم عَلَمٌ كإِبراهيم وإِسمعيل، قال: فعلى هذا ينصرف سَراوِيل إِذا صُغِّر في قولك سُرَيِّيل، ولو سميت به شيئاً لم ينصرف للتأْنيث والتعريف، وطائرٌ مُسَرْوَلٌ: أَلْبَسَ ريشُه ساقَيْه؛ وأَما قول ذي الرمة في صفة الثور: تَرى الثَّوْرَ يَمْشي راجعاً من ضَحائه بها مِثْلَ مَشْي الهِبْرِزِيِّ المُسَرْوَل فإِنه أَراد بالهِبْرزيِّ الأَسدَ، جعله مُسَرْوَلاً لكثرة قوائمه، وقيل: الهِبْرِزِيُّ الماضي في أَمره، ويروى: بها مِثْلَ مَشْي الهِرْبِذِيِّ، يعني مَلِكاً فارسيّاً أَو دِهْقاناً من دَهاقينهم، وجَعَلَهُ مُسَرْوَلاً لأَنه من لباسهم؛ يقول: هذا الثور يتبختر إِذا مَشَى تَبَخْتُر الفارسي إِذا لَبِسَ سَراوِيلَه. وحَمامة مُسَرْوَلةٌ: في رجليها رِيشٌ. والسَّراوِين: السَّراوِيل، زعم يعقوب أَن النون فيها بدل من اللام. وقال أَبو عبيد في شِياتِ الخيل: إِذا جاوز بياضُ التحجيل العَضُدين والفَخْذين فهو أَبْلَق مُسَرْوَلٌ؛ قال الأَزهري: والعرب تقول للثور الوحشي مُسَرْوَلٌ للسواد الذي في قوائمه.

سرأل

إِسْرائيلُ وإِسْرائينُ: زعم يعقوب أَنه بدل اسم مَلَكٍ.

سربل

السِّرْبالُ: القَميص والدِّرْع، وقيل: كُلُّ ما لُبِسَ فهو سِرْبالٌ، وقد تَسَرْبَلَ به وسَرْبَلَه إِياه. وسَرْبَلْتُه فَتَسَرْبَل أَي أَلبسته السِّرْبالَ. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: لا أَخْلَع سِرْبالاً سَرْبَلَنِيه اللهُ تعالى؛ السِّرْبالُ: القَمِيصُ وكَنَى به عن الخِلافة ويُجْمَع على سَرابِيلَ. وفي الحديث: النَّوائحُ عليهنَّ سَرابِيلُ من قَطِرانٍ، وتطلق السَّرابيلُ على الدروع؛ ومنه قول كعب بن زهير: شُمُّ العَرانِينِ أَبْطالٌ لبَوسُهُمُ من نَسْجِ دَاوُدَ، في الهَيْجا، سَرابِيلُ وقيل في قوله تعالى: سَرابِيلَ تَقِيكم الحَرَّ؛ إِنها القُمُص تَقي الحَرَّ والبَرْد، فاكتفى بذكر الحَرِّ كأَنَّ ما وَقى الحَرَّ وَقى البرد. وأَما قوله تعالى: وسَرابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكم؛ فهي الدُّرُوع. والسَّرْبَلَة: الثَّرِيد الكثير الدَّسَمِ. أَبو عمرو: السرْبَلَة ثَرِيدة قد رُوِّيَتْ دَسَماً.

سرطل

رَجُل سَرْطَلٌ: طويل مضطرب الخَلْق، وهي السَّرْطَلَة.

سرفل

إِسْرافِيلُ وإِسْرافِينُ وكان القَنانيُّ يقول سَرافِيل وسَرافِين وإِسْرائيل وإِسْرائِينُ، وزعم يعقوب أَنه بدلٌ اسمُ مَلَكٍ، قال: وقد تكون همزة إِسْرافِيل أَصلاً فهو على هذا خُماسيَّ.

سطل

السَّيْطَل: الطُّسَيسَةُ الصغيرةُ، يقال إِنه على صفة تَوْرٍ له عُرْوَةٌ كعُرْوَةِ المِرْجَل، والسَّطْلُ مثله؛ قال الطِّرِمَّاح: حُبِسَتْ صُهارَتُه فظَلَّ عُثانُه في سَيْطَلٍ كُفِئَتْ له يَتَرَدَّدُ والجمع سُطُول، عربي صحيح، والسَّيْطَل لغة فيه (* قوله «والسيطل لغة فيه» أي في السطل كما هو ظاهر، وسيأتي في ترجمة طسل ان الطيسل بتقديم الطاء لغة في السيطل) والسَّيْطَل: الطَّسْت؛ وقال هِمْيان بن قُحافة في الطَّسْل: بَلْ بَلَدٍ يُكْسى القَتام الطَّاسِلا، أَمْرَقْتُ فيه ذُبُلاً ذَوابِلا قالوا: الطَّاسِلُ المُلَبِس. وقال بعضهم: الطَّاسِل والسَّاطِل من الغبار المرتفعُ.

سعل

سَعَلَ يَسْعُلُ سُعالاً وسُعْلةً وبه سُعْلة، ثم كَثُر ذلك حتى قالوا: رماه فَسَعَلَ الدَّمَ أَي أَلقاه من صدره؛ قال: فَتَآيا بطَرِيرٍ مُرْهَفٍ جُفْرةَ المَحْزِم منه، فَسَعَل وسُعالٌ ساعِل على المبالغة، كقولهم شُغْلٌ شاغِلٌ وشِعْرٌ شاعِرٌ. والساعِلُ: الحَلْق؛ قال ابن مقبل: سَوَّافِ أَبْوالِ الحَمِير، مُحَشْرِجٍ ماء الجَمِيم إِلى سَوافي السَّاعِل سَوافِيهِ: حُلْقومُه ومَرِيئُه؛ قال الأَزهري: والسَّاعِل الفَمُ في بيت ابن مقبل: عَلى إِثْرِ عَجَّاجٍ لَطِيفٍ مَصِيُره، يَمُجُّ لُعاعَ العَضْرَسِ الجَوْنِ ساعِلُه أَي فَمُه، لأَن الساعِلَ به يَسْعُل. والمَسْعَلُ: موضع السُّعال من الحَلْق. وسَعَلَ سَعْلاً: نَشِطَ. وأْسْعَله الشيءُ: أَنْشَطَه؛ ويروى بيت أَبي ذؤيب: أَكَلَ الجَمِيمَ وطاوَعَتْه سَمْحَجٌ مثلُ القَناةِ، وأَسْعَلَتْه الأَمْرُعُ والأَعرف: أَزْعَلَتْه. أَبو عبيدة: فَرَسٌ سَعِلٌ زَعِلٌ أَي نَشِيطٌ، وقد أْسْعَله الكَلأُ وأَزْعَلَه بمعنى واحد. والسَّعَلُ: الشِّيصُ اليابس. والسِّعْلاةُ والسِّعْلا: الغُولُ، وقيل: هي ساحرة الجِنِّ. واسْتَسْعَلَتِ المرأَةُ: صارت كالسِّعْلاة خُبْثاً وسَلاطَةً، يقال ذلك للمرأَة الصَّخَّابة البَذِيَّة؛ قال أَبو عدنان: إِذا كانت المرأَة قبيحة الوجه سيِّئة الخُلُق شُبِّهت بالسِّعْلاة، وقيل: السِّعْلاة أَخبث الغِيلان، وكذلك السِّعْلا، يمد ويقصر، والجمع سَعالى وسَعالٍ وسِعْلَياتٌ، وقيل: هي الأُنثى من الغِيلان. وفي الحديث: أَن رسول الله، ﷺ، قال: لا صَفَرَ ولا هامَةَ ولا غُولَ ولكن السَّعالى؛ هي جمع سِعْلاةٍ، قيل: هم سَحَرَةُ الجِنِّ، يعني أَن الغُولَ لا تقدر أَن تَغُول أَحداً وتُضِلَّه، ولكن في الجن سَحَرة كسَحَرة الإِنس لهم تلبيس وتخييل، وقد ذكرها العرب في شعرها؛ قال الأَعشى: ونِساءٍ كأَنَّهُنَّ السَّعالي قال أَبو حاتم: يريد في سوء حالهن حين أُسِرْنَ؛ وقال لبيد يصف الخَيل: عَلَيْهِنَّ وِلْدانُ الرِّجالِ كأَنَّها سَعالى وعِقْبانٌ، عليها الرَّحائِلُ وقال جِرانُ العَوْدِ: هِيَ الغُولُ والسِّعْلاةُ خَلْفيَ مِنْهما مُخَدَّشُ ما بَيْن التَّراقي مُكَدَّحُ وقال بعض العرب: لم يَصِف العربُ بالسِّعْلاة إِلا العَجائزَ والخيلَ؛ قال شَمِر: وشبَّه ذو الإِصْبَعِ الفُرْسان بالسَّعالي فقال: ثُمَّ انْبَعَثْنا أُسودَ عاديةٍ، مثل السَّعالي نَقائياً نُزُعاً فهي ههنا الفُرْسانُ، نَقائِياً: مُخْتارات، النُّزُعُ: الذين يَنْزِعُ كلٌّ منهم إِلى أَب شريف؛ قال أَبو زيد: مثل قولهم اسْتَسْعَلَتِ المرأَةُ قولُهم عَنْزٌ نَزَتْ في حَبْلٍ (* قوله «في حبل» هكذا في الأصل بالحاء، وفي نسخة من التهذيب جبل، بالجيم) فاسْتَتْيَسَتْ ثم من بعد اسْتِتْياسِها اسْتَعْنَزَتْ؛ ومثله: إِن البُغاثَ بأَرْضِنا يَسْتَنْسِر واسْتَنْوَق الجَمَلُ، واسْتَأْسَدَ الرَّجُلُ، واسْتَكْلَبَتِ المرأَةُ.

سغل

السَّغِلُ: الدقيقُ القوائم الصغيرُ الجُثَّة الضعيفُ؛ والاسم السَّغَل. والسَّغِلُ والوغِلُ: السَّيِّءُ الغِذاء المضطرب الأَعضاء السَّيء الخُلُق. يقال: صَبِيٌّ سَغِلٌ بَيِّن السَّغَل. وسَغِلَ الفرسُ سَغَلاً: تَخَدَّدَ لَحْمُهُ وهُزِلَ؛ قال سَلامَةُ بن جَنْدَل يصف فَرَساً:ليس بأَسْفى ولا أَقْنى ولا سَغِلٍ يُسْقى دَواءً، قَفِيّ السَّكْن مرْبُوب ويقال: هوالمُتَخَدِّدُ المَهْزُول. التهذيب في ترجمة سغن: الأَسغانُ الأَغذية الرَّديئة، ويقال باللام أَيضاً.

سغبل

سَغْبَلَ الطعامَ: أَدَمَه بالإِهالة والسَّمْن، وقيل: رَوَّاهُ دَسَماً. شَيءٌ سَغْبَلٌ: سَهْلٌ. وسَغْبَل رأْسه بالدُّهْن أَي رَوَّاه، وقال غيره: سَبْغَله فاسْبَغَلَّ، قُدِّمت الباء على الغين وقد تقدم. والسَّغْبَلة: أَن يُثْرَدَ اللحم مع الشحم فيكثر دَسَمه؛ وأَنشد: مَنْ سَغْبَل اليومَ لَنا، فقد غَلَبْ، خُبْزاً ولَحْماً، فهو عِنْدَ الناس حَب

سفل

السُّفْلُ والسِّفْلُ والسُّفُولُ والسَّفال والسُّفالة، بالضم. نقيضُ العُلْوِ والعِلْوِ والعُلُوِّ والعَلاءِ والعُلاوة. والسُّفْلى: نقيضُ العُلْيا. والسُّفْلُ: نقيض العُلْوِ في التَّسَفُّل والتَّعَلِّي. والسافِلةُ: نقيض العالِية في الرُّمْح والنهر وغيره. والسَّافِلُ: نقيض العالي. والسِّفْلة: نقيضُ العِلْية. والسَّفَالُ: نقيض العَلاء. قال ابن سيده: والأَسْفَل نَقِيض الأَعْلى، يكون اسماً وظرفاً. ويقال: أَمرهم في سَفَال وفي عَلاء. والسُّفُولُ: مصدر وهو نقيض العُلُوِّ، والسِّفْل نقيض العِلْوِ في البناء. وفي التنزيل العزيز: والرَّكْبُ أَسْفَلَ منكم، قرئ بالنصب لأَنه ظرف، ويقرأ أَسْفَلُ منكم، بالرفع، أَي أَشدُّ تَسَفُّلاً منكم. والسَّفَالة، بالفتح: النَّذَالة، قد سَفُلَ، بالضم. وقوله عز وجل: ثم رَدَدْناه أَسْفَلَ سافِلِين؛ قيل: معناه إِلى الهَرَم، وقيل إِلى التَّلَف، وقيل رَدَدْناه إِلى أَرْذل العُمُر كأَنه قال رددناه أَسْفَلَ مَنْ سَفَل وأَسْفَلَ سافِلٍ، وقيل إِلى الضلال، لأَن كل مولود يولد على الفِطْرة فمن كفر وَضَلَّ فهو المردود إِلى أَسفل السافلين، كما قال عز وجل: إِن الإِنسان لفي خُسْر إِلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات؛ وجمعها أَسافِلُ؛ قال أَبو ذؤيب: بأَطْيَبَ مِن فيها إِذا جِئْتُ طارِقاً، وأَشْهَى إِذا نامت كِلابُ الأَسافِل أَراد أَسافل الأَودية يسكنها الرُّعَاة، وهم آخر من ينام لِتَشاغُلِهم بالرَّبْط والحَلْب، وقد سَفَلَ وسَفُلَ يَسْفُل فيهما سَفَالاً وسُفُولاً وتَسَفَّلَ. وسَفِلة الناس وسِفْلَتُهم: أَسافِلهُم وغَوْغاؤهم، قال ابن السكيت: هم السَّفِلة لأَرذال الناس، وهم من عِلْيَة القوم، ومن العرب من يُخَفِّف فيقول: هم السِّفْلة. وفلان من سِفْلة القوم إِذا كان من أَراذِلهم، فَيَنْقُل كسرة الفاء إِلى السين. الجوهري: السَّفِلة السُّقَاط من الناس، يقال: هو من السَّفِلة، ولا يقال هو سَفِلة لأَنها جمع، والعامة تقول رجل سَفِلة من قوم سَفِلٍ، قال ابن الأَثير: وليس بعربي. وفي حديث صلاة العيد: فقالت امرأَة من سَفِلة النِّساء، بفتح السين وكسر الفاء، وهي السُّقَاط، قال ابن بري: حكى ابن خالويه أَنه يقال السِّفِلة، بكسرهما، وحكي عن أَبي عمر أَن المراد بها أَسْفَل السُّفْل، قال: وكذا قال الوزير، يقال لأَسفل السُّفُل سَفِلة. وسأَل رجل التِّرْمِذي فقال له: قالت لي امرأَتي يا سَفِلة فقلت لها: إِن كُنْتُ سَفِلة فأَنت طالق فقال له: ما صَنْعَتُك؟ قال: سَمَّاكٌ، أَعَزَّك اللهُ قال: سَفِلةٌ، والله قال: فظاهر هذه الحكاية أَنه يجوز أَن يقال للواحد سَفِلة. وأَسافِلُ الإِبل: صغارُها؛ وأَنشد أَبو عبيد: تَوَاكَلَها الأَزْمانُ، حتى أَجَأْنَها إِلى جَلَدٍ منها قليلِ الأَسافِل أَي قليل الأَولاد. والسافِلَة: المَقْعَدة والدُّبُرُ. والسَّفِلة، بكسر الفاء: قوائم البعير. ابن سيده: وسَفِلةُ البعير قوائمُه لأَنها أَسفل. وسافلةُ الرُّمح: نصفه الذي يلي الزُّجَّ. وقَعَد في سُفَالة الريح وعُلاوتها وقَعَدَ سُفَالَتَها وعُلاوَتها. فالعُلاوةُ من حيث تَهُبُّ، والسُّفالة ما كان بإِزاء ذلك، وقيل: سُفَالة كل شيء وعُلاوتُه أَسْفَلُه وأَعْلاه، وقيل: كُنْ في عُلاوةِ الرِّيح وسُفَالة الريح، فأَما عُلاوتُها فأَن تكون فوق الصيد، وأَما سُفَالتها فأَن تكون تحت الصيد لا تستقبل الريح.والتَّسْفِيل: التصويب. والتَّسَفُّل: التَّصوُّب.

سفرجل

السَّفَرْجَل: معروف، واحدته سَفَرجلة، والجمع سَفَارج؛ قال أَبو حنيفة: وهو كثير في بلاد العرب. وقول سيبويه: ليس في الكلام مثل سِفِرجال، لا يريد أَن سِفِرْجالاً شيء مقول ولا غيره، وكذلك قوله: ليس في الكلام مثل اسْفَرْجَلْت، لا يريد أَن اسْفَرْجَلْت مقولة إِنما نَفَى أَن يكون في الكلام مثل هذا البناء، لا اسْفَرْجَلْت ولا غيره، وتصغير السَّفَرْجَلة سُفَيْرِجٌ وسُفَيْجِلٌ، وذكره الأَزهري في الخماسي.

سقل

السُّقْل: لغة في الصُّقْل، وهي الخاصِرَة. والسَّقَل في اليد: كالصَّدَف، سَقِلَ سَقَلاً، وهو أَسْقَل. اليزيدي: هو السَّيْقَل والصَّيْقَل. وسَيْفٌ سَقِيل وصَقِيل؛ الأَزهري: والصاد في جميع ذلك أَفصح.

سلل

السَّلُّ: انتزاعُ الشيء وإِخراجُه في رِفْق، سَلَّه يَسُلُّه سَلاًّ واسْتَلَّه فانْسَلَّ وسَلَلْتُه أَسُلُّه سَلاًّ. والسَّلُّ: سَلُّك الشعرَ من العجين ونحوه. والانْسِلالُ: المُضِيُّ والخروج من مَضِيق أَو زِحامٍ. سيبويه: انْسَلَلْت ليست للمطاوعة إِنما هي كفَعَلْت كما أَن افْتَقَرَ كضَعُف؛ وقول الفرزدق: غَدَاةَ تَوَلَّيْتُم، كأَنَّ سُيُوُفَكُم ذَآنِينُ في أَعناقِكُمْ، لم تُسَلْسَل فَكَّ التضعيفَ كما قالوا هو يَتَمَلْمَلُ وإِنما هو يَتَمَلَّل، وهكذا رواه ابن الأَعرابي، فأَما ثعلب فرواه لم تُسَلَّل، تُفَعَّل من السَّلِّ. وسَيْف سَلِيلٌ: مَسْلُول. وسَللْت السيف وأَسْلَلْته بمعنىً. وأَتيناهم عِنْدَ السَّلَّة أَي عند اسْتِلال السيوف؛ قال حِمَاس بن قيس بن خالد الكناني: هذا سِلاحٌ كامِلٌ وأَلَّهْ، وذو غِرَارَيْنِ سَرِيعُ السَّلَّهْ وانْسَلَّ وتَسَلَّل: انْطَلَق في استخفاء. الجوهري: وانْسَلَّ من بينهم أَي خرج. وفي المثل: رَمَتْني بِدائها وانْسَلَّتْ، وتَسَلَّل مثلُه. وفي حديث عائشة: فانْسَلَلْتُ من بين يديه أَي مَضَيْتُ وخرجت بتَأَنٍّ وتدريج. وفي حديث حَسَّان: لأَسُلَّنَّك منهم كما تُسَلُّ الشَّعَرة من العجين. وفي حديث الدعاء: اللهم اسْلُل سَخِيمةَ قلبي. وفي الحديث الآخر: مَنْ سَلَّ سَخِيمَتَه في طريق الناس. وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ: مَضْجَعُه كمَسَلِّ شَطْبَةٍ؛ المَسَلُّ: مصدر بمعنى المَسْلُول أَي ما سُلَّ من قشره، والشَّطْبة: السَّعَفة الخضراء، وقيل السَّيْف. والسُّلالةُ: ما انْسَلَّ من الشيء. ويقال: سَلَلْت السيفَ من الغِمْد فانْسَلَّ. وانْسَلَّ فلان من بين القوم يَعْدو إِذا خرج في خُفْية يَعْدُو. وفي التنزيل العزيز: يَتَسَلَّلون منكم لِوَاذاً؛ قال الفراء: يَلُوذُ هذا بهذا يَسْتَتِر ذا بذا؛ وقال الليث: يَتَسَلَّلون ويَنْسَلُّون واحدٌ. والسَّلِيلةُ: الشَّعَر يُنْفَش ثم يُطْوَى ويشد ثم تَسُلُّ منه المرأَة الشيءَ بعد الشيء تَغْزِله. ويقال: سَلِيلةٌ من شَعَر لما اسْتُلَّ من ضَريبته، وهي شيء يُنْفَش منه ثم يُطْوى ويُدْمَج طِوالاً، طول كل واحدة نحو من ذراع في غِلَظ أَسَلة الذراع ويُشَدُّ ثم تَسُلُّ منه المرأَةُ الشيءَ بعد الشيء فتَغْزِله. وسُلالةُ الشيء: ما اسْتُلَّ منه، والنُّطْفة سُلالة الإِنسان؛ ومنه قول الشماخ: طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لوَقْتٍ، على مَشَجٍ، سُلالتُه مَهِينُ وقال حسان بن ثابت: فجاءت به عَضْبَ الأَدِيم غَضَنْفَراً، سُلالةَ فَرْجٍ كان غَيْر حَصِين وفي التنزيل العزيز: ولقد خلقنا الإِنسان من سُلالةٍ من طين؛ قال الفراء: السُّلالة الذي سُلَّ من كل تُرْبة؛ وقال أَبو الهيثم: السُّلالة ما سُلَّ من صُلْب الرجل وتَرائب المرأَة كما يُسَلُّ الشيءُ سَلاًّ. والسَّليل: الولد سُمِّي سَليلاً لأَنه خُلق من السُّلالة. والسَّلِيلُ: الولد حين يخرج من بطن أُمه، وروي عن عكرمة أَنه قال في السُّلالة: إِنه الماء يُسَلُّ من الظَّهر سَلاًّ؛ وقال الأَخفش: السُّلالة الوَلَد، والنُّطفة السُّلالة؛ وقد جعل الشماخ السُّلالة الماء في قوله: على مَشَجٍ سُلالَتُه مَهِينُ قال: والدليل على أَنه الماء قوله تعالى: وبَدَأَ خَلقَ الإِنسانِ من طين، يعني آدم ثم جَعَل نَسْله من سُلالة، ثم تَرْجَمَ عنه فقال: من ماء مَهِين؛ فقوله عز وجل: ولقد خلقنا الإِنسان من سُلالة؛ أَراد بالإِنسان وَلد آدم، جُعِل الإِنسان اسماً للجنس، وقوله من طين أَراد أَن تلك السُّلالة تَوَلَّدت من طين خُلق منه آدمُ في الأَصل، وقال قتادة: اسْتُلَّ آدم من طين فسُمّي سُلالة، قال: وإِلى هذا ذهب الفراء؛ وقال الزجَّاج: من سُلالة من طين، سُلالة فُعالة، فخَلق الله آدم عليه السلام . . . . (* كذا بياض بالأصل) والسُّلالة والسَّليل: الولد، والأُنثى سَليلة. أَبو عمرو: السَّلِيلة بنت الرجل من صُلْبه؛ وقالت هند بنت النُّعمان: وما هِنْدُ إِلاّ مُهْرةٌ عَرَبِيَّةٌ، سَلِيلةُ أَفراس تَجَلَّلها بَغْل قال ابن بري: وذكر بعضهم أَنها تصحيف وأَن صوابه نَغْل، بالنون، وهو الخَسِيس من الناس والدواب لأَن البَغْل لا يُنْسِل. ابن شميل: يقال للإِنسان أَيضاً أَوّلَ ما تَضَعُه أُمُّه سَلِيلٌ. والسَّلِيل والسليلة: المُهْر والمُهْرة، وقيل: السَّلِيل المُهْر يُولَد في غير ماسِكَة ولا سَلىً، فإِن كان في واحدة منهما فهو بَقِيرٌ، وقد تقدم؛ وقوله أَنشده ثعلب: أَشَقَّ قَسامِيًّا رَباعِيَّ جانِبٍ، وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقرَحَ أَشقَرا معنى سُلَّ أُخْرِج سَلِيلاً. والسَّلِيل: دِماغ الفرس؛ وأَنشد الليث: كقَوْنَسِ الطِّرْفِ أَو في شأْنُ قَمْحَدة، فيه السَّلِيلُ حَوَاليْه له إِرَمُ (* قوله «قمحدة» هكذا ضبط في الأصل ومثله في التكملة، ولم نقف على البيت في غير هذا الموضع، غير أن في التكملة القمحدة بكسر ففتح فسكون في القمحدوة). والسَّلِيلُ: السَّنام. الأَصمعي: إِذا وَضَعَت الناقةُ فولدها ساعةَ تَضَعه سَلِيلٌ قبل أَن يُعلم أَذكر هو أَم أُنثى. وسَلائِلُ السَّنام: طَرائق طِوالٌ تُقْطَع منه. وسَلِيلُ السَّنام: طَرائق طِوالٌ تُقَطَع منه. وسَلِيل اللحم: خَصِيله، وهي السَّلائل. وقال الأَصمعي: السَّلِيل طرائق اللحم الطِّوال تكون ممتدَّة مع الصُّلْب. وسَلْسَلَ إِذا أَكل السِّلْسِلَة، وهي القِطْعة الطويلة من السَّنام، وقال أَبو عمرو هي اللَّسْلَسة، وقال الأَصمعي هي اللِّسْلِسَة، ويقال سَلْسَلة. ويقال انْسَلَّ وانْشَلَّ بمعنى واحد، يقال ذلك في السَّيل والناس: قاله شمر. والسَّلِيلُ: لحم المَتْنِ؛ وقول تَأَبَّطَ شَرًّا: وأَنْضُو المَلا بالشَّاحِب المُتَسَلْسِل هو الذي قد تَخَدَّد لحمُه وقَلَّ، وقال أَبو منصور: أَراد به نفسه، أَراد أَقْطَعُ المَلا وهو ما اتَّسَعَ من الفَلاة وأَنا شاحبٌ مُتَسَلْسِلٌ؛ ورواه غيره: وأَنْضُو الملا بالشاحب المُتَشَلْشِل بالشين المعجمة، وسيأْتي ذكره، وفَسَّره أَنْضو أَجُوزُ، والمَلا الصَّحْراء، والشاحب الرجل الغَزَّاء، قال: وقال الأَصمعي الشاحبُ سيف قد أَخْلَق جَفْنُه، والمُتشَلْشِلُ الذي يَقْطُر الدمُ منه لكثرة ما ضُرِب به.والسَّلِيلة: عَقَبة أَو عَصَبة أَو لحمة ذات طرائق ينفصل بعضها من بعض. وسَلِيلة المَتْن: ما استطال من لحمه. والسَّلِيل: النُّخاع؛ قال الأَعشى: ودَأْياً لَواحِكَ مِثْل الفُؤو سِ، لاءم منها السَّلِيلُ الفَقَارا وقيل: السَّليل لحمة المَتْنَين، والسَّلائل: نَغَفات مستطيلة في الأَنف. والسَّلِيل: مَجْرَى الماء في الوادي، وقيل السَّلِيل وَسَطُ الوادي حيث يَسِيل مُعْظَمُ الماء. وفي الحديث: اللَّهم اسْقِنا من سَلِيل الجَنَّة، وهو صافي شرابها، قيل له سَلِيلٌ لأَنه سُلَّ حتى خَلَص، وفي رواية: اللهم اسْقِ عبدَ الرَّحْمن من سَلِيل الجنَّة؛ قال: هو الشراب البارد، وقيل: السَّهْل في الحَلْق، ويروى: سَلْسَبيل الجنَّة وهو عين فيها؛ وقيل الخالص الصافي من القَذَى والكدَر، فهو فَعِيلٌ بمعنى مفعول، ويروى سَلْسال وسَلْسَبيل. والسَّلِيل: وادٍ واسع غامض يُنْبِت السَّلَم والضَّعَة واليَنَمة والحَلَمة والسَّمُر، وجمعه سُلاَّنٌ؛ عن كراع، وهو السَّالُّ والجمع سُلاَّنٌ أَيضاً. التهذيب في هذه الترجمة: السَّالُّ مكانٌ وَطِيءٌ وما حَوْلَه مُشْرِف، وجمعه سَوالُّ، يجتمع إِليه الماء. الجوهري: والسَّالُّ المَسِيل الضَّيِّق في الوادي. الأَصمعي: السُّلاّن واحدها سالٌّ وهو المَسِيل الضيّق في الوادي، وقال غيره: السِّلْسِلة الوَحَرةُ، وهي رُقَيْطاءُ لها ذَنَبٌ دقيق تَمْصَع به إِذا عَدَتْ، يقال إِنها ما تَطَأُ طعاماً ولا شَراباً إِلاَّ سَمَّتْه فلا يأْكله أَحَدٌ إِلاَّ وَحِرَ وأَصابه داءٌ رُبَّما مات منه. ابن الأَعرابي: يقال سَلِيلٌ من سَمُرٍ، وغالٌّ من سَلَم، وفَرْشٌ من عُرْفُطٍ؛ قال زهير: كأَنَّ عَيْني وقد سال السَّليلُ بِهِم وجِيرَةٌ مَّا هُمُ، لو أَنَّهم أمَمُ ويروى: وعِبْرةٌ مَّا هُمُ لو أَنَّهُم أمَمُ قال ابن بري: قوله سَالَ السَّلِيلُ بهم أَي ساروا سيراً سريعاً، يقول انْحَدَروا به فقد سَالَ بهم، وقوله ما هم، ما زائدة، وهُمْ مبتدأ، وعِبْرةٌ خبره أَي هُمْ لي عِبْرةٌ؛ ومن رواه وجِيرَة مَّا هُم، فتكون ما استفهامية أَي أَيُّ جِيرَةٍ هُم، والجملة صفة لجِيرة، وجِيرة خبر مبتدإِ محذوف. والسَّالُّ: موضع فيه شجر. والسَّلِيل والسُّلاّن: الأَودية. وفي حديث زياد: بسُلالةٍ من ماءِ ثَغْبٍ أَي ما اسْتُخْرج من ماء الثَّغْب وسُلَّ منه. والسُّلُّ والسِّلُّ والسُّلال: الداء، وفي التهذيب: داء يَهْزِل ويُضْني ويَقْتُل؛ قال ابن أَحمر: أَرَانا لا يَزال لنا حَمِيمٌ، كَدَاء البَطْن سُلاًّ أَو صُفَارا وأَنشد ابن قتيبة لِعُرْوة بن حزام فيه أَيضاً: بِيَ السُّلُّ أَو داءُ الهُيام أَصَابني، فإِيَّاكَ عَنِّي، لا يَكُن بِكَ ما بِيا ومثله قول ابن أَحمر: بِمَنْزِلةٍ لا يَشْتَكِي السُّلَّ أَهْلُها، وعَيْش كمَلْسِ السَّابِرِيِّ رقيق وفي الحديث: غُبَارُ ذَيْل المرأَة الفاجرة يُورِث السِّلَّ؛ يريد أَن من اتبع الفواجر وفجر ذَهَب مالُه وافتقر، فشَبَّه خِفَّة المال وذهابَه بخِفَّة الجسم وذهابِه إِذا سُلَّ، وقد سُلَّ وأَسَلَّه اللهُ، فهو مَسْلول، شاذ على غير قياس؛ قال سيبويه: كأَنه وُضع فيه السُّلُّ؛ قال محمد بن المكرم: رأَيت حاشية في بعض الأُصول على ترجمة أمم على ذكر قُصَيٍّ: قال قُصَيٌّ واسمه زيد كان يُدْعَى مُجَمِّعاً: إِنِّي، لَدى الحَرْب، رَخِيٌّ لَبَبي عند تَنَاديهم بهَالٍ وهَبِ مُعْتزِمُ الصَّوْلَةِ عالٍ نَسَبي، أُمَّهَتي خِنْدِفُ، والياسُ بي قال: هذا الرجز حُجَّة لمن قال إِن الياس بن مُضَر الأَلف واللام فيه للتعريف، فأَلفه أَلف وصل؛ قال المفضَّل بن سلمة وقد ذكَرَ الياسَ النبيَّ، عليه السلام: فأَما الياسُ بن مُضَر فأَلفه أَلف وصل واشتقاقه من اليأْسِ وهو السُّلُّ؛ وأَنشد بيت عُرْوة بن حِزام: بِيَ السُّلُّ أَو داءُ الهُيام أَصابني وقال الزبير بن بكار: الياسُ بن مُضَر هو أَول من مات من السُّلِّ فسمي السُّلُّ يأْساً، ومن قال إِنه إِلْياسُ بن مُضَر بقطع الأَلف على لفظ النبي، عليه الصلاة والسلام، أَنشد بيت قصي: أُمَّهَتي خِنْدِف والياسُ أَبي (* قوله «والياس» هكذا بالأصل بالواو. ولا بد على قطع الهمزة من إسقاط الواو أو تسكين فاء خندف ليستقيم الوزن). قال واشتقاقه من قولهم رجل أَليْسَ أَي شُجَاع، والأَلْيَسُ: الذي لا يَفِرُّ ولا يَبْرَحُ؛ وقد تَلَيَّس أَشدَّ التلَيُّس، وأُسودٌ لِيسٌ ولَبُوءَةٌ لَيْساءُ. والسَّلَّةُ: السَّرِقة، وقيل السَّرِقة الخَفِيَّةُ. وقد أَسَلَّ يُسِلُّ إِسْلالاً أَي سَرَق، ويقال: في بَني فلان سَلَّةٌ، ويقال للسارق السَّلاَّل. ويقال: الخَلَّة تدعو إِلى السَّلَّة. وسَلَّ الرجلُ وأَسَلَّ إِذا سَرَق؛ وسَلَّ الشيءَ يَسُلُّه سَلاًّ. وفي الكتاب الذي كَتَبه سَيِّدنا رسول الله، ﷺ، بالحُدَيبية حين وادع أَهل مكة: وأَن لا إِغلالَ ولا إِسْلال؛ قال أَبو عمرو: الإِسْلال السَّرِقة الخَفِيَّة؛ قال الجوهري: وهذا يحتمل الرَّشْوة والسرقة جميعاً. وسَلَّ البعيرَ وغيرَه في جوف الليل إِذا انتزعه من بين الإِبل، وهي السَّلَّة. وأَسَلَّ إِذا صار ذا سَلَّة وإِذا أَعان غيره عليه. ويقال: الإِسْلال الغارَةُ الظاهرة، وقيل: سَلُّ السيوف. ويقال: في بني فلان سَلَّة إِذا كانوا يَسْرِقون. والأَسَلُّ: اللِّصُّ. ابن السكيت: أَسَلَّ الرجلُ إِذا سَرَق، والمُسَلِّل اللطيف الحيلة في السَّرَق. ابن سيده: الإِسلال الرَّشوة والسرقة.والسَّلُّ والسَّلَّة كالجُؤْنَة المُطْبَقَة، والجمع سَلٌّ وسِلالٌ. التهذيب: والسَّلَّة السَّبَذَة كالجُؤْنة المُطْبقة. قال أَبو منصور: رأَيت أَعرابياً من أَهل فَيْد يقول لِسَبَذة الطِّين السَّلَّة، قال: وسَلَّةُ الخُبْز معروفة؛ قال ابن دريد: لا أَحْسَب السَّلَّة عربية، وقال أَبو الحسن: سَلٌّ عندي من الجمع العزيز لأَنه مصنوع غير مخلوق، وأَن يكون من باب كَوْكَبٍ وكَوْكَبةٍ أَولى، لأَن ذلك أَكثر من باب سَفِينةٍ وسَفِين. ورجل سَلٌّ وامرأَة سَلَّة: ساقطا الأَسنان، وكذلك الشاة. وسَلَّتْ تَسِلُّ: ذهب أَسنانُها؛ كل هذا عن اللحياني. ابن الأَعرابي: السَّلَّة السُّلُّ وهو المرض؛ وفي ترجمة ظبظب قال رؤبة: كأَنَّ بي سُلاًّ وما بي ظَبْظاب قال ابن بري: في هذا البيت شاهد على صحة السُّلِّ لأَن الحريري قال في كتابه دُرَّة الغَوَّاص: إِنه من غَلَط العامَّة، وصوابه عنده السُّلال، ولم يُصِبْ في إِنكاره السُّلَّ لكثرة ما جاء في أَشعار الفصحاء، وذكره سيبويه أَيضاً في كتابه. والسَّلَّة: استلالُ السيوف عند القتال. والسَّلَّة: الناقة التي سَقَطَت أَسنانُها من الهَرَم، وقيل: هي الهَرِمة التي لم يَبْقَ لها سِنٌّ. والسَّلَّة: ارتداد الرَّبْو في جوف الفرس من كَبْوة يَكْبُوها، فإِذا انتفخ منه قيل أَخْرَجَ سَلَّته، فيُرْكَض رَكْضاً شديداً ويُعَرَّق ويُلْقَى عليه الجِلال فيخرج ذلك الرَّبْو؛ قال المَرَّار:أَلِزاً إِذ خَرَجَتْ سَلَّتُه، وَهِلاً تَمْسَحُه ما يَسْتَقِر الأَلِزُ: الوَثَّاب، وسَلَّة الفَرَس: دَفْعتُه من بين الخيل مُحْضِراً، وقيل: سَلَّته دَفْعته في سِباقه. وفرس شديد السَّلَّة: وهي دَفْعته في سِباقه. ويقال: خَرَجَتْ سَلَّةُ هذا الفرس على سائر الخيل. والمِسَلَّة، بالكسر: واحدة المَسالِّ وهي الإِبَرُ العظام، وفي المحكم: مِخْيَطٌ ضَخْم. والسُّلاَّءة: شَوْكة النخلة، والجمع سُلاَّءٌ؛ قال علقمة يصف ناقة أَو فرساً: سُلاَّءةٌ كعَصا النَّهْديِّ غُلَّ لها ذو فَيْئة، من نَوى قُرَّان، مَعْجومُ والسَّلَّة: أَن يَخْرِزَ خَرْزَتَيْن في سَلَّةٍ واحدة. والسَّلَّة: العَيْب في الحَوْض أَو الخابية، وقيل: هي الفُرْجة بين نَصائب الحوض؛ وأَنشد: أَسَلَّةٌ في حَوْضِها أَم انْفَجَر والسَّلَّة: شُقوق في الأَرض تَسْرِق الماء. وسَلُولُ: فَخِذٌ من قَيْس بن هَوازِن؛ الجوهري: وسَلُولُ قبيلة من هَوازِن وهم بنو مُرَّة بن صَعْصَعة ابن معاوية بن بكر بن هَوازن، وسَلُول: اسم أُمهم نُسِبوا إِليها، منهم عبد الله بن هَمَّام السَّلُوليُّ الشاعر. وسُلاَّن: موضع؛ قال الشاعر: لِمَنِ الدِّيارُ برَوْضَةِ السُّلاَّنِ فالرَّقْمَتَيْنِ، فجانِبِ الصَّمَّانِ؟ وسِلَّى: اسم موضع بالأَهواز كثير التمر؛ قال: كأَن عَذِيرَهُم بجَنُوب سِلَّى نَعامٌ، فاق في بَلَدٍ قِفارِ قال ابن بري: وقال أَبو المِقْدام بَيْهَس بن صُهَيْب: بسِلَّى وسِلِّبْرى مَصارِعُ فِتْيةٍ كِرامٍ، وعَقْرى من كُمَيْت ومن وَرْد وسِلَّى وسِلِّبْرى يقال لهما العاقُولُ، وهي مَناذِر الصُّغْرى كانت بها وقْعة بين المُهَلَّب والأَزارقة، قُتِل بها إِمامهم عُبَيد الله بن بَشِير بن الماحُوز (* قوله «الماحوز» هكذا في الأصل بمهملة ثم معجمة، وفي عدة مواضع من ياقوت بالعكس) المازني؛ قال ابن بري: وسِلَّى أَيضاً اسم الحرث بن رِفاعة بن عُذْرة بن عَدِيِّ بن عبد شمس، وقيل شُمَيس بن طَرود بن قُدامة بن جَرْم بن زَبان بن حُلْوان بن عمرو بن الحافِ بن قُضاعة؛ قال الشاعر: وما تَرَكَتْ سِلَّى بِهِزَّانَ ذِلَّةً، ولكِنْ أَحاظٍ قُسِّمَتْ وجُدُودُ قال ابن بري: حكى السيرافي عن ابن حبيب قال في قيس سَلُول بن مُرَّة بن صَعْصَعة بن معاوية بن بكر بن هَوازِن اسم رجل فيهم، وفيهم يقول الشاعر: وإِنَّا أُناسٌ لا نَرى القَتْل سُبَّةً، إِذا ما رَأَتْه عامِرٌ وسَلُول (* هذا البيت للسَّموأل بن عادياء، وهو في حماسة أبي تمَّام: وإِنَّا لَقَومٌ ما نرى القتل سُبَّةَ) يريد عامرَ بن صَعْصَعة، وسَلُول بن مُرَّة بن صعصعة؛ قال: وفي قُضاعة سَلُول بنت زَبان بن امرئ القيس ابن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن القَيْن بن الجَرْم بن قُضاعة، قال: وفي خُزاعة سَلُولُ بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة، قال: وقال ابن قتيبة عبد الله بن هَمَّام هو من بني مُرَّة بن صعصعة أَخي عامر بن صعصعة من قيس عَيْلانَ، وبَنُو مُرَّة يُعْرفون ببني سَلُولَ لأَنها أُمُّهم، وهي بنت ذُهْل بن شَيْبان بن ثعلبة رَهْط أَبي مريم السَّلُولي، وكانت له صحبة مع سيدنا رسول الله، ﷺ؛ ورأَيت في حاشية: وسَلُولُ جَدّة عبد الله بن أُبَيٍّ المُنافق.

سلسل

السَّلْسَلُ والسَّلْسال والسُّلاسِلُ: الماء العَذْب السَّلِس السَّهْل في الحَلْقِ، وقيل: هو البارد أَيضاً. وماء سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ: سَهْلُ الدخول في الحلق لعُذوبته وصفائه، والسُّلاسِل، بالضم، مثله؛ قال ابن بري: شاهد السَّلْسَل قول أَبي كبير: أَم لا سَبِيلَ إِلى الشَّبابِ، وذِكْرُه أَشْهَى إِليَّ من الرَّحِيق السَّلْسَلِ قال: وشاهد السُّلاسِل قول لبيد: حَقائبُهُم راحٌ عَتِيقٌ ودَرْمَكٌ، ورَيْطٌ وفاثُوريَّةٌ وسُلاسِلُ وقال أَبو ذؤيب: من ماء لِصْبٍ سُلاسِل (* قوله «من ماء لصب» هذا بعض بيت من الطويل تقدم في ترجمة شرج: فشرّجها من نطفة رحيبة * سلاسلة من ماء لصب سلاسل) وقيل: معنى يَتَسَلْسَل (* قوله «وقيل معنى يتسلسل» هكذا في الأصل، ولعل يتسلسل محرف عن سلسل بدليل الشاهد بعد). أَنه إِذا جَرى أَو ضَرَبَتْه الرِّيح يصير كالسِّلْسِلة؛ قال أَوس: وأَشْبَرَنِيها الهالِكِيُّ، كأَنَّه غَديرٌ جَرَت في مَتنِه الرِّيحُ سَلْسَلُ وخَمْرٌ سَلْسَلٌ وسَلْسال: لَيِّنَة؛ قال حَسَّان: بَرَدى يُصَفَّقُ بالرَّحِيق السَّلْسَل وقال الليث: هو السَّلْسَل وهو الماء العَذْب الصافي إِذا شُرب تَسَلْسَل في الخَلْق. وتَسَلْسَلَ الماءُ في الخلق؛ جَرى، وسَلْسَلْته أَنا: صَبَبْته فيه؛ وقول عبد الله بن رَواحَة: إِنَّهُمْ عندَ رَبِّهِم في جِنانٍ، يَشْرَبُون الرَّحِيقَ والسَّلْسَبيلا الرَّحِيق: الخَمْر، والسَّلْسَبيل: السَّهْل المَدْخَل في الحَلْق، ويقال: شَرابٌ سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ وسَلْسَبيلٌ. قال ابن الأَعرابي: لم أَسمع سَلْسَبيل إِلاَّ في القرآن؛ وقال الزجاج: سَلْسَبيل اسم العين وهو في اللغة لما كان في غاية السَّلاسة فكأَنَّ العين سُمِّيت لصِفتها؛ غيره: سَلْسَبيل اسم عين في الجنة مَثَّلَ به سيبويه على أَنه صفة، وفسره السيرافي. وقال أَبو بكر في قوله تعالى: عَيْناً فيها تُسَمَّى سَلْسَبيلاً؛ يجوز أَن يكون السَّلْسَبيل اسماً للعين فنُوِّن، وحَقُّه أَن لا يُجْرى لتعريفه وتأْنيثه ليكون موافقاً رؤوس الآيات المُنوَّنة إِذ كان التوفيق بينهما أَخَفَّ على اللسان وأَسهل على القارئ، ويجوز أَن يكون سَلْسَبيل صفة للعين ونعتاً له، فإِذا كان وصفاً زال عنه ثِقَلُ التعريف واسْتَحَقَّ الإِجراء، وقال الأَخفش: هي مَعْرِفة ولكن لما كانت رأْس آية وكان مفتوحاً زيدت فيه الأَلف كما قال: كانت قوارير قواريراً؛ وقال ابن عباس: سَلْسَبيلاً يَنْسَلُّ في حُلوقهم انْسِلالاً، وقال أَبو جعفر محمد بن علي، عليه السلام: معناها لَيِّنة فيما بين الحَنْجَرَة والحلق؛ وأَما من فسره سَلْ رَبَّك سَبيلاً إِلى هذه العين فهو خطأٌ غير جائز. ويقال: عين سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ وسَلْسَبيلٌ معناه أَنه عَذْب سَهْل الدخول في الحلق، قيل: جمع السَّلْسَبيل سَلاسِبُ وسَلاسِيبُ، وجمع السَّلْسَبيلة سَلْسَبيلات. وتَسَلْسَل الماءُ: جَرى في حَدُور أَو صَبَب؛ قال الأَخطل: إِذا خاف من نَجْمٍ عليها ظَماءَةً، أَدَبَّ إِليها جَدْوَلاً يَتَسَلْسَلُ والسَّلْسَبيل: اللَّيِّن الذي لا خشونة فيه، وربما وُصف به الماء. وثوب مُسَلْسَلٌ ومُتَسَلْسِلٌ: رديء النَّسْج رَقِيقه. اللحياني: تَسَلْسَل الثوبُ وتَخَلْخَل إِذا لُبِس حتى رَقَّ، فهو مُتَسَلْسِلٌ. والتَّسَلْسُل: بَريق فِرِنْد السيف ودَبيبُه. وسَيْفٌ مُسَلْسَل وثوب مُلَسْلَسٌ (* قوله «وثوب ملسلس» وقوله «وبعض يقول مسلسل» هكذا في الأصل ومثله في التهذيب، وفي التكملة عكس ذلك) وفيه وَشْيٌ مُخَطَّطٌ، وبَعْضٌ يقول مُسَلْسَلٌ كأَنه مقلوب؛ وقال المعطل الهذلي: لم يُنْسِني حُبَّ القَبُولِ مَطارِدٌ، وأَفَلُّ يَخْتَصِمُ الفُقَارَ مُسَلَّسُ أَراد بالمَطارِد سِهاماً يُشْبِه بعضها بعضاً، وأَراد بقوله مُسَلَّس مُسَلْسَل أَي فيه مثل السِّلْسِلة من الفِرِنْد. والسَّلْسَلة: اتصالُ الشيء بالشيء. والسَّلْسِلةُ: معروفة، دائرة من حديد ونحوه من الجواهر، مشتق من ذلك. وفي الحديث: عَجِبَ رَبُّك من أَقوام يُقادُون إِلى الجنَّة بالسَّلاسِل؛ قيل: هم الأَسرى يُقادُون إِلى الإِسلام مُكْرَهين فيكون ذلك سبب دخولهم الجنة ليس أَنَّ ثَمَّ سَلْسلَة، ويدخل فيه كل من حُمِل على عَمَل من أَعمال الخير. وسَلاسِلُ البَرْق: ما تَسَلْسَل منه في السحاب، واحدته سِلْسِلة، وكذلك سَلاسِل الرَّمْل، واحدتها سِلْسِلة وسِلْسِلٌ؛ قال الشاعر:خَلِيلَيَّ بين السِّلْسِلَيْنِ لو آنَّني بنَعْفِ اللِّوى، أَنْكَرْتُ ما قلتُما ليا وقيل: السِّلْسِلان هنا موضعان. وبَرْقٌ ذو سَلاسِل، ورمل ذو سَلاسِل: وهو تَسَلْسُله الذي يُرى في التوائه. والسَّلاسِل: رَمْلٌ يتَعَقَّد بعضه على بعض وينقاد. وفي حديث ابن عمرو: في الأَرض الخامسة حَيَّات كسَلاسِل الرَّمْل؛ هو رَمْل ينعقد بعضه على بعض مُمَْتَدًّا. ابن الأَعرابي: البَرْق المُسَلْسَل الذي يتَسَلْسَل في أَعاليه ولا يكاد يُخْلِف. وشيء مُسَلْسَلٌ: متصل بعضه ببعض، ومنه سِلْسِلة الحديد. وسِلْسِلة البرق: ما استطال منه في عَرْض السحاب. وبِرْذَوْنٌ ذو سَلاسِل إِذا رأَيت في قوائمه شبهها. وفي الحديث ذكر غَزْوة السُّلاسل، وهو بضم السين الأُولى وكسر الثانية، ماء بأَرض جُذام، وبه سميت الغَزاة، وهو في اللغة الماء السَّلْسال، وقيل هو بمعنى السَّلْسَل. ويقال للغلام الخفيف الروح: لُسْلُسٌ وسُلْسُل. والسِّلْسِلانُ: ببلاد بني أَسَد. وسَلْسَلٌ: حَبْلٌ من الدَّهْناء؛ أَنشد ابن الأَعرابي: يَكْفِيك، جَهْلَ الأَحْمَق المُسْتَجْهَل، ضَحْيانةٌ من عَقَدات السَّلْسَل

سمل

سَمَلَ الثوبُ يَسْمُل سُمولاً وأَسْمَلَ: أَخْلَق، وثوبٌ سَمَلةٌ وسَمَلٌ وأَسْمالٌ وسَمِيلٌ وسَمُولٌ؛ قال أَعرابي من بني عوف بن سعد: صَفْقَةُ ذي ذَعالِتٍ سَمُول، بَيْعَ امْرئٍ لَيْسَ بمُسْتَقِيل أَراد ذي ذَعالب، فأَبدل التاء من الباء؛ وأَنشد ثعلب: بَيْعُ السَّمِيل الخَلَق الدَّرِيس وفي حديث عائشة: ولنا سَمَلُ قَطِيفة؛ السَّمَلُ: الخَلَق من الثياب. وفي حديث قَيْلة: أَنها رأَت النبي، ﷺ، وعليه أَسْمالُ مُلَيَّتَيْن؛ هي جمع سَمَلٍ، والمُلَيَّةُ تصغير المُلاءة وهي الإِزار. قال أَبو عبيد: الأَسْمال الأَخْلاق، الواحد منه سَمَلٌ. وثوبٌ أَخلاقٌ إِذا أَخْلَق، وثوبٌ أَسْمالٌ كما يقال رُمْحٌ أَقصادٌ وبُرْمةٌ أَعشارٌ. والسَّوْمَل: الكِساء الخَلَق؛ عن الزجاجي. والسَّمَلة: الماء القليل يبقى في أَسفل الإِناء وغيره مثل الثَّمَلة، وجمعه سَمَلٌ؛ قال ابن أَحمر: الزَّاجِر العِيسِ في الإِمْلِيس، أَعْيُنها مثلُ الوَقائِع في أَنْصافِها السَّمَل وسُمُولٌ عن الأَصمعي؛ قال ذو الرمة: على حِمْيَريّاتٍ، كأَنَّ عُيونَها قِلاتُ الصَّفا، لم يَبْقَ إِلاَّ سُمولُها وأَسمالٌ عن أَبي عمرو؛ وأَنشد: يترك أَسْمال الحِياضِ يُبَّسا والسُّمْلة، بالضم، مثل السَّمَلة. ابن سيده: السَّمَلة بَقِيَّة الماء في الحَوْض، وقيل: هو ما فيه من الحَمْأَة، والجمع سَمَلٌ وسِمالٌ؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي: فأَوْرَدَها، فَيْحَ نَجْمِ الفُرو عِ من صَيْهَدِ الصَّيفِ، بَرْدَ السِّمال أَي أَوْرَد العَيرُ أُتُنَه بَرْدَ السِّمال في فَيْح نجم الفُروع، ويروى: فأَوْرَدَها فَيْحُ نجم الفُرو عِ من صَيْهَدِ الصَّيفِ، بَردَ السِّمال بالضم أَي أَوْرَدَها الحَرُّ الماء، ويُجْمَع السِّمال على سَمائل؛ قال رؤبة: ذا هَبَواتٍ يَنْشَف السَّمائلا والسَّمَلة: الحَمْأَة والطين. التهذيب: والسَّمَلُ، محرَّك الميم، بَقِيَّةُ الماء في الحوض؛ قال حُمَيْد الأَرقط: خَبْط النِّهالِ سَمَل المَطائطِ وفي حديث عليٍّ، عليه السلام: فلم يَبْقَ منها إِلا سَمَلةٌ كسَمَلة الإِداوة؛ وهي بالتحريك الماء القليل يبقى في أَسفل الإِناء. والتَّسَمُّل: شُرب السَّمَلة أَو أَخْذُها، يقال ترَكْتُه يَتَسَمَّل سَمَلاً من الشراب وغيره. وسَمَلَ الحوضَ سَمْلاً وسَمَّله: نَقَّاه من السَّمَلة. وسَمَّل الحوضُ: لم يَخْرُج منه إِلا ماءٌ قليل؛ عن اللحياني؛ وأَنشد: أَصْبَحَ حَوْضاكَ لمن يَراهُما مُسَمِّلَيْن، ماصِعاً قِراهُما وسَمَّلَتِ الدَّلْوُ: خَرج ماؤها قليلاً. وسُمْلانُ الماء والنبيذ: بَقاياهما. وتَسَمَّل النَّبِيذَ: أَلحَّ في شُرْبه؛ كلاهما عنه أَيضاً. والسَّمالُ: الدود الذي يكون في الماء الناقع؛ قال تميم بن مقبل: كأَنَّ سِخالَها، بذوي سُحار إِلى الخَرْماء، أَولادُ السَّمال (* قوله «بذوي سحار» كذا في الأصل ومثله في المحكم وأورده ياقوت في الخرماء وسمار بلفظ: كأن سخالها بلوى سمار * إلى الخرماء أولاد السمال ثم قال قال الأزدي: سمار رمل بأعلى بلاد قيس طوله قدر سبعين ميلاً). وسَمَل بينهم يَسْمُل سَمْلاً وأَسْمَل بينهم: أَصْلَح بينهم؛ قال الكميت: وإِنْ يَأْوَدِ الأَمْرُ يَلْقَوْا له ثِقافاً، وإِنْ يَحْكُمُوا يَعْدِلوا وتَنْأَى قُعُودُهمُ في الأُمو رِ عَمَّنْ يَسُمُّ، ومَنْ يُسْمِلُ ولَكِنَّني رائبٌ صَدْعَهُم، رَقُوءٌ لما بَيْنَهم مُسْمِلُ رَقُوءٌ: مُصْلِحٌ؛ قال ابن بري: والذي في شعره: وتَنْأَى قُعورُهم، بالراء، أَي تَبْعُد غايتَهُم عمن يُدارِي ويُداهِن على من يَسُمُّ، وهو الذي يَسْبُر الشيءَ ويَنْظُر ما غَوْرُه؛ يقال: فلان بعيد القَعْرِ أَي بعيد الغَوْر لا يُدْرَك ما عنده، يقول: هم دُهاةٌ لا يُبْلَغ أَقصى ما عندهم. قال ابن بري: والذي رواه أَبو عبيد في الغريب المصنَّف: على من يَسُمُّ، وهو الصحيح؛ قال: وفي بعض نسخ الغريب: عَمَّن يَسُمُّ. والسَّاملُ: الساعي لإِصلاح المعيشة، وفي الصحاح: في إِصلاح معاشه. وسَمْلُ العَيْنِ: فَقْؤُها، يقال: سُمِلَتْ عينُه تُسْمَل إِذا فُقِئَتْ بحديدة مُحْماةٍ، وفي المحكم: سَمَل عينَه يَسْمُلُها سَمْلاً واسْتَمَلَها فَقَأَها. وفي حديث العُرَنِيِّين الذين ارتدُّوا عن الإِسلام: أَن النبي، ﷺ، أَمر بسَمْل أَعينهم. قال أَبو عبيد : السَّمْل أَن تُفْقأَ العينُ بحديدة مُحْماةٍ أَو بغير ذلك، قال: وقد يكون السَّمْلُ فَقْأَها بالشوك، وهو بمعنى السَّمْرِ، وإِنما فَعَل ذلك بهم لأَنهم فَعَلوا بالرُّعاة مثله وقَتَلوهم فجازاهم على صَنِيعهم بمثله، وقيل: إِن هذا كان قبل أَن تَنْزل الحدود فلما نَزَلَتْ نَهَى عن المُثْلة؛ وقال أَبو ذؤيب يَرْثي بَنِين له ماتوا: فالعَيْنُ بعدَهُمُ كأَنَّ حِداقَها سُمِلَتْ بشَوْكٍ، فهي عُورٌ تَدْمَعُ ولطَمَ رجلٌ من العرب رجلاً ففَقأَ عينَه فسُمِّي سَمَّالاً؛ حكى الجوهري قال: قال أَعرابي فَقَأَ جَدُّنا عينَ رجل فسُمِّينا بَني سَمَّال.والسَّمَّال: شجرٌ، يَمانِيَةٌ. والسَّوْمَلَة: فَيالِجَةٌ صغيرة، وفي المحكم: فِنْجانَةٌ صغيرة. ومكانٌ سَمَوَّلٌ: سَهْل التراب، وقيل: هي الأَرض الواسعة، وقيل: هو الجَوف الواسع من الأَرض؛ عن أَبي عبيدة؛ قال امرؤ القيس: أَثَرْن غُباراً بالكَدِيدِ السَّمَوَّل (* في معلقة امرئ القيس: بالكديد المُرَكَّلِ). وسَمْوِيل: طائر، وقيل بلدة كثيرة الطَّير؛ قال الرَّبيع بن زِياد: وفي المحكم قال الربيع الكامل أَحد أَخوال لَبِيد بن ربيعة يخاطب النُّعْمان:لَئِن رَحَلْت جِمالي لا إِلى سَعَةٍ، ما مِثْلُها سَعَة عَرْضاً ولا طولا بِحَيْثُ لو وُزِنَتْ لَخْمٌ بأَجْمَعِها، لم يَعْدِلوا رِيشَةً من رِيشِ سَمْوِيلا تَرْعى الرَّوائمُ أَحْرارَ البُقُول بها، لا مِثْلَ رَعْيِكُمُ مِلْحاً وغَسْوِيلا (* قوله «ملحاً» كذا في الأصل والمحكم، وفي التهذيب والتكملة: طلحاً، قال في التكملة: ويروى علقى). والغَسْوِيلُ: نَبْتٌ ينبت في السَّباخ، وأَبو السَّمَّال العَدَويُّ: رجل من الأَعراب. وأَبو سَمَّال: كنية رجل من بني أَسد. أَبو زيد: السُّمْلة جوع يأْخذ الإِنسان فيأْخذه لذلك وَجَعٌ في عينيه فُتَهَراقُ عيناه دَمْعاً فيُدْعَى ذلك السُّمْلة، كأَنه يفقأُ العين. والسَّوْمَلَة: الطَّرْجَهارة، والحَوْجَلة القارُورة الكبيرة. قال: ويقال حَوْجَلَة ودَوْخَلَة.

سمأل

السَّمْأَلُ والسَّمَوْأَلُ: الظِّلُّ. والسَّمَوْأَل والسَّمَوَّلُ: اسم رجل، سرياني معرَّب. قال ابن السكيت: السَّمَوْأَلُ بن عادياء بالهمز وهو فَعَوْأَل؛ قاله الجوهري؛ قال ابن بري: صوابه فَعَوْلل. والمُسْمَئِلُّ: الضامر. واسْمَأَلَّ اسْمِئْلالاً، بالهمز: ضَمُرَ. واسْمَأَلَّ الظِّلُّ إِذا ارتفع؛ وقالت سَلْمى (* قوله «وقالت سلمى» تقدم مثله في نفض وان ابن بري صوب ان اسمها سعدى واليها نسب في ترجمة تبع) بنت مَجْذَعة الجُهَنِيَّة تَرْثي أَخاها أَسعد: يَرِدُ المِياهَ حَضِيرةً ونَفِيضَةً، وِرْدَ القَطاةِ، إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ أَي رَجَع الظِّلُّ إِلى أَصل العُود، وقيل: التُّبَّعُ الدَّبَرانُ، واسْمِئْلالُه ارتفاعُه طالعاً. ابن الأَعرابي: أَبو بَراء طائرٌ واسْمه السَّمَوْأَلُ، بالهمز، وأَبو بَراءٍ كنيته.

سمرطل

رجُل سَمَرْطَلٌ وسَمَرْطُولٌ: طويلٌ مضطرب، وهو من الأَمثلة التي فاتت الكتاب، وقال ابن جني: قد يجوز أَن يكون مُحَرَّفاً من سَمْرَطُولٍ، فهو بمنزلة عَضْرَفُوط، قال: ولم نسمعه في نثر وإِنما سمعناه في الشعر؛ قال: على سَمَرْطُولٍ نِيافٍ شَعْشَعِ

سمرمل

التهذيب في الرباعي: السَّمَرْمَلَةُ الغُول.

سمغل

المُسْمَغِلُّ من الإِبل: الطويلُ. وناقة مُسْمَغِلَّة: طويلةٌ، بالغين والسين، والجَسْرَةُ مثلها. والمُسْمَغِلَّة: السريعة.

سمندل

أَبو سعيد: السَّمَنْدَلُ طائر إِذا انقطع نَسْلُهُ وهَرِمَ أَلْقى نفسه في الجَمْر فيعود إِلى شَبابه، وقال غيره: هو دابَّة يدخل النار فلا تُحْرِقه.