الرئيسيةبحث

لسان العرب : بعثط-


بعثط

البُعْثُطُ والبُعْثُوطُ: سُرّةُ الوادي وخير موضع فيه.

والبُعْثُطُ: الاسْتُ، وقد تثقل الطاء في هذه الأَخيرة. يقال: أَلْزَقَ بُعْثُطَه وعُضْرُطَه بالصَّلَّةِ الأَرضِ يعني اسْتَه، قال: وهي اسْتُه وجِلْدة خُصْيَيْه ومَذاكِيرُه. ويقال: غَطِّ بُعْثُطَك، وهو اسْتُه ومَذاكِيرُه. ويقال للعالم بالشيء: هو ابن بُعْثُطِها كما يقال: هو ابن بَجْدَتِها. وفي حديث معاوية: قيل له أَخبرنا عن نَسبِك في قُريش فقال: أَنا ابن بُعْثُطِها؛ البُعْثُطُ: سُرَّةُ الوادي، يريد أَنه واسِطةُ قُريشٍ ومن سُرَّةِ بِطاحِها.

بعقط

البُعْقُوط: القصير في بعض اللغات. والبُعْقُوطةُ: دُحْرُوجةُ

الجُعَل. ابن بري: البُعْقُوطةُ ضرب من الطير. ورجل بُعْقُوطٌ وبُلْقُوطٌ: قصير، قال: وقال بعضهم ليس البلقوط بثبت.

بقط

في الأَرض بَقْطٌ من بَقْل وعُشْبٍ أَي نَبْذُ مَرْعىً. يقال:

أَمْسَيْنا في بُقْطةٍ مُعْشِبةٍ أَي في رُقْعةٍ من كلإٍ، وقيل: البَقْطُ جمعه بُقوطٌ، وهو ما ليس بمجتمع في موضع ولا منه ضَيْعةٌ كاملة، وإِنما هو شيء متفرّق في الناحية بعد الناحية. والعرب تقول: مررت بهم بَقْطاً بَقْطاً، بإِسكان القاف، وبقَطاً بقَطاً، بفتحها، أَي متفرّقين؛ وذهبوا في الأَرض بَقْطاً بَقْطاً أَي متفرقين. وحكى ثعلب أَن في بني تميم بَقْطاً من ربيعة أَي فِرْقةً أَو قِطْعةً. وهم بَقَطٌ في الأَرض أَي متفرّقون؛ قال مالك بن نويرة: رأَيتُ تَمِيماً قد أَضاعَتْ أُمورَها، فهُم بَقَطٌ في الأَرض، فَرْثٌ طَوائفُ فأَمّا بَنُو سَعْدٍ فبالخَطِّ دارُها، فَبابانُ منهم مأْلَفٌ فالمَزالِفُ أَي منتشرون متفرقون. أَُّو تراب عن بعض بني سليم: تَذَقَّطْتُه تَذَقُّطاً وتَبَقَّطْتُه تَبَقُّطاً إِذا أَخذته قليلاً قليلاً. أَبو سعيد عن بعض بني سليم: تَبَقَّطْتُ الخبَر وتسَقَّطْتُه وتَذَقَّطْتُه إِذا أَخذته شيئاً بعد شيء. وبَقَطُ الأَرض: فِرْقةٌ منها. قال شمر: روى بعض الرواة في حديث عائشة، رضي اللّه عنها: فواللّهِ ما اختلفوا في بُقْطةٍ إِلا طارَ أَبي بحَظِّها؛ قال: والبُقْطةُ البُقْعةُ من بِقاعِ الأَرض، تقول: ما اختلفوا في بُقْعةٍ من البِقاع، ويقع قول عائشة على البُقْطةِ من الناس وعلى البقطة من الأَرض، والبُقْطةُ من الناس: الفِرْقةُ، قال: ويمكن أَن تكون البُقطة في الحديث الفرقة من الناس، ويقال إِنها النقطة، بالنون، وسيأْتي ذكرها. وبَقَطَ الشيءَ: فرّقه. ابن الأَعرابي: القَبْطُ الجمع، والبَقْطُ التفْرِقةُ. وفي المثل: بَقِّطِيه بِطِبِّكِ؛ يقال ذلك للرجل يؤمر بإحكام العَمَلِ بعلمه ومعرفته، وأَصله أَن رجلاً أَتى هَوىً له في بيتها فأَخذه بطنُه فقَضى حاجتَه فقالت له: ويْلَك ما صَنَعْتَ؟ فقال: بَقِّطِيه بِطِبِّك أَي فِرِّقيه برِفْقِكِ لا يُفْطَنُ له، وكان الرجل أَحْمَقَ، والطِّبُّ الرِّفْق. اللحياني: بَقَّطَ مَتاعَه إِذا فرَّقه. التهذيب: البُقَّاطُ ثُفْلُ الهَبِيدِ وقِشْرُه؛ قال الشاعر يصف القانِصَ وكِلابَه ومَطْعَمَه من الهبيد إِذا لم ينل صيداً: إِذا لم يَنَلْ منْهُنّ شيْئاً فقَصْرُه، لَدى حِفْشِه من الهَبِيدِ، جَرِيم تَرى حَوْلَه البُقَّاطَ مُلْقىً كأَنَّه غَرانِيقُ نخل، يَعْتَلِين، جُثوم والبَقْطُ: أَن تُعطي الجنَّة على الثلُثِ أَو الرُّبع. والبَقْطُ: ما سقَط من التمر إِذا قُطع يُخْطِئُه المِخْلَبُ، والمِخْلَبُ المِنْجَلُ بلا أَسنان. وروى شمر بإِسناده عن سعيد بن المسيب أَنه قال: لا يصلح بَقْطُ الجِنانِ. قال شمر: سمعت أَبا محمد يروي عن ابن المظَفَّر أَنه قال: البَقْطُ أَن تُعطي الجِنانَ على الثلث أَو الربع. وبَقَطُ البيتِ: قُماشُه. أَبو عمرو: بَقَّطَ في الجبل وبَرْقَطَ وتَقَدْقَدَ في الجبل إِذا صَعَّدَ. وفي حديث علي، رضوان اللّه عليه: أَنه حمل على عسكر المشركين فما زالوا يُبَقِّطُون أَي يتعادَوْن إِلى الجبال متفرّقين. والبَقْطُ: التفْرِقةُ.

بلط

البَلاطُ: الأَرضُ، وقيل: الأَرض المُسْتَوِيةُ المَلْساء، ومنه

يقال بالَطْناهم أَي نازَلْناهم بالأَرض؛ وقال رؤبة: لو أَحْلَبَتْ حَلائبُ الفُسْطاطِ عليه، أَلْقاهُنّ بالبَلاطِ والبَلاطُ، بالفتح: الحجارة المَفْرُوشةُ في الدَّارِ وغيرها؛ قال الشاعر: هذا مَقامِي لَكِ حتى تَنْضَحي رِيّاً، وتَجْتازي بَلاطَ الأَبْطَحِ وأَنشد ابن بري لأَبي دواد الإِيادِيّ: ولقدْ كان ذا كَتائبَ خُضْرٍ، وبَلاطٍ يُشادُ بالآجُرُونِ ويقال: دار مُبَلَّطةٌ بآجُرٍّ أَو حجارة. ويقال: بَلَطْتُ الدارَ، فهي مَبْلُوطةٌ إِذا فرَشْتَها بآجُرٍّ أَو حجارة. وكلُّ أَرض فُرِشَتْ بالحجارة والآجُرِّ بَلاطٌ. وبَلَطَها يَبلُطُها بَلْطاً وبَلَّطَها: سَوَّاها، وبَلَط الحائطَ وبَلَّطه كذلك. وبَلاطُ الأَرضِ: وجْهُها، وقيل: مُنْتَهى الصُّلْبِ من غير جَمْعٍ. يقال: لَزِمَ فلان بَلاطَ الأَرض؛ وقول الراجز: فبات، وهو ثابتُ الرِّباطِ، بمُنْحَنى الهائلِ والبَلاطِ يعني المُسْتَوِيَ من الأَرض؛ قال: فبات يعني الثوْرَ وهو ثابت الرِّباط أَي ثابت النفْس، بمنحَنى الهائل يعني ما انْحَنَى من الرَّمل الهائل، وهو ما تناثر منه. والبَلاطُ: المسْتَوِي. والبَلْطُ: تَطْيِينُ الطّانةِ، وهي السطْح إِذا كان لها سُمَيْطٌ، وهو الحائط الصغير. أَبو حنيفة الدِّينَوَرِيّ: البَلاطُ وجه الأَرض؛ ومنه قيل: بالَطَنِي فلان إِذا تركك أَو فرّ منك فذهب في الأَرض؛ ومنه قولهم: جالِدوا وبالِطُوا أَي إِذا لقيتم عدُوَّكم فالزَمُوا الأَرض، قال: وهذا خلافُ الأَوَّل لأَن الأَول ذهب في الأَرض وهذا لزم الأَرض؛ وقال ذو الرمة يذكر رفيقه في سفر: يَئِنُّ إِلى مَسِّ البَلاطِ، كأَنَّما براه الحَشايا في ذواتِ الزَّخارِفِ وأَبْلَطَ المطرُ الأَرضَ: أَصاب بَلاطَها، وهو أَن لا ترى على متنها تراباً ولا غباراً؛ قال رؤْبة: يأْوِي إِلى بَلاط جَوْفٍ مُبْلَطِ والبلالِيطُ: الأَرَضُون المستوية من ذلك، قال السيرافي: ولا يُعرف لها واحد. وأُبْلِطَ الرجل وأَبْلَطَ: لَزِقَ بالأَرض. وأُبْلِطَ، فهو مُبْلَطٌ، على ما لم يُسَمّ فاعله: افتقر وذهب مالُه. وأَبْلَطَ، فهو مُبْلِطٌ إِذا قلّ ماله. قال أَبو الهيثم: أَبْلَطَ إِذا أَفْلَس فلزِق بالبَلاط؛ قال امرؤُ القيس: نَزَلْتُ على عَمْرو بن دَرْماءَ بُلْطةً، فيا كُرْمَ ما جارٍ ويا كُرْم ما مَحَلْ أَراد فيا كرم جار على التعجب. قال: واختلف الناس في بُلْطة، فقال بعضهم: يريد به حللت على عمرو بن دَرْماءَ بُلطة أَي بُرْهة ودَهراً، وقال آخرون: بلطة أَراد داره أَنها مُبَلَّطةٌ مفروشة بالحجارة ويقال لها البلاط، وقال بعضهم: بُلطة أَي مُفْلِساً، وقال بعضهم: بلطة قَرية من جبلي طيءٍ كثيرة التين والعنب، وقال بعضهم: هي هضبة بعينها، وقال أَبو عمرو: بُلطة فَجْأَة. التهذيب: وبُلطةُ اسم دار؛ قال امرؤُ القيس: وكنتُ إِذا ما خِفْتُ يَوْماً ظُلامةً، فإِنَّ لها شِعْباً ببُلطةِ زَيْمَرَا وزَيْمَرُ: اسم موضع. وفي حديث جابرٍ: عقلت الجملَ في ناحيةِ البَلاطِ؛ قال: البلاطُ ضرب من الحجارة تفرش به الأَرض ثم سمي المكان بَلاطاً اتِّساعاً، وهو موضع معروف بالمدينة تكرر ذكره في الحديث. وأَبْلَطهم اللِّصُّ إِبْلاطاً: لم يدَعْ لهم شيئاً؛ عن اللحياني. وبالَطَ في أُموره: بالغ. وبالَط السَّابِحُ: اجْتهد. والبُلُط: المُجّانُ والمُتَحَزِّمُون من الصُّوفيَّة. الفراء: أَبْلَطَنِي فلان إِبْلاطاً وأَخْجاني (* قوله «وأخجاني» في شرح القاموس بفاء بدل الخاء المعجمة.) إِخجاء إِذا أَلَحّ عليك في السُّؤال حتى يُبْرِمَك ويُملَّك. والمُبالَطةُ: المُجاهَدةُ، يقال: نزلَ فبالِطْه أَي جاهِدْه. وفلان مُبالِطٌ لك أَي مُجتهِدٌ في صَلاحِ شأْنك؛ وأَنشد: فهْو لَهُنّ حابِلٌ وفارِطُ، إِنْ وَرَدَتْ، ومادِرٌ ولائِطُ لحوْضِها، وماتِحٌ مُبالِطُ ويقال: تبالَطُوا بالسيوف إِذا تجالَدُوا بها على أَرجلهم، ولا يقال تبالَطُوا إِذا كانوا رُكباناً. والتَّبالُطُ والمُبالَطةُ: المُجالدَةُ بالسيوف. وبالَطَنِي فلان: فرَّ مني. والبُلُطُ: الفارُّون من العسكر. وبَلَّطَ الرجلُ تَبْلِيطاً إِذا أَعْيا في المَشْي مثل بَلَّحَ. والتَّبْلِيطُ عِراقِيَّةٌ، وهو أَن يَضرب فَرْعَ أُذن الإِنسان بطرَفِ سَبَّابته. وبَلَّطَ أُذنه تَبْلِيطاً: ضربها بطرف سبابته ضرباً يوجعه. والبَلْطُ والبُلْطُ: المِخْراطُ، وهو الحديدة التي يَخْرُطُ بها الخَرَّاطُ، عَرَبية؛ قال: والبلْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ والبَلُّوطُ: ثمر شَجر يؤْكل ويدبَغُ بقِشْره. والبَلاطُ: اسم موضع؛ قال: لولا رَجاؤُكَ ما زُرْنا البَلاطَ، ولا كان البَلاطُ لَنا أَهلاً، ولا وَطَنا

بلقط

البُلْقُوطُ: القصير، قال ابن دريد: ليس بثبَت.

بلنط

الليث: البَلَنْطُ شيءٌ يشبه الرُّخامَ إِلا أَنَّ الرخام أَهش

منه وأَرْخى؛ قال عمرو بن كلثوم: وسارِيَتَيْ بَلَنْطٍ أَو رُخامٍ، يَرِنُّ خَشاشُ حَلْيِهِما رَنِينا

بنط

الأَزهري: أَما بنط فهو مهمل فإِذا فصل بين الباء والنون بياء كان

مستعملاً، يقول أَهل اليمن للنّسَّاج البِيَنْطُ، وعلى وزنه البِيَطْرُ، وهو مذكور في موضعه.

بهط

البَهَطُّ: كلمة سِنْدية وهي الأَرُزُّ يطبخ باللبن والسمن خاصّة

بلا ماء، واستعملته العرب بالهاء فقالت بَهَطَّةٌ طيبة كأَنها ذهبت بذلك إِلى الطائفة منه، كما قالوا لَبَنَةٌ وعسَلَةٌ، وقيل: البَهَطَّة ضرب من الطعام أَرُزُّ وماءٌ، وهو معرب وبالفارسية بَتا؛ وينشد: تَفَقَّأَتْ شَحْماً كما الإِوَزِّ، من أَكلها البَهطَّ بالأَرُزِّ وأَنشده الأَزهري: من أَكلِها الأَرُزُّ بِالبَهَطِّ قال ابن بري: ومثله قول أَبي الهندي: فأَما البَهَطُّ وحِيتانُكم، فما زِلْتُ منها كثيرَ السَّقَمْ قال أَبو تراب: سمعت الأَشجعي يقول بَهَطَنِي هذا الأَمر وبَهَظَني بمعنىً واحد؛ قال الأَزهري: ولم أَسمعها بالطاء لغيره، واللّه أَعلم.

بوط

البُوطةُ: التي يُذيب فيها الصائغُ ونحوه من الصُّنَّاع. ابن

الأَعرابي: باطَ الرجلُ يَبُوطُ إِذا ذَلَّ بعد عِزٍّ أَو إِذا افتقر بعد غِنىً.

بظظ

بَظَّ الضارِبُ أَوْتارَه يَبُظُّها بَظّاً: حرَّكها وهَيَّأَها

للضرب، والضاد لغة فيه. وبَظَّ على كذا: أَلَحَّ عليه، قال: وهذا تصحيف والصواب أَلَظَّ عليه إِذا أَلحَّ عليه. وهو كَظٌّ بَظٌّ أَي مُلحٌّ وفَظٌّ بَظٌّ بمعنى واحد، ففظّ معلوم وبظ إِتباع، وقيل: فَظِيظ بَظِيظ، وقيل: فظيظ أَي جافٍ غليظ. وأَبظَّ الرجلُ إِذا سمن، والبَظِيظُ: السَّمِين الناعم.

بهظ

بَهَظَنِي الأَمْرُ والحِمْل يَبْهَظُني بَهْظاً: أَثقلني وعجزت

عنه وبلغ مني مَشَقّة، وفي التهذيب: ثقُل عليّ وبلَغ منِّي مشقَّتَه. وكلُّ شيء أَثقلك، فقد بَهَظك، وهو مَبْهُوظ. وأَمر باهِظ أَي شاقٌّ. قال أَبو تراب: سمعت أَعرابيّاً من أَشجع يقول: بَهَضني الأَمر وبهظني، قال: ولم يتابعه أَحد على ذلك. ويقال: أَبْهَظَ حوْضَه ملأَه. والقِرْنُ المَبْهوظ: المغلوب. وبهَظ راحلَته يَبْهَظُها بَهْظاً: أَوْقَرها وحمل عليها فأَتعبها. وكل من كُلّف ما لا يُطيقه أَو لا يجده، فهو مهبوظ. وبَهَظَ الرجلَ: أَخذ بفُقْمه أَي بذَقَنه ولِحْيته. وفي التهذيب عن أَبي زيد: بَهَظته أَخذت بفُقْمه وبفُغْمه. قال شمر: أَراد بفُقْمه فمه، وبفُغْمه أَنفه، والفُقْمانِ هما اللَّحْيانِ. وأَخذ بفغْوه أَي بفمه. ورجل أَفْغَى وامرأَة فَغْواء إِذا كان في فمه مَيَلٌ.

بيظ

البَيْظةُ: الرَّحِمُ؛ عن كراع، والجمع بَيْظٌ؛ قال الشاعر يصف

القطا وأَنَّهنّ يَحملن الماء لِفراخِهنّ في حَواصِلهنّ: حَمَلْن لَها مِياهاً في الأَداوَى، كما يَحْمِلْن في البَيْظِ الفَظِيظا الفَظِيظُ: ماء الفحل. ابن الأَعرابي: باظ الرجل بَبِظُ بَيْظاً وباظَ يَبُوظُ بَوْظاً إِذا قَرَّرَ أَرُونَ أَبي عُمَيْرٍ في المَهْبِلِ؛ قال أَبو منصور: أَراد ابن الأَعْرابي بالأَرُونِ المَنِيّ، وبأَبي عُمير الذَّكر، وبالمَهْبِلِ قَرار الرَّحم. وقال الليث: البيْظ ماء الرجل. وقال ابن الأَعرابي: باظَ الرجلُ إِذا سَمِن جِسمه بعد هُزال.

بتع

البَتِعُ: الشديد المَفاصِل والمَواصِل من الجسد. بَتِعَ بَتَعاً،

فهو بَتِعٌ وأَبْتَعُ: اشْتَدَّت مفاصله؛ قال سلامة بن جَنْدل: يَرْقى الدَّسِيعُ إِلى هادٍ له بَتِعٍ، في جُؤْجُؤٍ، كمَداكِ الطِّيب، مَخْضُوبِ وقال رؤبة: وقَصَباً فَعْماً ورُسْغاً أَبْتَعا قال ابن بري: كذا وقع وأَظنه: وجيداً. والبَتَعُ: طُول العُنق مع شدَّة مَغْرِزه. يقال: عُنق أَبْتَع وبَتِع، تقول منه:بَتِع الفرَسُ، بالكسر، فهو فرس بَتِع، والأُنثى بَتِعةٌ. وعُنُق بَتِعةٌ وبَتِعٌ:شديدة، وقيل: مُفْرِطةُ الطُّول؛ قال: كلّ عَلاةٍ بَتِعٍ تَلِيلُها ورجل بَتِعٌ: طويل، وامرأة بَتِعة كذلك، ابن الأَعرابي: البَتِعُ الطويلُ العُنقِ، والتَّلِعُ الطويلُ الظهْرِ. وقال ابن شميل: من الأَعْناقِ البَتِعُ، وهو الغليظ الكثير اللحم الشديد، قال: ومنها المُرْهَف، وهو الدقيق ولايكون إِلا لِفَتِيق. ويقال: البَتَعُ في العنق شدَّته، والتَّلَعُ طوله. ويقال: بَتِعَ فلان عليَّ بأَمْر لم يُؤامِرْني فيه إِذا قطَعَه دُونك؛ قال أَبو وَجْزة السَّعْدي: بانَ الخَلِيطُ، وكان البَيْنُ بائجةً، ولم نَخَفْهُم على الأَمْرِ الذي بَتِعُوا بَتِعُوا أَي قَطَعوا دُوننا. أَبو محجن: الانْبِتاع والانْبِتال الانْقِطاع. والبِتْعُ والبِتَعُ، مثل القِمْعِ والقِمَعِ: نَبيذ يُتَّخَذ من عسَل كأَنه الخَمر صَلابة، وقال أَبو حنيفة: البتع الخمر المتخذة من العسل فأَوقع الخمر على العسل. والبِتْعُ أَيضاً: الخمر، يَمانية. وبَتَعَها: خَمَّرَها، والبَتَّاع: الخَمَّار، وفي حديث النبي، ﷺ: أَنَّه سئل عن البِتْعِ فقال: كلُّ مُسْكرٍ حرام؛ قال: هو نبيذُ العَسل، وهو خمر أَهل اليمن. وأَبْتَعُ: كلمة يؤكّد بها، يقال: جاء القوم أَجْمعون أَكْتعون أَبْصعون أَبْتَعون، وهذا من باب التوكيد.

بثع

بَثِعَتِ الشفةُ تَبْثَعُ بَثَعاً وتَبَثَّعَت: غَلُظَ لحمها

وظَهَر دَمُها.وشَفةٌ كاثِعةٌ باثِعةٌ: ممتَلِئَة مُحمَرَّة من الدم. ورجل أَبْثَعُ: شفته كذلك. وشفة باثعة: تَنْقَلِبُ عند الضَّحِك. ولِثة باثِعة وبَثُوع ومُبَثِّعَة: كثيرة اللحم والدمِ، والاسم منه البَثَعُ. وامرأة بَثِعةٌ وبَثْعاء: حمراء اللِّثةِ وارِمَتُها،والاسم البَثَعُ. قال الأَزهري: بَثِعَت لِثة الرجل تَبْثَعُ بُثوعاً إِذا خرجت وارتفعت حتى كأَنَّ بها ورَماً، وذلك عَيْب، إِذا ضَحِك الرجل فانقلبت شفته فهي باثعةٌ أَيضاً. والبَثَعُ: ظُهورُ الدّم في الشفتين وغيرهما من الجسد، وهو البَثَغُ، بالغين، في الجسد. وقال الأَزهري: البَثَغُ بالغين لغيره.

بخع

بخَعَ نفْسَه يَبْخَعُها بَخْعاً وبُخوعاً: قتلَها غيْظاً أَو

غَمّاً. وفي التنزيل: فلعلَّك باخعٌ نفْسَك على آثارِهم؛ قال الفرّاء: أَي مُخْرِجٌ نفسَك وقاتلٌ نفسَك؛ وقال ذو الرمة: أَلا أَيُّهذا الباخِعُ الوَجْدِ نفسَه بشيءٍ نَحَتْه عن يدَيْكَ المَقادِرُ قال الأَخفش: يقال بَخَعْتُ لك نفْسي ونُصْحِي أَي جَهَدْتها أَبْخَعُ بُخوعاً. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، أَنها ذكرت عمر، رضي الله عنه، فقالت: بَخَعَ الأَرضَ فقاءتْ أُكُلَها أَي قَهر أَهلَها وأَذلَّهم واستخرَج ما فيها من الكُنوز وأَموال المُلوك. وبَخَعْتُ الأَرضَ بالزِّراعةِ أَبْخَعُها إِذا نَهَكْتُهَا وتابَعْت حِراثَتها ولم تُجِمَّها عاماً. وبخَع الوَجْدُ نفسَه إِذا نَهَكَها. وبخَعَ له بحقّه يَبْخَعُ بُخوعاً وبَخاعةً: أَقرَّ به وخضَع له، وكذلك بَخِعَ، بالكسر، بُخوعاً وبَخاعةً، وبَخَعَ لي بالطاعة بُخوعاً كذلك. وبَخَعْت له: تذَلَّلْت وأَطَعت وأَقرَرْت. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فأَصبَحْتُ بجَنبتَي الناسِ ومَن لم يكن يَبْخَعُ لنا بطاعة. وفي حديث عُقْبة بن عامر: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: أَتاكُم أَهلُ اليَمنِ هم أَرَقُّ قُلوباً وأَلْيَنُ أَفئدةً وأَبْخَعُ طاعةً أَي أَنْصَحُ وأَبْلَغُ في الطاعةِ من غيرهم كأَنهم بالَغُوا في بَخْعِ أَنفسهم أَي قَهرِها وإِذْلالِها بالطاعةِ. قال ابن الأَثير: قال الزمخشري هو من بَخَع الذَّبِيحةَ إِذا بالَغ في ذَبْحِها وهو أَن يَقْطَع عظْم رقبتها ويَبْلُغَ بالذَّبْح البِخاع، بالباء، وهو العِرْق الذي في الصُّلْب؛ والنخْعُ، بالنون، دون ذلك وهو أَن يبلُغ بالذبح النُّخاع، وهو الخيْط الأَبيض الذي يَجري في الرَّقبة، هذا أَصله ثم كثُر حتى استعمل في كل مبالغة؛ قال ابن الأَثير: هكذا ذكره في الكشاف وفي كتاب الفائق في غريب الحديث ولم أَجده لغيره، قال: وطالما بحثت عنه في كتب اللغة والطب والتشريح فلم أَجد البِخاع، بالباء، مذكوراً في شيء منها. وبَخَعْت الرَّكيّة بَخْعاً إِذا حَفرْتها حتى ظَهر ماؤها.

بخثع

بَخْثَعٌ: اسم زعموا، وليس بثبت.

بخذع

بخذَعه بالسيف وخَذْعَبَه: ضربه.

بدع

بدَع الشيءَ يَبْدَعُه بَدْعاً وابْتَدَعَه: أَنشأَه وبدأَه. وبدَع

الرَّكِيّة: اسْتَنْبَطَها وأَحدَثها. ورَكِيٌّ بَدِيعٌ: حَدِيثةُ الحَفْر. والبَدِيعُ والبِدْعُ: الشيء الذي يكون أَوّلاً. وفي التنزيل: قُل ما كنتُ بِدْعاً من الرُّسُل؛ أَي ما كنت أَوّلَ من أُرْسِلَ، قد أُرسل قبلي رُسُلٌ كثير. والبِدْعةُ: الحَدَث وما ابْتُدِعَ من الدِّينِ بعد الإِكمال. ابن السكيت: البِدْعةُ كلُّ مُحْدَثةٍ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، في قِيام رمضانَ: نِعْمتِ البِدْعةُ هذه. ابن الأَثير: البِدْعةُ بدْعتان: بدعةُ هُدى، وبدْعة ضلال، فما كان في خلاف ما أَمر الله به ورسوله، صلى الله عليه وسلم، فهو في حَيِزّ الذّمِّ والإِنكار، وما كان واقعاً تحت عُموم ما ندَب اللهُ إِليه وحَضّ عليه أَو رسولُه فهو في حيِّز المدح، وما لم يكن له مِثال موجود كنَوْع من الجُود والسّخاء وفِعْل المعروف فهو من الأَفعال المحمودة، ولا يجوز أَن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به لأَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قد جعل له في ذلك ثواباً فقال: مَن سنّ سُنّة حسَنة كان له أَجرُها وأَجرُ مَن عَمِلَ بها، وقال في ضدّه: مَن سنّ سُنّة سَيئة كان عليه وِزْرها ووِزْر مَن عَمِلَ بها، وذلك إِذا كان في خلاف ما أَمر الله به ورسوله، قال: ومن هذا النوع قول عمر، رضي الله عنه: نعمتِ البِدْعةُ هذه، لمّا كانت من أَفعال الخير وداخلة في حيّز المدح سَمّاها بدعة ومدَحَها لأَنَّ النبي، ﷺ، لم يَسُنَّها لهم، وإِنما صلاَّها لَيالِيَ ثم تركها ولم يحافظ عليها ولا جمع الناس لها ولا كانت في زمن أَبي بكر وإِنما عمر، رضي الله عنهما، جمع الناسَ عليها وندَبهم إِليها فبهذا سماها بدعة، وهي على الحقيقة سنَّة لقوله، ﷺ، عليكم بسنّتي وسنة الخُلفاء الراشدين من بعدي، وقوله، ﷺ: اقْتَدُوا باللذين من بعدي: أَبي بكر وعمر، وعلى هذا التأْويل يُحمل الحديث الآخَر: كلُّ مُحْدَثةٍ بدعة، إِنما يريد ما خالَف أُصولَ الشريعة ولم يوافق السنة، وأَكثر ما يستعمل المُبْتَدِعُ عُرْفاً في الذمِّ. وقال أَبو عَدْنان: المبتَدِع الذي يأْتي أَمْراً على شبه لم يكن ابتدأَه إِياه. وفلان بِدْعٍ في هذا الأَمر أَي أَوّل لم يَسْبِقْه أَحد. ويقال: ما هو منّي ببِدْعٍ وبَديعً، قال الأَحوص: فَخَرَتْ فانْتَمَتْ فقلتُ: انْظُرِيني، ليس جَهْلٌ أَتَيْته ببدِيعِ وأَبْدَعَ وابْتَدَعَ وتَبَدَّع: أتَى بِبدْعةٍ، قال اللهِ تعالى: ورَهْبانِيَّةً ابْتَدَعوها؛ وقال رؤبة: إِنْ كُنْتَ للهِ التَّقِيَّ الأَطْوعا، فليس وجْهَ الحَقِّ أَن تَبَدَّعا وبَدَّعه: نَسَبه إِلى البِدْعةِ. واسْتَبْدَعَه: عدَّه بَديعاً. والبَدِيعُ: المُحْدَثُ العَجيب. والبَدِيعُ: المُبْدِعُ. وأَبدعْتُ الشيء: اخْتَرَعْته لاعلى مِثال. والبَديع: من أَسماء الله تعالى لإِبْداعِه الأِشياء وإِحْداثِه إِيَّاها وهو البديع الأَوّل قبل كل شيء، ويجوز أَن يكون بمعنى مُبدِع أَو يكون من بَدَع الخلْقَ أَي بَدَأَه، والله تعالى كما قال سبحانه: بَدِيعُ السمواتِ والأَرض؛ أَي خالقها ومُبْدِعُها فهو سبحانه الخالق المُخْتَرعُ لا عن مثال سابق، قال أَبو إِسحق: يعني أَنه أَنشأَها على غير حِذاء ولا مثال إِلا أَنَّ بديعاً من بَدَع لا من أَبْدع، وأَبدعَ: أَكثر في الكلام من بَدَع، ولو استعمل بدَع لم يكن خطأ، فبَدِيعٌ فَعِيلٌ بمعنى فاعل مثل قدير بمعنى قادر، وهو صفة من صفات الله تعالى لأَنه بدأَ الخلق على ما أَراد على غير مثال تقدّمه.قال الليث: وقرئ بديعَ السمواتِ والأَرضِ، بالنصب على وجه التعجب لِما قال المشركون على معنى: بِدْعاً ما قلتم وبَدِيعاً اخْتَرَقْتم، فنصبه على التعجب، قال: والله أَعلم أَهو ذلك أَم لا؛ فأَما قراءة العامة فالرفع، ويقولون هو اسم من أَسماء الله سبحانه، قال الأَزهري: ما علمت أَحداً من القرّاء قرأَ بديعَ بالنصب، والتعجبُ فيه غير جائز، وإِن جاء مثله في الكلام فنصبه على المدح كأَنه قال أَذكر بديع السموات والأَرض. وسِقاء بَديع: جديد، وكذلك زِمام بديع؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في السقاء لأَبي محمد الفقعسي: يَنْصَحْنَ ماء البَدَنِ المُسَرَّى، نَضْحَ البَدِيعِ الصَّفَقَ المُصْفَرّا الصَّفَقُ: أَوّل ما يُجعل في السِّقاء الجديد. قال الأَزهري: فالبديعُ بمعنى السقاء والحبْل فَعِيلٌ بمعنى مَفعول. وحَبلٌ بَديع: جَديد أَيضاً؛ حكاه أَبو حنيفة. والبديع من الحِبال: الذي ابتُدِئ فتله ولم يكن حَبلاً فنكث ثم غُزل وأُعيد فتلُه؛ ومنه قول الشماخ: وأَدْمَجَ دَمْج ذي شَطَنٍ بَدِيعِ والبديعُ: الزِّقُّ الجديد والسقاء الجديد. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: تِهامةُ كَبَدِيعِ العَسَلِ حُلْو أَوّلُه حُلْو آخِرُه؛ شَبَّهها بِزِقِّ العسل لأَنه لا يتغيَّر هواؤها فأَوّله طيّب وآخره طيّب، وكذلك العسل لا يتغير وليس كذلك اللبن فإِنه يتغير، وتِهامة في فُصول السنة كلها غَداةً ولَيالِيها أَطْيَب اللَّيالي لا تُؤذي بحَرّ مُفْرط ولا قُرّ مُؤذ؛ ومنه قول امرأَة من العرب وصَفت زوجَها فقالت: زَوْجي كلَيْل تِهامةَ لا حَرّ ولا قُرّ، ولا مَخافةَ ولا سآمةَ. والبديعُ: المُبْتَدِع والمُبْتَدَع. وشيء بِدْعٌ، بالكسر، أَي مُبتدَع. وأَبدْعَ الشاعرُ: جاء بالبديعِ. الكسائي: البِدْعُ في الخير والشرّ، وقد بَدُعَ بَداعةً وبُدوعاً، ورجل بِدْعٌ وامرأَة بدْعة إِذا كان غاية في كل شيء، كان عالماً أَو شَرِيفاً أَو شُجاعاً؛ وقد بَدُعَ الأَمْرُ بدْعاً وبَدَعُوه وابْتَدَعُوه ورجل بِدْعٌ ورجال أَبْداع ونساء بِدَعٌ وأَبداع ورجُل بِدْع غُمْر وفلان بِدْعٌ في هذا الأَمر أَي بَدِيع وقوم أَبداع؛ عن الأَخفش. وأُبْدِعتِ الإِبلُ: بُرِّكَت في الطريق من هُزال أَو داء أَو كَلال، وأَبْدَعت هي: كَلَّت أَو عَطِبَت، وقيل: لا يكون الإِبْداع إِلاَّ بظَلَع.يقال: أَبْدَعَت به راحِلتُه إِذا ظَلَعَت، وأُبْدِعَ وأُبْدِعَ به وأَبْدَعَ:كلَّت راحلته أَو عَطِبَت وبَقِيَ مُنْقَطَعاً به وحَسِرَ عليه ظهرُه أَو قام به أَي وقَف به؛ قال ابن بري: شاهده قول حُميد الأَرقط: لا يَقْدِرُ الحُمْسُ على جِبابِه إِلاَّ بطُولِ السيْرِ وانْجِذابِه، وتَرْكِ ما أَبْدَعَ من رِكابِه وفي الحديث: أَنَّ رجلاً أَتَى النبي، ﷺ، فقال: يا رسولَ الله إِني أُبْدِعَ بي فاحْمِلْني أَي انقُطع بي لكَلال راحلتي. وقال اللحياني: يقال أَبدَع فلان بفلان إِذا قَطَع به وخَذلَه ولم يقم بحاجته ولم يكن عند ظنه به، وأَبدَعَ به ظهرُه؛ قال الأَفْوه: ولكلِّ ساعٍ سُنَّةٌ، مِمَّنْ مَضَى، تَنْمِي به في سَعْيِه أَوْ تُبْدِعُ وفي حديث الهَدْي: فأَزْحَفَت عليه بالطريق فَعَيَّ لشأْنها إِن هي أَبدَعَتْ أَي انْقَطَعَت عن السير بكَلال أَو ظَلَع، كأَنه جعل انقطاعها عما كانت مستمرّة عليه من عادة السير إِبْداعاً أَي إِنشاء أَمر خارج عما اعْتِيدَ منها؛ ومنه الحديث: كيف أَصْنَعُ بما أَبْدَعَ عليَّ منها؟ وبعضهم يرويه: أُبْدِعَت وأُبْدِعَ، على ما لم يسمّ فاعله، وقال: هكذا يستعمل، والأَول أَوجه وأَقيس. وفي المثل: إِذا طَلَبْتَ الباطِلَ أُبْدِع بك. قال أَبو سعيد: أُبْدِعت حُجّة فلان أَي أُبْطِلت حجّته أَي بطَلَت. وقال غيره: أَبْدَعَ بِرُّ فلان بشُكْري وأَبْدَعَ فضْلُه وإِيجابه بوصفي إِذا شكره على إِحسانه إِليه واعترَف بأَنَّ شكره لا يَفِي بإِحسانه. قال الأَصمعي: بَدِعَ يَبَدَعُ فهو بَدِيعٌ إِذا سَمِن؛ وأَنشد لبَشِير ابن النِّكْث: فبَدِعَتْ أَرْنَبُه وخِرْنِقُهْ أَي سَمِنت. وأَبْدَعُوا به: ضربوه. وأَبدَع يميناً: أَوجَبها؛ عن ابن الأَعرابي.وأَبدَع بالسفر وبالحج: عزَم عليه.

بذع

البَذَعُ: شبه الفزَعِ. والمَبْذُوع: المَذْعُور. وبَذَعَ الشيءَ: فرَّقه. ويقال: بَذِعُوا فابْذَعَرُّوا أَي فَزِعوا فتفرَّقوا. قال الأَزهري: وما سمعت هذا لغير الليث. ابن الأَعرابي: البَذْعُ قَطْر حُبّ الماء، وقال: هو المَذْع أَيضاً. يقال مَذَعَ وبَذَعَ إِذا قَطَر. وبذَع الماءُ: سالَ.

برع

بَرَعَ يَبْرُعُ بُروعاً وبَراعةً وبَرُعَ، فهو بارِعٌ: تَمَّ في كلّ فَضِيلة وجمال وفاق أَصحابه في العلم وغيره، وقد توصف به المرأَة. والبارع: الذي فاق أَصحابه في السُّودد. ابن الأَعرابي: البَرِيعةُ المرأَة الفائقة بالجمال والعَقل، قال: ويقال برَعه وفرَعه إِذا علاه وفاقه، وكلُّ مُشْرف بارِعٌ وفارعٌ. وتبَرَّع بالعَطاء: أَعطَى من غير سؤال أَو تفضَّل بما لا يجب عليه. يقال: فعلت ذلك مُتَبَرِّعاً أَي مُتطوّعاً. وسَعْدُ البارِع: نجم من المنازل. وبَرْوَعُ: من أَسماء النساء؛ قال جرير: ولا حَقُّ ابنَ بَرْوَعَ أَن يُهابا وبَرْوَعُ: اسم امرأَة وهي بروع بنت واشق، وأَصحاب الحديث يقولونه بكسر الباء، وهو خطأٌ والصواب الفتح لأَنه ليس في الكلام فِعْوَل إِلا خِرْوَعٌ وعِتْوَد اسم وادٍ. وبَرْوع: اسم ناقة الراعي عُبَيد بن حُصَين النُّمَيْرِي الشاعر؛ وفيها يقول: وإِن بَرَكَتْ منها عَجاساءُ جِلّةٌ بمَحْنِيةٍ أَشْلى العِفاسَ وبَرْوَعَا ومنه كان جرير يَدْعو جَنْدل بن الرّاعي بَرْوَعاً. وقال ابن بري: بَروع اسم أُمّ الراعي، ويقال اسم ناقته؛ قال جرير يهجوه: فما هِيبَ الفَرزدقُ، قد علمتم، وما حَقُّ ابنِ بَرْوَعَ أَن يُهابا (* في ديوان جرير: فما هِبتُ الفرزدقَ بدل: فما هِيب الفرزدقُ)

برثع

بُرْثَعٌ: اسم.

بردع

البَرْدَعةُ: الحِلْس الذي يُلقى تحت الرَّحْل؛ قال شمر: هي

بالذال والدال، وسيأْتي ذكرها قريباً.

برذع

البَرْذَعةُ: الحِلس الذي يُلقى تحت الرحل، والجمع البَراذِع، وخص

بعضهم به الحِمار، وقال شمر:هي البرذعة والبردعة، بالذال والدال. وبَرْذَعٌ: اسم؛ أَنشد ثعلب: لَعَمْرُ أَبِيها، لا تقولُ حَلِيلَتِي: أَلا إِنه قد خانَني اليومَ بَرْذَعُ والبَرْذَعَةُ من الأَرض: لا جَلَدٌ ولا سَهل، والجمع البَِراذِع. وابْرَنْذَعَ للأَمر ابْرِنْذاعاً: تَهَيَّأَ واستَعَدَّ له. وابْرَنْذَعَ أَصحابَه: تقدَّمهم، نادر لأَنَّ مثل هذه الصيغة لا يتعدَّى.

برشع

البِرْشِعُ والبِرْشاعُ: السَّيِّءُ الخُلُق. والبِرْشاعُ

المنتَفخ الجوفِ الذي لا فُؤاد له، وقيل: هو الأَحمق الطويل، وقيل: الأَهْوج الضخْمُ الجافي المنتفخ؛ قال رؤبة: لا تَعْدِلِيني بامْرِئٍ إِرْزَبِّ، ولا بِبِرْشاعِ الوِخامِ وَغْبِ قال الشيخ ابن بري: صواب إِنشاده: لا تعدِليني واسْتَحِي بِإِزْبِ، كَزِّ المُحَيّا أُنَّحٍ إِرْزَبِّ وهذا الرجز أَورده الجوهري في ترجمة وغب فقال: ولا بِبِرْشامِ الوِخامِ وَغْبِ

برقع

البُرْقُعُ والبُرْقَعُ والبُرْقُوعُ: معروف، وهو للدوابِّ ونساء

الأَعْراب؛ قال الجعدي يصف حِشْفاً: وخَدٍ كَبُرْقُوعِ الفَتاةِ مُلَمَّعٍ، ورَوْقَينِ لَمَّا بَعْدُ أَن يَتَقَشَّرا الجوهري: يَعْدُوَا أَن تَقَشَّرا، قال ابن بري: صواب إِنشاده وخدًّا بالنصب ومُلَمَّعاً كذلك لأَن قبله: فلاقَتْ بَياناً عند أَوّلِ مَعْهَدٍ، إِهاباً ومَغْبُوطاً من الجَوْفِ أَحْمَرا (* قوله «ومغبوطاً» كذا بالأصل وشرح القاموس بغين معجمة ولعله بمهملة أي مشقوقاً.) قوله فلاقت يعني بقرة الوحش التي أَخذ الذئب ولدها. قال الفراء: بِرْقَعٌ نادر ومثله هِجْرَعٌ، وقال الأَصمعي: هَجْرع، قال أَبو حاتم: تقول بُرْقُع ولا تقول بُرْقَع ولا بُرْقُوع؛ وأَنشد بيت الجعدي: وخدّ كبُرْقُع الفتاةِ؛ ومن أَنشده: كبُرْقُوعِ، فإِنما فَرَّ من الزِّحافِ. قال الأَزهري: وفي قول من قدَّم الثلاث لغات في أَول الترجمة دليل على أَن البرقوع لغة في البرقُع. قال الليث: جمع البُرْقُع البَراقِعُ، قال: وتَلْبَسُها الدوابّ وتلبسها نساء الأَعراب وفيه خَرْقان للعينين؛ قال توْبةُ بن الحُمَيِّر: وكنتُ إِذا ما جِئتُ ليْلى تَبَرْقَعَتْ، فقدْ رابَني منها الغَداةَ سُفُورُها قال الأَزهري: فتح الباء في بَرْقُوع نادر، لم يجئ فَعْلول إِلا صَعْفُوقٌ. والصواب بُرقوع، بضم الباء، وجوع يُرقوع، بالياء، صحيح. وقال شمر: بُرقع مُوَصْوَصٌ إِذا كان صغير العينين. أَبو عمرو: جُوعٌ بُرْقُوع وجُوع بَرقوع، بفتح الباء، وجوع بُرْكُوع وبَركوع وخُنْتُور بمعنى واحد. ويقال للرجل المأْبون: قد بَرْقَع لِحْيَته ومعناه تَزَيّا بِزيِّ مَن لَبِسَ البُرْقُع؛ ومنه قول الشاعر: أَلمْ تَرَ قَيْساً، قَيْسَ عَيْلانَ، بَرْقَعَتْ لِحاها، وباعَتْ نَبْلَها بالمَغازِلِ ويقال: بَرْقَعه فتَبَرْقَع أَي أَلْبسه البُرْقُعَ فلَبِسَه. والمُبَرْقَعةُ: الشاةُ البيْضاء الرأْسِ. والمُبَرْقِعَةُ، بكسر القاف: غُرَّة الفرس إِذا أَخذت جميع وجهه. وفرس مُبَرْقَع: أَخذت غُرَّتُه جميع وجهه غير أَنه ينظُرُ في سَواد وقد جاوز بياضُ الغُرَّةِ سُفْلاً إِلى الخدَّين من غير أَن يصيب العينين. يقال: غُرّة مُبَرْقِعة. وبِرْقِع، بالكسر: السماء؛ وقال أَبو علي الفارسي: هي السماء السابعة لا ينصرف؛ قال أُمَيَّة بن أَبي الصَّلْت: فكأَنَّ بِرْقِعَ والمَلائِكَ حَوْلَها، سَدِرٌ، تَواكَلَه القوائمٌ، أَجْرَبُ قال ابن بري: صواب إِنشاده أَجْرَدُ، بالدال، لأَنَّ قبله: فأَتَمَّ سِتًّا فاسْتَوَتْ أَطْباقُها، وأَتَى بسابِعةٍ فأَنَّى تُوردُ قال الجوهري: قوله سَدِر أَي بَحر. وأَجرب صفة البحر المشبَّهِ به السماء، فكأَنه شبَّه البحر بالجَرَب لما يحصل فيه من المَوْج أَو لأَنه تُرَى فيه الكواكب كما تُرى في السماء فهنَّ كالجَرَب له؛ وقال ابن بري: شبَّه السماء بالبحر لمَلاستِها لا لِجَرَبِها، أَلا ترى قوله تواكله القوائم أَي تواكلته الرِّياح فلم يتمَوَّج، فلذلك وصفه بالجَرَدِ وهو المَلاسةُ؛ قال ابن بري: وما وصفه الجوهري في تفسير هذا البيت هَذَيان منه، وسماء الدنيا هي الرَّقِيعُ. وقال الأَزهري: قال الليث البِرْقِع اسم السماء الرابعة؛ قال: وجاء ذكره في بعض الأَحاديث. وقال: بِرْقَع اسم من أَسماء السماء، جاء على فِعْلَلٍ وهو غريب نادر. وقال ابن شميل: البُرْقُع سِمةٌ في الفخذ حَلْقَتَين بينهما خِباط في طول الفخذ، وفي العَرْض الحَلْقتان صورته.

بركع

بَرْكَعَه وكَرْبَعَه فتبَرْكَع: صرَعه فوقع على اسْتِه؛ قال

رؤبة:ومَنْ هَمَزْنا عِزَّه تبَرْكَعا على اسْتِه، زَوْبَعَةً أَو زَوْبَعا قال ابن بري: هكذا ذكره ابن دريد زوبعة، بالزاي، وصوابه رَوبعة أَو روبعا، بالراء، وكذلك هو في شعر رُؤبة، وفسر بأَنه القصير الحقير، وقيل الضعيف، وقيل القصيرُ العُرقوبِ، وقيل الناقص الخَلْقِ. وبَرْكَعَ الرجلُ على ركبتيه إِذا سقط عليهما. والبَرْكعةُ: القِيام على أَربع، وتَبَرْكعت الحَمامةُ للحمامة الذكر؛ وأَنشد: هَيْهاتَ أَعْيا جَدُّنا أَن يُصْرَعا، ولو أَرادوا غيرَه تَبَرْكَعا وبَرْكَعْت الرجل بالسيف إِذا ضربته. والبُرْكُعُ: القصير من الإِبل خاصّة. والبُرْكُعُ: المُسْتَرْخِي القوائمِ في ثِقَل. وجوعٌ بُرْكُوعٌ وبَركوع، بفتح الباء.

بزع

بَزُعَ الغُلام، بالضم، بَزاعة، فهو بَزِيعٌ وبُزاعٌ: ظَرُفَ

ومَلُحَ. والبَزِيعُ: الظَّريف. وتَبَزَّعَ الغُلام: ظَرُف. وغلام بَزِيع وجارية بزيعة إِذا وُصِفا بالظَّرْفِ والمَلاحة وذَكاء القلب، ولا يقال إِلاّ للأَحداث من الرجال والنساء. وفي الحديث: مررْتُ بقَصْر مَشِيد بَزِيع، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقيل؛ لعمر بن الخطاب؛ البَزِيعُ: الظريفُ من الناس، شبه القصر به لحُسنه وجَماله، والبَزِيعُ: السيِّد الشريف؛ حكاه الفارسي عن الشيْباني. وقال أَبو الغَوْث: غلام بَزِيع أَي متكلِّم لا يسْتَحْيِي. والبَزاعةُ: مما يُحْمَد به الإِنسان. وتبزَّع الغلامُ: ظرُف. وتبزَّع الشرُّ: هاجَ وتَفاقَمَ، وقيل: أَرْعَدَ ولمّا يَقَعْ؛ قال العجاج:إِني إِذا أَمْرُ العِدى تبَزَّعا وبَوْزَعُ: اسم رملة معروفة من رِمال بني أَسد، وفي التهذيب: بني سَعْد؛ قال رؤبة: برَمْلِ يَرْنا أَو برَمْلِ بَوْزَعا وبَوْزَعُ:اسم امرأَة كأَنه فَوَعَل من البَزِيعِ؛ قال جرير: هَزِئتْ بُوَيزِعُ، إِذ دَبَبْتُ على العَصا، هَلاّ هَزِئْتِ بِغَيرِنا يا بَوْزَعُ؟ (* في ديوان جرير: وتقولُ بوزعُ قد دبَبتَ على العَصا)

بشع

البَشِعُ: الخَشِنُ من الطَّعام واللِّباس والكلام. وفي الحديث:

كان رسول الله، ﷺ، يأْكل البَشِعَ أَي الخَشِنَ الكَرِيهَ الطَّعْمِ، يريد أَنه لم يكن يذُمُّ طَعاماً. والبَشِعُ: طَعْم كريه. وطعام بَشِيع وبَشِع من البَشَع: كريه يأْخذُ بالحَلْق بَيِّنُ البَشاعة، فيه حُفُوف ومَرارَةٌ كالإِهْلِيلَجِ ونحوه، وقد بَشِعَ بَشَعاً. ورجل بَشِيعٌ بَيِّنُ البشع إِذا أَكله فبَشِع منه. وأَكلنا طعاماً بَشِعاً: حافّاً يابساً لا أُدْمَ فيه. والبَشَعُ: تَضايُق الحلْقِ بطعام خَشِن. وفي الحديث: فوُضِعت بين يَدَي القوم، وهي بَشِعةٌ في الحَلْق، وكلام بشيع: خَشِن كريه منه. واسْتَبْشَعَ الشيءَ أَي عَدَّه بَشِعاً. ورجل بَشِع المَنْظَر إِذا كان دَميماً. ورجل بَشِعُ النفْس أَي خَبيثُ النفس، وبَشِعُ الوجه إِذا كان عابِساً باسِراً. وثوب بَشِع: خَشِن. ورجل بشع الفم: كريه ريحِ الفم، والأُنثى بالهاء، لا يتَخلَّلان ولا يَسْتاكانِ، والمصدر البشَعُ والبَشاعةُ، وقد بَشِع بشعاً وبَشاعة. وبَشِع بهذا الطعام بَشَعاً: لم يُسِغْه. ورجل بَشِع الخُلُق إِذا كان سيِّءَ الخُلُقِ والعِشْرة. وبَشِع بالأَمر بشَعاً وبشاعةً: ضاق به ذَرعاً؛ قال أَبو زبيد يصف أَسداً:شأْسُ الهَبُوطِ زنَاءُ الحامِيَيْنِ، مَتَى تَبْشَعْ بوارِدةٍ يَحْدُثْ لها فَزَعُ قوله شأْس الهَبوط يقول: الأَسد إِذا أَكل أَكلاً شديداً وشَبع ترك من فَرِيسته شيئاً في الموضع الذي يفْترِسها، فإِذا انتهت الظباء إِلى ذلك الموضع لترد الماءَ فَزِعت من ذلك لمكان الأَسد، وقيل: بوارِدة أَي بما يرده من الناس لها للواردة (* قوله: بما يرده من الناس لها للواردة، هكذا في الأَصل.) زناء الحامِيين: ضَيِّق الحاميين. تَبْشَع: تُغَصّ، يحدث لها فزع لمكان الأَسد. وبَشِع الوادي بالماء بَشَعاً: ضاق. وَبَشِع بالشيء بشَعاً: بطَش به بَطْشاً مُنْكراً. وخشبة بَشِعة: كثيرة الأُبَنِ.

بصع

البَصْعُ: الخَرْق الضيِّق لا يكاد يَنفُذ منه الماء. وبَصَعَ

الماءُ يَبْصَعُ بَصاعة: رَشَحَ قليلاً. وبَصع العَرَقُ من الجسد يَبصَع بَصاعة وتَبَصَّع: نَبَعَ من أُصول الشعر قليلاً قليلاً. والبَصِيع: العرَق إِذا رشح؛ وروى ابن دريد بيت أبي ذؤيب: تأْبى بدِرَّتِها، إِذا ما اسْتُغْضِبَتْ، إِلا الحَميمَ، فإِنَّه يَتَبَصَّعُ بالصاد أَي يَسيل قليلاً قليلاً. قال الأَزهري: وروى الثقات هذا الحرف بالضاد المعجمة من تَبَضَّع الشيءُ أَي سال، وهكذا رواه الرُّواة في شعر أَبي ذؤَيب، وابن دريد أَخذ هذا من كتاب ابن المظفر. فمرَّ على التصحيف الذي صحفه، والظاهر ان الشيخ ابن بري ثلَّثهما في التصحيف، فإِنه ذكره في كتابه الذي صنفه على الصحاح في ترجمة بصع يتبصع بالصاد المهملة، ولم يذكره الجوهري في صحاحه في هذه الترجمة، وذكره ابن بري أَيضاً موافقاً للجوهري في ذكره في ترجمة بضع، بالضاد المعجمة. والبَصْع: ما بينَ السّبَّابة والوُسْطَى. والبَصْعُ: الجمع. قال الجوهري: سمعته من بعض النحويين ولا أَدري ما صحته. ويقال: مَضَى بِصْع من الليل، بالكسر، أَي جَوْشٌ منه. وأَبْصَعُ: كلمة يؤكَّد بها، وبعضهم يقوله بالضاد المعجمة وليس بالعالي؛ تقول: أَخذت حقي أَجْمَعَ أَبْصَعَ، والأُنثى جَمْعاء بَصْعاء، وجاء القوم أَجمعون أَبْصَعون، ورأَيت النِّسوة جُمَعَ بُصَعَ، وهو توكيد مُرَتَّب لا يُقدَّم على أَجمع؛ قال ابن سيده: وأَبْصَعُ نعت تابع لأَكْتَعَ وإِنما جاؤُوا بأَبْصَعَ وأَكْتَعَ وأَبْتَعَ إِتباعاً لأَجْمَع لأَنهم عدلوا عن إِعادة جميع حروف أَجمع إِلى إِعادة بعضها، وهو العين، تحَامِياً من الإِطالة بتكرير الحروف كلها. قال الأَزهري: ولا يقال أَبْصعون حتى يتقدَّمه أَكتعون، فإِن قيل: فلمَ اقتصروا على إِعادة العين وحدها دون سائر حروف الكلمة؟ قيل: لأَنها أَقوى في السجعة من الحرفين اللذين قبلها وذلك لأَنها لام الكلمة وهي قافية لأَنها آخر حروف الأَصل ، فجيء بها لأَنها مَقْطَع الأُصول ، والعمل في المُبالغة والتكرير إِنما هو على المَقطع لا على المَبدإِ ولا على المَحْشَإِ، أَلا ترى أَن العناية في الشعر إِنما هي بالقَوافي لأَنها المَقاطِعُ وفي السجع كمثل ذلك؟ وآخر السجعة والقافية عندهم أَشرف من أَوَّلها، والعِنايةُ به أَمَسُّ، ولذلك كلما تَطَرَّفَ الحرف في القافية ازدادوا عِناية به ومُحافظة على حكْمه. وقال أَبو الهيثم: الكلمة تُوكَّد بثلاثة تَواكِيدَ؛ يقال: جاء القوم أَكتعون أَبتعون أَبصعون، بالصاد، وقال جماعة من النحويين: أَخذته أَجمعَ أَبتعَ وأَجمعَ أَبصع، بالتاء والصاد، قال البُشْتِيُّ: مررت بالقوم أَجمعين أَبْضَعِين، بالضاد، قال أَبو منصور: هذا تصحيف وروي عن أَبي الهيثم الرازي أَنه قال: العرب توكِّد الكلمة بأَربعةِ تَواكِيد فتقول: مررت بالقوم أَجمعين أَكتعين أَبصعين أَبتعين، كذا رواه بالصاد، وهو مأْخوذ من البَصْع وهو الجمع. والبُصَيعُ: مكان في البحر على قولٍ في شعر حسان ابن ثابت: بَيْنَ الخَوابي فالبُصَيْعِ فَحَوْمَلِ وسيُذكر مُسْتوفىً في ترجمة بضع. وكذلك أَبْصَعةُ مَلِك من كِنْدةَ بوزن أَرْنبة، وقيل: هو بالضاد المعجمة. وبئر بُضاعةَ: حكيت بالصاد المهملة، وسنذكرها.

بضع

بَضَعَ اللحمَ يَبْضَعُه بَضْعاً وبَضَّعه تَبْضِيعاً: قطعه،

والبَضْعةُ: القِطعة منه؛ تقول: أَعطيته بَضع من اللحم إِذا أَعطيته قِطعة مجتمعة، هذه بالفتح، ومثلها الهَبْرة، وأَخواتها بالكسر، مثل القِطْعةِ والفِلْذةِ والفِدْرةِ والكِسْفةِ والخِرْقةِ وغير ذلك مما لا يُحصى. وفلان بَضْعة من فلان: يُذْهَب به إِلى الشبَه؛ وفي الحديث: فاطِمةُ بَضْعة منِّي، من ذلك، وقد تكسر، أَي إِنها جُزء مني كما أَن القِطْعة من اللحم، والجمع بَضْع مثل تَمْرة وتَمْر؛ قال زهير: أَضاعَتْ فلم تُغْفَرْ لها غَفَلاتُها، فلاقَتْ بَياناً عند آخِرِ مَعْهَدِ (* في ديوان زهير: خلواتها بدل غفلاتها.) دَماً عند شِلْوٍ تَحْجَلُ الطيرُ حَوْلَه، وبَضْعَ لِحامٍ في إِهابٍ مُقَدَّدِ وبَضْعة وبَضْعات مثل تمْرة وتمْرات، وبعضهم يقول: بَضْعة وبِضَعٌ مثل بَدْرةٍ وبِدَرٍ، وأَنكره عليّ بن حمزة على أَبي عبيد وقال: المسموع بَضْعٌ لا غير؛ وأَنشد: نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللحْمِ للباعِ والنَّدى، وبعضُهُم تَغْلي بذَمٍّ مَناقِعُهْ وبَضْعةٌ وبِضاعٌ مثل صَفْحةٍ وصِفاحٍ، وبَضْعٌ وبَضِيع، وهو نادر، ونظيره الرَّهِينُ جمع الرَّهْن. والبَضِيعُ أَيضاً: اللحم. ويقال: دابّة كثيرة البَضِيعِ، والبَضِيعُ: ما انْمازَ من لحم الفخذ، الواحد بَضِيعة. ويقال: رجل خاظِي البَضِيعِ؛ قال الشاعر: خاظِي البَضِيعِ لَحْمُه خَظا بَظا قال ابن بري: وبقال ساعِدٌ خاظِي البَضِيعِ أَي مُمْتلِئُ اللحمِ، قال: ويقال في البضِيعِ اللحم إِنه جمع بَضْعٍ مثل كلْب وكَلِيب؛ قال الحادِرةُ: ومُناخ غير تبيئة* عَرَّسْتُه، (* قوله «تبيئة» كذا بالأصل هنا، وسيأتي في دسع تاءية ولعله نبيئة بالنون أوله أَي أَرض غير مرتفعة) قَمِنِ مِنَ الحِدْثانِ، نابي المَضْجَعِ عَرَّسْتُه، ووِسادُ رأْسِي ساعِدٌ خاظِي البَضِيعِ، عُروقه لم تَدْسَعِ أَي عُروقُ ساعِده غيرُ ممتلئة من الدَّم لأَن ذلك إِنما يكون للشيوخ. وإِن فلاناً لشديدُ البَضْعةِ حَسَنُها إِذا كان ذا جِسم وسِمَن؛ وقوله: ولا عَضِل جَثْل كأَنَّ بَضِيعَه يَرابِيعُ، فوقَ المَنْكِبَيْن، جُثُومُ يجوز أَن يكون جمع بَضْعة وهو أَحسن لقوله يَرابِيع ويجوز أَن يكون اللحم. وبَضَع الشيءَ يَبْضعُه: شَقَّه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه ضرب رجلاً أَقْسَمَ على أُم سَلمة ثلاثين سوطاً كلُّها تَبْضَع وتَحْدُر أَي تَشقُّ الجلد وتقطع وتَحْدر الدَّم، وقيل: تَحْدُر تُوَرِّم. والبَضَعةُ: السِّياطُ، وقيل: السُّيوف، واحدها باضِع؛ قال الراجز: وللسِّياطِ بَضَعَهْ قال الأَصمعي: يقال سَيْفٌ باضِعٌ إِذا مَرَّ بشيء بضَعَه أَي قطَع منه بَضْعة، وقيل: يَبْضَعُ كلَّ شيء يقطَعُه؛ وقال: مِثْلِ قُدامى النَّسْرِ ما مَسَّ بضَعْ وقول أَوْس بن حَجَر يصف قوساً: ومَبْضُوعة منْ رأْسِ فَرْعٍ شَظِيّة يعني قَوساً بضَعها أَي قطعَها. والباضِعُ في الإِبل: مثل الدَّلاَّل في الدُّور (* أَي انها تحمل بضائع القوم وتجلبها.) والباضِعةُ من الشِّجاج: التي تَقْطع الجلد وتَشُقُّ اللحم تَبْضَعُه بعد الجلد وتُدْمِي إِلا أَنه لا يسيل الدم، فإِن سال فهي الدَّامِيةُ، وبعد الباضِعة المُتلاحِمةُ، وقد ذكرت الباضعة في الحديث. وبَضَعْتُ الجُرْحَ: شَقَقْتُه. والمِبْضَعُ: المِشْرَطُ، وهو ما يُبْضَعُ به العِرْق والأَدِيم. وبَضَعَ من الماء وبه يَبْضَعُ بُضُوعاً وبَضْعاً: رَوِيَ وامْتلأ: وأَبْضَعني الماءُ: أَرْواني. وفي المثل: حتى متى تَكْرَعُ ولا تَبْضَعُ؟ وربما قالوا: سأَلني فلان عن مسأَلة فأَبْضَعْتُه إِذا شَفَيْتَه، وإِذا شرب حتى يَرْوى، قال: بضَعْت أَبْضَع. وماء باضِعٌ وبَضِيع: نَمِير. وأَبْضَعه بالكلام وبَضَعَه به: بَيَّن له ما يُنازِعُه حتى يَشْتَفِيَ، كائناً ما كان. وبَضع هو يَبْضَعُ بُضُوعاً: فَهِمَ. وبضَعَ الكلامَ فانْبَضَعَ: بيّنَه فتبيَّن. وبَضَع من صاحبه يَبْضَع بُضوعاً إذا أَمره بشيء فلم يأْتَمِرْ له فسَئِمَ أَن يأْمره بشيء أَيضاً، تقول منه: بضعت من فلان؛ قال الجوهري: وربما قالوا بضعت من فلان إِذا سَئمْت منه، وهو على التشبيه. والبُضْعُ: النّكاح؛ عن ابن السكيت. والمُباضَعةُ: المُجامَعةُ، وهي البِضاعُ. وفي المثل: كمُعَلِّمة أُمَّها البِضاع. ويقال: ملَك فلان بُضْع فلانة إِذا ملَكَ عُقْدة نكاحها، وهو كناية عن موضع الغِشْيان؛ وابْتَضَعَ فلان وبضع إِذا تزوّج. والمُباضعة: المُباشرة؛ ومنه الحديث: وبُضْعهُ أَهلَه صَدقةٌ أَي مُباشَرته. وورد في حديث أَبي ذر، رضي الله عنه: وبَضِيعَتُه أَهلَه صدقةٌ، وهو منه أَيضاً. وبَضَع المرأَةَ بَضْعاً وباضَعها مُباضعة وبِضاعاً: جامَعَها، والاسم البُضْع وجمعه بُضوع؛ قال عمرو بن معديكرب: وفي كَعْبٍ وإِخْوتِها، كِلابٍ، سَوامي الطَّرْفِ غالِيةُ البُضوعِ سَوامي الطرف أَي مُتأَبِّياتٌ مُعْتزَّاتٌ. وقوله: غاليةُ البضوع؛ كنى بذلك عن المُهور اللواتي يُوصَل بها إِليهن؛ وقال آخر: عَلاه بضَرْبةٍ بَعَثَتْ بِلَيْلٍ نوائحَه، وأَرْخَصَتِ البُضُوعا والبُضْعُ: مَهْرُ المرأَة. والبُضْع: الطلاق. والبُضْع: مِلْك الوَلِيّ للمرأَة، قال الأَزهري: واختلف الناس في البُضع فقال قوم: هو الفَرج، وقال قوم: هو الجِماع، وقد قيل: هو عَقْد النكاح. وفي الحديث: عَتَقَ بُضْعُكِ فاخْتارِي أَي صار فرجُك بالعِتق حُرّاً فاختارِي الثَّباتَ على زوجك أَو مُفارَقَته. وفي الحديث عن أَبي أُمامةَ: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَمر بلالاً فنادَى في الناس يوم صَبَّحَ خَيْبَر: أَلا مَن أَصاب حُبْلى فلا يَقْرَبَنَّها فإِنَّ البُضْعَ يَزيد في السمع والبصَر أَي الجماع؛ قال الأَزهري: هذا مثل قوله لا يَسقِي ماؤه زرعَ غيره، قال: ومنه قول عائشةَ في الحديث: وله حَصَّنَنِي ربّي من كل بُضْع؛ تَعْني النّبي، ﷺ، من كل بُضع: من كل نكاح، وكان تزوّجها بِكْراً من بين نسائه. وأَبْضَعَت المرأَةَ إِذا زوّجتها مثل أَنكحْت. وفي الحديث: تُسْتأْمَرُ النساء في إِبْضاعِهن أَي في إِنكاحهنَّ؛ قال ابن الأَثير: الاسْتِبْضاع نوع من نكاح الجاهلية، وهو اسْتِفْعال من البُضع الجماع، وذلك أَن تطلب المرأَةُ جِماع الرجل لتنال منه الولد فقط، كان الرجل منهم يقول لأَمَته أَو امرأَته: أَرسلي إِلى فلان فاسْتَبْضِعي منه، ويعتزلها فلا يمَسُّها حتى يتبينَ حملها من ذلك الرجل، وإِنما يفعل ذلك رَغْبة في نَجابة الولد. ومنه الحديث: أَن عبد الله أَبا النبي، ﷺ، مرّ بامرأَة فدعته إِلى أَن يَسْتَبْضِعَ منها. وفي حديث خَدِيجةَ، رضي الله عنها: لما تزوجها النبي، صلى الله عليها وسلم، دخل عليها عمرو بن أُسيد، فلما رآه قال: هذا البُضع لا يُقرَعُ أَنفه؛ يريد هذا الكُفْءُ الذي لا يُرَدّ نِكاحه ولا يُرْغَب عنه، وأَصل ذلك في الإِبل أَنَّ الفَحل الهَجين إِذا أَراد أَن يضرب كرائم الإِبل قَرَعُوا أَنفه بعصاً أَو غيرها ليَرْتَدّ عنها ويتركها. والبِضاعةُ: القِطْعة من المال، وقيل: اليسير منه. والبضاعة: ما حَمَّلْتَ آخَرَ بَيْعَه وإِدارَتَه. والبِضاعةُ: طائفةٌ من مالك تَبْعَثُها للتجارة. وأَبْضعه البِضاعَة: أَعطاه إِيّاها.وابْتَضَع منه: أَخذ، والاسم البِضاعُ كالقِراض. وأَبْضَع الشيء واسْتَبْضعه: جعله بِضاعَتَه، وفي المثل: كمُسْتَبْضِع التمر إِلى هَجَرَ، وذلك أَنَّ هجر معدِنُ التمر؛ قال خارجة بن ضِرارٍ: فإِنَّكَ، واسْتِبْضاعَكَ الشِّعْرَ نَحْونَا، كمَسْتَبْضِعٍ تَمْراً إِلى أَهْلِ خَيْبَرا وإِنما عُدِّي بإِلى لأَنه في معنى حامل. وفي التنزيل: وجئنا ببِضاعةٍ مُزْجاةٍ؛ البِضاعة: السِّلْعةُ، وأَصلها القِطْعة من المال الذي يُتَّجَر فيه، وأصلها من البَضْع وهو القَطْع، وقيل: البِضاعة جُزء من أَجزاء المال، وتقول: هو شَرِيكي وبَضِيعي، وهم شُركائي وبُضعائي، وتقول: أبْضَعْت بِضاعة للبيع، كائنة ما كانت. وفي الحديث: المدِينةُ كالكِير تَنْفِي خَبَثَها وتُبْضِعُ طِيبَها؛ ذكره الزمخشري وقال: هو من أَبْضَعْتُه بِضاعةً إِذا دفعتها إِليه؛ يعني أَنّ المدينة تُعطِي طِيبَها ساكِنيها، والمشهور تَنْصع، بالنون والصاد، وقد روي بالضاد والخاء المعجمتين وبالحاء المهملة، من النَّضْخ والنَّضْح وهو رش الماء. والبَضْع والبِضْعُ، بالفتح والكسر: ما بين الثلاث إِلى العشر، وبالهاء من الثلاثة إِلى العشرة يضاف إِلى ما تضاف إِليه الآحاد لأَنه قِطْعة من العدد كقوله تعالى: في بِضْعِ سنين، وتُبنى مع العشرة كما تُبنى سائر الآحاد وذلك من ثلاثة إِلى تسعة فيقال: بِضْعةَ عَشرَ رجُلاً وبضْع عشْرةَ جارية؛ قال ابن سيده: ولم نسمع بضعة عشر ولا بضع عشرة ولا يمتنع ذلك، وقيل: البضع من الثلاث إِلى التسع، وقيل من أَربع إِلى تسع، وفي التنزيل: فلَبث في السجْنِ بِضْع سنين؛ قال الفراء: البِضْع ما بين الثلاثة إِلى ما دون العشرة؛ وقال شمر: البضع لا يكون أَقل من ثلاثة ولا أَكثر من عشرة، وقال أَبو زيد: أَقمت عنده بِضْع سنين، وقال بعضهم: بَضْع سنين، وقال أَبو عبيدة: البِضع ما لم يبلغ العِقْد ولا نصفه؛ يريد ما بين الواحد إِلى أَربعة. ويقال: البضع سبعة، وإِذا جاوزت لفظ العشر ذهب البضع، لا تقول: بضع وعشرون. وقال أَبو زيد: يقال له بضع وعشرون رجلاً وله بضع وعشرون امرأَة. قال ابن بري: وحكي عن الفراء في قوله بضع سنين أَن البضع لا يُذْكر إِلا مع العشر والعشرين إِلى التسعين ولا يقال فيما بعد ذلك؛ يعني أَنه يقال مائة ونَيِّف؛ وأَنشد أَبو تَمّام في باب الهِجاء من الحَماسة لبعض العرب:أَقولُ حِين أَرَى كَعْباً ولِحْيَتَه: لا بارك الله في بِضْعٍ وسِتِّينِ، من السِّنين تَمَلاَّها بلا حَسَبٍ، ولا حَياءٍ ولا قَدْرٍ ولا دِينِ وقد جاء في الحديث: بِضْعاً وثلاثين ملَكاً. وفي الحديث: صلاةُ الجماعةِ تَفْضُل صلاةَ الواحد بِبِضْع وعشرين دَرجةً. ومرَّ بِضْعٌ من الليل أَي وقت؛ عن اللحيانب. والباضعةُ: قِطعة من الغنم انقطعت عنها، تقول فِرْقٌ بَواضِعُ. وتَبَضَّع الشيءُ: سالَ، يقال: جَبْهَتُه تَبْضَع وتَتَبَضَّع أَي تَسِيل عرقاً؛ وأَنشد لأَبي ذؤيب: تأْبَى بِدِرَّتِها، إِذا اسْتُغْضِبَت، إِلاَّ الحَمِيمَ، فإِنه يَتَبَضَّعُ (* راجع هذا البيت وشرحه في أول هذه المادة) يَتبضَّع: يَتفتَّحُ بالعَرَق ويَسِيلُ مُتقطِّعاً، وكان أَبو ذؤيب لا يُجِيد في وصْفِ الخيل، وظنّ أَنَّ هذا مما توصف به؛ قال ابن بري: يقول تأْبَى هذه الفرس أَن تَدِرَّ لك بما عندها من جَرْي إِذا اسْتَغْضَبْتها لأَن الفرس الجَوادَ إِذا أَعطاك ما عنده من الجرْي عَفْواً فأَكرهْته على الزيادة حملته عزّة النفْس على ترك العَدْو، يقول: هذه تأْبى بدرَّتها عند إِكْراهها ولا تأْبى العَرَق، ووقع في نسخة ابن القطّاع: إِذا ما استُضْغِبت، وفسره بفُزِّعَت لأَن الضاغب هو الذي يَخْتَبِئُ في الخَمَرِ ليُفَزِّعَ بمثل صوت الأَسد، والضُّغابُ صوت الأَرْنب. والبَضِيعُ: العَرَقُ، والبَضيعُ: البحر، والبَضِيعُ: الجَزِيرةُ في البحر، وقد غلب على بعضها؛ قال ساعدة ابن جُؤَيّةَ الهذلي: سادٍ تَجرَّمَ في البَضِيعِ ثَمانِياً، يَلْوي بعَيْقاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ (* قوله «يجنب» هو بصيغة المبني للمفعول وتقدم ضبطه في مادة سأد بفتح الياء.) ساد مقلوب من الإِسْآدِ وهو سَيْرُ الليل. تجَرَّمَ في البَضِيعِ أَي أَقام في الجزيرة، وقيل: تجرَّم أَي قَطعَ ثماني ليال لا يَبْرَح مكانَه، ويقال للذي يُصْبح حيث أَمْسى ولم يبرح مكانه سادٍ، وأَصله من السُّدَى وهو المُهْمَلُ وهذا الصحيح. والعَيْقةُ: ساحل البحر، يَلْوِي بَعيقات أَي يذهب بما في ساحل البحر. ويُجْنَبُ أَي تَصِيبه الجَنُوب؛ وقال القتيبي في قول أَبي خِراش الهذلي: فلمّا رأَيْنَ الشمْسَ صارت كأَنها، فُوَيْقَ البَضِيعِ في الشُّعاعِ، خَمِيلُ قال: البَضِيعُ جزيرة من جزائر البحر، يقول: لما همَّت بالمَغِيب رأَينَ شُعاعَها مثل الخَمِيلِ وهو القَطِيفة. والبُضَيعُ مصغَّر: مكان في البحر؛ وهو في شعر حسّان بن ثابت في قوله: أَسَأَلْتَ رَسْمَ الدارِ أَمْ لم تَسْأَلِ بَيْنَ الخَوابي، فالبُضَيْعِ فحَوْمَلِ قال الأَثرم: وقيل هو البُصَيْعُ، بالصاد غير المعجمة، قال الأَزهري: وقد رأَيته وهو جبل قصير أَسود على تلّ بأَرض البلسةِ فيما بين سيل وذات الصَّنَمين بالشام من كُورة دِمَشْق، وقيل: هو اسم موضع ولم يُعَيَّنْ. والبَضِيعُ والبُضَيْعُ وباضِعٌ: مواضِعُ. وبئر بُضاعة التي في الحديث، تكسر وتضم، وفي الحديث: أَنه سئل عن بئر بُضاعة قال: هي بئر معروفة بالمدينة، والمحفوظ ضم الباء، وأَجاز بعضهم كسرها وحكي بالصاد المهملة. وفي الحديث ذكر أَبْضَعة، وهو مَلِك من كِنْدةَ بوزن أَرْنَبة، وقيل: هو بالصاد المهملة. وقال البشتي: مررت بالقوم أَجمعين أَبضعين، بالضاد، قال الأَزهري: وهذا تصحيف واضح، قال أَبو الهيثم الرازي: العرب تُوَكِّد الكلمة بأَربعة توَاكِيدَ فتقول: مررت بالقوم أَجمعين أَكتعين أَبصعين أَبتعين، بالصاد، وكذلك روي عن ابن الأَعرابي قال: وهو مأْخوذ من البَصْع وهو الجمْع.

بعع

البَعاعُ: الجَهازُ والمَتاعُ. أَلقى بَعَعَه وبَعاعَه أَي ثِقَلَه ونفْسَه، وقيل: بَعاعُه مَتاعُه وجَهازُه. والبَعاعُ: ثِقَلُ السحاب من الماء. أَلقتِ السحابةُ بَعاعَها أَي ماءَها وثِقَلَ مطرِها؛ قال امرؤُ القيس: وأَلقَى بصَحْراء الغَبِيطِ بَعاعَه، نُزولَ اليَماني ذي العِيابِ المُخَوَّلِ وبَعَّ السحابُ يَبِعُّ بَعًّا وبَعاعاً: أَلَحَّ بِمَطَرِه. وبَعَّ المطرُ من السحابِ: خرج. والبَعاعُ: ما بعَّ من المطر؛ قال ابن مقبل يذكر الغيث: فأَلقَى بشَرْجٍ والصَّرِيفِ بَعاعَه، ثِقالٌ رَواياه مِن المُزْنِ دُلَّحُ والبَعْبَعُ: صوت الماء المتَدارِكِ، قال الأَزهري: كأَنه أَراد حكاية صوته إِذا خرج من الإِناء ونحو ذلك. وبَعَّ الماءَ بَعًّا إِذا صَبَّه؛ ومنه الحديث: أَخذها فبعَّها في البَطْحاء، يعني الخمر صبَّها صبًّا. والبَعاعُ: شدَّة المطر، ومنهم من يَرويها بالثاء المثلثة من ثَعَّ يَثِعُّ إِذا تَقَيَّأَ أَي قذَفَها في البَطْحاء؛ ومنه حديث عليّ، رضي الله عنه: أَلقت السحابُ بَعاعَ ما استقَلَّت به من الحِمْل. ويقال: أَتيته في عَبْعَبِ شبابه وبَعْبَعِ شبابه وعِهِبَّى شبابه. وأَخرجت الأَرض بَعاعَها إِذا أَنبتت أَنواع العُشب أَيام الربيع. والبَعابِعَةُ: الصَّعالِيكُ الذين لا مال لهم ولا ضَيْعةَ. والبُعَّةُ من أَولاد الإِبل: الذي يُولَدُ بين الرُّبَعِ والهُبَعِ. والبَعْبَعةُ: حكاية بعض الأَصوات، وقيل: هو تَتابُع الكلام في عَجَلةٍ.

بقع

البَقَعُ والبُقْعةُ: تَخالُفُ اللَّوْنِ. وفي حديث أَبي موسى: فأَمر لنا بذَوْذٍ بُقْعِ الذُّرَى أَي بيض الأَسنمة جمع أَبْقع، وقيل: الأَبقع ما خالَط بياضَه لونٌ آخر. وغُراب أَبقع: فيه سواد وبياض، ومنهم من خص فقال: في صدره بياض. وفي الحديث: أَنه أَمر بقتل خمس من الدوابّ وعَدَّ منها الغُرابَ الأَبْقَعَ، وكَلْب أَبْقَع كذلك. وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: يُوشِكُ أَن يَعْمَلَ عليكم بُقْعانُ أَهل الشام أَي خدَمُهم وعَبِيدُهم وممالِيكُهم؛ شبَّههم لبَياضهم وحُمْرتهم أَو سوادهم بالشيء الأَبْقَع يعني بذلك الرُّوم والسُّودان. وقال: البَقْعاء التي اختلطَ بياضها وسوادها فلا يُدْرَى أَيُّهما أَكثر، وقيل: سُمُّوا بذلك لاختلاط أَلوانهم فإِنَّ الغالب عليها البياضُ والصُّفرة؛ وقال أَبو عبيد: أَراد البياض لأَنَّ خدم الشام إِنما هم الروم والصَّقالِية فسماهم بُقْعاناً للبياض، ولهذا يقال للغراب أَبْقَعُ إِذا كان فيه بياض، وهو أَخْبَثُ ما يكون من الغربان، فصار مثلاً لكل خَبِيث؛ وقال غير أَبي عبيد: أَراد البياض والصفرة، وقيل لهم بُقعان لاختلاف أَلوانهم وتَناسُلِهم من جنسين؛ وقال القُتَيْبي: البقعان الذين فيهم سواد وبياض، ولا يقال لمن كان أَبيض من غير سواد يخالطه أَبْقع، فكيف يَجعل الرومَ بقعاناً وهم بَيض خُلَّص؟ قال: وأُرَى أَبا هريرة أَراد أَن العرب تَنْكِحُ إِماءَ الرُّوم فتُستعْمَل عليكم أَولادُ الإِماء، وهم من بَني العرب وهم سُود ومن بني الروم وهم بِيض، ولم تكن العرب قبل ذلك تَنكِح الرُّوم إِنما كان إِماؤُها سُوداناً، والعرب تقول: أَتاني الأَسود والأَحمر؛ يريدون العرب والعجم، ولم يرد أَنَّ أَولاد الإِماء من العرب بُقْع كبُقْعِ الغِربانِ، وأَراد أَنهم أَخذوا من سواد الآباء وبياض الأُمَّهات. ابن الأَعرابي يقال للأَبرص الأَبقع والأَسْلَع والأَقْشَر والأَصْلَخ والأَعْرَم والمُلَمَّعُ والأَذْمَلُ، والجمع بُقْع. والبَقَعُ في الطير والكلاب: بمنزلة البَلَقِ في الدوابّ؛ وقول الأَخطل: كُلُوا الضَّبَّ وابنَ العَيْرِ، والباقِع الذي يَبِيتُ يَعُسُّ الليلَ بينَ المَقابِرِ قيل: الباقِعُ الضَّبُع، وقيل الغراب، وقيل كَلب أَبْقع، كلُّ ذلك قد قيل، وقال ابن بري: الباقِعُ الظَّرِبانُ، وأَورد هذا البيتَ بيتَ الأَخطل، وقالوا للضبع باقِع، ويقال للغراب أَبْقع، وجمعه بُقْعان لاختلاف لونه. ويقال: تَشاتَما فتَقاذَفا بما أَبقى ابن بُقَيْعٍ، قال: وابن بُقَيْع الكلب وما أَبقى من الجِيفة. والأَبقعُ: السَّرابُ لتلَوُّنه؛ قال: وأَبْقَع قد أَرَغْتُ به لِصَحْبي مَقِيلاً، والمَطايا في بُراها وبَقَّع المطرُ في مواضع من الأَرض: لم يَشْمَلْها. وعام أَبْقَع: بَقَّع فيه المطر. وفي الأَرض بُقَع من نَبْت أَي نُبَذٌ؛ حكاه أَبو حنيفة. وأَرض بقِعة: فيها بُقَع من الجَراد. وأَرض بَقِعة: نبتها مُتَقطع. وسَنة بَقْعاء أَي مُجْدِبة، ويقال فيها خِصْب وجَدْب. وبُقِعَ الرجل: إِذا رُميَ بكلام قَبِيح أَو بُهْتان، وبُقِع بقَبِيح: فُحِشَ عليه. ويقال: عليه خُرْءُ بِقاع، وهو العَرَقُ يُصِيب الإِنسانَ فيَبْيَضُّ على جلده شبه لُمَعٍ. أَبو زيد: أَصابه خُرء بَقاعِ وبِقاعٍ وبِقاعَ يا فتى، مصروف وغير مصروف، وهو أَن يصيبه غبار وعرَقٌ فيبقى لُمَعٌ من ذلك على جسده. قال: وأَرادوا ببقاع أَرضاً. وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه: أَنه رأَى رجلاً مُبَقَّع الرجلين وقد توَضّأَ؛ يريد به مواضع في رجليه لم يُصِبها الماء فحالف لونُها لونَ ما أَصابه الماء. وفي حديث عائشة: إِني لأَرى بُقَعَ الغسل في ثوبه؛ جمع بُقْعة. وإِذا انْتَضح الماء على بدن المُسْتَقِي من الرَّكيَّةِ على العَلَقِ فابتَلَّ مواضعُ من جسده قيل: قد بَقَّعَ، ومنه قيل للسُّقاة: بُقْعٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: كُفُوا سَنِتِين بالأَسْيافِ بُقْعاً، على تِلْكَ الجِفارِ مِنَ النَّفِيِّ السَّنِتُ: الذي أَصابته السنة، والنَّفِيُّ: الماء الذي يَنْتضِحُ عليه.البَقْعةُ والبُقْعةُ، والضم أَعْلى: قِطْعة من الأَرض على غير هيئة التي بجَنبها، والجمع بُقَع وبِقاع. والبَقيعُ: موضع فيه أَرُوم شجر من ضُروب شَتَّى، وبه سمى بَقِيع الغَرْقد، وقد ورد في الحديث، وهي مَقْبَرَةٌ بالمدينة، والغَرْقَدُ: شجر له شوك كان ينبت هناك فذهب وبقي الاسم لازماً للموضع. والبَقِيعُ من الأَرض المكان المتسع ولا يسمَّى بَقِيعاً إِلا وفيه شجر. وما أَدري أَين سَقَعَ وبَقَعَ أَي أَين ذهب كأَنه قال إِلى أَي بُقْعة من البقاع ذهب، لا يُستعمل إِلا في الجَحْد. وانْبَقَع فلان انْبِقاعاً إِذا ذهب مُسْرِعاً وعَدا، قال ابن أَحمر: كالثَّعْلَبِ الرَّائحِ المَمْطُورِ صُبْغَتُه، شَلَّ الحَوامِلُ منه، كيف يَنْبَقِعُ؟ شلّ الحوامل منه دعاء عليه، أَي تَشَلُّ قوائمه. وتَبِعَتْهم الداهية أَصابَتْهم. والباقِعة: الداهيةُ، والباقعة: الرجل الداهية. ورجل باقِعةٌ: ذو دَهْيٍ. ويقال: ما فلان إِلاَّ باقِعةٌ من البَواقِع؛ سمي باقعة لحُلوله بِقاعَ الأَرض وكثرة تَنْقِيبه في البلاد ومعرفته بها، فشُبِّه الرجل البصير بالأُمور الكثيرُ البحث عنها المُجَرِّبُ لها به، والهاء دخلت في نعت الرجل للمبالغة في صفته، قالوا: رجل داهيةٌ وعَلاَّمة ونسَّابة. والباقعة: الطائر الحَذِرُ إِذا شرب الماء نظر يَمْنَةً ويَسْرَة. قال ابن الأَنباري في قولهم فلان باقِعةٌ: معناه حَذِر مُحتال حاذق. والباقِعة عند العرب: الطائر الحَذِر المُحْتال الذي يشرب الماء من البقاع، والبقاع مواضع يَسْتَنْقِعُ فيها الماء، ولا يَرِدُ المَشارِعَ والمِياهَ المَحْضُورة خوفاً من أَن يُحْتالَ عليه فيُصاد ثم شُبِّه به كلُّ حَذِرٍ مُحْتال. وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم،قال لأَبي بكر، رضي الله عنه: لقد عَثَرْتَ من الأَعْرابِ على باقِعةٍ؛ هو من ذلك؛ وذكر الهَروِيّ أَن عليًّا، رضي الله عنه، هو القائل ذلك لأَبي بكر؛ ومنه الحديث: ففاتَحْتُه فإِذا هو باقِعةٌ أَي ذَكِيٌّ عارِفٌ لا يَفُوتُه شيء. وجارية بُقَعةٌ: كقُبَعة. والبَقْعاء من الأَرض: المَعزاء ذاتُ الحَصى الصِّغار. وهارِبةُ البَقْعاء: بَطن من العرب. وبَقْعاء: موضع مَعرِفة، لا يدخلها الأَلف واللام، وقيل: بَقْعاء اسم بلد، وفي التهذيب: بَقْعاء قرية من قرى اليمامة؛ ومنه قوله: ولكنِّي أَتانِي أَنَّ يَحْيَى يُقالُ: عليه في بَقْعاء شَرُّ وكان اتُّهِمَ بامرأَة تسكن هذه القرية. وبَقْعاء المَسالِح: موضع آخر ذكره ابن مقبل في شعره. وفي الحديث ذكر بُقْعٍ، بضم الباء وسكون القاف: اسم بئر بالمدينة وموضع بالشام من ديار كَلْب، به استقرّ طلْحةُ (* قوله «طلحة» كذا في الأصل هنا والنهاية أيضاً، والذي في معجم ياقوت والقاموس طليحة بالتصغير، بل ذكره المؤلف كذلك في مادة طلح.) بن خُوَيْلِد الأَسدِيُّ لما هرَبَ يومَ بُزاخةَ. وقالوا: يَجْرِي بُقَيْعٌ ويُذَمُّ؛ عن ابن الأَعرابي، والأَعرف بُلَيْق، يقال هذا للرجل يُعِينُك بقليل ما يقدر عليه وهو على ذلك يُذَمُّ. وابْتُقِعُ لونُه وانْتُقِع وامْتُقِع بمعنىً واحد. وفي حديث الحَجاج: رأَيت قوماً بُقْعاً. قيل: ما البُقْع؟ قال: رقَّعُوا ثيابهم من سوء الحال، شبه الثياب المُرَقَّعة بلَوْن الأَبقع.

بكع

البَكْعُ: القطْع والضرب المُتتابع الشديد في مواضعَ متفرِّقة من

الجسد. ورجل أَبْكَعُ إِذا كان أَقطع؛ أَورد الأَزهري هنا ما صورته؛ قال ذو الرمة: تَرَكْتُ لُصوصَ المِصْر من بين مُقْعَصٍ صَرِيعٍ، ومَكْبُوع الكَراسِيعِ بارِك وكان قد استشهد بهذا البيت في ترجمة كبع ورأَيتُه على هذه الصُّورَة ويحتاجُ إلى التَّثَبُّتِ في تسطيره: هل هو مكبوع ووقع سهواً أَو هو مبكوع، وغلط الناسخ فيه لأَن الترجمة متقاربة فجرى قلمه به لقرب عهده بكتابته على هذه الصورة في كبع، وبَكَعَه بالسيف والعَصا وبَكَّعَه: قطَّعَه. وبكَّعَه وبَكَعَه بَكْعاً: استقبله بما يكره وبَكَّته. وفي حديث أَبي موسى: قال له رجل: ما قلت هذه الكلمة ولقد خَشِيتُ أَن تَبْكَعَني بها؛ البَكْعُ والتبْكِيتُ أَن تَسْتَقْبِلَ الرجلَ بما يكره. ومنه حديث أَبي بَكْرة ومعاوية، رضي الله عنهما: فبَكَعَه بها فَزُخَّ في أَقْفائنا؛ والبَكْعُ: الضرب بالسيف. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فبكَعه بالسيف أَي ضرَبه ضَرْباً مُتتابعاً. وقال شمر: بَكَّعه تَبْكِيعاً إَذا واجَهه بالسيف والكلام. قال ابن بري: البكْعُ الجُملة، يقال: أَعطاهم المالَ بَكْعاً لا نُجوماً، قال: ومثله الجَلْفَزةُ، وتميم تقول: ما أَدري أَين بَكَعَ، بمعنى أَين بَقَعَ.

بلع

بَلِع الشيءَ بَلْعاً وابْتَلَعَه وتَبَلَّعه وسرَطَه سَرْطاً: جَرَعَه، عن ابن الأَعرابي. وفي المثل: لا يَصْلُح رفِيقاً مَن لم يَبْتَلِعْ رِيقاً. والبُلْعةُ من الشراب: كالجُرْعةِ. والبَلُوع: الشَّراب. وبَلِعَ الطعامَ وابْتَلَعَه: لم يَمْضَغْه، وأَبْلَعَه غيره. والمَبْلَعُ والبُلْعُم والبُلْعُومُ، كلُّه: مَجْرى الطعامِ وموضع الابْتِلاعِ من الحَلْق، وإِن شئت قلت: ان البُلْعُم والبُلْعُومَ رباعي.ورجل بُلَعٌ ومِبْلَعٌ وبُلَعةٌ إِذا كان كثير الأَكل. وقال ابن الأَعرابي: البَوْلَعُ الكثير الأَكل. والبالُوعة والبَلُّوعةُ، لغتان: بئر تحفر في وسط الدار ويُضَيَّقُ رأْسها يجري فيها المطر، وفي الصحاح:ثقب في وسط الدار، والجمع البَلالِيعُ، وبالُوعة لغة أَهل البصرة. ورجل بَلْعٌ: كأَنه يَبْتَلِعُ الكلام. والبُلَعةُ: سَمُّ البكرة وثَقْبها الذي في قامتها، وجمعها بُلَعٌ. وبَلَّع فيه الشيبُ تَبلِيعاً: بدا وظهر، وقيل كثُر، ويقال ذلك للإِنسان أَوّل ما يظهر فيه الشيْب؛ فأَما قول حسان: لَمَّا رأَتْني أُمُّ عَمْروٍ صَدَفَت، قد بَلَّعَت بي ذُرْأَةٌ فأَلْحَفَتْ فإِنما عدّاه بقوله بي لأَنه في معنى قد أَلمَّتْ، أَو أَراد فيَّ فوضع بي مكانها للوزن حين لم يستقم له أَن يقول فيّ. وتَبَلَّع فيه الشيْبُ: كبَلَّع، فهما لغتان؛ عن ابن الأَعرابي. وسَعْدُ بُلَعَ: من منازل القمر وهما كوكبان مُتقارِبان مُعْترضان خفيّان، زعموا أَنه طلع لما قال الله تعالى للأَرض: يا أَرضُ ابْلَعِي ماءك. ويقال: إنه سمي بُلَغ لأَنه كأَنه لقرب صاحبه منه يكادُ يبْلَعُه يعني الكوكب الذي معه. وبنو بُلَعَ: بُطَيْنٌ من قُضاعة. وبُلَع: اسم موضع؛ قال الراعي: بل ما تذكّر من هِنْدٍ، إِذا احْتَجَبَت بابْنَيْ عُوارٍ، وأَمْسَى دُونَها بُلَعُ (* قوله «بل ما تذكر» في معجم ياقوت في غبر موضع: ماذا تذكر.) والمُتَبَلِّع: فرس مَزْيدةَ المُحاربي. وبَلْعاء بن قيس: رجل من كُبراء العرب. وبَلْعاء: فرس لبني سَدُوس. وبَلْعاء أَيضاً: فرس لأَبي ثَعْلبةَ، قال ابن بري: وبَلْعاء اسم فرس، وكذلك المُتَبَلِّعُ.

بلتع

البَلْتَعة: التَّكَيُّس والتظَرُّف. والمُتَبَلْتِع: الذي

يتَحَذْلَقُ في كلامه ويَتدهَّى ويتظرَّف ويتكيَّس وليس عنده شيء. ورجُل بَلْتع ومُتَبلتِعٌ وبَلْتَعِيٌّ وبَلْتَعانيٌّ: حاذق ظَريف متكلم، والأُنثى بالهاء؛ قال هُدْبة بن الخَشْرَم: ولا تَنكِحِي، إِن فَرَّقَ الدهرُ بينَنا، أَغَمَّ القَفا والوجه ليس بأَنزعا ولا قُرْزُلاً وَسْطَ الرجالِ جُنادِفاً، إِذا ما مشَى أَو قال قَوْلاً تَبَلْتَعا وقال ابن الأَعرابي: التبَلْتُع إِعْجاب الرَّجلِ بنفْسِه وتصلُّفُه؛ وأَنشد لراع يذُمّ نفسَه ويُعَجِّزُها: ارْعَوْا فإِنَّ رِعْيَتي لن تَنْفَعا، لا خيْرَ في الشَّيْخِ، وإِن تَبَلْتَعا والبَلْتَعةُ من النساء: السَّلِيطةُ المُشاتمة الكثيرةُ الكلامِ، وذكره الأَزهري في الخماسي. وبَلْتَعةُ: اسم. وأَبو بَلْتَعةَ: كنية، ومنه حاطِبُ بن أَبي بَلْتَعةَ.

بلخع

بَلْخَع: موضع.

بلقع

مكان بَلْقَعٌ: خالٍ، وكذلك الأُنثى، وقد وصف به الجمع فقيل

دِيارٌ بَلْقَع؛ قال جرير: حَيُّوا المَنازِلَ واسأَلُوا أَطْلالَها: هل يَرْجِعُ الخَبَرَ الدِّيارُ البَلْقَعُ؟ كأَنه وضع الجميع موضع الواحد كما قرئ ثلثَمائة سِنِين. وأَرض بَلاقِعُ: جمعوا لأَنهم جعلوا كل جزء منها بَلْقَعاً؛ قال العارِمُ يصف الذئب:تَسَدَّى بلَيْلٍ يَبْتغِيني وصِبْيَتي ليأْكُلَني، والأَرضُ قَفْرٌ بَلاقِعُ والبَلْقَعُ والبَلْقَعة: الأَرض القَفْر التي لا شيء بها. يقال: منزل بَلْقع ودار بَلْقع، بغير الهاء، إِذا كان نعتاً، فهو بغير هاء للذكر والأُنثى، فإِن كان اسماً قلت انتهينا إِلى بَلْقعة مَلْساء؛ قال: وكذلك القفْر. والبَلْقَعة: الأَرض التي لا شجر بها تكون في الرمل وفي القِيعان. يقال: قاعٌ بَلقع وأَرض بلاقِعُ. ويقال: اليمين الفاجرة تَذَرُ الدّيار بَلاقِعَ. وفي الحديث: اليَمِينُ الكاذبةُ تدَع الدّيارَ بلاقع، معنى بَلاقِعَ أَن يفتقر الحالف ويذهب ما في بيته من الخير والمال سِوى ما ذُخِر له في الآخرة من الإِثم، وقيل: هو أَن يفرّق الله شمله ويغير عليه ما أَولاه من نعمه. والبلاقِعُ: التي لا شيء فيها؛ قال رؤبة: فأَصبَحَت دارُهُمُ بَلاقِعا وفي الحديث: فأَصبحت الأَرض منّي بَلاقِعَ؛ قال ابن الأَثير: وصفها بالجميع مبالغة كقولهم أَرضٌ سَباسِبُ وثوب أَخلاقٌ. وامرأَة بَلْقَعٌ وبَلْقَعة: خالية من كل خير، وهو من ذلك. وفي الحديث: شرُّ النساء السَّلْفَعةُ البَلْقَعَةُ أَي الخالية من كل خير. وابْلَنْقَعَ الشيء: ظهر وخرج؛ قال رؤبة: فهْي تَشُقُّ الآلَ أَو تَبْلَنْقِعُ الأَزهري: الابْلِنْقاع الانْفِراجُ. وسهم بَلْقَعِيٌّ إِذا كان صافي النَّصل وكذلك سِنان بَلْقَعِيٌّ؛ قال الطرمَّاح: توَهَّنُ فيه المَضْرَحِيّةُ بعدَما مَضَتْ فيه أُذْنا بَلْقَعيٍّ وعامِل

بوع

الباعُ والبَوْعُ والبُوع: مَسافةُ ما بين الكفَّيْن إِذا

بسَطْتهما؛ الأَخيرة هُذَلية؛ قال أَبو ذؤيب: فلو كان حَبْلاً من ثَمانِين قامةً وخمسين بُوعاً، نالَها بالأَنامِل والجمع أَبْواعٌ. وفي الحديث: إِذا تقَرَّب العبدُ مِنّي بَوْعاً أَتيته هَرْولة؛ البَوْعُ والباعُ سواء، وهو قَدْر مَدِّ اليدين وما بينهما من البدن، وهو ههنا مَثَلٌ لقُرْب أَلطاف الله من العبد إِذا تقرَّب إِليه بالإِخْلاصِ والطاعةِ. وباعَ يَبُوع بَوْعاً: بسَط باعَه. وباعَ الحبْلَ يَبُوعُه بَوْعاً: مدَّ يديه معه حتى صار باعاً، وبُعْتُه، وقيل: هو مَدُّكَه بباعك كما تقول شَبَرْتُه من الشَّبْر، والمعنيانِ مُتقاربان؛ قال ذو الرمة يصف أَرضاً: ومُسْتامة تُسْتامُ، وهي رَخِيصةٌ، تُباعُ بساحاتِ الأَيادي وتُمْسَحُ مَستامة يعني أَرضاً تَسُوم فيها الإِبل من السير لا من السَّوْم الذي هو البيع، وتُباعُ أَي تَمُدُّ فيها الإِبل أَبواعَها وأَيدِيَها، وتُمْسَحُ من المَسْحِ الذي هو القَطْع كقوله تعالى: فَطَفِقَ مَسْحاً بالسُّوق والأَعناق؛ أَي قَطَعَها. والإِبل تَبُوع في سيرها وتُبَوِّعُ: تَمُدُّ أَبواعَها، وكذلك الظِّباء. والبائعُ: ولد الظبْيِ إِذا باعَ في مَشْيه، صفة غالبة، والجمع بُوعٌ وبوائعُ. ومَرَّ يَبُوع ويتَبوَّع أَي يمُدّ باعَه ويملأُ ما بين خطْوه. والباعُ: السَّعةُ في المَكارم، وقد قَصُر باعُه عن ذلك: لم يسعه، كلُّه على المثل، ولا يُستعمل البَوْعُ هنا. وباعَ بماله يَبُوعُ: بسَط به باعَه؛ قال الطرمَّاح: لقد خِفْتُ أَن أَلقى المَنايا، ولم أَنَلْ من المالِ ما أَسْمُو به وأَبُوعُ ورجل طويل الباعِ أَي الجسمِ، وطويل الباعِ وقصيرُه في الكَرَم، وهو على المثل، ولا يقال قصير الباع في الجسم. وجمل بَوّاع: جسيم. وربما عبر بالباء عن الشرَف والكرم؛ قال العجاج: إِذا الكِرامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ، تَقَضِّيَ البازي إِذا البازِي كَسَرْ وقال حُجر بن خالد: نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللحْمِ للباعِ والنَّدى، وبعضُهُم تَغْلي بذَمٍّ مَناقِعُهْ وفي نسخة: مَراجِلُه. قال الأَزهري: البَوْعُ والباعُ لغتان، ولكنهم يسمون البوْع في الخلقة، فأَما بسْطُ الباع في الكَرَم ونحوه فلا يقولون إِلا كريم الباع؛ قال: والبَوْعُ مصدر باع يَبُوعُ وهو بَسْطُ الباع في المشي، والإِبل تَبُوع في سيرها. وقال بعض أَهل العربية: إِنَّ رِباعَ بني فلان قد بِعْنَ من البيْع، وقد بُعْنَ من البَوْع، فضموا الباء في البوْع وكسروها في البيْع للفرق بين الفاعل والمفعول، أَلا ترى أَنك تقول: رأَيت إِماء بِعْنَ مَتاعاً إِذا كنَّ بائعاتٍ، ثم تقول: رأَيت إماء بُعْنَ إِذا كنَّ مَبِيعات؟ فإِنما بُيِّن الفاعل من المفعول باختلاف الحركات وكذلك من البَوْع؛ قال الأَزهري: ومن العرب من يُجري ذوات الياء على الكسر وذوات الواو على الضم، سمعت العرب تقول: صِفْنا بمكان كذا وكذا أَي أَقمنا به في الصيف، وصِفْنا أَيضاً أَي أَصابَنا مطرُ الصيف، فلم يَفْرُقُوا بين فِعْل الفاعِلين والمَفْعولِين. وقال الأَصمعي: قال أَبو عمرو بن العلاء سمعت ذا الرمة يقول: ما رأَيت أَفصح من أَمةِ آل فلان، قلت لها: كيف كان المطر عندكم؟ فقالت: غِثْنا ما شئنا، رواه هكذا بالكسر. وروى ابن هانئ عن أَبي زيد قال: يقال للإِماء قد بِعْنَ، أَشَمُّوا الباء شيئاً من الرفع، وكذلك الخيل قد قدْنَ والنساء قد عدْنَ من مرضهن، أَشَمُّوا كل هذا شيئاً من الرفع نحو: قد قيل ذلك، وبعضهم يقول: قُولَ. وباعَ الفرَسُ في جَرْيه أَي أَبعد الخَطْو، وكذلك الناقة؛ ومنه قول بِشْر بن أَبي خازم: فَعَدَّ طِلابها وتَسَلَّ عنها بحَرْفٍ، قد تُغِيرُ إِذا تَبُوعُ ويروى: فَدَعْ هِنْداً وسَلِّ النفس عنها وقال اللحياني: يقال والله لا تَبْلُغون تَبَوُّعَه أَي لا تَلْحَقون شأْوَهُ، وأَصله طُولُ خُطاه. يقال: باعَ وانْباعَ وتبوَّعَ. وانْباعَ العَرقُ: سال؛ وقال عنترة: يَنْباعُ من ذِفْرى غَضُوبٍ جَسْرةٍ زَيّافةٍ مثل الفَنِيقِ المُكْدَمِ (* قوله «المكدم» كذا هو بالدال في الأصل هنا وفي نسخ الصحاح في مادة زيف وشرح الزوزني للمعلقات أيضاً، وقال قد كدمته الفحول، وأورده المؤلف في مادة نبع مقرم بالقاف والراء، وتقدّم لنا في مادة زيف مكرم بالراء وهو بمعنى المقرم.) قال أَحمد بن عبيد: يَنْباعُ يَنْفَعِلُ من باع يبوع إِذا جرى جَرْياً ليِّناً وتثَنَّى وتلَوَّى، قال: وإِنما يصف الشاعر عرَق الناقة وأَنه يتلوى في هذا الموضع، وأَصله يَنْبَوِعُ فصارت الواو أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، قال: وقول أَكثر أَهل اللغة أَنَّ يَنْباع كان في الأَصل يَنْبَعُ فوُصِل فتحة الباء بالأَلف، وكلّ راشح مُنْباعٌ. وانْباع الرجلُ: وثَب بعد سكون، وانْباعَ: سَطا، وقال اللحياني: وانْباعت الحَيَّة إِذا بسطت نفسها بعد تَحَوِّيها لتُساوِرَ؛ وقال الشاعر: ثُمَّتَ يَنْباعُ انْبِياع الشُّجاعْ ومن أَمثال العرب: مُطْرِقٌ (* قوله «ومن أمثال العرب مطرق إلخ» عبارة القاموس مخرنبق لينباع أي مطرق ليثب، ويروي لينباق أي ليأتي بالبائقة للداهية.) ليَنْباعَ؛ يضرب مثلاً للرجل إِذا أَضَبَّ على داهيةٍ؛ وقول صخر الهذلي: لَفاتَحَ البَيْعَ يومَ رُؤيتها وكان قَبْلُ انْبِياعُه لَكِدُ قال: انْبِياعُه مُسامَحَتُه بالبيْع. يقال: قد انْباع لي إِذا سامَحَ في البيع، وأَجاب إِليه وإِن لم يُسامِحْ. قال الأَزهري: لا يَنْباعُ، وقيل: البيْع والانْبِياعُ الانْبِساطُ. وفاتَح أَي كاشَف؛ يصف امرأَة حَسْناء يقول: لو تعرَّضَت لراهب تلبَّد شعره لانْبَسَطَ إِليها. واللَّكِدُ: العَسِرُ؛ وقبله: والله لو أَسْمَعَتْ مَقالَتَها شَيْخاً من الزُّبِّ، رأْسُه لَبِدُ لَفاتَح البيعَ أَي لَكاشَف الانْبساط إِليها ولَفَرَّج الخَطْو إِليها؛ قال الأَزهري: هكذا فسر في شعر الهذليين. ابن الأَعرابي: يقال بُعْ بُعْ إِذا أَمرته بمد باعَيْه في طاعة الله. ومثل مُخْرَنْبِقٌ ليَنْباعَ أَي ساكت ليَثِبَ أَو ليَسْطو. وانْباعَ الشُّجاعُ من الصفِّ: برَز؛ عن الفارسي؛ وعليه وُجِّه قوله: يَنْباعُ من ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرةٍ زيّافةٍ مثل الفَنِيقِ المُكْدَمِ لا على الإِشباع كما ذهب إِليه غيره.

بيع

البيعُ: ضدّ الشراء، والبَيْع: الشراء أَيضاً، وهو من الأَضْداد. وبِعْتُ الشيء: شَرَيْتُه، أَبيعُه بَيْعاً ومَبيعاً، وهو شاذ وقياسه مَباعاً. والابْتِياعُ: الاشْتراء. وفي الحديث: لا يخْطُبِ الرجلُ على خِطْبة أَخِيه ولا يَبِعْ على بَيْعِ أَخِيه؛ قال أَبو عبيد: كان أَبو عبيدة وأَبو زيد وغيرهما من أَهل العلم يقولون إِنما النهي في قوله لا يبع على بيع أَخيه إِنما هو لا يشتر على شراء أَخيه، فإِنما وقع النهي على المشتري لا على البائع لأَن العرب تقول بعت الشيء بمعنى اشتريته؛ قال أَبو عبيد: وليس للحديث عندي وجه غير هذا لأَن البائع لا يكاد يدخل على البائع، وإِنما المعروف أَن يُعطى الرجلُ بسلعته شيئاً فيجيء مشتر آخر فيزيد عليه، وقيل في قوله ولا يبع على بيع أَخيه: هو أَن يشتري الرجل من الرجل سلعة ولما يتفرّقا عن مقامهما فنهى النبي، ﷺ، أَن يَعْرِضَ رجل آخرُ سِلْعةً أُخرى على المشتري تشبه السلعة التي اشترى ويبيعها منه، لأَنه لعل أَن يردَّ السلعة التي اشترى أَولاً لأَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، جعل للمُتبايعين الخيارَ ما لم يَتفرَّقا، فيكون البائعُ الأَخير قد أَفسد على البائع الأَول بَيْعَه، ثم لعل البائع يختار نقض البيع فيفسد على البائع والمتبايع بيعه، قال: ولا أَنهى رجلاً قبل أَن يَتبايَع المتبايعان وإِن كانا تساوَما، ولا بَعد أَن يتفرَّقا عن مقامهما الذي تبايعا فيه، عن أَن يبيع أَي المتبايعين شاء لأَن ذلك ليس ببيع على بيع أَخيه فيُنْهى عنه؛ قال: وهذا يوافق حديث: المتبايعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإِذا باع رجل رجلاً على بيع أَخيه في هذه الحال فقد عصى اللهَ إِذا كان عالماً بالحديث فيه، والبيعُ لازم لا يفسد. قال الأَزهري: البائعُ والمشتري سواء في الإِثم إِذا باع على بيع أَخيه أَو اشترى على شراء أَخيه لأَن كل واحد منهما يلزمه اسم البائع،مشترياً كان أَو بائعاً، وكلٌّ منهي عن ذلك؛ قال الشافعي: هما متساويان قبل عقد الشراء، فإِذا عقدا البيع فهما متبايعان ولا يسمَّيان بَيِّعَيْنِ ولا متبايعين وهما في السَّوْمِ قبل العقد؛ قال الأَزهري: وقد تأَول بعض من يحتج لأَبي حنيفة وذَوِيه وقولهِم لا خيار للمتبايعين بعد العقد بأَنهما يسميان متبايعين وهما متساومان قبل عقدهما البيع؛ واحتج في ذلك بقول الشماخ في رجل باع قوساً: فوافَى بها بعضَ المَواسِم، فانْبَرَى لَها بَيِّع، يُغْلِي لها السَّوْمَ، رائزُ قال: فسماه بَيِّعاً وهو سائم، قال الأَزهري: وهذا وهَمٌ وتَمْوِيه، ويردّ ما تأَوَّله هذا المحتج شيئان: أَحدهما أَن الشماخ قال هذا الشعر بعدما انعقد البيع بينهما وتفرَّقا عن مقامهما الذي تبايعا فيه فسماه بَيِّعاً بعد ذلك، ولو لم يكونا أَتَمّا البيع لم يسمه بَيِّعاً، وأَراد بالبيّع الذي اشترى وهذا لا يكون حجة لمن يجعل المتساومين بيعين ولما ينعقد بينهما البيع، والمعنى الثاني أَنه يرد تأْويله ما في سياق خبر ابن عمر، رضي الله عنهما: أَنه، ﷺ، قال: البَيِّعانِ بالخيار ما لم يَتفرَّقا إِلاَّ أَن يُخَيِّرَ أَحدُهما صاحبَه، فإِذا قال له: اختر، فقد وجَب البيعُ وإِن لم يتفرَّقا، أَلا تراه جعل البيع ينعقد بأَحد شيئين: أَحدهما أَن يتفرقا عن مكانهما الذي تبايعا فيه، والآخر أَن يُخَيِّرَ أَحدهما صاحبه؟ ولا معنى للتخيير إِلا بعد انعقاد البيع؛ قال ابن الأَثير في قوله لا يبع أَحدكم على بيع أَخيه: فيه قولان: أَحدهما إِذا كان المتعاقدان في مجلس العقد وطلب طالبٌ السلعةَ بأَكثر من الثمن ليُرغب البائع في فسخ العقد فهو محرم لأَنه إِضرار بالغير، ولكنه منعقد لأَن نفْسَ البيع غير مقصود بالنهي فإِنه لا خلل فيه، الثاني أَن يرغب المشتري في الفسخ بعَرْض سلعة أَجودَ منها بمثل ثمنها أَو مثلها بدون ذلك الثمن فإِنه مثل الأَول في النهي، وسواء كانا قد تعاقدا على المبيع أَو تساوما وقاربا الانعقاد ولم يبق إَلاَّ العقد، فعلى الأَول يكون البيع بمعنى الشراء، تقول بعت الشيء بمعنى اشتريته وهو اختيار أَبي عبيد، وعلى الثاني يكون البيع على ظاهره؛ وقال الفرزدق: إِنَّ الشَّبابَ لَرابِحٌ مَن باعَه، والشيْبُ ليس لبائِعيه تِجارُ يعني من اشتراه. والشيء مَبيع ومَبْيُوع مثل مَخيط ومَخْيُوط على النقص والإِتمام، قال الخليل: الذي حذف من مَبِيع واو مفعول لأَنها زائدة وهي أَولى بالحذف، وقال الأَخفش: المحذوفة عين الفعل لأَنهم لما سَكَّنوا الياء أَلْقَوا حركتها على الحرف الذي قبلها فانضمت، ثم أَبدلوا من الضمة كسرة للياء التي بعدها، ثم حذفت الياء وانقلبت الواو ياء كما انقلبت واو مِيزان للكسرة؛ قال المازني: كلا القولين حسن وقول الأَخفش أَقيس. قال الأَزهري: قال أَبو عبيد البيع من حروف الأَضداد في كلام العرب. يقال باع فلان إِذا اشترى وباع من غيره؛ وأَنشد قول طرفة: ويأْتِيك بالأنباء مَن لم تَبِعْ له نَباتاً، ولم تَضْرِبْ له وَقْتَ مَوْعِدِ أَراد من لم تشتر له زاداً. والبِياعةُ: السِّلْعةُ، والابْتِياعُ: الاشتراء. وتقول: بِيعَ الشيء، على ما لم يسمّ فاعله، إِن شئت كسرت الباء، وإِن شئت ضممتها، ومنهم من يقلب الياء واواً فيقول بُوع الشيء، وكذلك القول في كِيلَ وقِيلَ وأَشباهها، وقد باعَه الشيءَ وباعَه منه بَيْعاً فيهما؛ قال: إِذا الثُّرَيّا طَلَعَتْ عِشاء، فَبِعْ لراعِي غَنَمٍ كِساء وابْتاعَ الشيءَ: اشتراه، وأَباعه. عَرَّضه للبيع؛ قال الهَمْداني: فَرَضِيتُ آلاء الكُمَيْتِ، فَمَنْ يُبِعْ فَرَساً، فليْسَ جَوادُنا بمُباعِ أَي بمُعَرَّض للبيع، وآلاؤُه: خِصالُه الجَمِيلة، ويروي أَفلاء الكميت. وبايَعَه مُبايعة وبِياعاً: عارَضَه بالبيع؛ قال جُنادةُ ابن عامر: فإِنْ أَكُ نائِياً عنه، فإِنِّي سُرِرْتُ بأَنَّه غُبِنَ البِياعا وقال قيس بن ذَريح: كمغْبُونٍ يَعَضُّ على يَدَيْهِ، تَبَيَّنَ غَبْنُه بعدَ البِياع واسْتَبَعْتُه الشيء أَي سأَلْتُه أَن يبِيعَه مني. ويقال: إِنه لحسَنُ البِيعة من البيع مثل الجِلْسة والرِّكْبة. وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: أَنه كان يَغْدُو فلا يمر بسَقَّاطٍ ولا صاحِب بِيعةٍ إِلاَّ سلم عليه؛ البِيعةُ، بالكسر، من البيع: الحالة كالرِّكبة والقِعْدة. والبَيِّعان:البائع والمشتري، وجمعه باعةٌ عند كراع، ونظيره عَيِّلٌ وعالةٌ وسيّد وسادةٌ، قال ابن سيده: وعندي أَن ذلك كله إِنما هو جمع فاعل، فأَمّا فيْعِل فجمعه بالواو والنون، وكلُّ من البائع والمشتري بائع وبَيِّع. وروى بعضهم هذا الحديث: المُتبايِعانِ بالخِيار ما لم يَتفَرَّقا.والبَيْعُ: اسم المَبِيع؛ قال صَخْر الغَيّ: فأَقْبَلَ منه طِوالُ الذُّرى، كأَنَّ عليهِنَّ بَيْعاً جَزِيفا يصف سحاباً، والجمع بُيُوع. والبِياعاتُ: الأَشياء التي يُتَبايَعُ بها في التجارة. ورجل بَيُوعٌ: جَيِّدُ البيع، وبَيَّاع: كثِيره، وبَيِّعٌ كبَيُوعٍ، والجمع بَيِّعون ولا يكسَّر، والأُنثى بَيِّعة والجمع بَيِّعاتٌ ولا يكسر؛ حكاه سيبويه، قال المفضَّل الضبيُّ: يقال باع فلان على بيع فلان، وهو مثل قديم تضربه العرب للرجل يُخاصم صاحبه وهو يُرِيغُ أَن يُغالبه، فإِذا ظَفِر بما حاوَلَه قيل: باعَ فلان على بَيْع فلان، ومثله: شَقَّ فلان غُبار فلان. وقال غيره: يقال باع فلان على بيعك أَي قام مَقامك في المنزلة والرِّفْعة؛ ويقال: ما باع على بيعك أَحد أَي لم يُساوِك أَحد؛ وتزوج يزيد بن معاوية، رضي الله عنه، أُم مِسْكِين بنت عمرو على أُم هاشم (* قوله «على أم هاشم» عبارة شارح القاموس: على أم خالد بنت أبي هاشم، ثم قال في الشعر: ما لك أُم خالد.) فقال لها: ما لَكِ أُمَّ هاشِمٍ تُبَكِّينْ؟ مِن قَدَرٍ حَلَّ بكم تَضِجِّينْ؟ باعَتْ على بَيْعِك أُمُ مِسْكِينْ، مَيْمُونةً من نِسْوةٍ ميامِينْ وفي الحديث: نَهَى عن بَيْعَتَيْن في بَيْعةٍ، وهو أَن يقول: بِعْتُك هذا الثوب نَقْداً بعشرة، ونَسِيئة بخمسة عشر، فلا يجوز لأَنه لا يَدْرِي أَيُّهما الثمن الذي يَختارُه ليَقَع عليه العَقْد، ومن صُوَره أَن تقول: بِعْتُك هذا بعشرين على أَن تَبِيعَني ثوبك بعشرة فلا يصح للشرط الذي فيه ولأَنه يَسْقُط بسُقوطه بعضُ الثمن فيصير الباقي مجهولاً، وقد نُهِي عن بيع وشرْط وبيع وسَلَف، وهما هذانِ الوجهان. وأَما ما ورد في حديث المُزارعة: نَهى عن بَيْع الأَرض، قال ابن الأَثير أَي كرائها. وفي حديث آخر: لا تَبِيعُوها أَي لا تَكْرُوها. والبَيْعةُ: الصَّفْقةُ على إِيجاب البيْع وعلى المُبايعةِ والطاعةِ. والبَيْعةُ: المُبايعةُ والطاعةُ. وقد تبايَعُوا على الأَمر: كقولك أَصفقوا عليه، وبايَعه عليه مُبايَعة: عاهَده. وبايَعْتُه من البيْع والبَيْعةِ جميعاً، والتَّبايُع مثله. وفي الحديث أَنه قال: أَلا تُبايِعُوني على الإِسلام؟ هو عبارة عن المُعاقَدةِ والمُعاهَدةِ كأَن كلّ واحد منهما باعَ ما عنده من صاحبه وأَعطاه خالصة نَفْسِه وطاعَتَه ودَخِيلةَ أَمره، وقد تكرّر ذكرها في الحديث. والبِيعةُ: بالكسر: كَنِيسةُ النصارى، وقيل: كنيسة اليهود، والجمع بِيَعٌ، وهو قوله تعالى: وبِيَعٌ وصلواتٌ ومساجدُ؛ قال الأَزهري: فإِن قال قائل فلم جعل الله هَدْمَها من الفَساد وجعلها كالمساجد وقد جاء الكتاب العزيز بنسخ شَرِيعة النصارى واليهود؟ فالجواب في ذلك أَن البِيَعَ والصَّوامعَ كانت مُتعبَّدات لهم إِذ كانوا مستقيمين على ما أُمِرُوا به غير مبدِّلين ولا مُغيِّرين، فأَخبر الله، جل ثناؤه، أَن لولا دَفْعُه الناسَ عن الفساد ببعض الناس لَهُدِّمَتْ مُتعبَّداتُ كلِّ فريق من أَهل دينه وطاعتِه في كل زمان، فبدأَ بذكر البِيَعِ على المساجد لأَن صلوات من تقدَّم من أَنبياء بني إِسرائيل وأُممهم كانت فيها قبل نزول الفُرقان وقبْل تبديل مَن بدَّل، وأُحْدِثت المساجد وسميت بهذا الاسم بعدهم فبدأَ جل ثناؤه بذكر الأَقْدَم وأَخَّر ذكر الأَحدث لهذا المعنى. ونُبايِعُ، بغير همز: موضع؛ قال أَبو ذؤيب: وكأَنَّها بالجِزْع جِزعِ نُبايعٍ، وأُولاتِ ذي العَرْجاء، نَهْبٌ مُجْمَعُ قال ابن جني: هو فِعْلٌ منقول وزْنه نُفاعِلُ كنُضارِبُ ونحوه إِلا أَنه سمي به مجرداً من ضميره، فلذلك أُعرب ولم يُحْكَ، ولو كان فيه ضميره لم يقع في هذا الموضع لأَنه كان يلزم حكايتُه إِن كان جملة كذَرَّى حبّاً وتأبَّطَ شَرًّا، فكان ذلك يكسر وزن البيت لأَنه كان يلزمه منه حذفُ ساكن الوتد فتصير متفاعلن إِلى متفاعِلُ، وهذا لا يُجِيزه أَحد، فإِن قلت: فهلا نوَّنته كما تُنوِّن في الشعر الفعل نحو قوله: مِنْ طَلَلٍ كالأَتْحمِيّ أَنْهَجَنْ وقوله: دايَنْتُ أَرْوَى والدُّيُون تُقْضَيَنْ فكان ذلك يَفِي بوزن البيت لمجيء نون متفاعلن؟ قيل: هذا التنوين إِنما يلحق الفعل في الشعر إِذا كان الفعل قافية، فأَما إِذا لم يكن قافية فإِن أَحداً لا يجيز تنوينه، ولو كان نبايع مهموزاً لكانت نونه وهمزته أَصليتين فكان كعُذافِر، وذلك أَن النون وقعت موقع أَصل يحكم عليها بالأَصلية، والهمزة حَشْو فيجب أَن تكون أَصلاً، فإِن قلت: فلعلها كهمزة حُطائطٍ وجُرائض؟ قيل: ذلك شاذ فلا يَحْسُنُ الحَمْل عليه وصَرْفُ نُبايعٍ، وهو منقول مع ما فيه من التعريف والمِثال، ضرورةٌ، والله أَعلم.

بدغ

بَدِغَ الرجل يَبْدَغُ بَدْغاً وبَدَغاً: تَزَحَّفَ على الأَرض

باسْتِه وتلطَّخ بخُرْئِه. وبَدِغَ بعَذِرتِه: تلَطَّخَ بها، وكذلك إِذا تلطَّخ بالشرِّ؛ قال رؤبة: والمِلْغُ يَلْكَى بالكلامِ الأَمْلَغِ، لولا دَبُوقاءُ اسْتِه لم يَبْدَغِ ويروى يَبْطَغِ. وبَدِغَ بَدَغاً: تَلَطَّخ بالشرِّ. قال ابن بري: والبَدِغُ والبِدْغُ البادِنُ السمينُ، والبَدِغُ المَعِيبُ، ومنه لُقِّبَ قيس بن عاصم البَدِغ لأُبْنةٍ كانت به، زعموا؛ ولذلك قال فيه مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ: تَرَى ابنَ وُهَيْرٍ خَلْفَ قيْسٍ، كأَنه حِمارٌ ودَى خَلْفَ سْتِ آخَرَ قائمِ (* قوله« وهير» كذا بالأصل، وفي شرح القاموس: زبير.) والأَبْدَغُ (* قوله« والابدغ إلخ» مثله للمجد حيث قال: والابدغ موضع. وعبارة ياقوت: أبذغ بالفتح ثم السكون وفتح الذال المعجمة وغين معجمة أيضاً: موضع في حسان أبي بكر بن دريد ) قال ابن دريد: أَحسَبه موضعاً. وزعم ابن الأَعرابي أَن بعض العرب عَذَرَ عَذْرة فسُمِيَ البَدِغَ مِثالَ التَّعِبِ،والله أَعلم.

برغ

البَرْغُ: لغة في المَرْغِ وهو اللُّعاب. ابن الأَعرابي: بَرِغَ

الرجل إِذا تَنَعَّمَ. قال الأَزهري: أَصل بَرِغَ رَبَغَ. وعَيْش رابِغٌ أَي ناعم، وهذا مقلوب.

برزغ

شاب بُرْزُغٌ وبُرْزُغٌ وبِرْزاغٌ: تارٌّ تامٌّ ممتلئٌ؛ وأَنشد

أَبو عبيدة لرجل بني سعد جاهليّ: حَسْبُك بعضُ القَوْلِ لا تَمَدَّهي، غَرَّكِ بِرْزاغُ الشَّبابِ المُزْدَهي قوله لا تَمَدَّهي يريد لا تمدَّحي، وشبابٌ بُرْزُغٌ وبُرْزوغٌ وبِرْزاغٌ كذلك؛ وأَنشد ابن بري لرؤبة: بعد أَفانِينِ الشَّبابِ البُرْزُغِ والبُرْزُغُ: نشاطُ الشَّباب؛ وأَنشد: هَيْهاتَ مِيعادُ الشَّبابِ البُرْزُغِ

بزغ

بَزَغَتِ الشمسُ تَبْزُغُ بَزْغاً وبُزُوغاً: بدا منها طُلوعٌ أَو

طَلَعَت وشَرَقَتْ، وقال الزجاج: ابتدأَت في الطُّلوع. وفي التنزيل: فلما رأَي القمر بازعاً. وفي الحديث: حين بَزَغَت الشمسُ أَي طَلَعَتْ، ونجومٌ بَوازِغُ. وبَزَغَ النَّجْمُ والقمَرُ: ابتدَأَ طُلُوعُهما، مأْخوذ من البَزْغِ، وهو الشَّقُّ كأَنها تُشَقُّ بنورِه الظلمة شقًّا، ومن هذا يقال: بَزَغَ البَيْطارُ أَشاعِرَ الدابة وبضعها إِذا شق ذلك المكانَ منها بِمِبْضَعِهِ. ويقال للسِّنِّ: بازِغةٌ وبازِمَةٌ. وبَزغَ نابٌ البعير: طَلَعَ، وقيل: ابتدأَ في الطُّلوع. وابْتَزَغَ الربيعُ أَي جاء أَوَّلُه.والبَزْغُ والتَّبْزِيغُ: التَّشْرِيطُ، وقد بَزَّغَه، واسمُ الآلة المِبْزَغُ. وبَزَّغَ الحاجِمُ والبَيْطارُ أَي شَرَّط. وفي الحديث: إِن كان في شيء شِفاءٌ ففي بَزْغَةِ الحَجَّام؛ البَزْغُ: الشَّرّْطُ. وبَزَغَ دَمَهُ أَي أَساله؛ ومنه قول الطرماح يصف ثوراً طعن الكلابَ بِقَرْنيةِ وهُما سلاحه: يَهُزُّ سِلاحاً لم يَرِثْها كَلالةً، يَشُكُّ بها مِنْها أُصُولَ المَغابِنِ يُساقِطُها تَتْرَى بِكُلِّ خَمِيلَةٍ، كبَزْغ البِيَطْر الثَّقْفِ رَهصَ الكَوادن وهذا البيت نسبه الجوهري للأَعشى وردَّ عليه ابن بري وقال: هو للطِّرمّاحِ. والرَّهْصُ: جمع رَهْصةٍ وهي مثل الوَقْرَة، وهي أَنْ يَدْوَى حافِرُ الدابةِ من حجر تَطَؤُه، والكَوادِنُ: البَراذِينُ. ويقال للحديدة التي يُشْرَطُ بها: مِبْزَغٌ ومِبْضَعٌ. قال أَبو عدنان: الوَخْزُ التَّبْزيغُ، والتبزيغ والتَّغْزِيبُ واحد، غَزَّبَ وبَزَّغَ.يقال: بَزَّغَ البَيْطارُ الحافر إِذا عَمَدَ إِلى أَشاعِرِهِ بِمبْضع فَوَخَزَه به وَخْزاً خَفِيًّا لا يبلُغ العَصَب فيكون دَواءً له، وأَما فَصْد عروق الدابّةِ وإِخْراجُ الدمِ منه فيقال له التوديج، يقال: ودِّجْ فَرَسَكَ. وقال الفراء: يقال للبَرْكِ مِبْزَغَةٌ ومِيزَغةٌ.وبَزِيغٌ: اسم فرس معروف.

بطغ

بَطِغَ بالعَذِرة يَبْطَغُ بَطَغاً: تلطخ؛ قال رؤبة:

لولا دَبوقاءُ اسْتِه لم يبطخِ وهو لغة في بَدِغَ، ويروى لم يَبْدَغِ أَي لم يَتَلَطَّخْ بالعذرة. وبَطِغَ بالشيء: تَلَطَّخَ به. وبَطِغَ بالأرض أَي تَمَسَّحَ بها وتَزَحَّفَ. ابن الأَعرابي: أَزْقَنَ زيدٌ عمراٍ إِذا أَعانَه على حِمْلِه لِيَنْهَضَ به، ومثله أَبْطَغَه وأَبْدَغَه وعَدَّلَه ولَوَّنَه وأَسْمَعَه وأَنْآهُ ونَوَّاه وحَوَّلَه: بمعنى أَعانَه.

بغغ

البَغْبَغةُ والبَغْباغُ: حكاية بعض الهَدِير؛ قال:

برَجْسِ بَغْباغِ الهَدِيرِ البَهْبهِ (* قوله« برجس» بهامش الأصل في نسخة: بزجر.) والبُغَيْبِغُ، على لفظ التصغير: التَّيْسُ من الظِّباء إِذا كان سَمِيناً. وبَغَّ الدمُ إِذا هاجَ. ومَشْرَبٌ بُغَيْبِغٌ: كثير الماءِ. وماءٌ بُغَيْبِغٌ: قَرِيبُ الرِّشاءِ. والبُغَيْبِغُ: البِئرُ القَرِيبُ الرّشاءِ. ابن الأَعرابي: بئْرٌ بُغْبُغٌ وبُغَيْبِغٌ قريب الرشاِ؛ قال الشاعر:سيا رُبَّ ماءٍ لَك بالأَجْبالِ، أَجبالِ سَلْمَى الشُّمَّخِ الطِّوالِ بُغَيْبِغٍ يُنْزَعُ بالعِقالِ، طامٍ عليه ورقُ الهدالِ لقرب رِشائه يعني أَنه يُنزع بالعِقال لقِصَر الماء لأَن العقال قصير؛ وقال أَبو محمد الحَذْلَمِي: فَصَيَّحَتْ بُغَيْبِغاً تُعادِيهْ ذا عَرْمَضٍ تَخْضَرُّ كَفُّ عافِيهْ عافِيه: وارِدُه. والبُغَيْبِغةُ: ضَيْعةٌ بالمدينة لآل جعفر. التهذيب: وبُغَيْبِغةُ ماءٌ لآل روسل الله، ﷺ، وهي عين كثيرة النخل غزيرة الماء. والبَغْبَغةُ: شُرْبُ الماء. والمُبَغْبِغُ: السرِيعُ العَجِلُ؛ وأَنشد ابن بري لرؤبة: يَشْتَقُّ بَعْدَ الطَّلَقِ المُبَغْبِغِ.

بلغ

بَلغَ الشيءُ يَبْلُغُ بُلُوغاً وبَلاغاً: وصَلَ وانْتَهَى،

وأَبْلَغَه هو إِبْلاغاً هو إِبْلاغاً وبَلَّغَه تَبْلِيغاً؛ وقولُ أَبي قَيْسِ بنِ الأَسْلَتِ السُّلَمِيِّ: قالَتْ، ولَمْ تَقْصِدْ لِقِيلِ الخَنى: مَهْلاً فقد أَبْلَغْتَ أَسْماعي إِنما هو من ذلك أَي قد انْتَهَيْتَ فيه وأَنْعَمْتَ. وتَبَلَّغَ بالشيء: وصَلَ إِلى مُرادِه، وبَلَغَ مَبْلَغَ فلان ومَبْلَغَتَه. وفي حديث الاسْتِسْقاء: واجْعَلْ ما أَنزلتَ لنا قُوّةً وبلاغاً إِلى حين؛ البَلاغُ: ما يُتَبَلَّغُ به ويُتَوَصَّلُ إِلى الشيء المطلوب. والبَلاغُ: ما بَلَغَكَ. والبَلاغُ: الكِفايةُ؛ ومنه قول الراجز: تَزَجَّ مِنْ دُنْياكَ بالبَلاغِ، وباكِرِ المِعْدةَ بالدِّباغِ وتقول: له في هذا بَلاغٌ وبُلْغةٌ وتَبَلُّغٌ أَي كِفايةٌ، وبَلَّغْتُ الرِّساةَ. والبَلاغُ: الإِبْلاغُ. وفي التنزيل: إِلاَّ بَلاغاً من الله ورسالاتِه، أَي لا أَجِدُ مَنْحجى إِلا أَن أُبَلِّغَ عن اللهِ ما أُرْسِلْتُ به. والإِبلاغُ: الإِيصالُ، وكذلك التبْلِيغُ، والاسم منه البَلاغُ، وبَلَّغْتُ الرِّسالَ. التهذيب: يقال بَلَّغْتُ القومَ بلاغاً اسم يقوم مقام التبْلِيغِ. وفي الحديث: كلُّ رافِعةٍ رَفَعَتْ عَنّا (* قوله« رفعت عنا» كذا بالأصل، والذي في القاموس: علينا، قال شارحة:وكذا في العباب.) من البلاغ فَلْيُبَلِّغْ عَنّا، يروى بفتح الباء وكسرها، وقيل: أَراد من المُبَلِّغِين، وأَبْلغْتُه وبَلَّغْتُه بمعنى واحد، وإِن كانت الرواية من البلاغ بفتح الباء فله وجهان: أَحدهما أَن البَلاغَ ما بلغ من القرآن والسنن، والوجهُ الآخر من ذوي البَلاغِ أي الذين بَلَّغُونا يعني ذوي التبليغ، فأَقام الاسم مقام المصدر الحقيقي كما تقول أَعْطَيْتُه عَطاء، وأَما الكسر فقال الهرويّ: أُراه من المُبالِغين في التبْليغ، بالَغَ يُبالِغُ مُبالَغةً وبِلاغاً إِذا اجْتَهد في الأَمر، والمعنى في الحديث: كلُّ جماعةٍ أَو نفس تُبَلِّغُ عنا وتُذِيعُ ما تقوله فَلْتُبَلِّغْ ولْتَحْكِ. وأَما قوله عز وجل: هذا بَلاغٌ للناس وليُنْذَرُوا به، أَي أَنزلناه ليُنْذَر الناسُ به. وبَلَّغَ الفارِسُ إِذا مَدَّ يدَه بِعِنانِ فرسه ليزيد في جَرْيِه. وبَلَغَ الغُلامُ: احْتَلَمَ كأَنه بَلَغَ وقت الكتابِ عليه والتكليفِ، وكذلك بَلَغَتِ الجاريةُ. التهذيب: بلغ الصبيُّ والجارية إِذا أَدْركا، وهما بالِغانِ. وقال الشافعي في كتاب النكاح: جارية بالِغٌ، بغير هاء، هكذا روى الأَزهريّ عن عبد الملك عن الربيع عنه، قال الأَزهري: والشافعي فَصِيحٌ حجة في اللغة، قال: وسمعت فُصَحاء العرب يقولون جارية بالغ، وهكذا قولهم امرأَة عاشِقٌ ولِحيةٌ ناصِلٌ، قال: ولو قال قائل جارية بالغة لم يكن خطأً لأَنه الأَصل. وبَلَغْتُ المكانَ بُلُوغاً: وصلْتُ إِليه وكذلك إِذا شارَفْتَ عليه؛ ومنه قوله تعالى: فإِذا بَلَغْن أَجَلَهُنّ، أَي قارَبْنَه. وبَلَغَ النبْتُ: انتهَى. وتَبالَغ الدِّباغُ في الجلد: انتهى فيه؛ عن أَبي حنيفة. وبَلَغتِ النخلةُ وغيرُها من الشجر: حان إدْراكُ ثمرها؛ عنه أَيضاً. وشيءٌ بالغ أَي جيِّدٌ، وقد بلَغَ في الجَوْدةِ مَبْلغاً. ويقال: أَمْرُ اللهِ بَلْغ، بالفتح، أَي بالِغٌ من وقوله تعالى: إِن الله بالغ أَمره. وأَمرٌ بالِغٌ وبَلْغٌ: نافِذٌ يَبْلُغُ أَين أُرِيدَ به؛ قال الحرث بن حِلِّزةَ: فهَداهُمْ بالأَسْودَيْنِ وأَمْرُ الْـ ـلَهِ بَلْغٌ بَشْقَى به الأَشْقِياءُ وجَيْشٌ بَلْغٌ كذلك. ويقال: اللهم سَمْعٌ لا بَلْغٌ وسِمْعٌ لا بِلْغٍ، وقد ينصب كل ذلك فيقال: سَمعاً لا بَلْغاً وسِمْعاً لا بِلْغاً، وذلك إِذا سمعت أَمراً منكراً أَي يُسْمَعُ به ولا يَبْلُغُ. والعرب تقول للخبر يبلغ واحدَهم ولا يحققونه: سَمْعٌ لا بَلْغٌ أَي نسمعه ولا يَبْلُغنا. وأَحْمَقُ بَلْغٌ وبِلْغٌ أَي هو من حَماقَتِه (* قوله« من حماقته» عبارة القاموس: مع حماقته.) يبلغ ما يريده، وقيل: بالغ في الحُمْقِ، وأَتْبَعُوا فقالوا: بِلْغٌ مِلْغٌ. وقوله تعالى: أَمْ لكم أَيمان علينا بالغةٌ؛ قال ثعلب: معناه مُوجَبَةٌ أَبداً قد حلفنا لكم أَن نَفِيَ بها، وقال مرة: أَي قد انتهت إِلى غايتها، وقيل: يمينٌ بالغة أَي مؤكَّدةٌ. والمُبالَغةُ: أَن تَبْلُغَ في الأَمر جُهْدَك. ويقال: بُلِغَ فلان أَي جُهِدَ؛ قال الراجز: إِنَّ الضِّبابَ خَضَعَتْ رِقابُها للسيفِ، لَمَّا بُلِغَتْ أَحْسابُها أَي مَجْهودُها (* قوله« أي مجهودها» كذا بالأصل، ولعله جهدت ليطابق بلغت،) وأَحْسابُها شَجاعَتُها وقوّتُها ومَناقِبُها. وأَمرٌ بالغ: جيد. والبَلاغةُ: الفَصاحةُ. والبَلْغُ والبِلْغُ: البَلِيغُ من الرجال. ورجل بَلِيغٌ وبِلْغٌ: حسَنُ الكلام فَصِيحُه يبلغ بعبارة لسانه كُنْهَ ما في قلبه، والجمعُ بُلَغاءُ، وقد بَلُغَ، بالضم، بَلاغةً أَي صار بَلِيغاً. وقولٌ بَلِيغٌ: بالِغٌ وقد بَلُغَ. والبَلاغاتْ: كالوِشاياتِ. والبِلَغْنُ: البَلاغةُ؛ عن السيرافي، ومثَّل به سيبويه. والبِلَغْنُ أَيضاً: النّمَّام؛ عن كراع. والبلغن: الذي يُبَلِّغُ للناسِ بعضِهم حدِيثَ بعض. وتَبَلَّغَ به مرضُه: اشتَّدّ. وبَلَغَ به البِلَغِينَ بكسر الباء وفتح اللام وتخفيفها؛ عن ابن الأَعرابي، إِذا اسْتَقْصَى في شَتْمِه وأَذاهُ. والبُلَغِينُ والبِلَغِينُ. الدّاهيةُ: وفي الحديث: أَن عائشة قالت لأَمير المؤمنين عليّ، عليه السلام، حين أُخِذَتْ يومَ الجملِ: قد بَلَغْتَ مِنّا البُِلَغِينَ؛ معناه أَنَّ الحَرْبَ قد جَهَدَتْنا وبَلَغَتْ منا كل مَبْلَغٍ، يروى بكسر الباء وضمها مع فتح اللام، وهو مَثَلٌ، معناه بَلَغْتَ منا كل مَبْلَغٍ. وقال أَبو عبيد في قولها قد بَلَغْتَ منا البُِلَغِينَ: إنه مثل قولهم لَقِيتَ منا البُرَحِينَ والأَقْوَرِينَ، وكل هذا من الدَّواهِي، قال ابن الأَثير: والأَصل فيه كأَنه قيل: خَطْبٌ بُلَغٌ وبِلَغٌ أَي بَلِيغٌ، وأَمْرٌ بُرَحٌ وبِرَحٌ أَي مُبَرِّح، ثم جمعا على السلامة إِيذاناً بأَنَّ الخطوب في شدّة نِكايَتِها بمنزلة العُقلاء الذين لهم قَصْد وتعمُّد. وبالَغَ فلان في أَمْرِي إذا يُقَصِّر فيه. والبُلْغَةُ: ما يُتَبَلَّغُ به من العيش، زاد الأَزهري: ولا فَضْلَ فيه.وتَبَلَّغ بكذا أَي اكتفَى به. وبَلَّغَ الشيْبُ في رأْسه: ظهر أَوّلَ ما يظهر، وقد ذكرت في العين المهملة أَيضاً، قال: وزعم البصريون أَن ابن الأَعرابي صحّف في نوادِرِه فقال مكان بَلّعَ بَلَّغَ الشيبُ، فلما قيل له إِنه تصحيف قال: بَلَّعَ وبَلَّغَ. قال أَبو بكر الصُّوليُّ: وقرئ يوماً على أَبي العباس ثعلب وأَنا حاضر هذا ، فقال: الذي أَكتب بَلَّغ، كذا قال بالغين معجمة. والبالِغاءُ: الأَكارِعُ في لغة أَهل المدينة، وهي بالفارسية بايْها. والتَّبْلِغةُ: سَيْر يُدْرج على السِّيَة حيث انتهى طرَفُ الوَتَر ثلاث مِرارٍ أَو أَربعاً لِكَيْ يَثْبُتَ الوتر؛ حكاه أَبو حنيفة جعل التبلغة اسماً كالتَّوْدِيةِ والتَّنْهِيةِ ليس بمصدر، فتفهَّمه.

بوغ

البَوْغاءُ: التراب عامة، وقيل: هي التُّرْبَةُ الرّخوة التي

كأَنها ذَرِيرةٌ؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة: تَشُجُّ بها بَوْغاءَ قُفٍّ ، وتارةً تَسُنُّ عليها تُرْبَ آمِلةٍ عُفْرِ يعني كُثْبانَ رَمْلٍ؛ قال وقال آخر: لَعَمْرُكَ، لولا أَرْبعٌ ما تَعَفَّرَتْ بِبَغدانَ، في بَوْغائِها ، القَدَمانِ وقيل: البَوْغاءُ التُّرابُ الهابي في الهَواء، وقيل: هو التراب الذي يطير من دقته إِذا مُسَّ؛ وفي حديث سطيح: تَلُفُّه في الرِّيحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ البَوْغاءُ: التراب الناعِمُ، والدِّمَنُ: منه ما تَدَمَّنَ أَي تَجَمَّعَ وتَلَبَّدَ؛ قال ابن الأَثير: وهذا اللفظ كأَنه من المقلوب تلفه الريح في بوغاء الدمن؛ قال: وتشهد له الرواية الأُخرى: تلفه الرِّيحُ ببوغاء الدمن ومنه الحديث في أَرض المدينة: إِنما هي سِباخٌ وبَوْغاء. وبَوْغاءُ الناسِ: سَفِلَتُهم وحَمْقاهُم وطاشَتُهم. والبَوْغُ: الذي يكون في أَجْوافِ الفِقَعةِ وهو من ذلك . وتَبَوَّغَ به الدمُ: هاجَ كتَبَيَّغَ، وتَبَوَّغَ الرجلُ بصاحبه فغلبه، وتَبَوَّغَ الدمُّ بصاحبه فقتله. وحكى بعض الأَعراب: مَنْ هذا المُبَوَّغُ عليه ومَن هذا المُبَيَّغُ عليه؟ معناه لا يُحْسَدُ. وتَبَوَّغَ الشرُّ وتَبَوَّقَ إِذا اتَّسَعَ.

بيغ

تَبَيَّغَ به الدمُ: هاجَ به، وذلك حين تَظْهَرُ حُمْرَتُه في

البَدَن، وهو في الشفة خاصّة البَيْغُ. أَبو زيد: تَبَيَّغَ به النوْمُ إِذا غَلَبَه، وتبيَّغَ به الدمُ غَلبه، وتبيَّغَ به المرضُ غلبه. وقال شمر:تبيَّغَ به الدمُ أَن يَغْلِيبَه حتى يَقْهَرَه، وقال بعض العرب: تبيَّغ به الدم أَي تَرَدَّدَ فيه الدم. وتبيغَ الماءُ إذا تَرَدَّدَ فتَحَيَّرَ في مَجْراه مرّة كذا ومرّة كذا، وكذلك تَبَوَّحَ به الدمُ (* قوله «وكذلك تبوّح به الدم» كذا في الأصل بحاء مهملة ولعله بغين معجمة.). والبَيْعُك توَقُّدُ الدم حتى يظهرَ في العُروق. قال شمر: أَقْرأَني ابن الأَعرابي لرؤبة: فاعْلَمْ وليس الرْأْيُ بالتَّبَيُّغِ وفسّر التبيُّغ من كل كتَبَيُّغِ الداءِ إذا أَخذ في جسده كله واستدّ؛ وقوله أَنشده ثعلب: وتَعْلَمْ نَزِيغاتُ الهَوَى أَنَّ وِدَّها تَبَيَّغَ مِنِّي كلَّ عَظْمٍ ومَفْصِلِ لم يفسره، وهو يحتمل أَن يكون في معنى رَكِبَ فينتصب انتصاب المفعمل، ويجوز أَن يكون في معنى هاج وثارَ فيكون التقدير على هذا: ثارَ مني على كلِّ عَظْمٍ ومَفْصِلِ، فحذف على وعدّى الفعل بعد حذف الحرف. وتبَيَّغَ به الدم غَلَبه وقَهَرَه كأَنه مقلوب عن البغي أَي تَبَغَّى مثل جَذَبَ وجَبَذَ وما أَطْيَبَه وأَيْطَبَه؛ عن اللحياني. وإِنك عالِمٌ ولا تُبَغْ أَي لا تَبَيَّغُ بك العينُ فتصيبك كما يَتَبَيَّغُ الدمُ بصاحبه فيقتله. وحكى بعض الأَعراب: مَنْ هذا المُبَوَّغُ عليه ومَن هذا المُبَيَّغُ عليه؟ معناه لا يُحْسَدُ. وفي الحديث: عليكم بالحجامة لا يَتَبَيَّغْ بأَحدِكم الدمُ فيَقْتُلَه أَي لا يَتَهَيَّجَ، وقيل: أَصله من البَغْي،يريد تَبَغَّى فقدّم الياء وأَخَّر الغين. وقال ابن الأَعرابي: تَبَيَّغَ وتَبَوَّغَ، بالواو والياء، وأصله من البَوْغاء وهو الترابُ إِذا ثار، فمعناه لا يَثُرْ بأَحدكم الدمُ. وفي الحديث: إذا تَبَيَّغَ بأَحدكم الدمُ فَلْيَحْتَجِمْ. وفي حديث ابن عمر: ابْغِني خادِماً لا يكونُ قَحْماً فانياً ولا صغيراً ضَرَعاً فقد تَبَيَّغَ بي الدمُ، والله أَعلم.

بثق

البَثْقُ: كسْرُك شطَّ النهر لينشقّ الماء. ابن سيده: بَثَق شِقَّ

النهر يَبْثُقه بَثْقاً كسَره ليَنبَعِث ماؤُه، واسم ذلك الموضع البَثْقُ والبِثْقُ، وقيل: هما مُنْبَعَثُ الماء، وجمعه بُثوق. وقد بَثَقَ الماءُ وانْبَثَقَ عليهم إذا أَقبل عليهم ولم يظنوا به، وانبثق عليهم الأَمرُ: هجَم من غير أَن يشعرُوا به. وبَثَق السيلُ موضع كذا يبثُق بَثْقاً وبِثْقاً؛ عن يعقوب، أَي خَرَقه وشقَّه فانبثق له أَي انفجَر؛ قال أَبو عبيد: هو بَثْقُ السيل، بفتح الباء. قال أَبو زيد: يقال للرّكيّة المُمتلِئة ماءً باثقة وقد بثَقت تبثُق بثُوقاً، وهي الطامية. وفلان باثِقُ الكَرْمِ أَي غَزِيرُه. والبثَق: داء يصيب الزرع من ماء السماء، وقد بثِقَ.

بخق

البَخَق: أَقبح ما يكون من العَوَر وأَكثرُه غَمَصاً؛ قال رؤبة:

وما بعَيْنَيْه عواوِيرُ البَخَقْ وقال شمر: البَخَق أَن تَخْسِف العينُ بعد العَوَر. وفي حديث زيد بن ثابت، رضي الله عنه، أَنه قال: في العين القائمة إذا بُخِقَتْ مائةُ دينار؛ أراد إذا كانت العين صحيحة الصورة قائمة في موضعها إلاّ أَن صاحبها لا يُبصِر ثم بُخِقَتْ بعدُ ففيها مائة دينار؛ قال شمر: أَراد زيد أَنها إن عَوِرت ولم تَنْخَسف وهو لا يُبصر بها إلاّ أَنها قائمة ثم فُقِئت بعد ففيها مائة دية. وقال ابن الأَعرابي: البَخَق أَن يذهَب بصرُه وتبقى عينه مُنْفتحة قائمة. وقال أَبو عمرو: بَخِقَت عينُه إذا ذهبت، وأَبْخَقْتُها إذا فقأْتها؛ ومنه حديث نَهْيه عن البَخْقاء في الأَضاحي، ومنه حديث عبد الملك بن عمير يصف الأَحنَف: كان ناتئَ الوَجْنة باخِقَ العين. ابن سيده: بخَقَت عينُه وبَخِقَت: عارَتْ أشدَّ العوَر، والفتح أَعلى. وعين بَخْقاء وبَخِيق وبَخِيقة: عوْراء، وقد بَخَقَها يَبْخَقُها بَخْقاً وأَبْخَقَها: عوَّرها. ورجل بَخِيق وأَبْخَقُ: مَبْخُوق العين. الجوهري: البَخَق، بالتحريك.، العَوَر بانْخِساف العين.

بخدق

بُخْدُقٌ: الحَب الذي قال له بالفارسية «اسْفيُوش»

(* قوله «اسفيوش» كذا في الأصل بالشين المعجمة، وفي شرح القاموس بالمهملة). قال ابن بري: قال ابن خالويه البخدق نبت ولم يعرف إلا من أُم الهيثم.

بخنق

الليث: البُخْنُق بُرْقُع يُغَشَّي العُنق والصدر، والبُرْنُس

الصغير يسمى بُخْنَقاً؛ قال ذو الرمة: عليه من الظَّلْماء جُلٌّ وبُخْنَقُ ابن سيده: البُخْنُق البرقع الصغير. والبُخْنُق: خرقة تلبسها المرأَة فتغطي رأْسها ما قبَلَ منه وما دَبَر غير وسَط رأْسها، وقيل: هي خرقة تَقَنَّع بها وتَخِيطُ طَرَفَيْها تحت حنكها وتَخِيط معها خِرْقة على موضع الجبهة. يقال: تَبَخْنَقَت، وبعضهم يسميه المِحْنك. وقال اللحياني: البُخْنُقُ والبُخْنَقُ أَن تُخاط خرقة مع الدِّرع فيصير كأَنه تُرْس فتجعله المرأَة على رأْسها. الصحاح في ترجمة بخق: البخنق خرقة تَقَنَّع بها الجارية وتشد طرفيْها تحت حنكها لتُوقِّي الخِمار من الدُّهْن أَو الدهن من الغُبار. ابن بري: قال ابن خالويه البخنق أَصل عنق الجرادة، وبُخْنق الجَرادة: الجِلْباب الذي على أصل عُنقها، وجمعه بَخانِقُ، وبعض بني عُقَيْل يقول بُحْنق. والمُبَخْنَق من الخيل: الذي أَخَذت غُرَّتُه لحييه إلى أُصول أُذنيه.

بذق

الباذِقُ والباذَقُ: الخمر الأَحمر. ورجل حاذِقٌ باذِق: إتباع.

وسئل ابن عباس، رضي الله عنهما، عن الباذِقِ فقال: سبقَ محمد الباذِقَ، وما أَسكر فهو حرام؛ قال أَبو عبيد: الباذِقُ والباذَق كلمة فارسية عُرِّبت فلم نَعرفها؛ قال ابن الأَثير: وهو تعريب باذَه، وهو اسم الخمر بالفارسية، أَي لم يكن في زمانه أَو سبق قوله فيه وفي غيره من جنسه، ومما أُعرب البَياذِقة الرجَّالة، ومنه بَيْذَقُ الشِّطْرَنج؛ وحذف الشاعر الياء فقال:وللشَّرِّ سُوَّاقٌ خِفافٌ بُذُوقُها أَراد خفافٌ بياذِقُها كأَنه جعل البيذق بَذْقاً؛ قال ذلك ابن بزرج. وفي غَزوة الفتح: وجعلَ أَبا عبيدة على البياذِقةِ؛ هم الرجّالة، واللفظة فارسية معربة، سُمُّوا بذلك لخفة حركتهم وأَنهم ليس معهم ما يُثقلهم.

بذرق

المحكم: البَذْرَقَةُ فارسي معرَّب؛ قال ابن بري: البَذْرقة

الخُفارة؛ ومنه قول المتنبي: أُبَذْرَقُ ومعي سيفي؛ وقاتل حتى قُتل. وقال ابن خالويه: ليست البَذْرقة عربية وإنما هي فارسية فعرَّبتها العرب. يقال: بعَثَ السلطان بَذْرَقة مع القافلة، بالذال معجمة. وقال الهروي في فصل عصم من كتابه الغريبين: إن البذرقة يقال لها عِصْمة أي يُعْتَصَمُ بها.

برق

قال ابن عباس: البَرْقُ سَوط من نور يَزجرُ به الملَكُ السحاب.

والبَرْقُ: واحد بُروق السحاب. والبَرقُ الذي يَلمع في الغيم، وجمعه بُروق. وبرَقت السماء تَبْرُق بَرْقاً وأَبْرَقتْ: جاءَت بِبَرق. والبُرْقةُ: المِقْدار من البَرْق، وقرئ: يكاد سنَا بُرَقِه، فهذا لا محالة جمع بُرْقة. ومرت بنا الليلةَ سحابة برّاقة وبارقةٌ أَي سحابة ذات بَرْق؛ عن اللحياني. وأَبْرَق القوم: دخلوا في البَرْق، وأَبرقُوا البرْق: رأَوْه؛ قال طُفَيْل: ظعائن أَبْرَقْنَ الخَرِيفَ وشِمْنَه، وخِفْنَ الهُمامَ أَن تُقاد قَنَابِلُهْ قال الفارسي: أَراد أَبْرَقْن بَرْقه. ويقال: أَبرقَ الرجل إذا أَمَّ البرقَ أَي قصَده. والبارِقُ: سحاب ذو بَرْق. والسحابة بارقةٌ، وسحابةٌ بارقة: ذات بَرق. ويقال: ما فعلت البارقة التي رأَيتَها البارحة؟ يعني السحابة التي يكون فيها بَرق؛ عن الأَصمعي. بَرَقَت السماء ورعَدَت بَرَقاناً أَي لَمَعَت. وبرَق الرَّجل ورعَد يرعُد إذا تهدّد؛ قال ابن أَحمر: يا جَلَّ ما بَعُدَتْ عليكَ بِلادُنا وطِلابُنا، فابْرُقْ بأَرْضِكَ وارْعُدِ وبرَق الرجل وأبرَق: تهدَّد وأَوْعد، وهو من ذلك، كأَنه أَراه مَخِيلةَ الأَذى كما يُري البرقُ مخيلةَ المطَر؛ قال ذو الرمة: إذا خَشِيَتْ منه الصَّرِيمة، أَبرَقَتْ له بَرْقةً من خُلَّبٍ غير ماطِرِ جاء بالمصدر على برَقَ لإن أَبْرَقَ وبرَق سواء، وكان الأَصمعي ينكر أَبْرق وأَرعد ولم يك يرى ذا الرُّمة حُجةً؛ وكذلك أَنشد بيت الكميت: أَبْرِقْ وأَرْعِد يا يزيـ ـدُ، فما وَعِيدُك لي بِضائرْ فقال: هو جُرْمُقانِيّ. الليث: البَرق دخِيل في العربية وقد استعملوه، وجمعه البِرْقان. وأَرْعَدْنا وأَبْرَقْنا بمكان كذا وكذا أَي رأَينا البرق والرعد. ويقال: برْق الخُلَّبِ وبرقُ خُلَّبٍ، بالإضافة، وبرقٌ خُلَّبٌ بالصفة، وهو الذي ليس فيه مطر. وأَرعَد القومُ وأَبرَقُوا أَي أَصابهم رَعْد وبَرق. واستَبْرَقَ المكانُ إذا لَمَع بالبرق؛ قال الشاعر: يَسْتَبْرِقُ الأُفُقُ الأَقصَى، إذا ابْتَسَمَتْ، لَمْعَ السُّيُوفِ، سِوَى أَغْمادِها، القُضُبِ وفي صفة أَبي إدريسَ: دخلْت مسجد دِمَشْقَ فإذا فتى بَرّاقُ الثنايا؛ وصَف ثناياه بالحُسن والضِّياء (*قوله «والضياء» الذي في النهاية: والصفاء) وأنها تَلْمَع إذا تبسَّم كالبرق، أَراد صفة وجهه بالبِشْر والطَّلاقة؛ ومنه الحديث: تَبْرقُ أَساريرُ وجههِ أَي تلمع وتَسْتَنِيرُ كالبَرْق. بَرق السيفُ وغيره يَبْرُق بَرْقاً وبَرِيقاً وبرُوقاً وبَرَقاناً: لمَع وتَلأْلأَ، والاسم البَريق. وسيفٌ إبْريق: كثير اللَّمَعان والماء؛ قال ابن أَحمر: تَعَلَّق إبْرِيقاً، وأَظهر جَعْبةً ليُهْلِكَ حَيّاً ذا زُهاء وجامِلِ والإبْريقُ: السيفُ الشديدُ البَرِيق؛ عن كراع، قال: سمي به لفعله، وأَنشد البيت المتقدم؛ وقال بعضهم: الإبريق السيف ههنا، سمي به لبَرِيقِه ، وقال غيره: الإبريق ههنا قَوْس فيه تَلامِيعُ. وجاريةٌ إبريقٌ: برّاقة الجسم. والبارِقةُ: السيوفُ على التشبيه بها لبياضها. ورأَيت البارِقةَ أي بريقَ السلاح؛ عن اللحياني. وفي الحديث: كفى ببارقة السيوف على رأْسه فتنةً أي لَمَعانِها. وفي حديث عَمّار، رضي الله عنه: الجنةُ تحت البارقة أي تحت السيوف. يقال للسلاح إذا رأيت برِيقَه: رأيتُ البارقة. وأبرَق الرجل إذا لمع بسيفه وبَرق به أيضاً، وأبرَق بسيفه يُبْرق إذا لمع به. ولا أَفعله ما برَق في السماء نجم أَي ما طلع، عنه أَيضاً، وكله من البرق. والبُراق: دابّة يركبها الأَنبياء، عليهم السلام، مشتقة من البَرْق، وقيل: البراق فرس جبريل، صلى الله على نبينا وعليه وسلم. الجوهري: البراق اسم دابة ركبها سيدنا رسول الله، ﷺ، ليلة المِعْراج، وذُكر في الحديث قال: وهو الدابة التي ركبها ليلة الإسْراء؛ سمي بذلك لنُصوع لونه وشدَّة بريقه، وقيل: لسُرعة حركته شبهه فيها بالبَرْق. وشيءٌ برّاقٌ: ذو بَرِيق. والبُرقانة: دُفْعة (*قوله «والبرقانة دفعة» ضبطت في الأصل الباء بالضم.) البريق. ورجل بُرْقانٌ: بَرَّاقُ البدن. وبرَّقَ بصَرَه: لأْلأَ به. الليث: برَّق فلان بعينيه تَبْريقاً إذا لأْلأَ بهما من شدَّة النظر؛ وأَنشد: وطَفِقَتْ بعَيْنِها تَبْريقا نحوَ الأَميرِ، تَبْتَغي تَطْليقا وبرَّقَ عينيه تبريقاً إذا أَوسَعَهما وأَحدَّ النظر. وبرَّق: لوَّح بشيء ليس له مِصْداق، تقول العرب: برَّقْت وعرَّقْت؛ عرَّقْتُ أَي قلَّلت. وعَمِل رجل عَمَلاً فقال له صاحبه: عرَّفْتَ وبرَّقت لوَّحتَ بشيء ليس له مِصداق. وبَرِقَ بصرُه بَرَقاً وبرَق يبرُق بُرُوقاً؛ الأَخيرة عن اللحياني: دَهِشَ فلم يبصر، وقيل: تحيَّر فلم يَطْرِفْ؛ قال ذو الرمة: ولو أنَّ لُقمانَ الحَكيمَ تَعَرَّضَتْ لعَينيْهِ مَيٌّ سافِراً، كادَ يَبْرَقُ وفي التنزيل: فإذا بَرِقَ البصر، وبَرَقَ، قُرئ بهما جميعاً؛ قال الفراء: قرأَ عاصم وأَهل المدينة برِق، بكسر الراء، وقرأَها نافع وحده برَق، بفتح الراء، من البَريق أَي شخَص، ومن قرأَ بَرِقَ فمعناه فَزِع؛ وأَنشد قول طرَفة: فنَفْسَكَ فانْعَ ولا تَنْعَني، وداوِ الكُلومَ ولا تَبْرَقِ يقول: لا تَفزَعْ من هَوْل الجِراح التي بك، قال: ومن قرأَ بَرَق يقول فتح عينيه من الفزَع، وبرَقَ بصرُه أيضاً كذلك. وأَبرَقَه الفزَعُ. والبَرَقُ أيضاً: الفزع. ورجل بَرُوقٌ: جَبان. ثعلب عن ابن الأَعرابي: البُرْقُ الضِّبابُ، والبُرْقُ العين المُنْفتحة. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: لكل داخل بَرْقة أَي دَهْشة، والبَرَقُ: الدهِشُ. وفي حديث عَمرو: أَنه كتب إلى عمر، رضي الله عنهما: إنَّ البحر خَلْق عظيم يَرْكبه خَلق ضَعيف دُود على عُود بين غرَق وبَرَق؛ البَرَقُ، بالتحريك: الحَيْرة والدهَش. وفي حديث الدعاء: إذا برقت الأَبصار، يجوز كسر الراء وفتحها، فالكسر بمعنى الحَيْرة، والفتح بمعنى البريق اللُّموع. وفي حديث وَحْشِيّ: فاحتمله حتى إذا برِقَت قدماه رمَى به أَي ضَعُفتا وهو من قولهم برَق بصره أَي ضعف. وناقة بارق: تَشَذَّرُ بذنبها من غير لقَح؛ عن ابن الأَعرابي. وأَبرَقَت الناقةُ بذَنبها، وهي مُبرِق وبَرُوقٌ؛ الأَخيرة شاذة: شالت به عند اللَّقاح، وبرَقت أَيضاً، ونُوق مَبارِيقُ؛ وقال اللحياني: هو إذا شالَت بذنبها وتلقَّحت وليست بلاقح. وتقول العرب: دَعْني من تَكْذابِك وتأْثامك شَوَلانَ البَرُوق؛ نصب شولان على المصدر أَي أَنك بمنزلة الناقة التي تُبْرِق بذنبها اي تشولُ به فتوهمك أَنها لاقح، وهي غير لاقح، وجمع البَرُوق بُرْقٌ. وقول ابن الأَعرابي، وقد ذكر شهرَزُورَ: قبّحها الله إنّ رجالها لنُزْق وإنَّ عقاربها لبُرْق أَي أَنها تشول بأَذنابها كما تشول الناقة البَروق. وأَبرقت المرأَة بوجهها وسائر جسمها وبرَقت؛ الأَخيرة (*قوله «الاخيرة إلخ» ضبطت في الأصل بتخفيف الراء، ونسب في شرح القاموس برّقت مشددة للحياني.) عن اللحياني، وبرَّقَت إذا تعرَّضت وتحسَّنت، وقيل: أَظْهرته على عَمْد؛ قال رؤبة: يَخْدَعْنَ بالتبْريق والتأَنُّث وامرأَة برَّاقة وإبْريق: تفعل ذلك. اللحياني: امرأَة إبريق إذا كانت برَّاقة. ورعَدت المرأَة وبرَقَت أَي تزيَّنت. والبُرْقانةُ: الجَرادة المتلوّنة، وجمعها بُرْقانٌ. والبُرْقةُ والبَرْقاء: أَرض غليظة مختلطة بحجارة ورمل، وجمعها بُرَقٌ وبِراقٌ، شبهوه بِصِحاف لأَنه قد استعمل استعمال الأَسماء، فإذا اتسعت البُرقة فهي الأَبْرَقُ، وجمعه أَبارق، كسِّر تكسير الأَسماء لغلبته. الأَصمعي: الأَبْرقُ والبَرْقاء غِلَظ فيه حجارة ورمل وطين مختلطة، وكذلك البُرْقة، وجمع البَرقاء بَرْقاوات، وتجمع البُرقة بِراقاً. ويقال: قُنْفُذُ بُرْقةٍ كما يقال ضَبُّ كُدْية، والجمع بُرَقٌ. وتَيْسٌ أَبرقُ: فيه سواد وبياض. قال اللحياني: من الغنم أَبرق وبَرقاء للأُنثى، وهو من الدوابّ أَبلَق وبَلْقاء، ومن الكلاب أَبقَع وبَقْعاء. وفي الحديث: أَبْرِقُوا فإنَّ دمَ عَفْراء أَزكى عند الله من دم سَوْداوين، أَي ضَحُّوا بالبرقاء، وهي الشاة التي في خِلال صوفها الأَبيض طاقات سود، وقيل: معناه اطلُبوا الدَّسَمَ والسِّمَن، من بَرَقْت له إذا دسَّمْتَ طعامه بالسمْن. وجبَل أَبرقُ: فيه لونانِ من سواد وبياض، ويقال للجبَل أَبرقُ لبُرْقة الرمل الذي تحته. ابن الأَعرابي: الأَبرقُ الجبل مخلوطاً برمل، وهي البُرْقةُ ذاتُ حجارة وتراب، وحجارتها الغالب عليها البياض وفيها حجارة حُمر وسود، والترابُ أَبيض وأَعْفر وهو يَبْرُقُ لك بلوْن حجارتها وترابها، وإنما بَرْقُها اختلافُ ألوانها، وتُنْبِت أَسنادُها وظهرُها البقْلَ والشجر نباتاً كثيراً يكون إلى جنبها الرَّوضُ أحياناً؛ ويقال للعين بَرْقاء لسواد الحَدقة مع بياض الشحْمة؛ وقول الشاعر: بمُنْحَدِرٍ من رأْسِ بَرْقاءَ، حَطَّه تذَكُّرُ بَيْنٍ من حَبِيبٍ مُزايِلِ (*قوله «تذكر» في الصحاح: مخافة). يعني دَمْعاً انحدَرَ من العين، وفي المحكم: أَراد العين لاختلاطها بلونين من سواد وبياض. ورَوْضة بَرْقاء: فيها لونان من النبْت؛ أَنشد ثعلب:لدى رَوْضةٍ قَرْحاءَ بَرْقاء جادَها، من الدَّلْوِ والوَسْمِيِّ، طَلٌّ وهاضِبُ ويقال للجراد إذا كان فيه بياض وسواد: بُرْقانٌ؛ وكلُّ شيء اجتمع فيه سواد وبياض، فهو أَبْرق. قال ابن برّي: ويقال للجَنادِب البُرْقُ؛ قال طَهْمان الكلابي: قَطَعْت، وحِرْباء الضُّحى مُتَشَوِّسٌ، ولِلْبُرْقِ يَرْمَحْنَ المِتانَ نَقِيقُ والنَّقِيق: الصَّرِير. أبو زيد: إذا أَدَمْتَ الطعام بدَسَم قليل قلت بَرَقْتُه أَبْرُقُه بَرْقاً. والبُرْقةُ: قِلَّة الدسَم في الطعام. وبَرَقَ الأُدْمَ بالزيت والدسَم يَبْرُقُه بَرْقاً وبُروقاً: جعل فيه شيئاً يسيراً، وهي البَريقة، وجمعها بَرائقُ، وكذلك التبارِيقُ. وبرَق الطعامَ يبرُقه إذا صب فيه الزيت. والبَريقةُ: طعام فيه لبن وماء يُبْرَقُ بالسمْن والإهالةِ؛ ابن السكيت عن أَبي صاعد: البَرِيقةُ وجمعها بَرائقُ وهي اللبن يُصَبُّ عليه إهالةٌ أو سمن قليل. ويقال: ابْرُقوا الماء بزيت أي صبُّوا عليه زيتاً قليلاً. وقد بَرَقُوا لنا طعاماً بزيت أو سمْن برْقاً: وهو شيء منه قليل لم يُسَغْسِغُوه أَي لم يُكثروا دُهْنه. المُؤرِّج: بَرَّق فلان تبريقاً إذا سافر سفراً بعيداً، وبَرَّقَ منزله أي زَيَّنه وزَوَّقَه، وبرَّقَ فلان في المعاصي إذا أَلَحَّ فيها، وبَرَّق لي الأَمْرُ أي أعْيا علَيَّ. وبَرَق السِّقاءُ يَبْرُق بَرْقاً وبُروقاً: أصابه حرٌّ فذابَ زُبْده وتقطَّع فلم يجتمع. يقال: سِقاء بَرِقٌ. والبُرَقِيُّ: الطُّفَيْلِيُّ، حجازيَّة. والبَرَقُ: الحَمَلُ، فارسيّ معرّب، وجمعه أبْراقٌ وبِرْقانٌ وبُرقان. وفي حديث الدجال: أن صاحِبَ رايتِه في عَجْب ذَنبه مثل أَلْيةِ البَرَقِ وفيه هُلْباتٌ كهُلْبات الفرس؛ البرق، بفتح الباء والراء: الحمَل، وهو تعريب بَرَهْ بالفارسية. وفي حديث قتادة: تسُوقُهم النارُ سَوقَ البَرَقِ الكَسِير أي المكسور القَوائم يعني تسوقهم النار سَوْقاً رَفِيقاً كما يُساق الحَمَل الظالع. والإبْرِيقُ: إناء، وجمعه أبارِيقُ، فارسي معرب؛ قال ابن بري: شاهده قول عديّ بن زيد: ودَعا بالصَّبُوحِ، يوماً، فجاءَتْ قَيْنةٌ في يَمينِها إبْرِيقُ وقال كراع: هو الكُوز. وقال أبو حنيفة مرة: هو الكوز، وقال مرة: هو مثل الكوز وهو في كل ذلك فارسي. وفي التنزيل: يَطُوف عليهم وِلدان مُخلَّدون بأَكْواب وأَبارِيقَ؛ وأَنشد أبو حنيفة لشُبْرُمةَ الضَّبِّي: كأَنَّ أَبارِيقَ الشَّمُولِ عَشِيّةً إوَزٌّ بأَعْلى الطَّفِّ، عُوجُ الحناجِرِ والعرب تشبه أبارِيقَ الخمر برقاب طير الماء؛ قال أبو الهِنْدِيّ: مُفَدَّمة قَزّاً، كأنَّ رِقابَها رِقابُ بناتِ الماء أَفْزَعَها الرَّعْد وقال عدي بن زيد: بأَبارِيقَ شِبْهِ أَعْناقِ طَيْرِ الـ ـماءِ قد جِيبَ، فوْقَهُنَّ، حَنِيفُ ويشبهون الإبْرِيق أيضاً بالظبي؛ قال عَلْقَمةُ بن عَبْدة: كأَنَّ إبْرِيقَهم ظبيٌ على شَرَفٍ، مُفَدَّمٌ بِسَبا الكَتّانِ مَلْثُومُ وقال آخر كأنَّ أبارِيقَ المُدامِ لدَيْهِمُ ظِباء، بأعْلى الرَّقْمَتَيْنِ، قِيامُ وشبّه بعضُ بني أسد أُذن الكُوز بياء حطِّي؛ فقال أبو الهندي اليَرْبوعِيّ: وصُبِّي في أُبَيْرِقٍ مَلِيحٍ، كأنَّ الأُذْن منه رَجْعُ حُطِّي والبَرْوَقُ: ما يكْسُو الأَرض من أَوّل خُضْرة النبات، وقيل: هو نبت معروف؛ قال أبو حنيفة: البَرْوَقُ شجر ضعيف له ثمر حبٌّ أسود صغار، قال: أَخبرني أَعرابي قال: البَرْوَقُ نبت ضعيف رَيّانُ له خِطَرةٌ دِقاقٌ، في رُؤوسِها قَماعِيلُ صِغار مثل الحِمَّص، فيها حبّ أسود ولا يرعاها شيء ولا تؤكل وحدها لأَنها تُورِث التَّهَبُّجَ؛ وقال بعضهم: هي بقلة سَوْء تَنْبُت في أوّل البقل لها قَصبة مثل السِّياط وثمرة سَوْداء، واحدته بَرْوَقة. وتقول العرب: هو أشكَرُ من بَرْوقٍ، وذلك أنه يَعِيشُ بأدْنى ندَّى يقع من السماء، وقيل: لأَنه يخضرّ إذا رأى السحاب. وبَرِقَت الإبل والغنم، بالكسر، تَبْرَق بَرَقاً إذا اشْتَكت بُطونها من أكل البَرْوَق؛ ويقال أيضاً: أضْعفُ من بَرْوقةٍ؛ قال جرير: كأَنَّ سُيوفَ التَّيْمِ عيدانُ بَرْوَقٍ، إذا نُضِيَت عنها لحَرْبٍ جُفُونُها وبارِقٌ وبُرَيْرِقٌ وبُرَيْقٌ وبُرْقان وبَرّاقة: أَسماء. وبنو أبارِقَ: قبيلة. وبارِقٌ: موضع إليه تُنسب الصِّحافُ البارقية؛ قال أبو ذؤيب:فما إنْ هُما في صَحْفةٍ بارِقِيّةٍ جَديدٍ، أُمِرَّتْ بالقَدُومِ وبالصَّقْلِ أَراد وبالمِصْقلة، ولولا ذلك ما عطَف العرَض على الجَوْهَر. وبِراقٌ: ماء بالشام؛ قال: فأَحْمَى رأْسَه بِصَعيدِ عَكٍّ، وسائرَ خَلْقِه بَجبا بِراقِ وبارق: قبيلة من اليمن منهم مُعَقَّر بن حِمار البارِقي الشاعر. وبارِقٌ: موضع قريب من الكوفة؛ ومنه قول أسْود بن يَعْفُرَ: أرضُ الخَوَرْنَقِ والسَّديرِ وبارِقٍ، والقَصْرِ ذي الشُّرفاتِ من سِنْدادِ قال ابن بري: الذي في شعر الأَسود: أَهلِ الخورنق بالخفض؛ وقبله: ماذا أُؤمِّلُ بعدَ آلِ مُحَرِّقٍ، تركوا مَنازِلَهم، وبعدَ إيادِ؟ أهلِ الخورنق ... البيت، وخفضُه على البدل من آل، وإن صحت الرواية بأَرض فينبغي أن تكون منصوبة بدلاً من منازِلَهم. وتُبارِقُ: اسم موضع أيضاً؛ عن أبي عمرو؛ وقال عِمْران بن حِطَّانَ: عَفا كَنَفا حَوْرانَ من أُمِّ مَعْفَسٍ، وأقْفَر منها تُسْتَرٌ وتُبارِقُ (*قوله «حوران» كذا هو في الأصل وشرح القاموس بالراء، وهي من أعمال دمشق الشام، وحوران ايضاً: ماء بنجد، وأما حوزان، بالزاي: فناحية من نواحي مرو الروذ من نواحي خراسان، أفاده ياقوت ولعلها أنسب لقوله تستر). وبُرْقة: موضع. وفي الحديث ذكر بُرْقةَ، وهو بضم الباء وسكون الراء، موضع بالمدينة به مال كانت صدَقاتُ سيدنا رسول الله، ﷺ، منها. وذكر الجوهري هنا: الإسْتبرقُ الدّيباجُ الغليظُ، فارسي معرَّب، وتصغيره أُبَيْرِق. برزق: البَرازِيقُ: الجماعات، وفي المحكم: جَماعاتُ الناس، وقيل: جماعات الخيل، وقيل: هم الفُرسان، واحدهم بِرْزِيق، فارسي معرَّب، وقد تحذف الياء في الجمع؛ قال عُمارة: أَرْض بها الثِّيرانُ كالبَرازِقِ، كأَنما يَمْشِينَ في اليَلامِقِ وفي الحديث: لا تَقوم الساعة حتى يكون الناسُ بَرازِيقَ يعني جماعاتٍ، ويروى بَرازِقَ، واحده بِرْزاق وبَرْزَقٌ. وفي حديث زياد: ألم تكن منكم نُهاةٌ يمنعون الناسَ عن كذا وكذا وهذه البَرازِيق؛ وقال جُهَيْنة بن جُنْدَب بن العَنْبر بن عمرو بن تميم: رَدَدْنا جَمْعَ سابُورٍ، وأَنتم بِمَهْواةٍ، مَتالِفُها كثيرُ تَظَلُّ جِيادنا مُتَمَطِّراتٍ بَرازِيقاً، تُصَبِّحُ أو تُغِيرُ يعني جماعات الخيل. وقال زياد: ما هذه البَرازِيقُ التي تتردّد؟ وتَبَرْزَق القومُ: اجتمعوا بلا خيل ولا رِكاب؛ عن الهَجَرِيّ. والبَرْزَق: نبات؛ قال أبو منصور: هذا منكر وأراه بَرْوقٌ فغُيِّر.

برشق

التهذيب في رباعي القاف: الأَصمعي رجل مُبْرَنْشِقٌ فَرِحٌ مَسرور، قال: وحدَّثت الرشيدَ هرونَ بحديث فابْرَنْشَق أي فَرِح وسُرَّ؛ وربما قالوا: ابرنْشقَ الشجر إذا أزْهَر؛ وقال في آخر الخماسي من حرف العين: اقْرَنْشَعَ الرجل إذا سُرّ، وابْرَنْشَق مثله؛ قال جندل بن المُثَنَّى الطُّهَوي: أو أنْ تُرَيْ كَأْباء لم تَبْرَنْشِقي

برنق

البِرْنِيقُ: من أسماء الكَمْأَة؛ عن ابن خالويه، وفي المحكم: بِرْنيق ضرب من الكمأة صغار أسود. وبنو بِرْنِيق: بُطَيْن من العرب.

بزق

البَزْقُ والبَصْق: لغتان في البُزاق والبُصاق، بَزَق يَبْزُق بَزْقاً. وبَزَقَ الأَرضَ: بذَرها. التهذيب: لغة في اليمن بزَقُوا الأَرضَ أي بذَرُوها، وبزَقَت الشمسُ كبَزَغَتْ. وفي حديث أنس قال: أَتينا أَهلَ خيبر حين بزَقت الشمس فقال رسول الله، ﷺ: إنا إذا نزلنا بِساحةِ قوم فساء صَباحُ المُنْذَرِين؛ قال الأَزهري: هكذا روي بالقاف والمعروف بزَغَت، بالغين، أي طلعت، قال: ولعل بزقت لغة، والغين والقاف من مخرج واحد، قال: وأحسب الرواية برقَت، بالراء.

بسق

بسَقَ الشيء يَبْسُق بُسوقاً: تمّ طوله. وفي التنزيل: والنخلَ باسِقاتٍ لها طَلْع نَضِيد؛ الفرّاء: باسقاتٍ طولاً؛ يقال: بَسَق طولاً فهنّ طِوال النخلِ. وبَسق النخلُ بُسوقاً أي طال. وفي حديث قُطْبةَ ابن مالك: صلّى بنا رسولُ الله، ﷺ، حتى قرأَ والنخلَ باسِقاتٍ؛ الباسِقُ: المرتفع في عُلُوّه. وفي الحديث في صفة السحابة: كيف تَرَوْن بواسِقَها؟ أي ما استطال من فُروعها؛ ومنه حديث قُسٍّ: من بواسِقِ أُقْحُوان، وحديث ابن الزُّبير: وارْجَحَنّ بعد تبَسُّق أي ثَقُل ومالَ بعدما ارتفع ذكره دونهم. وبسق على قومه: عَلاهم في الفضل؛ وأنشد ابن بري لأَبي نوفل:يا ابن الذين بفَضْلِهم بسَقَت على قَيْسٍ فَزاره وفي حديث ابن الحَنَفِيّةِ: كيف بسَق أبو بكر أصحابَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ أي كيف ارتفع ذكره دونهم. والبُسوقُ: عُلوُّ ذِكر الرجل في الفَضل. وبَسق بَسْقاً: لغة في بصَق. وبُساقة القمر: حجر أبيض صاف يتلأْلأ، وهو مذكور في الصاد أيضاً. التهذيب: بصَق وبسَق وبزَق واحد. الجوهري: البُساق البُصاق. وفي حديث الحُديْبِية: فقعد رسول الله، ﷺ، على جَبا الرَّكِيّة فإما دَعا وإما بَسق فيها؛ لغة في بَصَق. وبَواسِقُ السحاب: أوائله؛ عن أبي حنيفة. وأبْسقت الناقةُ والشاةُ، وهي مُبْسِق ومِبْساق وبَسُوق؛ الأَخيرة على طرح الزائد: وقَع اللِّبَأُ في ضرعها قبل النِّتاج، ونُوق مَباسِيق، وكذلك الجارية البِكر إذا جرى اللبن في ثديها. وفي التهذيب: أبْسَقت الناقة إذا أنزلت اللبن قبل الولادة بشهر أو أكثر فتُحلَب، قال: وربما أبسقت وليست بحامل فأَنزلت اللبن، قال: وسمعت أن الجارية تُبْسِق وهي بكر، يصير في ثديها لبن. اليزيدي: أَبْسقت الناقة وأَبْرقت إذا أَنزلت اللبن. الأَصمعي: إذا أشرق ضَرْع الناقة ووقع فيه اللبن فهي مُضْرع، فإذا وقع فيه اللبأُ قبل النتاج فهي مُبسِق. والبَسْقةُ: الحَرّةُ، وجمعها بِساقٌ؛ قال كُثيّر عَزّةَ: قَضَيْتُ لُبانَتي وصَرَمْتُ أَمْرِي، وعَدَّيْتُ المَطِيّةَ في بِساقِ وبُساق: بَلد. وقال الليث: بساق جبل بالحجاز مما يَلي الغَوْر.

بستق

التهذيب: قَدِم أعرابي من نَجْدٍ بعضَ القُرى فقال:

سَقَى نَجْداً وساكِنَه هَزِيمٌ حَثِيثُ الوَدْقِ، مُنْسَكِبٌ يَماني بلادٌ لا يُحَسُّ البَقُّ فيها، ولا يُدْرَى بها ما البَسْتَقاني ولم يُسْتَبَّ ساكِنُها عِشاء بكَشْخانٍ، ولا بالقَرْطبانِ قيل: البَسْتَقاني صاحب البُستان، وقيل: هو الناطُور.

بشق

الباشَقُ: اسم طائر، أَعجمي معرّب.

التهذيب: في نوادر الأَعراب بَشَقْته بالعصا وفشَخْتُه. وفي حديث الاسْتِسْقاء: بَشِقَ المسافرُ ومُنِع الطريقُ، قال البخاري: أَي انْسَدَّ، وقال ابن دريد: بَشِقَ أَي أَسْرع مثل بَشِكَ، وقيل: معناه تأَخَّر، وقيل: حُبِس، وقيل: مَلَّ، وقيل: ضَعُف. وقال الخطابي: بشق ليس بشيء، وإنما هو لَثِق من اللَّثَق وهو الوَحَلُ، وكذا هو في رواية عائشة، رضي الله عنها؛ قال: ويحتمل أَن يكون مَشِقَ أَي صار مزِلّةً وزَلَقاً، والميم والباء مُتقارِبان؛ وقال غيره: إنما هو بالباءِ من بشَقْت الثوب وبَشَكْته إذا قطعته في خِفّةٍ؛ أي قُطِع المسافر، وجائز أن يكون بالنون من قولهم نَشِقَ الظبْيُ في الحِبالة إذا عَلِقَ فيها. ورجل بَشِقٌ إذا كان يدخل في أُمور لا يكاد يَخْـلُص منها.

بصق

البُصاقُ: لغة في البُزاق، بَصَق يَبْصُق بَصْقاً. الليث: بصَق لغة

في بزَق وبسَقَ. وبُصاقةُ القمر وبُصاقُه: حجر أبيض مُتَلأْلئٌ. وبُصاقُ الإبل: خِيارُها، الواحد والجمع في كل ذلك سواء. وبُصاقٌ: موضع قريب من مكة لا يدخله اللام. والبُصاق: جِنس من النخل. أبو عمرو: البَصْقةُ حَرّة فيها ارْتِفاعٌ، وجمعها بِصاقٌ. والبَصُوقُ: أبْكَاءُ الغنم.

بطق

البِطاقةُ: الوَرقةُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وقال غيره: البِطاقة

رُقْعة صغيرة يُثْبَتُ فيها مِقْدار ما تجعل فيه، إن كان عيناً فوزْنُه أَو عدده، وإن كان متاعاً فقِيمته. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، قال لامرأة سألته عن مسألة: اكتُبِيها في بطاقة أي رُقْعة صغيرة، ويروى بالنون وهو غريب. وقال غيره: البطاقة رقعة صغيرة وهي كلمة مبتذلة بمصر وما والاها، يَدْعُونَ الرقعة التي تكون في الثوب وفيها رقْمُ ثَمنِه بطاقة؛ هكذا خصّص في التهذيب، وعمَّ المحكم به ولم يُخصِّص به مصر وما والاها ولا غيرها فقال: البِطاقة الرقعة الصغيرة تكون في الثوب، وفي حديث عبد الله: يُؤتى برجل يوم القيامة فتُخرج له تسعة وتسعون سِجلاًّ فيها خطاياه، ويُخرج له بطاقة فيها شهادةُ أن لا إله إلا الله فترْجَح بها. ابن سيده: والبطاقة الرقعة الصغيرة تكون في الثوب وفيها رقم ثمنه بلغة مصر؛ حكى هذه شمر وقال: لأنها تشد بطاقةٍ من هُدْب الثوب، قال: وهذا الاشتقاق خطأٌ لأَن الباء على قوله باء الجر فتكون زائدة، قال: والصحيح ما تقدم من قول ابن الأَعرابي وهي كلمة كثيرة الاستعمال بمصر، حماها الله تعالى.

بطرق

البِطْريقُ بلغة أَهل الشام والروم: هو القَائدُ، معرًب، وجمعه بطَارِقةٌ. وفي حديث هِرَقْل: فدخلنا عليه وعنده بَطارِقتُه من الرُّوم؛ هو جمع بِطْريق، وهو الحاذق بالحَرْب وأُمورها بلغة الرُّوم، وهو ذو مَنْصِب وتقدُّمٍ عندهم؛ وأَنشد ابن بري: فلا تُنْكِرُوني، إنَّ قَوْمي أَعِزَّةٌ بَطارِقةٌ، بِيضُ الوُجوهِ كِرامُ ويقال: إن البِطْريق عربي وافق العجمي وهي لغة أهل الحجاز؛ وقال أُميّة بن أبي الصَّـلْتِ: من كُلِّ بِطْريقٍ لبط ريقٍ نَقِيّ الوجْهِ واضِحْ ابن سيده: البِطْرِيق العظيم من الرُّوم، وقيل: هو الوَضِيء المُعْجب ولا توصف به المرأَة؛ قال أبو ذؤيب: هُمُ رَجَعُوا بالعَرْجِ، والقَومُ شُهَّدٌ هَوازِنُ، تَحْدُوها حُماةٌ بَطارِقُ أراد بَطارِيق فحذف. والبِطْرِيقانِ: ما على ظهر القدم من الشِّراك.

بعق

البُعاقُ: شدّة الصوت، وقد بَعَقَ الرجلُ وغيره وانْبَعَقَ وبعَقَت الإبلُ بُعاقاً. والباعِقُ: المُؤَذن، وقد بَعَقَ بُعاقاً؛ وأنشد: تَيَمَّمْتُ بالكِدْيَوْنِ كي لا يَفُوتَني، من المَقْلةِ البَيْضاء، تَقْرِيظُ باعِق قال: يعني ترجيع المؤذن إذا رجَّع في أذانه؛ قال الأَزهري: ورواه غيره تفريط ناعق، من نَعَق الرّاعي بغنمه، ولعلهما لغتان. وانْبَعَق الشيء: اندَرأَ مُفاجأَة وأَنت لا تشعُر من حيث لم تحتسبه، وهو الانْبِعاق؛ وأَنشد:بَيْنما المَرْء آمِناً راعَه را ئعُ حَتْفٍ، لم يَخْشَ منه انْبِعاقَهْ والباعِقُ: المطر يُفاجِئ بوابل. ومطر بُعاقٌ وبِعاقٌ: مُنْدفِع بالماء، وقد تَبَعَّق يتَبَعَّق وانْبَعَقَ يَنْبَعِق. وسيْلٌ بُعاق وبِعاق: شديد الدفْعة؛ قال أبو حنيفة: هو الذي يَجْرُف كل شيء. وأرض مَبْعُوقة: أصابها البُعاق. والبعاقُ: المطر الذي يَتبَعَّق بالماء تبعُّقاً؛ وأنشد ابن بري: تبَعَّقَ فيه الوابِلُ المُتَهَطِّلُ وبعَقَ الناقةَ: نَحَرَها وأسالَ دمَها. وفي حديث حُذيفة أنه قال: ما بقي من المُنافقين إلا أربعة، فقال رجل: فأَين الذين يُبَعِّقُون لِقاحَنا ويَنقُبون بيوتنا؟ فقال حُذيْفةُ: أُولئك هم الفاسقون؛ قال أبو عبيد: قوله يبعقون لقاحنا يعني أنهم ينْحَرون إبلنا ويُسيلون دِماءها. يقال: انبعق المطرُ إذا سال لكثرته. وفي حديث الاسْتِسقاء: جَمُّ البُعاق؛ هو بالضم، المطر الكثير الغزير الواسع. وبعقْت الإبلَ: نحرْتُها، وتَبعَّقَت: أفاضَتْ بها (* قوله «وتبعقت أفاضت بها» كذا بالأصل ورمز له بعلامة وقفة). قال الأزهري: وفي نوادر الأَعراب انْبعَق فلان كذا وكذا انْبِعاقاً إذا أَخذه من تلقاء نفسه، فهو مُنْبعِق. وروي عن عمر، رضي الله عنه، أَنه قال: الانبعاق فيما لا ينبغي من شقاشِق الشيطان. وفي الحديث: إن الله يكره الانْبِعاقَ في الكلام، فرحم الله امْرأً أوجَز في كلامه؛ أَي التوسُّعَ فيه والتكثُّر منه، ويروى: التبعُّقَ في الكلام. والبُعاق، بالضم: سحاب يتصبب بشدّة. وقد انْبعَقَ المُزْن إذا انْبعَجَ بالمطر، وتَبَعَّق مثله؛ قال رؤبة: وَجُود مَرْوانَ، إذا تَدَفَّقا، جُودٌ كجُودِ الغَيْثِ، إذ تَبَعَّقا والبَعْقُ والبَعْجُ: الشَّقُّ. وبعَّقْت زِقَّ الخمر تَبْعِيقاً أي شققْتُه.

بعثق

البَعْثَقةُ: خُروج الماء من غائِل حَوْضٍ أو جابِيةٍ.

وتَبَعْثَقَ إذا انكسرت منه ناحية ففاضَ منها، والله أَعلم.

بعنق

عُقاب عَقَنْباةٌ وعَبَنْقاةٌ وقَعَنْباة وبَعَنْقاةٌ: حَديدة

المخالب، وقيل: هي السريعة الخَطْف المُنكَرة؛ وقال ابن الأَعرابي: كل ذلك على المبالغة كما قالوا أَسَدٌ أَسِدٌ وكَلْبٌ كَلِبٌ. الأَزهري: اعْبَنْقَى وابْعَنْقَى إذا ساء خلقُه.

بغنق

البُغْنُوق: موضع.

بقق

البَقُّ: البَعُوض، واحدته بَقَّة. وأَنشد ابن بري لعبد الرحمن بن

الحَكَم، وقيل لزُفَر بن الحرث: أَلا إنَّما قَيْسُ بن عَيْلانَ بَقّةٌ، إذا وَجَدَتْ رِيحَ العصيرِ تَغَنَّتِ وقيل: هي عِظامُ البعُوض؛ قال جرير: أَغَرّ من البُلْقِ العِتاقِ يَشُقُّه أَذى البَقِّ، إلا ما احْتَوَى بالقَوائِم وقال رؤبة: يَمْصَعْنَ بالأَذْناب من لَوحٍ وبَقّْ وأَنشد ابن بري لبعض الأَعراب يهجو قوماً قصَّروا في ضِيافتِه: يا حاضِرِي الماءِ، لا مَعْروفَ عندكمُ، لكن أَذاكمْ علينا رائحٌ غادِي بِتْنا عُذُوباً، وبات البَقُّ يَـلْسَبُنا، نَشْوِي القَراحَ كأَن لا حَيَّ بالوادِي إنِّي لَمِثْلُكُمُ في مِثلِ فِعْلِكُمُ، إنْ جِئْتُكمْ، أبَداً، إلاّ مَعِي زادي ومعنى نَشْوِي القراح أَي نسخِّن الماءَ البارد بالنار لأَن البارد مُضِرّ على الجُوع، ويقال: البقُّ الدَّارِجُ في حِيطان البيوت، وقيل: هي دُوَيْبَة مثل القملة حمراء منتنة الريح تكون في السُّرُر والجُدُر، وهي التي يقال لها بنات الحصير إذا قتلتها شمَمت لها رائحة اللَّوْز المُرّ؛ قال:إلى بَلَدٍ لا بَقَّ فيه ولا أذًى، ولا نبَطِيَّاتٍ يُفَجِّرْنَ جَعْفَرا وبَقَّ المكانُ وأبقَّ: كثر بقُّه. وأَرضٌ مُبِقَّةٌ: كثيرة البقّ. وبَقَّ النَّبْتُ بُقوقاً، وذلك حين يَطلُع. وأَبقَّ الوادي إِذا أَخرج نباته؛ قال الراعي: رَعَتْ من خُفافٍ حين بَقَّ عِيابَه، وحَلَّ الرَّوايا كلُّ أسْحَمَ ماطِرِ وقال بعضهم: بقَّ عِيابَه أي نشرها. وبقَّ الرجلُ يَبِقُّ ويَبُقُّ بَقّاً وبَقَقاً وبَقِيقاً وأبَقَّ وبَقْبَقَ: كثُرَ كلامُه. وبقَّ علينا كلامَه: أَكثره، وبقَّ كلاماً وبقَّ به. ورجل مِبَقٌّ وبَقاقٌ وبَقْباقٌ: كثير الكلام، أَخطأ أَو أَصاب، وقيل: كثير الكلام مُخلِّط. ويقال: بَقْبَقَ علينا الكلام أي فرَّقه. وبقَّت المرأَة وأبقَّت: كثُر ولدُها. قال سيبويه: بقَّت ولداً وبقَّت كلاماً كقولك نثَرتْ ولداً ونثَرتْ كلاماً. وامرأَة مُبَقَّةٌ: مِفْعَلةٌ من ذلك؛ قال: إنَّ لنا لَكَنَّهْ مِبَقَّةً مِفَنَّهْ، مِنْتِيجةً مِعَنَّهْ، سِمْعَنَّةً نِظْرَنَّهْ كالذئب وَسْطَ القُنَّهْ، إلاَّ تَرَهْ تَظُنَّهْ (* قوله «كالذئب وسط القنة» هو في الأصل هنا وشرح القاموس بالقاف، وقدمه المؤلف في مادة سمع بالعين، والعنة؛ بالضم، الحظيرة من الخشب كما في القاموس). وأَبقَّ ولدُ فلان إبْقاقاً إذا كثروا. ورجل بَقاقٌ وبَقاقةٌ أَي كثير الكلام، والهاء للمبالغة، وكذلك بَقْباق وبقْباقةٌ وفَقْفاق وفَقْفاقةٌ وذَقْذاقٌ وذَقْذاقةٌ وثَرْثارٌ وثَرْثارةٌ وبَرْبارٌ وبَرْبارةٌ، كل ذلك الكثير الكلام. ورجل بَقْباقٌ: هَذِرٌ؛ قال: وقد أَقُودُ بالدَّوَى المُزَمَّلِ، أَخْرَسَ في السَّفْرِ بَقاقَ المَنْزِلِ وكذلك البَقْباقُ؛ يقول: إِذا سافر فلا بَيان له، وإِذا أَقام بالمنزل كثُر كلامه، والدَّوَى: الرجل الأَحمق، والمُزَمَّل: المُدَثَّر، والمفعول محذوف تقديره أَقود البعير بالدَّوى، وأَخرسَ حال من الدَّوى، وكذلك بقاق، يصفه بكثرة كلامه في بيته وعِيِّه في المجالس. وبقَّت السماءُ بَقّاً وأبقَّت: كثر مطرها وتتابع وجاءَت بمطر شديد. وبقَّ يَبُقُّ بَقّاً: أوسع من العطيَّة. وبَقَّ لنا العَطاءَ: أَوسَعه؛ قال: وبَسطَ الخيْرَ لنا وبَقَّه، فالخلقُ طُرّاً يأْكلون رِزقَه وبقَّ فلان مالَه أي فرَّقه؛ قال الراجز: أَم كتَم الفَضْلَ الذي قد بقَّه، في المسلِمين، جِلَّه ودِقَّه والبَقُّ: الواسعُ العريض: قال الأَخطل: تَجِدْ أثَراً بَقّاً وعِزّاً خُنابِسا وبقَّ الشيءَ يبُقُّه: أَخرج ما فيه؛ وأَنشد بيت الراعي: رعت بخفاف حين بقَّ عيابه، وحلَّ الروايا كل أَسحمَ هاطِلِ والبَقاقُ: أَسقاط ما في البيت من المَتاع. قال صاحب العين: بلغنا أنَّ عالماً من علماءِ بني إسرائيل وضع للناس سبعين كتاباً من الأَحكام وصُنوف العلم، فأَوحى الله إلى نبي من أَنبيائهم أن قل لفلان إنك قد ملأْت الأَرض بَقاقاً، وإِن الله لم يَقبل من بَقاقِك شيئاً؛ قال الأَزهري: البَقاق كثرة الكلام، ومعنى الحديث أَن الله تعالى لم يقبل مما أَكثرت شيئاً. وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام، قال لأَبي ذر، رضي الله عنه: ما لي أَراك لَقّاً بقّاً؟ كيف بك إِذا أَخرجوك من المدينة؟ يقال: رجل لَقاقٌ بقَاقٌ أَي كثير الكلام، ويروى لَقاً بَقاً، بوزن عَصا، وهو تبع للقا المَرْمِيّ المَطْرُوح. ويقال للكثير الكلام: بَقْباقٌ. ابن الأَعرابي: البَقَقةُ الثَّرْثارُون. وبَقَّ الخبرَ بَقّاً: نَشَره وأرسله. والبَقْبَقةُ: حكاية صوت كما يُبَقْبِق الكوزُ في الماء. يقال: بَقْبَقَ الكوزُ بالماءِ أَي صوَّت. وبَقْبَقَتِ القِدر: غَلَت. وبَقَّةُ: موضع بالعراق قريب من الحِيرة كان به جَذِيمة الأَبرش قيل إِنه على شاطئ الفُرات؛ قال عَديّ بن زيد: دَعا بالبَقَّةِ الأُمراءَ يَوْماً جَذِيمةُ، يَسْتَشِير النَّاصِحِينا ومنه المثل: خلَّفْتَ الرأْيَ ببقَّةَ، وهذا قول قَصِير بن سَعْد اللَّخْمِيّ لجَذِيمة الأَبْرشِ حين أَشار عليه أَن لا يَسِير إلى الزَّبَّاء، فلما نَدِم على سيره قال قصير ذلك. وبَقًة: اسم امرأة؛ وأنشد الأَحمر: يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ أفْضَلُ من يومِ احْلِقِي وقُومِي أَراد بقوله احلقي وقومي في الشدَّة. ورقَّصَت امرأَة طِفْلها فقالت: حُزُّقُّةٌ حُزُّقَّه تَرَقَّ عيْنَ بَقَّه؛ قيل: بقَّة اسم حِصْن، أَرادت اصعَد عينَ بقَّة أَي اعلُها، وقيل: إِنها شبَّهت طِفْلَها بالبَقَّة لصِغر جُثَّته؛ وقوله: أَلم تَسْمَعا بالبَقَّتَيْنِ المُنادِيا أَراد بقَّةَ الحِصْن ومكاناً آخر معها كما قال: ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ مَرْتَيْنْ قَطَعْتُه بالسَّمْتِ لا بالسَّمْتَيْنْ

بلق

البلَق: بلَقُ الدابة. والبَلَقُ: سواد وبياض، وكذلك البُلْقة،

بالضم. ابن سيده: البَلَق والبُلْقة مصدر الأَبلق ارتفاعُ التحجيل إلى الفخذين، والفعل بَلِقَ يَبْلَقُ بلَقاً وبَلَقَ، وهي قليلة، وابْلَقَّ، فهو أَبْلَقُ. قال ابن دريد: لا يعرف في فعله إِلا ابْلاقَّ وابْلَقَّ. ويقال للدابة أَبْلَقُ وبَلْقاء، والعرب تقول دابّة أَبلَق؛ وجبل أَبْرَق، وجعل رؤبة الجبال بُلْقاً فقال: بادَرْنَ رِيحَ مَطَرٍ وبَرْقا، وظُلْمَة الليلِ نِعافاً بُلْقا ويقال: ابْلَقَّ الدابةُ يَبْلَقُّ ابْلِقاقاً وابْلاقَّ ابْلِيقاقاً وابْلَوْلَق ابْلِيلاقاً، فهو مُبْلَقٌّ ومُبْلاقٌّ وأَبلَقُ، قال: وقلَّما تراهم يقولون بَلِقَ يَبْلَقُ كما أنهم لا يقولون دَهِمَ يَدْهَم ولا كَمِتَ يَكْمَت؛ وقولهم: ضَرَطَ البَلْقاء جالَتْ في الرَّسَنْ يُضرب للباطل الذي لا يكون، وللذي يَعِد الباطل. وأَبلَق: وُلِد له وُلْد بُلْق. وفي المثل: طلَب الأَبْلَقَ العَقُوقَ؛ يُضرب لمن يَطلُب ما لا يمكن، وقد مضى ذلك في ترجمة أَنق. والبَلَقُ: حجر باليمن يُضيء ما وراءه كما يُضيء الزُّجاج. والبلَق: البابُ في بعض اللغات. وبلَقه يَبْلُقُه بَلْقاً وأَبلَقه: فتحه كله، وقيل: فتحه فتحاً شديداً وأَغلقه، ضدّ. وانْبَلَقَ الباب: انْفَتَحَ؛ ومنه قول الشاعر: فالحِصْنُ مُنْثَلمٌ والبابُ مُنْبَلِق وفي حديث زيد: فبُلِقَ الباب أَي فُتح كله. يقال: بلَقْتُه فانْبلَق. والبَلَق: الفُسْطاط؛ قال امرؤ القيس: فلْيأْتِ وسْطَ قِبابه بَلَقِي، ولْيأْتِ وسطَ قَبِيلِه رَجْلي وفي رواية: وليأْت وسط خَمِيسه. والبَلُّوقُ والبُلُّوقةُ، والفتح أَعْلى: رملة لا تُنْبِت إلا الرُّخامَى؛ قال ذو الرمة في صفة ثور: يَرُودُ الرُّخامَى لا يرى مُسْتظامه ببَلُّوقةٍ، إلاَّ كبير المَحافِرِ (* قوله «يرود إلخ» كذا بالأصل، وبين السطور بخط ناسخ الأصل فوق مستظامه مستراده، وفي شرح القاموس بدل الراء زاي). أَراد أَنه يستثير الرخامى. والبَلُّوقة: ما استوى من الأَرض، وقيل: هي بقعة ليس بها شجر ولا تنبت شيئاً، وقيل: هي قَفر من الأَرض لا يسكنها إِلا الجنّ، وقيل: هو ما استوى من الأَرض. الليث: البلُّوقة والجمع البَلالِيقُ، وهي مواضع لا ينبُت فيها الشجر. أَبو عبيد: السَّبارِيتُ الأَرَضون التي لا شيء فيها، وكذلك البَلالِيقُ والمَوامِي. وقال أَبو خَيْرةَ: البلُّوقة مكان صُلب بين الرمال كأَنه مكْنُوس تزعُم الأَعراب أَنه من مساكن الجن. الفرّاء: البلوقة أَرض واسعة مُخصبة لا يُشاركك فيها أَحد؛ يقال: تركتهم في بلوقة من الأَرض، وقيل: البلوقة مكان فسيح من الأَرض بَسِيطة تُنبِت الرُّخامَى لا غيرَها. والأَبْلَقُ الفَرْد: قصر السَّمَوْأَل بن عادِ ياء اليهودي بأَرض تَيْماء؛ قال الأَعشى: بالأَبْلَقِ الفَرْدِ من تَيْماء، مَنْزِلُه حِصْنٌ حَصينٌ، وجارٌ غيرُ خَتّارِ (* وفي رواية أخرى: غيرُ غدّار). وفي المثل: تمرّدَ مارِدٌ وعزَّ الأَبْلَقُ، وقد يقال أبْلَقُ؛ قال الأَعشى: وحِصْنٌ بِتَيْماء اليَهودِيِّ أبْلَقُ أَبدل أَبلق من حصن، وقيل: ماردٌ والأَبلقُ حِصنانِ قصدتهما زَبّاء ملِكة الجزيرة فلما لم تقدر عليهما قالت ذلك. والبَلالِيقُ: المَوامِي، الواحد بَلُّوقة وهي المفازة؛ وقال عُمارة في الجمع: فورَدَتْ من أيمَنِ البَلالِقِ وقال الأَسود بن يَعْفُر: ثم ارْتَعَيْنَ البَلالِقا. وقال الخليل: البالُوقة لغة في البالُوعة. والبَلْقاء: أَرض بالشام، وقيل مدينة؛ وأَنشد ابن بري لحسان: انظُرْ خَليلي، ببابِ جِلَّقَ، هَلْ تُؤْنِسُ دونَ البَلْقاء من أحَدِ؟ والبُلْقُ: اسم أَرض؛ قال: رَعَتْ بمُعَقَّب فالبُلْق نَبْتاً، أَطارَ نَسِيلَها عنها فطارا وبُلَيْق: اسم فرس. وفي المثل: يَجْرِي بُلَيْقٌ ويُذَمّ؛ يضرب للرجل يجتهد ثم يُلام، وقيل: هو اسم فرس كان يَسبِق مع الخيلِ، وهو مع ذلك يعاب. أبو عمرو: البَلْقُ فتح كُعْبة الجارية؛ قال: وأَنشدني فتى من الحيّ: رَكَبٌ تَمَّ وتَمَّتْ رَبَّتُهْ، كان مَخْتوماً ففُضَّتْ كُعْبَتُهُ والبَلَقُ: الحُمْقُ الذي ليس بمحكم بعد.

بلثق

البَلاثِق: الماء الكثير، وقيل: البَلاثِقُ المِياه

المُسْتَنْقِعاتُ. وعينٌ بلاثقُ: كثيرة الماء. والبَلاثِقُ: الآبار المَيِّهةُ الغزيرةُ؛ قال امرؤ القيس: فأَوْرَدها من آخِر الليلِ مَشْرَباً بَلاثِقَ خُضْراً، ماؤهنَّ قَلِيصُ أَي كثير. وفي التهذيب: ماؤهن فَضِيض؛ وإنما قال خضراً لأَن الماء إذا كثر يرى أخضر. وناقة بَلْثَق: غَزِيرة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: بَلاثِقٌ نعْمَ قِلاصُ المُحْتَلَبْ

بلعق

البَلْعَقُ: ضرب من التمر، وقال أَبو حنيفة: هو من أَجودِ تمرهم؛

وأنشد: يا مُقْرِضاً قَشّاً ويُقْضَى بَلْعَقا قال: وهذا مثلٌ ضربه لمن يَصْطَنِعُ معروفاً ليجتَرَّ أَكثر منه. قال الأَصمعي: أَجودُ تمر عُمان الفَرْض والبَلْعَقُ. قال ابن الأَعرابي: البَلعق الجيّد من جميع أَصناف التُّمور؛ قال ابن بري: شاهده قول الحارثي:لا يَحْسَبَنْ أَعْداؤنا حَرْبَنا كالزُّبْدِ، مأْكولاً به البَلْعَقُ

بلهق

البَلْهَقُ: الداهيةُ. وامرأَة بِلْهِقٌ: حَمْقاء كثيرة الكلام،

وفيها بَلْهَقةٌ، وهي أَيضاً الحمراء الشديدة. وبَلْهَقٌ: موضع. والبَلْهَقَةُ: البَهْلَقةُ، وذلك مذكور في ترجمة بهلق. قال ابن السكيت: سمعت الكلابي يقول: البُلْهُق والبِلْهِقُ، بالضم والكسر، الكثيرة الكلام وهي التي لا صَيُّورَ لها. قال: ولقينَا فلان فبَلْهَقَ لنا في كلامه وعِدتِه فيقول السامع لا يَغرّكم بَلْهَقَتُه فما عنده خير. الليث: البِلْهِقُ الضَّجُور الكثير الصَّخَب، وتقول بِلْهِق، والجمع بَلاهِقُ. ابن الأَعرابي: في كلامه طَرْمَذةٌ وبَلْهَقة ولَهْوَقةٌ أَي كِبْر، قال: وفي النوادر كذلك.

بنق

بَنَّقَ الكِتابَ: لغة في نَبَّقه. وبَنَّق كلامَه: جمعَه وسوّاه،

ومنه بَنائقُ القَميصِ أَي جمع شيء. (* كذا بالأصل). وقد بَنَّق كتابه إذا جوَّده وجمعَه. والبِنَقة والبَنِيقةُ: رُقْعة تكون في الثوب كاللَّبِنةِ ونحوها، مشّتق من ذلك، وقيل: البَنِيقة لَبِنة القميص، والجمع بَنائقُ وبَنِيقُ؛ قال قيس بن معاذ المجنون: يَضُمُّ إليَّ الليلُ أَطْفالَ حُبِّها، كما ضَمَّ أزْرارَ القَمِيصِ البَنائقُ ويروى: أََثنْاء حبها؛ ويروى: أَبناء حبها؛ وأراد بالأَطفال الأَحزان المتولدة عن الحبّ؛ قال ابن بري: وهذا من المقلوب لأَن الأَزرار هي التي تضُم البَنائقَ، وليست البنائقُ هي التي تضم الأَزرارَ، وكان حق إنشاده: كما ضمَّ أزرارُ القميصِ البنائقا إلا أَنه قلبه، وفسر أبو عمرو الشيباني البنائق هنا بالعُرى التي تُدخَل فيها الأَزْرار، والمعنى على هذا واضح بيِّن لا يُحتاج معه إلى قَلْب ولا تعسُّف إِلا أَن الجمهور على الوجه الأَول؛ وذكر ابن السيرافي أَنه روى بعضهم: كما ضم أَزرارُ القميص البنائقا قال: وليس بصحيح لأَن القصيدة مرفوعة، وأَولها: لَعَمْرُكِ إنَّ الحُبَّ، يا أُمَّ مالِكٍ، بِجسْمي، جَزاني اللهُ، مِنْكِ لَلائقُ وبعد قوله: يضم إليَّ أَطْفالَ حُبها قوله: وماذا عسى الواشُونَ أَن يَتحدَّثُوا سِوَى أَن يقُولوا: إنَّني لكِ عاشِقُ؟ نَعَمْ صدَقَ الواشُونَ أَنتِ حَبيبةٌ إليَّ، وإنْ لم تَصْفُ منكِ الخَلائقُ وقال أَبو الحَجاج الأَعلم: البَنِيقة اللَّبِنة. وكل رُقْعة تزاد في ثوب أَو دَلو ليتَّسِع، فهي بنِيقة؛ ويقوِّي هذا القول قول الأَعشى: قَوافِيَ أَمْثالاً يُوَسِّعْنَ جِلْدَه، كما زِدْتَ في عَرْضِ الأَدِيمِ الدَّخارِصا فجعل الدِّخْرِصةَ رُقعة في الجلد زِيدَت ليتَّسع بها؛ قال السيرافي: والدِّخرِصةُ أَطول من اللَّبِنة، قال ابن بري: وإذا ثبت أَن بَنِيقة القميص هي جُرُبَّانُه فُهِم معناه، لأَن جُرُبّانه معروف، وهو طَوْقُه الذي فيه الأَزْرارُ مَخِيطةً، فإذا أُريد صْمّه أُدخلت أَزراره في العُرى فضَمَّ الصدْر إلى النَّحر، وعلى ذلك فسر بيت قيس بن معاذ المتقدّم؛ قال: ويبين صحة ذلك ما أَنشده القالي في نوادره وهو: له خَفَقانٌ يَرْفَعُ الجَيْبَ والحَشَى، يُقَطِّعُ أَزْرارَ الجِرِبّانِ ثائرُهْ هكذا أَنشده، بكسر الجيم والراء، وزعم أَنه وجده كذا بخط إِسحق بن إِبراهيم المَوْصليّ، وكان الفراء ومن تابعه يضم الجيم والراء؛ ومثل هذا بيت ابن الدُّمَيْنة: رَمَتْني بطَرفٍ، لو كَمِيًّا رَمَتْ به، لَبُلَّ نَجيعاً نَحْرُه وبَنائقُه لأَن البَنِيقة طَوْقُ الثوب الذي يَضُم النحر وما حولَه، وهو الجُرُبّان؛ قال: ويحتمل أَن يريد العُرى على تفسير الشيباني، قال: ومما يدلُّك على أَن البَنيقة هي الجُرُبَّان قول جرير: إذا قِيلَ هذا البَيْنُ، راجعْتُ عَبْرةً لها بِجُرُبّانِ البَنيقةِ واكِفُ وإِنما أَضاف الجربان إلى البنيقة وإِن كان إياها في المعنى ليُعلم أنهما بمعنى واحد، وهذا من باب إضافة العامّ إلى الخاصّ، كقولهم عِرْقُ النَّسا، وإن كان العرق هو النسا من جهة أَنّ النسا خاصّ والعِرق عامّ لا يخصُّ النسا من غيره، ومثل ذلك حبْل الوَرِيد وحبّ الحَصِيد وثابتُ قُطْنةَ لأَن قُطنة لقبه، وكان يجعل في أنفه قطنة فيصير أَعرف من ثابت، ولما كان الجربان عامّاً ينطلق على البنيقة وعلى غِلاف السيف وأُريد به البنيقة أضافَه إلى البنيقة ليُخصِّصة بذلك؛ قال: ومثل بيت جرير قول ابن الرِّقاع:كأَنَّ زُرُورَ القُبْطُرِيَّةِ عُلِّقَتْ بَنادِكُها منه بِجِذْعٍ مُقَوَّمِ والبَنادِكُ: البنائق، ويروى هذا البيت أَيضاً لمِلْحة الجَرْمِي، ويروى: عُلِّقَت بنائقها، وقيل: هي هنا عُراها فيكون حجة لأَبي عَمرو الشَّيباني. قال أبو العباس الأَحول: والبنيقة الدِّخْرِصة؛ وعليه فسر بيت ذي الرمة يَهْجو رَهْط امرئِ القيس بن زيد مَناةَ: على كُلٍِّ كَهْلٍ أَزْعَكِيٍّ ويافِعٍ، من اللُّؤْمِ، سِرْبالٌ جَديدُ البنائِقِ فقال: البنائقُ الدَّخارِصُ، وإِنما خص البنائق بالجِدَّة ليعلم بذلك أنَّ اللؤْم فيهم ظاهر بيِّن كما قال طرَفة: تلاقى، وأَحياناً تَبِينُ كأَنها بَنائقُ غرٌّ في قَمِيصٍ مُقَدَّدِ وقول الشاعر: قد أَغْتَدِي والصُّبْحُ ذو بَنِيقِ جعل له بَنِيقاً على التشبيه ببَنيقةِ القَميص لبياضها؛ وأَنشد ابن بري هذا الرجز: والصبحُ ذو بَنائق وقال: شبه بياض الصبح ببياض البنيقة؛ قال: ومثله قول نُصَيْب: سَوِدْتُ فلم أَمْلِكْ سَوادِي، وتَحْتَه قَمِيصٌ من القُوهِيِّ، بِيضٌ بنَائقُهْ وأَراد بقوله سودتُ أَنه عَوِرَتْ عينُه؛ واستعار لها تحت السواد من عينه قميصا بِيضاً بنائقُه كما استعار الفرزذق للثلج مُلاء بيض البَنائق فقال يصف ناقته: تَظَلُّ بعيْنَيْها إلى الجَبَلِ الذي عليه مُلاء الثَّلْجِ، بِيضُ البَنائِق وقال ثعلب: بَنائقُ وبِنَقٌ، وزعم أنَّ بِنَقاً جمع الجمع، وهذا ما لا يُعقل؛ وقال الليث في قوله: قد أغْتدِي والصبحُ ذو بَنيقِ قال: شبه بياض الصبح ببياض البنيقة؛ وقال ذو الرمة: إذا اعْتفاها صَحْصَحانٌ مَهْيَعُ مُبَنَّقٌ بآلِه مُقَنَّعُ قال الأَصمعي: قوله مُبنَّق يقول السَّرابُ في نواحِيه مُقَنِّعٌ قد غَطَّى كل شيء منه. قال ابن بري: اعلم أَن البنيقة قد اختلف في تفسيرها فقيل: هي لَبِنة القميص، وقيل جُرُبَّانه، وقيل دِخْرِصَتُه، فعلى هذا تكون البنيقة والدخرصة والجربان بمعنى واحد، وسميت بنيقة لجمعها وتحسينها. ابن سيده: أَرض مَبْنُوقةٌ موصولة بأُخرى كما تُوصَل بنيقة القميص؛ قال ذو الرمة: ومُغْبَرّة الأَفْيافِ مَحْلُولة الحَصَى، دَيامِيمُها مَبْنُوقةٌ بالصّفاصِفِ هكذا رواه أَبو عمرو، وروى غيره موصولة. والبَنِيقةُ: الزَّمَعة من العِنب إِذا عظمت. والبَنِيقة: السَّطْر من النخل. ابن الأَعرابي: أَبْنَق وبَنَّق ونَبَّق وأنْبَقَ كله إذا غَرَسَ شِراكاً واحداً من الوَدِيّ فيقال نخل مُبَنَّقٌ ومنَبَّقٌ. وفي النوادر: بَنَّق فلان كِذْبةً حَرْشاء وبَوَّقها وبَلَّقها إذا صنَعَها وزوَّقَها. وبَنَّقْته بالسوط وبَلَّقْته وقَوَّبْتُه وجَوَّبْتُه وفتَّقْته وفلَّقْتُه إذا قطَّعْته. وبَنيقةُ الفرس: الشعر المختلف في وسط مِرْفَقِه، وقيل: في وسط مِرْفَقه مما يَلي الشاكِلةَ. والبَنيقتانِ: دائرتانِ في نَحْر الفرس. والبنيقتانِ: عُودان في طَرَفَي المِضْمَدةِ.

بندق

البُنْدُق: الجِلَّوْزُ، واحدته بُنْدُقةٌ، وقيل: البُندق حمل شجر

كالجلَّوْز. وبُنْدُقةُ: بَطن، قيل أَبو قبيلة من اليمن، وهو بُنْدُقةُ بن مَظَّةَ بن سَعد العَشيرة، ومنه قولهم: حِدَأ حِدَأ وراءكِ بُنْدقةُ، وقد مضى ذكره.والبُنْدُقُ: الذي يرمى به، والواحدة بُنْدُقة والجمع البنَادِقُ.

بهق

البَهَقُ: بياض دون البرص؛ قال رؤبة:

فيه خُطوطٌ من سَوادٍ وبَلَقْ، كأَنها في الجِسْمِ تَوْليعُ البَهَق (* قوله «فيه خطوط» الذي في مادة ولع: فيها). البَهَقُ: بياض يعتري الجسد بخلاف لونه ليس من البَرَص. وبَيْهَق: موضع.

بهلق

البِهْلِقُ: الزَّرِيُّ الخُلُقِ. والبُهْلُقُ والبِهْلِقُ:

الكثيرةُ الكلام التي ليس لها صَيُّورٌ. والبِهْلِقُ، بكسر الباء واللام: المرأَة الحمراء الشديدة الحُمْرة، وقيل: هي المرأَة الضَّجُور الشديدة الحُمْرة. والبِهْلِقُ: الصَّخِبُ. والبَهْلَقُ: الداهيةُ؛ قال رؤبة: حتى تَرَى الأَعْداءُ منِّي بَهْلَقا، أَنكرَ مما عِندهم وأقْلَقا أَي داهِيةً. والبَهْلَقَة: شِبْه الطَّرْمذةِ، وقد بَهْلَق. وقال ابن الأَعرابي: هي البَلْهقة، بتقديم اللام، فردّ ذلك ثعلب وقال: إِنما هي البَهْلقة، بتقديم الهاء على اللام، كما ذكرناه، وقد تقدم. والبَهَالِقُ: الأَباطيلُ. أَبو عمرو: جاءَ بالبَهالِق وهي الأَباطِيلُ؛ وأَنشد: آقَ علينا وهو شَرُّ آيِقِ، وجاءنا من بعْدُ بالبَهالِقِ غيره: يُوَلْوِلُ من جَوْبِهِنَّ الدليـ ـلُ، باللَّيْلِ، ولْولةَ البَهْلَقِ ويقال: جاء بالكلمة بَهْلَقاً وبِهلِقاً أَي مُواجهةً لا يستتر بها، والبَهالِقُ: الدواهي؛ قال الشاعر: تأْتي إلى البَهالِق

بوق

البائقةُ: الداهِيةُ. وداهيةٌ بَؤُوق: شديدة. باقَتْهم الداهِيةُ

تَبُوقُهم بَوْقاً، بالفتح، وبْؤوقاً: أصابتهم، وكذلك باقَتهم، بَؤوقٌ على فَعُول. وفي الحديث: ليس بمؤْمِن من لا يأْمَنُ جارُه بوائقَه، وفي رواية: لا يدخُل الجنةَ من لا يأْمَن جارُه بَوائقَه؛ قال الكسائي وغيره: بوائقُه غَوائلُه وشرُّه أو ظُلْمه وغَشَمُه. وفي حديث المغيرة: يَنامُ عن الحَقائق ويَسْتَيْقِظ للبَوائقِ. ويقال للداهِية والبَلِيّة تنزل بالقوم: أَصابتهم بائقة. وفي حديث آخر: اللهم إِنيِ أََعوذ بك من بَوائقِ الدهر. قال الكسائي: باقَتْهم البائقة تَبُوقهم بَوْقاً أصابتهم، ومثله فَقَرَتْهم الفاقِرةُ، وكذلك باقَتهم بَؤوق، على فعول؛ وأَنشد ابن بري لزُغْبةَ الباهِليّ وكُنْيته أَبو شفيق، وقيل جَزْء بن ربَاحٍ الباهِليّ: تَراها عند قُبَّتِنا قَصيراً، ونَبْذُلُها إذا باقَتْ بَؤُوقُ وأَول القصيدة: أَنَوْراً سَرْعَ ماذا يا فَرُوقُ ويقال: باقُوا عليه قتلوه، وانْباقُوا به ظلَموه. ابن الأَعرابي: باقَ إذا هجَم على قوم بغير إِذنهم، وباقَ إِذا كذب، وباق إِذا جاء بالشَّر والخُصومات. ابن الأَعرابي: يقال باقَ يَبُوق بَوْقاً إذا جاءَ بالبُوقِ، وهو الكذبُ السُّماقُ؛ قال الأَزهري: وهذا يدلّ على أنَّ الباطل يسمى بُوقاً، والبُوقُ: الباطل؛ قال حسَّان بن ثابت يَرْثي عثمان، رضي الله عنهما:يا قاتَلَ اللهُ قَوْماً كان شأْنُهُمُ قَتْلَ الإمامِ الأَمين المُسْلمِ الفَطِنِ ما قَتَلُوه على ذَنْب ألمَّ به، إلاَّ الذي نطَقُوا بُوقاً، ولم يَكُنِ قال شمر: لم أَسمع البُوق في الباطِل إلا هنا ولم يُعْرَف بيتُ حسَّان. وباقَ الشيءُ بُوقاً: غاب، وباقَ بُوقاً: ظهر، ضدّ. وباقت السفينة بَوْقاً وبُؤُوقاً: غَرِقَت، وهو ضدّ. والبَوْقُ والبُوق والبُوقةُ: الدُّفْعة المُنكَرة من المطر، وقد انْباقَتْ. الأَصمعي: أَصابتْنا بُوقة منكرة وبُوقٌ وهي دُفعة من المطر انْبَعَجَتْ ضَرْبةً؛ قال رؤبة: من باكِر الوَسْميِّ نَضّاحِ البُوَقْ ويقال: هي جمع بُوقةٍ مثل أَوقةٍ وأُوَقٍ، ويقال: أَصابهم بُوق من المطر، وهو كثرته. وانْباقتْ عليهم بائقةُ شرّ مثل انْباجَت أَي انفَتَقَتْ. وانباقَ عليهم الدَّهرُ أَي هجَم عليهم بالدَّاهية كما يخرج الصوتُ من البُوق. وتقول: دَفَعْت عنك بائقةَ فلان. والبَوْقُ من كل شيء: أَشدُّه. وفي المثل: مُخْرَنْبِقٌ ليَنْباقَ أَي ليَنْدَفِع فيُظهِر ما في نفْسه. والباقةُ من البَقْل: حُزمة منه. والبُوقة: ضَرْب من الشجر دَقِيق شديد الالتواء. الليث: البُوقةُ شجرة من دِقّ الشجر شديدة الالتواء. والبُوقُ: الذي يُنْفَخ فيه ويُزْمَر؛ عن كراع؛ وأَنشد الأَصمعي: زَمْرَ النصارَى زَمَرَتْ في البُوقِ وأَنشد ابن بري للعَرْجِيّ: هَوَوْا لنا زُمَراً من كل ناحِيةٍ، كأنَّما فَزِعُوا من نَفْخةِ البُوقِ والبُوقُ: شِبه مِنْقافٍ مُلْتَوِي الخَرْق يَنْفخ فيه الطّحّان فيعلو صوته فيُعلم المُراد به. قال ابن دريد: لا أَدري ما صحته. ويقال للإنسان الذي لا يكتُم السِّر: إِنما هو بُوق.

بيق

البِيقِيَةُ: (* قوله «البيقية» كذا ضبط في الأصل بياء مخففة، وعبارة القاموس: البيقة، بالكسر، حب إلى آخر ما هنا. وفيه البيقية بياء بعد القاف مضبوطة بالتشديد قال: البيقية، بالكسر، نبات أطول من العدس). حب أَكبر من الجُلْبان أَخضر يؤكل مخبوزاً ومطبوخاً وتُعْلَفُه البقَر وهو بالشام كثير؛ حكاه أَبو حنيفة ولم يذكره الفُقهاء في القَطاني.

بتك

البَتْك: القطع. وفي التنزيل العزيز: وليُبَتِّكُنَّ آذان الأَنعام؛ قال أبو العباس: يقول فليقطعنّ؛ قال أبو منصور: كأنه أراد، والله أعلم، تبْحِير أهل الجاهلية آذان أنعامهم وشقهم إياها. الليث: البَتْك قطع الأُذن من أصلها. وبَتِّك الآذان أي قطعها، شدد للكثرة، وقيل: البَتْكُ أن تقبض على شيء بيدك، وفي التهذيب: أن تقبض عى شعر أو ريش أو نحو ذلك ثم تجذبه إليك حتى ينقطع فيَنْبَتِكِ من أصله وينتتف، وكل طائفة صارت في يدك من ذلك فاسمها بِتْكَةٌ؛ قال زهير: حتى إذا ما هَوَتْ كَفُّ الغلام لها، طارَتْ وفي كَفِّه من ريشها بِتَكُ وقيل: البَتْك قطع الشيء من أصله، بَتَكه يَبْتِكُه ويَبْتُكه بَتْكاً أي قطعه، وبَتَّكه فانْبَتك وتَبَتَّك. والبِتْكةُ والبَتْكة: القطعة منه، والجمع بِتَكٌ؛ واستشهد ببيت زهير: طارَتْ وفي كفه من ريشها بِتَكُ وسيف باتِكٌ أي صارم؛ قال ابن بري: ومنه قول الشاعر: إذا طَلَعَتْ أولى العَدِيِّ، فنَفْرَةٌ إلى سَلَّةٍ من صارم الغَرِّ باتِكِ وسيف باتِكٌ وبَتُوك: قاطع، وسيوف بَواتِكُ. والبِتُكة أيضاً: جَهْمة من الليل.

بخنك

البُخْنُك: لغة في البُخْنُقِ.

برك

البَرَكة: النَّماء والزيادة. والتَّبْريك: الدعاء للإنسان أو غيره بالبركة. يقال: بَرَّكْتُ عليه تَبْريكاً أي قلت له بارك الله عليك. وبارك الله الشيءَ وبارك فيه وعليه: وضع فيه البَرَكَة. وطعام بَرِيك: كأنه مُبارك. وقال الفراء في قوله رحمة الله وبركاته عليكم، قال: البركات السعادة؛ قال أبو منصور: وكذلك قوله في التشهد: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، لأن من أسعده الله بما أسعد به النبي، صلى الله عليه وسلم، فقد نال السعادة المباركة الدائمة. وفي حديث الصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم: وبارِكْ على محمد وعلى آل محمد أي أَثْبِتْ له وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة، وهو من بَرَكَ البعير إذا أناخ في موضع فلزمه؛ وتطلق البَرَكَةُ أيضاً على الزيادة، والأَصلُ الأَولُ. وفي حديث أم سليم: فحنَّكه وبَرَّك عليه أي دعا له بالبركة. ويقال: باركَ الله لك وفيك وعليك وتَبَارك الله أي بارك الله مثل قاتَلَ وتَقاتَلَ، إلا أن فاعلَ يتعدى وتفاعلَ لا يتعدى. وتَبَرّكْتُ به أي تَيَمَّنْتُ به. وقوله تعالى: أن بُورِكَ مَنْ في النار ومَنْ حولَها؛ التهذيب: النار نور الرحمن، والنور هو الله تبارك وتعالى، ومَنْ حولها موسى والملائكة. وروي عن ابن عباس: أن برك من في النار، قال الله تعالى: ومَنْ حولها الملائكة، الفراء: إنه في حرف أُبَيٍّ أن بُورِكَت النارُ ومنْ حولها، قال: والعرب تقول باركَكَ الله وبارَكَ فيك، قال الأَزهري: معنى بَرَكة الله عُلُوُّه على كل شيء؛ وقال أبو طالب بن عبد المطلب: بُورِكَ المَيِّتُ الغريبُ، كما بُو رك نَضْحُ الرُّمَّان والزيتون وقال: بارَك فيك اللهُ من ذي ألِّ وفي التنزيل العزيز: وبارَكْنا عليه. وقوله: بارَكَ الله لنا في الموت؛ معناه بارك الله لنا فيما يؤدينا إليه الموت؛ وقول أبي فرعون: رُبَّ عجوزٍ عِرْمس زَبُون، سَرِيعة الرَّدِّ على المسكين تحسب أنَّ بُورِكاً يكفيني، إذا غَدَوتُ باسِطاً يَميني جعل بُورِك اسماً وأعربه، ونحوٌ منه قولهم: من شُبٍّ إلى دُبٍّ؛ جعله اسماً كدُرٍّ وبُرٍّ وأعربه. وقوله تعالى يعني القرآن: إنا أنزلناه في ليلة مُباركةٍ، يعني ليلة القدر نزل فيها جُملةً إلى السماء الدنيا ثم نزل على سيدنا رسول الله، ﷺ، شيئاً بعد شيء. وطعام بَرِيكٌ: مبارك فيه. وما أبْرَكَهُ: جاء فعلُ التعجب على نية المفعول. وتباركَ الله: تقدَّس وتنزه وتعالى وتعاظم، لا تكون هذه الصفة لغيره، أي تطَهَّرَ. والقُدْس: الطهر. وسئل أبو العباس عن تفسير تبارَكَ اللهُ فقال: ارتفع. والمُتبارِكُ: المرتفع. وقال الزجاج: تبارَكَ تفاعَلَ من البَرَكة، كذلك يقول أهل اللغة. وروى ابن عباس: ومعنى البَرَكة الكثرة في كل خير، وقال في موضع آخر: تَبارَكَ تعالى وتعاظم، وقال ابن الأَنباري: تبارَكَ الله أي يُتَبَرَّكُ باسمه في كل أمر. وقال الليث في تفسير تبارَكَ الله: تمجيد وتعظيم. وتبارَكَ بالشيء: تَفاءَل به. الزجاج في قوله تعالى: وهذا كتاب أنزلناهُ مبارك، قال: المبارك ما يأتي من قِبَله الخير الكثير وهو من نعت كتاب، ومن قال أنزلناه مباركاً جاز في غير القراءة. اللحياني: بارَكْتُ على التجارة وغيرها أي واظبت عليها، وحكى بعضهم تباركتُ بالثعلب الذي تباركتَ به. وبَرَكَ البعير يَبْرُكُ بُروكاً أي استناخ، وأبرَكته أنا فبَرَكَ، وهو قليل، والأكثر أنَخْتُه فاستناخ. وبَرَكَ: ألقى بَرْكَهُ بالأرض وهو صدره، وبَرَكَتِ الإبل تَبْرُكُ بُروكاً وبَرَّكْتُ: قال الراعي: وإن بَرَكَتُ منها عجاساءُ جلَّةٌ، بمَحِّْنيَةٍ، أجلَى العِفاسَ وبَرْوَعا وأبرَكَها هو، وكذلك النعامة إذا جَثَمَتْ على صدرها. والبَرْكُ: الإبل الكثيرة؛ ومه قول متمم بن نُوَيْرَةَ: إذا شارفٌ منهنَّ قامَتْ ورجعَّتْ حَنِيناً، فأبكى شَجْوُها البَرْكَ أجمعا والجمع البُرُوك، والبَرْكُ جمع باركٍ مثل تَجْرٍ وتاجر، والبَرْكُ: جماعة الإبل الباركة، وقيل: هي إبل الجِواءِ كلُّها التي تروح عليها، بالغاً ما بلغَتْ وإن كانت ألوفاً؛ قال أبو ذؤيب: كأن ثِقالَ المُزنِ بين تُضارِعٍ وشابَةَ بَرْكٌ، من جُذامَ، لَبِيجُ لَبيجٌ: ضارب بنفسه؛ وقيل: البَرْك يقع على جميع ما برك من جميع الجِمال والنُّوقِ على الماء أو الفَلاة من حر الشمس أو الشبع، الواحد بارِكٌ والأُنثى باركة. التهذيب: الليث البَرْكُ الإبل البُرُوك اسم لجماعتها؛ قال طرفة: وبَرْكٍ هُجُودٍ قد أثارَتْ مَخافَتِي بَوَاديَها، أمشي بعَضْبٍ مُجَرَّد ويقال: فلان ليس له مَبْرَكُ جَمَلٍ. وكل شيء ثبت وأقام، فقد بَرَكَ. وفي حديث علقمة: لا تَقْرَبْهم فإن على أبوابهم فِتَناً كَمبارِك الإبل؛ هو الموضع الذي تبرك فيه، أراد أنها تُعْدِي كما أن الإبل الصحاح إذا أنيخت في مَبارك الجَرْبَى جَرِبَتْ. والبِرْكة: أن يَدِرّ لبَنُ الناقة وهي باركة فيقيمَها فيحلبها؛ قال الكميت: وحَلَبْتُ بِرْكتها اللَّبُو ن، لَبون جُودِكَ غير ماضِرْ ورجل مُبْتَرِكٌ: معتمِد على الشيء مُلِجٌّ؛ قال: وعامُنا أعْجَبَنا مُقَدَّمُهُ، يُدْعَى أبا السَّمْح وقِرْضابٌ سِمُهْ، مُبْتَرِكٌ لكل عَظْمٍ يَلْحُمُهْ ورجل بُرَكٌ: بارِكٌ على الشيء؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأنشد: بُرَكٌ على جَنْبِ الإناء مُعَوَّدٌ أكل البِدَانِ، فلَقْمُه مُتدارِكُ الليث: البِرْكةُ ما وَلِيَ الأَرض من جلد بطن البعير وما يليه من الصدر، واشتقاقه من مَبْرَك البعير، والبَرْكُ كَلْكل البعير وصدره الذي يعدُوك. به الشيء تحته؛ يقال: حَكَّه ودكَّه وداكه بِبَرْكه؛ وأنشد في صفه الحرب وشدتها: فأقْعَصَتُهمْ وحَكَّتْ بَرْكَها بِهِمُ، وأعْطَتِ النّهْبَ هَيَّانَ بن بَيَّانِ والبَرْك والبِرْكةُ: الصدر، وقيل: هو ما ولي الأرض من جلد صدر البعير إذا بَرَك، وقيل: البَرْك للإنسان والبِرْكة لِما سوى ذلك، وقيل: البَرْك الواحد، والبِركة الجمع، ونظيره حَلْي وحِلْية، وقيل: البَرْكُ باطن الصدر والبِركة ظاهره؛ والبِرْكة من الفرس الصدر؛ قال الأَعشى: مُسْتَقْدِم البِرْكَة عَبْل الشَّوَى، كَفْتٌ إذا عَضَّ بفَأسِ اللِّجام الجوهري: البَرْكُ الصدر، فإذا أدخلت عليه الهاء كسرت وقلت بِرْكة؛ قال الجعدي: في مِرْفَقَيْهِ تَقاربٌ، ولَهُ بِرْكَةُ زَوْرٍ كَجبأة الخَزَمِ وقال يعقوب: البَرْكُ وسط الصدر؛ قال ابن الزِّبَعْرى: حين حَكَّتْ بقُباءٍ بَرْكَها، واسْتَحَرَّ القتل في عَبْدِ الأَشَلّ وشاهد البِرْكة قول أبي دواد: جُرْشُعاً أعْظَمُه جَفْرَتُه، ناتِئُ البِرْكةِ في غير بَدَدْ وقولهم: ما أحسن بِرْكَة هذه الناقة وهو اسم للبُروك، مثل الرِّكبة والجِلْسة. وابْتَرك الرجل أي ألقى بِرْكه. وفي حديث علي بن الحسين: ابْتَرَكَ الناسُ في عثمان أي شتموه وتنقَّصوه. وفي حديث علي: ألقت السحابُ بَرْكَ بَوانِيها؛ البَرْكُ الصدر، والبَوانِي أركان البِنْية. وابْتَرَكْتُه إذا صرَعته وجعلته تحت بَرْكك. وابْتَرَك القوم في القتال: جَثَوْا على الرُّكَب واقتتلوا ابتِراكاً، وهي البَرُوكاءُ والبُرَاكاءُ. والبَراكاءُ: الثَّبات في الحرب والجِدّ، وأصله من البُروك؛ قال بشر بن أبي خازم: ولا يُنْجي من الغَمَراتِ إلاَّ بَرَاكاءُ القتال، أو الفِرار والبَراكاءُ: ساحة القتال. ويقال في الحرب: بَراكِ براكِ أي ابْرُكوا. والبُرَاكِيَّة: ضرب من السفن. والبُرَكُ والبارُوك: الكابُوس وهو النِّيدِلانُ، وقال الفرّاء: بَرَّكانِيٌّ، ولا يقال بَرْنَكانيّ. وبَرْك الشتاء: صدره؛ قال الكميت: واحْتَلَّ برْكُ الشتاء مَنْزِلَه، وبات شيخ العِيالِ يَصْطَلِبُ قال: أراد وقت طلوع العقرب وهو اسم لعدَّة نجوم: منها الزُّبانَى والإكْلِيلُ والقَلْبُ والشَّوْلة، وهو يطلع في شدة البرد، ويقال لها البُرُوك والجُثُوم، يعني العقرب، واستعار البَرْكَ للشتاء أي حل صَدر الشتاء ومعظمه في منزله، يصف شدة الزمان وجَدّبه لأن غالب الجدب إنما يكون في الشتاء. وبارَكَ على الشيء: واظب. وأبْرَكَ في عَدْوه: أسرع مجتهداً، والاسم البُروك؛ قال: وهنَّ يَعْدُون بنا بُروكا أي نجتهد في عدوها. ويقال: ابْتَرَكَ الرجل في عرض أخيه يُقَصِّبُه إذا اجتهد في ذمه، وكذلك الابتِراك في العدو والاجتهاد فيه، ابْتَرَكَ أي أسرع في العَدْو وجدَّ؛ قال زهير: مَرّاً كِفاتاً، إذا ما الماءُ أسْهَعلَها، حتى إذا ضُربت بالسوط تَبْتَرِكُ وابْتِراكُ الفرس: أن يَنْتَحِي على أحد شقيه في عَدْوه. وابْتَرَكَ الصَّيقَلُ: مال على المِدْوَسِ في أحد شقيه. وابتركت السحابة: اشتدّ انهلالها. وابْتَرَكت السماء وأبركت: دام مطرها. وابْتَركَ السحابُ إذا ألَحّ بالمطر. وابْتَرَكَ في عَرْض الحَبل: تَنَقّصه. ابن الأَعرابي: الخَبِيصُ يقال له البُرُوك ليس الرُّبُوك. وقال رجل من الأَعراب لامرأته: هل لكِ في البُرُوك؟ فأجابته: إن البُرُوك عمل الملوك؛ والاسم منه البَرِيكة، وعمله البُرُوك، وأول من عمل الخَبِيص عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وأهداها إلى أزواج النبي، ﷺ، وأما الرَّبِيكة فالحَيْس؛ وروى إبراهيم عن ابن الأَعرابي أنه أنشد لمالك بن الريب: إنا وجدنا طَرَدَ الهَوَامِلِ، والمشيَ في البِرْكةِ والمَراجِلِ قال: البِرْكةُ جنس من برود اليمن، وكذلك المَرَاجل. والبُرْكة: الحَمَالة ورجالها الذين يسعون فيها؛ قال: لقد كان في لَيْلى عطاء لبُرْكةٍ، أناخَتْ بكم تَرْجو الرغائب والرِّفْدا ليلى هنا ثلثمائة من الإبل كما سموا المائة هِنْداً، ويقال للجماعة يتحملون حَمالةً بُرْكَةٌ وجُمَّة؛ ويقال: أبرَكْتُ الناقة فَبَركَتْ بُرُوكاً. والتَّبْراك: البُروك؛ قال جرير: لقد قَرِحَتْ نَغَانِغُ ركبتيها من التَّبْراك، ليس من الصَّلاةِ وتِبْراك، بكسر التاء: موضع بحذاء تِعْشار؛ قال مرار بن مُنْقِذ: أعَرَفْت الدَّارَ أم أنْكَرْتها، بين تِبْراكٍ فشَسَّيْ عَبَقُرْ؟ والبِرْكةُ: كالحوض، والجمع البِرَكُ؛ يقال: سميت بذلك لإقامة الماء فيها. ابن سيده: والبِرْكَةُ مستنقع الماء. والبِرْكةُ: شبه حوض يحفر في الأَرض لا يجعل له أعضاد فوق صعيد الأرض، وهو البِرْكُ أيضاً؛ وأنشد: وأنْتِ التي كَلَّفْتِني البِرْكَ شاتياً وأوْردتِنيه، فانْظُرِي، أي مَوْرِدِ ابن الأعرابي البِرْكةُ تَطْفَحُ مثل الزَّلَف، والزَّلَفُ وجه المرآة. قال أبو منصور: ورأيت العرب يسمون الصَّهاريج التي سُوِّيت بالآخر وضُرِّجَتْ بالنُّورة في طريق مكة ومناهلها بِرَكاً، واحدتها بِرْكةٌ، قال: وربَّ بِرْكةٍ تكون ألف ذراع وأقل وأكثر، وأما الحِياض التي تسوّى لماء السماء ولا تُطْوَى بالآجر فهي الأَصْناع، واحدها صِنْع، والبِرْكةُ: الحَلْبة من حَلَب الغداة؛ قال ابن سيده: وهي البَركَةُ، ولا أحقها، ويسمون الشاة الحَلُوبة: بِرْكةً. والبَروك من النساء: التي تتزوج ولها ولد كبير بالغ. والبِراكُ: ضرب من السمك بحري سود المناقير. والبُركة، بالضم: طائر من طير الماء أبيض، والجمع بُرَك وأبْراك وبُرْكان، قال: وعندي أن أبْرَاكاً وبُرْكاناً جمع الجمع. والبُرَكُ أيضاً: الضفادع؛ وقد فسر به بعضهم قول زهير يصف قطاة فَرَّتْ من صَقْر إلى ماء ظاهر على وجه الأَرض: حتى استغاثَتْ بماء لا رشاءَ لَهُ من الأَباطِح، في حافاته البُرَكُ والبِرْكانُ: ضرب من دِقِّ الشجر، واحدته بِرْكانة؛ قال الراعي: حتى غدا حَرِضاً طَلَّى فَرائصُه، يَرعى شقائقَ من عَلْقَى وبِرْكانِ وقيل: هو ما كان من الحَمْض وسائر الشجر لا يطول ساقه. والبِرْكانُ: من دِقّ النبت وهو الحمض؛ قال الأَخطل وأنشد بيت الراعي وذكر أن صدره: حتى غدا حَرِضاً هَطْلى فرائصُه والهطلى: واحده هِطْل، وهو الذي يمشي رُوَيداً. وواحد البِركان بِرْكانَة، وقيل: البِرْكانُ نيت ينبت قليلاً بنجد في الرمل ظاهراً على الأَرض، له عروق دِقاقٌ حسن النبات وهو من خير الحمض؛ قال: بحيث الْتَقَى البِرْكانُ والحَاذُ والغَضَا بِبِئْشَة، وارْفَضَّتْ تِلاعاً صدورُها وفي رواية: وارْفَضَّتْ هَراعاً، وقيل: البِرْكانُ ضرب من شجر الرمل؛ وأنشد بيت الراعي: حتى غدا حَرِضاً هَطْلى فَرائصُه أبو زيد: البُورَقُ والبُورَكُ الذي يجعل في الطحين. والبُرَيْكانِ: أخَوان من العرب، قال أبو عبيدة: أحدهما بارِكٌ والآخر بُرَيْك، فغلب بُرَيْك إما للفظه، وإما لِسنّه، وإما لخفة اللفظ. وذو بُرْكان: موضع؛ قال بشر بن أبي خازم: تَرَاها إذا ما الآلُ خَبَّ كأنها فَرِيد، بذي بُرْكان، طاوٍ مُلَمَّعُ وبُرَك: من أسماء ذي الحجة؛ قال: أعُلُّ على الهِنْديّ مَهْلاً وكَرَّةً، لَدَى بُرَكٍ، حتى تَدُورَ الدوائرُ وبِرْكٌ، مثال قِرْدٍ: اسم موضع بناحية اليمن؛ قال ابن بري: وبِرْكُ الغُماد موضع باليمن. ويقال: الغِماد والغُماد، بالكسر والضم، وقيل: إن الغِمادَ بَرَهُوت الذي جاء في الحديث أن أرواح الكافرين فيه، وحكى ابن خالويه عن ابن دريد أن بِركَ الغِماد بقعة في جهنم، ويروى أن الأَنصار، رضي الله عنهم، قالوا للنبي، ﷺ: يا رسول الله، إنا ما نقول لك مثل ما قال قوم موسى لموسى، اذهَبْ أنت وربك فقاتِلا، بل بآبائنا نَفْدِيكَ وأمّهاتِنا يارسول الله ولو دعوتنا إلى بَرْكِ الغِماد؛ وأنشد ابن دريد لنفسه: وإذا تَنَكَّرَتِ البِلا ذُ، فأوْلِها كَنَفَ البعاد واجعَلْ مُقامَك، أو مَقَرْ رَكَ جانِبَيْ بَرْكِ الغِماد كلِّ الذَّخائِرِ، غَيْرَ تَقْـ ـوى ذي الجَلال، إلى نَفاد وفي حديث الهجرة: لو أمرتها أن تبلغ بها بَرْك الغُماد، بفتح الباء وكسرها، وتضم الغين وتكسر، وهو اسم موضع باليمن، وقيل: هو موضع وراء مكة بخمس ليال.

برتك

ابن سيده: البَراتِك صغار التِّلال، قال: ولم أسمع لها بواحد؛ قال

ذو الرمة: وقد خَنَّقَ الآلُ الشِّعافَ، وغرَّقَتْ جَواريه جُذْعانَ القِضافِ البَراتكِ ويروى: النوابك. وفي النوادر: بَرْتَكْتُ الشيء برتكة وفَرْتَكْتُه فَرْتكةً وكَرْنَفْته إذا قطعته مثل الذر.