@ض: الضاد حرف من الحروف المجهورة، وهي تسعة عشر حرفاً، والجيم والشين والضاد في حيز واحد، وهذه الحروف الثلاثة هي الحروف الشَّجْريّة.
@ضأضأ: الضِّئْضِئُ والضُّؤْضُؤُ: الأَصل والـمَعْدِنُ. قال الكميت: وَجَدْتُك في الضِّنْءِ من ضِئْضِئٍ، * أَحَلَّ الأَكابِرُ منه الصِّغارا وفي الحديث: أَن رجلاً أَتَى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم، وهو يَقْسِمُ الغنائم، فقال له: اعْدِلْ فإِنك لم تَعْدِلْ. فقال: يخرج من ضِئْضِئي هذا قوم يَقْرَؤُون القرآن لا يُجاوِزُ تَراقِيَهُمْ، يَمْرُقون من الدِّين كما يَمْرُق السَّهمُ من الرَّمِيَّةِ. الضئْضِئُ: الأَصْلُ. وقال الكميت:
بأَصل الضِّنْوِ ضئْضِئِه الأَصِيل (2) (2 قوله «بأصل الضنو إلخ» صدره كما في ضنأ من التهذيب: وميراث ابن آجر حيث ألقت.)
وقال ابن السكيت مثله، وأَنشد: أَنا من ضِئْضِئِ صِدْقٍ، * بَخْ وفي أَكْرَمِ جِذْلِ ومعنى قوله يَخْرُج من ضِئْضِئي هذا أَي من أَصلِه ونَسْلِه. قال الراجز: غَيْران من ضِئضِئِ أَجْمالٍ غُيُرْ تقول: ضِئْضِئُ صِدْقٍ وضُؤْضُؤُ صِدْقٍ. وحكي: ضِئْضِيءٌ مثل قِنْدِيلٍ؛ يريد أَنه يخرج مِن نَسْلِه وعَقِبه. ورواه بعضهم بالصاد المهملة وهو بمعناه. وفي حديث عمر رضي اللّه تعالى عنه: أَعطَيْتُ ناقةً في سبيل اللّه، فأَردتُ أَن أَشترِيَ مِن نَسْلِها، أَو قال: من ضِئْضِئها، فسأَلْتُ النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال: دعْها حتى تَجيءَ يومَ القيامة هي وأَولادُها في ميزانِكَ. والضِّئْضِئُ: كثرة النَّسْل وبَرَكَتُه، وضِئْضِئُ الضَّأْنِ ، من ذلك. أَبو عمرو: الضأْضاءُ صَوْتُ الناسِ، وهو الضَّوْضاءُ. والضُّؤْضُؤُ: هذا الطائرُ الذي يسمى الأَخْيَلَ.قال ابن دريد: ولا أَدري ما صحته. @ضبأ: ضَبَأَ بالأَرض يَضْبَأُ ضَبْأً وضُبُوءاً وضَبَأَ في الأَرض، وهو ضَبِيءٌ: لَطِئَ واخْتَبأَ، والموضع: مَضْبَأٌ. وكذلك الذئب إِذا لَزِقَ بالأَرض أَو بشجرة <ص:111> أَو استَتَر بالخَمَر لِيَخْتِلَ الصَّيْد. ومنه سُمِّي الرجلُ ضابِئاً، وهو ضابئُ بن الحَرِثِ البُرْجُمِيُّ. وقال الشاعر في الضابِئِ الـمُخْتَبِئِ الصَّيَّادِ: إِلاّ كُمَيْتاً، كالقَناةِ وضابِئاً * بالفَرْجِ بَيْنَ لَبانِه وَيَدِهْ(1) (1 قوله «ويده» كذا في النسخ والتهذيب بالإفراد ووقع في شرح القاموس بالتثنية ويناسبه قوله في التفسير بعده ما بين يدي فرسه.) يَصفُ الصَّيَّادَ أَنه ضَبَأَ في فُروج ما بين يدي فرسه لِيَخْتِلَ به الوَحْشَ، وكذلك الناقةُ تُعَلَّم ذلك، وأَنشد: لَـمَّا تَفَلَّقَ عنه قَيْضُ بَيْضَتِه، * آواه في ضِبْنِ مَضْبَإٍ به نَضَبُ قال: والـمَضْبَأُ: الموضع الذي يكون فيه. يقال للناس: هذا مَضْبَؤُكم أَي مَوْضِعُكم، وجمعه مَضابِئُ. وضَبَأَ: لَصِقَ بالأَرضِ. وضَبَأْتُ به الأَرضَ، فهو مَضْبوءٌ به، إِذا أَلْزَقه بها. وضَبَأْتُ إِليه: لَجأْت. وأَضْبَأَ على الشيءِ إِضْبَاءً: سَكَتَ عليه وكَتَمه، فهو مُضْبِئٌ عليه. ويقال: أَضْبَأَ فلان على داهيةٍ مثل أَضَبَّ. وأَضْبَأَ على ما في يَدَيْه: أَمْسَكَ. اللحياني: أَضْبَأَ على ما في يديه، وأَضْبَى، وأَضَبَّ إِذا أَمسك، وأَضْبَأَ القومُ على ما في أَنفُسهم إِذا كتموه. وضَبَأَ: اسْتَخْفَى. وضَبَأَ منه: اسْتَحْيَا. أَبو عبيد: اضْطَبَأْتُ منه أَي اسْتَحْيَيْتُ، رواه بالباءِ عن الأُموي. وقال أَبو الهيثم: إِنما هو اضْطَنَأْتُ بالنون، وهو مذكور في موضعه. وقال الليث: الأَضْباءُ: وَعْوعة جَرْوِ الكلب إِذا وَحْوَحَ، وهو بالفارسية فحنحه(2)
( 2 قوله «فحنحه» كذا رسم في بعض النسخ.). قال أَبو منصور: هذا خطأٌ وتصحيف وصوابه:
الأَصْياءُ، بالصاد، من صَأَى يَصْأَى، وهو الصَّئِيُّ. وروى المنذري بإِسناده عن ابن السكيت عن العُكْليِّ: أَنَّ أَعرابيّاً أَنشده: فَهاؤُوا مُضابِئَةً، لَم يَؤُلَّ * بادِئَها البَدْءُ، إِذ تَبْدَؤُهْ قال ابن السّكيت: الـمُضابِئَةُ: الغِرارةُ الـمُثْقَلَةُ تُضْبِئُ من يحْمِلُها تحتها أَي تُخْفِيه. قال: وعنى بها هذه القصيدة المبتورة. وقوله: لم يَؤُلَّ أَي لم يُضْعِفْ. بادئها: قائِلَها الذي ابْتَدأَها. وهاؤُوا أَي هاتوا. وضَبَأَتِ المرأَةُ إِذا كَثُرَ ولدها. قال أَبو منصور: هذا تصحيف والصواب ضَنَأَت المرأَة، بالنون والهمزة، إِذا كثر ولدها. والضَّابِئُ: الرَّمادُ. @ضنأ: ضَنَأَتِ المرأَةُ تَضْنَأُ ضَنْأً وضُنُوءاً وأَضْنَأَتْ: كثر ولدها، فهي ضانِئٌ وضانِئةٌ. وقيل: ضَنَأَتْ تَضْنَأُ ضَنْأً وضُنُوءاً إِذا ولَدت. الكسائي: امْرأَةٌ ضانِئةٌ وماشِيةٌ معناهما أَن يكثر ولدها. وضَنَأَ المال: كَثُر، وكذلك الماشيةُ. وأَضْنَأَ القومُ إِذا كَثُرت مَواشِيهم. والضَّنْءُ: كثرة النَّسْل. وضَنَأَتِ الماشيةُ: كَثُر نِتاجُها. وضَنْءُ كلِّ شيءٍ: نَسْلُه. قال: أَكْرَم ضَنْءٍ وضِئْضِئٍ عنْ * ساقَيِ الحَوْض ضِئْضِئها ومَضْنَؤُها(3)
(3 قوله «أكرم ضنء» كذا في النسخ.)
والضَّنْءُ والضِّنْءُ، بالفتح والكسْر مهموز ساكن النون: الولد، لا يفرد له واحد، إِنما هو من باب نَفَرٍ <ص:112 > ورَهْطٍ، والجمع ضُنُوءٌ. التهذيب، أَبو عمرو: الضَّنْءُ الولد، مهموز ساكن النون. وقد يقال له: الضِّنْءُ. والضِّنءُ، بالكسر: الأَصْلُ والمَعْدِن. وفي حديث قُتَيلة بنت النضر بن الحرث أَو أُخته: أَمُحَمَّدٌ، ولأَنْتَ ضِنْءُ نَجِيبَةٍ * مِنْ قَوْمِها والفَحْلُ فَحْلٌ مُعْرِقُ الضِّنْءُ، بالكسر: الأَصل. ويقال: فلان في ضِنْءِ صِدْقٍ وضِنْءِ سَوْءٍ. واضْطَنَأَ لَه ومنه: اسْتَحْيا وانْقَبَضَ. قال الطِّرِمَّاحُ: إِذا ذُكِرَتْ مَسْعاةُ والِدِه اضْطَنا، * ولا يَضْطَني مِنْ شَتْمِ أَهْلِ الفَضائِلِ أَراد اضْطَنَأَ فأَبْدَلَ. وقيل: هو من الضَّنَى الذي هو الـمَرضُ، كأَنَّه يَمْرَضُ من سَماع مَثالِب أَبيه. وهذا البيت في التهذيب: ولا يُضْطَنا مِن فِعْلِ أَهْلِ الفَضائِلِ وقال: تَزاءَكَ مُضْطَنِئٌ آرِمٌ، * إِذا ائْتَبَّهُ الإِدُّ لا يَفْطَؤُهْ (1) (1 قوله «تزاءك مضطنئ» هذا هو الصواب كما هو المنصوص في كتب اللغة. نعم أنشده الصاغاني تزاؤك مضطنئ بالاضافة ونصب تزاؤك. قال ويروى تزؤل باللام على تفعل ويروى تتاؤب فايراد المؤلف له في زوك خطأ وما أسنده في مادة زأل للتهذيب في ضنأ من أنه تزاءل باللام فلعله نسخة وقعت له والا فالذي فيه تزاءك بالكاف كما ترى.) التزاؤُك: الاسْتِحْياءُ. وضَنَأَ في الأَرض ضَنْأً وضُنُوءاً، اخْتَبَأَ. وَقَعَدَ مَقْعَدَ ضُنْأَةٍ أَي مَقْعَدَ ضَرُورَةٍ، ومعناه الأَنَفَة. قال أَبو منصور: أَظن ذلك من قولهم اضْطَنَأْتُ أَي اسْتَحْيَيْتُ. @ضهأ: ضاهَأَ الرجُلَ وغَيْرَه: رَفَق به؛ هذه رواية أَبي عبيد عن الأُمَوِيِّ في المُصَنَّف. والمُضاهَأَةُ: المُشاكَلَةُ. وقال صاحب العين: ضَاهَأْتُ الرجل وضَاهَيْتُه أَي شابَهْتُه، يهمز ولا يهمز، وقرئَ بهما قوله عزَّ وجلَّ: يُضاهِئُون قول الذين كفروا. @ضوأ: الضَّوءُ والضُّوءُ، بالضم، معروف: الضِّياءُ، وجمعه أَضْواءٌ. وهو الضِّواءُ والضِّياءُ. وفي حديث بَدْءِ الوَحْيِ: يَسْمَعُ الصَّوْتَ وَيَرَى الضَّؤْءَ، أَي ما كان يَسمع من صوت الـمَلَك ويراه مِن نُوره وأَنْوارِ آياتِ رَبِّه. التهذيب، الليث: الضَّوْءُ والضِّياءُ: ما أضاءَ لك. وقال الزجاج في قوله تعالى: كُلَّما أَضاءَ لهم مَشَوْا فِيهِ. يقال: ضاءَ السِّراجُ يَضوءُ وأَضاءَ يُضِيءُ. قال: واللغة الثانية هي الـمُختارة، وقد يكون الضِّياءُ جمعاً. وقد ضاءَتِ النارُ وضاءَ الشيءُ يَضُوءُ ضَوْءاً وضُوءاً وأَضاءَ يُضِيءُ. وفي شعر العباس: وأَنْتَ، لـمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَت الأَرضُ، * وضاءَتْ، بِنُورِك، الأُفُقُ يقال: ضاءَتْ وأَضاءَتْ بمعنى أَي اسْتَنارَتْ، وصارَت مُضِيئةً. وأَضَاءَتْه، يَتعدَّى ولا يَتعدَّى. قال الجعديّ: أضاءَتْ لنا النارُ وَجْهاً أَغَرَّ، * مُلْتَبِساً، بالفُؤَادِ، التِباسا أَبو عبيد: أَضاءَتِ النارُ وأَضاءَها غيرُها، وهو الضَّوْءُ والضُّوءُ، وأَمَّا الضِّياءُ، فلا همز في يائه. وأَضاءَه له واسْتَضَأْتُ به. وفي حديث علي كرَّم اللّه وجهه: <ص:113> لم يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ العِلم ولم يَلْجَؤُوا إِلى رُكْنٍ وثِيقٍ. وفي الحديث: لا تَسْتَضِيئُوا بنار الـمُشْرِكِين، أَي لا تَسْتَشِيرُوهم ولا تأْخُذُوا آراءَهم. جَعَل الضوءَ مثلاً للرأْي عند الحَيْرَةِ. وأَضأْتُ به البيتَ وضَوَّأْتُه به وضَوَّأْتُ عنه.الليث: ضَوَّأْتُ عن الأَمر تَضْوِئَةً أَي حِدْتُ. قال أَبو منصور: لم أَسمعه من غيره. أَبو زيد في نوادره: التَّضَوُّؤُ أَن يَقومَ الإنسانُ في ظُلْمَةٍ حيث يَرى بِضَوْءِ النار أَهْلَها ولا يَرَوْنه. قال: وعَلِقَ رجل من العَرَب امرأَةً، فإِذا كان الليل اجْتَنَح إِلى حيث يَرَى ضَوْءَ نارِها فَتَضَوَّأَها، فَقيل لَها إِن فلاناً يَتَضَوَّؤُكِ، لِكَيْما تَحْذَره، فلا تُريه إِلاَّ حَسَناً. فلما سمعت ذلك حَسَرَتْ عن يَدِها إِلى مَنْكِبها ثم ضَرَبتْ بِكَفِّها الأُخْرى إِبْطَها، وقالت: يا مُتَضَوِّئاهْ ! هذه في اسْتِكَ إِلى الإِبْطِ. فلما رأَى ذلك رَفَضَها. يقال ذلك عند تعيير مَن لا يُبَالي ما ظَهَر منه من قَبِيح. وأَضاءَ بِبَوْلِه: حَذَف به، حكاه عن كراع في الـمُنَجَّد. @ضيأ: ضَيَّأَتِ المرأَةُ: كثر ولَدُها، والمعروف ضَنَأَ. قال: وأَرى الأَوَّل تصحيفاً.
@ضأب: (2) (2 ضأب استخفى وضأب قتل عدواً. اهـ. التهذيب.): الضَّيْـأَبُ: الذي يَقْتَحِمُ في الأُمور؛ عن كُراع؛ وهو الضَّيْـأَزُ. وفي بعض نسخ الصحاح: الضَّيْـأَنُ. وجَمَلٌ ضُؤْبان: سمين شديد؛ قال زِيادٌ الـمِلْقَطِـيُّ: على كلِّ ضُؤْبانٍ، كأَنَّ صَرِيفَه * بِنابَيْهِ، صَوْتُ الأَخْطَبِ الـمُتَغَرِّدِ(3)
(3 قوله «المتغرد» الذي في التهذيب المترنم.)
وقول الشاعر: لما رأَيتُ الـهَمَّ قد أَجْفاني، قَرَّبْتُ للرَّحْلِ وللظِّعانِ، كُلَّ نِـيافِـيِّ القَرَى ضُؤْبانِ أَنشده أَبو زيد. ضُؤْبان: بالهمز والضاد. @ضبب: الضَّبُّ: دُوَيْبَّة من الحشرات معروف، وهو يشبه الوَرَلَ؛ والجمع أَضُبٌّ مثل كَفٍّ وأَكُفٍّ، وضِـبابٌ وضُبَّانٌ، الأَخيرة عن اللحياني. قال: وذلك إِذا كَثُرَتْ جِدّاً؛ قال ابن سيده: ولا أَدري ما هذا الفرق، لأَنَّ فِعَالاً وفُعْلاناً سواء في أَنهما بناءَان من أَبنية الكثرة، والأُنثى: ضَبَّة. وأَرض مَضَبَّةٌ وضَبِـبَةٌ: كثيرةُ الضِّباب. التهذيب: أَرضٌ ضَبِـبَةٌ؛ أَحدُ ما جاءَ على أَصله. قال أَبو منصور: الوَرَلُ سَبْطُ الخَلْق،طويلُ <ص:539> الذَّنَب، كأَنَّ ذَنبه ذنبُ حَيَّة؛ ورُبَّ وَرَلٍ يُرْبي طُولُه على ذراعين. وذَنَبُ الضَّبِّ ذو عُقَد، وأَطولُه يكون قَدْرَ شِبْر. والعرب تَسْتَخْبِثُ الوَرَلَ وتستقذره ولا تأْكله، وأَما الضَّبُّ فإِنهم يَحْرِصُون على صَيْده وأَكله؛ والضَّبُّ أَحْرَشُ الذَّنَب، خَشِنُه، مُفَقَّرُه، ولونُه إِلى الصُّحْمَةِ، وهي غُبْرَة مُشْرَبةٌ سَواداً؛ وإِذا سَمِنَ اصْفَرَّ صَدْرُه، ولا يأْكل إِلاَّ الجَنادِبَ والدَّبـى والعُشْبَ، ولا يأْكل الـهَوامَّ؛ وأَما الوَرَلُ فإِنه يأْكل العقارب، والحيات، والـحَرابِـيَّ، والخنافس، ولحمه دُرْياق، والنساء يَتَسَمَّنَّ بلحمه. وضَبِـبَ البلدُ ، (1) (1 قوله «وضبب البلد» كفرح وكرم اهـ القاموس.) وأَضَبَّ: كثُرَت ضِـبابُه؛ وهو أَحدُ ما جاءَ على الأَصْل من هذا الضرب.ويقال: أَضَبَّتْ أَرضُ بني فلانٍ إِذا كثر ضِـبَابُها. وأَرضٌ مُضِـبَّةٌ ومُرْبِعةٌ: ذات ضِـبابٍ ويَرابِـيعَ. ابن السكيت: ضَبِـبَ البلدُ كثُرَتْ ضِـبابُه؛ ذكره في حروف أَظهر فيها التضعيف، وهي متحركة، مثل قَطِطَ شعرُه ومَشِشَتِ الدابةُ وأَلِلَ السِّقاءُ. وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً أَتى النبـيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، فقال: إِني في غَائطٍ مُضِـبَّةٍ. قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في الرواية، بضم الميم وكسر الضاد، والمعروف بفتحهما، وهي أَرْضٌ مَضَبَّة مثل مَـأْسَدَة ومَذْأَبة ومَرْبَعَة أَي ذات أُسود وذِئاب ويَرابِـيعَ؛ وجمع الـمَضَبَّة مَضَابُّ. فأَما مُضِـبَّة: فهو اسم فاعل من أَضَبَّ، كأَغَدَّتْ، فهي مُغِدَّة. فإِن صحت الرواية فهي بمعناها. قال: ونحوُ هذا البناء الحديثُ الآخر: لم أَزَلْ مُضِـبّاً بَعْدُ؛ هو من الضَّبِّ: الغَضَب والـحِقْد أَي لم أَزل ذا ضَبٍّ. ووقعنا في مَضابَّ مُنْكَرةٍ: وهي قِطَع من الأَرض كثيرةُ الضِّباب، الواحدة مَضَبَّة. قال الأَصمعي: سمعت غيرَ واحدٍ من العربِ يقول: خرجنا نصطاد الـمَضَبَّة أَي نَصيدُ الضِّبابَ، جمعوها على مَفْعَلة، كما يقال للشُّيوخ مَشْيَخة، وللسُّيوف مَسْيَفَةٌ. والـمُضَبِّبُ: الحارِشُ الذي يَصُبُّ الماء في جُحْرِه حتى يَخرُجَ ليأْخذَه. والـمُضَبِّبُ: الذي يُؤَتِّي الماءَ إِلى جِحَرة الضِّبَاب حتى يُذْلِقَها فَتَبرُزَ فيَصِـيدَها؛ قال الكميت: بغَبْيَةِ صَيْفٍ لا يُؤَتِّي نِطافَها * لِـيَبْلُغَها، ما أَخْطَـأَتْهُ، الـمُضَبِّبُ يقول: لا يحتاج الـمُضَبِّبُ أَن يُؤَتِّي الماءَ إِلى جِحَرتها حتى يستخرج الضِّبابَ ويَصِـيدَها، لأَن الماءَ قد كثر، والسيلُ قد عَلاَ الزُّبى، فكفاه ذلك. وضَبَّبْتُ على الضَّبِّ إِذا حَرَشْتَه، فخرَجَ إِليك مُذَنِّباً، فأَخَذْتَ بذَنَبه. والضَّبَّةُ: مَسْكُ الضَّبِّ يُدْبَغُ فيُجْعَلُ فيه السَّمْن. وفي المثل: أَعَقُّ من ضَبٍّ، لأَنه ربما أَكل حُسُولَه. وقولهم: لا أَفْعَلُه حتى يَحنَّ الضَّبُّ في أَثَر الإِبل الصَّادِرَة، ولا أَفْعَلُه حتى يَرِدَ الضَّبُّ الماءَ؛ لأَن الضبَّ لا يَشْرَبُ الماءَ. ومن كلامهم الذي يَضَعُونه على أَلسنة البهائم، قالت السمكةُ: وِرْداً يا ضَبُّ؛ فقال: أَصْبَحَ قلبي صَرِدا، * لا يَشْتَهِـي أَن يَرِدَا، إِلاَّ عَراداً عَرِدا، * وصِلِّيانـــــــاً بــــــَرِدَا، (2) وعَنْكَثاً مُلْتَبِدَا
(2 قوله «وصلياناً بردا» قال في التكملة تصحيف من القدماء فتبعهم الخلف. والرواية زرداً أي بوزن كتف وهو السريع الازدراد.)
والضَّبُّ يكنى أَبا حِسْلٍ؛ والعرب تُشَبِّه كَفَّ <ص:540> البخيل إِذا قَصَّرَ عن العطاءِ بكفِّ الضَّبِّ؛ ومنه قول الشاعر: مَناتِـينُ، أَبْرامٌ، كأَنَّ أَكُفَّهُم * أَكُفُّ ضِـبابٍ أُنْشِقَتْ في الـحَبائِلِ وفي حديث أَنس: أَن الضَّبَّ لَـيَموتُ هُزالاً في جُحْرِه بذَنْبِ ابن آدم أَي يُحْبَسُ المطر عنه بشُـؤْم ذنوبهم. وإِنما خص الضَّبَّ، لأَنـَّه أَطْوَلُ الحيوان نَفَساً وأَصْبَرُها على الجُوع. ويروى: أَن الـحُبارَى بَدَل الضَّب لأَنها أَبعدُ الطير نَجْعَـةً. ورجل خَبٌّ ضَبٌّ: مُنْكَرٌ مُراوِغٌ حَرِبٌ. والضَّبُّ والضِّبُّ: الغَيْظُ والـحِقْدُ؛ وقيل: هو الضِّغْن والعَداوة، وجَمْعه ضِـباب؛قال الشاعر: فما زالتْ رُقاكَ تَسُلُّ ضِغْني، * وتُخْرِجُ، من مَكامِنها، ضِبابي وتقول: أَضَبَّ فلانٌ على غِلٍّ في قلبه أَي أَضْمره. وأَضَبَّ الرجلُ على حِقْدٍ في القلب، وهو يُضِبُّ إِضْباباً. ويقال للرجل إِذا كان خَبّاً مَنُوعاً: إِنه لَخَبٌّ ضَبٌّ. قال: والضَّبُّ الـحِقْد في الصَّدْر. أَبو عمرو: ضَبَّ إِذا حَقَد. وفي حديث علي، كرّم اللّه وجهه: كلٌّ منهما حاملُ ضَبٍّ لصاحبه. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: فغَضِبَ القاسمُ وأَضَبَّ عليها. وضَبَّ ضَبّاً، وأَضَبَّ به: سَكَتَ مثلُ أَضْـبَـأَ، وأَضَبَّ على الشيءِ، وضَبَّ: سكت عليه. وقال أَبو زيد: أَضَبَّ إِذا تكلم، وضَبَّ على الشيءِ وأَضَبَّ وضَبَّبَ: احْتواه. وأَضَبَّ الشيءَ: أَخفاه. وأَضَبَّ على ما في يديه: أَمسكه. وأَضَبَّ القومُ: صاحوا وجَلَّبُوا؛ وقيل: تكلموا أَو كَلَّم بعضُهم بعضاً. وأَضَبُّوا في الغارة: نَهَدوا واسْتَغارُوا. وأَضَبُّوا عليه إِذا أَكثروا عليه؛ وفي الحديث: فلما أَضَبُّوا عليه أَي أَكثروا. ويقال: أَضَبُّوا إِذا تكلموا متتابعاً، وإِذا نَهَضُوا في الأَمر جميعاً. وأَضَبَّ فُلانٌ على ما في نفسه أَي سكت.الأَصمعي: أَضَبَّ فلانٌ على ما في نفسه أَي أَخرجه. قال أَبو حاتم: أَضَبَّ القومُ إِذا سكتوا وأَمسكوا عن الحديث، وأَضَبُّوا إِذا تَكَلَّموا وأَفاضُوا في الحديث؛ وزعموا أَنه من الأَضداد. وقال أَبو زيد: أَضَبَّ الرَّجلُ إِذا تكلم، ومنه يقال: ضَبَّتْ لِثَتُه دماً إِذا سالتْ، وأَضْبَبْتُها أَنا إِذا أَسَلْتُ منها الدم، فكأَنه أَضَبَّ الكلام أَي أَخرجه كما يُخْرجُ الدَّمَ. وأَضَبَّ النَّعَمُ: أَقبلَ وفيه تَفَرُّقٌ. والضَّبُّ والتَّضْبيبُ: تغطية الشيء ودخول بعضه في بعض. والضَّبابُ: نَـدًى كالغيم. وقيل: الضَّبابةُ سَحابة تُغَشِّي الأَرضَ كالدخان، والجمع: الضَّبابُ. وقيل: الضَّبابُ والضَّبابةُ نَـدًى كالغُبار يُغشِّي الأَرضَ بالغَدَواتِ. ويقال: أَضَبَّ يَومُنا، وسماءٌ مُضِـبَّةٌ. وفي الحديث: كنتُ مع النبي، صلى اللّه عليه وسلم، في طريق مكة، فأَصابَتْنا ضَبابة فَرَّقت بين الناس؛ هي البُخار الـمُتَصاعِدُ من الأَرض في يوم الدَّجْنِ، يصير كالظُّلَّة تَحْجُبُ الأَبْصارَ لظلمتها. وقيل: الضَّبابُ هو السحاب الرقيق؛ سمي بذلك لِتَغْطيته الأُفُق، واحدتُه ضَبابة. وقد أَضَبَّتِ السَّماءُ إِذا كان لها ضَبَابٌ. وأَضَبَّ الغيمُ: أَطْبَقَ. وأَضَبَّ يومُنا: صار ذا ضَبابٍ. وأَضَبَّتِ الأَرضُ: كثر نباتُها. ابن بُزُرْج: <ص:541> أَضَبَّتِ الأَرضُ بالنبات: طَلَعَ نباتُها جميعاً. وأَضَبَّ القومُ: نَهَضوا في الأَمر جميعاً. وأَضَبَّ الشَّعَرُ: كَثُرَ. وأَضَبَّ السِّقاءُ: هُريقَ ماؤُه من خَرْزَةٍ فيه، أَو وَهْيَةٍ. وأَضْبَبْتُ على الشيءِ: أَشْرَفْتُ عليه أَن أَظْفَرَ به. قال أَبو منصور: وهذا من ضَبَـأَ يَضْبَـأُ، وليس من باب المضاعف. وقد جاءَ به الليث في باب المضاعف. قال: والصواب الأَول، وهو مرويّ عن الكسائي. وأَضَبَّ على الشَّيءِ:لَزِمَه فلم يُفارقْه، وأَصلُ الضَّبِّ اللُّصُوق بالأَرض. وضَبَّ النَّاقَةَ يَضُبُّها: جَمَعَ خِلْفَيْها في كَفِّه للـحَلْب؛ قال الشاعر: جَمَعْتُ له كَفَّـيَّ بالرُّمْحِ طاعِناً، * كما جَمَعَ الخِلْفَينِ، في الضَّبِّ، حالِبُ ويقال: فلان يَضُبُّ ناقَتَه، بالضم، إِذا حَلبَها بِخَمْسِ أَصابعَ. والضَّبُّ أَيضاً: الـحَلْبُ بالكَفِّ كلها؛ وقيل: هذا هو الضَّفُّ، فأَما الضَّبُّ فأَن تَجْعَل إِبْهامَكَ على الخِلْفِ، ثم تَرُدَّ أَصابعك على الإِبهام والخِلْفِ جميعاً؛ هذا إِذا طالَ الخِلْفُ، فإِن كان وَسَطاً، فالبَزْمُ بمَفْصِل السبَّابة وطَرَفِ الإِبهام، فإِن كان قَصيراً، فالفَطْرُ بطَرفِ السبَّابة والإِبهام. وقيل: الضَّبُّ أَنْ تَضُمَّ يَدَكَ على الضَّرْع وتُصَيِّر إِبهامَك في وَسَطِ راحتك. وفي حديث موسى وشُعَيب، عليهما السلام: ليس فيها ضَبُوبٌ ولا ثَعُولٌ. الضَّبُوب: الضَّيِّقَة ثَقْبِ الإِحْليل.والضَّبَّةُ: الـحَلْبُ بِشِدَّةِ العصر. وقوله في الحديث: إِنما بَقِـيَتْ من الدُّنْيا مِثْلُ ضَبَابةٍ؛ يعني في القِلَّةِ وسُرعَةِ الذهاب. قال أَبو منصور: الذي جاء في الحديث: إِنما بَقِـيَتْ من الدنيا صُبَابةٌ كصُبابة الإِناء، بالصاد غير معجمة، هكذا رواه أَبو عبيد وغيره. والضَّبُّ: القَبْضُ على الشيء بالكَف. ابن شميل: التَّضْبيب شِدَّةُ القبض على الشيء كيلا يَنْفَلِتَ من يده؛ يقال: ضَبَّـبْتُ عليه تَضبيباً. والضَّبُّ: داء يأْخذ في الشفة، فترمُ، أَو تَجْسَـأُ، أَو تَسيلُ دماً؛ ويقال تَجْسَـأُ بمعنى تَيْبَسُ وتَصْلُب. والضَّبِـيبَةُ: سَمْنٌ ورُبٌّ يُجْعَل للصبـي في العُكَّةِ يُطْعَمُه. وضَبَّـبْتُه وضَبَّـبْتُ له: أَطْعَمْتُه الضَّبيبةَ؛ يقال: ضَبِّـبُوا لصَبيِّكم. وضَبَّـبْتُ الخَشَبَ ونحوه: أَلْبَسْته الـحَديدَ. والضَّبَّةُ: حديدةٌ عَريضةٌ يُضَبَّبُ بها البابُ والخَشَبُ، والجمع ضِـبابٌ؛ قال أَبو منصور: يقال لها الضَّبَّةُ والكَتيفةُ، لأَنها عَريضَة كهيئة خَلْقِ الضَّبِّ؛ وسميت كَتيفة لأَنها عُرِّضَتْ على هيئة الكَتِفِ.وضَبَّ الشيءُ ضَبّاً: سالَ كَبَضَّ. وضَبَّتْ شَفَتُه تَضِبُّ ضَبّاً وضُبوباً: سالَ منها الدمُ، وانحلَبَ رِيقُها. وقيل: الضَّبُّ دون السَّيلانِ الشديد. وضَبَّتْ لثته تَضِبُّ ضَبّاً: انْحَلَبَ رِيقُها؛ قال: أَبَيْنا، أَبَيْنا أَنْ تَضِبَّ لِثاتُكُمْ، * على خُرَّدٍ مِثْلِ الظِّباءِ، وجامِلِ وجاء: تَضِبُّ لِثَتُه، بالكسر، يُضْرَبُ ذلك مثلاً للحريص على الأَمر؛ وقال بِشْرُ بن أَبي خازِم: وبَني تميمٍ، قد لَقِـينا منْهُمُ * خَيْلاً، تَضِبُّ لِثاتُها للمَغْنَمِ <ص:542> وقال أَبو عبيدة: هو قَلْبُ تَبِضُّ أَي تَسِـيلُ وتَقْطُر. وتَرَكْتُ لِثَتَه تَضِبُّ ضَبِـيباً من الدَّمِ إِذا سالتْ. وفي الحديث: ما زال مُضِـبّاً مُذِ اليومِ أَي إِذا تكلم ضَبَّتْ لِثاتُه دماً. وضَبَّ فَمُه يَضِبُّ ضَبّاً: سال ريقه. وضَبَّ الماءُ والدَّمُ يَضِبُّ،بالكسر، ضَبِـيباً: سالَ. وأَضْبَبْتُه أَنا، وجاءَنا فلانٌ تَضِبُّ لِثَتُه إِذا وُصِفَ بشِدَّةِ النَّهَمِ للأَكل والشَّبَقِ للغُلْمة، أَو الـحِرْصِ على حاجته وقضائها؛ قال الشاعر: أَبينا، أَبينا أَن تَضِبَّ لِثاتُكم، * على مُرْشِقات، كالظِّباءِ، عَواطِـيا يُضْرَبُ هذا مثلاً للحريص النَّهِم. وفي حديث ابن عمر: أَنه كان يُفْضِـي بيديه إِلى الأَرض إِذا سجد، وهما تَضِـبَّانِ دَماً أَي تَسِـيلان؛ قال: والضَّبُّ دون السَّـيَلانِ، يعني أَنه لم يَرَ الدَّمَ القاطرَ ناقِضاً للوضوء. يقال: ضَبَّتْ لِثاتُه دماً أَي قَطَرَتْ. والضَّبُوبُ من الدَّوابِّ: التي تَبُول وهي تَعْدو؛ قال الأَعشى: مَتى تَـأْتِنا، تَعْدُو بِسَرجِكَ لَقْوةٌ * ضَبُوبٌ، تُحَيِّـينا، ورأْسُك مائل وقد ضَبَّتْ تَضِبُّ ضُبوباً. والضَّبُّ: وَرَمٌ في صَدْرِ البعير؛ قال: وأَبِـيتُ كالسَّـرَّاءِ يَرْبُو ضَبُّها، * فإِذا تَحَزْحَزُ عن عِدَاءٍ، ضَجَّتِ وقيل: هو أَن يحزَّ مِرْفَقُ البعير في جِلْدِه؛ وقيل: هو أَن يَنْحَرِفَ الـمِرفَقُ حتى يَقع في الجنب فيَخْرِقَه؛ قال: ليس بِذي عَرْكٍ، ولا ذِي ضَبِّ والضَّبُّ أَيضاً: وَرَمٌ يكون في خُفِّ البعير، وقيل: في فِرْسِنه؛ تقول منه: ضَبَّ يَضَبُّ؛ بالفتح، فهو بعير أَضَبُّ، وناقة ضَبَّاءُ بَيِّنةُ الضَّبَبِ. والتَّضَبُّب: انْفِتاقٌ من الإِبطِ وكثرةٌ من اللحم؛ تقول: تَضَبَّبَ الصبـيُّ أَي سَمِنَ، وانْفَتَقَتْ آباطُه وقَصُرَ عُنُقه. الأُمَوِيُّ: بعير أَضَبُّ وناقة ضَبَّاءُ بَـيِّنةُ الضَّبَبِ، وهو وجَع يأْخذ في الفِرْسِنِ. وقال العَدَبَّسُ الكِنانِـيُّ: الضاغِطُ والضَّبُّ شيءٌ واحد، وهما انْفِتاقٌ من الإِبط وكثرةٌ من اللحم. والتَّضَبُّبُ: السِّمَنُ حين يُقْبِلُ؛ قال أَبو حنيفة يكون في البعير والإِنسان. وضَبَّبَ الغلامُ: شَبَّ. والضَّبُّ والضَّبَّةُ: الطَّلْعةُ قبلَ أَن تَنْفَلِقَ عن الغَريضِ، والجمعُ ضِـبابٌ؛ قال البَطِـينُ التَّيْمِـيُّ، وكان وصَّافاً للنَّحل:
يُطِفْنَ بفُحَّالٍ، كأَنَّ ضِـبابَهُ * بُطُونُ الـمَوالي، يومَ عِـيدٍ، تَغَدَّتِ
يقول: طَلْعُها ضَخْمٌ كأَنه بُطونُ موالٍ تَغَدَّوْا فتَضَلَّعُوا. وضَبَّةُ: حَيٌّ من العرب. وضَبَّةُ بنُ أُدٍّ: عَمُّ تَميم بن مُرٍّ. الأَزهري، في آخر العين مع الجيم: قال مُدرِكٌ الجَعْفَريّ: يقال فَرِّقُوا لِضَوالِّكُم بُغْياناً يُضِـبُّونَ لها أَي يَشْمَعِطُّونَ؛ فسُئِل عن ذلك، فقال: أَضَبُّوا لفُلانٍ أَي تَفَرَّقُوا في طَلَبه؛ وقد أَضَبَّ القومُ في بُغْيَتِهم أَي في ضالَّتِهم أَي تفَرَّقوا في طلبها. وضَبٌّ: اسم رجل. وأَبو ضَبٍّ: شاعر من هُذَيْل. <ص:543> (يتبع...) @(تابع... 1): ضبب: الضَّبُّ: دُوَيْبَّة من الحشرات معروف، وهو يشبه الوَرَلَ؛... ... والضِّبابُ: اسم رجل، وهو أَبو بطن، سمي بجمع الضَّبِّ؛ قال: لَعَمْري ! لقَد بَرَّ الضِّبابَ بَنُوهُ، * وبعضُ البَنِـينَ غُصَّةٌ وسُعالُ والنَّسَبُ اليه ضِـبابيٌّ، ولا يُرَدُّ في النَّسَب إِلى واحده لأَنه جُعِل اسماً للواحد كما تقول في النسب إِلى كِلابٍ: كِلابيّ. وضَبابٌ والضَّبابُ: اسم رجل أَيضاً، الأَول عن الأَعرابي؛ وأَنشد: نَكِدْتَ أَبَا زَبِـينةَ، إِذ سأَلْنا * بحاجَتِنا، ولم يَنْكَدْ ضَبابُ وروى بيت امرئِ القيس: وعَلَيْكِ، سَعْدَ بنَ الضَّبابِ، فسَمِّحِي * سَيْراً إِلى سَعْدٍ، عَلَيْكِ بسَعْدِ قال ابن سيده: هكذا أَنشده ابن جني، بفتح الضاد. وأَبو ضَبٍّ من كُناهم. والضُّبَيْبُ: فرسٌ معروف من خيل العرب، وله حديث. وضُبَيْبٌ: اسم وادٍ. وامرأةٌ ضِبْضِبٌ: سمينة. ورجلٌ ضُباضِبٌ، بالضم: غليظ سمين قصيرٌ فَحَّاش جَرِيءٌ. والضُّباضِبُ: الرجلُ الجَلْد الشديد؛ وربما استعمل في البعير. أَبو زيد: رجل ضِبْضِبٌ، وامرأَةٌ ضِبْضِـبةٌ، وهو الجريءُ على ما أَتى؛ وهو الأَبلَخُ أَيضاً، وامرأَة بَلْخاءُ: وهي الجَرِيئَة التي تَفْخَرُ على جيرانها. وضَبٌّ: اسم الجَبَل الذي مسجدُ الخَيْفِ في أَصْلِه، واللّه أَعلم.
@ضرب: الضرب معروف، والضَّرْبُ مصدر ضَرَبْتُه؛ وضَرَبَه يَضْرِبُه ضَرْباً وضَرَّبَه. ورجل ضارِبٌ وضَرُوبٌ وضَريبٌ وضَرِبٌ ومِضْرَبٌ، بكسر الميم: شديدُ الضَّرْب، أَو كثير الضَّرْب. والضَّريبُ: الـمَضْروبُ. والـمِضْرَبُ والـمِضْرابُ جميعاً: ما ضُرِبَ به. وضَارَبَهُ أَي جالَدَه. وتَضاربا واضْطَرَبا بمَعـنًى. وضَرَبَ الوَتِدَ يَضْرِبُه ضَرْباً: دَقَّه حتى رَسَب في الأَرض. ووَتِدٌ ضَرِيبٌ: مَضْرُوبٌ؛ هذه عن اللحياني. وضَرُبَتْ يَدُه: جاد ضَرْبُها. وضَرَبَ الدِّرْهمَ يَضْرِبُه ضَرْباً: طَبَعَه. وهذا دِرْهَمٌ ضَرْبُ الأَمير، ودِرْهَمٌ ضَرْبٌ؛ وَصَفُوه بالـمَصْدَر، ووَضَعُوه موضعَ الصفة، كقولهم ماءٌ سَكْبٌ وغَوْرٌ. وإِن شئت نَصَبْتَ على نيَّة المصدر، وهو الأَكثر، لأَنه ليس من اسم ما قَبْلَه ولا هو هو. واضْطَرَبَ خاتَماً: سأَل أَن يُضْرَبَ له. وفي الحديث: أَنه، صلى اللّه عليه وسلم، اضْطَرَبَ خاتماً من ذَهَب أَي أَمَرَ أَن يُضْرَبَ له ويُصاغَ؛ وهو افْتَعَل من الضَّرْبِ: الصِّياغةِ، والطاءُ بدل من التاءِ. وفي الحديث: يَضْطَرِبُ بناءً في المسجد أَي يَنْصِـبه ويُقِـيمهُ على أَوتادٍ مَضْروبة في الأَرض. ورجلٌ ضَرِبٌ: جَيِّدُ الضَّرْب. وضَرَبَت العَقْربُ تَضْرِبُ ضَرْباً: لَدَغَتْ. وضَرَبَ العِرْقُ والقَلْبُ يَضْرِبُ ضَرْباً وضَرَباناً: نَبَضَ وخَفَقَ. وضَرَبَ الجُرْحُ ضَرَباناً وضَرَبه العِرْقُ ضَرَباناً إِذا آلَـمَهُ. والضَّارِبُ: الـمُتَحَرِّك. والـمَوْجُ يَضْطَرِبُ أَي يَضْرِبُ بعضُه بعضاً. <ص:544> وتَضَرَّبَ الشيءُ واضْطَرَبَ: تَحَرَّكَ وماجَ. والاضطِرابُ: تَضَرُّبُ الولد في البَطْنِ. ويقال: اضْطَرَبَ الـحَبْل بين القوم إِذا اخْتَلَفَت كَلِـمَتُهم. واضْطَرَب أَمْره: اخْتَلَّ، وحديثٌ مُضْطَرِبُ السَّنَدِ، وأَمْرٌ مُضْطَرِبٌ. والاضْطِرابُ: الحركةُ. والاضطِرابُ: طُولٌ مع رَخاوة. ورجلٌ مُضْطَرِبُ الخَلْقِ: طَويلٌ غير شديد الأَسْرِ. واضْطَرَبَ البرقُ في السحاب: تَحَرَّكَ. والضَّريبُ: الرأْسُ؛ سمي بذلك لكثرة اضْطِرابه. وضَريبةُ السَّيْفِ ومَضْرَبُه ومَضْرِبُه ومَضْرَبَتُه ومَضْرِبَتُه: حَدُّه؛ حكى الأَخيرتين سيبويه، وقال: جعلوه اسماً كالـحَديدةِ، يعني أَنهما ليستا على الفعل. وقيل: هو دُون الظُّبَةِ، وقيل: هو نحوٌ من شِبْرٍ في طَرَفِه. والضَّريبةُ: ما ضَرَبْتَه بالسيفِ. والضَّريبة: الـمَضْروبُ بالسيف، وإِنما دخلته الهاءُ، وإِن كان بمعنى مفعول، لأَنه صار في عِدادِ الأَسماءِ، كالنَّطِـيحةِ والأَكِـيلَة. التهذيب: والضَّريبَة كلُّ شيءٍ ضربْتَه بسَيفِك من حيٍّ أَو مَيْتٍ. وأَنشد لجرير: وإِذا هَزَزْتَ ضَريبةً قَطَّعْتَها، * فمَضَيْتَ لا كَزِماً، ولا مَبْهُورا(1) (1 قوله لا كزماً بالزاي المنقوطة أي خائفاً.) ابن سيده: وربما سُمِّي السيفُ نفسُه ضَريبةً. وضُرِبَ بِـبَلِـيَّةٍ: رُمِـيَ بها، لأَن ذلك ضَرْبٌ. وضُرِبَتِ الشاةُ بلَوْنِ كذا أَي خولِطَتْ. ولذلك قال اللغَويون: الجَوْزاءُ من الغنم التي ضُرِبَ وَسَطُها ببَياضٍ، من أَعلاها إِلى أَسفلها.وضَرَبَ في الأَرضِ يَضرِبُ ضَرْباً وضَرَباناً ومَضْرَباً، بالفتح، خَرَجَ فيها تاجِراً أَو غازِياً، وقيل: أَسْرَعَ، وقيل: ذَهَب فيها، وقيل: سارَ في ابْتِغاءِ الرزق. يقال: إِن لي في أَلف درهم لـمَضْرَباً أَي ضَرْباً. والطيرُ الضَّوارِبُ: التي تَطْلُبُ الرِّزْقَ. وضَرَبْتُ في الأَرض أَبْتَغِـي الخَيْرَ من الرزق؛ قال اللّه، عز وجل: وإِذا ضَرَبْتُم في الأَرض؛ أَي سافرتم، وقوله تعالى: لا يسْـتَطِـيعُونَ ضَرْباً في الأَرض. يقال: ضَرَبَ في الأَرض إِذا سار فيها مسافراً فهو ضارِبٌ. والضَّرْبُ يقع على جميع الأَعمال، إِلا قليلاً. ضَرَبَ في التجارة وفي الأَرض وفي سبيل اللّه وضارَبه في المال، من الـمُضارَبة: وهي القِراضُ. والـمُضارَبةُ: أَن تعطي إِنساناً من مالك ما يَتَّجِرُ فيه على أَن يكون الربحُ بينكما، أَو يكونَ له سهمٌ معلومٌ من الرّبْح. وكأَنه مأْخوذ من الضَّرْب في الأَرض لطلب الرزق. قال اللّه تعالى: وآخَرُونَ يَضْرِبون في الأَرضِ يَبْتَغونَ من فَضْلِ اللّهِ؛ قال: وعلى قياس هذا المعنى، يقال للعامل: ضارِبٌ، لأَنه هو الذي يَضْرِبُ في الأَرضِ. قال: وجائز أَن يكون كل واحد من رب المال ومن العامل يسمى مُضارباً، لأَنَّ كل واحد منهما يُضارِبُ صاحِـبَه، وكذلك الـمُقارِضُ. وقال النَّضْرُ: الـمُضارِبُ صاحبُ المال والذي يأْخذ المالَ؛ كلاهما مُضارِبٌ: هذا يُضارِبُه وذاك يُضارِبُه. ويقال: فلان يَضْرِبُ الـمَجْدَ أَي يَكْسِـبُه ويَطْلُبُه؛ وقال الكميت: رَحْبُ الفِناءِ، اضْطِرابُ الـمَجْدِ رَغْبَتُه، * والـمَجْدُ أَنْفَعُ مَضْرُوبٍ لـمُضْطَرِبِ <ص:545> وفي حديث الزهري: لا تَصْلُح مُضارَبةُ مَن طُعْمَتُه حرام. قال: الـمُضارَبة أَن تُعْطِـيَ مالاً لغيرك يَتَّجِرُ فيه فيكون له سهم معلومٌ من الربح؛ وهي مُفاعَلة من الضَّرْب في الأَرض والسَّيرِ فيها للتجارة. وضَرَبَت الطيرُ: ذَهَبَتْ. والضَّرْب: الإِسراع في السَّير. وفي الحديث: لا تُضْرَبُ أَكباد الإِبل إِلاَّ إِلى ثلاثة مساجدَ أَي لا تُرْكَبُ ولا يُسارُ عليها. يقال: ضَرَبْتُ في الأَرض إِذا سافَرْتَ تَبْتَغِـي الرزقَ. والطَّيْرُ الضَّوارِبُ: الـمُخْتَرِقاتُ في الأَرضِ، الطالِـباتُ أَرزاقَها. وضَرَبَ في سبيل اللّه يَضْرِبُ ضَرْباً: نَهَضَ. وضَرَبَ بنَفْسه الأَرضَ ضَرْباً: أَقام، فهو ضِدٌّ. وضَرَبَ البعيرُ في جَهازِه أَي نَفَرَ، فلم يَزَلْ يَلْتَبِـطُ ويَنْزُو حتى طَوَّحَ عنه كُلَّ ما عليه من أَداتِه وحِمْلِه. وضَرَبَتْ فيهم فلانةُ بعِرْقٍ ذي أَشَبٍ أَي التِـباسٍ أَي أَفْسَدَتْ نَسَبَهُمْ بولادَتِها فيهم، وقيل: عَرَّقَتْ فيهم عِرقَ سَوْءٍ. وفي حديث عليّ قال: إِذا كان كذا، وذكَرَ فِتْنةً، ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّين بذَنَبه؛ قال أَبو منصور: أَي أَسْرَع الذهابَ في الأَرض فراراً من الفتن؛ وقيل: أَسرع الذهابَ في الأَرض بأَتْباعه، ويُقالُ للأَتْباع: أَذْنابٌ. قال أَبو زيد: جاءَ فلانٌ يَضْرِبُ ويُذَبِّبُ أَي يُسْرِع؛ وقال الـمُسَيَّب: فإِنَّ الذي كُنْتُمُ تَحْذَرُونْ، * أَتَتْنا عُيونٌ به تَضْرِبُ قال وأَنشدني بعضهم: ولكنْ يُجابُ الـمُسْتَغِيثُ وخَيْلُهم، * عليها كُماةٌ، بالـمَنِـيَّة، تَضْرِبُ أَي تُسْرِعُ. وضَرَبَ بيدِه إِلى كذا: أَهْوَى. وضَرَبَ على يَدِه: أَمْسَكَ. وضَرَبَ على يَدِه: كَفَّهُ عن الشيءِ. وضَرَبَ على يَدِ فُلانٍ إِذا حَجر عليه. الليث: ضَرَبَ يَدَه إِلى عَمَلِ كذا، وضَرَبَ على يَدِ فُلانٍ إِذا منعه من أَمرٍ أَخَذَ فيه، كقولك حَجَرَ عليه. وفي حديث ابن عمر: فأَرَدْتُ أَن أَضْرِبَ على يَدِه أَي أَعْقِدَ معه البيع، لأَن من عادة المتبايعين أَن يَضَعَ أَحدُهما يَدَه في يد الآخر، عند عَقْدِ التَّبايُع. وفي الحديث: حتى ضَرَبَ الناسُ بعَطَنٍ أَي رَوِيَتْ إِبلُهم حَتى بَرَكَتْ، وأَقامت مكانَها. وضارَبْتُ الرجلَ مُضارَبةً وضِراباً وتضارَبَ القومُ واضْطَرَبُوا: ضَرَبَ بعضُهم بعضاً. وضارَبَني فَضَرَبْتُه أَضْرُبُه: كنتُ أَشَدَّ ضَرْباً منه. وضَرَبَتِ الـمَخاضُ إِذا شالتْ بأَذْنابها، ثم ضَرَبَتْ بها فُروجَها ومَشَت، فهي ضَوارِبُ. وناقة ضاربٌ وضاربة: فضارِبٌ، على النَّسَب؛ وضاربةٌ، على الفِعْل. وقيل: الضَّوارِبُ من الإِبل التي تمتنع بعد اللِّقاح، فتُعِزُّ أَنْفُسَها، فلا يُقْدَرُ على حَلْبها. أَبو زيد: ناقة ضاربٌ، وهي التي تكون ذَلُولاً، فإِذا لَقِحَتْ ضَرَبَتْ حالبَها من قُدَّامها؛ وأَنشد: بأَبوال الـمَخاضِ الضَّوارِبِ وقال أَبو عبيدة: أَراد جمع ناقةٍ ضارِب، رواه ابنُ هانئ. وضَرَبَ الفحلُ الناقةَ يضْرِبُها ضِراباً: نكحها؛ قال سيبويه: ضَرَبها الفحْلُ ضِراباً كالنكاح، قال: <ص:546> والقياس ضَرْباً، ولا يقولونه كما لا يقولون: نَكْحاً، وهو القياس. وناقةٌ ضارِبٌ: ضَرَبها الفحلُ، على النَّسب. وناقةٌ تَضْرابٌ: كضارِبٍ؛ وقال اللحياني: هي التي ضُرِبَتْ، فلم يُدْرَ أَلاقِـحٌ هي أَم غير لاقح.وفي الحديث: أَنه نَهى عن ضِرابِ الجَمَل، هو نَزْوُه على الأُنثى، والمراد بالنهي: ما يؤْخذ عليه من الأُجرة، لا عن نفس الضِّرابِ، وتقديرُه: نَهى عن ثمن ضِرابِ الجمَل، كنهيه عن عَسِـيبِ الفَحْل أَي عن ثمنه. يقال: ضَرَبَ الجَمَلُ الناقة يَضْرِبُها إِذا نَزا عليها؛ وأَضْرَبَ فلانٌ ناقتَه أَي أَنْزَى الفَحْلَ عليها. ومنه الحديثُ الآخَر: ضِرابُ الفَحْلِ من السُّحْتِ أَي إِنه حرام، وهذا عامٌّ في كل فحل. والضَّارِبُ: الناقة التي تَضْرِبُ حالبَها. وأَتَتِ الناقةُ على مَضْرِبها، بالكسر، أَي على زَمَنِ ضِرابها، والوقت الذي ضَرَبَها الفحلُ فيه. جعلوا الزمان كالمكان. وقد أَضْرَبْتُ الفَحْلَ الناقةَ فضَرَبها، وأَضْرَبْتُها إِياه؛ الأَخيرةُ على السَّعة. وقد أَضْرَبَ الرجلُ الفحلَ الناقةَ، فضَرَبها ضِراباً. وضَريبُ الـحَمْضِ: رَدِيئُه وما أُكِلَ خَيْرُه وبَقِـيَ شَرُّه وأُصولُه، ويقال: هو ما تَكَسَّر منه. والضَّريبُ: الصَّقِـيعُ والجَليدُ.وضُرِبَتِ الأَرضُ ضَرْباً وجُلِدَتْ وصُقِعَتْ: أَصابها الضَّريبُ، كما تقول طُلَّتْ من الطَّلِّ. قال أَبو حنيفة: ضَرِبَ النباتُ ضَرَباً فهو ضَرِبٌ: ضَرَبَه البَرْدُ، فأَضَرَّ به. وأَضْرَبَتِ السَّمائمُ الماءَ إِذا أَنْشَفَتْه حتى تُسْقِـيَهُ الأَرضَ. وأَضْرَبَ البَرْدُ والريحُ النَّباتَ، حتى ضَرِبَ ضَرَباً فهو ضَرِبٌ إِذا اشتَدَّ عليه القُرُّ، وضَرَبَهُ البَرْدُ حتى يَبِسَ. وضُرِبَتِ الأَرضُ، وأَضْرَبَها الضَّريبُ، وضُرِبَ البقلُ وجُلِدَ وصُقِعَ، وأَصْبَحَتِ الأَرضُ جَلِدَة وصَقِعَةً وضَرِبَـةً. ويقال للنبات: ضَرِبٌ ومَضْرب؛ وضَرِبَ البقلُ وجَلِدَ وصَقِعَ، وأَضْرَبَ الناسُ وأَجْلَدُوا وأَصْقَعُوا: كل هذا من الضَّريبِ والجَلِـيدِ والصَّقِـيعِ الذي يَقَعُ بالأَرض. وفي الحديث: ذاكرُ اللّه في الغافلين مثلُ الشَّجَرة الخَضْراءِ، وَسَطَ الشَّجَر الذي تَحاتَّ من الضَّريبِ، وهو الأَزيزُ أَي البَرْدُ والجَلِـيدُ. أَبو زيد: الأَرضُ ضَرِبةٌ إِذا أَصابها الجَلِـيدُ فأَحْرَقَ نَباتَها، وقد ضَرِبَت الأَرضُ ضَرَباً، وأَضْرَبَها الضَّريب إِضْراباً. والضَّرَبُ، بالتحريك: العَسل الأَبيض الغليظ، يذكر ويؤَنث؛ قال أَبو ذُؤَيْب الـهُذَلي في تأْنيثه: وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَـأْوِي مَلِـيكُها * إِلى طُنُفٍ؛ أَعْيا، بِراقٍ ونازِلِ وخَبَرُ ما في قوله: بأَطْيَبَ مِن فيها، إِذا جِئْتَ طارِقاً، * وأَشْهَى، إِذا نامَتْ كلابُ الأَسافِل يَـأْوي مَلِـيكُها أَي يَعْسُوبُها؛ ويَعْسوب النحل: أَميره؛ والطُّنُفُ: حَيَدٌ يَنْدُر من الجَبَل، قد أَعْيا بمن يَرْقَى ومن يَنْزِلُ. وقوله: كلابُ الأَسافل: يريد أَسافلَ الـحَيِّ، لأَن مَواشيَهم لا تَبِـيتُ معهم فرُعاتُها، وأَصحابُها لا ينامون إِلا آخِرَ من يَنامُ، لاشتغالهم بحَلْبها. <ص:547>
وقيل: الضَّرَبُ عَسَلُ البَرِّ؛ قال الشَّمَّاخُ:
كأَنَّ عُيونَ النَّاظِرينَ يَشُوقُها، * بها ضَرَبٌ طابَتْ يَدا مَنْ يَشُورُها والضَّرْبُ، بتسكين الراء: لغة فيه؛ حكاه أَبو حنيفة قال: وذاك قليل. والضَّرَبَةُ: الضَّرَبُ؛ وقيل: هي الطائفة منه. واسْتَضْرَبَ العسلُ: غَلُظَ وابْيَضَّ وصار ضَرَباً، كقولهم: اسْتَنْوَقَ الجملُ، واسْتَتْيَسَ العَنْزُ، بمعنى التَّحَوُّلِ من حالٍ إِلى حالٍ؛ وأَنشد: .................. كأَنـَّما * رِيقَتُه مِسْكٌ، عليه ضَرَب والضَّريبُ: الشَّهْدُ؛ وأَنشد بعضهم قولَ الجُمَيْح: يَدِبُّ حُمَيَّا الكَـأْسِ فيهم، إِذا انْتَشَوا، * دَبِـيبَ الدُّجَى، وَسْطَ الضَّريبِ الـمُعَسَّلِ وعسلٌ ضَريبٌ: مُسْتَضْرِبٌ. وفي حديث الحجاج: لأَجْزُرَنَّكَ جَزْرَ الضَّرَبِ؛ هو بفتح الراءِ: العسل الأَبيض الغليظ، ويروى بالصاد: وهو العسل الأَحمر. والضَّرْبُ: الـمَطَر الخفيف. الأَصمعي: الدِّيمَةُ مَطَر يَدُوم مع سُكُونٍ، والضَّرْبُ فوق ذلك قليلاً. والضَّرْبةُ: الدَّفْعَةُ من المطر وقد ضَرَبَتْهم السماءُ. وأَضْرَبْتُ عن الشيءِ: كَفَفْتُ وأَعْرَضْتُ. وضَرَبَ عنه الذِّكْرَ وأَضْرَبَ عنه: صَرَفَه. وأَضْرَبَ عنه أَي أَعْرَض. وقولُه عز وجل: أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً؟ أَي نُهْمِلكم، فلا نُعَرِّفُكم ما يَجب عليكم، لأَنْ كنتم قوماً مُسْرِفين أَي لأَنْ أَسْرَفْتُمْ. والأَصل في قوله: ضَرَبْتُ عنه الذِّكْرَ، أَن الراكب إِذا رَكِبَ دابة فأَراد أَن يَصْرِفَه عن جِهَتِه، ضَرَبه بعَصاه، ليَعْدِلَه عن الجهة التي يُريدها، فوُضِعَ الضَّرْبُ موضعَ الصَّرْفِ والعَدْلِ. يقال: ضَرَبْتُ عنه وأَضْرَبْتُ. وقيل في قَولِهِ: أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكر صَفْحاً: إِن معناه أَفَنَضْرِبُ القرآنَ عنكم، ولا نَدْعُوكم إِلى الإِيمان به صَفْحاً أَي مُعْرِضين عنكم. أَقامَ صَفْحاً وهو مصدر مقامَ صافِحين. وهذا تَقْريع لهم، وإِيجابٌ للحجة عليهم، وإِن كان لفظه لفظ استفهام. ويقال: ضَرَبْتُ فلاناً عن فلان أَي كففته عنه، فأَضْرَبَ عنه إِضْراباً إِذا كَفَّ. وأَضْرَبَ فلانٌ عن الأَمر فهو مُضْرِبٌ إِذا كَفَّ؛ وأَنشد: أَصْبَحْتُ عن طَلَبِ الـمَعِـيشةِ مُضْرِباً، * لَـمَّا وَثِقْتُ بأَنَّ مالَكَ مالِـي ومثله: أَيَحْسَبُ الإِنسانُ أَن يُتْركَ سُـدًى؟ وأَضْرَبَ أَي أَطْرَقَ. تقول رأَيتُ حَيَّـةً مُضْرِباً إِذا كانت ساكنة لا تتحرّك. والـمُضْرِبُ: الـمُقِـيمُ في البيت؛ وأَضْرَبَ الرجلُ في البيت: أَقام؛ (يتبع...) @(تابع... 1): ضرب: الضرب معروف، والضَّرْبُ مصدر ضَرَبْتُه؛ وضَرَبَه يَضْرِبُه... ... قال ابن السكيت: سمعتها من جماعة من الأَعراب. ويقال: أَضْرَبَ خُبْزُ الـمَلَّةِ، فهو مُضْرِبٌ إِذا نَضِجَ، وآنَ له أَنْ يُضْرَبَ بالعَصا، ويُنْفَضَ عنه رَمادُه وتُرابُه، وخُبْزٌ مُضْرِبٌ ومَضْرُوبٌ؛ قال ذو الرمة يصف خُبْزَةً: ومَضْرُوبةٍ، في غيرِ ذَنْبٍ، بَريئةٍ، * كَسَرْتُ لأَصْحابي، على عَجَلٍ، كَسْرَا وقد ضَرَبَ بالقِداحِ، والضَّريبُ والضَّارِبُ: الـمُوَكَّلُ بالقِداحِ، وقيل: الذي يَضْرِبُ بها؛ <ص:548>
قال سيبويه: هو فعيل بمعنى فاعل، قال: هو ضَريبُ قداحٍ؛ قال: ومثله قول طَريفِ بن مالك العَنْبَريّ:
أَوَكُـلَّما وَرَدَتْ عُكاظَ قَبيلةٌ، * بَعَثُوا إِليَّ عَريفَهم يَتَوَسَّمُ إِنما يريد عارِفَهم. وجمع الضَّريب: ضُرَبَاءُ؛ قال أَبو ذُؤَيب: فَوَرَدْنَ، والعَيُّوقُ مَقْعَدُ رابـئِ الــ * ــضُّرَباءِ، خَلْفَ النَّجْم لا يَتَتَلَّعُ والضَّريب: القِدْحُ الثالث من قِداحِ الـمَيْسر. وذكر اللحياني أَسماءَ قِداحِ الـمَيْسر الأَول والثاني، ثم قال: والثالث الرقيب، وبعضُهم يُسميه الضَّريبَ، وفيه ثلاثة فروض وله غُنْم ثلاثةِ أَنْصباء إِن فاز، وعليه غُرْمُ ثلاثةِ أَنْصِـباء إِن لم يَفُزْ. وقال غيره: ضَريبُ القِداحِ: هو الـمُوَكَّل بها؛ وأَنشد للكميت: وعَدَّ الرقيبُ خِصالَ الضَّريــ * ــب، لا عَنْ أَفانِـينَ وَكْساً قِمارَا وضَرَبْتُ الشيءَ بالشيءِ وضَرَّبته: خَلَطْتُه. وضَرَبْتُ بينهم في الشَّرِّ: خَلَطْتُ. والتَّضريبُ بين القوم: الإِغْراء. والضَّريبة: الصوفُ أَو الشَّعَر يُنْفَش ثم يُدْرَجُ ويُشَدُّ بخيط ليُغْزَل، فهي ضَرائب. والضريبة: الصوفُ يُضْرَبُ بالـمِطْرَقِ. غيره: الضَّريبةُ القِطْعة من القُطْنِ، وقيل من القطن والصوف. وضَريبُ الشَّوْلِ: لَبَنٌ يُحْلَبُ بعضُه على بعض فهو الضريبُ. ابن سيده: الضَّريبُ من اللبن: الذي يُحْلَب من عِدَّةِ لِقاح في إِناء واحد، فيُضْرَبُ بعضُه ببعض، ولا يقال ضَريبٌ لأَقَلَّ من لبنِ ثلاثِ أَنْيُقٍ. قال بعض أَهل البادية: لا يكون ضَريباً إِلا من عِدَّة من الإِبل، فمنه ما يكون رَقيقاً ومنه ما يكون خائِراً؛ قال ابن أَحمر: وما كنتُ أَخْشَى أَن تكونَ مَنِـيَّتِـي * ضَريبَ جِلادِ الشَّوْلِ، خَمْطاً وصافِـيا أَي سَبَبُ منيتي فَحَذَف. وقيل: هو ضَريبٌ إِذا حُلِبَ عليه من الليل، ثم حُلِبَ عليه من الغَدِ، فضُرِبَ به. ابن الأَعرابي: الضَّريبُ: الشَّكْلُ في القَدِّ والخَلْقِ. ويقال: فلانٌ ضَريبُ فلانٍ أَي نظيره، وضَريبُ الشيءِ مثلُه وشكله. ابن سيده: الضَّرْبُ الـمِثْل والشَّبيهُ، وجمعه ضُرُوبٌ. وهو الضَّريبُ، وجمعه ضُرَباء. وفي حديث ابن عبدالعزيز: إِذا ذَهَبَ هذا وضُرَباؤُه: هم الأَمْثالُ والنُّظَراء، واحدهم ضَريبٌ. والضَّرائبُ: الأَشْكالُ. وقوله عز وجل: كذلك يَضْرِبُ اللّهُ الحقَّ والباطلَ؛ أَي يُمَثِّلُ اللّهُ الحقَّ والباطلَ، حيث ضَرَبَ مثلاً للحق والباطل والكافر والمؤمن في هذه الآية. ومعنى قوله عز وجل: واضْرِبْ لهم مثلاً؛ أَي اذْكُرْ لهم و مَثِّلْ لهم.يقال: عندي من هذا الضَّرْبِ شيءٌ كثير أَي من هذا الـمِثالِ. وهذه الأَشياءُ على ضَرْبٍ واحدٍ أَي على مِثالٍ. قال ابن عرفة: ضَرْبُ الأَمْثال اعتبارُ الشيء بغيرِه. وقوله تعالى: واضْرِبْ لهم مثلاً أَصحابَ القَرْيةِ؛ قال أَبو إِسحق: معناه اذْكُرْ لهم مَثَـلاً. ويقال: هذه الأَشياء على هذا الضَّرْب أَي على هذا الـمِثالِ، فمعنى اضْرِبْ لهم مَثَلاً: مَثِّلْ لهم مَثَـلاً؛ قال: ومَثَـلاً منصوب لأَنه مفعول به، ونَصَبَ قوله أَصحابَ القرية، لأَنه بدل من قوله مثلاً، كأَنه قال: اذْكُرْ لهم أَصحابَ القرية أَي خَبَر أَصحاب القرية. <ص:549> والضَّرْبُ من بيت الشِّعْر: آخرُه، كقوله: «فَحَوْمَلِ» من قوله: بسقْطِ اللِّوَى بين الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ والجمع: أَضْرُبٌ وضُرُوبٌ. والضَّوارِبُ: كالرِّحابِ في الأَوْدية، واحدها ضارِب. وقيل: الضارِبُ المكان الـمُطمئِنّ من الأَرضِ به شَجَرٌ، والجمعُ كالجَمع، قال ذو الرمة: قد اكْتَفَلَتْ بالـحَزْنِ، واعْوَجَّ دُونَها * ضَواربُ، من غَسَّانَ، مُعْوَجَّةٌ سَدْرَا(1)
(1 قوله «من غسان» الذي في المحكم من خفان بفتح فشدّ أيضاً ولعله روي بهما اذ هما موضعان كما في ياقوت وأنشده في ك ف ل تجتابه سدرا وأنشده في الأساس مجتابة سدراً.)
وقيل: الضارِبُ قِطْعة من الأَرض غليظة، تَسْـتَطِـيلُ في السَّهْل. والضارِبُ: المكانُ ذو الشجر. والضَّارِبُ: الوادي الذي يكون فيه الشجر. يقال: عليك بذلك الضَّارِبِ فأَنْزِلْه؛ وأَنشد: لَعمرُكَ إِنَّ البيتَ بالضارِبِ الذي * رَأَيتَ، وإِنْ لم آتِه، لِـيَ شَائِقُ والضاربُ: السابحُ في الماءِ؛ قال ذو الرمة: لياليَ اللَّهْوِ تُطْبِـينِي فأَتْبَعُه، * كأَنـَّنِـي ضارِبٌ في غَمْرةٍ لَعِبُ والضَّرْبُ: الرَّجل الخفيفُ اللحم؛ وقيل: النَّدْبُ الماضي الذي ليس برَهْل؛ قال طرفة: أَنا الرجلُ الضَّرْبُ، الذي تَعْرِفُونَه، * خَشاشٌ كرأْسِ الـحَيَّةِ الـمُتَوَقِّدِ وفي صفة موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: أَنه ضَرْبٌ من الرجال؛ هو الخفيف اللحم، الـمَمْشُوقُ الـمُسْتَدِقُّ. وفي رواية: فإِذا رجلٌ مُضْطَرِبٌ رَجْلُ الرأْسِ، وهو مُفتَعلٌ من الضَّرْبِ، والطاء بدل من تاء الافتعال. وفي صفة الدجال: طُوَالٌ ضَرْبٌ من الرجال؛ وقول أَبي العِـيالِ: صُلاةُ الـحَرْبِ لم تُخْشِعْـ * ـهُمُ، ومَصَالِتٌ ضُرُبُ قال ابن جني: ضُرُبٌ جمع ضَرْبٍ، وقد يجوز أَن يكون جمع ضَرُوب. وضَرَّبَ النَّجَّادُ الـمُضَرَّبةَ إِذا خاطَها. والضَّريبة: الطبيعة والسَّجِـيَّة، وهذه ضَريبَتُه التي ضُرِبَ عليها وضُرِبَها. وضُرِبَ، عن اللحياني، لم يزد على ذلك شيئاً أَي طُبِـعَ. وفي الحديث: أَنَّ الـمُسْلِمَ الـمُسَدِّدَ لَـيُدْرِكُ دَرَجةَ الصُّوَّامِ، بحُسنِ ضَرِيبَتِه أَي سَجِـيَّته وطبيعته. تقول: فلانٌ كَريمُ الضَّرِيبة، ولَئيم الضَّرِيبةِ، وكذلك تقول في النَّحِـيتَةِ والسَّلِـيقةِ والنَّحِـيزَة والتُّوسِ؟ والسُّوسِ والغَرِيزةِ والنِّحَاسِ والخِـيمِ. والضَّريبةُ: الخلِـيقةُ. يقال: خُلِقَ الناسُ على ضَرَائبَ شَتَّى. ويقال: إِنه لكريمُ الضَّرائبِ. والضَّرْبُ: الصِّفَة. والضَّرْبُ: الصِّنْفُ من الأَشياءِ. ويقال: هذا من ضَرْبِ ذلك أَي من نحوه وصِنْفِه، والجمع ضُروبٌ؛ أَنشد ثعلب: أَراكَ من الضَّرْبِ الذي يَجْمَعُ الـهَوَى، * وحَوْلَكَ نِسْوانٌ، لَـهُنَّ ضُرُوبُ وكذلك الضَّرِيبُ. وضَرَبَ اللّه مَثَلاً أَي وَصَفَ وبَيَّن، وقولهم: ضَرَبَ له المثلَ بكذا، إِنما معناه بَيَّن له ضَرْباً من الأَمثال أَي صِنْفاً منها. وقد تَكَرَّر في الحديث <ص:550>
ضَرْبُ الأَمْثالِ، وهو اعْتبارُ الشيء بغيره وتمثيلُه به. والضَّرْبُ: الـمِثالُ.
والضَّرِيبُ: النَّصِـيبُ. والضَّرِيبُ: البَطْنُ من الناس وغيرهم. والضَّرِيبةُ: واحدةُ الضَّرائِبِ التي تُؤْخَذ في الأَرْصاد والجِزْية ونحوها؛ ومنه ضَريبة العَبْدِ: وهي غَلَّتُه. وفي حديث الـحَجَّامِ: كم ضَرِيبَتُكَ؟ الضَّرِيبة: ما يؤَدِّي العبدُ إِلى سيده من الخَراجِ الـمُقَرَّرِ عليه؛ وهي فَعِـيلة بمعنى مَفْعولة، وتُجْمَعُ على ضرائبَ. ومنه حديث الإِماءِ اللاَّتي كان عليهنَّ لـمَواليهنَّ ضَرائبُ. يقال: كم ضَرِيبةُ عبدك في كل شهر؟ والضَّرَائبُ: ضَرائِبُ الأَرَضِـينَ، وهي وظائِفُ الخَراجِ عليها. وضَرَبَ على العَبدِ الإِتاوَةَ ضَرْباً: أَوْجَبَها عليه بالتأْجيل. والاسم: الضَّرِيبةُ. وضَارَبَ فلانٌ لفُلانٍ في ماله إِذا اتجر فيه، وقارَضَه. وما يُعْرَفُ لفُلانٍ مَضرَبُ ومَضرِبُ عَسَلَةٍ، ولا يُعْرَفُ فيه مَضْرَبُ ومَضرِبُ عَسَلةٍ أَي من النَّسبِ والمال. يقال ذلك إِذا لم يكن له نَسَبٌ مَعْروفٌ، ولا يُعْرَفُ إِعْراقُه في نَسَبه. ابن سيده: ما يُعْرَفُ له مَضْرِبُ عَسَلة أَي أَصْلٌ ولا قَوْمٌ ولا أَبٌ ولا شَرَفٌ.والضارِبُ: الليلُ الذي ذَهَبَتْ ظُلْمته يميناً وشمالاً ومَـلأَتِ الدنيا. وضَرَبَ الليلُ بأَرْواقِه: أَقْبَلَ؛ قال حُمَيد: سَرَى مِثْلَ نَبْضِ العِرْقِ، والليلُ ضارِبٌ * بأَرْواقِه، والصُّبْحُ قد كادَ يَسْطَعُ وقال: يا ليتَ أُمَّ الغَمْرِ كانَتْ صاحِـبـي، ورَابَعَتْني تَحْتَ ليلٍ ضارِبِ، بسَاعِدٍ فَعْمٍ، وكَفٍّ خاضِبِ والضَّارِبُ: الطَّويلُ من كُلِّ شيءٍ. ومنه قوله: ورابعتني تحت ليل ضارب وضَرَبَ الليلُ عليهم طال؛ قال: ضَرَبَ الليلُ عليهمْ فَرَكَدْ وقوله تعالى: فَضَرَبنا على آذانهم في الكَهْفِ سنينَ عَدَداً؛ قال الزّجاج: مَنَعْناهم السَّمْعَ أَن يَسْمَعُوا، والمعنى: أَنَمْناهم ومَنَعْناهم أَن يَسْمَعُوا، لأَن النائم إِذا سمع انْـتَبه. والأَصل في ذلك: أَنَّ النائم لا يسمع إِذا نام. وفي الحديث: فَضَرَبَ اللّه على أَصْمِخَتهم أَي نامُوا فلم يَنْتَبِهُوا، والصِّمَاخُ: ثَقْبُ الأُذُن. وفي الحديث: فَضُرِبَ على آذانهم؛ هو كناية عن النوم؛ ومعناه: حُجِبَ الصَّوتُ والـحِسُّ أَنْ يَلِجَا آذانَهم فَيَنْتَبهوا، فكأَنها قد ضُرِبَ عليها حِجابٌ. ومنه حديث أَبي ذر: ضُرِبَ على أَصْمِخَتهم، فما يَطُوفُ بالبيت أَحدٌ. وقولهم: فَضَرَب الدهرُ ضَرَبانَه، كقولهم: فَقَضَى من القَضَاءِ، وضَرَبَ الدهْرُ من ضَرَبانِه أَنْ كان كذا وكذا. وقال أَبو عبيدة: ضَرَبَ الدهْرُ بَيْنَنا أَي بَعَّدَ ما بَيْنَنا؛ قال ذو الرمة: فإِنْ تَضْرِبِ الأَيـَّامُ، يا مَيّ، بينَنا، * فلا ناشِرٌ سِرّاً، ولا مُتَغَيِّرُ وفي الحديث: فضَرَبَ الدهرُ مِنْ ضَرَبانِه، ويروى: من ضَرْبِه أَي مَرَّ من مُروره وذَهَبَ بعضُه. وجاءَ مُضْطَرِبَ العِنانِ أَي مُنْفَرِداً مُنْهَزِماً. وضَرَّبَتْ عينُه: غارَتْ كَحجَّلَتْ. <ص:551> والضَّرِيبةُ: اسمُ رجلٍ من العرب. والـمَضْرَبُ: العَظْمُ الذي فيه مُخٌّ؛ تقول للشاة إِذا كانت مَهْزُولةً: ما يُرِمُّ منها مَضْرَبٌ أَي إِذا كُسِرَ عظم من عظامها أَو قَصَبِها، لم يُصَبْ فيه مُخٌّ. والـمِضْرابُ: الذي يُضْرَبُ به العُود. وفي الحديث: الصُّداعُ ضَرَبانٌ في الصُّدْغَيْنِ. ضَرَبَ العِرْقُ ضَرْباً وضَرَباناً إِذا تحرَّك بقوَّةٍ. وفي حديث عائشة: عَتَبُوا على عثمانَ ضَرْبَةَ السَّوطِ والعصا أَي كان مَنْ قَبْلَه يَضْرِبُ في العقوبات بالدِّرَّة والنَّعْل، فخالفهم. وفي الحديث: النهي عن ضَرْبةِ الغائِص هو أَن يقول الغائِصُ في البحر للتاجر: أَغُوصُ غَوْصَةً، فما أَخرجته فهو لك بكذا، فيتفقان على ذلك، ونَهَى عنه لأَنه غَرَر. ابن الأَعرابي: الـمَضارِبُ الـحِـيَلُ في الـحُروب. والتَّضْريبُ: تَحْريضٌ للشُّجاعِ في الحرب. يقال: ضَرَّبه وحَرَّضَه. والـمِضْرَبُ: فُسْطاط الـمَلِك. والبِساطُ مُضَرَّبٌ إِذا كان مَخِـيطاً. ويقال للرجل إِذا خافَ شيئاً، فَخَرِق في الأَرض جُبْناً: قد ضَرَبَ بذَقَنِه الأَرضَ؛ قال الراعي يصِفُ غِرباناً خافَتْ صَقْراً: ضَوارِبُ بالأَذْقانِ من ذِي شَكِـيمةٍ، * إِذا ما هَوَى، كالنَّيْزَكِ الـمُتَوَقِّدِ أَي من صَقْر ذي شكيمة، وهي شدّة نفسه. ويقال: رأَيت ضَرْبَ نساءٍ أَي رأَيت نساءً؛ وقال الراعي: وضَرْبَ نِساءٍ لو رآهنَّ ضارِبٌ، * له ظُلَّةٌ في قُلَّةٍ، ظَلَّ رانِـيا(1)
(1 قوله «وقال الراعي: وضرب نساء» كذا أنشده في التكملة بنصب ضرب وروي راهب بدل ضارب.)
قال أَبو زيد: يقال ضَرَبْتُ له الأَرضَ كلَّها أَي طَلَبْتُه في كل الأَرض. ويقال: ضَرَبَ فلانٌ الغائط إِذا مَضَى إِلى موضع يَقْضِـي فيه حاجتَه. ويقال: فلانٌ أَعْزَبُ عَقْلاً من ضارِبٍ، يريدون هذا المعنى. ابن الأَعرابي: ضَرْبُ الأَرضِ البولُ(2) (2 قوله «ضرب الأرض البول إلخ» كذا بهذا الضبط في التهذيب.) والغائطُ في حُفَرها. وفي حديث الـمُغِيرة: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، انْطَلَقَ حتى تَوارَى عني، فضَرَبَ الخَلاَءَ ثم جاء يقال: ذَهَبَ يَضْرِبُ الغائطَ والخلاءَ والأَرْضَ إِذا ذهب لقضاء الحاجة. ومنه الحديث: لا يَذْهَب الرَّجُلانِ يَضرِبانِ الغائطَ يَتَحَدَّثانِ.
@ضغب: الضَّاغِبُ: الرَّجُل. وفي المحكم: الضَّاغِبُ الذي يَخْتَبِـئُ في الخَمَرِ، فيُفْزِعُ الإِنسانَ بمِثْلِ صَوْتِ السَّبُع أَو الأَسد أَو الوحش، حكاه أَبو حنيفة، وأَنشد: يا أَيـُّها الضاغِبُ بالغُمْلُولْ، * إِنَّكَ غُولٌ، وَلَدَتْكَ غُولْ هكذا أَنشده بالإِسكان، والصحيح بالإِطلاق، وإِن كان فيه حينئذ إِقْواء. وقد ضَغَبَ فهو ضاغِبٌ. والضَّغِـيبُ والضُّغابُ: صَوْتُ الأَرنب والذئب؛ ضَغَبَ يَضْغَبُ ضَغِـيباً؛ <ص:552>
وقيل: هو تَضَوُّر الأَرْنب عند أَخذها، واستعاره بعضُ الشعراء للَّبَن، فقال أَنشده ثعلب:
كأَنَّ ضَغِـيبَ الـمَحْضِ في حَاويائِه، * مَعَ التَّمْرِ أَحْياناً، ضَغِـيبُ الأَرانِبِ والضَّغِـيبُ: صوتُ تَقَلْقُل الجُرْدانِ في قُنْبِ الفَرَسِ، وليس له فِعْلٌ. قال أَبو حنيفة: وأَرضٌ مُضْغَبَةٌ كثيرةُ الضَّغابِـيس، وهي صِغار القِثَّاء. ورجل ضَغْبٌ(1) (1 قوله «ورجل ضغب إلخ» ضبط في المحكم بكسر الغين المعجمة وفي القاموس بسكونها.) ، وامرأَة ضَغْبةٌ إِذا اشْتهيا الضَّغابِـيسَ، أُسْقِطَتِ السينُ منه لأَنها آخر حروف الاسم، كما قيل في تصغير فرَزْدَقٍ: فُرَيْزِدٌ. ومن كلام امرأَة من العرب: وإِنْ ذَكَرْتِ الضَّغابِـيسَ فإِنّي ضَغِـبةٌ. ولَيْسَتِ الضَّغِـبة من لفظ الضُّغْبُوسِ، لأَن الضَّغِـبَةَ ثُلاثِـيٌّ، والضُّغْبوسُ رُباعيّ، فهو إِذَنْ من بابِ لأْآلٍ. @ضنب: ضَنَبَ به الأَرضَ ضَنْباً: ضَرَبها بِهِ، وضَبَنَ به ضَبْناً: قبَضَ عليه؛ كلاهما عن كراع. @ضهب: تَضْهِـيبُ القَوْسِ والرُّمْح: عَرْضُهما على النار عند التَّثْقيف. وضَهَّبه بالنار: لَوَّحَه وغَيَّره. وضَهَّبَ اللحم: شَوَاه على حِجارةٍ مُحْماة، فهو مُضَهَّبٌ. وقيل: ضَهَّبَه شَواه ولم يُبالغ في نُضْجِه. أَبو عمرو: لحم مُضَهَّبٌ مَشْوِيٌّ على النار ولم يَنْضَجْ؛ قال امرؤ القيس: نَمُشُّ بِأَعْرافِ الجِـيادِ أَكُفَّنا، * إِذا نَحْنُ قُمْنا عَن شِواءٍ مُضَهَّبِ أَبو عمرو: إِذا أَدْخَلْتَ اللحمَ النارَ، ولم تُبالغ في نُضْجِه قلتَ: ضَهَّبْتُه فهو مُضَهَّبٌ. وقال الليث: اللحم الـمُضَهَّبُ الذي قد شُوِيَ على جَمْرٍ مُحْمًى. ابن الأَعرابي: الضَّهْباء القَوْسُ التي عَمِلَتْ فيها النارُ، والضَّبْحاءُ مِثْلُها. الأَزهري في ترجمة هضب وفي النوادر: هَضَبَ القومُ، وضَهَّبُوا، وهَلَبُوا، وأَلَبُوا، وحَطَبُوا: كلُّه الإِكثارُ والإِسْراعُ. والضَّيْهَبُ: كُلّ قُفٍّ أَو حَزْنٍ أَو موضع من الجَبَل، تَحْمَى عليه الشَّمسُ حتى يَنْشَوِيَ عليه اللحمُ؛ وأَنشد: وَغْر تَجيشُ قُدورُه بضَياهِبِ قال أَبو منصور: الذي أَراد الليثُ إِنما هو الصَّيْهَبُ، بالصاد، وكذلك هو في البيت: «تجيش قُدورُه بصَياهِب» جمعُ الصَّيْهب، وهو اليوم الشديد الحرّ؛ قاله أَبو عمرو. @ضوب: الضَّوْبانُ والضُّوبان: الجَمَلُ الـمُسِنُّ القَوِيّ الضَّخْمُ، واحدُه وجمعُه سواء؛ قال: فقَرّبْتُ ضُوباناً قد اخْضَرَّ نابُه، * فَلا ناضِحِـي وانٍ، ولا الغَرْبُ واشِلُ وفي رواية: ولا الغَرْبُ شَوَّلا؛ وقال الشاعر: عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّوبانِ، أَوَّمَه * رَوْضُ القِذافِ، رَبِـيعاً، أَيَّ تَـأْوِيمِ وذكره الأَزهري في ترجمة «ضبن» قال: من قال ضَوْبان، احتمل أَن تكون اللام لام الفعل، ويكون على مثال فَوْعال، ومن قال ضُوبانٌ، جعله من ضابَ يَضُوب؛ وقال أَبو عمرو: الضُّوبانُ <ص:553>
من الجمال السمينُ الشديدُ؛ وأَنشد:
على كلِّ ضُوبانٍ، كأَنَّ صَريفَهُ، * بنابَيْهِ، صَوْتُ الأَخْطَبِ الـمُتَرَنِّمِ وقال: لـمّا رأَيْتُ الـهَمَّ قد أَجْفاني، قَرَّبْتُ للرَّحْلِ وللظِّعانِ، كلَّ نِـيافِـيِّ القَرى ضُوبانِ وأَنشده أَبو زيد: ضُؤْبان، بالهمز. الفراء: ضابَ الرجلُ إِذا اسْتَخْفَى. ابن الأَعرابي: ضابَ إِذا خَتَلَ عَدُوًّا. @ضيب: الضَّيْبُ: شيء من دوابِّ البَرِّ على خِلْقةِ الكلبِ. وقال الليث: بلغني أَن الضَّيْبَ شيء من دوابِّ البحر، قال: ولسْتُ على يَقِينٍ منه. وقال أَبو الفرج: سمعت أَبا الـهَمَيْسَع ينشد: إِنْ تَمْنَعي صَوبَكِ صَوْبَ الـمَدْمَعِ، * يَجْري على الخَدِّ كضَيْبِ الثَّعْثَعِ قال أَبو منصور: الثَّعثَعُ الصَّدَفة. وضَيْبُه: ما في جوفِه من حَبِّ اللُّؤْلُؤ، شَبَّه قَطَرات الدَّمْعِ به. @ضغت: الضَّغْتُ: اللَّوْكُ بالأَنْياب والنَّواجِذِ. @ضهت: ضَهَتَهُ يَضْهَتُه ضَهْتاً: وطِئه وطْئاً شديداً. @ضوت: ضَوتٌ: اسم موضع. @ضبث: ضَبَثْتُ بالشيء ضَبْثاً، واضْطَبَثْتُ به إِذا قَبَضْتَ عليه بكفك.والضَّبْثُ: قَبْضُك بكَفِّك على الشيء. والضَّبْثُ: القاؤُك يَدَك بجدَّ فيما تعمله؛ وقد ضَبَثَ به يَضْبِثُ ضَبْثاً. ومَضابِثُ الأَسَد: مَخالِبُه. وضُباثٌ: اسمُ الأَسَدِ، مِن ذلك؛ وقيل: ضُباثُ الأَسَدِ كالظُّفْر للإِنسان. والضَّبْثُ: الضَّرْبُ. وقد ضُبِثَ عليه، على صيغة ما لم يُسَمَّ فاعله. وقال شمر: ضَبثَ به إِذا قَبَضَ عليه وأَخذه. ورجل ضُباثيٌّ أَي شديدُ الضَّبْثة أَي القَبْضةِ. وأَسدٌ ضُباثيٌّ أَي شديدُ الضَّبْثةِ أَي القَبْضة؛ وقال رؤْبة: وكم تَخَطَّتْ من ضُباثيٍّ أَضِمْ وفي حديث سُمَيْطٍ: أَوْحَى اللهُ تعالى إِلى داود، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: قل للملإِ من بني إِسرائيل لا يَدْعُوني، والخَطايا بين أَضْباثِهم أَي في قَبْضاتِهم. والضَّبْثَةُ: القَبْضة؛ يقال: ضَبَثْتُ على الشيء إِذا قَبَضْتَ عليه؛ أَي هم مُحْتَقِبُونَ للأَوْزار، مُحْتَمِلوها غير مُقْلِعِين عنها؛ ويروى بالنون، وهو مذكور في موضعه. وفي حديث المُغِيرة: فُضُلٌ ضَباثٌ أَي مُخْتالَة مُعْتَلِقَةٌ بكُلِّ شيء مُمْسِكَة له؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية؛ والمشهور: مِئْناثٌ أَي تَلِدُ الإِناثَ. وضَبَثَه بيدِه: جَسَّه. والضَّبُوثُ من الإِبل: التي يُشَكُّ في سِمَنِها وهُزالها، فتُضْبَثُ باليد أَي تُجَسُّ. والضَّبْثَة: من سِماتِ الإِبل، إِنما هي حَلقة، ثم لها خُطوط من ورائها وقُدَّامها. يقال: بعير مَضْبُوثٌ، وبه الضَّبْثة، وقد ضَبَثْتُه ضَبْثاً؛ ويكون الضَّبْثُ في الفَخِذِ في عُرْضِها، والله أَعلم. @ضغث: الضَّغُوثُ من الإِبل: التي يُشَكُّ في سَنامها، أَبه طِرْقٌ أَم لا؟ والجمع ضُغُثٌ. وضَغَثَ السنامَ: عَرَكه. وضَغَثَها يَضْغَثُها ضَغْثاً: لمَسها ليَتيَقَّنَ ذلك. وقيل: الضَّغُوثُ السَّنام المَشْكُوك فيه؛ عن كراع.والضَّغْثُ: الْتِباسُ الشيء بعضه ببعض. وناقة ضَغُوثٌ، مثل ضَبُوثٍ: وهي التي يُضْغَثُ الضاغِثُ سَنامَها أَي يَقْبِضُ عليه بكفه، أَو يَلْمَسُه ليَنْظُرَ أَسَمِينةٌ هيَ أَم لا؟ وهي التي يُشَكُّ في سِمَنها، تُضْغَثُ، أَبها طِرْقٌ أَم لا؟ وفي حديث عمر: أَنه طاف بالبيت فقال: اللهم إِن كَتَبْتَ عَليَّ إِثْماً أَو ضِغْثاً فامْحُه عني، فإِنك تَمْحُو ما تشاء قال شمر: الضِّغْثُ من الخَبرِ والأَمْر: ما كان مُخْتَلِطاً لا حقيقة له؛ قال ابن الأَثير: أَراد عَمَلاً مُخْتَلِطاً غيرَ خالص، مِن ضَغَثَ الحديثَ إِذا خَلَطه، فهو فِعْلٌ بمعنى مفعول؛ ومنه قيل للأَحْلام المُلْتَبِسَة: أَضْغاثٌ. وقال الكِلابيُّ في كلام له: كلُّ شيءٍ وعلى سبيله والناسُ يَضْغَثُونَ أَشياء على غير وجهها، قيل له: ما يَضْغَثُون؟ قال: يقولون للشيء حِذاءَ الشَّيءِ، وليس به؛ وقال: ضَغَثَ يَضْغَثُ ضَغْثاً بَتًّا، فقيل له: ما تَعْني بقولك بَتًّا؟ فقال: ليس إِلاَّ هو. وكلامٌ ضَغْثٌ وضَغَثٌ: لا خير فيه، والجمع أَضْغاثٌ. وفي النوادر: يقال لنُفَايةِ المالِ وضَعْفانه: ضَغاثَةٌ من الإِبل، وضَغابةٌ، وغُثابة، وغُثاثة، وقُثاثة. وأَضْغَاثُ أَحلام الرُّؤْيا: التي لا يصحُّ تأْويلها لاختلاطها، والضِّغْثُ: الحُلْم الذي لا تأْويل له، ولا خير فيه، والجمع أَضْغاثٌ. وفي التنزيل العزيز: قالوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ أَي رؤْياكَ أَخلاطٌ، ليست برؤْيا بَيِّنةٍ، وما نحن بتأْويل الأَحلام بعالمين أَي ليس للرُّؤْيا المختلفة عندنا تأْويل، لأَنها لا يصحُّ تأْويلها. وقد أَضْغَثَ الرؤْيا، وضَغَثَ الحديثَ: خَلَطَه. ابن شميل: أَتانا بضِغْثِ خَبرٍ، وأَضْغَاثٍ من الأَخْبارِ أَي ضُرُوبٍ منها؛ وكذلك أَضْغاثُ الرؤْيا: اخْتِلاطها والتِباسُها. وقال مجاهد: أَضْغَاثُ الرؤْيا أَهاوِيلُها؛ وقال غيره: سميت أَضْغَاثَ أَحلامٍ، لأَنها مُخْتَلِطةٌ، فدَخَل بعضُها في بعض، وليست كالصحيحة، وهي ما لا تأْويل له؛ وقال الفراء في قوله: أَضْغاثُ أَحْلامٍ وما نحن بتأْويل الأَحلام بعالمين؛ هو مثل قوله: أَساطير الأَولين. وقال غيره: أَضْغاثُ الأَحلام ما لا يَسْتَقِيمُ تأْويلهُ لدُخُول بعض ما رأَى في بعض، كأَضْغاثٍ من بُيوتٍ مختلفةٍ، يَخْتَلِطُ بعضها ببعض، فلم تتميز مَخارِجُها، ولم يَسْتَقِمْ تأْويلها. والضِّغْثُ: قَبْضَةٌ من قُضْبانٍ مختلفة، يجمعُها أَصلٌ واحدٌ مثلُ الأَسَل، والكُرَّاثِ، والثُّمام؛ قال الشاعر: كأَنه، إِذ تَدَلَّى، ضِغْثُ كُرَّاث وقيل: هو دون الحُزْمة؛ وقيل: هي الحُزْمة من الحشيش، والثُّدَّاء، والضَّعَةِ، والأَسَلِ، قَدْرَ القَبْضة ونحوها، مُخْتَلِطةَ الرَّطْبِ باليابس، وربما اسْتُعِيرَ ذلك في الشَّعَر. وقال أَبو حنيفة: الضِّغْثُ كلُّ ما مَلأَ الكَفَّ من النبات. وفي التنزيل العزيز: وخُذْ بيدك ضِغْثاً فاضْرِبْ به. يقال: إِنه كان حُزْمةً من أَسَلٍ، ضَرَبَ بها امرأَتَه، فَبرَّتْ يمينُه. وفي حديث عليّ، عليه السلام، في مسجد الكوفة: فيه ثلاثُ أَعْيُنٍ أَنْبَتَتْ بالضِّغْثِ؛ يريد به الضِّغْثَ الذي ضَرَبَ به أَيوبُ، عليه السلام، زوجتَه، والجمعُ من ذلك كله: أَضْغاثٌ. وضَغَّثَ النباتَ: جَعَله أَضْغاثاً. الفراء: الضِّغْثُ ما جمعته من شيءٍ، مثلُ حُزْمةِ الرَّطْبة، وما قام على ساق واسْتطال، ثم جَمَعْته، فهو ضِغْثٌ. وقال أَبو الهيثم: كلُّ مجموعٍ مَقْبوضٍ عليه بجُمْعِ الكَفِّ، فهو ضِغْثٌ، والفعل ضَغَثَ. وفي حديث ابن زُمَيْل: فمنهم الآخِذُ الضِّغْث؛ هو مِلءُ اليدِ من الحَشيش المُخْتَلِطِ؛ وقيل: الحُزْمة منه، وما أَشبهه من البُقول؛ أَراد: ومنهم من نال من الدنيا شيئاً. وفي حديث ابن الأَكوع: فأَخَذْتُ سِلاحَهم فجعلتُه ضِغْثاً أَي حُزْمة. وفي حديث أَبي هريرة: لأَنْ يَمْشِيَ معي صِغْثانِ من نار أَحَبُّ إِليَّ من أَن يَسْعَى غُلامي خَلْفي أَي حُزْمتان من حَطَب، فاستعارهما للنار؛ يعني أَنهما قد اشْتَعَلتا وصارتا ناراً. وضَغَّث رأْسَه: صَبَّ عليه الماءَ، ثم نَفَشَه، فجعله أَضْغاثاً ليَصِلَ الماءُ إِلى بَشَرته. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كانت تَضْغَثُ رأْسها. الضَّغْثُ: معالجةُ شعر الرأْس باليد عند الغَسْل، كأَنها تَخْلِطُ بعضَه ببعض، ليدخُل فيه الغَسُول. والضاغِثُ (* قوله «والضاغث الذي إلخ» هذا هو قول الجوهري وغلط فيه، فإنه تصحيف وصوابه الضاغب، بالباء، وقد ذكره الأزهري وغيره، أَفاده في التكملة.): الذي يَخْتَبِئُ في الخَمَرِ، يُفَزِّعُ الصِّبْيان بصَوْتٍ يُرَدِّدُه في حَلْقه.
@ضبج: ضَبَجَ الرجلُ: أَلقى نفسه في الأَرض من كَلال أَو ضَرْب؛ قال ابن دريد: وليس بثبت. @ضجج: ضَجَّ يَضِجُّ ضَجّاً وضَجيجاً وضَجَاجاً وضُجاجاً، الأَخيرة عن اللحياني: صاح، والاسم الضَّجَّة. وضَجَّ البعير ضَجيجاً وضَجَّ القوم ضَجاجاً. قال: وضَجَّ القوم يَضِجُّون ضَجيجاً: فَزِعُوا من شيء وغُلِبوا، وأَضَجُّوا إِضْجاجاً إِذا صاحوا فجَلَّبُوا. أَبو عمرو: ضَجَّ إِذا صاح مستغيثاً. وسمعت ضَجَّة القوم أَي جَلَبتهم؛ وفي حديث حُذيفة: لا يأْتي على الناس زمان يَضِجُّون منه إِلاّ أَرْدَفَهُمُ الله أَمراً يشغَلُهم عنه. الضَّجيج: الصِّياح عند المكروه والمشَقَّة والجزَع. وضاجَّه مُضاجَّة وضِجاجاً: جادله وشارَّه وشاغَبَه، والاسم الضَّجَاج، بالفتح، وقيل: هو اسم من ضاجَجْتُ، وليس بمصدر. والضَّجاج: القَسْر؛ وأَنشد الأَصمعي في الضِّجاج والضَّجاج المُشاغَبة والمُشارَّة: إِنّي إِذا ما زَبَّبَ الأَشْداقُ، وكَثُرَ الضَِّجاجُ واللّقاقُ (* قوله «واللقاق» هكذا في الأَصل والذي في الصحاح في مادة لقق: واللقلاق.) وقال آخر: وأَغْشَبَ الناسُ الضِّجاجَ الأَضْجَجا، وصاحَ خاشِي شَرِّها، وهَجْهَجا أَراد الأَضَجَّ، فأَظهر التضعيف اضطراراً، وهذا على نحو قولهم: شِعْر شاعر؛ التهذيب في قول العجاج: وأَعْشَبَ الأَرض الأَضْجَجا (* قوله «وأعشب الأرض إلخ» هكذا في الأصل.). قال: أَظهر الحرفين وبنى منه أَفعل لحاجته إِلى القافية، وقد وصف بالمصدر منه، فقيل: رجل ضِجَاج، وقوم ضُجُجٌ؛ قال الراعي: فاقْدُرْ بِذَرْعِكَ، إِنِّي لن يُقَوِّمَني قَوْلُ الضِّجاجِ، إِذا ما كنتُ ذا أَوَدِ والضَِّجاجُ: ثمر نَبْت أَو صَمْغٌ تَغسل به النساء رؤوسهن، حكاها ابن دريد بالفتح، وأَبو حنيفة بالكسر، وقال مَرَّة: الضِّجاج كل شجرة تُسَمُّ بها السِّباع أَو الطَّير. وضَجَّجَها: سَمَّها. ابن الأَعرابي: الضَِّجاج صَمْغٌ يؤْكل، فإِذا جَفَّ سُحِق، ثم كيلَ وقُوِّيَ بالقَلْيِ، ثم غُسِل به الثوب فيُنَقِّيه تنقية الصابون. والضَّجُوج من النوق: التي تَضِجُّ إِذا حُلِبت. التهذيب: الضِّجاجُ العاج، وهو مِثْل السِّوار للمرأَة؛ قال الأَعشى: وتَرُدُّ معطوفَ الضَّجاج على غَيْل، كأَن الوَشْمَ فيه خِلَلْ @ضرج: ضَرَجَ الثوبَ وغيرَه: لَطَخه بالدم ونحوِه من الحُمْرة، وقد يكون بالصُّفرة؛ قال يصف السَّراب على وجه الأَرض: في قَرْقَرٍ بِلُعاب الشمس مَضْرُوج يعني السراب. وضَرَّجَه فَتَضَرَّج، وثوبٌ ضَرِج وإِضْرِيج: مُتَضَرِّج بالحمرة أَو الصُّفرة؛ وقيل: الإِضْريجُ صِبغ أَحمر، وثوبٌ مُضَرَّج، من هذا؛ وقيل: لا يكون الإِضْريجُ إِلاَّ من خَزٍّ. وتَضَرَّج بالدَّم أَي تَلَطَّخ. وفي الحديث: مَرَّ بي جعفر في نَفَرٍ من الملائكة مضَرَّج الجناحين بالدم أَي مُلَطَّخاً. وكل شيء تَلَطَّخ بشيء، بِدَمٍ أَو غيره، فقد تَضَرَّج؛ وقد ضُرِّجَتْ أَّثوابه بدم النَّجيع. ويقال: ضَرَّج أَنْفَه بدم إِذا أَدْماه؛ قال مُهَلْهِل: لَوْ بِأَبانَيْنِ جاء يَخْطُبُها، ضُرِّجَ ما أَنْفُ خاطبٍ بدَمِ وفي كتابه لِوائِلٍ: وضَرَّجُوه بالأَضامِيم أَي دَمّوه بالضَّرْب. وقال اللحياني: الإِضْريجُ الخَزُّ الأَحمر؛ وأَنشد: وأَكْسِيةُ الإِضْريجِ فَوْقَ المَشاجِبِ يعني أَكْسِيةَ خَزٍّ حُمْراً؛ وقيل: هو الخز الأَصفر؛ وقيل: هو كساء يُتخذ من جَيّد المِرْعِزَّى. اللَّيثُ: الإِضريجُ الأَكسية تتخذ من المِرْعِزَّى من أَجوده. والإِضْريجُ: ضرب من الأَكسية أَصفر. وضَرَجَ الشيءَ ضَرْجاً فانْضَرَج، وضَرَّجه فتَضَرَّج: شقَّه. والضَّرْج: الشَّقُّ؛ قال ذو الرُّمة يصف نساء: ضَرَجْنَ البُرُودَ عن تَرائب حُرَّةٍ أَي شَقَقْنَ، ويروى بالحاء أَي أَلقين. وفي حديث المرأَة: صاحبة المَزادَتَيْن تَكاد تَتَضَرَّجُ من المِلْءِ أَي تنشقُّ. وتَضَرَّج الثوبُ: انشقَّ؛ وقال هميان يصف أَنياب الفَحل: أَوْسَعْنَ من أَنيابه المَضارِجِ والمَضَارِج: المَشاقُّ. وتَضَرَّح الثوب إِذا تَشَقَّقَ. وضَرَّجْت الثوب تَضْريجاً إِذا صَبَغْته بالحرة، وهو دون المُشْبَع وفوق المُوَرَّدِ. وفي الحديث: وعَلَيَّ رَيْطَة مُضَرَّجَة أَي ليس صِبْغها بالمُشْبَع. والمَضارِجُ: الثياب الخُلْقان تبتذل مثل المَعاوِز؛ قاله أَبو عبيد: واحدُها مِضْرَج. وعينٌ مَضْرُوجة: واسعة الشَّقِّ نَجْلاء؛ قال ذو الرمة:تَبَسَّمْنَ عن نَوْرِ الأَقاحِيِّ في الثَّرَى، وفَتَّرْنَ عن أَبصارِ مَضْرُوجَةٍ نُجْلِ وانْضَرَجَت لنا الطريق: اتَّسَعت. والانْضِراج: الاتِّساع؛ قال الشاعر: أَمَرْتُ له بِرَاحِلةٍ وبُرْدٍ كَريمٍ، في حَواشِيه انْضِرَاجُ وانْضَرَج ما بين القوم: تَباعد ما بينهم. وانْضَرَج الشجر: انشقَّت عُيونُ ورَقِه وبَدَتْ أطرافه. وتَضَرَّجَتْ عن البَقْل لَفائِفُه إِذا انفتحت، وإِذا بَدَتْ ثمار البُقول من أَكْمامِها، قيل: انْضَرَجَتْ عنها لفائفُها أَي انْفتحتْ. والانْضِراج: الانْشقاق؛ قال ذو الرمة: مِمَّا تَعالَتْ مِنَ البُهْمَى ذَوَائِبُها بالصَّيْفِ، وانْضَرَجَتْ عنه الأَكامِيمُ تَعالَت: ارتفعت. وذَوائبها: سَفاها. والأَكامِيم جمع أَكْمام، وأَكْمام جمع كِمٍّ، وهو الذي يكون فيه الزَّهْرُ. وضَرَجَ النار يَضْرِجها: فتح لها عيناً؛ رواه أَبو حنيفة. وانضَرَجَتِ العُقاب: انحطَّت من الجَوِّ كاسرةً. وانْضَرَج البازي عن الصيد إِذا انْقَضَّ؛ قال امرؤ القيس: كَتَيْسِ الظِّباء الأَعْفَرِ، انْضَرَجَتْ لَهُ عُقابٌ، تَدَلَّتْ من شَمارِيخ ثَهْلانِ وقيل: انْضَرَجَتْ انْبَرَتْ له؛ وقيل: أَخَذَتْ في شِقٍّ. أَبو سعيد: تَضْريج الكلام في المَعاذِير هو تَزْوِيقُه وتحسينه. ويقال: خير ما ضُرِّج به الصدقُ، وشَرُّ ما ضُرِّج به الكذِب. وفي النوادر: أَضْرَجَتِ المرأَة جَيْبَها إِذا أَرْخَتْه. وضُرِّجتِ الإِبل أَي رَكَضْناها في الغَارَة؛ وضَرَجتِ الناقة بِجِرَّتِها وجَرَضَتْ. والإِضْريج: الجَيِّد من الخيل. أَبو عبيدة: الإِضريج من الخيل الجَواد الكثير العَرَق؛ قال أَبو دُواد: ولقد أَغْتَدِي، يُدافِع رُكْنِي أَجْوَلِيٌّ ذُو مَيْعَةٍ، إِضْرِيجُ وقال: الإِضْريج الواسِع اللَّبَان؛ وقيل: الإِضْريجُ الفرس الجَواد الشديد العَدْوِ. وعَدْوٌ ضَرِيجٌ: شديد؛ قال أَبو ذؤيب: جِرَاءٌ وَشَدٌّ كالحَريق ضَرِيجُ والضَّرْجَة والضَّرَجَة: ضَرْب من الطير. وضَارِج: اسم موضع معروف؛ قال امرؤ القيس: تَيَمَّمَتِ العَيْنَ التي عند ضارِجٍ، يَفِيءُ عليها الظِّلُّ، عَرْمَضُها طامي قال ابن بَرِّي: ذكر النحاس أَن الرواية في البيت يفيءُ عليها الطَّلْحُ، ورَوَى بإِسناد ذكره أَنه وفَدَ قوم من اليَمَن على النبي، صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، أَحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس ابن حُجْر، قال: وكيف ذلك؟ قالوا: أَقبلنا نريدك فضَلَلْنا الطريق فبقينا ثَلاثاً بغير ماء، فاستظللنا بالطَّلْح والسَّمُرِ، فأَقبل راكب متلثِّم بعمامة وتمثل رجل ببيتين، وهما: ولَّمَّا رأَتْ أَن الشَّرِيعة هَمُّها، وأَنَّ البَياض من فَرائِصِها دَامي، تيَمَّمتِ العَين التي عند ضارِج، يفيءُ عليها الطّلح، عَرمَضها طامي فقال الراكب: من يقول هذا الشعر؟ قال: امرؤ القيس بن حجر، قال: والله ما كذب، هذا ضارِج عندكم، قال: فَجَثَوْنا على الرُّكَب إِلى ماء، كما ذكَر، وعليه العَرْمَض يفيء عليه الطَّلْح، فشربْنا رِيَّنا، وحملْنا ما يكفينا ويُبَلِّغُنا الطريق، فقال النبي، ﷺ: ذاك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها، منسيٌّ في الآخرة خامل فيها، يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء إِلى النار؛ وقوله: ولما رأَتْ أَن الشَّريعة هَمُّها الشَّريعة: مورد الماء الذي تَشْرَع فيه الدَّوابُّ. وهمُّها: طلبها، والضمير في رأَتْ للحُمُر؛ يريد أَن الحمر لما أَرادت شَرِيعة الماء وخافت على أَنفسها من الرُّماة، وأَن تَدْمَى فرائصها من سهامها، عدلت إِلى ضارِج لعدم الرُّماة على العَيْنِ التي فيه. وضارِج: موضع في بلاد بني عَبْس. والعَرْمَض: الطُّحْلُب. وطامي: مرتفع. @ضربج: روى ثعلب أَن ابن الأَعرابي أَنشده: قد كنتُ أَحْجُو أَبا عَمْرو أَخاً ثِقَةً، حتى أَلَمَّتْ بِنَا، يَوْماً، مُلِمَّاتُ فقلتُ، والمَرْءُ قد تخطِيه مُنْيَتُه: أَدْنى عَطِيَّاته إِيَّايَ مِئياتُ فكانَ ما جادَ لي، لا جادَ من سَعَةٍ، دراهم زائِفات ضَرْبَجِيَّاتُ قال ابن الأَعرابي: درهم ضَرْبَجِيٌّ: زائِف، وإِن شئت قلت: زَيْف قَسِّيٌّ؛ والقَسِّيُّ: الذي صَلُبَ فِضَّته من طُول الخَبْءِ. مِئيات: الأَصل في مِئَةٍ مِئْيَة، بوزن مِعْية. @ضمج: ضَمِج الرجلُ بالأَرض وأَضْمَج: لَزِقَ به. والضَّمْجة: دُوَيْبَّة منتنة الرائحة تَلْسَعُ، والجمع ضَمْجٌ. والضَّامِجُ: اللازم. قال الأَزهَري في ترجمة خعم: قال أَبو عمرو: الضَّمَجُ هَيَجان الخَيْعامة، وهو المأْبُون المَجْبُوس، وقد ضَمج ضَمَجاً؛ ويقال: ضَمَجَه إِذا لَطَخَه؛ وقال هميان: أَبِعْت قَرْماً بالهَدِير عاجِجا، ضُباضِبَ الخَلْقِ، وَأيً، دُهامِجا يُعْطِي الزِّمامَ عَنقاً عَمَالِجا، كأَن حِنَّاء عليه ضامِجا أَي لاصِقاً؛ وقال أَعرابي من بني تميم يذكر دوابَّ الأَرض، وكان من بادية الشام: وفي الأَرض أَحْناشٌ وسَبْعٌ وخاربُ، ونحن أُسارَى، وسْطهم نتقلَّبُ (* قوله «وخارب» هكذا في الأصل، وشرح القاموس، ولعله وجارن بدليل قوله قبل يذكر دواب الارض لأن الخارب اللص، والجارن ولد الحية.) رُتَيْلا وطَبُّوعٌ وشبثَانُ ظلمة، وأَرْقَطُ حُرْقُوصٌ وضَمْجٌ وعَنْكَبُ والضَّمْجُ: من ذوات السموم. والطَّبُّوع: من جنس القُراد. @ضمعج: الضَّمْعَجُ: الضخمة من النوق. وامرأَة ضَمْعَج: قصيرة ضخمة؛ قال الشاعر: يا رُبَّ بيضاءَ ضَحُوك ضَمْعَج وفي حديث الأَشتر يصف امرأَة أَرادها ضَمْعَجاً طُرْطُبّاً. الضَّمْعَج: الغليظة، وقيل: القصيرة، وقيل: التامة الخلق؛ ولا يقال ذلك للذكر؛ وقيل: الضَّمْعَج من النساء الضَّخْمَة التي تمّ خلْقها واسْتَوْثَجَتْ نَحْواً من التمام؛ وكذلك البعير والفرس والأَتان؛ قال هميان بن قحافة السعدي:يَظَلُّ يَدْعُو نِيبَها الضَّماعِجَا، والبَكَراتِ اللُّقَّحَ الفَوائِجا وقيل: الضَّمْعَج الجارية السَّريعة في الحوائج. والضَّمْعَج: الناقة السريعة. والضَّمْعَج: الفحجاء الساقين. @ضهج: أَضْهَجَتِ الناقة: كأَضْجَهَت، إِمَّا مقلوب وإِمَّا لغة؛ عن الهجري: وأَنشد: فَردُّوا لِقَوْلِي كلَّ أَصْهَبَ ضامِرٍ ومَضْبُورةٍ، إِن تَلْزَمِ الخَيْلَ تُضْهِجِ @ضوج: ضَوْج الوادي: مُنْعَطَفُه، والجمع أَضْواج وأَضْوُج، الأَخيرة نادرة؛ قال ضرار بن الخطاب الفهري: وقَتْلَى من الحَيّ في مَعْرَكٍ، أُصِيبُوا جَميعاً بِذي الأَضْوُجِ وقد تَضَوَّج، وضَاج الوادِي يَضُوج ضَوْجاً: اتَّسَع. ولَقِيَنَا ضَوْجٌ من أَضْواج الأَودية فانْضَوَج فيه، وانْضَوَجْتُ على إِثْرِهِ. وفي الحديث ذكر أَضْواجِ الوادي أَي مَعاطِفه، الواحدة ضَوْج؛ وقيل: هو إِذا كنت بين جَبَلَين متضايقين ثم اتَّسَع، فقد انْضاج لك. التهذيب: الضَّوْج جِزْعُ الوادي، وهو مُنْعَرَجه حيث ينعطف؛ وقال رؤبة: وحَوْفاً منْ تراغُبِ الأَضْواج (* قوله «وحوفاً من تراغب إلخ» هكذا في الأصل.) الليث: الضَّوْجان من الإبل والدواب كلُّ يابِسِ الصُلْب؛ وأَنشد: في ضَبْرِ ضَوْجان القَرَى للمُمْتَطِي (* قوله «في ضبر ضوجان» هكذا في الأصل هنا. وتقدم في مادة صوج: في ظهر صوجان إلخ.) يصف فحلاً ونخلة ضَوْجانة، وهي اليابسة الكَزَّة السَّعَفِ؛ قال: والعصا الكَزَّة ضَوْجانة. ضيج: ضاجَ عن الشيء ضَيْجاً: عدَل ومال عنه، كجاضَ. وضاجَ عن الحقّ: مال عنه؛ وقد ضاجَ يَضِيجُ ضُيوجاً وضَيَجاناً؛ وأَنشد: أَما تَرَيْني كالعَريشِ المَفْرُوجْ، ضاجَتْ عِظامِي عن لَفًى مَضْرُوجْ؟ اللَّفَى: عَضَلُ لَحْمِهِ. وضاجَ السَّهْم عن الهَدَف أَي مال عنه. وضاجَتْ عِظامه ضَيْجاً: تحركت من الهُزال؛ عن كراع. @ضيج: ضاجَ عن الشيء ضَيْجاً: عدَل ومال عنه، كجاضَ. وضاجَ عن الحقّ: مال عنه؛ وقد ضاجَ يَضِيجُ ضُيوجاً وضَيَجاناً؛ وأَنشد: أَما تَرَيْني كالعَريشِ المَفْرُوجْ، ضاجَتْ عِظامِي عن لَفًى مَضْرُوجْ؟ اللَّفَى: عَضَلُ لَحْمِهِ. وضاجَ السَّهْم عن الهَدَف أَي مال عنه. وضاجَتْ عِظامه ضَيْجاً: تحركت من الهُزال؛ عن كراع. @ضبح: ضَبَحَ العُودَ بالنار يَضْبَحُه ضَبْحاً: أَحرق شيئاً من أَعاليه، وكذلك اللحم وغيره؛ الأَزهري: وكذلك حجارةُ القَدَّاحةِ إِذا طلعت كأَنها مُتَحَرِّقةٌ مَضْبوحةٌ. وضَبَحَ القِدْحَ بالنار: لَوَّحَه. وقِدْحٌ ضَبِيحٌ ومَضْبوحٌ: مُلَوَّح؛ قال: وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حِوارَه على النارِ، واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ أَصفر: قِدْحٌ، وذلك أَن القِدْحَ إِذا كان فيه عَوَجٌ ثُقِّفَ بالنار حتى يستوي. والمَضْبوحةُ: حجارة القَدّاحَةِ التي كأَنها محترقة؛ قال رؤبة بن العجاج يصف أُتُناً وفَحْلَها: يَدَعْنَ تُرْبَ الأَرضِ مَجْنُونَ الصِّيَقْ، والمَرْوَ ذا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ والصِّيَقُ: الغُبار. وجنونه: تطايره. والمَضْبُوحُ: حجر الحَرَّة لسواده. والضِّبْحُ: الرَّمادُ، وهو من ذلك؛ الأَزهري: أَصله من ضَبَحته النار. وضَبَحَتْه الشمسُ والنار تَضْبَحُه ضَبْحاً فانْضَبَحَ: لَوَّحته وغيَّرته؛ وفي التهذيب: وغَيَّرَتْ لونَه؛ قال: عُلِّقْتُها قبلَ انْضِباحِ لَوْني، وجُبْتُ لَمَّاعاً بعيدَ البَوْنِ والانْضِباحُ: تغير اللون؛ وقيل: ضَبَحَتْهُ النارُ غيرته ولم تبالغ فيه؛ قال مُضَرِّسٌ الأَسديُّ: فلما أَن تَلَهْوَجْنا شِواءً، به اللَّهَبانُ مَقْهوراً ضَبِيحا، خَلَطْتُ لهم مُدامةَ أَذْرِعاتٍ بماءٍ سَحابةٍ، خَضِلاً نَضُوحا والمُلَهْوَجُ من الشواء: الذي لم يَتِمَّ نُضْجُه. واللَّهَبانُ: اتِّقادُ النار واشْتِعالُها. وانْضَبَحَ لونُه: تغير إلى السواد قليلاً. وضَبَحَ الأَرنبُ والأَسودُ من الحيات والبُومُ والصَّدَى والثعلبُ والقوسُ يَضْبَحُ ضُباحاً: صَوَّت؛ أَنشد أَبو حنيفة في وصف قوس: حَنَّانةٌ من نَشَمٍ أَو تَوْلَبِ، تَضْبَحُ في الكَفِّ ضُباح الثَّعلبِ قال الأَزهري: قال الليث الضُّباح، بالضم، صوت الثعالب؛ قال ذو الرمة: سَباريتُ يَخْلُو سَمْعُ مُجْتازِ رَكْبِها من الصوتِ، إِلا من ضُباحِ الثعالبِ وفي حديث ابن الزبير: قاتل اللهُ فلاناً ضَبَح ضَبْحَة الثعلب وقَبَعَ قَبْعةَ القُنْفُذِ؛ قال: والهامُ تَضْبَح أَيضاً ضُباحاً؛ ومنه قول العَجَّاج: من ضابِحِ الهامِ وبُومٍ بَوَّام وفي حديث ابن مسعود: لا يَخْرُجَنَّ أَحدُكم إِلى ضَبْحةٍ بليل أَي صَيْحة يسمعها فلعله يصيبه مكروه، وهو من الضُّباحِ صوت الثعلب؛ ويروى صيحة، بالصاد المهملة والياء المثناة تحتها؛ وفي شعر أَبي طالب: فإِني والضَّوابحِ كلَّ يومٍ جمع ضابح. يريد القَسَمَ بمن رفع صوته بالقراءة، وهو جمع شاذ في صفة الآدمي كفَوارس. وضَبَحَ يَضْبَحُ ضَبْحاً وضُباحاً: نَبَحَ. والضُّباحُ: الصَّهيل. وضَبَحَت الخيلُ في عَدْوِها تَضْبَحُ ضَبْحاً: أَسْمَعَتْ من أَفواهها صوتاً ليس بصهيل ولا حَمْحَمَة؛ وقيل: تَضْبَحُ تَنْحِمُ، وهو صوت أَنفاسها إِذا عدون؛ قال عنترة: والخيلُ تَعْلَمُ، حين تَضْـ ـبَحُ في حِياضِ الموتِ ضَبْحا (* قوله «والخيل تعلم» كذا بالأصل والصحاح. وأَنشده صاحب الكشاف؛ والخيل تكدح.) وقيل: هو سير، وقيل: هو عَدْوٌ دون التقريب؛ وفي التنزيل: والعادياتِ ضَبْحاً؛ كان ابن عباس يقول: هي الخيل تَضْبَحُ، وكان، رضوان الله عليه، يقول: هي الإِبل؛ يذهب إِلى وقعة بدر، وقال: ما كان معنا يومئذ إِلاَّ فرس كان عليه المِقْداد. والضَّبْح في الخيل أَظهر عند أَهل العلم؛ قال ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما: ما ضَبَحَتْ دابة قط إِلا كَلْبٌ أَو فرس؛ وقال بعض أَهل اللغة: من جعلها للإِبل جعل ضَبْحاً بمعنى ضَبْعاً؛ يقال: ضَبَحَت الناقة في سيرها وضَبَعَتْ إِذا مَدَّتْ ضَبْعَيها في السير؛ وقال أَبو إِسحق: ضَبْحُ الخيل صوت أَجوافها إِذا عَدَت؛ وقال أَبو عبيدة: ضَبَحَتِ الخيلُ وضَبَعَتْ إِذا عدت، وهو السير؛ وقال في كتاب الخيل: هو أَن يَمُدَّ الفرسُ ضَبْعَيْه إِذا عدا حتى كأَنه على الأَرض طولاً؛ يقال: ضَبَحَتْ وضَبَعَتْ؛ وأَنشد: إِنَّ الجِيادَ الضَّابِحاتِ في العَدَدْ وقال ابن قتيبة في حديث أَبي هريرة: تَعِسَ عبدُ الدينار والدرهم الذي إِن أُعْطِيَ مَدَحَ وضَبَحَ، وإِن مُنع قَبَحَ وكَلَحَ، تَعِسَ فلا انْتَعَشَ وشِيكَ فلا انْتَقَش؛ معنى ضَبَحَ: صاح وخاصم عن مُعْطيه، وهذا كما يقال: فلان يَنْبَحُ دونك، ذهب إِلى الاستعارة؛ وقيل: الضَّبْحُ الخَضِيعة تُسْمَعُ من جوف الفرس؛ وقيل: الضَّبْحُ شدّةُ النَّفَس عند العَدْو؛ وقيل: هو الحَمْحَمة؛ وقيل: هو كالبَحَحِ؛ وقيل: الضَّبْحُ في السير كالضَّبْعِ. وضُبَيْح ومَضْبوحٌ: اسمان. @ضحح: الضِّحُّ: الشمس، وقيل: هو ضوؤها، وقيل: هو ضوؤها إِذا استمكن من الأَرض، وقيل: هو قَرْنُها يصيبك، وقيل: كلُّ ما أَصابته الشمس ضِحٌّ؛ وفي الحديث: لا يَقْعُدَنَّ أَحدُكم بين الضِّحِّ والظِّلِّ فإِنه مَقْعَدُ الشيطان أَي نصفه في الشمس ونصفه في الظل؛ قال ذو الرمة يصف الحِرْباء: غدا أَكْهَبَ الأَعلى وراحَ كأَنه، من الضِّحِّ واستقبالهِ الشمسَ، أَخْضَرُ أَي واستقباله عينَ الشمس. الأَزهري: قال أَبو الهيثم: الضِّحُّ نقيض الظل، وهو نور الشمس الذي في السماء على وجه الأَرض، والشمس هو النور الذي في السماء يَطْلُعُ ويَغْرُب، وأَما ضوؤه على الأَرض فضِحٌّ؛ قال: وأَصله الضِّحْيُ فاستثقلوا الياء مع سكون الحاء فَثَقَّلُوها، وقالوا الضِّحُّ، قال: ومثله العبدُ القِنُّ أَصله قِنْيٌ، من القِنْيَةِ؛ ومن أَمثال العرب: جاء بالضِّحِّ والرّيحِ. وضَحْضَحَ الأَمرُ إِذا تبين؛ قال الأَصمعي: هو مثلُ الضَّحْضاح يَنْتَشِر على وجه الأَرض. وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال: الضِّحُّ كان في الأَصل الوِضْحُ، وهو نور النهار وضَوْءُ الشمس، فحذفت الواو وزيدت حاءٌ مع الحاء الأَصلية فقيل: الضِّحُّ؛ قال الأَزهري: والصواب أَن أَصله الضِّحْيُ مِن ضَحِيَتِ الشمسُ؛ قال الأَزهري في كتابه: وكذلك القِحَّةُ أَصلها الوِقْحَةُ فأُسقطت الواو وبُدِّلت الحاء مكانها فصارت قِحَّة بحاءَين. وجاء فلان بالضِّحِّ والريح إِذا جاء بالمال الكثير؛ يعنون إِنما جاء بما طلعت عليه الشمس وجَرَت عليه الريح يعني من الكثرة، ومن قال: الضِّيح والريح في هذا المعنى فليس بشيء وقد أَخطأَ عند أَكثر أَهل اللغة، وإِنما قلنا عند أَكثر أَهل اللغة لأَن أَبا زيد قد حكاه، وإِنما الضِّيحُ عند أَهل اللغة لغة الضِّحِّ الذي هو الضوء وسيذكر؛ وفي حديث أَبي خَيْثَمة: يكون رسولُ الله، ﷺ، في الضِّحِّ والريح وأَنا في الظل أَي يكون بارزاً لحرّ الشمس وهبوب الرياح؛ قال: والضِّحُّ ضوء الشمس إِذا استمكن من الأَرض، وهو كالقَمْراء للقمر؛ قال ابن الأَثير: هكذا هو أَصل الحديث ومعناه، وذكر الهروي فقال: أَراد كثرة الخيل والجيش؛ ابن الأَعرابي: الضِّحُّ ما ضَحا للشمس، والريحُ ما نالته الريحُ.وقال الأَصمعي: الضِّحُّ الشمس بعينها؛ وأَنشد: أَبيَض أَبْرَزَه للضِّحِّ راقِبُه، مُقَلَّد قُضُبَ الرَّيْحانِ مَفْغُوم وفي حديث عَيَّاش بن أَبي ربيعة: لما هاجر أَقْسَمَتْ أُمُّه بالله لا يُظِلُّها ظِلٌّ ولا تزال في الضِّحِّ والريح حتى يرجع إِليها؛ وفي الحديث: لو مات كَعْبٌ عن الضِّحِّ والريحِ لَوَرِثَه الزبير؛ أَراد: لو مات عما طلعت عليه الشمس وجرت عليه الريح، كَنَى بهما عن كثرة المال؛ وكان النبي، ﷺ، قد آخَى بين الزبير وبين كعب بن مالك. قال ابن الأَثير: ويروى عن الضِّيح والريح. والضِّحُّ: ما بَرَزَ من الأَرض للشمس. والضِّحُّ: البَراز الظاهرُ من الأَرض، ولا جمع لكل شيء من ذلك. والضَّحْضَحُ والضَّحْضاحُ: الماء القليل يكون في الغدير وغيره، والضَّحْلُ مثله، وكذلك المُتَضَحْضِحُ؛ وأَنشد شمر لساعدة بن جُؤَيَّة: واسْتَدْبَرُوا كلَّ ضَحْضاحٍ مُدَفِّئَةٍ، والمُحْصَناتِ وأَوزاعاً من الصَرَمِ (* قوله «واستدبروا» أي استاقوا. والضحضاح: الإبل الكثيرة. والمدفئة ذات الدفء. والأَوزاع: الضروب المتفرقة، كما فسره صاحب الأساس. والصرم جمع صرمة: القطعة من الإبل نحو الثلاثين. فحينئذ حق البيت أن ينشد عند قوله الآتي قريباً وإِبل ضحضاح كثيرة.) وقيل: هو الماء اليسير؛ وقيل: هو ما لا غَرَقَ فيه ولا له غَمْرٌ؛ وقيل: هو الماءُ إِلى الكعبين إِلى أَنصاف السُّوقِ؛ وقول أَبي ذؤيب: يَحُشُّ رَعْداً كَهَدْرِ الفَحْلِ، يَتْبَعُه أُدْمٌ، تَعَطَّفُ حَوْلَ الفَحلِ، ضَحْضاحُ قال خالد بن كُلْثوم: ضَحْضاحٌ في لغة هذيل كثير لا يعرفها غيرهم؛ يقال: عنده إِبل ضَحْضاحٌ، قال الأَصمعي: غَنَمٌ ضَحْضَاحٌ وإِبلٌ ضَحْضاحٌ كثيرة؛ وقال الأَصمعي: هي المنتشرة على وجه الأَرض؛ ومنه قوله: تُرَى بُيوتٌ، وتُرَى رِماحُ، وغَنَمٌ مُزَنَّمٌ ضَحْضاحُ قال: الأَصمعي: هو القليل على كل حال، وأَراد هنا جماعة إِبل قليلة. وقد تَضَحْضَحَ الماءُ؛ قال ابن مُقْبل: وأَظْهَرش في عِلانِ رَقْدٍ، وسَبْلُه عَلاجِيمُ، لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ (* قوله «وأَظهر في علان إلخ» أَي نزل السحاب في هذا المكان وقت الظهر.) وماء ضَحْضاحٌ أَي قريب القعر. وفي حديث أَبي المِنْهال: في النار أَوديةٌ في ضَحْضاح؛ شَبَّه قِلَّةَ النار بالضَّحْضاحِ من الماء فاستعاره فيه؛ ومنه الحديث الذي يروى في أَبي طالب: وجدته في غمرات من النار فأَخْرَجْتُه إِلى ضَحْضاحٍ؛ وفي رواية: إِنه في ضَحْضاحٍ من نار يَغْلي منه دِماغُه. والضَّحْضاحُ في الأَصل: ما رَقَّ من الماء على وجه الأَرض ما يبلغ الكعبين واستعاره للنار. والضَّحْضَحُ والضَّحْضَحةُ والتَّضَحْضُحُ: جَرْيُ السَّراب. وضَحْضَحَ السَّراب وتَضَحْضَحَ إِذا تَرَقْرَقَ. @ضرح: الضَّرْحُ: التنحيةُ. وقد صَرَحَه أَي نحاه ودفعه، فهو مُضْطَرحٌ أَي رَمَى به في ناحية؛ قال الشاعر: فلما أَن أَتَيْنَ على أُضاخٍ، ضَرَحْنَ حَصاه أَشْتاتاً عِزِينا وضَرَحَ عنه شهادة القوم يَضْرَحُها ضَرْحاً: جَرَّحَها وأَلقاها عنه لئلا يشهدوا عليه بباطل. والضَّرْحُ: أَن يؤخذ شيء فيرمى به في ناحية؛ قال الهذلي: تعلو السيوفُ بأَيديهم جَماجِمَهُمْ، كما يُفَلِّقُ مَرْوَ الأَمْعَزِ الضَّرَحُ أَراد الضَّرْح، فحرك للضرورة. واضْطَرَحُوا فلاناً: رَمَوْه في ناحية، والعامة تقول: اطَّرَحُوه، يظنونه من الطَّرْح، وإِنما هو من الضَّرْح. قال الأَزهري: وجائز أَن يكون اطَّرَحُوه افتعالاً من الطَّرْح، قلبت التاء طاء ثم أُدغمت الضاد فيها فقيل اطَّرَحَ. قال المُؤَرِّجُ: وفلان ضَرَحٌ من الرجال أَي فاسد. وأَضْرَحْتُ فلاناً أَي أَفسدته. وأَضْرَحَ فلانٌ السُّوقَ حتى ضَرَحَتْ ضُرُوحاً وضَرْحاً أَي أَكْسَدَها حتى كَسَدَتْ. وقوسٌ ضَرُوحٌ: شديدة الحَفْزِ والدفع للسهم؛ عن أَبي حنيفة. والضَّرُوحُ: الفرس النَّفُوحُ برجله، وفيها ضِراحٌ، بالكسر. وضَرَحَتِ الدابة (* قوله «وضرحت الدابة إلخ» بابه منع وكتب كما في القاموس.) برجلها تَضْرَحُ ضَرْحاً وضِراحاً، الأَخيرة عن سيبويه، فهي ضَرُوحٌ؛ رَمَحَتْ؛ قال العجاج: وفي الدَّهاسِ مِضْبَرٌ ضَرُوحُ وقيل: ضَرْحُ الخيل بأَيديها ورَمْحُها بأَرجُلها. والضَّرْحُ والضَّرْجُ، بالحاء والجيم: الشَّقُّ. وقد انْضَرَحَ الشيءُ وانْضَرَجَ إِذا انشق. وكل ما شُقَّ، فقد ضُرِحَ؛ قال ذو الرمة: ضَرَحْنَ البُرودَ عن تَرائِبِ حُرَّةٍ، وعن أَعْيُنٍ قَتَّلْنَنا كلَّ مَقْتَلِ وقال الأَزهري: قال أَبو عمرو في هذا البيت: ضَرَحْنَ البُرود أَي أَلقَين، ومن رواه بالجيم فمعناه شَقَقْنَ، وفي ذلك تغاير. والضَّرِيحُ: الشَّقُّ في وسط القبر، واللحدُ في الجانب؛ وقال الأَزهري في ترجمة لحد: والضريح والضَّرِيحةُ ما كان في وسطه، يعني القبر؛ وقيل: الضريح القبر كلُّه؛ وقيل: هو قبر بلا لحد. والضَّرْحُ: حَفْرُكَ الضَّرِيحَ للميت. وضَرَحَ الضَّرِيحَ للميت يَضْرَحُه ضَرْحاً: حفر له ضَرِيحاً؛ قال الأَزهري: سمي ضريحاً لأَنه يُشَقُّ في الأَرض شقّاً. وفي حديث دَفْنِ النبي، ﷺ: نُرْسِلُ إِلى اللاحد والضارح فأَيُّهما سَبَقَ تركناه؛ وفي حديث سَطِيح: أَوْفَى على الضَّرِيح. ورجل ضَريح: بعيد، فعيل بمعنى مفعول؛ قال أَبو ذؤيب: عَصاني الفُؤادُ فأَسْلَمْتُهُ، ولم أَكُ مما عَناهُ ضَرِيحا وقد ضَرَحَ: تباعد. وانضَرَحَ ما بين القوم: مثل انْضَرَجَ إِذا تباعد ما بينهم، وأَضرحه عنك أَي أَبعده. وبيني وبينهم ضَرْحٌ أَي تباعُد ووحْشة. وضارَحْته ورامَيْته وسابَبْته واحد. وقال عَرَّام: نِيَّةٌ ضَرَحٌ وطَرَحٌ أَي بعيدة؛ وقال غيره: ضَرَحَه وطَرَحه بمعنى واحد؛ وقيل: نِيَّةٌ نَزَحٌ ونَفَحٌ وطَوَحٌ وضَرَحٌ ومَصَحٌ وطَمَحٌ وطَرَحٌ أَي بعيدة؛ وأَحال ذلك على نوادر الأَعراب. والانْضِراحُ: الاتساع. والمَضْرَحِيُّ من الصُّقور: ما طال جناحاه وهو كريم؛ وقال غيره: المَضْرَحِيُّ النَّسْرُ وبجناحيه شبه طرف ذنب الناقة وما عليه من الهُلْبِ؛ قال طرفة: كأَنَّ جَناحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفا حِفافَيْهِ، شُكَّا في العَسِيبِ بِمِسْرَدِ شبَّه ذنب الناقة في طوله وضُفُوِّه بجناحي الصقر؛ وقد يقال للصقر مَضْرَحٌ، بغير ياء؛ قال: كالرَّعْنِ وافاه القَطامُ المَضْرَحُ والأَكثر المَضْرَحِيُّ؛ قال أَبو عبيد: الأَجْدَلُ والمَضْرَحِيُّ والصَّقْرُ والقَطَامِيُّ واحِدٌ. والمَضْرَحِيُّ: الرجل السيد السَّرِيُّ الكريم؛ قال عبد الرحمن بن الحكم يمدح معاوية: بأَبْيَضَ من أُمَيَّةَ مَضْرَحِيٍّ، كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ صَنِيعُ ومن هذه القصيدة: أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ في بُراها، تَكَشَّفُ عن مناكبها القُطُوعُ ورجل مَضْرَحِيٌّ: عتيقُ النِّجارِ. والمَضْرَحِيُّ أَيضاً: الأَبيض من كل شيء. والمَضارِحُ: مواضع معروفة. والضُّراحُ، بالضم: بيت في السماء مُقابِلُ الكعبة في الأَرض؛ قيل: هو البيت المعمور؛ عن ابن عباس. وفي الحديث: الضُّراحُ بيت في السماء حِيالَ الكعبة؛ ويروى الضَّرِيح، وهو البيت المعمور من المُضارَحة، وهي المقابلة والمُضارَعة، وقد جاء ذكره في حديث عليّ ومجاهد؛ قال ابن الأَثير: ومن رواه بالصاد فقد صحَّف. وضَراحٌ ومِّضَرِّحٌ وضارِحُ وضُرَيْحٌ ومَضْرَحِيٌّ: كلها أَسماء. @ضيح: الضَّيْحُ والضَّيَاحُ: اللبن الرقيق الكثير الماء؛ قال خالد بن مالك الهذلي: يَظَلُّ المُصْرِمُونَ لهم سُجُوداً، ولو لم يُسْقَ عندهُمُ ضَياحُ وفي التهذيب: الضَّياحُ اللبن الخاثر يصبّ فيه الماء ثم يُجَدَّحُ. وقد ضاحَه ضَيْحاً وضَيَّحه تَضْييحاً: مزجه حتى صار ضَيْحاً؛ قال ابن دريد: ضِحْتُه مُماتٌ وكل دواء أَو سَمٍّ يُصَبّ فيه الماء ثم يُجَدَّح ضَياحٌ ومُضَيَّحٌ وقد تَضَيَّح. وضَيَّحْتُ الرجلَ: سقيتُه الضَّيْحَ؛ ويقال: ضَيَّحْتُه فتَضَيَّحَ؛ الأَزهري عن الليث: ولا يسمى ضَيَاحاً إِلا اللبن. وتَضَيُّحه: تَزَيُّده. قال: والضيَّاحُ والضَّيْح عند العرب أَن يُصَبَّ الماءُ على اللبن حتى يَرِقَّ، سواء كان اللبن حليباً أَو رائباً؛ قال: وسمعت أَعرابيّاً يقول: ضَوِّحْ لي لُبَيْنَةً، ولم يقل ضَيِّحْ، قال: وهذا مما أَعلمتك أَنهم يُدْخِلُون أَحدَ حَرْفَي اللِّين على الآخر، كما يقال حَيَّضَه وحَوَّضَه وتَوَّهَه وتَيَّهَه. الأَصمعي: إِذا كثر الماء في اللبن، فهو الضَّيْح والضيَّاحُ؛ وقال الكسائي: قد ضَيَّحه من الضَّياحِ. وفي حديث عَمَّار؛ إِن آخِرَ شَرْبةً تَشْرَبُها ضَياحٌ؛ الضَّيَاحُ والضَّيْحُ، بالفتح: اللبن الخاثر يُصَبُّ فيه الماء ثم يخلط، رواه يوم قُتِلَ بصِفِّينَ وقد جيء بلبن فشربه؛ ومنه حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: فسَقَتْه ضَيْحةً حامِضةً أَي شربة من الضَّيْح. وجاء بالريحِ والضِّيح؛ عن أَبي زيد؛ الضِّيح إِتباع للريحِ فإِذا أُفرد لم يكن له معنى؛ وقال ابن دريد: العامة تقول جاء بالضِّيح والريح وهذا ما لا يُعرف؛ وقال الليث: الضِّيح تقوية للفظ الريح؛ قال الأَزهري: وغيره لا يُجِيز الضِّيح؛ قال أَبو عبيد: معنى الضِّيح الشمسُ أَي إِنما جاء بمثل الشمس والريح في الكثرة؛ وقال أَبو عبيد: العامة تقول جاء بالضِّيح والريخ وليس الضِّيحُ بشيء؛ وفي حديث كعب بن مالك: لو مات يومئذ عن الضِّيحِ والريح لوَرِثه الزُّبير؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، والمشهور الضِّحُّ، وهو ضوء الشمس، قال: وإِن صحت الرواية، فهو مقلوب من ضُحَى الشمس، وهو إِشراقها؛ وقيل: الضِّيحُ قريب من الريح. وضاحَتِ البلادُ: خلت؛ وفي دعاء الاستسقاء: اللهم ضاحت بلادُنا أَي خلت جَدْباً. والمُتَضَيِّحُ: الذي يجيء آخر الناس في الوِرْدِ؛ وفي الحديث: من لم يَقْبَلِ العُذْرَ ممن تَنَصَّل إِليه، صادقاً كان أَو كاذباً، لم يَرِدْ عَليَّ الحَوْضَ إِلا مُتَضَيِّحاً؛ التفسير لأَبي الهيثم حكاه الهروي في الغريبين؛ وقال ابن الأَثير: معناه أَي متأَخراً عن الواردين يجيء بعدما شربوا ماء الحوض إِلا أَقله، فيبقى كدراً مختلطاً بغيره كاللبن المخلوط بالماء؛ وأَنشد شمر: قد علمتْ يوم وَرَدْنا سَيْحا، أَني كَفَيْتُ أَخَوَيْها المَيْحا، فامْتَحَضا وسَقَّياني ضَيْحا والمُتَضَيِّحُ: موضع؛ قال تَوْبَةُ: تَرَبَّعَ لَيْلِي بالمُضَيَّحِ فالحِمَى @آخِرَ شَرْبةً تَشْرَبُها ضَياحٌ؛ الضَّيَاحُ والضَّيْحُ، بالفتح: اللبن الخاثر يُصَبُّ فيه الماء ثم يخلط، رواه يوم قُتِلَ بصِفِّينَ وقد جيء بلبن فشربه؛ ومنه حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: فسَقَتْه ضَيْحةً حامِضةً أَي شربة من الضَّيْح. وجاء بالريحِ والضِّيح؛ عن أَبي زيد؛ الضِّيح إِتباع للريحِ فإِذا أُفرد لم يكن له معنى؛ وقال ابن دريد: العامة تقول جاء بالضِّيح والريح وهذا ما لا يُعرف؛ وقال الليث: الضِّيح تقوية للفظ الريح؛ قال الأَزهري: وغيره لا يُجِيز الضِّيح؛ قال أَبو عبيد: معنى الضِّيح الشمسُ أَي إِنما جاء بمثل الشمس والريح في الكثرة؛ وقال أَبو عبيد: العامة تقول جاء بالضِّيح والريخ وليس الضِّيحُ بشيء؛ وفي حديث كعب بن مالك: لو مات يومئذ عن الضِّيحِ والريح لوَرِثه الزُّبير؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، والمشهور الضِّحُّ، وهو ضوء الشمس، قال: وإِن صحت الرواية، فهو مقلوب من ضُحَى الشمس، وهو إِشراقها؛ وقيل: الضِّيحُ قريب من الريح. وضاحَتِ البلادُ: خلت؛ وفي دعاء الاستسقاء: اللهم ضاحت بلادُنا أَي خلت جَدْباً. والمُتَضَيِّحُ: الذي يجيء آخر الناس في الوِرْدِ؛ وفي الحديث: من لم يَقْبَلِ العُذْرَ ممن تَنَصَّل إِليه، صادقاً كان أَو كاذباً، لم يَرِدْ عَليَّ الحَوْضَ إِلا مُتَضَيِّحاً؛ التفسير لأَبي الهيثم حكاه الهروي في الغريبين؛ وقال ابن الأَثير: معناه أَي متأَخراً عن الواردين يجيء بعدما شربوا ماء الحوض إِلا أَقله، فيبقى كدراً مختلطاً بغيره كاللبن المخلوط بالماء؛ وأَنشد شمر: قد علمتْ يوم وَرَدْنا سَيْحا، أَني كَفَيْتُ أَخَوَيْها المَيْحا، فامْتَحَضا وسَقَّياني ضَيْحا والمُتَضَيِّحُ: موضع؛ قال تَوْبَةُ: تَرَبَّعَ لَيْلِي بالمُضَيَّحِ فالحِمَى @ضخخ: الضَّخُّ: امتداد البول. والمضخة: قصبة في جوفها خشبة يرمى بها الماء من الفم. قال أَبو منصور: الضخ مثل النضخ للماء؛ وقد ضَخَّه ضخّاً إِذا نضحه بالماء. @ضردخ: نخلة ضِرْداخٌ: صَفيٌّ كريمة؛ قال بعض الطائيين: عَرَسْتَ في جَبَّانَةٍ لم تَسْنَخِ كلَّ صَفِيٍّ ذات فرعٍ ضِرْدَخِ، تَطَّلبُ الماءَ متى ما ترسخ وقيل: الضردخ العظيم من كل شيء. @ضمخ: الضَّمْخُ: لطخ الجسد بالطيب حتى كأَنما يقطر؛ وأَنشد: تَضَمَّخْنَ بالجاديّ حتى كأَنما الأُ نوفُ، إِذا اسْتعْرَضْتَهُنَّ، رواعِفُ ابن سيده: ضَمَخَه بالطيب يضمَخُه ضَخْماً وضمخه تضميخاً: لطخه. وتضمخ به: تلطخ به؛ وفي الحديث: كان يُضَمِّخ رأْسه بالطيب؛ التضمخ: التلطخ بالطيب وغيره والإِكثار منه. وفي الحديث: كان متضمخاً بالخَلوق؛ واضَّمخ واضطمخ والمضخ لغة شنعاء في الضمخ. وضخَ عينه ووجهه وأَنفه يضمخه ضخماً: ضربه بجمعه. وقيل: الضمخ ضرب الأَنف، رعَفَ أَو لم يرعُفْ؛ وقيل: هو كل ضرب مؤثر في أَنف أَو عين أَو وجه،. وضمخه فلان: أَتعبه. @ضيخ: ابن الأَثير في حديث الزبير: إِنَّ الموت قد تغشَّاكم سحابه وهو منضاخٌ عليكم بوابل البلايا؛ يقال: انضاخ الماء وانضخَّ إِذا انصبَّ، ومثله في التقدير انقاض الحائط وانقضّ إِذا سقط؛ شبه المنية بالمطر وانسيابه؛ قال ابن الأَثير: هكذا ذكره الهروي وشرحه وذكره الزمخشري في الصاد والحاء المهملتين وأَنكر ما ذكره الهروي. @ضأد: الضُّؤْد والضُّؤْدة: الزكام. ضُئِدَ الرجلُ ضُؤْاداً وضؤْوداً: زُكِمَ، والاسْم الضّؤْدَةُ. وقد أَضْأَدَه الله أَي أَزْكَمَه، فهو مَضْؤُودٌ ومُضْأَدٌ؛ قال ابن سيده: وأُرى مَضْؤُوداً على طَرْحِ الزَّائِدِ أَو كأَنه جعل فيه ضَأَدَ. قال: وأَباها أَبو عبيد، وحكى أَبو زيد ضَأَدْتُ الرجلَ ضَأْداً إِذا خَصَمْتَه. وضَئِدَةُ: اسم موضع؛ قال الراعي: جَعَلْنَ حُبَيّا باليَمِينِ، ونَكَّبَتْ كُبَيْشاً لِوِرْدٍ، من ضَئِيدَةَ، باكر @ضبد: الضَّبَدُ: الغَيْظ. وضَبَدْتُه: ذكرته بما يَغِيظُه. @ضدد: الليث: الضِّدُّ كُلُّ شيءٍ ضادَّ شيئاً ليغلبه، والسّوادُ ضِدّ البياض، والموتُ ضِدُّ الحياة، والليل ضِدُّ النهار إِذا جاء هذا ذهب ذلك. ابن سيده: ضدُّ الشيءِ وضدَيدُه وضَديدَتُه خلافُه؛ الأَخيرة عن ثعلب؛ وضِدُّه أَيضاً مِثْلُه؛ عنه وحْدَه، والجمع أَضداد. ولقد ضادَّه وهما متضادّانِ، وقد يكون الضِّدُّ جماعةً، والقوم على ضِدٍّ واحِدٍ إِذا اجتمعوا عليه في الخصومة. وفي التنزيل: ويكونون عليهم ضدّاً؛ قال الفراء: يكونون عليهم عَوْناً؛ قال أَبو منصور: يعني الأَنامَ التي عَبَدَها الكُفَّار تكون أَعْواناً على عابِديها يوم القيامة. وروي عن عِكْرمة: يكونون عليهم أَعداء، وقال الأَخفش في قوله، عز وجل: ويكون عليهم ضدّاً؛ قال: الضِّدّ يكون واحداً وجماعة مثل الرَّصَدِ والأَرْصاد، والرَّصَدُ يكون للجماعة؛ وقال الفراء: معناه في التفسير ويكونون عليهم عَوْناً فلذلك وَحَّدَ. قال ابن السكيت: حكى لنا أَبو عمرو الضد مِثْلُ الشيءِ، والضّدُّ خلافه. والضَّدُّ المملوءُ، قال الجوهري: الضَّدُّ، بالفتح، المَلْء؛ عن أَبي عمرو. يقال: ضَدَّ القِرْبَةَ يَضُدُّها أَي مَلأَها. وأَضَدَّ الرجلُ: غَضِبَ. أَبو زيد: ضَدَدْتُ فلاناً ضَدّاً أَي غَلَبْتُه وخَصَمْتُه. ويقال: لَقِيَ القومُ أَضْدادَهُم وأَنْدادَهُم أَي أَقْرانَهُم. أَبو الهيثم: يقال ضادَّني فلان إِذا خالفك، فأَرَدْتَ طولاً وأَراد قِصَراً، وأَردْتَ ظُلْمة وأَراد نوراً، فهو ضِدُّك وضَديدُك، وقد يقال إِذا خالفك فأَردت وجهاً تذهب فيه ونازعك في ضده. وفلان نِدِّي ونَديدي: للذي يريد خلافَ الوجْه الذي تُريده، وهو مُسْتَقِلٌّ من ذلك بمثل ما تَسْتَقِلُّ به. الأَخفش: النِّدُّ الضد والشِّبْهُ؛ ويجعلون له أَنْداداً أَي أَضداداً وأَشْباهاً. ابن الأَعرابي: نِدُّ الشيء مِثْلُه وضِدُّه خِلافُه. ويقال: لا ضدّ له ولا ضديد له أَي لا نظير له ولا كُفْءَ له. قال أَبو تراب: سمعت زائدة يقول: صَدَّه عن الأَمْر وضَدَّه أَي صَرَفَه عنه برفق. أَبو عمرو: الضُّدَدُ الذين يَمْلؤُون للناس الآنِيةَ إِذا طَلَبُوا الماء، واحِدُهم ضادٌّ؛ ويقال: ضادِدٌ وضَدَد. وبنو ضِدٍّ: بطن؛ قال ابن دريد: هم قبيلة من عاد؛ وأَنشد: وذُو النُّونَيْنِ من عَهْدِ ابْنِ ضِدٍّ، تَخَيَّرَه الفَتى مِنْ قَوْمِ عادِ يعني سيفاً. @ضرغد: قال في ترجمة ضرغط: ضَرْغَطُ اسم جبل، وقيل: هو موضع ماء ونخل، ويقال له أَيضاً: ذو ضَرْغَد؛ قال: إِذا نَزَلُوا ذا ضَرْغَدٍ فَقُتائِداً، يُغَنِّيهِمُ فيها نَقِيقُ الضفَّادِعِ وقيل: ضَرْغَد جبل؛ قال عامر بن الطفيل: فَلأَبْغِيَنَّكُمُ قَناً وعُوارِضاً، ولأُقْبِلَنَّ الخَيْلَ لابَةَ ضَرْغَدِ ويقال: مَقْبُرَةٌ تُصْرفُ من الأَوّل ولا تُصْرفُ من الثاني. ومعنى قوله: لأَبْغِيَنَّكُمُ قَناً وعُوارِضاً أَي لأَطْلُبَنَّكُم بِقَناً وعُوارِضٍ، وهما مكانان معروفان، فأَسقط الباء فلما سَقَط الخافضُ تَعَدَّى الفعلُ إِليهما فَنصبهما، وأُقْبِلُ فِعْل يتعدّى إِلى مفعولين منقول من قولهم قَبَلَ الدابةُ الوادِيَ إِذا استقبله. واللاَّبَةُ: الحَرَّة. التهذيب: الليث: ضَرْغَد اسم جبل. @ضغد: الضَّغْدُ مثل الزَّغْد: وهو عَصْر الحَلْق وقد ضَغَده. @ضفد: ضَفَدْتُه أَضْفِدُه ضَفْداً: ضَرَبْتَه ببطن كَفِّكَ. والضَّفْدُ: الكَسْعُ، وهو ضَرْبُكَ اسْتَه بباطنِ رِجْلَيْك. وامرأَة ضَفَنْدَدٌ، بغير هاء: ضَخْمَة الخاصرةُ مُسترخية اللحم. ورجل ضَفَنْدَد: كثيرُ اللحم ثقيلٌ مع حُمْق؛ وضَفِدَ واضْفَأَدَّ: صار كذلك، وجعل ابن جني اضْفَأَدّ رباعياً؛ قال ابن شميل: المُضْفَئِدُّ من الناس والإِبل المُنْزَوي الجِلْد البَطِينُ البادِنُ؛ وقال الأَصمعي: اضفأَدّ الرجل يَضْفَئِدُّ اضْفِئْداداً إِذا انتفخ من الغَضَب. الجوهري: الضَّفَنْدَدُ الضَّخْم الأَحمق، قال: وهو ملحق بالخماسي بتكرير آخره. @ضفند: التهذيب في الرباعي: امرأَة ضَفَنْدَدَة رخوة، والذكر ضَفَنْدَد. الفراء: إِذا كان مع الحُمْقِ في الرجل كثرة لحم وثِقَلٌ قيل: رجل ضَفَنْدَدٌ ضِفَنٌّ خُجَأَة. وقال الليث: رجل ضَفَنَّدٌ رِخْو ضَخْم، وقد ذكر عامة ذلك في ترجمة ضفد. @ضمد: ضَمَدْتُ الجرح وغيره أَضْمِدُه ضَمْداً، بالإِسكان: شَدَدْتُه بالضِّمادِ والضَّمادَة، وهي العِصابَةُ، وعَصَّبْتُه وكذلك الرأْس إِذا مَسَحْت عليه بِدُهْن أَو ماء ثم لففت عليه خِرْقَة، واسم ما يلزق بهما الضماد؛ وقد تَضَمَّد. الليث: ضَمَّدْت رأْسه بالضِّماد، وهي خرقة تُلَفُّ على الرأْس عند الاذدّهانِ والغَسْل ونحو ذلك، وقد يوضع الضِّمادُ على الرأْس للصُّداع يُضَمَّد به، والمِضَدُّ لغة يمانية. وضَمَّدَ فلان رأْسَه تَضْمِيداً أَي شَدَّه بعصابة أَو ثوب ما خلا العمامة، وقد ضُمِّدَ به فَتَضَمَّد. وفي حديث طلحة: أَنه ضَمَّدَ عَيْنَيْه بالصَّبِرِ وهو مُحْرم أَي جعله عليهما وداواهما به. وأَ صل الضَّمْد الشَّدُّ مِنْ ضَمَدَ رأْسَه وجُرْحَه إِذا شدّه بالضِّماد، وهي خرقة يُشَدّ بها العُضْو المَؤُوفُ، ثم قيل لِوَضْع الدواءِ على الجُرح وغيره، وإِنْ لم يُشدّ. ويقال: ضَمَّدْت الجرح إِذا جعلت عليه الدواء. قال: وضَمَّدْتُه بالزَّعْفَران والصَّبِرِ أَي لَطَخْتُه. وضَمَّدت رأْسه إِذا لفَفْته بخرقة. وقال ابن هانئ: هذا ضِماد، وهو الدواء الذي يُضَمَّدُ به الجرحُ، وجمعه ضَمائِدُ. ويقال: ضَمِدَ الدّمُ عليه أَي يبس وَقَرَتَ؛ وقول النابغة أَنشده ابن الأَعرابي: وما هُريقَ على غَرِيِّكَ الضَّمَدُ فقد فسره فقال: الضَّمَدُ الذي ضُمِّدَ بالدم؛ وقال الهروي: يقال ضَمدَ الدمُ على حلق الشاة إِذا ذُبحت فسالَ الدمُ ويَبِس على جِلْدها. ويقال: رأَيت على الدابة ضَمَداً من الدَّم، وهو الذي قَرَتَ عليه وجَفَّ، ولا يقال الضَّمَدُ إِلا على الدابة لأَنه يجيء منه فَيَجْمُد عليه. قال: والغَرِيُّ في بيت النابغة مُشَبَّه بالدابة. أَبو مالك: اضْمُِدْ عليك ثيابَك أَي شُدَّها. وأَجِدْ ضَمْدَ هذا العِدْلِ. وضَمَدْتُ رأْسَه بالعصا: ضربته وعَمَّمْتُه بالسيف. والضَّمْدُ: الظُّلْم. والضَّمَدُ، بالتحريك: الحِقْدُ اللازِقُ بالقلب، وقيل: هو الحِقْدُ ما كان. وقد ضَمِدَ عليه، بالكسر، ضَمَداً أَي أَحِنَ عليه؛ قال النابغة: ومَنْ عَصاكَ فَعاقِبْهُ مُعاقَبَةً تَنْهى الظَّلومَ، ولا تَقْعُدْ على الضَّمَد وأَنشده الجوهري: ولا تَقْعُدْ على ضَمَد، بغير تعريف. وفي حديث علي، رضي الله عنه، وقيل له: أَنت أَمَرْتَ بقتلِ عثمان، رضي الله عنه، فَضَمِدَ أَي اغتاظ. يقال: ضَمِدَ يَضْمَدُ ضَمَداً، بالتحريك، إِذا اشتدّ غَيْظُه وغضبه. وفَرَق قوم بين الضَّمَد والغَيْظِ فقالوا: الضَّمَد أَن يغتاظ على مَنْ يَقْدِر عليه، والغيظُ أَن يَغتاط على مَنْ يَقْدِرُ عليه ومن لا يقدِرُ. يقال: ضَمِدَ عليه إِذا غَضِبَ عليه؛ وقيل: الضَّمَدُ شدّة الغيظ. وأَنا على ضِمادَةٍ من الأَمْر أَي أَشْرَفْتُ عليه. والضَّمْدُ: المُداجاةُ. والضَّمْدُ: رَطْبُ الشجر ويابسُه قَديمُه وحَديثُه؛ وقيل: الضَّمْدُ رطب النبت ويابسه إِذا اختلطا. يقال: الإِبل تأْكل من ضَمْدِ الوادي أَي من رَطْبِه ويابسهِ إِذا اخْتَلَطا. وفي صفة مكة، شرفها الله تعالى: من خُوضٍ وضَمْدٍ؛ الضَّمدُ، بالسكون، رَطْبُ الشجر ويابسُه. وقال رجل لآخر: فِيمَ تَرَكْتَ أَرْضَكَ؟ قال: تَرَكْتُهمْ في أَرض قد شَبِعَتْ غَنَمُها من سَوادِ نَبْتها، وشبِعت إِبلُها من ضَمْدها ولَقِحَ نَعَمُها؛ قوله ضَمْدها قال: ليس فيها عُود إِلاَّ وقد ثَقَبَه النبْت أَي أَوْرَق. وأَضْمَدَ العَرْفَجُ: تَجَوَّفَتْه الخُوصَةُ ولم تَبْدُرْ منه أَي كانت في جوفه ولم تظهر. والضَّمْدُ: خِيارُ الغَنمِ ورُذَلْها. وأُعطيكَ مِنْ ضَمْدِ هذه الغنم أي من صَغيرَتِها وكبيرتِها وصالِحَتها وطالِحَتَها ودَقِيقها وجَلِيلها. والضَّمْدُ: أَنْ يُخالَّ الرجلُ المرأَة ومعها زوج؛ وقد ضَمَدَتْه تَضْمِدُه وتَضْمُده. والضَّمْد أَيضاً: أَن يُخالَّها خَلِيلانِ، والفِعْل كالفِعل؛ قال أَبو ذؤيب: تُريدينَ كَيْما تَضْمُديني وخالداً، وهل يُجْمَعُ السَّيْفانِ ويْحَكِ في غِمْدِ؟ والضِّمادُ كالضَّمْد. قال: والضَّمْد أَن تُخالَّ المرأَةُ ذاتُ الزوج رجلاً غير زوجها أَو رجلين؛ عن أَبي عمرو؛ قال مدرك: لا يُخْلِصُ، الدَّهْرَ، خَلِيلٌ عَشْرَا ذاتَ الضِّماد أَو يَزُورَ القَبْرا، إِني رَأَيْتُ الضَّمْدَ شيئاً نُكْرا قال: لا يَدومُ رجل على امرأَته ولا أَمرأَةٌ على زوجها إِلا قَدْرَ عَشْرَ ليال للعُذْر في الناس في هذا العام، فوصف ما رأَى لأَنه رأَى الناس كذلك في ذلك العام؛ وأَنشد: أَرَدْتِ لِكَيْما تَضْمُديني وصاحِبي، أَلا لا، أَحِبَّي صاحِبي ودَعِيني الفراء: الضِّمادُ أَن تُصادِقَ المرأَةُ اثنين أَو ثلاثة في القحط لتأْكل عند هذا وهذا لتشبع. قال أَبو يوسف: سمعت منتجعاً الكلابّي وأَبا مَهْدِيّ يقولان: الضَّمَدُ الغابر الباقي من الحق؛ تقول: لنا عند بني فلان ضَمَد أَي غابِرٌ من حقٍّ من مَعْقُلَةٍ أَو دَيْن. والمِضْمَدَةُ: خَشَبَة تجعل على أَعْناقِ الثَّوْرَيْنِ في طَرَفِها ثَقبانِ، في كل واحدة منها ثُقْبَة بينهما فرض في ظهرها ثم يجعل في الثقبين خيط يُخْرج طرفاه من باطن المِضْمَدَة، ويُوثَقُ في طَرفِ كلِّ خَيْطٍ عُودٌ يُجْعَلُ عُنُقُ الثَّوْرِ بَيْنَ العُودَيْنِ. والضَّامِدُ: اللازم؛ عن أَبي حنيفة. وعَبْدٌ ضَمَدَة: ضَخْمٌ غلِيظٌ؛ عن الهَجَريِّ. وفي الحديث: أَن رجلاً سأَل رَسولَ الله، ﷺ، عن البَداوَة، فقال: اتَّقِ اللهَ ولا يَضُرُّك أَن تَكُونَ بجانِب ضَمَدٍ؛ هو بفتح الضاد والميم: موضع باليمن. @ضهد: ضَهَدَه يَضْهَدُه ضَهْداً واضْطَهَدَه: ظَلَمه وقَهرَه. وأَضْهَدَ به: جارَ عليه. ورجلٌ مَضْهُودٌ ومُضْطَهَد: مَقْهُور ذليل مضطر. وفي حديث شريح: كان لا يُجيزُ الاضْطِهادَ؛ هو الظلمُ والقَهْرُ. يقال: ضَهَدَه واضْطَهَده، والطاء بدل من تاء الافتعال؛ المعنى: مان لا يُجيزُ البيع واليمِينَ وغيرها في الإِكْراه والقَهْر. وروى ابن الفرج لأَبي زيد: أَضْهَدتُ بالرجل إِضْهاداً، وأَلْهَدْتُ به إِلهاداً، وهو أَنْ تَجُورَ عليه وتسْتَأْثِرَ. ابن شميل: اضْطَهَدَ فلانٌ فلاناً إِذا اضْطَعَفَه وقَسَرَه. وهي الضُّهْدَة؛ يقال: ما نخاف بهذا البَلَدِ الضُّهْدَة أَي الغَلَبَة والقَهْر. وفلان ضُهْدَة لكل أَحَدٍ أَي كلُّ مَنْ شاءَ أَن يَقْهَرَه فَعَلَ. ورجل ضَهِيدٌ: صُلْبٌ شديدٌ. وضَهْيَدٌ: موضع، ليس في الكلام فَعْيَلٌ غيرُه، وذكر الخليل أَنه مصنوع. @ضود: الضاد حرف هجاء وهو حرف مَجْهُور، وهو أَحد الحروف المُسْتَعْلية يكون أَصلاً لا بدلاً ولا زائداً. والضاد للعَرَب خاصة ولا توجد في كلام العجم إِلا في القليل؛ ولذلك قيل في قول أَبي الطيب: وبِهِمْ فَخرُ كلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّا دَ، وعَوْذُ الجاني، وغَوْثُ الطَّريدِ ذهب به إِلى أَنها للعرب خاصة. قال ابن جني: ولا يعترض بمثل هذا على أَصحابنا؛ قال: وعينها منقلبة عن واو. والضَّوادي: ما يُتَعَلَّلُ به من الكلام ولا يحقق له فعل؛ قال أُمية بن أَبي الصلت: وما لِيَ لا أُحَيِّيه، وعندي قَلائِصُ يَطَّلِعْنَ مِنَ النِّجادِ؟ إِليَّ وإِنَّه للناسِ نَهْيٌ، ولا يُعْتَلُّ بالكَلِمِ الضَّوادِ قال ابن سيده: وهذه الكلم لم يحكها إِلا ابن درستويه، قال: ولا أَصل لها في اللغة. التهذيب: ابن الأَعرابي: الضَّوادِي الفُحْش. وقال ابن بُزرُج: يقال ضادَى فلانٌ فلاناً، وضادَّه بمعنى واحد. وإِنه لصاحِبُ ضَدًى مِثْلً قَفاً: من المُضَادَّة أَخرجه من التضعيف. @ضبر: ضَبَرَ الفَرَسُ يَضْبُر ضَبْراً وضَبَراناً إِذا عَدَا، وفي المحكم: جَمَع قوائمه ووَثَبَ، وكذلك المقيَّد في عَدْوه. الأَصمعي: إِذا وثَب الفرسُ فوقع مجوعةً يداه فذلك الضَّبْر؛ قال العجاج يمدح عمر بن عبيدالله بن معمر القرشي: لَقَدْ سَمَا ابن مَعْمَرٍ حين اعْتَمَرْ مَغْزًى بَعيداً مِنْ بَعيد وضَبَرْ، تَقَضِّيَ البَازِي إِذا البَازِي كَسَرْ يقول: ارتفع قَدْرُه حين غَزَا موضعاً بعيداً من الشام وجمع لذلك جيشاً. وفي حديث سعد بن أَبي وقَّاصٍ: الضَّبْر ضَبر البَلْقاء والطعن طعن أَبي مِحْجَنٍ؛ البَلْقاء: فرس سعد، واكن أَبو مِحْجن قد حبسه سعدٌ في شرب الخمر وهم في قتال الفُرْس، فلما كان يوم القَادِسِيَّة رأَى أَبو محْجن الثقفي من الفُرْس قوّة، فقال لامرأَة سعد: أَطلقيني ولكِ اللهَ عليَّ أَن أَرجع حتى أَضع رِجْلي في القيد؛ فحلته، فركب فَرَساً لسعد يقال لها البَلْقاء، فَجَعَل لا يَحْمِل على ناحية من نواحي العدوّ إِلا هزمهم، ثم رجع حتى وضع رِجْله في القيد ووَفى لها بذمَّته، فلما رجع سعد أَخبرته بما كان من أَمره فخلى سبيله. وفرس ضِبِرٌّ، مثال طِمِرٍّ، فِعِلٌّ منه، أَي وثَّاب، وكذلك الرجل. وضَبَّر الشيءَ: جمعه. والضَّبْر والتَّضْبِير: شدة تَلْزِيز العظام واكتناز اللحم؛ جَمَلٌ مَضْبُور ومُضَبَّر، وفرس مُضَبَّر الخلق أَي مُوَثَّقُ الخلق، وناقة مُضَبَّرة الخَلْق. ورجل ضِبِرٌّ: شديد. ورجل ذو ضَبَارَةٍ في خلقه: مجتمع الخلق، وقيل: وَثِيقُ الخلق؛ وبه سمي ضَبَارَةُ، وابن ضَبَارة كان رجلاً من رؤساء أَجناد بني أُمية. والمَضْبُور: المجتمع الخلق الأَملس؛ ويقال للمِنْجل: مَضْبُور. الليث: الضَّبْر شدة تَلْزِيز العظام واكتناز اللحم، وجمل مُضَبَّر الظهر؛ وأَنشد: مُضَبَّر اللَّحْيَيْن نَسْراً مِنْهَسا وأَسد ضُبَارِم وضُبَارِمَة منه فُعالم عند الخليل. والإِضْبَارَةُ: الحُزْمة من الصُّحُف، وهي الإِضْمَامَة. ابن السكيت: يقال جاء فلان بإِضْبَارَةٍ من كُتب وإِضْمامةٍ من كُتب، وهي الأَضَابِير والأَضَامِيم. الليث: إِضْبارَةٌ من صُحُف أَو سهام أَي حُزْمة، وضُبَارَةُ لغة، وغير الليث لا يجيز ضُبَارة من كُتُب، ويقول: أَضْبَارة وإِضْبارة. وضَبَّرت الكُتب وغيرها تضبِيراً: جمعتها. الجوهري: ضَبَرت الكُتب أَضْبُرُها ضَبْراً إِذا جعلتها إِضْبارَة. وفي حديث النبي، ﷺ، أَنه ذكر قوماً يخرجون من النار ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ، كأَنها جمع ضِبَارَةٍ مثل عِمَارَةٍ وعَمائِر. وكل مجتمع: ضِبَارَة. والضَّبَائِر: جماعات الناس. يقال: رأَيتهم ضَبائرَ أَي جماعات في تَفْرقة. وفي حديثٍ آخر: أَتَتْه الملائكةُ بحريرة فيها مِسْك ومن ضَبائِر الريحان. والضُِّبَار: الكُتُب، لا واحد لها؛ قال ذو الرمة: أَقولُ لِنَفْسي واقِفاً عند مُشْرِفٍ، على عَرَصَاتٍ، كالضبَارِ النَّوَاطق والضَّبْر: الجماعة يغزون على أَرجلهم؛ وقال في موضع آخر: الجماعة يغزون. يقال: خرج ضَبْرٌ من بني فلان؛ ومنه قول ساعدة بن جؤية الهذلي: بَيْنا هُمُ يَوْماً كذلك رَاعَهُمْ ضَبْرٌ، لباسُهُمُ القَتيرُ مُؤَلَّبُ القَتِير: مسامير الدروع وأَراد به ههنا الدروع. ومؤلب: مُجمَّع، ومنه تَأَلَّبُوا أَي تجمَّعوا. والضَّبْر: الرَّجَّالة. والضَّبْر: جلد يُغَشَّى خَشَباً فيها رجال تُقَرَّبُ إِلى الحُصون لقتال أَهلها، والجمع ضُبُورٌ، ومنه قولهم: إِنا لا نأْمَنُ أَن يأْتوا بضُبُور؛ هي الدَّبَّابات التي تُقَرَّب للحصون لتنقب من نحتها، الواحدة ضَبْرة. وضَبَرَ عليه الصَّخْر يَضْبُره أَي نَضَّدَه؛ قال الراجز يصف ناقة (* قوله: «يصف ناقة» في شرح القاموس قال الصاغاني: والصواب يصف جملاً، وهذا موضع المثل: استنوق الجمل. والرجز لأَبي محمد الفقعسي والرواية شؤون رأسه): ترى شُؤُون رأْسِها العَوارِدا مَضْبُورَةً إِلى شَباً حَدائِدا، ضَبْرَ بَراطِيلَ إِلى جَلامِدا والضَّبْرُ والضَّبِر: شجر جَوْز البرّ ينوّر ولا يعقد؛ وهو من نبات جبال السَّرَاةِ، واحدته ضَبِرَة؛ قال ابن سيده: ولا يمتنع ضَبْرَة غير أَني لم أَسمعه. وفي حديث الزهري: أَنه ذكر بني إِسرائيل فقال: جعل الله عِنَبَهُمُ الأَرَاكَ وجَوْزَهم الضَّبْرَ ورُمَّانهم المَظَّ؛ الأَصمعي: الضَّبْر جَوْز البر، الجوهري: وهو جوز صلب، قال: وليس هو الرُّمان البري، لأَن ذلك يسمى المَظّ. والضُّبَّار: شجر طيّب الحَطَب؛ عن أَبي حنيفة. وقال مرة: الضُّبَّار شجر قريب الشبه من شجر البَلُّوط وحَطَبه جيد مثل حطب المَظّ، وإِذا جمع حطبه رطباً ثم أُشعلت فيه النار فَرْقَعَ فَرْقَعَة المَخَاريق، ويفعل ذلك بقرب الغيَاض التي تكون فيها الأُسْد فتهرب، واحدته ضُبَّارة. ابن الأَعرابي: الضَّبْر الفقر، والضَّبْر الشد، والضَّبْر جمع الأَجزاء؛ وأَنشد:مضبورةً إِلى شباً حدائدا، ضبر براطيلَ إِلى جلامدا وقول العجاج يصف المنجنيق: وكل أُنثى حَمَلَتْ أَحْجارا، تُنْتَجُ حين تَلْقَح ابْتِقارا قد ضُبِرَ القومُ لها اضْطبارا، كأَنما تجمَّعوا قُبّارا أَي يخرج حجرها من وسطها كما تُبْقر الدابة. والقُبّار من كلام أَهل عمان: قومٌ يجتمعون فيحوزون ما يقع في الشِّباك من صَيْد، البحر، فشبه جَذْب أُولئك حِبالَ المنْجَنِيق بجذب هؤُلاء الشباك بما فيها. ابن الفرج: الضِّبْر والضِّبْن الإِبْط؛ وأَنشد لجندل: ولا يَؤُوبُ مُضْمَراً في ضِبْرِي زادِي، وقد شَوَّلَ زَادُ السَّفْرِ أَي لا أَخْبَأُ الطعام في السفر فَأَؤُوب به إِلى بيتي وقد نفد زاد أَصحابي ولكني أُطعمهم إِياه. ومعنى شَوَّلَ أَي خف، وقلَّما تُشَوِّلُ القِرْبةُ إِذا قلّ ماؤها. وعامر بن ضَبارة، بالفتح (* قوله: «وعامر بن ضبارة بالفتح» كذا بالأَصل. وفي القاموس وشرحه: وعمرو بن ضبارة، بالضم، وضبطه بعضهم بالفتح). وضُبَيْرَة: اسم امرأَة؛ قال الأَخطل: بَكْرِيَّةٌ لم تكُنْ دَارِي لها أَمَماً، ولا ضُبَيْرَةُ مِمَّن تَيَّمَت صَدَدُ ويروى صُبَيْرَةُ. وضَبَّار: اسم كلب؛ قال: سَفَرَتْ فَقُلْت لَها: هَجٍ، فَتَبَرْقَعَتْ، فَذَكَرْتُ حين تَبَرْقَعَتْ ضَبَّارا @ضبطر: الضِّبَطْر، مثال الهِزَبْر: الضخم المكتَنِزُ الشديد الضابط؛ أَسد ضِبَطْرٌ وجمل ضِبَطْرٌ؛ وأَنشد: أَشبه أَركانه ضِبَطْرَا الضِّبَطْرُ والسِّبَطْرُ: من نعت الأَسد بالمَضَاء والشدة. @ضبغطر: الضَّبَغْطَرَى: كلمة يُفَزَّع بها الصبيانُ. والضَّبَغْطَرى: الشديد والأَحمق؛ مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي. ورجل ضَبَغْطَرَى إِذا حَمَّقْتَه ولم يُعْجبك، وتَثْنية الضَّبَغْطَرَى ضَبَغْطَرَانِ، ورأَيت ضَبَغْطَرَين. ابن الأَعرابي: الضَّبَغْطَرَى ما حملته على رأْسك وجعلت يديك فوقه على رأْسك لئلاَّ يقع. والضَّبَغْطَرَى أَيضاً: اللعين الذي يُنصب في الزرع يُفَزَّع به الطيرُ. @ضجر: الضَّجَر: القلق من الغم، ضَجِرَ منه وبه ضَجَراً. وتَضَجَّر: تَبَرَّم؛ ورجل ضَجِرٌ وفيه ضُجْرَةٌ. قال أَبو بكر: فلان ضَجِرٌ معناه ضيّق النفس، من قول العرب مكان ضَجِر أَي ضيّق؛ وقال دريد: فإِمَّا تُمْسِ في جَدَثٍ مُقيماً بِمَسْهَكَةٍ، من الأَرْواحِ، ضَجْر (* قوله: «فاما تمس» كذا بالأَصل وفي شرح القاموس متى ما تمس). أَبو عمرو: مكان ضَجْر وضَجِر أَي ضيِّق، والضَّجْر الاسم والضِّجَر المصدر. الجوهري: ضَجِر، فهو ضَجِرٌ، ورجل ضَجُور، وأَضْجَرني فلان، فهو مُضْجِرٌ، وقوم مَضاجِرُ ومَضاجِيرُ؛ قال أَوس: تَناهَقُونَ إِذا احْضَرَّتْ نعالُكُمُ، وفي الحَفِيظَةِ أَبْرامٌ مَضاجِيرُ وَضَجِرَ البعير: كثر رُغاؤه؛ قال الأَخطل يهجو كعب بن جُعَيْل: فَإِنْ أَهْجُه يَضْجَرْ، كَمَا ضَجْرَ بازِلٌ مِنَ الأُدْمِ دَبْرَتْ صَفْحَتاهُ وغارِبُه وقد خَفَّف صَخِرَ ودَبِرَت في الأَفعال؛ كما يخفف فَخِذ في الأَسماء. والبَازِلُ من الإِبل: الذي يَبْزُل نابُه أَي يَشُقّ في السنة التاسعة وربما يَزَل في الثامنة. والأُدْم: جمع آدَمَ، ويقال: الأُدْمة من الإِبل البياض. وصَفْحتاه: جانباً عُنُقه. والغَارِب: ما بين السنام والعنق؛ يقول: إِن أَهْجُه يَضْجَر ويلحقه من الأَذى ما يلحق البعير الدَّبِر من الأَذى. ابن سيده: وناقة ضَجُور تَرْغُو عند الحلْب. وفي المثل: قد تَحْلُب الضَّجُور العُلْبة أَي قد تصيب الليِّنَ من السيِّء الخُلُق. قال أَبو عبيد: من أَمثالهم في البخيل يستخرج منه المال على بخله: إِن الضَّجُور قد تحلب أَي إِن هذا وإِن كان مَنوعاً فقد يُنال منه الشيءُ بعد الشيء كما أَن الناقة الضَّجُورَ قد يُنال من لبنها. @ضجحر: الأَصمعي: ضَجْحَرْت القِرْبة ضَجَْرَةً إِذا ملأتها، وقد اضْجَحَرَّ السِّقاءُ اضْجِحْراراً إِذا امتلأَ؛ وأَنشد في صفة إِبل غِزارٍ:تَتْرُكُ الوَطْبَ شاصِياً مُضْجَحِرّاً، بَعْدَما أَدَّتِ الحُقُوقَ الحُضُورا وضَجْحَرَ الإِناءَ: ملأه. @ضرر: في أَسماء الله تعالى: النَّافِعُ الضَّارُّ، وهو الذي ينفع من يشاء من خلقه ويضرّه حيث هو خالق الأَشياء كلِّها: خيرِها وشرّها ونفعها وضرّها. الضَّرُّ والضُّرُّ لغتان: ضد النفع. والضَّرُّ المصدر، والضُّرّ الاسم، وقيل: هما لغتان كالشَّهْد والشُّهْد، فإِذا جمعت بين الضَّرّ والنفع فتحت الضاد، وإِذا أَفردت الضُّرّ ضَمَمْت الضاد إِذا لم تجعله مصدراً، كقولك: ضَرَرْتُ ضَرّاً؛ هكذا تستعمله العرب. أَبو الدُّقَيْش: الضَّرّ ضد النفع، والضُّر، بالضم، الهزالُ وسوء الحال. وقوله عز وجل: وإِذا مسّ الإِنسانَ الضُّرُّ دعانا لِجَنْبه؛ وقال: كأَن لم يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مسَّه؛ فكل ما كان من سوء حال وفقر أَو شدّة في بدن فهو ضُرّ، وما كان ضدّاً للنفع فهو ضَرّ؛ وقوله: لا يَضُرّكم كيدُهم؛ من الضَّرَر، وهو ضد النفع. والمَضَرّة: خلاف المَنْفعة. وضَرَّهُ يَضُرّه ضَرّاً وضَرّ بِه وأَضَرّ بِه وضَارَّهُ مُضَارَّةً وضِراراً بمعنى؛ والاسم الضَّرَر. وروي عن النبي، ﷺ، أَنه قال: لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ في الإسلام؛ قال: ولكل واحد من اللفظين معنى غير الآخر: فمعنى قوله لا ضَرَرَ أَي لا يَضُرّ الرجل أَخاه، وهو ضد النفع، وقوله: ولا ضِرار أَي لا يُضَارّ كل واحد منهما صاحبه، فالضِّرَارُ منهما معاً والضَّرَر فعل واحد، ومعنى قوله: ولا ضِرَار أَي لا يُدْخِلُ الضرر على الذي ضَرَّهُ ولكن يعفو عنه، كقوله عز وجل: ادْفَعْ بالتي هي أَحسن فإِذا الذي بينك وبينه عداوة كأَنه ولِيٌّ حَمِيمٌ؛ قال ابن الأَثير: قوله لا ضَرَرَ أَي لا يَضُرّ الرجل أَخاه فَيَنْقُصه شيئاً من حقه، والضِّرارُ فِعَالٌ من الضرّ، أَي لا يجازيه على إِضراره بإِدخال الضَّرَر عليه؛ والضَّرَر فعل الواحد، والضِّرَارُ فعل الاثنين، والضَّرَر ابتداء الفعل، والضِّرَار الجزاء عليه؛ وقيل: الضَّرَر ما تَضُرّ بِه صاحبك وتنتفع أَنت به، والضِّرار أَن تَضُره من غير أَن تنتفع، وقيل: هما بمعنى وتكرارهما للتأْكيد. وقوله تعالى: غير مُضَارّ؛ مَنع من الضِّرَار في الوصية؛ وروي عن أَبي هريرة: من ضَارَّ في وَصِيَّةٍ أَلقاه الله تعالى في وَادٍ من جهنم أَو نار؛ والضِّرار في الوصية راجع إِلى الميراث؛ ومنه الحديث: إِنّ الرجلَ يعمَلُ والمرأَة بطاعة الله ستين سنةً ثم يَحْضُرُهما الموتُ فَيُضَارِران في الوصية فتجبُ لهما النار؛ المُضارَّةُ في الوصية: أَن لا تُمْضى أَو يُنْقَصَ بعضُها أَو يُوصى لغير أَهلها ونحو ذلك مما يخالف السُّنّة. الأَزهري: وقوله عز وجل: ولا يُضَارَّ كاتب ولا شهيد، له وجهان: أَحدهما لا يُضَارّ فَيُدْعى إِلى أَن يكتب وهو مشغول، والآخر أَن معناه لا يُضَارِرِ الكاتبُ أَي لا يَكْتُبْ إِلا بالحق ولا يشهدِ الشّاهد إِلا بالحق، ويستوي اللفظان في الإِدغام؛ وكذلك قوله: لا تُضَارَّ والدةٌ بولدها؛ يجوز أَن يكون لا تُضَارَرْ على تُفاعَل، وهو أَن يَنْزِع الزوجُ ولدها منها فيدفعه إِلى مُرْضعة أُخرى، ويجوز أَن يكون قوله لا تُضَارَّ معناه لا تُضَارِرِ الأُمُّ الأَبَ فلا ترضِعه. والضَّرَّاءُ: السَّنَة. والضَّارُوراءُ: القحط والشدة. والضَّرُّ: سوء الحال، وجمعه أَضُرٌّ؛ قال عديّ بن زيد العبّادي: وخِلالَ الأَضُرّ جَمٌّ من العَيْـ شِ يُعَفِّي كُلُومَهُنَّ البَواقي وكذلك الضَّرَرُ والتَّضِرَّة والتَّضُرَّة؛ الأَخيرة مثل بها سيبويه وفسرها السيرافي؛ وقوله أَنشده ثعلب: مُحَلًّى بأَطْوَاقٍ عِتاقٍ يُبِينُها، على الضَّرّ، رَاعي الضأْنِ لو يَتَقَوَّفُ إِنما كنى به عن سوء حاله في الجهل وقلة التمييز؛ يقول: كرمُه وجوده يَبِينُ لمن لا يفهم الخير فكيف بمن يفهم؟ والضَّرَّاءُ: نقيض السَّرَّاء. وفي الحديث: ابْتُلِينَا بالضَّرَّاءِ فَصَبَرْنا، وابتلينا بالسَّرَّاء فلم نَصْبِرْ؛ قال ابن الأَثير: الضَّرَّاءُ الحالة التي تَضُرُّ، وهي نقيض السَّرَّاء، وهما بناءان للمؤنث ولا مذكر لهما، يريد أَنا اخْتُبِرْنا بالفقر والشدة والعذاب فصبرنا عليه، فلما جاءتنا السَّرَّاءُ وهي الدنيا والسَّعَة والراحة بَطِرْنا ولم نصبر. وقوله تعالى: وأَخذناهم بالبأْساءِ والضَّرَّاءِ؛ قيل: الضَّرَّاءُ النقص في الأَموال والأَنفس، وكذلك الضَّرَّة والضَّرَارَة، والضَّرَرُ: النقصان يدخل في الشيء، يقال: دخل عليه ضَرَرٌ في ماله. وسئل أَبو الهيثم عن قول الأَعشى: ثُمَّ وَصّلْت ضَرَّةً بربيع فقال: الضَّرَّةُ شدة الحال، فَعْلَة من الضَّرّ، قال: والضُّرّ أَيضاً هو حال الضَّرِيرِ، وهو الزَّمِنُ. والضَّرَّاءُ: الزَّمانة. ابن الأَعرابي: الضَّرَّة الأَذاة، وقوله عز وجل: غير أُولي الضَّرَر؛ أَي غير أُولي الزَّمانة. وقال ابن عرفة: أَي غير من به عِلَّة تَضُرّه وتقطعه عن الجهاد، وهي الضَّرَارَة أَيضاً، يقال ذلك في البصر وغيره، يقول: لا يَسْتَوي القاعدون والمجاهدون إِلا أُولو الضَّرَرِ فإِنهم يساوون المجاهدين؛ الجوهري: والبَأْساءُ والضَّرَّاء الشدة، وهما اسمان مؤنثان من غير تذكير، قال الفراء: لو جُمِعَا على أَبْؤُسٍ وأَضُرٍّ كما تجمع النَّعْماء بمعنى النِّعْمة على أَنْعُم لجاز. ورجل ضَرِيرٌ بَيِّن الضَّرَارَة: ذاهب البصر، والجمع أَضِرَّاءُ. يقال: رجل ضَرِيرُ البصرِ؛ وإِذا أَضَرَّ به المرضُ يقال: رجل ضَرِير وامرأَة ضَرِيرَة. وفي حديث البراء: فجاء ابن أُمّ مكتوم يشكو ضَرَارَتَه؛ الضَّرَارَة ههنا العَمَى، والرجل ضَرِيرٌ، وهي من الضَّرّ سوء الحال. والضَّرِيرُ: المريض المهزول، والجمع كالجمع، والأُنثى ضَرِيرَة. وكل شيء خالطه ضُرٌّ، ضَرِيرٌ ومَضْرُورٌ. والضَّرائِرُ: المَحاويج. والاضطِرَارُ: الاحتياج إِلى الشيء، وقد اضْطَرَّه إِليه أَمْرٌ، والاسم الضَّرَّة؛ قال دريد بن الصمة: وتُخْرِجُ منهُ ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً، وَطُولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ أَي تَلأْلُؤَ عَضْب، ويروى: ذَرِّيَّ عضب يعني فِرِنْدَ السيف لأَنه يُشَبَّه بمَدَبِّ النمْلِ. والضَّرُورةُ: كالضَّرَّةِ. والضِّرارُ: المُضَارَّةُ؛ وليس عليك ضَرَرٌ ولا ضَرُورةٌ ولا ضَرَّة ولا ضارُورةٌ ولا تَضُرّةٌ. ورجل ذو ضارُورةٍ وضَرُورةٍ أَي ذُو حاجةٍ، وقد اضْطُرَّ إِلى الشَّيءِ أَي أُلْجئَ إِليه؛ قال الشاعر: أَثِيبي أَخا صارُورةٍ أَصْفَقَ العِدى عليه، وقَلَّتْ في الصَّدِيق أَواصِرُهْ الليث: الضّرُورةُ اسمٌ لمصْدرِ الاضْطِرارِ، تقول: حَمَلَتْني الضّرُورَةُ على كذا وكذا. وقد اضْطُرّ فلان إِلى كذا وكذا، بِناؤُه افْتَعَلَ، فَجُعِلَت التاءُ طاءً لأَنَّ التاءَ لم يَحْسُنْ لفْظُه مع الضَّادِ. وقوله عز وجل: فمن اضطُرّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ؛ أَي فمن أُلْجِئَ إِلى أَكْل الميْتةِ وما حُرِّم وضُيِّقَ عليه الأَمْرُ بالجوع، وأَصله من الضّرَرِ، وهو الضِّيقُ. وقال ابن بزرج: هي الضارُورةُ والضارُوراءُ ممدود. وفي حديث عليّ، عليه السلام، عن النبي، ﷺ، أَنَّه نهى عن بيع المُضْطَرّ؛ قال ابن الأَثير: هذا يكون من وجهين: أَحدُهما أَنْ يُضْطَرّ إِلى العَقْدِ من طَرِيقِ الإِكْراهِ عليه، قال: وهذا بيعٌ فاسدٌ لا يَنْعَقِدُ، والثاني أَنْ يُضْطَرَّ إِلى البليعِ لِدَيْن رَكِبَه أَو مَؤونةٍ ترْهَقُه فيَبيعَ ما في يَدِه بالوَكْسِ للضَّرُروةِ، وهذا سبيلُه في حَقِّ الدِّينِ والمُروءةِ أَن لا يُبايَعَ على هذا الوجْهِ، ولكن يُعَان ويُقْرَض إِلى المَيْسَرَةِ أَو تُشْتَرى سِلْعَتُه بقِيمتها، فإِنْ عُقِدَ البَيْع مع الضرورةِ على هذا الوجْه صحَّ ولم يُفْسَخْ مع كراهةِ أَهلِ العلْم له، ومعنى البَيْعِ ههنا الشِّراءُ أَو المُبايَعةُ أَو قَبُولُ البَيْعِ. والمُضْطَرُّ: مُفْتَعَلٌ من الضّرِّ، وأَصْلُه مضْتَرَرٌ، فأُدْغِمَت الراءُ وقُلِبَت التاءُ طاءً لأَجْلِ الضادِ؛ ومنه حديث ابن عمر: لا تَبْتَعْ من مُضْطَرٍّ شَيْئاً؛ حملَه أَبو عُبَيْدٍ على المُكْرَهِ على البَيْعِ وأَنْكَرَ حَمْلَه على المُحْتاج. وفي حديث سَمُرَةَ: يَجْزِي من الضَّارُورة صَبُوحٌ أَو غَبُوق؛ الضارروةُ لغةٌ في الضّرُورةِ، أَي إِنَّما يَحِلّ للمُضْطَرّ من المَيْتة أَنْ يأْكُلَ منها ما يسُدُّ الرَّمَقَ غَداءً أَو عَشاءً، وليس له اين يَجْمعَ بينهما. والضَّرَرُ: الضِّيقُ. ومكانٌ ذو ضَرَرٍ أَي ضِيقٍ. ومكانٌ ضَرَرٌ: ضَيِّقٌ؛ ومنه قول ابن مُقْبِل: ضِيف الهَضْبَةِ الضَّرَر وقول الأَخطل: لكلّ قَرارةٍَ منها وفَجٍّ أَضاةٌ، ماؤها ضَرَرٌ يَمُور قال ابن الأَعرابي: ماؤها ضرَرٌ أَي ماءٌ نَمِيرٌ في ضِيقٍ، وأَرادَ أَنَّه غَزِيرٌ كثيرٌ فَمجارِيه تَضِيقُ به، وإِن اتَّسَعَتْ. والمُضِرُّ: الدَّاني من الشيْءِ؛ قال الأَخْطل: ظَلَّتْ ظِياءٌ بَني البَكَّاءِ راتِعَةً، حتى اقْتُنِصْنَ على بُعْدٍ وإِضْرار وفي حديث معاذ: أَنَّه كان يُصَلِّي فأَضَرَّ به غُصْنٌ فمَدَّ يَده فكَسَرَهُ؛ قوله: أَضَرَّ به أَي دنا منه دُنُوّاً شديداً فآذاه. وأَضَرَّ بي فلانٌ أَي دَنا منّي دُنُوّاً شديداً وأَضَرَّ بالطريقِ: دنَا منه ولم يُخالِطْه؛ قال عبدالله بن عَنْمة (* قوله: «ابن عنمة» ضبط في الأصل بسكون النون وضبط في ياقوت بالتحريك). الضَّبِّي يَرْثي بِسْطَامَ ابْنَ قَيْسٍ: لأُمِّ الأَرْضِ ويْلٌ ما أَجَنَّتْ غداةَ أَضَرَّ بالحسَنِ السَّبيلُ؟ (* قوله: «غداة» في ياقوت بحيث). يُقَسِّمُ مالَه فِينا فَنَدْعُو أَبا الصَّهْبا، إِذا جَنَحَ الأَصِيلُ الحَسَنُ: اسمُ رَمْلٍ؛ يَقُولُ هذا على جهة التعجُّبِ، أَي وَيْلٌ لأُمِّ الأَرْضِ ماذا أَجَنَّت من بِسْطام أَي بحيث دَنَا جَبَلُ الحَسَنِ من السَّبِيلِ. وأَبو الصهباء: كُنْيَةُ بسْطام. وأَضَرَّ السيْلُ من الحائط: دَنَا منه. وسَحابٌ مُضِرٌّ أَي مُسِفٌّ. وأَضَرَّ السَّحابُ إِلى الأَرْضِ: دَنَا، وكلُّ ما دَنا دُنُوّاً مُضَيَّقاً، فقد أَضَرَّ. وفي الحديث: لا يَضُرُّه أَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كانَ له؛ هذه الكلمةُ يَسْتَعْمِلُها العرَبُ ظاهرُها الإِباحَةُ ومعناها الحَضُّ والتَّرْغِيبُ.والضَّرِيرُ: حَرْفُ الوادِي. يقال: نَزَلَ فلانٌ على أَحدِ ضِرِيرَي الوادِي أَي على أَحَدِ جانِبَيْهِ، وقال غيرُه: بإِحْدَى ضَفَّتَيْه. والضَّرِيرانِ: جانِبا الوادِي؛ قال أَوس بن حَجَر: وما خَلِيجٌ من المَرُّوتِ ذُو شُعَبٍ، يَرْمِي الضَّرِيرَ بِخُشْبِ الطَّلْحِ والضَّالِ واحِدُهما ضَرِيرٌ وجمعُه أَضِرَّةٌ. وإِنه لَذُو ضَرِيرٍ أَي صَبْرٍ على الشرِّ ومُقَاساةٍ له. والضَّرِيرُخ من النَّاسِ والدوابِّ: الصبُورُ على كلّ شيء؛ قال: باتَ يُقاسي كُلَّ نابٍ ضِرزَّةٍ، شَدِيدة جَفْنِ العَيْنِ ذاتِ ضَريرِ وقال: أَما الصُّدُور لا صُدُورَ لِجَعْفَرٍ، ولكنَّ أَعْجازاً شديداً ضَرِيرُها الأَصمعي: إِنه لَذُو ضَرِيرٍ على الشيءِ والشِّدَةِ إِذا كان ذا صبرٍ عليه ومُقَاساةٍ؛ وأَنشد: وهمَّامُ بْنُ مُرَّةَ ذو ضَرِيرِ يقال ذلك في الناس والدوابِّ إِذا كان لها صبرٌ على مقاساةِ الشرِّ؛ قال الأَصمعي في قول الشاعر: بمُنْسَحَّةِ الآباطِ طاحَ انْتِقالُها بأَطْرافِها، والعِيسُ باقٍ ضَرِيرُها قال: ضريرُها شدَّتُها؛ حكاه الباهِليُّ عنه؛ وقول مليح الهذلي: وإِنِّي لأَقْرِي الهَمَّ، حين يَنوبني، بُعَيدَ الكَرَى منه، ضَرِيرٌ مُحافِلُ أَراد مُلازِم شَدِيد. وإِنَّه لَضِرُّ أَضْرارٍ أَي شَدِيدُ أَشِدَّاءَ، وضِلُّ أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ إِذا كان داهِيَةً في رأْيه؛ قال أَبو خراش: والقوم أَعْلَم لو قُرْطٌ أُرِيدَ بها، لكِنَّ عُرْوةَ فيها ضِرُّ أَضْرارِ أَي لا يستنقذه ببَأْسهه وحِيلَهِ. وعُرْوةُ: أَخُو أَبي خِراشٍ، وكان لأَبي خراشٍ عند قُرْطٍ مِنَّةٌ، وأَسَرَتْ أَزد السَّراةِ عُرْوةَ فلم يحمَد نيابَة قُرْطٍ عنْه في أَخيه: إِذا لَبُلَّ صَبِيُّ السَّيْفِ من رَجُلٍ من سادةِ القَومِ، أَوْ لالْتَفَّ بالدَّار الفراء: سمعت أَبَا ثَروانَ يقول: ما يَضُرُّكَ عليها جارِيَةً أَي ما يَزِيدُكَ؛ قال: وقال الكسائي سمعتهم يقولون ما يَضُرُّكَ على الضبِّ صَبْراً، وما يَضِيرُكَ على الضبِّ صَبْراً أَي ما يَزِيدُكَ. ابن الأَعرابي: ما يَزِيدُك عليه شيئاً وما يَضُرُّكَ عليه شيئاً، واحِدٌ. وقال ابن السكيت في أَبواب النفي: يقال لا يَضُرُّك عليه رجلٌ أَي لا تَجِدُ رجلاً يَزِيدُكَ على ما عند هذا الرجل من الكفاية، ولا يَضُرُّكَ عليه حَمْلٌ أَي لا يَزِيدُك. والضَّرِيرُ: اسمٌ للْمُضَارَّةِ، وأَكْثُر ما يُسْتَعْمَل في الغَيْرةِ. يقال: ما أَشَدَّ ضَرِيرَه عَلَيها. وإِنه لذُو ضَرِيرٍ على امرأَته أَي غَيْرة؛ قال الراجز يصف حماراً: حتى إِذا ما لانَ مِنْ ضَرِيرِه وضارّه مُضارَّةً وضِراراً: خالَفَه؛ قال نابغةُ بنِي جَعْدة: وخَصْمَيْ ضِرارٍ ذَوَيْ تُدْارَإِ، متى باتَ سِلْمُها يَشْغَبا وروُي عن النبي، ﷺ، أَنه قيل له: أَنَرَى رَبَّنا يومَ القيامةِ؟ فقال: أَتُضارُّونَ في رُؤْيَةِ الشمْسِ في غيرِ سَحابٍ؟ قالوا: لا، قال: فإِنَّكم لا تُضارُّون في رُؤْيتِه تباركَ وتعالى؛ قال أَبو منصور: رُوِي هذا الحرفُ بالتشديد من الضُّرّ، أَي لا يَضُرُّ بعضُكم بَعْضاً، وروي تُضارُونَ، بالتخفيف، من الضَّيْرِ. ومعناهما واحدٌ؛ ضارَهُ ضَيْراً فضَرَّه ضَرّاً، والمعنى لا يُضارُّ بعْضُكم بعْضاً في رُؤْيَتِهِ أَي لا يُضايِقُه ليَنْفَرِدَ برُؤْيتِه. والضرَرُ: الضِّيقُ، وقيل: لا تُضارُّون في رُؤْيته أَي لا يُخالِفُ بعضُكم بعضاً فيُكَذِّبُه. يقال: ضارَرْت الرجُلَ ضِراراً ومُضارَّةً إِذا خالَفْته، قال الجوهري: وبعضُهم يقول لا تَضارّون، بفتح التاء، أَي لا تَضامُّون، ويروى لا تَضامُّون في رُؤْيته أَي لا يَنْضمُّ بعضُكم إِلى بعْضٍ فيُزاحِمُه ويقولُ له: أَرِنِيهِ، كما يَفْعَلُون عند، النَّظَرِ إِلى الهِلالِ، ولكن يَنْفَردُ كلٌّ منهم برُؤْيته؛ ويروى: لا تُضامُون، بالتخفيف، ومعناه لا يَنالُكْم ضَيْمٌ في رؤيته أَي تَرَوْنَه حتى تَسْتَوُوا في الرُّؤْيَةِ فلا يَضِيم بعضُكم بعْضاً. قال الأَزهري: ومعاني هذه الأَلفاظِ، وإِن اخْتلفت، مُتَقارِبةٌ، وكلُّ ما رُوِي فيه فهو صحيحٌ ولا يَدْفَعُ لَفْظٌ منها لفظاً، وهو من صحاح أَخْبارِ سيّدِنا رسولُ الله، ﷺ، وغُرَرِها ولا يُنْكِرُها إِلاَّ مُبْتَدِعٌ صاحبُ هَوًى؛ وقال أَبو بكر: مَنْ رواه: هل تَضارُّون في رؤيته، مَعْناه هل تَتَنازَعون وتَخْتَلِفون، وهو تَتَفاعلُونَ من الضَّرارِ، قال: وتفْسيرُ لا تُضارُّون لا يقعُ بِكُم في رؤيته ضُرٌّ، وتُضارُون، بالتخفيف، من الضَّيْرِ، وهو الضُّرُّ، وتُضامُون لا يَلْحَقُكم في رؤيته ضَيْمٌ؛ وقال ابنُ الأَثير: رُوِيَ الحديثُ بالتخفيف والتَّشْديد، فالتشْديدُ بمعنى لا تَتَخالَفُون ولا تَتَجادلُون في صِحّةِ النَّظر إِليه لِوُضُوحِه وظُهُوره، يقال: ضارَّةُ يُضارُّه مِثْل ضَرَّه يَضُرُّه، وقيل: أَرادَ بالمُضارّةِ الاجْتِمَاعَ والازْدحامَ عند النَّظرِ إِليه، وأَما التخْفيفُ فهو من الضَّيرِ لُغَة في الضرِّ، والمَعْنَى فيه كالأَوّل، قال ابن سيده: وأَما مَنْ رواه لا تُضارُون في رؤيته على صيغةِ ما لم يُسَمَّ فاعلُه فهو من المُضايقَةِ، أَي لا تَضامُّون تَضامّاً يَدْنُو به بعضُكم من بعضٍ فتُضايَقُون. وضَرَّةُ المَرْأَةِ: امرأَةُ زَوْجِها. والضَّرَّتان: امرأَتا الرجُلِ، كلُّ واحدَةٍ منهما ضَرَّةٌ لصاحِبَتِها، وهو من ذلك، وهُنَّ الضرائِرُ، نادِرٌ؛ قال أَبو ذُؤَيب يصِفُ قُدُوراً: لَهُنَّ نَشُيجٌ بالنَّضِيل كأَنَّها ضَرائِرُ جِرْمِيٍّ، تَفاحَشَ غارُها وهي الضِّرُّ. وتزوَّجَ على ضِرٍّ وضُرٍّ أَي مُضارَّة بينَ امْرَأَتينِ، ويكون الضِّرُّ للثَّلاثِ. وحَكى كُراعٌ: تَزوَّجْتُ المرأَةَ على ضِرٍّكُنَّ لَها، فإِذا كان كذلك فهو مَصْدَرٌ على طَرْح الزائدِ أَو جَمْعٌ لا واحدَ له. والإِضْرارُ: التزْويجُ على ضَرَّةٍ؛ وفي الصحاح: أَنْ يتزوّجَ الرجلُ على ضَرَّةِ؛ ومنه قيل: رجلٌ مُضِرٌّ وامرأَةٌ مُضِرٌّ. والضِّرُّ، بالكَسْرِ: تزوُّجُ المرأَةِ على ضَرَّةٍ. يقال: نكَحْتُ فُلانة على ضُرٍّ أَي على امرأَةٍ كانت قبْلَها. وحكى أَبو عبدالله الطُّوَالُ: تَزَوَّجْتُ المرأَةَ على ضِرٍّ وضُرٍّ، بالكسر والضمِّ. وامرأَةٌ مُضِرٌّ أَيضاً: لها ضرائر، يقالُ فلانٌ صاحبُ ضِرٍّ، ويقال: امرأَةٌ مُضِرٌّ إِذا كان لها ضَرَّةٌ، ورجلٌ مُضِرٌّ إِذا كان له ضَرائرُ، وجمعُ الضَّرَّةِ ضرائرُ. والضَّرَّتانِ: امرأَتانِ للرجل، سُمِّيتا ضَرَّتَينِ لأَنَّ كلَّ زاحدةٍ منهما تُضارُّ صاحِبتَها، وكُرِهَ في الإِسْلامِ أَن يقالَ لها ضَرَّة، وقيل: جارةٌ؛ كذلك جاء في الحديث. الأَصمعي: الإِضْرارُ التزْوِيجُ على ضَرَّةٍ؛ يقال منه: رجلٌ مُضِرٌّ وامرأَةٌ مُضرٌّ، بغير هاء. ابن بُزُرج: تزوج فلانٌ امرأَةً، إِنَّها إِلى ضَرَّةِ غِنًى وخَيرٍ. ويقال: هو في ضَرَرِ خَيرٍ وإِنه لفي طَلَفَةِ خيرٍ وضفَّة خير وفي طَثْرَةِ خيرٍ وصَفْوَةٍ من العَيْشِ. وقوله في حديث عَمْرو بن مُرَّةَ: عند اعْتِكارِ الضرائرِ؛ هي الأُمُور المُخْتَلِفَةُ كضرائرِ النساءِ لا يَتَّفِقْنِ، واحِدتُها ضَرَّةٌ. والضَّرَّتانِ: الأَلْيةُ من جانِبَيْ عَظْمِها، وهُما الشَّحْمتان، وفي المحكم: اللَّحْمتانِ اللَّتانِ تَنْهَدلانِ من جانِبَيْها. وضَرَّةُ الإِبْهام: لَحْمَةٌ تحتَها، وقيل: أَصْلُها، وقيل: هي باطنُ الكَفِّ حِيالَ الخِنْصَرِ تُقابِلُ الأَلْيةَ في الكَفِّ. والضَّرَّةُ: ما وَقَع عليه الوطْءُ من لَحْمِ باطنِ القَدَمِ مما يَلي الإِبْهامَ. وضَرَّةُ الضَّرْعِ: لَحْمُها، والضَّرْعُ يذكّر ويؤنث. يقال: ضَرَّةٌ شَكْرَى أَي مَلأَى من اللَّبَنِ. والضَّرَّةُ: أَصلُ الضرْعِ الذي لا يَخْلُو من اللَّبَن أَو لا يكادُ يَخْلُو منه، وقيل: هو الضرْعُ كلُّه ما خَلا الأَطباءَ، ولا يسمى بذلك إِلاَّ أَن يكونَ فيه لَبنٌ، فإِذا قَلَصَ الضرْعُ وذهَبَ اللَبنُ قيل له: خَيْفٌ، وقيل: الضَّرَّةُ الخِلْفُ؛ قال طرفة يصف نعجة: من الزَّمِراتِ أَسْبَلَ قادِماها، وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ: له بصَرِيحٍ ضَرَّةُ الشاةِ مُزبِد؛ الضَّرَّةُ: أَصْلُ الضرْعِ. والضرَّةُ: أَصْلُ الثَّدْيِ، والجمعُ من ذلك كُلِّه ضرائرُ، وهو جَمْعٌ نادِرٌ؛ أَنشد ثعلب: وصار أَمْثَالَ الفَغَا ضَرائِرِي إِنما عَنَى بالضرائرِ أَحدَ هذه الأَشياءِ المُتَقَدّمَةِ. والضرَّةُ: المالُ يَعْتَمِدُ عليه الرجلُ وهو لغيره من أقارِبه، وعليه ضَرَّتانِ من ضأْنٍ ومعَزٍ. والضرَّةُ: القِطْعَةُ من المال والإِبلِ والغنمِ، وقيل: هو الكثيرُ من الماشيةِ خاصَّةً دُون العَيْرِ. ورجلٌ مُضِرٌّ: له ضَرَّةٌ من مالٍ. الجوهري: المُضِرّ الذي يَروحُ عليه ضَرَّةٌ من المال؛ قال الأَشْعَرُ الرَّقَبانُ الأَسَدِيّ جاهِليّ يَهْجُو ابن عمِّه رضوان: تَجانَفَ رِضْوانُ عن ضَيْفِه، أَلَمْ يَأْتِ رِضْوانَ عَنِّي النُّدُرْ؟ بِحَسْبك في القَوم أَنْ يَعْلَمُوا بأَنَّك فيهمْ غَنيٌّ مُضِرْ وقد علم المَعْشَرُ الطَّارِحون بأَنَّكَ، للضَّيْفِ، جُوعٌ وقُرْ وأَنتَ مَسِيخٌ كَلَحْمِ الحُوار، فلا أَنَتَ حُلْوٌ، ولا أَنت مُرْ والمَسِيخ: الذي لا طَعْمَ له. والضَّرّة: المالُ الكثيرُ. والضَّرّتانِ: حَجَر الرّحى، وفي المحكم: الرحَيانِ. والضَّرِير: النفْسُ وبَقِيَّةُ الجِسْمِ؛ قال العجاج: حامِي الحُمَيَّا مَرِس الضَّرِيرِ ويقال: ناقةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ إِذا كانت شَدِيدةَ النفْسِ بَطِيئةَ اللُّغُوبِ، وقيل: الضَّرِير بقيةُ النفْسِ وناقةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ: مُضِرَّةٌ بالإِبل في شِدَّةِ سَيْرِها؛ وبه فُسِّرَ قولُ أُمَيَّة بن عائذٍ الهذلي:تُبارِي ضَرِيسٌ أُولاتِ الضَّرِير، وتَقْدُمُهُنّ عَتُوداً عَنُونا وأَضَرَّ يَعْدُو: أَسْرَعَ، وقيل: أَسْرعَ بَعْضَ الإِسْراعِ؛ هذه حكاية أَبي عبيد؛ قال الطوسي: وقد غَلِظَ، إِنما هو أَصَرَّ. والمِضْرارُ من النِّساءِ والإِبِلِ والخَيْلِ: التي تَنِدُّ وتَرْكَبُ شِدْقَها من النَّشاطِ؛ عن ابن الأَعرابي: وأَنشد: إِذْ أَنت مِضْرارٌ جَوادُ الخُضْرِ، أَغْلَظُ شيءٍ جانباً بِقُطْرِ وضُرٌّ: ماءٌ معروف؛ قال أَبو خراش: نُسابِقُِم على رَصَفٍ وضُرٍّ، كدَابِغةٍ، وقد نَغِلَ الأَدِيمُ وضِرارٌ: اسمُ رجلٍ. ويقال: أَضَرَّ الفرسُ على فأْسِ اللَّجامَ إِذا أَزَمَ عليه مثل أَضَزَّ، بالزاي. وأَضَرَّ فلانٌ على السَّيرِ الشديدِ أَي صَبَرَ. وإِنه لَذُو ضَرِيرٍ على الشيء إِذا كان ذا صبْر عليه ومُقاساة له؛ قال جرير: طَرَقَتْ سَوَاهِمَ قد أَضَرَّ بها السُّرَى، نَزَحَتْ بأَذْرُعِها تَنائِفَ زُورَا من كلِّ جُرْشُعَةِ الهَواجِرِ، زادَها بُعْدُ المفاوِزِ جُرْأَةً وضَرِيرَا من كلِّ جُرْشُعَة أَي من كل ناقةٍ ضَخْمَةٍ واسعةِ الجوفِ قَوِيَّةٍ في الهواجر لها عليها جُرْأَةٌ وصبرٌ، والضمير في طَرَقَتُْ يعُودُ على امرأَة تقدّم ذكرُها، أَي طَرقَتَهْم وهُمْ مسافرون، أَراد طرقت أَصْحابَ إِبِلٍ سَوَاهِمَ ويُريدُ بذلك خيالَها في النَّومِ، والسَّواهِمُ: المَهْزُولةُ، وقوله: نَزَحَتْ بأَذْرُعِها أَي أَنْفَدَت طُولَ التنائف بأَذْرُعِها في السير كما يُنْفَذُ ماءُ البِئْرِ بالنَّزْحِ. والزُّورُ: جمع زَوْراءَ. والتَّنائِفُ: جمع تَنُوفَةٍ، وهي الأَرْضُ القَفْرُ، وهي التي لا يُسارُ فيها على قَصْدٍ بل يأْخذون فيها يَمْنَةً ويَسْرَةً. @ضغدر: حَكَى الأَزهريُّ في ترجمة خرط، قال: قرأْت في نسخة من كتاب الليث:عَجِبْتُ لِخُرْطِيطٍ ورَقْم جَناحِه، ورُمَّةِ طِخْمِيلٍ ورَعْثِ الضَّغادِر قال: الضَّغادِرُ الدّجاجُ، الواحدُ ضُغْدُورةٌ. @ضطر: الضَّوْطَرُ: العظِيمُ، وكذلك الضَّيْطَرُ والضَّيْطارُ، وقيل: هو الضَّخْمُ اللئيمُ، وقيل: الضَّيْطَرُ والضَّيْطَرَى الضخمُ الجَنْبينِ العظيمُ الاسْت، وقيل: الضَّيْطَرُ الضخمُ الجَنْبينِ العظيمُ الاسْت، وقيل: الضَّيْطَرُ العظيمُ من الرجالِ، والجمعُ ضَياطِرُ وضَياطِرةٌ وضَيْطارُونَ؛ وأَنشد أَبو عمرو لعَوْفِ بن مالك: تَعَرَّضَ ضَيْطارُو فُعالَةَ دُونَنا، وما خَيْرُ ضَيْطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحَا؟ يقول: تَعَرَّضَ لنا هَؤُلاءِ القَوْمُ ليُقاتِلُونا ولَيْسوا بشيءٍ لأَنَّه لا سِلاَحَ معهم سوى المِسْطَح؛ وقال ابن بزي: البيت لمالك بن عوف النَّضْرِيّ. وفُعالةُ: كنايةٌ عن خُزاعةَ، وإِنما كَنَى هو وغيرُه عنهم بفُعالَة لكَونِهم حُلَفاءَ لِلّنبيّ، ﷺ، يقول: ليس فيهم شيءٌ مما يَنْبَغِي أَن يكونَ في الرجالِ إِلاَّ عِظَمَ أَجْسامِهم، وليس لهم مع ذلك صَبْرٌ ولا جَلَدٌ، وأَيُّ خَيْرٍ عند ضَيْطارٍ سِلاحُه مِسْطَحٌ يُقَلِّبُه في يده؟ وقيل: الضَّيْطَرُ اللئيمُ؛ قال الراجز: صَاحِ أَلَمْ تَعْجَبْ لِذاكَ الضَّيْطَرِ؟ الجوهري: الضَّيْطَرُ الرجلُ الضخمُ الذي لا غَناءَ عِنْدَه، وكذلك الضَّوْطَرُ والضَّوْطَرَى. وفي حديث عليّ، عليه السلام: مَنْ يَعْذِرُني مِنْ هؤلاءِ الضَّياطِرةِ؟ هم الضَّخامُ الذين لا غَناءَ عندهم، الواحدُ ضَيْطارٌ، والياء زائدة، وقالوا ضَيَاطِرُون كأَنَّهم جَمَعُوا ضَيْطَراً على ضَياطِرَ جَمْعَ السلامةِ؛ وقول خِداش بنِ زُهَير: ونَرْكَبُ خَيْلاً لا هَوَادَةَ بَيْنَها، وتَشْقَى الرِّماحُ بالضَّياطِرة الحُمْرِ قال ابن سيده يجوز أَن يكونَ عَنَى أَن الرماحَ تَشْقَى بهم أَي أَنهم لا يُحْسِنون حَمْلَها ولا الطَّعْنَ بها، ويجوز أَن يكونَ على القَلْبِ أَي تَشقى الضياطرَةُ الحُمْرُ بالرماح يعني أَنَّهم يُقْتَلُون بها. والهَوادةُ: المُصالحَةُ والمُوادعةُ. والضَّيْطارُ: التاجرُ لا يَبْرحُ مكانَه. وبَنُو ضَوْطَرى: حَيٌّ معروف، وقيل: الضَّوْطَرَى الحَمْقى، قال ابن سيده: وهو الصحيح. ويقال للقوم إِذا كانوا لا يَغْنون غَناءً: بَنُو ضَوطَرَى؛ ومنه قول جرير يُخاطبُ الفرزدقَ حين افتخر بعَقْرِ أَبيه غالب في معاقرة سُحَيم بن وُثَيلٍ الرِّياحِي مائةَ ناقة بموضع يقال له صَوْأَرٌ على مسيرة يوم من الكوفة، ولذلك يقول جرير أَيضاً: وقد سرّني أَنْ لا تَعُدَّ مُجَاشِعٌ من المَجْد إِلاَّ عَقْرَ نِيبٍ بصَوأَرِ قال ابن الأَثير: وسببُ ذلك أَن غالباً نحرَ بذلك الموضعِ ناقةً وأَمَر أَنْ يُصْنعَ منها طعامٌ، وجعَلَ يُهْدُِي إِلى قومٍ من بني تميمٍ جِفاناً، وأَهْدَى إِلى سُحَيم جَفنةً فكفأَها، وقال: أَمُفتَقِرٌ أَنا إِلى طعامِ غالبٍ إِذا نَحرَ ناقَةً؟ فَنَحَرَ غالبٌ ناقتين فَنَحَرَ سُحيمٌ مثْلَهما، فنحر غالبٌ ثلاثاً فنَحر سُحَيمٌ مثلَهن، فعَمَدَ غالبٌ فَنَحَرَ ما ناقةٍ ونَكَلَ سُحَيْمٌ، فافتخر الفرزدقُ في شِعْره بكَرم أَبيه غالب فقال: (* قوله: «فقال» يعني جريراً كما يفيده كلام المؤلف بعد). تَعُدُّون عَقْرَ النِّيبِ أَفْضَلَ مَجْدِكم، بَني ضَوْطَرَى، لولا الكَمِيَّ المُقَنَّعا يُريدُ: هَلاَّ الكَمِيَّ، ويروى: المُدَجَّجا، ومَعْنى تَعُدُّون تَجْعَلُون وتَحْسَبون، ولهذا عدَّاه إِلى مفعولين؛ ومثله قول ذي الرُّمَّة:أَشَمّ أَغَرّ أَزْهَر هِبْرِزِيّ، يَعُدُّ القاصِدِينَ له عِيالا قال: ومثله للكميت: فأَنتَ النّدَى فيما يَنُوبُك والسَّدَى، إِذا الخَوْدُ عَدّتْ عُقْبةَ القِدْر مالَها قال: وعليه قول أَبي الطيب: ولَو انَّ الحياةَ تَبْقَى لِحَيٍّ، لَعَدَدْنا أَضَلَّنا الشُّجْعانا قال: وقد يجوز أَن يكون تَعُدّون في بيت جرير من العدّ، ويكون على إِسقاط من الجار، تقديرُه تَعُدّون عقر النيب من أَفْضلِ مجدِكم، فلما أَسقط الخافض تَعَدّى الفعلُ فنَصب. وأَبو ضَوْطَرَى: كُنْيَة الجُوع. @ضفر: الضَّفْرُ: نَسْجُ الشعر وغيرِه عَرِيضاً، والتضْفِيرُ مثلُه. والضَّفيرةُ: العَقِيصَة؛ وقد ضَفَر الشعر ونحوَه ويَضْفِرُه ضَفْراً: نسجَ بعضَه على بعض. والضَّفْرُ: الفَتْل. وانْضَفَرَ الحَبْلانِ إِذا الْتَويا معاً. وفي الحديث: إِذا زَنَتِ الأَمةُ فبِعْها ولو بضفَيرٍ؛ أَي بحَبْل مفتول من شعر، فَعِيل بمعنى مفعول. والضَّفْر: ما شَدَدْت به البعيرَ من الشعر المضْفُور، والجمعُ ضُفُورٌ. والضَّفَارُ: كالضَّفْرِ والجمع ضُفُر؛ قال ذو الرمة: أَوْرَدْته قَلِقاتِ الضُّفْر قد جَعَلت تَشْكو الأَخِشَّةَ في أَعناقها صَعَرا ويقال للذُّؤابة: ضَفِيرةٌ. وكلُّ خُصْلة من خُصَل شعر المرأَة تُضْفَر على حِدَة: ضَفِيرةٌ، وجمعُها ضِفائِرُ؛ قال ابن سيده: والضَّفر كل خُصْلة من الشعر على حِدَتِها؛ قال بعض الأَغْفال: ودَهَنَتْ وَسَرَّحَتْ ضُفَيْرى والضَّفِيرةُ: كالضَّفْر. وضَفَرَت المرأَة شعرها تَضْفِره ضَفْراً: جَمعته. وفي حديث عليٍّ: أَنَّ طَلْحة بن عُبَيدالله نازَعَه في ضَفِيرةٍ كان عليٌّ ضَفَرَها في وادٍ كانت إِحدى عُِدْوَتَى الوادي له، والأُخرى لِطَلْحةَ، فقال طلحةُ: حَمَل عليّ السُّيولَ وأَضَرّ بي؛ قال ابن الأَعرابي: الضَّفِيرةُ مثل المُسَنَّاة المستطيلة في الأَرض فيها خشبٌ وحجارة، وضَفْرها عَملُها من الضَّفْر، وهو النَّسْج، ومنه ضَفْرُ الشَّعَر وإِدْخالُ بعضِه في بعض؛ ومنه الحديث الآخر: فقام على ضَفِيرة السُّدَّة، والحديث الآخر: وأَشارَ بيده وراءَ الضَّفِيرة؛ قال منصور: أُخذَت الضَّفِيرةُ من الضَّفْر وإِدْخالِ بعضِه في بعض مُعْترِضاً؛ ومنه قيل للبِطَانِ المُعَرَّض: ضَفْرٌ وضَفِيرة. وكِنانةٌ ضفِيرةٌ أَي ممتلئة. وفي حديث أُم سلمة أَنها قالت للنبي، ﷺ: إِني امرأَةٌ أَشُدّ ضَفْرَ رَأْسِي أَفأَنْقُضُه للغُسْل؟ أَي تَعْمل شعرها ضَفائرَ، وهي الذَّوائِب المَضْفُورة، فقال: إِنما يَكفيك ثَلاثُ حَثَياتٍ من الماء. وقال الأَصمعي: هي الضفائرُ والجَمائرُ، وهي غدائِرُ المرأَة، واحدتها ضَفِيرة وجَمِيرةٌ، ولها ضَفِيرتان وضَفْرانِ أَيضاً أَي عَقِيصتَان؛ عن يعقوب. أَبو زيد: الضَّفِيرتان للرجال دون النساء، والغدائرُ للنساء، وهي المَضْفُورة وفي حديث عمر: مَنْ عَقَصَ أَو ضَفَرَ فعليه الحَلْقُ، يعني في الحجّ. وفي حديث النخعي: الضافِر والمُلَبِّدُ والمُجَمِّرُ عليهم الحَلْقُ. وفي حديث الحسن بن علي: أَنه غَرَز ضَفْرَه في قفاه أَي طرَفَ ضفيرته في أَصلها. ابن بُزُرج: يقال تَضَافَرَ القومُ على فلان وتَظافَرُوا عليه وتظاهَروا بمعنى واحد كلُّه إِذا تعَاونوا وتَجَمَّعُوا عليه، وتأَلّبُوا وتصابَرُوا مثلُه. ابن سيده: تَضَافَرَ القومُ على الأَمر تَظاهَرُوا وتَعاوَنوا عليه. الليث: الضَّفْرُ حِقْفٌ من الرَّمْل عَريض طويل، ومنهم من يُثَقِّل؛ وأَنشد: عَوانِكٌ مِنْ ضَفَرٍ مَأْطُورِ الجوهري: يقال للحِقْف من الرمل ضَفِيرةٌ، وكذلك المُسَنّاة، والضَّفْر من الرمل: ما عظُم وتجمّع، وقيل: هو ما تَعَقّد بعضُه على بعض، والجمع ضُفُورٌ. والضَّفِرةُ، بكسر الفاء: كالضَّفْرِ، والجمع ضَفِرٌ. والضَّفِرةُ: أَرضٌ سَهلة مستطيلة مُنْبِتة تقُودُ يوماً أَو يومين. وضَفِيرُ البحر: شَطُّه. وفي حديث جابر: ما جَزَرَ عنه الماءُ في ضَفِيرِ البحْر فَكُلْهُ، أَي شَطِّه وجانبه، وهو الضَّفِيرةُ أَيضاً. والضَّفْرُ: البِناءُ بحجارة بغير كِلْسٍ ولا طِينٍ؛ وضَفَرَ الحجارةَ حولَ بيِته ضَفْراً. والضَّفْرُ: السَّعْيُ. وضَفَرَ في عَدْوهِ يَضْفِر ضَفْراً أَي عدَا، وقيل: أَسرع. الأَصمعي: أَفَرَ وضَفَر، بالراء جميعاً، إِذا وَثَبَ في عَدْوهِ. وفي الحديث: ما على الأَرض من نَفْسٍ تَموت له عند الله خيرٌ تُحِبّ أَن تَرْجِعَ إِليكم ولا تُضافِرَ الدُّنيا إِلاَّ القَتِيل في سبيل الله، فإِنه يُحِبُّ أَن يرجعَ فيُقْتَلَ مرَّة أُخْرَى؛ المُضافَرَةُ: المُماوَدة والمُلابسةُ، أَي لا يُحبُّ مُعاوََدةَ الدنيا وملاَبستها إِلاَّ الشَّهِيدُ؛ قال الزمخشري: هو عندي مُفاعلة من الضَّفْر وهو الطَّفْر والوُثوب في العَدْوِ، أَي لا يَطْمَحُ إِلى الدنيا ولا يَنْزُو إِلى العَوْد إِليها إِلاَّ هو، وذكره الهروي بالراء وقال: المُضافرة، بالضاد والراء، التأَلُّبُ؛ وذكره الزمخشري ولم يقيده لكنه جعَل اشتقاقَه من الضَّفْز وهو الظَّفْرُ والقَفْزُ، وذلك بالزاي؛ قال ابن الأَثير: ولعله يقال بالراء والزاي، فإِنَّ الجوهري قال: الضَّفْرُ السَّعْيُ، وقد ضَفَر يضِفْر ضَفْراً، والأَشْبَهُ بما ذهب إِليه الزمخشري أَنه بالزاي. وفي حديث عليٍّ: مُضافَرة القومِ أَي مُعاونَتهم، وهذا بالراء لا شك فيه. والضَّفْرُ: حزامُ الرَّحْل، وضَفَرَ الدابَّةَ يَضْفِرُها ضَفْراً: أَلْقَى اللجامَ في فيها. @ضفطر: الضَّفْطارُ: الضبُّ الهَرِمُ القَديمُ القبيحُ الخِلْقة. @ضمر: الضُّمْرُ والضُّمُر، مثلُ العُّسْر والعُسُر: الهُزالُ ولَحاقُ البطنِ، وقال المرّار الحَنْظليّ: قد بَلَوْناه على عِلاَّتِه، وعلى التَّيْسُورِ منه والضُّمُرْ ذُو مِراحٍ، فإِذا وقَّرْتَه، فذَلُولٌ حَسنٌ الخُلْق يَسَرْ التَّيْسورُ: السِّمَنُ وذو مِراح أَي ذو نَشاطٍ. وذَلولٌ: ليس بصَعْب. ويَسَر: سَهْلٌ؛ وقد ضَمَرَ الفرسُ وضَمُرَ؛ قال ابن سيده: ضَمَرَ، بالفتح، يَضْمُر ضُموراً وضَمُر، بالضم، واضْطَمَر؛ قال أَبو ذؤيب: بَعِيد الغَزَاة، فما إِن يَزا لُ مُضْطَمِراً طُرّتاه طَلِيحا وفي الحديث: إِذا أَبْصَرَ أَحدُكم امرأَةً فَلْيأْت أَهْلَه فإِن ذلك يُضْمِرُ ما في نفسه؛ أَي يُضْعِفه ويُقَلّلُه، من الضُّمور، وهو الهُزال والضعف. وجمل ضامِرٌ وناقة ضامِرٌ، بغير هاء أَيضاً، ذَهبوا إِلى النَّسَب، وضامِرةٌ. والضَّمْرُ من الرجال: الضامرُ البَطْنِ، وفي التهذيب: المُهَضَّمُ البطن اللطيفُ الجِسْم، والأُنثى ضَمْرَةٌ. وفرس ضَمْرٌ: دقيق الحِجاجَينِ؛ عن كراع. قال ابن سيده: وهو عندي على التشبيه بما تقدم. وقَضِيب ضامرٌ ومُنْضَمِرٌ وقد انْضَمَرَ إِذا ذهب ماؤُه. والضَّمِيرُ: العِنبُ الذابلُ. وضَمَّرْتُ الخيلَ: عَلْفتها القُوتَ بعد السِّمَنِ. والمِضْمارُ: الموضع الذي تُضَمَّرُ فيه الخيلُ، وتَضْميرُها: أَن تُعْلَف قُوتاً بعد سِمَنها. قال أَبو منصور: ويكون المِضْمارُ وقتاً للأَيام التي تُضَمِّر فيها الخيلُ للسِّباقِ أَو للرَّكضِ إِلى العَدُوِّ، وتَضْميرُها أَن تُشَدّ عليها سُروجُها وتُجَلَّل بالأَجِلَّة حتَّى تَعْرق تحتها، فيذهب رَهَلُها ويشتدّ لحمها ويُحْمل عليها غِلمانٌ خِفافٌ يُجْرُونها ولا يَعْنُفونَ بها، فإِذا فُعل ذلك بها أُمِنَ عليها البُهْرُ الشديد عند حُضْرها ولم يقطعها الشَّدُّ؛ قال: فذلك التَّضْميرُ الذي شاهدتُ العرب تَفْعله، يُسمّون ذلك مِضْماراً وتَضْمِيراً. الجوهري: وقد أَضْمَرْتُه أَنا وضَمَّرْتُه تَضْمِيراً فاضْطَمَرَ هو، قال: وتَضْمِيرُ الفرس أَيضاً أَن تَعْلِفَه حتى يَسْمَن ثم تردّه إِلى القُوت، وذلك في أَربعين يوماً، وهذه المدّة تسمى المِضْمَارَ، وفي الحديث: من صامَ يوماً في سبيل الله باعَدَه اللهُ من النار سَبْعين خَريفاً للمُضَمِّرِ المُجِيدِ؛ المُضَمِّرُ: الذي يُضَمِّرُ خيلَه لغَزْوٍ أَو سِباقٍ. وتَضْمِيرُ الخيلِ: هو أَن يُظاهِرَ عليها بالعَلفِ حتى تَسْمَنَ ثم لا تُعْلف إِلاَّ قُوتاً. والمُجيدُ: صاحبُ الجِيادِ؛ والمعنى أَن الله يُباعِدُه من النار مسافةَ سبعين سنة تَقْطعُها الخيل المُضَمَّرةُ الجِيادُ رَكْضاً. ومِضْمارُ الفرس: غايتُه في السِّباق. وفي حديث حذيفة: أَنه خطب فقال: اليَومَ المِضْمارُ وغداً السِّباقُ، والسابقُ من سَبَقَ إِلى الجنّة؛ قال شمر: أَراد أَن اليوم العملُ في الدنيا للاسْتِباق إِلى الجنة كالفرس يُضَمَّرُ قبل أَن يُسابَقَ عليه؛ ويروي هذا الكلام لعليّ، كرم الله وجهه. ولُؤُلؤٌ مُضْطَمِرٌ: مُنْضَمّ؛ وأَنشد الأَزهري بيت الراعي: تَلأْلأَتِ الثُّرَيَّا، فاسْتنارَتْ، تَلأْلُؤَ لُؤْلُؤٍ فيه اضْطِمارُ واللؤلؤ المُضْطَمِرُ: الذي في وسطه بعضُ الانضمام. وتَضَمّرَ وجهُه: انضمت جِلْدتُه من الهزال. والضَّمِيرُ: السِّرُّ وداخِلُ الخاطرِ، والجمع الضمَّائرُ. الليث: الضمير الشيء الذي تُضْمِره في قلبك، تقول: أَضْمَرْت صَرْفَ الحرف إِذا كان متحركاً فأَسْكَنْته، وأَضْمَرْتُ في نفسي شيئاً، والاسم الضَّمِيرُ، والجمع الضمائر. والمُضْمَرُ: الموضعُ والمَفْعولُ؛ وقال الأَحْوص بن محمد الأَنصاري: سيَبْقَى لها، في مُضْمَرِ القَلْب والحَشا، سَرِيرَةُ وُدٍ، يوم تُبْلى السَّرائِرُ وكلُّ خَلِيطٍ لا مَحالَةَ أَنه، إِلى فُرقةٍ، يوماً من الدَّهْرِ، صائرُ ومَنُْ يَحْذَرِ الأَمرَ الذي هو واقعٌ، يُصِبْهُ، وإِن لم يَهْوَه ما يُحاذِرُ وأَضْمَرْتُ الشيء: أَخْفَيته. وهَوًى مُضْمَرٌ وضَمْرٌ كأَنه اعْتُقد مَصدراً على حذف الزيادة: مَخْفِيٌّ؛ قال طُريحٌ: به دَخِيلُ هَوًى ضَمْرٍ، إِذا ذُكِرَتْ سَلْمَى له جاشَ في الأَحشاءِ والتَهبا وأَضْمَرَتْه الأَرضُ: غَيَّبَتْه إِما بموت وإِما بسَفَرٍ؛ قال الأَعشى:أُرانا، إِذا أَضْمَرَتْك البِلا دُ، نُجْفى، وتُقْطَعُ مِنا الرَّحِم أَراد إِذا غَيَّبَتْكَ البلادُ. والإِضْمارُ: سُكونُ التاء من مُتَفاعِلن في الكامل حتى يصير مُتْفاعلن، وهذا بناءٌ غير مَعْقولٍ فنُقِل إِلى بناءٍ مَقُولٍ، مَعْقولٍ، وهو مُسْتَفْعِلن، كقول عنترة: إِني امْرُؤٌ من خيرِ عبْسٍ مَنْصِباً شَطْرِي، وأَحْمِي سائري بالمُنْصُلِ فكلُّ جزء من هذا البيت مُسْتَفْعلن وأَصْلُه في الدائرة مُتَفاعلن، وكذلك تسكينُ العين من فَعِلاتُنْ فيه أَيضاً فَيْبقى فَعْلاتن فيُنْقَل في التقطيع إِلى مفعولن؛ وبيته قول الأَخطل: ولقد أَبِيتُ من الفَتاة بمَنْزِلِ، فأَبِيتُ لا حَرِجٌ ولا مَحْرُوم وإِنما قيل له مُضْمَرٌ لأَن حركته كالمُضْمَر، إِن شئت جئت بها، وإِن شئت سَكَّنْته، كما أَن أَكثر المُضْمَر في العربية إِن شئت جئت به، وإِن شئت لم تأْتِ به. والضِّمارُ من المال: الذي لا يُرْجَى رُجوعُه والضَّمَارُُ من العِدَات: ما كان عن تسْوِيف. الجوهري: الضِّمَارُ ما لا يُرْجى من الدَّين والوَعْد وكلِّ ما لا تَكون منه على ثِقةٍ؛ قال الراعي: وأَنْضاء أُنِخْنَ إِلى سَعِيدٍ طُرُوقاً، ثم عَجَّلْن ابْتِكارا حَمِدْنَ مَزارَه، فأَصَبْنَ منه عَطاءً لم يكن عِدَةً ضِمارا والضِّمَارُ من الدَّينِ: ما كان بلا أَجَل معلوم. الفراء: ذَهَبُوا بمالي ضِماراً مثل قِمَاراً، قال: وهو النَّسِيئةُ أَيضاً. والضِّمارُ: خِلافُ العِيَانِ؛ قال الشاعر يذمّ رجلاً: وعَيْنُه كالكَالِئ الضِّمَارِ يقول: الحاضرُ من عَطِيّتِه كالغائب الذي لا يُرْتجى؛ ومنه قول عمر بن عبد العزيز، رحمه الله، في كتابه إِلى ميمون بن مِهْرانَ في أَموال المظالم التي كانت في بيت المال أَن يَرُدّها ولا يَأْخذَ زكاتَها: فإِنه كان مالاً ضِماراً لا يُرجى؛ وفي التهذيب والنهاية: أَن يَرُدَّها على أَرْبابها ويأْخُذَ منها زكاةَ عامِها فإِنه كان مالاً ضِماراً؛ قال أَبو عبيد: المالُ الضِّمارُ هو الغائب الذي لا يُرْجَى فإِذا رُجِيَ فليس بِضمارٍ من أَضْمَرْت الشيء إِذا غَيَّبْتَه، فِعَالٌ بمعنى فاعِلٍ أَو مُفْعَلٍ، قال: ومثلُه من الصفات ناقةٌ كِنازٌ، وإِنما أَخذَ منه زكاة عامٍ واحد لأَن أَربابَه ما كانوا يَرْجون رَدَّه عليهم، فلم يُوجِبْ عليهم زكاةَ السِّنِينَ الماضية وهو في بيت المال. الأَصمعي: الضَّمِيرةُ والضَّفِيرة الغَدِيرةُ من ذوائب الرأْس، وجمعها ضَمائرُ. والتَّضْمِيرُ؛ حُسْنُ ضَفْرِ الضَّميرة وحُسْنُ دَهْنِها. وضُمَيرٌ، مُصَغّرٌ: جَبَلٌ بالشام. وضَمْرٌ: رمْلة بعَيْنِها؛ أَنشد ابن دريد: من حَبْلِ ضَمْرٍ حينَ هابا ودَجا والضُّمْرانُ والضَّمْرانُ: من دِقِّ الشجر، وقيل: هو من الحَمْض؛ قال أَبو منصور: ليس الضُّمْران من دِقِّ الشجر له هَدَبٌ كَهَدبِ الأَرْطى؛ ومنه قول عُمر بن لَجَإٍ: بِحَسْبِ مُجْتَلِّ الإِماءِ الخُرَّمِ، من هَدَبِ الضَّمْرانِ لم يُحَزَّمِ وقال أَبو حنيفة: الضَّمْرانُ مثل الرِّمْثِ إِلاَّ أَنه أَصغر وله خَشَب قليل يُحْتَطَبُ؛ قال الشاعر: نحنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ الحَلِيِّ، ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ والنَّصِيِّ والضِّيْمُرانُ والضَّوْمَرانُ (* قوله: «والضيمران والضومران» ميمهما تضم وتفتح كما في المصباح). ضرب من الشجر؛ قال أَبو حنيفة: الضَّوْمَرُ والضَّوْمَرانُ والضَّيْمُرانُ من رَيحانِ البر، وقال بعضُ الرُّواة: هو الشَّاهِسْفَرَمْ، وقيل: هو مثلُ الحَوْكِ سواء، وقيل: هو طيِّب الريح؛ قال الشاعر: أُحِبُّ الكَرائنَ والضَّوْمَرانَ، وشُرْبَ العَتِيقَةِ بالسِّنْجِلاطْ وضُمْرانُ وضَمْرانُ: من أَسماء الكلاب؛ وقال الأَصمعي فيما روى ابن السكيت أَنه قال في قول النابغة: فهابَ ضَمْرانُ منهُ حيث يُوزِعُهُ (* قوله «فهاب ضمران إلخ» عجزه: «طعن المعارك عند المجحر النجد» طعن فاعل يوزعه. والمحجر، بميم مضمومة فجيم ساكنة فحاء مهملة مفتوحة وتقديم الحاء غلط كما نبه عليه شارح القاموس. والنجد، بضم الجيم وكسرها كما نبه عليخه أيضاً ). قال: ورواه أَبو عبيد ضُمْرانُ، وهو اسم كلب في الروايتين معاً. وقال الجوهري: وضُمْرانُ، بالضم، الذي في شعر النابغة اسمن كلبة. وبنو ضَمْرَةَ: من كنانة رَهْطُ عمرو بن أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ. @ضمخر: الضُّمَّخْرُ: العظيم من الناس المتكبر وفي الإِبل؛ مثل به سيبويه وفسره السيرافي. وفحل ضُمَّخْرٌ: جَسيم. وامرأَة ضُمَّخْرَةٌ؛ عن كراع. ويقال: رجل شُمَّخْرٌ ضُمَّخْرٌ إِذا كان متكبراً؛ قال الشاعر: مِثْل الصَّفَايا ذُمِّمَتْ بهابرِ، تَأْوِي إِلى عَجَنَّسٍ ضُماخِرِ @ضمزر: ناقة ضِمْزِرٌ: مُسِنَّة وهي فوق العَوْزَمِ، وقيل: كبيرة قليلة اللبن. والضَّمْزَرُ من النساء: الغليظة؛ قال: ثنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِها حَيْدَرِيَّةٌ عَضادٌ، ولا مَكْنوزَةُ اللَّحْم ضَمْزَرُ وضَمْزَر: اسم ناقة الشَّمَّاخ؛ قال: وكلُّ بَعِيرٍ أَحْسَنَ الناسُ نَعْتَهُ، وآخَرُ لم يُنْعَتْ فِداءٌ لضَمْزَرا وبعير ضُمارِزٌ وضُمازِرٌ: صُلْبٌ شديد؛ قال: وشِعْب كلِّ بازِلٍ ضُمارِزِ الأَصمعي: أَراد ضُمازِراً فقلب. ويقال: في خُلُقِهِ ضَمْزَرَةٌ وضُمازِرٌ أَي سُوء وغِلَظ؛ قال جندلٌ: إِني امْرُؤٌ في خُلُقِي ضُمازِرُ وعَجْرَفِيَّاتٌ، لها بَوادِرُ والضَّمْزَرُ: الغليظ من الأَرض؛ قال رؤبة: كأَن حَيْدَيْ رَأْسِهِ المُذَكَّرِ صَمْدانِ في ضَمْزَين فَوْقَ الضَّمْزَرِ @ضمطر: الضَّماطيرُ: أَذنابُ الأَودِيَةِ. @ضنبر: ضَنْبَرٌ: اسم. @ضهر: الضَّهْرُ: السُّلَحْفاةُ؛ رواه علي بن حمزة عن عبد السلام بن عبدالله الحَرْبي. والضَّهْرُ: مُدْهُنٌ في الصَّفا يكون فيه الماء؛ وقيل: الضَّهْرُ خِلْقَةٌ في الجبل من صَخْرَة تُخالف جِبِلَّتهُ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: رُبَّ عُصْمٍ رَأَيْتُ في وَسْطِ ضَهْرٍ والضَّهْر: البُقْعَة من الجبل يخالف لونُها سائِرَ لونه، قال: ومثل الضَّهْرِ الوَعْثَةُ، وقيل: الضَّهْرُ أَعلى الجبل، وهو الضَّاهِرُ؛ قال:حَنْظَلَةٌ فَوقَ صَفاً ضاهِرِ، ما أَشْبَهَ الضَّاهِرَ بالنَّاضِرِ النَّاضِر: الطُّحْلُبُ. والحَنْظَلَةُ: الماء في الصخرة. والضَّاهِرُ أَيضاً: الوادي. @ضور: ضارَهُ الأَمْرُ يَضُورُه كيَضِيرُه ضَيْراً وضَوراً أَي ضَرَّه، وزعم الكسائي أَنه سمع بعض أَهل العالية يقول: ما ينفعني ذلك ولا يَضُورُني. والضَّيْرُ والضَّرُّ واحد. ويقال: لا ضَيْرَ ولا ضَوْر بمعنى واحد. والضَّوْرَةُ: الجَوْعَةُ، والضَّوْرُ: شدة الجُوعِ. والتَّضَوُّرُ: التَّلَوِّي والصِّياحُ من وَجَعِ الضَّرْب أَو الجُوعِ، وهو يَتَلَعْلَعُ من الجوع أَي يَتَضَوَّرُ. وتَضَوَّرَ الذئبُ والكلبُ والأَسد والثعلب: صاح عند الجوع. الليث: التِّضَوُّرُ صِياحٌ وتَلَوٍّ عند الضرب من الوجع، قال: والثعلب يَتَضَوَّرُ في صياحه. وقال ابن الأَنباري: تركته يَتَضَوَّرُ أَي يظهر الضُّرَّ الذي به ويَضْطَرِبُ. وفي الحديث: دخل رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، على امرأَة يقال لها أُمُّ العَلاءِ وهي تَضَوَّرُ من شدّة الحُمَّى أَي تَتَلَوَّى وتَضِجُّ وتَتَقَلَّبُ ظَهْراً لبَطْنٍ، وقيل: تَتَضَوَّرُ تظهر الضَّوْرَ بمعنى الضُّرِّ. يقال: ضارَهُ يَضُورُهُ ويَضِيرُه، وهو مأْخوذ من الضَّوْرِ، وهو بمعنى الضُّرّ. يقال: ضَرَّني وضارَني يَضُورُني ضَوْراً وقال أَبو العباس: التَّضَوُّرُ التَّضَعُّفُ، من قولهم رجل ضُورَةٌ وامرأَة ضُورَةٌ. والضُّورَةُ، بالضم، من الرجال الصغير الحقير الشأْن، وقيل: هو الذليل الفقير الذي لا يدفع عن نفسه. قال أَبو منصور: أَقْرَأَنِيه الإِيادِيُّ عن شَمِرٍ بالراء، وأَقرأَنيه المنذري عن أَبي الهيثم الضُّؤْزَةُ بالزاي مهموزاً، فقال: كذلك ضبطته عنه، قال أَبو منصور: وكلاهما صحيح. ابن الأَعرابي: الضُّورَةُ الضعيف من الرجال. قال الفراء: سمعت أَعرابيّاً من بني عامر يقول لآخر أَحَسِبْتَني ضُورَةً لا أَرُدُّ عن نفسي؟ وبنو ضَوْرٍ: حَيٌّ من هِزَّانَِ بن يَقْدُمَ؛ قال الشاعر: ضَوْرِيَّة أُولِعْتُ باشْتِهارِها، ناصلَة الحَقْوَيْنِ من إِزارها يُطرِقُ كَلْبُ الحيِّ من حِذارِ، أَعْطَيْتُ فيها طائعاً أَو كارِها حَدِيقَةً غَلْباءَ في جِدارِها، وفَرَساً أُنْثَى وعَبْداً فارِهَا @ضير: ضارَهُ ضَيْراً: ضَرَّه؛ قال أَبو ذؤيب: فَقِيلَ: تَحَمَّلْ فَوْقَ طَوْقِكَ إِنَّها مُطَبَّعَةٌ، من يَأْتِها لا يَضِيرُها أَي لا يَضير أَهْلَها لكثرة ما فيها، ويروى: نابَها؛ يقال: ضارَني يَضِيرُني ويَضُورُني ضَوْراً. وقوله، عليه السلام: أَتُضارُونَ في رؤية الشمس؟ فإِنكم لا تُضارُونَ في رؤيته، هو من هذا؛ أَي لا يَضِيرُ بعضُكم بعضاً. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، وقد حاضت في الحج: لا يَضِيرُكِ أَي لا يَضُرُّكِ. الفراء: قرأَ بعضهم لا يَضِرْكم كَيْدهم شيئاً، يجعله من الضَّيْرِ. قال: وزعم الكسائي أَنه سمع بعض أَهل العالية يقول: ما ينفعني ذلك ولا يَضُورُني، والضَّيْرُ والضَّوْرُ واحد. وفي التنزيل العزيز: لا ضَيْرَانَّا إِلى ربنا مُنْقَلِبُونَ؛ معناه لا ضَرَّ. يقال: لا ضَيْرَ ولا ضَوْرَ ولا ضَرَّ ولا ضَرَرَ ولا ضَارُورَةَ بمعنى واحد. ابن الأَعرابي: هذا رجل ما يَضِيرُك عليه (* قوله: «رجل ما يضيرك عليه إلخ» كذا بالأصل). بحثاً مثله للشعر أَي ما يزيدك على قوله الشعر. @ضأز: ضَأَزَه حقه يَضْأَزُه ضَأْزاً وضَأَزاً: منعه. وقسمة ضُؤْزَى وضَأْزَى مقصوران: جائرة غير عَدْل وضَازَ يَضِيزُ وضَأَزَ يَضْأَزُ: مثله؛ وأَنشد أَبو زيد: إِن تَنْأَ عَنَّا نَنْتَقِصْكَ، وإِن تُقِمْ فَحَظُّك مَضْؤُوز، وأَنْفُك رَاغِم ابن الأَعرابي: تقول العرب قسمة ضُؤْزَى، بالضم والهمز، وضُوزَى، بالضم بلا همز، وضِئْزَى، بالكسر والهمز، وضِيزَى، بالكسر وترك الهمز، قال: ومعناها كلها الجَوْر. الأَزهري في ترجمة ضوز قال: والضُّوزَة من الرجال الحقير الصغير الشأْن، قال: وأَقْرأَنِيه المنذري عن أَبي الهثيم: الضُّؤْزَة، بالزاي مهموزة، قال: وكذلك ضبطته عنه. قال أَبو منصور: وكلاهما صحيح.والضَّيْأَزُ: المقتحم في الأُمور. @ضبز: الضَّبْز: شدّة اللحظ يعني نظراً في جانب. وذئب ضَبِيزٌ: حديد اللحظ، وهو منه. الليث: الضَّبِيزُ الشديد المحتال من الذئابِ؛ وأَنشد: وتَسْرِق مالَ جارِكَ باحْتِيالٍ، كَحَوْلِ ذُؤَالَةٍ شَرِسٍ ضَبِيز @ضرز: الضِّرِزُّ: ما صلب من الحجارة والصُّخور. والضِّرِزُّ: الرجل المتشدد الشديد الشُّحِّ. ورجل ضِرِزٌّ: شحيح شديد. يقال: رجل ضِرِزّ مثل فِلِزٍّ للبخيل الذي لا يخرج منه شيء، وقيل: هو لئيم قصير قبيح المَنْظَر، والأُنثى ضِرِزَّة مُوَثَّقَة الخَلْقِ قوية؛ قال: باتَ يُقاسي كلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ، شديدةِ جَفْنِ العينِ، ذاتِ ضَرِيرِ وامرأَة ضِرِزَّة: قصيرة لئيمة. وناقة ضِمْرِز: قَلْبُ ضِرْزِم إِذا كانت قليلة اللبن؛ عَدَّه يعقوبُ ثلاثياً واشتقه من الرجل الضِّرِزِّ، وهو البخيل، والميم زائدة، قال: وقياسه أَن يكون رباعياً. النضر: ضَرْزُ الأَرض كثرة هُبْرِها وقلة جَدَدِها. يقال: أَرض ذات ضَرْزٍ. @ضزز: الضَّزَزُ: لُزُوقُ الحنك الأَعلى بالأَسفل إِذا تكلم الرجل تكاد أَضراسه العُليا تَمَسُّ السفلى فيتكلم وفُوهُ مُنْضَمٌّ، وقيل: هو ضِيق الشِّدق والفم في دِقَّةٍ من ملتقَى طَرَفَي اللَّحْيين لا يكاد فمه ينفتح، وقيل: هو أَن يتكلم كأَنه عاضّ بأَضراسه لا يفتح فاه، وقيل: هو أَن تقع الأَضراس العُليا على السفلى فيتكلم وفُوهُ منضم، وقيل: هو تقارب ما بين الأَسنان؛ رواه ثعلب، والفعل ضَزَّ يَضَزُّ ضَزَزاً وهو أَضَزُّ والأُنثى ضَزَّاء. التهذيب: الأَضَزّ الضَّيِّق الفَمِ جِدّاً، مصدره الضَّزَزُ وهو الذي إِذا تكلم لم يستطع أَن يُفَرِّج بين حنكيه خلقة خلق عليها، وهي من صلابة الرأْس فما يقال؛ وأَنشد لرؤبة بن العجاج: دَعْنِي فقد يُقْرَعُ للأَضَزِّ صَكِّي حِجاجَيْ رأْسِه وبَهْزِي ابن الأَعرابي: في لَحْيِهِ ضَزَزٌ وكَزَزٌ وهو ضِيق الشِّدْق وأَن تلتقي الأَضراس العليا بالسفلى إِذا تكلم لم يَبِنْ كلامه.والضُّزَّاز: الذين تقرُب أَلْحِيْهِمْ فيضيق عليهم مخرج الكلام حتى يستعينوا عليه بالضاد؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي: نَجِيبةُ مَوْلًى ضَزَّها القَتَّ والنَّوَى بيَثْرِبَ، حتى نِيُّها مُتَظاهِر أَي حشاها قَتّاً ونَوًى، مأْخوذ من الضَّزَزِ الذي هو تقارب ما بين الأَسنان. وضَزَّها: أَكثر لها من الجماع؛ عن ابن الأَعرابي. أَبو عمرو: رَكَبٌ أَضَزُّ شديد ضيِّق؛ وأَنشد: يا رُبَّ بَيْضاء تَكُزُّ كَزًّا بالفَخِذَيْن ركَباً أَضَزَّا وبئر فيها ضَزَزٌ أَي ضِيق؛ وأَنشد: وفَحَّت الأَفْعَى حِذاءَ لِحْيَتي، ونَشِبَت كَفِّيَ في الجَالِ الأَضَزُّ أَي الضيِّق، يريد جالَ البئر. وأَضَزَّ الفرسُ على فَأْسِ اللجام أَي أَزَمَ عليه مثل أَضَرَّ. @ضعز: الضَّعْز: الوطء الشديد. وضَيْعَز: موضع؛ قال ابن سيده: أُراهُ دخيلاً. @ضغز: الليث: الضِّغْزُ من السباع السيءُ الخُلُق؛ قال الشاعر: فيها الجَرِيشُ وضِغْزٌ ما يَنِي ضَئِزاً، يأْوِي إِلى رَشَفٍ منها وتَقْلِيص قال أَبو منصور: لا أَعرف الضِّغْز من السباع ولا أَدري مَنْ قائلُ البيت. @ضفز: الضَّفَزُ والضَّفِيزة: شعير يُجَشُّ ثم يُبَلُّ وتُعْلَفُه الإِبلُ، وقد ضَفَزْتُ البعير أَضْفِزُه ضَفْزاً فاضْطَفَزَ، وقيل: الضَّفْزُ أَن تُلْقِمَه لُقَماً كباراً، وقيل: هو أَن تُكْرهه على اللَّقْم، وكل واحدة من اللُّقَمِ ضَفِيزَة؛ ومنه حديث النبي، ﷺ: أَنه مَرَّ بوادي ثمود فقال: من كان اعْتَجَنَ بمائِهِ فَلْيَضْفِزْه بَعِيرَه أَي يُلْقِمْه إِياه. وفي حديث الرؤْيا: فَيَضْفِزُونَه في أَحدهم أَي يدفعونه فيه من ضَفَزْت البعير إِذا علفته الضَّفائِزَ، وهي اللُّقم الكبار، وقال لعلي، كرم الله وجهه: أَلا إِنَّ قوماً يزعمون أَنهم يحبونك يُضْفَزُونَ الإِسلام ثم يَلْفِظونه، قالها ثلاثاً؛ معناه يُلَقَّنُونه ثم يتركونه فلا يقبلونه. وفي بعض الحديث: أَوْتَرَ بسبع أَو تسع ثم نام حتى سُمِع ضَفِيزُه؛ إِن كان محفوظاً فهو الغَطِيطُ، وبعضهم يرويه وصَفِيره، بالصاد المهملة والراء، والصَّفِير بالشفتين يكون. وضَفَزْتُ الفرسَ اللجامَ إِذا أَدخلته في فِيهِ؛ قال الخطابي: الصَّفِير ليس بشيءٍ وأَما الضَّفِيزُ فهو كالغَطِيط وهو الصوت الذي يُسْمع من النائم عند ترديد نَفَسه. وضَفَزه برجله ويده: ضربه. والضَّفْزُ: الجماع. وضَفَزَها: أَكثَرَ لها من الجماع؛ عن ابن الأَعرابي. وقال أَعرابي: ما زلت أَضْفِزُها أَي أَنِيكُها إِلى أَن سطع الفُرْقانُ أَي السَّحَر. أَبو زيد: الضَّفْزُ والأَفْزُ العَدْوُ. يقال: ضَفَزَ يَضْفِزُ وأَفَزَ يأْفِزُ، وقال غيره: أَبَزَ وضَفَزَ بمعنى واحد. وفي الحديث: ما على الأَرض من نَفْس تموت لها عند الله خير تُحِبُّ أَن ترجعَ إِليكم ولا تُضافِزَ الدنيا إِلاَّ القتيلَ في سبيل الله فإِنه يُحِبُّ أَن يرجع فيُقْتَلَ مرة أُخرى؛ المضافزَة: المعاودة والملابسة، أَي لا يحب مُعاوَدَةَ الدنيا وملابَسَتَها إِلاَّ الشهيدُ؛ قال الزمخشري: هو عندي مُفاعَلة من الضَّفْزِ، وهو الطَّفْر والوُثوب في العَدْوِ، أَي لا يطمح إِلى الدنيا ولا يَنْزُو إِلى العود إِليها إِلا هو، وذكره الهروي بالراء وقال: المُضافَرَة، بالضاد والراء، التَّأَلُّبُ، وقد تَضافَرَ القومُ وتَطافَروا إِذا تأَلَّبُوا، وذكره الزمخشري ولم يقيده لكنه جعل اشتقاقه من الضَّفْز وهو الطَّفْر والقَفْز، وذلك بالزاي، قال: ولعله يقال بالراء والزاي، فإِن الجوهري قال في حرف الراء: والضَّفْر السعي، وقد ضَفَر يَضْفِر ضَفْراً، قال والأَشبه بما ذهب إِليه الزمخشري أَنه بالزاي؛ ومنه الحديث: أَنه، عليه السلام، ضَفَزَ بين الصَّفا والمروة أَي هَرْوَل من الضَّفْزِ القَفز والوثوب؛ ومنه حديث الخوارج: لما قتل ذو الثُّدَيَّة ضَفَز أَصحابُ عليّ، كرم الله وجهه، أَي قَفَزُوا فرحاً بقتله. والضَّفْز: التَّلْقِيم. والضَّفْز: الدفع. والضَّفْز: القَفْزُ. وفي الحديث عن عليّ، رضوان الله عليه، أَنه قال: ملعونٌ كلُّ ضَفَّازٍ؛ معناه نَمَّام مشتق من الضَّفْز، وهو شعير يُجَشّ ليُعْلَفَه البعيرُ، وقيل للنَّمام ضَفَّاز لأَنه يُزوِّر القول كما يُهَيَّأُ هذا الشعير لعَلْفِ الإِبل، ولذلك قيل للنمامِ قَتَّات من قولهم دُهْن مُقَتَّت أَي مُطَيَّب بالرياحين. @ضكز: ضَكَزَه يَضْكُزُه ضَكْزاً: غَمَزه غَمْزاً شديداً. @ضمز: ضَمَزَ البعيرُ يَضْمِزُ ضَمْزاً وضُمازاً وضُموزاً: أَمسكَ جِرَّتَه في فِيهِ ولم يَجْتَرّ من الفزع، وكذلك الناقة. وبعير ضامِزٌ: لا يَرْغُو. وناقة ضامِزٌ: لا تَرْغو. وناقة ضامِزٌ وضَمُوز: تضم فاها لا تَسْمَع لها رُغاء. والحمار ضامِزٌ: لأَنه لا يَجْتَرّ؛ قال الشماخ يصف عَيْراً وأُتُنَه: وهنَّ وقُوفٌ يَنْتَظِرْنَ قَضاءَه، بِضاحِي غَداةٍ أَمْرُه، وهو ضامِزُ وقال ابن مقبل: وقد ضَمَزَتْ بِجِرَّتِها سُلَيمٌ مَخافَتَنا، كما ضَمَز الحِمارُ ونسب الجوهري هذا البيت إِلى بشر بن أَبي خازم الأَسدي؛ معناه قد خضعت وذلَّت كما ضَمَزَ الحمار لأَن الحمار لا يَجْتَرُّ وإِنما قال ضَمَزَتْ بِجِرَّتها على جهة المَثَل أَي سكتوا فما يتحركون ولا ينطقون. ويقال: قد ضَمَزَ بِجِرَّته وكَظَم بِجِرَّتِهِ إِذا لم يَجْتَرّ، وقَصَعَ بِجِرَّته إِذا اجْتَرَّ، وكذلك دَسَعَ بِجِرَّته. وفي حديث عليّ، كرم الله تعالى وجهه: أَفواههم ضامِزَةٌ وقلوبهم قَرِحَةٌ؛ الضامِزُ: المُمْسِك؛ ومنه قول كعب: منه تَظَلُّ سِباع الجَوِّ ضامِزَةً، ولا تَمَشَّى بِوَادِيهِ الأَراجِيلُ أَي ممسكة من خوفه؛ ومنه حديث الحجاج: إِن الإِبل ضُمُز خُنُسٌ أَي ممسكة عن الجِرّةِ، ويروى بالتشديد، وهما جمع ضامِزٍ. وفي حديث سُبَيْعَة: فَضَمَزَ لي بعضُ أَصحابه؛ قال ابن الأَثير: قد اختلف في ضبط هذه اللفظة، فقيل هي بالضاد والزاي، من ضَمَزَ إِذا سكت وضَمَزَ غيره إِذا سَكَّته، قال: ويروى فَضَمَّزَني أَي سَكَّتَني، قال: وهو أَشبه، قال: وقد روي بالراء والنون والأَوّل أَشْبَهُهُما. وضَمَزَ يَضْمِزُ ضَمْزاً فهو ضامزٌ: سكت ولم يتكلم، والجمع ضُمُوز، ويقال للرجل إِذا جَمَع شِدْقيه فلم يتكلم: قد ضَمَزَ. الليث: الضَّامِزُ الساكت لا يتكلم. وكل من ضَمَزَ فاهُ، فهو ضامزٌ، وكلُّ ساكتٍ ضامِزٌ وضَمُوزٌ. ضَمَزَ فلانٌ على مالي جَمَدَ عليه ولَزِمه. والضَّمُوز من الحيَّات: المُطْرِقة، وقيل الشديدة، وخص بعضهم به الأَفاعي؛ قال مُساوِرُ بن هند العَنْسِي ويقال هو لأَبي حَيَّان الفَقْعَسِي:يا رَيَّها يوم تُلاقي أَسْلَما، يومَ تُلاقِي الشَّيْظَم المُقَوَّما عَبْلَ المُشاشِ فَتَراهُ أَهْضَما، تَحْسَبُ في الأُذْنَيْنِ منه صَمَما قد سَالَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَما، الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعَما وذاتَ قَرنَيْنِ ضمُوزاً ضِرْزَما قوله: يا رَيَّها نادى الرَّيَّ كأَنه حاضر على جهة التعجب من كثرة استقائه. وأَسْلم: اسم راعٍ. والشيظم: الطويل والمقوَّم الذي ليس فيه انحناء. وعبل المشاش: غليظ العظام. والأَهضم: الضامر البطن، ونسبه إِلى الصمم أَي لا يكادُ يجيب أَحداً في أَوّل ندائه لكونه مشتغلاً في مصلحة الإِبل فهو لا يسمع حتى يكرر عليه النداء. ومسالمة الحيات قدمَه لغلظها وخشونتها وشدة وطئها. والأُفْعُوان: ذكر الأَفاعي، وكذلك الشجاع هو ذكر الحيات، ويقال هو ضرب معروف من الحيات. والشجعم: الجريء. والضِّرزم: المسنة، وهو أَخبث لها وأَكثر لِسَمِّها. وامرأَة ضَمُوز: على التشبيه بالحية الضَّمُوز.والضَّمْزَة: أَكَمَةٌ صغيرة خاشعة، والجمع ضَمْز، والضُّمَّز من الآكام؛ وأَنشد: مُوفٍ بها على الإِكام الضُّمَّزِ ابن شميل: الضَّمْزُ جبل من أَصاغر الجبال منفرد وحجارته حُمْر صِلاب وليس في الضَّمْز طين، وهو الضَّمْزَز أَيضاً. والضَّمْز من الأَرض: ما ارتفع وصَلُبَ، وجمعه ضُمُوز. والضَّمْز: الغلظ من الأَرض؛ قال رؤبة: كم جاوَزَتْ من حَدَبٍ وفَرْزِ، ونَكَّبَتْ من جُوءَةٍ وضَمْزِ أَبو عمرو: الضَّمْزُ المكان الغليظ المجتمع. وناقة ضَمُوز: مُسِنَّة. وضَمَز يَضْمِز ضَمْزاً: كَبَّر اللُّقَم. والضَّمُوز: الكَمَرة. @ضمرز: ناقة ضِمْرِزٌ: مسنة، وهي فوق العَوْزَمِ، وقيل: كبيرة قليلة اللبن. والضَّمْرَزُ من النساء: الغليظة؛ قال: ثَنَّتْ عُنُقاً لم ثَتْنِها حَيْدَرِيَّةٌ عَضادٌ، ولا مَكْنُوزَةُ اللحم ضَمْرَزُ وضَمْرَزُ: اسم ناقة الشَّماخ؛ قال: وكلُّ بَعيرٍ أَحْسَنَ الناسُ نَعْتَه، وآخَرُ لم يُنْعَتْ فِداءٌ لضَمْرَزا وبعير ضُمارِزٌ: صُلب شديد؛ قال: وشِعْب كلِّ بازِلٍ ضُمارِزِ أَراد ضُمازِراً فقلب. أَبو عمرو: فحل ضُمارِزٌ وضُمازِرٌ غليظ؛ وأَنشد: ترد شِعْبَ الجُمَّحِ الجَوامِزِ، وشِعْبَ كُلّ باجِحٍ ضُمارِزِ الباجِجُ: الفَرِح كأَنه الذي هو فيه. ويقال: في خُلُقه ضَمْرَزَةٌ وضُمارِز أَي سوء وغلظ، وعد يعقوب قوله ناقة ضِمْرزٌ ثلاثياً واشتقه من الرجل الضِّرِزّ، وهو البخيل، والميم زائدة، قال: وقياسه أَن يكون رباعيًّا. وناقة ضِمْرزٌ أَي قوية. @ضهز: ضَهَزَه يَضْهَزُه ضَهْزاً: وطِئَه وطأً شديداً. @ضوز: ضازَه يَضُوزُه ضَوْزاً: أَكله، وقيل: مَضَغه، وقيل: أَكله وفَمه ملآنُ أَو أَكل على كُرْه وهو شبعان؛ قال: فَظَلَّ يَضُوزُ التَّمر، والتَّمْرُ ناقِع بِوَرْد كَلَوْنِ الأُرْجُوانِ سَبائِبُه يعني رجلاً أَخذ التمر في الدِّيَةِ بدلاً من الدم الذي لونه كالأُرْجُوانِ فجعل يأْكل التمر فكأَن ذلك التمر ناقع في دم المقتول. وضازَ التمرةَ: لاكَها في فمه؛ قال الشاعر: باتَ يَضُوزُ الصِّلِّيانَ ضَوْزا، ضَوْزَ العَجُوز العَصَبَ الدِّلَّوْصا وهذا مُكْفَأٌ، جاء بالصاد مع الزاي. ابن الأَعرابي: الضَّوْزُ لَوْكُ الشيء والضَّوْسُ أَكل الطعام. قال أَبو منصور: وقد جعل ابن الأَعرابي الضاد مع السين غير مُهْملٍ كما أَهمله الليث. وضازَ يَضُوزُ إِذا أَكل. وضازَ البعيرُ ضَوْزاً: أَكل. وبعير ضِيَزٌّ: أَكول؛ عن ابن الأَعرابي، قلبت الواو فيه ياء للكسرة قبلها؛ قال: يَتْبَعُها كلُّ ضِيَزٍّ شَدْقَمِ، قد لاكَ أَطْرافَ النُّيُوبِ النُّجَّمِ واختار ثعلب: كل ضِبِرٍّ شَدْقَم، من الضَّبْر وهو العَدْوُ. ويقال: ضِزْتُه حقّه أَي نَقَصْته. وضازَنِي يَضُوزُني: نَقَصَني؛ عن كراع. والمِضْواز: المِسْواك، والضُّوازَة: النُّفاثَةُ منه، وقيل: هو ما بقي بين أَسنانه فَنَفَثه. ابن الأَعرابي: ما أَغنى عني ضَوزَ سِواكٍ؛ وأَنشد:تَعَلَّما يا أَيُّها العَجُوزان ما هَهُنا ما كُنْتُما تَضوزَان، فَرَوِّزا الأَمْرَ الذي تَرُوزان وقِسْمَةٌ ضِيزَى وضُوزَى. @ضيز: ضازَ في المحكم أَي جار. وضازَه حقَّه يَضِيزُه ضَيْزاً: نقصه وبَخَسَه ومنعه. وضِزْتُ فلاناً أَضِيزُه ضَيْزاً: جُرْتُ عليه. وضازَ يَضِيزُ إِذا جار، وقد يهمز فيقال: ضَأَزَه يَضْأَزُه ضَأْزاً. وفي التنزيل العزيز: تلك إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى؛ وقسمة ضِيزَى وضُوزَى أَي جائرة، والقراء جميعهم على ترك همز ضِيزَى، قال: ومن العرب من يقول ضِيزَى، ولا يهمز، ويقولون ضِئْزَى وضُؤْزَى، بالهمز، ولم يقرأْ بهما أَحد نعلمه. ابن الأَعرابي: تقول العرب قسمة ضُؤْزى، بالضم والهمز، وضُوزى، بالضم بلا همز، وضِئْزَى، بالكسر والهمز، وضِيزى، بالكسر وترك الهمز، ومعناها كلها الجَوْر. وضِيزَى، فُعْلى، وإِن رأَيت أَوّلها مكسوراً وهي مثل بِيضٍ وعِين، وكان أَوّلها مضموماً فكرهوا أَن يترك على ضمته فيقال بُوضٌ وعُونٌ، والواحدة بَيضاء وعَيْناء، فكسروا الباء لتكون بالياء ويتأَلف الجمع والاثنان والواحدة، وكذلك كرهوا أَن يقولوا ضُؤْزَى فتصير بالواو وهي من الياء؛ قال ابن سيده: وإِنما قضيت على أَولها بالضم لأَن النعوت للمؤَنث تأْتي إِما بفتح وإِما بضم؛ فالمفتوح مثل سَكْرَى وعَطْشى، والمضموم مثل أُنثى وحُبْلَى،وإِذا كان اسماً ليس بنعت كسر أَوله كالذِّكْرَى والشِّعْرَى. قال الجوهري: ليس في الكلام فِعْلَى صفةً وإِنما هو من بناء الأَسماء كالشِّعْرَى والدِّفْلَى. قال الفراء: وبعض العرب يقول ضِئْزَى وضُؤْزَى بالهمز، وحكي عن أَبي زيد أَنه سمع العرب تهمز ضِيزَى، قال: وضازَ يَضِيزُ؛ وأَنشد: إِذا ضازَ عَنَّا حَقَّنا في غَنِيمَةٍ، تَقَنَّعَ جارَانا فلم يَتَرَمْرَما قال: وضَأَزَ يَضْأَزُ مثله. والضَّيْزُ: الاعوجاج. والضَّيْزَنُ: نُونُه عند يعقوب زائدة، وهو مذكور في موضعه. @ضبس: الضَّبْسُ: البخيلُ. والضَّبِيسُ والضَّبِيسُ: الحريصُ الشَّرِسُ الخُلُق. ورجل ضَبِسٌ وضَبِيسٌ أَي شَرِسٌ عَسِرٌ شَكِسٌ. وفي حديث طَهْفَة: والفَلُوّ الضَّبِيس؛ الفَلُوُّ: المُهْرُ والضَّبِيسُ: الصَّعْبُ العَسِرُ. والضَّبيسُ: القليل الفِطْنة الذي لا يهتدي للحيلة. والضَّبِيسُ: الجَبانُ. وذكر شمر في حديث عمر، رضي اللَّه عنه، أَنه قال في الزبير: هو ضَبِسٌ ضَرِسٌ. وقال عدنانُ: الضَّبِسُ في لغة تميم الخَبُّ، وفي لغة قَيْس الداهية، قال: ويقال ضِبْسٌ وضَبِيسٌ؛ وقال الأَصمعي في أُرجوزة له:بالجارِ يَعْلُو حَيْلَه ضِبسٌ شَبِث أَبو عمرو: الضَّبْسُ والضِّبْسُ الثقيل البدن والروح. وقال ابن الأَعرابي: الضَّبْسُ إِلحاحُ الغريم على غريمه. يقال: ضَبَسَ عليه والضِّبْسُ: الأَحْمَقُ الضعيف البدن. وضَبِسَتْ نَفْسُه، بالكسر، أَي لَقِسَت وخَبُثَتْ. @ضرس: الضِّرْسُ: السِّنُّ، وهو مذكر ما دام له هذا الاسم لأَن الأَسنان كلها إِناث إِلا الأَضْراسَ والأَنيابَ. وقال ابن سيده: الضِّرْسُ السن، يذكر ويؤَنث، وأَنكر الأَصمعي تأْنيثه؛ وأَنشد قولَ دُكَيْنٍ: فَفُقِئَتْ عينٌ وطَنَّتْ ضِرسُ فقال: إِنما هو وطَنَّ الضِّرْسُ فلم يفهمه الذي سمعه؛ وأَنشد أَبو زيد في أُحْجِيَّةٍ: وسِرْبِ سِلاحٍ قد رأَينا وُجُوهَهُ إِناثاً أَدانيه، ذُكُوراً أَواخِرُه السرب: الجماعة، فأَراد الأَسنان لأَن أَدانيها الثَّنيَّة والرباعيَة، وهما مؤنثان، وباقي الأَسنان مذكر مثل الناجِذِ والضِّرْسِ والنَّابِ؛ وقال الشاعر: وقافية بَيْنَ الثَّنِيَّةِ والضِّرْسِ زعموا أَنه يعني الشين لأَن مخرجها إِنما هو من ذلك؛ قال أَبو الحسن الأَخفش: ولا أُراه عناها ولكنه أَراد شدّة البيت، وأَكثر الحروف يكون من بين الثنية والضرس، وإِنما يجاوز الثنية من الحروف أَقلها، وقبل: إِنما يعني بها السين، وقيل: إِنما يعني بها الضاد. والجمع أَضْراسٌ وأَضْرُسُ وضُرُوسٌ وضَرِيسٌ؛ الأَخيرة اسم للجمع؛ قال الشاعر يصف قُراداً: وما ذَكَرٌ فإِن يَكْبُرْ فأُنْثَى، شَدِيدُ الأَزْم، ليس له ضُرُوسُ؟ لأَنه إِذا كان صغيراً كان قُراداً، فإِذا كَبُرَ سُمِّي حَلَمَةً. قال ابن بري: صواب إِنشاده: ليس بذي ضُرُوسِ، قال: وكذا أَنشده أَبو علي الفارسي، وهو لغة في القُراد، وهو مذكر، فإِذا كَبُرَ سمي حَلَمة والحلمة مؤنثة لوجود تاء التأْنيث فيها؛ وبعده أَبيات لغز في الشطرنج وهي: وخَيْلٍ في الوَغَى بإِزاءِ خَيْلٍ، لُهامٍ جَحْفَلٍ لَجِبِ الخَمِيسِ وليسُوا باليهود ولا النَّصارَى، ولا العَرَبِ الصُّراحِ ولا المَجُوسِ إِذا اقْتَتَلوا رأَيتَ هناكَ قَتْلى، بلا ضَرْبِ الرِّقابِ ولا الرُّؤوس وأَضْراس العَقْلِ وأَضْراسُ الحُلُم أَربعة أَضراس يَخْرُجْنَ بعدما يستحكم الإِنسان. والضَّرْسُ: العَضُّ الشديد بالضِّرْسِ. وقد ضَرَسْتُ الرجلَ إِذا عَضَضْتَه بأَضْراسِك. والضَّرْسُ: أَن يَضْرَسَ الإِنسان من شيء حامض. ابن سيده: والضَّرَسُ، بالتحريك، خَوَرٌ وكلالٌ يصيب الضِّرْسَ أَو السِّنَّ عند أَكل الشيء الحامض، ضَرِسَ ضَرَساً، فهو ضَرِسٌ، وأَضْرَسَه ما أَكله وضَرِسَتْ أَسنانُه، بالكسر. وفي حديث وَهْبٍ: أَن وَلَدَ زِناً في بني إِسرائيل قَرَّبَ قُرْباناً فلم يُقْبَلْ فقال: يا رب يأْكل أَبوايَ الحَمْضَ وأَضْرَسُ أَنا؟ أَنت أَكرم من ذلك. فقبل قُرْبانه؛ الحَمْضُ: من مراعي الإِبل إِذا رعته ضَرِسَتْ أَسنانها؛ والضَّرَسُ، بالتحريك: ما يعرض للإِنسان من أَكل الشيء الحامض؛ المعنى يُذْنِبُ أَبواي وأُؤاخذ أَنا بذنبهما. وضَرَسَه يَضْرِسُه ضَرْساً: عَضَّه. والضَّرْسُ: تعليم القِدْح، وهو أَن تُعَلِّمَ قِدْحَك بأَن تَعَضَّه بأَضراسك فيؤثر فيه. ويقال: ضَرَسْتُ السَّهْمَ إِذا عَجَمْتَه؛ قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ: وأَصْفَرَ من قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ، به عَلَمانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ وهذا البيت أَورده الجوهري: وأَسْمَرَ من قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ وأَورده غيره كما أَوردناه؛ قال ابن بري وصواب إِنشاده: وأَصْفَرَ من قِداحِ النَّبْعِ صُلْب قال: وكذا في شعره لأَن سهام الميسر توصف بالصفرة والصلابة؛ وقال طرفة يصف سهماً من سهام الميسر: وأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حِوارَه على النار، واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ فوصفه بالصفرة. والمَضْبُوحُ: المُقَوِّمُ على النار، وحِوارُه: رُجُوعُه. والمُجْمِدُ: المُفيضُ، ويقال للداخل في جُمادى وكان جُمادى في ذلك الوقت من شهور البرد. والعَقْبُ: مصدر عَقَبْتُ السَّهم إِذا لَوَيتَ عليه شيئاً، وصف نفسه بضرب قِداحِ المَيْسِر في زمن البرد وذلك يدل على كرمه. وأَما الضَّرْسُ فالصبح فيه أَنه الحز الذي في وسط السهم. وقِدْحٌ مُضَرِّسٌ: غير أَملس لأَن فيه كالأَضراس. الليث: التَّضْريسُ تحزيز ونَبْرٌ يكون في ياقوته أَو لؤْلؤَة أَو خشبة يكون كالضِّرس؛ وقول أَبي الأَسود الدُّؤلي أَنشده الأَصمعي: أَتانيَّ في الضَّبْعاء أَوْسُ بنُ عامِرٍ، يُخادِعُني فيها بِجِنِّ ضِراسِها فقال الباهلي: الضِّراسُ مِيسِمٌ لهم والجِنُّ حِدْثان ذلك، وقيل: أَراد بِحِدثانِ نتاجها، ومن هذا قيل: ناقة ضَرُوسٌ وهي التي تَعَضُّ حالِبَها. ورجل أَخْرَسُ أَضْرَسُ: إِتباعٌ له. والضَّرْسُ: صَمْتُ يوم إِلى الليل. وفي حديث ابن عباس، رضي اللَّه عنهما: أَنه كره الضَّرْسَ، وأَصله من العَضِّ، كأَنه عَضَّ على لسانه فصَمَتَ. وثوبٌ مُضَرَّسٌ: مُوَشَّى به أَثَرُ الطَّيِّ؛ قال أَبو قِلابَةَ الهُذَليّ: رَدْعُ الخَلُوقِ بِجِلْدِها فكأَنَّه رَيْطٌ عِتاقٌ، في الصَّوانِ، مُضَّرَّسُ أَي مُوَشًّى، حمله مَرَّةً على اللفظ فقال مُضَرَّسٌ، ومَرّةً على المعنى فقال عتاق. ويقال: رَيْطٌ مُضَرَّسٌ لضرب من الوَشْيِ. وتَضارَسَ البِناءُ إِذا لم يِسْتَوِ، وفي المحكم: تَضَرَّسَ البناءُ إِذا لم يستو فصار كالأَضْراسِ. وضَرَسَهم الزمانُ: اشتدّ عليهم. وأَضْرَسَه أَمر كذا: أَقلقه. وضَرَّسَتْه الحُروبُ تَضْريساً أَي جَرَّبَتْه وأَحكمته. والرجلُ مُضَرَّس أَي قد جَرَّبَ الأُمورَ. شمر: رجل مُضَرَِّسٌ إِذا كان قد سافر وجَرَّب وقاتَلَ. وضارَسْتُ الأُمورَ: جَرَّبْتُها وعَرَفْتُها. وضَرِسَ بنو فلان بالحرب إِذا لم ينتهوا حتى يقاتلوا. ويقال: أَصبح القومُ ضَراسى إِذا أَصبحوا جياعاً لا يأْتيهم شيء إِلا أَكلوه من الجوع، ومثلُ ضَراسى قوم حَزانى لجماعة الحَزين، وواحدُ الضَّراسى ضَريس وضَرَسَتْه الحُروبُ تَضْرِسُه ضَرْساً: عَضَتْه. وحَرْبٌ ضَرُوسٌ: أَكول، عَضُوضٌ. وناقة ضَرُوسٌ: عَضُوشضٌ سيئة الخُلُق، وقيل: هي العَضُوض لتَذُبَّ عن ولدها، ومنه قولهم في الحَرْب: قد ضَرِسَ نابُها أَي ساء خُلُقها، وقيل: هي التي تَعَضُّ حالبها؛ ومنه قولهم: هي بِجِنِّ ضِراسِها أَي بِحِدْثانِ نَتاجِها وإِذا كان كذلك حامَتْ عن ولدها؛ وقال بِشْرٌ:عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّروسِ من المَلا بشَهْباءَ، لا يَمْشي الضَّراءَ رَقِيبُها وضَرَسَ السَّبُعُ فَريسَته: مَضَغَها ولم يبتلعها. وضَرَسَتْه الخُطُوب ضَرْساً: عَجَمَتْه، على المَثَل؛ قال الأَخطل: كَلَمْحِ أَيْدي متَاكِيلٍ مُسَلِّبَةٍ، يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَناتِ الدهرِ والخُطُبِ أَراد الخُطُوبَ فحذف الواو، وقد يكون من باب رَهْن ورُهُنٍ. والمُضَرَّس من الرجال: الذي قد أَصابته البلايا؛ عن اللحياني، كأَنها أَصابته بأَضراسِها، وقيل: المُضَرَّسُ المُجَرَّبُ كما قالوا المُنَجَّذُ، وكذلك الضِّرسُ والضَّرِسُ، والجمع أَضْراسٌ، وكلُّه من الضَّرْسِ. والضِّرسُ: الرجل الخَشِنُ. والضَّرْسُ، كفُّ عينِ البُرْقُع. والضَّرْسُ: طول القيام في الصلاة. والضَّرُسُ: عَضُّ العِدْلِ، والضِّرْسُ: الفِنْدُ في الجَبَلِ. والضَّرْسُ: سُوء الخُلُق. والضِِّرْسُ: الأَرض الخَشِنَة. والضَّرْسُ: امتحان الرجل فيما يدّعيه من علم أَو شجاعة. والضِّرْسُ: الشِّيحُ والرِّمْث ونحوه إِذا أُكلت جُذُولُهُ؛ وأَنشد: رَعَتْ ضِرساً بصحراءِ التَّناهِي، فأَضْحَتْ لا تُقِيمُ على الجُدُوبِ أَبو زيد: الضَّرِسُ والضَّرِمُ الذي يغضب من الجوع. والضَّرَسُ: غَضَبُ الجُوعِ. ورجل ضَرِسٌ: غضبان لأَن ذلك يُحَدِّدُ الأَضراس. وفلان ضَرِسٌ شَرِسٌ أَي صَعْب الخُلُق. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، اشترى من رجل فرساً كان اسمه الضَّرِسَ فسماه السَكْبَ، وأَوّل ما غزا عليه أُحُداً؛ الضَّرِس: الصَّعْبُ السيء الخُلُق. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه، في الزبير: هو ضَبِسٌ ضَرِسٌ. ورجل ضَرِسٌ وضَرِيسٌ. ومنه الحديث في صفة عَليٍّ، رضي اللَّه عنه: فإِذا فُزِعَ فُزِعَ إِلى ضَرِسٍ حديد أَي صَعْب العَريكة قَوِيٍّ، ومن رواه بكسر الضاد وسكون الراء، فهو أَحد الضروس، وهي الآكام الخشنة، أَي إِلى جبل من حديد، ومعنى قوله إِذا فُزع أَي فزع إِليه والتُجئَ فحذف الجار واستتر الضمير، ومنه حديثه الآخر: كان ما نشاء من ضِرْس قاطع أَي ماضٍ في الأُمور نافذ العَزِيمة. يقال: فلان ضِرْسٌ من الأَضْراس أَي داهية، وهو في الأَصل أَحد الأَسنان فاستعاره لذلك؛ ومنه حديثه الآخر: لا يَعَضُّ في العِلم بِضِرْسٍ قاطع أَي لم يُتْقِنه ولم يُحْكِم الأُمور. وتَضارَسَ القومُ: تَعادَوْا وتَحارَبوا، وهو من ذلك. والضِّرْسُ: الأَكمَةُ الخشنة الغليظة التي كأَنها مُضَرَّسَةٌ، وقيل: الضِّرْسُ قطعة من القُفِّ مُشْرِفَةٌ شيئاً غليظةٌ جدّاً خشنة الوَطء، إِنما هي حَجَر واحد لا يخالطه طين ولا ينبت، وهي الضُّروس، وإِنما ضَرَسُه غِلْظَةٌ وخُشُونة. وحَرَّةٌ مُضَرَّسَة ومَضْروسَة: فيها كأَضْراسِ الكلاب من الحجارة. والضَّرِيسُ: الحجارة التي هي كالأَضراس. التهذيب: الضِّرْسُ ما خَشُنَ من الآكام والأَخاشب، والضَّرْس طَيُّ البئر بالحجارة. الجوهري: والضُّرُوس، بضم الضاد، الحجارة التي طُوِيَتْ بها البئر؛ قال ابن مَيَّادَةَ: إِما يَزالُ قائلٌ أَبِنْ، أَبِنْ دَلْوَكَ عن حدِّ الضُّرُوسِ واللَّبِنْ وبئر مَضْروسَةٌ وضَرِيسٌ إِذا كُوِيَتْ بالضَّرُِيس، وهي الحجارة، وقد ضَرَسْتُها أَضْرُسُها وأَضْرِسُها ضَرْساً، وقيل: أَن تسدَّ ما بين خَصاصِ طَيِّها بحَجَر وكذا جميع البناء. والضَّرْسُ: أَن يُلْوَى على الجَرِير قِدٌّ أَو وَتَرٌ. ورَيْط مُضَرَّس: فيه ضَرْبٌ من الوَشْي، وفي المحكم: فيه كَصُورِ الأَضراس. قال أَبو رِياش: إِذا أَرادوا أَن يُذَلِّلُوا الجمل الصعب لاثُوا على ما يقع على خَطْمِه قِدًّا فإِذا يَبِسَ حَزُّوا على خَطْمِ الجمل حَزًّا ليقع ذلك القِدُّ عليه إِذا يَبِسَ فيُؤْلِمَه فَيَذِلَّ، فذلك هو الضَّرْسُ، وقد ضَرَسْتُه وضَرَّسْتُه. وجَرِيرٌ ضَرِسٌ: ذو ضِرْسٍ. والضَّرْسُ: أَن يُفْقَرَ أَنفُ البعير بِمَرْوَةٍ ثم يُوضَع عليه وَتَرٌ أَو قِدٌّ لُوِيَ على الجرير ليُذَلَّلل به. فيقال: جمل مَضْرُوسُ الجَرير. والضِّرْسُ: المطرة القليلة. والضِّرْسُ: المطر الخفيف. ووقعت في الأَرض ضُرُوسٌ من مطر إِذا وقع فيها قِطَعٌ متفرِّقة، وقيل: هي الأَمطار المتفرّقة، وقيل: هي الجَوْدُ؛ عن ابن الأَعرابي، واحدها ضِرْسٌ. والضِّرسُ: السحابةُ تُمْطِرُ لا عَرضَ لها. والضِّرْسُ: المَطَرُ ههنا وههنا. قال الفراء: مررنا بضِرْسٍ من الأَرض، وهو الموضع يصيبه المطر يوماً أَو قَدْرَ يوم. وناقةٌ ضَرُوسٌ: لا يُسْمَعُ لدِرَّتِها صَوْت، واللَّه أَعلم. @ضعرس: الضَّعْرَسُ: النَّهِمُ الحَرِيصُ. @ضغس: الضغيس: الكَرَوْيا؛ يمانية، حكاه ابن دريد قال: ليس بِثَبَت لأَن أَهل اليمن يسمونها التِّقْدَة. @ضغبس: الضُّغْبُوسُ: الضعيف. والضُّغْبُوسُ: وَلَدُ الثُّرْمُلَةِ. والضُّغْبُوسُ. الرجل المَهِينُ. والضُّغْبُوسُ والضَّغابِيسُ: القِثَّاء الصغار، وقيل: شبيه به يؤكل، وقيل: الضُّغْبُوسُ أَغْصانٌ شِبْهُ العُرْجُون تنبت بالغَوْرِ في أُصول الثُّمامِ والشَّوْكِ طِوالٌ حُمْرٌ رَخْصَة تؤكل. وفي الحديث: أَن صَفْوانَ بن أُمَيَّة أَهدى إِلى رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، ضغابيسَ وجِدايَةً؛ هي صغار القثاء، واحدها ضُغْبُوسٌ: وقيل: هو نبت في أُصُول الثُّمامِ يشبه الهِلْيَوْنَ يُسْلَقُ بالخَلِّ والزيت ويؤكل. وفي حديث آخر: لا بَأْسَ باجتِناء الضَّغابيس في الحَرَم، وبه يَشَبَّه الرجل الضعيف، يقال: رجل ضُغْبُوسٌ؛ قال جَرِير يهجو عمر بن لجَإٍ التَّيْمي: قد جَرَّبَتْ عَرَكِي في كلِّ مُعْتَركٍ غُلْبُ الرِّجالِ، فما بالُ الضَّغابِيسِ؟ تَدْعُوكَ تَيْمٌ، وتَيْمٌ في قُرى سَبَإِ، قد عَضَّ أَعْناقَهُمْ جِلْدُ الجَوامِيسِ والتَّيْمُ أَلأَمُ مَن يَمْشي، وأَلأَمُهُمْ ذُهْلُ بنُ تَيْمٍ بنو السُّودِ المَدَانِيسِ تُدْعَى لِشَرِّ أَبٍ يا مِرفَقَيْ جُعَلٍ، في الصَّيْفِ تَدخُلُ بَيْتاً غير مَكْنُوسِ قال ابن بري: صواب إِنشاده غُلْبُ الأُسُود، قال: وكذلك هو في شعره. والأَغْلَبُ الغليظ الرقبة. والعَرَكُ: المُعَارَكَةُ في الحرب. وقال أَبو حنيفة: الضُّغْبُوسُ نباتُ الهِلْيَوْنِ سواء، وهو ضعيف، فإِذا جَفَّ خَمَّتْه الريح فطيرته. وامرأَة ضَغِبَةٌ (* قوله «وامرأة ضغبة» ليس هذا مشتقّاً من الضغابيس لأن السين فيه غير مزيدة، وإنما هو منه كسبط من سبطر ودمث من دمثر، ولا فصل بين حرف لا يزاد أَصلاً وبين حرف وقع في موضع غير الزيادة وإن عدّ في جملة الزوائد ؛ كذا بهامش النهاية.): مُولَعَةٌ بِحبِّ الضَّغابِيسِ، وقد تقدم في حرف الباء. والضُّغْبُوسُ: الخبيث من الشياطين. @ضفس: ضَفَسْتُ البعير: جَمَعْت له ضِغْثاً من خَلًى فأَلْقَمْته إِياه كَضفَزْته. @ضمس: ضَمَسَه يَضْمِسُه ضَمْساً: مَضَغَه مَضْغاً خَفِيّاً. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه، عن الزبير: ضَرِسٌ ضَمِسٌ؛ قال ابن الأَثير والرواية ضَبِسٌ، قال: والميم قد تبدل من الباء، وهما بمعنى الصَّعْب العَسِر. @ضنبس: الضَّنْبِسُ: الرِّخْوُ اللئيم. ورجل ضِنْبِسٌ: ضعيف البَطْشِ سريع الانكسار، واللَّه أَعلم. @ضنفس: الضِّنْفِسُ: الرِّخْوُ اللئيم. @ضهس: ضَهَسَه يَضْهَسُه ضَهْساً: عَضَّه بمُقَدَّم فيه وفي كلام بعضهم إِذا دَعَوْا على الرجل: لا يأْكل إِلا ضاهِساً، ولا يَشْربُ إِلا قارِساً، ولا يَحْلُب إِلا جالِساً؛ يريدون لا يأْكل ما يتكلف مَضْغه إِنما يأْكل النَّزْرَ القليل من نبات الأَرض ويأْكله بمُقَدَّم فيه؛ والقارِسُ: البارد، أَي لا يشرب إِلا الماء دون اللبن؛ ولا يَحْلُبُ إِلا جالساً، يدعو بحلب الغنم وعدم الإِبل. @ضيس: ضاسَ النبتُ يَضِيسُ. هاج؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وقال مرة؛ هو أَول الهَيْج، نَجْدِيَّة. وضاسٌ: اسم جبل، قال ابن سيده: وإِنما قضينا بأَن أَلفه ياء وإِن كانت عيناً، والعين واواً أَكثر منها ياء لوجودنا يَضِيسُ وعدمنا هذه المادة من الواو جملة؛ قال: تَهَبَّطْنَ من أَكناف ضاسَ وأَيْلَةٍ إِليها، ولو أَغْرى بهنَّ المُكَلِّبُ @ضأط: ضَئِطَ ضَأَطاً: حرَّك مَنْكِبَيْه وجسَدَه في مَشْيِه؛ عن أَبي زيد. @ضبط: الضَّبْطُ: لزوم الشيء وحَبْسُه، ضَبَطَ عليه وضَبَطَه يَضْبُط (* قوله «يضبط» شكل في الأصل في غير موضع بضم الباء، وهو مقتضى اطلاق المجد وضبط هامش نسخة من النهاية يوثق بها، لكن الذي في المصباح والمختار أَنه من باب ضرب.) ضَبْطاً وضَباطةً، وقال الليث: الضّبْطُ لزومُ شيء لا يفارقه في كل شيء، وضَبْطُ الشيء حِفْظُه بالحزم، والرجل ضابِطٌ أَي حازِمٌ. ورجل ضابِطٌ وضَبَنْطى: قويٌّ شديدٌ، وفي التهذيب: شديد البطش والقُوَّةِ والجسم. ورجل أَضْبَطُ: يعمل بيديه جميعاً. وأَسَدٌ أَضْبَطُ: يعمل بيَساره كعمله بيمينه؛ قالت مُؤَبِّنةُ رَوْحِ بن زنباع في نَوْحِها: أَسَدٌ أَضْبَطُ يَمْشِي بين قَصْباءٍ وغِيلِ والأُنثى ضَبْطاء، يكون صِفة للمرأَة واللَّبُؤة؛ قال الجُمَيْحُ الأَسَدِي: أَمّا إِذا أَحْرَدَتْ حَرْدَى فمُجْرِيةٌ ضَبْطاء، تَسْكُنُ غِيلاً غيرَ مَقروبِ وشبّه المرأَة باللبؤة الضبْطاء نَزَقاً وخِفّة وليس له فِعل. وفي الحديث: أَنه سئل عن الأَضْبطِ؛ قال أَبو عبيد: هو الذي يعمل بيديه جميعاً، يعمل بيساره كما يعمل بيمينه، وكذلك كل عامل يعمل بيديه جميعاً؛ وقال مَعْن بن أَوْس يصف ناقة: عُذافِرة ضَبْطاء تَخْدِي، كأَنها فَنِيقٌ، غَدا يَحْمي السَّوامَ السَّوارِحا وهو الذي يقال له أَعْسَرُ يَسَرٌ. ويقال منه: ضَبِطَ الرجل، بالكسر، يَضْبَطُ، وضَبَطَه وجَع: أَخَذه. وتَضَبَّطَ الرجلَ: أَخذه على حَبْسٍ وقَهْر. وفي حديث أَنس، رضي اللّه عنه: سافَر ناسٌ من الأَنصار فأَرْمَلوا فمَرُّوا بحَيٍّ من العرب فسأَلوهم القِرى فلم يَقْرُوهم، وسأَلوهم الشِّراء فلم يَبيعُوهم، فتَضَبَّطوهم فأَصابوا منهم. وتضَبَّطَ الضأْنُ أَي أَسرَع في المرْعى وقَوِيَ. وتضَبَّطَتِ الضأْنُ: نالت شيئاً من الكَلإِ. تقول العرب: إِذا تضَبَّطَتِ الضأْنُ شَبعت الإِبلُ، قال: وذلك أَن الضأْن يقال لها الإِبل الصغرى لأَنها أَكثر أَكلاً من المِعْزى، والمِعْزى أَلْطَفُ أَحْناكاً وأَحسن إِراغة وأَزْهَدُ زُهْداً منها، فإِذا شبعت الضأْنُ فقد أَحْيا الناسُ لِكثرة العُشب، ومعنى قوله تضَبَّطَتْ قَوِيَت وسَمِنت. وضُبِطَتِ الأَرضُ: مُطرت؛ عن ابن الأَعرابي. والضَّبَنْطَى: القَوي، والنون والياء زائدتان للإلحاق بسَفَرْجَل. وفي الحديث: يأْتي على الناس زمانٌ وإِنَّ البعِيرَ الضابِطَ والمَزادَتَيْنِ أَحبُّ إِلى الرجل مما يَمْلِكُ؛ الضابِطُ: القويّ على عمَلِه. ويقال: فلان لا يَضْبُطُ عمَله إِذا عجَز عن وِلايةِ ما وَلِيَه. ورجل ضابِطٌ: قويّ على عمَلِه. ولعبةٌ للأَعراب تسمّى الضَّبْطةَ والمَسَّةَ، وهي الطَّرِيدةُ. والأَضْبطُ: اسم رجل. @ضبعط: الضَّبَغْطى والضَّبَعْطى، بالعين والغين: شيء يُفَزَّعُ به الصبيّ. @ضبغط: الضَّبَغْطى: الأَحمق، وهي كلمة أَو شيء يُفَزَّع بها الصِّبيان؛ وأَنشد ابن دريد: وزَوْجُها زَوَنْزَكٌ زَوَنْزَى، يَفْزَعُ إِن فُزِّعَ بالضَّبَغْطَى أَشْبَهُ شيءٍ هُو بالحَبَرْكَى، إِذا حَطَأْتَ رأْسَهُ تَشَكَّى وإِن قَرَعْتَ أَنْفَهُ تَبَكَّى، شَرُّ كَمِيعٍ ولَدَتْهُ أُنْثَى والأَلف في ضَبَغْطَى للإِلحاق، وهذا الرجز أَورده الأَزهري ونسبه لمنظور الأَسدي: وبَعْلُها زَوَنَّكٌ زَوَنْزَى، يُحْصِفُ إِنْ خُوِّفَ بالضَّبَغْطى وقال ابن بزرج: ما أَعطيتني إِلا الضبغْطى مُرْسَلة أَي الباطلَ. ويقال: اسكُت لا يأْكُلكَ الضبغطى؛ قال ابن دريد: هو الضَّبَغْطى والضَّبَعطى، بالغين والعين، وقال أَبو عمرو: الضبغطى ليس شيء يُعرف ولكنها كلمة تستعمل في التخويف. ويقال: الضبغْطى فَزَّاعةُ الزَّرْعِ. @ضرط: الضُّراطُ: صوت الفَيْخِ معروف، ضَرَطَ يَضْرِطُ ضرْطاً وضِرطاً، بكسر الراء، وضَرِيطاً وضُراطاً. وفي المَثَل: أَوْدَى العَيْرُ إِلا ضَرِطاً أَي لم يَبْقَ من جَلَدِه وقُوّته إِلا هذا. وأَضرَطَه غيرُه وضَرَّطَه بمعنى. وكان يقال لعمرو بن هند: مُضَرِّطُ الحِجارة لشِدّتِه وصَرامَتِه. وفي الحديث: إِذا نادَى المُنادي بالصلاة أَدْبَرَ الشيطانُ وله ضُراطٌ، وفي رواية: وله ضَرِيطٌ. يقال: ضُراطٌ وضَرِيطٌ كنُهاقٍ ونَهِيقٍ. ورجل ضَرّاطٌ وضَرُوطٌ وضِرَّوْطٌ، مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي. وأَضْرَطَ به: عَمِلَ له بفِيه شبه الضُّراط. وفي المثل: الأَخْذُ سُرَّيْطَى، والقضاءُ ضُرَّيْطَى، وبعض يقولون: الأَخذ سُرَّيْطٌ، والقضاءُ ضُرَّيْطٌ؛ معناه أَن الإِنسان يأْخذ الدَّيْنَ فيَسْتَرِطُه فإِذا طالَبه غَرِيمُه وتَقاضاه بدينه أَضرطَ به، وقد قالوا: الأَكلُ سَرَطانٌ، والقَضاءُ ضَرَطان؛ وتأْويل ذلك تُحِبُّ أَن تأْخذ وتكره أَن تَرُدَّ. ومن أَمثال العرب: كانت منه كضَرْطةِ الأَصَمِّ؛ إِذا فَعَلَ فَعْلةً لم يكن فَعَل قبلها ولا بعدها مثلَها، يُضْربُ له (* قوله «يضرب له» عبارة شرح القاموس عن الصاغاني: وهو مثل في الندرة.). قال أَبو زيد: وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه: أَنه دخل بيت المال فأَضْرَط به أَي استَخَفَّ به وسَخِرَ منه. وفي حديثه أَيضاً، كرَّم اللّه وجهه: أَنه سئل عن شيء فأَضْرَطَ بالسائل أَي استخفَّ به وأَنْكر قوله، وهو من قولهم: تكلم فلان فأَضْرط به فلان، وهو أَن يجمع شَفَتيه ويخرج من بينهما صَوتاً يشبه الضَّرْطة على سبيل الاستخفاف والاستهزاء. وضَمارِيطُ الاسْتِ: ما حَوالَيْها كأَنّ الواحد ضِمْراطٌ أَو ضُمْرُوطٌ أَو ضِمْريط مشتقٌّ من الضَّرْطِ؛ قال الفَضِمُ بن مُسْلم البكائي: وبَيَّتَ أُمَّه، فأَساغَ نَهْساً ضَمارِيطَ اسْتِها في غَيْر نارِ قال ابن سيده: وقد يكون رباعيّاً، وسنذكره. وتكلم فلان فأَضرط به فلان أَي أَنكر قوله. يقال: أَضرط فلان بفلان إِذا استخفّ به وسخِر منه، وكذلك ضَرَّطَ به أَي هَزِئَ به وحكى له بفِيهِ فِعْلَ الضارِطِ. والضَّرَطُ: خِفَّة الشعَر. ورجل أَضْرَطُ: خَفِيفُ شعرِ اللحيةِ، وقيل: الضرَطُ رِقَّة الحاجِبِ. وامرأَة ضَرْطاء: خفيفة شعر الحاجب رَقِيقَتُه. وقال في ترجمة طرط: رجل أَطْرَطُ الحاجبين ليس له حاجبان، قال وقال بعضهم: هو الأَضْرَطُ، بالضاد المعجمة، قال: ولم يعرفه أَبو الغَوْث. ونعجة ضُرَّيْطةٌ: ضخْمة. @ضرغط: المُضْرَغِطُّ: العظيمُ الجسم الكثير اللحم الذي لا غَناء عنده. واضْرَغَطّ الشيءُ: عظُم؛ عن ثعلب؛ وأَنشد: بُطونُهم كأَنَّها الحِبابُ، إِذا اضْرَغَطَّتْ فوقَها الرِّقابُ واضْرَغَطَّ واسْمَادّ اضْرِغْطاطاً إِذا انتفخ من الغضب، والغين معجمة. وضَرْغَطٌ: اسم جبل، وقيل: هو موضع ماء ونخلٍ، ويقال له أَيضاً ذو ضَرْغَدٍ؛ قال: إِذا نَزَلُوا ذا ضَرْغَدٍ فَقُتائداً، يُغَنِّيهِمُ فيها نَقِيقُ الضَّفادِعِ @ضرفط: ضَرْفَطَه في الحَبْل: شَدّه. وقال يونس: جاء فلان مُضَرْفَطاً بالحبال أَي مُوثَقاً. @ضطط: ابن الأَعرابي: الضُّطُطُ الدّواهي، وقال غيره: الضَّطِيطُ الوَحَلُ الشديدُ من الطين. يقال: وقعنا في ضَطِيطةٍ مُنْكَرةٍ أَي في وحَل ورَدْغةٍ. @ضغط: الضَّغْطُ والضَّغْطةُ: عصر شيء إِلى شيء. ضَغَطَه يَضْغَطُه ضَغْطاً: زَحَمه إِلى حائطٍ ونحوه، ومنه ضَغْطةُ القبر. وفي الحديث: لتَضْغَطُنّ على باب الجنة أَي تُزْحَمُون. يقال: ضَغَطَه إِذا عصَره وضيَّق عليه وقَهَره. ومنه حديث الحُدَيْبِيةِ: لا يتحدّث العرب أَنَّا أُخِذْنا ضُغْطةً أَي عَصْراً وقَهراً. وأَخذت فلاناً ضُغْطة، بالضم، إِذا ضيَّقت عليه لتُكْرِهَهُ على الشيء. وفي الحديث: لا يَشْتَرِيَنَّ أَحدُكم مالَ امرِئٍ في ضُغْطةٍ من سُلطان أَي قَهْرٍ. والضُّغْطةُ: الضِّيق. والضُّغطة: الإِكْراه. والضِّغاطُ: المُزاحَمةُ. والتَّضاغُطُ: التَّزاحُم. وفي التهذيب: تَضاغَطَ الناسُ في الزِّحامِ. والضُّغطة، بالضم: الشدة والمَشقة. يقال: ارفع عنا هذه الضُّغطة. والضاغِطُ: كالرَّقِيبِ والأَمِين يُلْزَمُ به العامل لئلا يَخُونَ فيما يَجْبي. يقال: أَرسَلَه ضاغِطاً على فلان، سمي بذلك لتضييقه على العامل؛ ومنه الحديث: قالت امرأَةُ مُعاذٍ له وقد قَدِمَ من اليمن لمّا رجع عن العمل: أَين ما يَحْمِلُه العامِلُ من عُراضة أَهله؟ فقال: كان معي ضاغِطٌ أَي أَمِينٌ حافِظٌ، يعني اللّه عزّ وجلّ المُطَّلِعَ على سَرائرِ العِباد، وقيل: أَراد بالضَّاغِط أَمانةَ اللّه التي تَقَلَّدَها فأَوْهَمَ امرأَته أَنه كان معه حافظ يُضيِّق عليه ويمنعه على الأَخذ ليُرْضِيَها. ويقال: فعل ذلك ضُغطة أَي قَهْراً واضْطِراراً. وضَغط عليه واضْتَغَطَ: تَشدّد عليه في غُرْمٍ أَو نحوه؛ عن اللحياني، كذا حكاه اضْتَغَطَ بالإِظهار، والقِياسُ اضْطَغَطَ. والضاغِطُ: أَن يتحرّكَ مِرْفَقُ البعير حتى يقعَ في جنبه فيَخْرِقَه. والضاغِطُ في البعير: انْفِتاقٌ من الإِبْطِ وكثرةٌ من اللحم، وهو الضَّبُّ أَيضاً. والضاغطُ في الإِبل: أَن يكون في البعير تحت إِبطه شِبه جِرابٍ أَو جِلْد مجتمع؛ وقال حَلْحلةُ بن قيس بن اشيم وكان عبد الملك قد أَقْعده ليُقادَ منه وقال له: صَبْراً حَلْحَل، فأَجابه:أَصْبَرُ من ذي ضاغِطٍ عَرَكْرَك قال: الضاغط الذي أَصل كِرْكِرَتِه يَضْغَط موضع إِبطه ويؤثِّر فيه ويَسْحَجُه. والمَضاغِطُ: مواضع ذاتُ أَمْسِلةٍ مُنخفضة، واحدها مَضْغَطٌ. والضغيط: رَكِيّةٌ يكون إِلى جنبها رَكِيّةٌ أُخرى فتَنْدَفِنُ إِحداهما فتَحْمَأُ فيُنْتِنُ ماؤُها فيَسِيلُ في ماء العذْبة فيُفْسِدُها فلا يُشْرَبُ، قال: فتلك الضَّغِيطُ والمَسِيطُ؛ وأَنشد: يَشْرَبْنَ ماء الأَجْنِ والضَّغِيطِ، ولا يَعَفْنَ كَدَرَ المَسِيطِ أَراد ماء المَنْهلِ الآجِن أَو إِضافةَ الشيء إِلى نفسه. ورجل ضَغِيطٌ: ضعيفُ الرأْي لا يَنْبَعِثُ مع القوم، وجمعه ضَعْطى لأَنه كأَنه داء. وضُغاطٌ: موضع. وروي عن شريح أَنه كان لا يُجِيزُ الضُّغْطةَ، يُفَسَّر تفسيرين: أَحدهما الإِكْراهُ، والآَخَر أَن يُماطِل بائعه بأَداء الثَّمن ليَحُطّ عنه بعضَه؛ قال النضر: الضُّغْطةُ المُجاحَدةُ، يقول: لا أُعْطِيك أَو تَدَعَ ممّا لك عليَّ شيئاً؛ وقال ابن الأَثير في حديث شريح: هو أَن يَمْطُلَ الغريمُ بما عليه من الدِّينِ حتى يَضْجَرَ صاحب الحقّ ثم يقول له: أَتَدَعُ منه كذا وكذا وتأْخذ الباقيَ مُعَجَّلاً؟ فيَرْضى بذلك. وفي الحديث: يُعتق الرجل من عبده ما شاء إِن شاء ثلثاً أَو ربعاً أَو خمساً ليس بينه وبين اللّه ضُغْطة. وفي الحديث: لا تجوز الضُّغْطة؛ قيل: هي أَن تُصالِحَ من لك عليه مالٌ على بعضه ثم تَجِد البينة فتأْخذه بجميع المال. @ضفط: الضَّفاطةُ: الجَهْلُ والضَّعْفُ في الرأْي. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه سمع رجلاً يتَعوَّذُ من الفِتَنِ، فقال عمر: اللهم إِني أَعوذ بك من الضَّفاطة أَتَسلُ ربَّك أَن لا يَرْزُقَك أَهلاً ومالاً؟ قال أَبو منصور: تأَوَّل قَوْل اللّه عزّ وجلّ: إِنما أَموالُكم وأَولادُكم فِتْنة، ولم يرد فِتنةَ القتالِ والاختلاف التي تَمُوجُ مَوْجَ البحر. قال: وأَما الضَّفاطةُ فإِن أَبا عبيد قال: عَنى به ضَعْفَ الرأْي والجهل. ورجل ضَفِيطٌ: جاهل ضعيف. وروي عن عمر، رضي اللّه عنه، أَنه سئل عن الوتْر فقال: أَنا أُوتِرُ حين ينام الضَّفْطَى؛ أَراد بالضَّفْطَى جمع ضَفِيط، وهو الضعيفُ العقل والرأْي. وعُوتِب ابن عباس، رضي اللّه عنهما، في شيء فقال: إِني في ضَفْطَةٍ وهي إِحدى ضَفَطاني أَي غَفَلاني؛ وقد ضَفُطَ، بالضم، يَضْفُطُ ضَفاطةً. وفي الحديث: اللهم إِني أَعوذ بك من الضَّفاطةِ؛ هي ضعْفُ الرأْي والجهل، وهو ضَفِيطٌ؛ ومنه الحديث: إِذا سَرَّكم أَن تنظُروا إِلى الرجل الضَّفِيطِ المُطاعِ في قومه فانظروا إِلى هذا، يعني عُيَيْنةَ بن حِصْنٍ. وفي حديث ابن سيرين: بلغَه عن رجل شيء فقال: إِني لأُراهُ ضَفِيطاً. ورجل ضِفِطٌّ وضَفّاطٌ؛ الأَخيرة عن ثعلب: ثقيل لا يَنْبَعِثُ مع القوم؛ هذه عن ابن الأَعرابي. والضَّفاطةُ: الدُّفُّ. وفي حديث ابن سيرين: أَنه شهد نِكاحاً فقال: أَين ضَفاطَتُكم؟ فسَّروا أَنه أَراد الدُّفّ، وفي الصحاح: أَين ضَفاطَتُكُنَّ يعني الدفّ، وقيل: أَين ضَفاطَتُكم، قيل: لِعابُ الدُّفِّ، سمي ضَفاطَةً لأَنه لَهْوٌ ولَعِبٌ وهو راجع إِلى ضعف الرأْي والجهل. ابن الأَعرابي: الضَّفّاط الأَحْمَقُ، وقال الليث: الضَّفّاطُ الذي قد ضَفَطَ بسَلْحِه ورمى به. ورجل ضَفّاطٌ وضَفِيطٌ وضَفَنَّطٌ: سَمِين رخْو ضَخْمُ البَطْنِ، وقد ضَفُطَ ضَفَاطةً. شمر: رجل ضَفِيطٌ أَي أَحمق كثير الأَكل، وقال: الضِّفِطُّ التارُّ من الرجال، والضَّفّاطُ الجالِبُ من الأَصْل، والضفَّاطُ الذي يُكْرِي الإِبل من موضع إِلى موضع. والضافِطةُ والضَّفّاطةُ: العِير تحملُ المَتاع، وقيل: الضفّاطون التُّجَّار يحملون الطعام وغيره؛ أَنشد سيبويه للأَخضر بن هبيرة: فما كنت ضَفّاطاً، ولكِنَّ راكِباً أَناخَ قلِيلاً فَوْقَ ظَهْر سَبِيلِ والضَّفَّاطُ: الذي يُكْرِي من قرية إِلى قرية أُخرى، وقيل: الذي يُكْري من مَنْزِلٍ إِلى منزل؛ حكاه ثعلب وأَنشد: لَيْسَتْ له شَمائلُ الضَّفّاطِ والضّافِطةُ من الناس: الجَمّالُون والمُكارُون، وقيل: الضَّفّاطُ الجمّال، والضفّاطةُ، بالتشديد، شبيهة بالدَّجّالةِ وهي الرُّفْقةُ العظيمة. والضَّفَّاطُ: المخْتلفُ على الحُمُر من قَرية إِلى قرية، ويقال للحمر الضفّاطةُ. وفي حديث قَتادةَ بن النُّعمان: فقَدِمَ ضافِطةٌ (* قوله «فقدم ضافطة» كذا ضبط في النهاية في مادة درمك غير أَنه أَنث الفعل وشدد في أَصلنا دال قدم ونصب ضافطة.) من الدَّرْمَكِ؛ الضافِطةُ والضفّاطُ الذي يجْلِبُ المِيرةَ والمَتاعَ إِلى المُدُن، والمُكارِي الذي يُكْرِي الأَحْمالَ، وكانوا يومئذ قوماً من الأَنْباط يحملون إِلى المدينة الدَّقيق والزيت وغيرهما؛ ومنه أَنَّ ضَفّاطِينَ قَدِمُوا إِلى المدينة. وقال ثعلب: رحلَ فلان على ضَفّاطةٍ، وهي الرَّوْحاء المائِلةُ. وضَفَطَ الرجلُ: أَسْوَى. وما أَعظَمَ ضُفوطَهم أَي خُرْأَهم. والضَّفّاطُ: المُحْدِثُ. يقال: ضفَطَ إِذا قضَى حاجتَه كأَنَّه نزل عن راحلته وظُنَّ به ذلك. @ضفرط: الضِّفْرِطُ: الرخْوُ البطنِ الضخْمُ، وهي الضِّفْرِطةُ. وضَفارِطُ الوجهِ: كُسور بين الخَدِّ والأَنفِ وعند اللِّحاظين، واحدها ضُفْرُوطٌ. @ضمرط: الضُّمْرُوطُ: الضُّمْرُ وضِيقُ العيشِ. والضُّمْرُوط أَيضاً: مَسِيل ضيِّق في وَهْدةٍ بين جبلين. ابن الأَعرابي: يقال لخُطوط الجَبِين الأَسارِيرُ والضَّمارِيطُ، واحدها ضُمْرُوطٌ، قال: والضُّمْروط في غير هذا موضع يُخْتَبَأُ فيه. @ضنط: الضَّنْطُ: الضِّيقُ. والضِّناطُ: الزِّحامُ على الشيء؛ قال رؤبة: إِنِّي لوَرّادٌ على الضِّناطِ وفي نوادر أَبي زيد: ضَنِطَ فلان من الشحْمِ ضَنَطاً؛ قال الشاعر: أَبو بَناتٍ قد ضَنِطْنَ ضَنَطا @ضنفط: التهذيب في الرباعي: رجل ضَنْفَطٌ سَمِين رخْو ضَخْم البطن بَيِّنُ الضَّفاطةِ. @ضوط: الضَّوِيطةُ: السمْنُ يُذاب بالإِهالةِ ويجعلُ في نِحْيٍ صَغِير. والضَّوِيطةُ: العَجِين، وقيل: الضَّوِيطةُ ما اسْتَرْخَى من العجين من كثرة الماء. والضَّوِيطةُ: الحَمْأَةُ والطِّينُ، وقيل: الحمأَة والطين يكون في أَصل الحوْض. والضَّوِيطةُ: الأَحمقُ؛ قال: أَيَرُدُّني ذاكَ الضَّوِيطةُ عن هَوَى نَفْسِي، ويَفْعَلُ ما يُرِيدُ؟ قال ابن سيده: هذا البيت من نادر الكامل لأَنه جاء مخمساً. وقال ابن بري في كتابه: الضَّوِيطةُ الأَحمقُ؛ قال رياح الدُّبَيْريّ: أَيردني ذاك الضويطة عن هوى نفْسِي، ويفعل ما يريد شَبِبُ؟ واستشهد الأَزهري على ذلك بقول الشاعر: أَيردني ذاك الضويطة عن هوى نفسي، ويفعلُ غَيْرَ فِعْلِ العاقِلِ؟ وقال أَبو حَمْزة: يقال أَضْوَطَ الزِّيارَ على الفرَس أَي زَيَّرَه به. وفي فَمِه ضَوَطٌ أَي عَوَجٌ. @ضيط: ضاطَ الرجلُ في مَشْيِه فهو يَضِيطُ ضَيْطاً وضَيَطاناً وحاكَ يَحِيكُ حَيَكاناً: مشَى فحرّك مَنْكِبَيْه وجسَده حين يمشي مع كثرة لحم ورَخاوة. قال الأَزهري: وروى الإِيادِي عن أَبي زيد: الضَّيَطانُ أَن يُحرّك منكبيه وجسده حين يمشي مع كثرة لحم، ثم قال: روى المنذري عن أَبي الهيثم: الضَّيَكانُ، قال: وهما لغتان معروفتان. ابن سيده: ورجل ضَيْطانٌ كثير اللحمِ رَخْوُه. والضَّيّاطُ: المُتَمايِلُ في مِشْيَتِه، وقيل: الضخْمُ الجَنْبَيْنِ العظيمُ الاسْتِ كالضيْطانِ؛ قال نِقادةُ الأَسَدي: حتى تَرَى البَجْباجَةَ الضَّيَّاطا يَسْمَحُ لمّا حالَف الإِغباطا بالحَرْف من ساعِدِه المُخاطا والضَّيّاطُ: المتبَخْتِرُ. والضيّاطُ: التاجِرُ، والمعروف الضفّاطُ. والضِّيْطاء من الإِبل مثل الفَتْلاء: وهي الثقيلة. @وقال في ترجمة طرط: رجل أَطْرَطُ الحاجبين ليس له حاجبان، قال وقال بعضهم: هو الأَضْرَطُ، بالضاد المعجمة، قال: ولم يعرفه أَبو الغَوْث. ونعجة ضُرَّيْطةٌ: ضخْمة. @ضبع: الضَّبْعُ، بسكون الباء: وسَطُ العَضُدِ بلحمه يكون للإِنسان وغيره، والجمع أَضْباعٌ مثلُ فَرْخٍ وأَفْراخٍ، وقيل: العَضُدُ كلُّها، وقيل: الإِبْطُ، وقال الجوهري: يقال للإِبْط (* قوله«يقال للابط إلخ» قال شارح القاموس: لم أجده للجوهري في الصحاح اهـ. والامر كما قال وإنما هي عبارة ابن الاثير في نهايته حرفاً حرفاً) الضَّبْعُ لمُجاوَرةِ، وقيل: ما بين الإِبط إِلى نصف العضد من أَعلاه، تقول: أَخَذ بضَبْعَيْه أَي بعَضُدَيْه. وفي الحديث: أَنه مَرَّ في حَجِّه على امرأَة معها ابن صغير فأَخَذَتْ بضَبْعَيْه وقالت: أَلِهذا حَجٌّ ؟ فقال: نعم ولك أَجر. والمَضْبَعةُ: اللحمة التي تحتَ الإِبط من قُدُمٍ. واضْطَبَعَ الشيءَ: أَدخَله تحت ضَبْعَيْه. ولاضطِباعُ الذي يُؤْمَر به الطائفُ بالبيت: أَن تُدْخِلَ الرِّداءَ من تحت إِبْطِك الأَيمَنِ وتُغَطِّيَ به الأَيسر كالرجل يريد أَن يُعالِجَ أَمْراً فيتهيأَ له. يقال: قد اضْطَبَعْتُ بثوبي وهو مأْخوذ من الضَّبْع وهو العَضُدُ؛ ومنه الحديث: إِنه طافَ مُضْطَبِعاً وعليه بُرْد أَخضر؛ قال ابن الأَثير: هو أَن يأْخذ الإِزارَ أَو البرد فيجعل وسطه تحت إِبطه الأَيمن ويُلْقِيَ طَرَفَيْهِ على كتفه اليسرى من جهتي صدره وظهره، وسمي بذلك لإِبْداءِ الضبْعَيْنِ، وهو التأَبط أَيضاً؛ عن الأَصمعي وضَبَعَ البعيرُ البعيرَ إِذا أَخذ بضبْعيه فصَرَعَه. وضَبَعَ الفرسُ يَضْبَعُ ضَبْعاً: لَوى حافِرَه إِلى ضَبْعِه؛ قال الأَصمعي: إِذا لَوى الفرسُ حافِرَه إِلى عضُده فذلك الضبْعُ، فإِذا هَوى بحافره إِلى وَحْشِيَّة فذلك الخِنافُ. قال لأَصمعي: مرت النّجائِبُ ضَوابِعَ، وضَبْعُها: أَن تَهْوِي بِأَخْفافِها إِلى العَضُدِ إِذا سارَتْ. والضَّبْعُ والضِّباعُ: رفعُ اليدين في الدعاء. وضَبَعَ يَضْبَعُ على فلان ضَبْعاً إِذا مدَّ ضَبْعَيْه فَدَعا. وضَبَعَ يده إِليه بالسيف يَضْبَعُها: مدّها به؛ قال رؤْبة: وما تَني أَيْدٍ عَلَيْنا تَضْبَعُ بما أَصَبْناها، وأُخْرَى تَطْمَعُ معناه تَمُدُّ أَضْباعَها بالدعاء علينا. وضضبَعَتِ الخيلُ والإِبل تَضْبَعُ ضَبْعاً إِذا مدّت أَضْباعَها في سيرها، وهي أَعْضادُها، والناقةُ ضابِعٌ. وضَبَعتِ الناقةُ تَضْبَعُ ضَبْعاً وضُبُوعاً وضَبَعاناً وضَبَّعَتْ تَضْبيعاً: مدّتْ ضَبْعَيها في سيرها واهتزت. وضَبَعَتْ أَيضاً: أَسْرَعَتْ. وفرس ضابِعٌ: شديدُ الجَرْيِ، وجمعه ضَوابِعُ. وضَبَعَتِ الخيلُ كََضَبَحَتْ. وضَبَعْتُ الرجلَ: مَدَدْتُ إِليه ضَبْعِي للضَّرْبِ. وضَبَعَ القومُ للصُّلْحِ ضَبْعاً: مالُوا إِليه وأَرادوه يقال: ضابَعْناهم بالسُّيوفِ أَي مَدَدْنا أَيْدِيَنا إِليهم بالسُّيوفِ ومَدُّوها إِلينا، وهذا القول من نوادر أَبي عمرو؛ قل عمرو بن شاس: نَذُودُ المُلُوكَ عَنْكُمُ وتَذُودُنا، ولا صُلْحَ حَتَّى تَضْبَعُونا ونَضْبَعا نَذُودُ المُلُوكَ عَنْكُمُ وتَذُودُنا إِلى المَوْتِ، حتى تَضْبَعُوا ثُمَّ نَضْبَعا أَي تمدّون أَضباعكم إِلينا بالسيوف ونَمُدّ أَضْباعنا إِليكم. وقال أَبو عمرو: أَي تَضْبَعُون للصلح والمُصافَحة. وضَبَعُوا لنا من الشيء ومن الطريق وغيره يَضْبَعُونَ ضَبْعاً: أَسْهَموا لنا فيه وجعلوا لنا قسماً كما تقول ذَرَعُوا لنا طريقاً. والضَّبْعُ: الجَوْرُ. وفلان يَضْبَعُ أَي يجور. والضَّبَعُ، بالتحريك، والضَّبَعةُ: شِدّة شَهْوة الفحلِ الناقةَ. وضَبِعَتِ الناقةُ، بالكسر، تَضْبَعُ ضَبْعاً وضَبَعةً وضَبَعَتْ وأَضْبَعَتْ، بالأَلف، واسْتَضْبَعَتْ وهي مُضْبِعةٌ: اشْتَهَتِ الفَحْلَ، والجمع ضِباعَى وضَباعى، وقد اسْتُعْمِلَت الضَّبَعةُ في النِّساءِ، قال ابن الأَعرابي: قيل لأَعرابي أَبامْرأَتِك حَمْلٌ ؟قال: ما يُدْرِيني والله ما لَها ذَنَب فَتَشُول به، ولا آتيها إِلاَّ على ضَبَعَةٍ. والضَّبُعُ والضَّبْعُ: ضَرْبٌ من السِّباعِ، إُنثى، والجمع أَضْبُعٌ وضِباعٌ وضُبُعٌ وضُبْعٌ وضَبُعاتٌ ومَضْبَعةٌ؛ قال جرير: مِثْل الوِجَار أَوَتْ إِلَيْهِ الأَضْبُعُ والضِّبْعانةُ: الضَّبُع، والذكر ضِبْعانٌ. وفي قصة إِبراهيم، عليه السلام، وشفاعته في أَبيه: فَيَمْسَخُه الله ضِبْعاناً أَمْدَر؛ الضِّبْعانُ: ذكر الضِّباع، لا يكون بالنون والأَلف إِلا للمذكر؛ قال ابن بري: وأَما ضِبْعانةٌ فليس بمعروف، والجمع ضِبْعاناتٌ وضَباعِينُ وضِباعٌ، وهذا الجمع للذكر والأُنثى مثل سَبُعٍ وسِباعٍ؛ وقال: وبُهْلُولٌ وشِيعَتُه تَرَكْنا لِضِبْعاناتِ مَعْقُلةٍ مَنابا جمع بالتاء كما يقال فلان من رِجالاتِ العَرَب، وقالوا: جِمالاتٌ صُفْرٌ. ويقال للذكر والأُنثى ضَبْعَانث، يُغلِّبون التأْنيث لخفته هنا، ولا تَقُلْ ضَبُعةً؛ وقوله: يا ضَبُعاً أَكَلَتْ آيارَ أَحْمِرةٍ فَفي البُطُونِ، وقَدْ راحَتْ، قَراقِيرُ هَلْ غَيْرُ هَمْزٍ ولَمْزٍ للصَّدِيقِ، ولا يُنْكِي عَدُوَّكُمُ مِنْكُمْ أَظافِيرُ؟ حمله على الجنس فأَفْرَدَه، ويروى: يا أَضْبُعاً، ورواه أَبو زيد: يا ضُبُعاً أَكَلَتْ؛ الفارسي: كأَنه جمع ضَبْعاً على ضِباعٍ ثم جمع ضِباعاً على ضُبُعٍ، قال الأَزهري: الضَّبُعُ الأُنثى من الضِّباع، ويقال للذكر. وجارُّ الضَّبُعِ: المطَرُ الشديد لأَن سَيْلَه يُخْرِج الضِّباعَ من وُجُرِها. وقولهم: ما يخفى ذلك على الضَّبُع، يذهبون إِلى اسْتِحْماقِها. والضَّبُعُ: السَّنةُ الشديدة المُهْلِكة المُجْدبة، مؤنث؛ قال عباس بن مرداس:أَبا خُراشةَ أَمَّا أَنْتَ ذا نَفَرٍ، فإِنَّ قَوْمِي لَمْ تَأْكُلْهُمُ الضَّبُعُ قال الأَزهري: الكلام الفصيح في إِمّا وأَما أَنه بكسر الأَلف من إِمّا إِذا كان ما بعده فعلاً، كقولك إِما أَن تمشي وإِما أَن تركب، وإِن كان ما بعده اسماً فإِنك تفتح الأَلف من أَما، كقولك أَما زيد فَحَصيفٌ وأَما عمرو فأَحْمَقُ، ورواه سيبويه بفتح الهمزة، ومعناه أَن قَوْمِي ليسوا بِأَذلاَّءَ فتأْكلهم الضَّبُع ويَعْدُو عليهم السبُع، وقد روي هذا البيت لمالك ابن ربيعة العامري، ورُوِيَ أَبا خُباشةَ، يقوله لأَبي خُباشة عامر بن كعب بن عبد الله بن أَبي بكر ابن كلاب. قال ثعلب: جاء أَعرابي إِلى رسول الله، ﷺ، فقال: يا رسول الله أَكلتنا الضبع، فدعا لهم؛ قال ابن الأَثير: هو في الأَصل الحيوان المعروف والعرب تكني به عن سَنة الجَدْب؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: خَشِيتُ أَن تأْكلهم الضَّبُعُ. والضبع: الشرّ؛ قال ابن الأَعرابي: قالت العُقَيْلِيّة كان الرجل إِذا خفنا شره فتحوّل عنا أَوْقَدْنا ناراً خلفه، قال: فقيل لها ولم ذلك ؟قالت: لتَتَحَوَّلَ ضَبُعُه معه أَي ليذهب شره معه. وضَبُعٌ: اسم رجل وهو والد الربيع بن ضبع الفَزاريّ. وضَبُعٌ: اسم مكان؛ أَنشد أَبو حنيفة: حَوَّزَها مِنْ عَقبٍ إِلى ضَبُعْ، في ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ وضُباعة: اسم امرأَة؛ قال القطامي: قِفي قَبْلَ التَّفَرُّق يا ضُباعا، ولا يَكُ مَوْقِفٌ مِنْكِ الوَداعا وضُبَيْعةُ: قبيلة وهو أَبو حيّ من بكر، وهو ضُبَيْعةُ بن قيس بن ثعلبة بن عُكابةَ بن صَعْب بن بكر بن وائل، وهم رهط الأَعشى ميمون بن قيس؛ قال الأَزهري: وضُبَيْعةُ قبيلة في ربيعة. والضَّبْعانِ: موضع؛ وقوله أَنشده ثعلب: كساقِطةٍ إِحْدَى يَدَيْهِ، فَجانِبٌ يُعاشُ به مِنْه، وآخَرُ أَضْبَعُ إِنما أَراد أَعْضَب فقلب، وبهذا فسره. والضُّبْعُ: فِناءُ الإِنسان. وكُنّا في ضُبْعِ فلان، بالضم، أَي في كَنَفِه وناحيته وفِنائهِ. وضِبْعانٌ أَمْدَرُ أَي منتفخ الجنبين عظيم البطن، ويقال: هو الذي تَتَرَّبَ جنباه كأَنه من المدَارِ والتراب. ابن الأَعرابي: الضَّبْعُ من الأَرض أَكَمَةٌ سَوداءُ مستطيلة قليلاً. وفي نوادر الأَعراب: حِمارٌ مَضْبُوعٌ ومَخْنُوقٌ ومَذْؤُوبٌ أَي بها خناقة (* قوله« أي بها خناقة» كذا بالأصل بلا ضبط وبضمير المؤنث. وفي القاموس في ماة خنق: وكغراب داء يمتنع معه نفوذ النفس إلى الرئة والقلب، ثم قال: والخناقية داء في حلوق الطير والفرس، وضبطت الخناقية فيه ضبط القلم بضم الخاء وكسر القاف وتشد الياء مخففة النون.) وذِئْبةٌ، وهما داءَانِ، ومعنى المَضْبوعِ دعاءٌ عليه أَن تأْكلَه الضَّبُع؛ قال ابن بري: وأَما قوله الشاعر وهو مما يُسْأَلُ عنه: تَفَرَّقَتْ غَنَمِي يَوْماً فَقُلْتُ لَها: يا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيْها الذِّئْبَ والضَّبُعا فقيل: في معناه وجهان: أَحدهما أَنه دعا عليها بأَن يقتل الذئب أَحياءها وتأْكل الضبع موتاها، وقيل: بل دعا لها بالسلامة لأَنهما إِذا وقعا في الغنم اشتغل كل واحد منهما بصاحبه فتسلم الغنم؛ وعلى هذا قولهم: اللهم ضَبْعاً وذِئْباً، فدعا بأَن يكونا مجتمعين لتسلم الغنم، ووجه الدعاء لها بعيد عندي لأَنها أَغضبته وأَحْرَجَتْه بتفرقها وأَتعبته فدعا عليها. وفي قوله أَيضاً: سلط عليها، إِشعار بالدعاء عليها لأَن من طلب السلامة بشيء لا يدعو بالتسليط عليه، وليس هذا من جنس قوله اللهم ضَبُعاً وذئباً، فإِن ذلك يؤذن بالسلامة لاشتغال أَحدهما بالآخر، وأَما هذا فإِن الضَّبُع والذئب مُسَلَّطانِ على الغنم، والله اعلم. @ضتع: الضَّتْع: دُوَيْبّةٌ. والضَّوْتَعُ: دويبة أَو طائر، وقيل: الضَّوْتَعُ الأَحمق، وقيل: هو الضَّوْكَعةُ، قال: وهذا أَقرب للصواب. @ضجع: أَصل بناء الفعل من الاضْطِجاعِ، ضَجَعَ يَضْجَعُ ضَجْعاً وضُجُوعاً، فهو ضاجِعٌ، وقلما يُسْتَعْمَلُ، والافتعال منه اضْطَجَع يَضْطجِعُ اضْطِجاعاً، فهو مُضْطَجِعٌ؛ قال ابن المظفر: كانت هذه الطاء تاء في الأَصل ولكنه قبح عندهم أَن يقولوا اضتجع فأَبدلوا التاء طاء، وله نظائر هي مذكورة في مواضعها. واضْطَجَع: نام وقيل: اسْتَلْقَى ووضع جنبه بالأَرض. وأَضْجَعْتُ فلاناً إِذا وضعت جنبه بالأَرض، وضَجَعَ وهو يَضْجَعُ نَفْسُه؛ فأَما قول الراجز: لَمَّا رَأَى أَنْ لا دَعَهْ ولا شِبَعْ، مالَ إِلى أَرْطاةِ حِقْفٍ فالْطَجَعْ فإِنه أَراد قاضْطَجَعَ فأَبْدَلَ الضاد لاماً، وهو شاذ، وقد روي: فاضْطَجَع، ويروى: فاطَّجَعَ، على إِبدال الضاد طاء ثم إِدْغامِها في الطاء، ويروى أَيضاً: فاضّجع، بتشديد الضاد، أَدغم الضاد في التاء فجعلهما ضاداً شديدة على لغة من قال مُصَّبِر في مُصْطَبِر، وقيل: لا يقال اطّجَعَ لأَنهم لا يدغمون الضاد في الطاء، وقال المازني: إِن بعض العرب يكره الجمع بين حرفين مطبقين فيقول الْطجع ويبدل مكان الضاد أَقرب الحروف إِليها وهو اللام، وهو نادر؛ قال الأَزهري: وربَّما أَبدلوا اللامَ ضاداً كما أَبدلوا الضادَ لاماً، قال بعضهم: الْطِرادٌ واضْطِرادٌ لِطِرادِ الخيل. وفي الحديث عن مجاهد أَنه قال: إِذا كان عند اضْطِراد الخيلِ وعند سَلِّ السيوفِ أَجْزَأَ الرجلَ أَن تكون صلاتُه تكبيراً؛ فسره ابن إِسحق الْطِراد، بإِظهار اللام، وهو افْتِعالٌ من طِرادِ الخيل وهو عَدْوُها وتتابعها، فقلبت تاء الافتعال طاء ثم قلبت الطاء الأَصلية ضاداً، وهذا الحرف ذكره ابن الأَثير في حرف الضاد مع الطاء، واعتذر عنه بأَن موضعه حرف الطاء وإِنما ذكره هنا لأَجل لفظه. وإِنه لحَسنُ الضِّجْعةِ مثل الجِلْسةِ والرِّكْبة. ورجل ضُجَعةٌ مثال هُمَزةٍ: يُكثر الاضْطِجاعَ كَسْلانُ. وقد أَضْجَعَه وضاجَعَه مُضاجَعَة: اضْطَجَعَ معه، وخصّص الأَزهري هنا فقال: ضاجَعَ الرجلُ جاريته إِذا نام معها في شِعار واحد، وهو ضَجِيعُها وهي ضَجِيعَتُه. والضَّجِيعُ: المُضاجِعُ، والأُنثى مُضاجِع وضَجِيعة؛ قال قيس بن ذَزيح: لَعَمْرِي، لَمَنْ أَمْسَى وأَنْتِ ضَجِيعُه من الناسِ، ما اخْتِيرَتْ عليه المَضاجِعُ وأَنشد ثعلب: كُلُّ النِّساءِ على الفراش ضَجِيعةٌ، فانْظُرْ لنفسك بالنّهار ضَجِيعا وضاجَعَه الهَمُّ على المثل: يَعْنون بذلك مُلازمَته إِياه؛ قال: فلم أَرَ مِثْلَ الهَمِّ ضاجَعَه الفَتى، ولا كَسَوادِ اللَّيْلِ أَخْفَقَ صَاحِبُهْ ويروى: مِثْلَ الفقر أَي مثل هَمّ الفقر. والضِّجْعَةُ: هيئةُ الاضْطِجاعِ. والمَضاجِعُ: جمع المَضْجَعِ؛ قال الله عز وجل: تَتَجافى جُنُوبهم عن المَضاجِعِ؛ أَي تَتَجافى عن مضاجِعِها التي اضْطَجَعَتْ فيها. والاضْطِجاعُ في السجود: أَن يَتَضامَّ ويُلْصِق صدره بالأَرض، وإِذا قالوا صَلَّى مُضْطَجعاً فمعناه أَن يَضْطَجع على شِقِّه الأَيمن مستقبلاً للقبيلة؛ وقول الأَعشى يخاطب ابنته: فَإِنَّ لِجَنْبِ المَرْءِ مُضْطَجَعا أَي مَوْضِعاً يَضْطَجِعُ عليه إِذا قُبِرَ مُضْجَعاً على يمينه. وفي الحديث: كانت ضِجْعةُ رسولِ الله، ﷺ، أَدَماً حَشْوُها ليفٌ؛ الضِّجْعةُ، بالكسر: مِنَ الاضْطِجاعِ وهو النوم كالجِلْسةِ من الجلوس، وبفتحها المرّة الواحدة، والمراد ما كان يَضْطَجِعُ عليه، فيكون في الكلام مضاف محذوف تقديره كانت ذاتُ ضِجْعته أَو ذاتُ اضْطِجاعِه فِراشَ أَدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ. وفي حديث عمر: جَمَعَ كُومةً من رَمْل وانْضَجَع عليها؛ هو مُطاوِعُ أَضْجَعه فانْضَجَعَ نحو أَزْعَجْتُه فانْزَعَجَ وأَطْلَقْتُه فانْطَلَقَ. والضَّجْعَةُ: الخَفْضُ والدَّعةُ؛ قال الأَسدي:وقارَعْتُ البُعُوثَ وقارَعُوني، فَفاز بِضَجْعةٍ في الحَيِّ سَهْمِي وكل شيء تَخْفِضُه، فقد أَضْجَعْتَه. والتَّضْجِيعُ في الأَمر: التَّقْصِيرُ فيه. وضَجَعَ في أَمره واضَّجَعَ وأَضْجَعَ: وَهَنَ. والضَّجُوعُ: الضَّعِيفُ الرأْي ورجل ضُجَعةٌ وضاجِعٌ وضِجْعِيٌّ وضُجْعِيٌّ وقِعْدِيٌّ وقُعْدِيٌّ: عاجز مقيم، وقيل: الضُّجْعةُ والضُّجْعِيّ الذي يلزم البيت ولا يكاد يَبْرَحُ منزله ولا يَنْهَضُ لِمَكْرُمةٍ. وسحابةٌ ضَجُوعٌ: بَطِيئة من كثرة مائها. وتَضَجَّعَ السَّحابُ: أَرَبَّ بالمكان. ومَضاجِعُ الغَيْث: مَساقِطُه. ويقال: تَضاجَعَ فلان عن أَمر كذا وكذا إِذا تَغافَلَ عنه، وتَضَجَّعَ في الأَمر إِذا تَقَعَّدَ ولم يَقُمْ به. والضَّاجِعُ: الأَحْمقُ لعجزه ولُزُومِه مكانَه، وهو من الدوابِّ الذي لا خير فيه. وإِبل ضاجِعةٌ وضَواجِعُ: لازمة للحَمْضِ مُقِيمة فيه؛ قال: أَلاكَ قَبائِلٌ كَبَناتِ نَعْشٍ، ضَواجِعَ لا يَغُرْنَ مَعَ النُّجومِ قال ابن برِّيّ: ويقال لمن رَضِيَ بِفَقْره وصار إِلى بيته الضَّاجِعُ والضِّجْعِيّ لأَن الضَّجْعةَ خَفْضُ العيش؛ وإِلى هذا المعنى أَشار القائل بقوله: أَلاكَ قَبائلُ كَبَناتِ نَعْشٍ، ضَواجِعَ لا يَغُرْنَ مع النُّجُومِ أَي مقيمة لأَنَّ بنات نَعْشٍ ثوابِتُ فهنّ لا يَزُلْنَ ولا ينتقلن. وضَجَعَت الشمسُ وضَجَّعَتْ وخَفَقَتْ وضَرَّعَتْ: مالت للمَغِيب، وكذلك ضَجَعَ النجم فهو ضاجِعٌ، ونُجُومٌ ضَواجِعٌ؛ قال: على حِينَ ضَمَّ الليْلُ منْ كُلِّ جانِبٍ جَناحَيْهِ، وانْصَبَّ لنُّجُومُ الضَّواجِعُ ويقال: أَراك ضاجعاً إِلى فلان أَي مائلاً إِايه. ويقال: ضِجْعُ فلان إِلى فلان كقولك صِغْوُه إِليه. ورجلٌ أَضْجَعُ الثنايا: مائِلُها، والجمع الضُّجْع. والضَّجُوعُ من الإِبل: التي تَرْعى ناحية. والضَّجْعاءُ والضَّاجِعةُ: الغنم الكثيرة. وغنم ضاجِعةٌ: كثيرة. ودَلْوٌ ضاجِعةٌ: مُمْتَلِئةٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: ضاجِعةً تَعْدِلُ مِيْلَ الدَّفِّ وقيل: هي الملأَى التي تَمِيلُ في ارْتِفاعِها من البئْرِ لثقلها؛ وأَنشد لبعض الرُّجَّاز: إِنْ لمْ تَجئْ كالأَجْدَلِ المُسِفِّ ضاجِعةً تَعْدِلُ مَيِلَ الدَّفِّ، إِذاً فَلا آبَتْ إِليَّ كَفِّي، أَوْ يُقْطَع العِرْقُ مِنَ الأَلَفِّ الأَلَفُّ: عِرْقٌ في العَضُد. وأَضْجَعَ فلانُ جُوالقه إِذا كان ممتلئاً فَفَرَّغَه؛ ومنه قول الراجز: تُعْجِل إِضْجاعَ الجَشِير القاعِدِ والجَشِيرُ: الجُوالِقُ. والقاعِدُ: المُمْتَلئُ. والضَّجْعُ: صَمْغُ نبت تُغْسَلُ به الثيابُ. والضَّجْع أَيضاً: مثل الضَّغابِيسِ، وهو في خِلْقة الهِلْيَوْنِ، وهو مُرَبّع القُضْبان وفيه حُموضةٌ ومَزازةٌ، يؤخذ فَيُشْدخُ ويعصر ماؤه في اللبن الذي قد رابَ فيَطِيبُ ويُحْدِث فيه لذْعَ اللسانِ قليلاً ومَرارةً، ويجعل ورقة في اللبن الحازِر كما يفعل بورق الخَرْدَل وهو جَيِّدٌ؛ كل ذلك عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد: ولا تأْكلُ الخرشانَ خَوْدٌ كَرِيمةٌ، ولا الضَّجْعَ إِلاَّ مَن أَضَرَّ به الهَزْلُ (* قوله« الخرشان» كذا بالأصل، ولعله الحرشاء بوزن حمراء، ففي القاموس: والحرشاء نبت أو خردل البر.) والإِضْجاعُ في القَوافي: الإِقْواءُ؛ قال رؤبة يصف الشِّعْر: والأَعْوَج الضاجِع من إِقْوائها ويروى: من إِكْفائِها، وخَصَّصَ به الأَزهريّ الإِكْفاء خاصة ولم يذكر الإِقْواء، وقال: وهو أَن يَخْتَلِف إِعرابُ القَوافي، يقال: أَكْفأَ وأَضجَعَ بمعنى واحدٍ. والإِضْجاعُ في باب الحركات: مثلُ الإِمالة والخفض.وبنو ضِجْعانَ: قبيلة. والضَّواجِعُ: موضعٌ، وفي التهذب: الضَّواجِعُ مَصابُّ الأَودية، واحدتها ضاجعةٌ كأَنَّ الضاجعةَ رحبَة ثم تَسْتَقِيمُ بَعْدُ فتصيرُ وادِياً. والضَّجُوعُ: رملةٌ بعينها معروفة. والضَّجُوعُ: موضع؛ قال: أَمِنْ آل لَيْلى بالضَّجُوعِ وأَهلُنا، بِنَعْفِ اللِّوى أَو بالصُّفَيَّةِ، عِيرُ والمَضاجِعُ (* قوله«والمضاجع» قال ياقوت: ويروى أيضا بضم اليم فيكون بزنة اسم الفاعل): اسم موضع؛ وأَما قول عامر بن الطفيل: لا تَسْقِني بيَدَيْكَ، إِنْ لم أَغْتَرِفْ، نِعْمَ الضَّجُوعُ بِغارةٍ أَسْرابِ فهو اسم موضع أَيضاً، وقال الأَصمعي: هو رحبة لبني أَبي بكر بن كلاب. والضَّواجِعُ: الهِضابُ؛ قال النابغة: وعِيدُ أَبي قابُوسَ في غيرِ كُنْهِه أتاني، ودُوني راكِسٌ فالضَّواجِعُ يقال: لا واحد لها. والضُّجُوعُ، بضم الضاد: حيّ في بني عامر. @ضرع: ضَرَعَ إِليه يَضْرَعُ ضَرَعاً وضَراعةً: خضع وذلَّ، فهو ضارِعٌ، من قوم ضَرَعةٍ وضُرُوعٍ. وتضرَّع: تذلَّل وتخشَّع. وقوله عز وجل: فلولا إِذْ جاءهم بأْسُنا تضَرَّعوا، فمعناه تذلَّلوا وخضَعوا. ويقال: ضرَع فلان لفلان وضَرِعَ له إِذا ما تخشَّع له وسأَله أَن يُعْطِيَه؛ قال الأعشى: سائِلْ تَميماً به، أَيّامَ صَفْقَتِهمْ، لَمّا أَتَوْه أَسارى كلُّهُم ضَرَعا أَي ضرَع كلُّ واحدٍ منهم له وخضَع. ويقال: ضرَع له واستَضْرَعَ. والضارِعُ: المتذلِّلُ للغَنِيّ. وتضرَّع إِلى الله أَي ابْتَهَلَ. قال الفواء: جاء فلان يَتَضَرَّعُ ويَتَعَرَّضُ ويَتَأَرَّضُ ويَتصَدَّى ويَتَأَتَّى بمعنًى إِذا جاء يَطْلُبُ إِليك الحاجةَ، وأَضرَعَتْه إِليه الحاجةُ وأَضرَعَه غيره. وفي المثل: الحُمَّى أَضرَعَتْني لَكَ. وخَدٌّ ضارِعٌ وجَنْبٌ ضارعٌ: مُتَخَشِّعٌ على المثل. والتضرُّعُ: التَّلَوِّي والاستغاثةُ. وأَضرَعْتُ له مالي أَي بَذَلْتُه له؛ قال الأَسود: وإِذا أَخِلاَّئي تَنَكَّبَ ودُّهُمْ، فأَبُو الكُدادةِ مالُه لي مُضْرَعُ أَي مبذولٌ. والضَّرَعُ، بالتحريك، والضارِعُ: الصغير من كل شيء، وقيل: الصغير السنّ الضعيف الضاوي النحيفُ. وإِنَّ فلاناً لضارِعُ الجسمِ أَي نحيف ضعيف. وفي الحديث: أَن النبي، ﷺ، رأَى ولَدَيْ جَعْفَرٍ الطَّيَّار فقال: ما لي أَراهُما ضارِعَيْن؟ فقالوا: إِنَّ العَيْنَ تُسْرِعُ إِليهما: الضَّارِعُ النَّحِيفُ الضَّاوي الجسم. يقال: ضَرِعَ يَضْرَعُ، فهو ضارِعٌ وضَرَعٌ، بالتحريك. ومنه حديث قيس بن عاصم: إِني لأُفْقِرُ البَكْرَ الضَّرَعَ والنَّابَ المُدْبِرَ أَي أُعِيرُهُما للرّكوب، يعني الجمل الضعيف والناقة الهَرِمةَ التي هَرِمَتْ فأَدْبَرَ خيرُها؛ ومنه حديث المِقْداد: وإِذا فيهما فرس آدَمُ ومُهْرٌ ضَرَعٌ، وحديث عمرو بن العاصِ: لَسْتُ بالضَّرَعِ، ويقال: هو الغُمْرُ الضَّعِيفُ من الرجال؛ وقال الشاعر: أَناةً وحِلْماً وانْتِظاراً بِهِمْ غَداً، فَما أَنا بالواني ولا الضَّرَعِ الغُمْرِ ويقال: جَسَدُك ضارِعٌ وجَنْبُكَ ضارِعٌ؛ وأَنشد: مِنَ الحُسْنِ إِنْعاماً وجَنْبُكَ ضارِعُ ويقال: قوم ضَرَعٌ ورجل ضَرَعٌ؛ وأَنشد: وأَنْتُمُ لا أُشاباتٌ ولا ضَرَعُ وقد ضَرُعَ ضَراعةً، وأَضْرَعَه الحُبُّ وغيره؛ قال صخر: ولَما بَقِيتُ لَيَبْقَيَنَّ جَوًى، بَيْنَ الجَوانِحِ، مُضْرِعٌ جِسْمِي ورجل ضارعٌ بيِّنُ الضُّرُوعِ والضَّراعةِ: ناحِل ضعيفٌ. والضَّرَعُ: الجمل الضَّعِيفُ. والضَّرَعُ: الجَبانُ. والضَّرَعُ: المُتهالِكُ مِنَ الحاجةِ للغنى؛ وقول أَبي زبيد: مُسْتَضْرِعٌ ما دَنا مِنْهُنَّ مُكْتَنِتٌ من الضَّرَعِ وهو الخاضِعُ، والضَّارِعُ مثله. وقوله عزَّ وجل: تدعونه تضرُّعاً وخفية؛ المعنى تدعونه مظهرين الضراعة وهي شدة القر والحاجة إِلى الله عز وجل، وانتصابهما على الحال، وإِن كانا مصدرين. وفي حديث الاستسقاء: خرج مُتَبَدِّلاً مُتَضَرِّعاً؛ التضَرُّعُ الذلُّلُ والمبالغة في السؤَال والرغْبة. يقال: ضَرِعَ يَضْرَعُ، بالكسر والفتح، وتَضَرَّعَ إِذا خَضَعَ وذلَّ. وفي حديث عمر: فقد ضَرَعَ الكبيرُ ورقَّ الصغير؛ ومنه حديث علي: أَضْرَعَ اللهُ خُدُودَكم أَي أَذلَّها. ويقال: لفلان فَرَسٌ قدْ ضَرِعَ به أَي غَلَبَه، وقد ورد في حديث سلمان: قد ضَرِع به. وضَرَعَتِ الشمسُ وضَرَّعَتْ: غابَتْ أَو دَنَتْ من المَغِيبِ، وتَضْريعُها: دُنُوُّها للمغيب. وضَرَّعَتِ القِدْرُ تَضْرِيعاً: حان أَنْ تُدْرِكَ. والضَّرْعُ لكل ذات ظِلْف أَو خُفّ، وضَرْعُ الشاةِ والناقةِ: مَدَرُّ لبنها، والجمع ضُرُوعٌ. وأَضْرَعَتِ الشاةُ والناقة وهي مُضْرِعٌ: نَبَتَ ضَرْعُها أَو عَظُم. والضَّرِيعةُ والضَّرْعاءُ جميعاً: العظيمة الضَّرْعِ من الشاءِ والإِبل. وشاة ضَرِيعٌ: حَسَنة الضَّرْعِ. وأَضْرَعَتِ الشاةُ أَي نزل لبنها قبيل لنِّتاجِ. وأَضْرَعَتِ الناقةُ، وهي مُضْرِعٌ: نزل لبنها من ضَرْعها قُرْب النتاج، وقيل: هو إِذا قرب نتاجها. وما له زرع ولا ضَرْعٌ: يعني بالضرع الشاة والناقة؛ وقول لبيد: وخَصْمٍ كبادِي الجِنِّ أَسْقَطْتُ شَأْوَهُم بِمُسْتَحْوِذٍ ذِي مِرَّة وضُرُوعِ فسره ابن الأَعرابي فقال: معناه واسع له مَخارِجُ كمخارج اللبن، ورواه أَبو عبيد: وصُرُوع، بالصاد المهملة، وهي الضُّروبُ من الشيء، يغني ذي أَفانِينَ. قال أَبو زيد: الضَّرْعُ جِماع وفيه الأَطْباءُ، وهي الأَخْلافُ، واحدها طُبْيٌ وخِلْفٌ، وفي الأَطْباءِ الأَحالِيلُ وهي خُروقُ اللبن. والضُّروعُ: عِنَبٌ أَبيض كبير الحب قليل الماء عظيم العناقيد. والمُصارِعُ: المُشْبِهُ. والمُضارَعةُ: المشابهة. والمُضارعة للشيء: أَن يُضارِعه كأَنه مثله أَو شبْهه. وفي حديث عدِيّ، رضي الله عنه: قال له لا يَخْتَلِجَنَّ في صدرك شيء ضارَعْتَ فيه النصرانية؛ المُضارَعةُ: المُشابَهةُ والمُقارَبةُ، وذلك أَنه سأَله عن طعام النصارى فكأَنه أَراد لا يتحرَّكنَّ في قلبك شكّ أَنَّ ما شابَهْتَ فيه النصارى حرام أَو خبيث أَو مكروه، وذكره الهروي لا يَتَحَلَّجنَّ، ثم قال يعني أَنه نظيف، قال ابن الأَثير: وسياقُ الحديث لا يناسب هذا التفسير؛ ومنه حديث معمر بن عبد الله: إِني أَخافُ أَن تُضارِعَ، أَي أَخاف أَن يُشْبِه فعلُك الرِّياء. وفي حديث معاوية: لستُ بنُكَحةٍ طُلَقةٍ ولا بسُبَبةٍ ضُرَعةٍ، أَي لست بشَتَّام للرجال المُشابِه لهم والمُساوِي. ويقال: هذا ضِرْعُ هذا وصِرْعُه، بالضاد والصاد، أَي مِثْله. قال الأَزهري: والنحويون يقولون للفعل المستَقْبَلِ مُضارِعٌ لمشاكلته الأَسماء فيما يلحقه من الإِعراب. والمُضارِعُ من الأَفعال: ما أَشبه الأَسماء وهو الفعل الآتي والحاضر؛ والمُضارِعُ في العَرُوضِ: مفاعيل فاع لاتن مفاعيل فاع لاتن كقوله: دَعاني إِلى سُعاد دَواعِي هَوَى سُعاد سمِّي بذلك لأَنه ضارَعَ المُجْتَثَّ. والضُّروعُ والصُّروعُ: قُوَى الحبْل، واحدها ضِرْعٌ وصِرْعٌ. والضَّرِيعُ: نبات أَخضَر مُنْتِنٌ خفيف يَرْمي به البحرُ وله جوْفٌ، وقيل: هو يَبِيسُ العَرْفَجِ والخُلَّةِ، وقيل: ما دام رطباً فهو ضرِيعٌ، فإِذا يَبِسَ فهو ضرِيعٌ، فإِذا يَبِسَ فهو الشَّبْرِقُ، وهو مَرْعَى سَوءٍ لا تَعْقِدُ عليه السائمةُ شَحْماً ولا لحماً، وإِن لم تفارقه إِلى غيره ساءَت حالها. وفي التنزيل: ليس لهم طعام إِلاَّ من ضريع لا يُسْمِنُ ولا يُغني من جوع؛ قال الفراء: الضرِيعُ نبت يقال له الشَّبْرِقُ، وأَهل الحجاز يسمونه الضريع إِذا يبس، وقال ابن الأَعرابي: الضريع العوْسَجُ الرطْب، فإِذا جَفَّ فهو عَوْسَجٌ، فإِذا زاد جُفوفاً فهو الخَزِيزُ، وجاءَ في التفسير: أَن الكفار قالوا إِنَّ الضريعَ لتَسْمَنُ عليه إِبلنا، فقال الله عز وجل: لا يُسْمِنُ ولا يُغْني من جوع. وجاء في حديث أَهل النار: فيُغاثون بطعام من ضريع؛ قال ابن الأَثير: هو نبت بالحجاز له شوْكٌ كبار يقال له الشبرق؛ وقال قَيْسُ بن عَيْزارةَ الهذليّ يذكر إِبلاً وسُوءَ مَرْعاها: وحُبِسْنَ في هَزْمِ الضَّرِيعِ، فكُلُّها حَدْباءُ دامِيةُ اليَدَيْنِ، حَرُودُ هَزْمُ الضرِيعِ: ما تَكَسَّر منه، والحَرُودُ: التي لا تكاد تَدِرُّ؛ وصف الإِبل بشدَّة الهُزال؛ وقيل: الضرِيعُ طعام أَهل النار، وهذا لا يعرفه العرب. والضَّرِيعُ: القِشْرُ الذي على العظم تحت اللحم، وقيل: هو جلد على الضِّلَعِ. وتَضْرُوعُ: بلدة؛ قال عامر ابن الطفيل وقد عُقِرَ فرسُه: ونِعْمَ أَخُو الضُّعْلُوكِ أَمسِ تَرَكْتُه بِتَضْرُوعَ، يَمْرِي باليَدَيْنِ ويَعْسِفُ قال ابن برِّي: أَخو الصُّعْلوك يعني به فرسه، ويَمْرِي بيديه: يحرّكهما كالعابث، ويَعْسِف: ترجُف حَنْجَرتُه من النَّفَسِ، وهذا المكان وهذا البيت أَورده الجوهري بتَضْرُع بغير واو؛ قال ابن بري: ورواه ابن دريد بتَضْرُوعَ مثل تَذْنُوب. وتُضارُعٌ، بضم التاء والراء: موضع أَو جبل بنجد، وفي التهذيب: بالعَقِيق. وفي الحديث: إِذا سال تُضارُعٌ فهو عامُ ربِيعٍ، وفيه: إِذا أَخصبت تُضارُعٌ أَخصبت البلاد؛ قال أَبو ذؤيب: كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَيْنَ تُضارُعٍ وشابةَ بَرْكٌ من جُذامَ لَبِيجُ قال ابن بري: صوابه تُضارِع، بكسر الراء، قال: وكذا هو في بيت أَبي ذؤيب، فأَمّا بضم التاء والراء فهو غلط لأَنه ليس في الكلام تُفاعُل ولا فُعالُلٌ، قال ابن جني: ينبغي أَن يكون تُضارِعٌ فُعالِلاً بمنزلة عُذافِرٍ، ولا نحكم على التاء بالزيادة إِلا بدليل، وأَضرُعٌ: موضع؛ وأَما قول الراعي:فأَبصَرْتُهُمْ حتى تَواراتْ حُمُولُهُم، بأَنْقاءٍ يَحْمُومٍ، ووَرَّكْنَ أَضْرُعا فإِنَّ أَضْرُعاً ههنا جبال أَو قاراتٌ صِغار؛ قال خالد ابن جبلة: هي أُكَيْمات صغار، ولم يذكر لها واحداً. @ضرجع: الضَّرْجَعُ: النَّمِرُ. @ضعع: الضَّعْضَعةُ: الخُضُوعُ والتذلُّلُ. وقد ضَعْضَعه الأَمر فَتَضَعْضَعَ؛ قال أَبو ذؤيب: وتَجَلُّدِي للشامِتِينَ أُرِيهِمُ أنّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لا أَتَضَعْضَعُ وفي الحديث: ما تَضَعْضَعَ امرؤٌ لآخَرَ يريد به عَرَضَ الدنيا إِلاَّ ذهَب ثُلثَا دينِه، يعني خضَع وذَلَّ، وضَعْضَعَه الدهرُ. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه، في إِحدى الروايتين: قد تَضَعْضَعَ بهم الدهرَ فأَصْبَحُوا في ظُلُماتِ القُبُور أَي أَذلّهم. والضَّعْضاعُ: الضعِيفُ من كل شيء. يقال: رجل ضَعْضاعٌ أَي لا رأْيَ له ولا حزم، وكذلك الضَّعْضَعُ وهو مقصور منه. وتَضَعْضَعَ الرجل: ضَعُفَ وخفّ جسمه من مرض أَو حزن. وتَضَعْضَعَ ماله: قلّ. وتضعضع أَي افتقر، وكأَنَّ أَصل هذا من ضَعَّ. وضَعْضَعَه أَي هدَمه حتى الأَرض. وتَضَعْضَعَت أَركانُه أَي اتَّضَعَت. والعرب تسمي الفقير مُتَضَعْضِعاً. قال ابن الأَعرابي: الضَّعُّ راياضةُ البعير والناقةِ وتأْديبهُما إِذا كانا قضيبين؛ وقال ثعلب: هو أَن يقال له ضَعْ ليتأَدّب. @ضفع: ضَفَعَ الرجلُ يَضْفَعُ ضَفْعاً: جَعَسَ وأَحْدَثَ، وقيل: أَبْدَى، وفَضَعَ لغة فيه. ويقال: ضَفَعَ وقَعَ بِبَوْلِه وسَلَحَ. وقال ابن الأَعرابي: نَجْوُ الفيل الضَّفْعُ، وجِلْدُه الحَوْرانُ، وباطِنُ جِلْده الحِرْصِيانُ. قال الأَزهري: والضَّفْعانةُ ثَمرَةُ السَّعْدانة ذاتُ الشوْكِ، وهي مستديرة كأَنها فَلْكةٌ لا تراها إِذا هاج السَّعْدانُ وانْتَثَرَ ثَمَرُها إِلا مستلقية قد كَشَرَتْ عن شَوْكِها وانْتَصَّتْ لِقَدَمِ من يَطَؤُها، ولإِبل تَسْمَنُ على السعدان وتَطِيبُ عليها أَلبانها. @ضفدع: الضِّفْدِعُ: مثال الخِنْصِر، والضَّفْدَع: معروف، لغتان فصيحتان، والأُنثى ضِفْدِعةٌ وضَفْدَعةٌ؛ قال الجوهري: وناس يقولون ضِفْدَعٌ؛ قال الخليل: ليس في الكلام فِعْلَلٌ إِلا أَربعةَ أَحرف: دِرْهَمٌ وهِجْرَعٌ وهِبْلَعٌ وقِلْعَمٌ، وهو اسم. الأَزهري: الضفدع جمعه ضَفادِعُ وربما قالوا ضَفَادِي؛ وأَنشد بعضهم: ولِضَفادِي جَمّه نَقانِقُ أَي لضفادِع فجعل العين ياء كما قالوا أَراني وأَرانِبَ. ويقال: نَقَّتْ ضَفادِعُ بطنِه إِذا جاع كما يقال نَقَّت عَصافِيرُ بَطْنِه. والضِّفْدِعُ، بكسر الدال فقط: عظم يكون في باطن حافر الفَرَس. وضَفْدَعَ الرجلُ: تَقَبَّضَ، وقيل سَلَح، وقيل ضَرطَ؛ قال (* هذا البيت لجرير وفي ديوانه: خُورٌ مكان خوراً) : بِئْسَ الفَوارِسُ، يا نَوارُ، مُجاشِعٌ خُوراً، إِذا أَكَلُوا خَزِيراً ضَفْدَعُوا وقول لبيد: يَمَّمْنَ أَعْداداً بِلُبْنَى أَو أَجَا مُضَفْدِعاتٍ، كُلُّها مُطَحْلِبَهْ يريد مياهاً كثيرة الضَّفادع. @ضكع: رجل ضَوْكَعةٌ: أَحْمَقُ كَثير اللحم مع ثِقَل، وقيل: الضَّوْكَعُ المُسْتَرْخِي القَوائِم في ثِقَل. @ضلع: الضِّلَعُ والضِّلْعُ لغتان: مَحْنِيّة الجنب، مؤنثة، والجمع أَضْلُعٌ وأَضالِعُ وأَضْلاعٌ وضُلوعٌ؛ قال الشاعر: وأَقْبَلَ ماءُ العَيْنِ من كُلِّ زَفْرةٍ، إِذا وَرَدَتْ لم تَسْتَطِعْها الأَضالِعُ وتَضَلَّعَ الرجلُ: امْتَلأَ ما بين أَضْلاعِه شِبَعاً وريّاً؛ قال ابن عَنّابٍ الطائي: دَفَعْتُ إِليه رِسْلَ كَوْماءَ جَلْدةٍ، وأَغْضَيْتُ عنه الطَّرْفَ حتَّى تَضَلَّعا ودابّةٌ مُضْلِعٌ: لا تَقْوَى أَضْلاعُها على الحَمْلِ. وحِمْلٌ مُضْلِعٌ: مُثْقِلٌ للأَضْلاعِ. والإِضْلاعُ: الإِمالةُ. يقال: حِمْلٌ مُضْلِعٌ أَي مُثقِلٌ؛ قال الأَعشى: عِنْدَه البِرُّ والتُّقَى وأَسَى الشَّقْـ قِ وحَمْلٌ لِمُضْلِعِ الأَثقال وداهِيةٌ مُضْلِعةٌ: تُثْقِلُ الأَضْلاع وتَكْسرها. والأَضْلَعُ: الشَّدِيدُ القَوِيُّ الأَضْلاعِ. واضْطَلَعَ بالحِمْل والأَمْرِ: احْتَمَلَتْه أَضلاعُه؛ والضَّلَعُ أَيضاً في قول سُوَيْد: جَعَلَ الرَّحْمنُ، والحَمْدُ له، سَعَةَ الأَخْلاقِ فينا، والضَّلَعْ القُوَّةُ واحتمالُ الثَّقِيلِ؛ قاله الأَصمعي. والضَّلاعةُ: القوَّةُ وشِدَّة الأَضْلاعِ، تقول منه: ضَلُعَ الرجل، بالضم، فهو ضليعٌ. وفرس ضلِيعٌ تامّ الخَلْق مُجْفَرُ الأَضْلاع غَلِيظُ الأَلْواحِ كثير العصب. والضَّلِيع: الطَّوِيلُ الأَضْلاعِ الواسِعُ الجنبين العظيم الصدر. وفي حديث مَقْتَل أَبي جهل: فَتَمَنَّيْتُ أَن أَكون بين أَضْلَعَ منهما أَي بين رجلين أَقوى من الرجلين اللذين كنت بينهما وأَشدّ، وقيل: الضَّلِيعُ الطوِيلُ الأَضْلاعِ الضَّخْم من أَيِّ الحيوان كان حتى من الجنّ. وفي الحديث: أَنَّ عمر، رضي الله عنه، صارَعَ جِنِّيّاً فَصَرَعَه عمرُ ثم قال له: ما لِذِراعَيْكَ كأَنهما ذِراعا كلب؟ يَسْتَضْعِفُه بذلك، فقال له الجِنِّيّ: أَما إِني منهم لَضَلِيعٌ أَي إِني منهم لعَظيم الخَلْقِ. والضَّلِيعُ: العظيم الخلق الشديد. يقال: ضَلِيعٌ بَيِّنُ الضَّلاعةِ، والأَضْلَعُ يوصف به الشديد الغليظ. ورجل ضَلِيعُ الفمِ: واسِعُه عظِيمُ أَسْنانِه على التشبيه بالضِّلْع. وفي صفته، ﷺ: ضَلِيعُ الفَمِ أَي عَظِيمُه، وقيل: واسِعُه؛ حكاه الهرويُّ في الغريبين، والعرب تَحْمَدُ عِظَمَ الفَم وسَعَته وتَذُمُّ صِغَره؛ ومنه قولهم في صفة مَنْطِقِه، ﷺ: أَنه كان يفتتح الكلام ويختتمه بأَشْداقِه، وذلك لِرَحْبِ شِدْقَيْهِ. قال الأَصمعي: قلت لأَعرابي: ما الجَمالُ؟ فقال: غُؤُورُ العينين وإِشرافُ الحاجِبَينِ ورَحْبُ الشِّدْقينِ. وقال شمر في قوله ضَلِيعُ الفم: أَراد عِظَمَ الأَسنان وتَراصُفَها. ويقال: رجل ضَليع الثنايا غليظها. ورجل أَضْلَعُ: سِنُّه شبيهة بالضَّلع، وكذلك امرأَة ضَلْعاءُ، وقوم ضُلْعٌ. وضُلُوعُ كلِّ إِنسان: أَربع وعشرون ضِلعاً، وللصدر منها اثنتا عشرة ضلعاً تلتقي أَطرافها في الصدر وتتصل أَطراف بعضها ببعض، وتسمى الجَوانِحَ، وخَلْفها من الظهر الكَتِفانِ، والكَتفانِ بجِذاء الصدر، واثنتا عشرة ضلعاً أَْفَلَ منها في الجنبين، البطن بينهما لا تلتقي أَطْرافُها، على طَرَف كل ضِلْع منها شُرْسُوف، وبين الصدر والجنبين غُضْرُوفٌ يقال له الرَّهابةُ، ويقال له لِسانُ الصدر، وكل ضِلْع من أَضْلاعِ الجنبين أَقْصَرُ من التي تليها إِلى أَن تنتهي إِلى آخرتها، وهي التي في أَسفل الجنب يقال لها الضِّلَعُ الخَلْفُ. وفي حديث غَسْلِ دَمِ الحَيْضِ: حُتِّيه بضِلَع، بكسر الضاد وفتح اللام، أَي بعود، والأَصل فيه الضِّلْع ضلع الجَنْبِ، وقيل للعود الذي فيه انْحِناء وعِرَضٌ: ضِلَع تشبيهاً بالضِّلْع الذي هو واحد الأَضْلاعِ، وهذه ضلع وثلاث أَضْلُع، قال ابن بري: شاهد الضِّلَعِ، بالفتح، قول حاجب بن ذُبْيان: بَني الضِّلَعِ العَوْجاءِ، أَنْتَ تُقِيمُها، أَلا إِنّ تَقْوِيمَ الضُّلُوع انْكِسارُها وشاهد الضِّلْع، بالتسكين، قول ابن مفرِّغ: ورَمَقْتُها فَوَجَدْتُها كالضِّلْعِ، لَيْسَ لَها اسْتِقامهْ ويقال: شَرِبَ فلان حتى تَضَلَّعَ أَي انْتَفَخَتْ أَضْلاعُه من كثرة الشرب، ومثله: شرب حتى أَوَّنَ أَي صار له أَوْنانِ في جنبيه من كثرة الشرب. وفي حديث زمزم: فأَخَذ بِعَراقِيها فشرب حتى تَضَلَّع أَي أَكثر من الشرب حتى تمدَّد جنبه وأَضلاعه. وفي حديث ابن عباس: أَنه كان يَتَضَلَّعُ من زمزم. والضِّلَعُ: خَطٌّ يُخَطُّ في الأَرض ثم يُخَطُّ آخر ثم يبذر ما بينهما. وثياب مُضَلَّعةٌ: مُخَطَّطة على شكل الضِّلع؛ قال اللحياني: هو المُوَشَّى، وقيل: المُضَلَّعُ من الثياب المُسَيَّر، وقيل: هو المُخْتَلِفُ النَّسْجِ الرقيق، وقال ابن شميل: المضلَّع الثوب الذي قد نُسِجَ بعضه وترك بعضه، وقيل: بُرد مُضَلَّع إِذا كانت خطوطه عَريضة كالأَضْلاع. وتَضْلِيعُ الثوب: جعلُ وشْيِه على هيئة الأَضلاع. وفي الحديث: أَنه أُهْدِيَ له، ﷺ، ثَوْبٌ سِيَراءُ مُضَلَّعةٌ بقَزٍّ؛ المضلع الذي فيه سيُور وخُطوط من الإِبْرَيْسَمِ أَو غيره شِبْهُ الأَضْلاع. وفي حديث علي: وقيل له ما القَسِّيّةُ؟ قال: ثياب مُضَلَّةٌ فيها حرير أَي فيها خطوط عريضة كالأَضْلاعْ. ابن الأَعرابي: الضَّوْلَعُ المائِلُ بالهَوَى. والضِّلَعُ من الجبل: شيءٌ مُسْتَدِقٌّ مُنْقادٌ، وقيل: هو الجُبَيْلُ الصغير الذي ليس بالطويل، وقيل: هو الجبيل المنفرد، وقيل: هو جبل ذلِيلٌ مُسْتَدِقٌّ طويل، يقال: انزل بتلك الضِّلع. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما نظر إِلى المشركين يوم بدر قال: كأَني بكم يا أَعداءَ اللهِ مُقَتَّلِين بهذه الضِّلَعِ الحمْراءِ؛ قال الأَصمعي: الضِّلَع جبيل مستطيل في الأَرض ليس بمرتفع في السماء. وفي حديث آخر: إِنَّ ضَلْعَ قُرَيْشٍ عند هذه الضِّلَع الحمْراءِ أَي مَيْلَهم. والضِّلَعُ. الحَرَّةُ الرَّجِيلةُ. والضَّلَعُ: الجَزيرةُ في البحر، والجمع أَضلاع، وقيل: هو جزيرة بعينها. والضَّلْعُ: المَيْلُ. وضَلَعَ عن الشيء، بالفتح، يَضْلَعُ ضَلْعاً، بالتسكين: مالَ وجَنَفَ على المثل. وضَلَعَ عليه ضَلْعاً: حافَ. والضالِعُ: الجائِرُ. والضالِعُ: المائِلُ؛ ومنه قيل: ضَلْعُك مع فلان أَي مَيْلُكَ معه وهَواك. ويقال: هُمْ عليَّ ضِلَعٌ جائرةٌ، وتسكين اللام فيهما جائز. وفي حديث ابن الزبير: فرَأى ضَلْعَ معاويةَ مع مَرْوانَ أَي مَيْلَه. وفي المثل: لا تَنْقُشِ الشوْكَةَ بالشوْكةِ فإِنَّ ضَلْعَها معها أَي مَيْلَها؛ وهو حديث أَيضاً يضرب للرجل يخاصم آخرَ فيقول: أَجْعَلُ بيتي وبيتك فلاناً لرجل يَهْوَى هَواه. ويقال: خاصَمْتُ فلاناً فكان ضَلْعُك عليَّ أَي مَيْلُكَ. أَبو زيد: يقال هم عليَّ أَلْبٌ واحد، وصَدْعٌ واحد، وضَلْعٌ واحد، يعني اجتماعَهم عليه بالعَداوة. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال: اللهم إِني أَعوذ بك من الهَمِّ والحَزَن والعَجْز والكَسَل والبُخْلِ والجُبْنِ وضَلَعِ الدَّيْنِ وغَلَبةِ الرجال؛ قال ابن الأَثير: أَي ثِقَلِ الدَّيْنِ، قال: والضَّلَعُ الاعْوِجاجُ، أَي يُثْقِلُه حتى يميل صاحبُه عن الاستواءِ والاعتدالِ لثقله. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: وارْدُدْ إِلى الله ورسوله ما يُضْلِعُكَ من الخُطوبِ أَي يُثْقِلُك. والضَّلَعُ، بالتحريك: الاعْوِجاجُ خِلْقةً يكون في المشي من المَيْلِ؛ قال محمد بن عبد الله الأَزديّ: وقد يَحْمِلُ السَّيْفَ المُجَرَّبَ رَبُّه على ضَلَعٍ في مَتْنِه، وهْوَ قاطِعُ فإِن لم يكن خلقة فهو الضَّلْعُ، بسكون اللام، تقول منه: ضَلعَ، بالكسر، يَضْلَعُ ضَلَعاً، وهو ضَلِعٌ. ورُمْحٌ ضَلِعٌ: مُعَوَّجٌ لم يُقَوَّمْ؛ وأَنشد ابن شميل: بكلِّ شَعْشاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ، فَلِيقُه أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ يصف إِبلاً تَناوَلُ الماءَ من الحوض بكلِّ عُنُقٍ كجِذْعِ الزُّرْنُوق، والفَلِيقُ: المطمئِنُّ في عنق البعير الذي فيه الحُلْقُوم. وضَلِعَ السيفُ والرمْحُ وغيرهما ضَلَعاً، فهو ضَلِيعٌ: اعْوَجَّ. ولأُقِيمَنَّ ضَلَعَكَ وصَلَعَك أَي عِوَجَك. وقَوْسٌ ضَلِيعٌ ومَضْلُوعة: في عُودها عَطَفٌ وتقيومٌ وقد شاكَلَ سائرُها كَبِدَها؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد للمتنخل الهذلي: واسْلُ عن الحِبِّ بمضْلُوعةٍ، نَوَّقَها الباري ولم يَعْجَلِ وضَلِيعٌ (* قوله «وضليع القوس» كذا بالأصل، ولعله والضليعة.) : القَوْسُ. ويقال: فلان مَضْطَلِعٌ بهذا الأَمر أَي قويٌّ عليه، وهو مُفْتَعِلٌ من الضَّلاعةِ. قال: ولا يقال مُطَّلِعٌ، بالإِدغام. وقال أَبو نصر أَحمد بن حاتم: يقال هو مُضْطلِعٌ بهذا الأَمر ومُطَّلِعٌ له، فالاضْطلاعُ من الضَّلاعةِ وهي القوَّة، والاطِّلاعُ من الفُلُوِّ من قولهم اطَّلَعْتُ الثَّنِيَةَ أَي عَلَوْتُها أَي هو عالٍ لذلك الأَمرِ مالِكٌ له. قال الليث: يقال إنِّي بهذا الأَمر مُضْطَلِعٌ ومُطَّلِعٌ، الضاد تدغم في التاء فتصير طاء مشددة، كما تقول اظنَّنَّي أَي اتّهَمَني، واظَّلَمَ إِذا احتَمَلَ الظُّلْمَ. واضْطَلَعَ الحِمْلَ أَي احْتَمَلَه أَضلاعُه. وقال ابن السكية: يقال هو مُضْطَلِعٌ بحَمْلِه أَي قويٌّ على حَمْلِه، وهو مُفْتَعِلٌ من الضَّلاعة، قال: ولا يقال هو مُطَّلِع بحَمْله؛ وروى أَب الهيثم قول أَبي زبيد: أَخُو المَواطِنِ عَيّافُ الخَنى أُنُفٌ للنَّئباتِ، ولو أُضْلِعْنَ مُطَّلِعٌُ (* قوله «انف» كذا ضبط بالأصل.) أُضْلِعْنَ: أُثْقِلْنَ وأُعْظِمْنَ؛ مُطَّلِعٌ: وهو القويُّ على الأَمرِ المُحْتَمِلُ؛ أَراد مُضْطَلِعٌ فأَدْغَم، هكذا رواه بخطه، قال: ويروى مُضْطَلِعٌ. وفي حديث عليّ، عليه السلام، في صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: كما حُمِّلَ فاضْطَلَع بأَمركَ لطاعتك؛ اضْطَلَعَ افتَعَلَ من الضَّلاعةِ وهي القوةُ. يقال: اضطَلَعَ بحمله أَي قَوِيَ عليه ونَهَضَ به. وفي الحديث: الحِمْلُ المُضْلِعُ والشَّرُّ الذي لا ينقطع إِظهارُ البدع؛ المُضْلِعُ: المُثْقِلُ كأَنه يَتَّكِئُ على الأَضْلاعِ، ولو روي بالظاء من الظَّلَعِ والغَمْزِ لكان وجهاً. @ضلفع: الضَّلْفَع والضَّلْفَعَةُ من النساء: الواسعةُ الهَنِ. وقال ابن بري: الضلفع المرأَة السمينة مثل الللُّباخِيّةِ. قال الأَزهري: قال ابن السكيت في الأَلفاظ إن صح له: الضَّلْفَعُ والضَّلْفَعةُ من النساء الواسعةُ؛ وأَنشد: أَقْبَلْنَ تَقْرِيباً وقامَت ضَلْفَعا، فأَقْبَلَتْهُنَّ هِبَبلً أَبْقَعا، عندَ اسْتِها مِثْلَ اسْتِها وأَوْسَعا وضَلْفَعٌ: موضع؛ أَنشد الأَزهري: بِعَمايَتَينِ إلى جوانِبِ ضَلْفَعِ وأَنشد ابن بري لطفيل: عَرَفْت لسلمى ، بَيْنَ وَقْطٍ فضَلْفَعِ ، مَنازِلَ أَقْوَتْ من مَصِيفٍ ومَرْبَعِ وأَنشد لابن جِذْل الطَّعان: أَتَنْسَى قُشَيراً والشَّريدَ ومالِكاً، وتَذكُرُ مَن أَمْسَى سَلِيماً بَضَلْفَعا؟ الأَزهري: ضَلْفَعَه وصَلْفَعه وصَلْمَعه إِذا حَلَقَه. @ضوع: ضاعَه يَضُوعُه ضَوْعاً وضَوَّعَه، كلاهما: حَرَّكه وراعَه، وقيل: حَرَّكَه وهَيَّجَه؛ قال بشر: سَمعْتُ بِدارةِ القَلْتَينِ صَوْتاً لِحَنْتَمةَ ، الفُؤادُ بهِ مَضُوعُ وأَنشد ابن السكيت لبشر بن أَبي خازم: وصاحَبها غَضِيضُ الطَّرْفِ أَحْوَى، يَضُوعُ فُؤادَها مِنْهُ بُغامُ وتَضَوَّعَتِ الرِّيحُ أَي تَحَرَّكَتْ. ويقال: ضاعَني أَمرُ كذا وكذا يَضُوعُني إِذا أَفْزَعَني. ورجل مَضُوعٌ أَي مَذْعُورٌ؛ قال الكميت: رِئابُ الصُّدُوعِ، غِياثُ المَضُو عِ، لأْمَتُه الصَّدَرُ المُبْجِلُ ويقال: لايَضُوعَنْكَ ما تَسْمَعُ منها أَي لا تَكْتَرِثْ له. وقال. أَبو عمرو: ضاعَه أَفْزَعَه؛ وأَنشد لأَبي الأَسود العِجْلِيّ: فما ضاعَني تَعْرِيضُه وانْدِراؤُه عليَّ، وإِنِّي بالعُلى لَجَدِيرُ وقال ابن هَرْمةَ: أَذَكَرْتَ عَصْرَكَ أَمْ شَجَتْكَ رُبُوعُ؟ أَمْ أَنْتَ مُتَّبِلُ الفُؤادِ مَضُوعُ؟ وقَدِ انْضاعَ الفرخُ أَي تَضَوَّرَ وتَضَوَّعَ. وقال الأَزهري: انْضاعَ وتَضَوَّعَ إِذا بسط جناحيه إِلى أُمه لِتَزُقَّه أَو فَزِعَ من شيء فَتَضَوّرَ منه؛ قال أَبو ذؤَيب الهذلي: فُرَيْخانِ يَنْضاعانِ في الفَجْرِ، كُلَّما أَحَسَّا دَوِيَّ الرِّيحِ، أَو صَوْتَ ناعِب وضاعت الريحُ الغُصْنَ: أَمالَتْه. وضاعتني الريحُ: أثْقَلَتني وأَقْلَقَتني. والضَّوْعُ: تَضَوُّعُ الريحِ الطيبةِ أَي نَفْحَتُها. وضاعتِ الرائحةُ ضَوْعاً وتَضَوَّعَت، كلاهما: نَفَحَتْ. وفي الحديث: جاء العباسُ فجلس على الباب وهو يَتَضَوَّعُ من رسول الله، ﷺ، رائحةً لم يَجِدْ مِثْلَها؛ تَضَوُّعُ الريحِ: تَفَرُّقُها وانْتِشارُها وسُطُوعُها؛ وقال الشاعر: إِذا الْتَفَتَتْ نَحْوِي تَضَوَّعَ ريحُها، نَسِيمَ الصِّبا جاءَتْ بِرَيّا القَرَنْفُلِ وضاعَ المِسْكُ وتَضَوَّعَ وتَضَيَّعَ أَي تحرّك فانتشرت رائحته؛ قال عبد الله بن نمير الثقفي: تَضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمانَ، أَنْ مَشَتْ به زَيْنَبٌ في نِسْوةٍ عَطِرات ويروى: خَفِرات. ومن العرب من يستعمل التضَوُّعَ في الرائحة المُصِنَّةِ. وحكى ابن الأَعرابي: تضَوَّعَ النهَتْنُ؛ وأَنشد: يَتَضَوَّعْنَ، لو تَضَمَّخْنَ بالمِسْـ ـكِ، ضِماخاً كأَنَّه رِيحُ مَرْقِ والضِّماخُ: الريحُ لمُنْتِنُ، المَرْقُ: صُوفُ العِجاف والمَرْضَى، وقال الأَزهري: هو الإِهابُ الذي عُطِّنَ فأَنْتَنَ. وضاعَ يَضُوعُ وتَضَوَّعَ: تَضَوَّرَ في البُكاء، وقد غَلب على بكاء الصبيّ. قال الليث: هو تَضَوُّرُ الصبيّ في البكاء في شدّة ورَفع صوت، قال: والصبيّ بكاؤه تَضوُّعٌ؛ قال امرؤ القيس يصف امرأَة: يَعِزُّ عليها رُقْبَتِي، ويَسُوءُها بُكاه، فَتَثني الجِيدَ أَنْ يَتَضَوَّعا يقول: تَثني الجِيد إِلى صبيِّها حِذارَ أَنْ يَتَضَوَّعَ. والضُّوعُ والضِّوَعُ، كلاهما: طائرٌ من طير الليل كالهامة إِذا أَحَسَّ بالصَّباح صَدَحَ؛ قال الأَعشى يصف فلاة: لا يَسْمَعُ المَرْءُ فيها ما يُؤَنِّسُه بالليلِ، إِلا نَئِيمَ البُومِ والضِّوَعا بكسر الضاد، وجمعه ضِيعانٌ، وهما لغتان: ضِوَعٌ وضُوَعٌ؛ وأَنشد الأَصمعي: فهو يَزْقُو مِثْلَ ما يَزْقُو الضُّوَعْ قال: ونَصَبَ الضَّوَعَ بنيَّةِ النَّئِيم كأَنه قال إِلا نئيمَ البُوم وصياحَ الضِّوَع، وقيل: هو الكَرَوانُ، وجمعه أَضْواعٌ وضِيعانٌ، وقال المفضل: هو ذكر البوم، وقال ثعلب: الضُّوَعُ أَصغر من العُصْفُور؛ وأَنشد:مَنْ لا يَدُلُّ على خَيْرٍ عَشِيرَتَه، حتى يَدُلَّ على بَيْضاتِه الضُّوَعُ قال: لأَنه يضَع بيضه في موضع لا يُدْرَى أَين هو. والضَّواعُ: صوتُه. وقد تَضَوَّعَ. وضاعَ الطائرُ فرْخَه يضُوعه إِذا زَقَّه؛ ويقال منه: ضَعْ ضَعْ إِذا أَمرتَه بزقه. وأَضْوعٌ: موضع، ونظيره أَقْرُنٌ وأَخْرُبٌ وأَسقُفٌ، وهذه كلها مواضع، وأَذْرُحٌ اسم مدينة الشَّراةِ، فأَما أَعصُرٌ اسم رجل فإِنما سمي بجمع عَصْرٍ وكذلك أَسْلُمٌ اسم رجل إِنما هو جمع سَلْمٍ. @لأَثير في ترجمة ضيع: وفي الحديث تُعِينُ ضائِعاً أَي ذا ضياعٍ من قَفْر أَو عِيالٍ أَو حال قَصَّر عن القيام بها، قال: ورواه بعضهم بالصاد المهملة والنون، وقيل: إِنه هو الصواب، وقيل: هو في حديث بالمهملة وفي آخر بالمعجمة، قال: وكلاهما صواب في المعنى. @ضغغ: الضَّغِيغةُ: الرَّوْضةُ الناضِرةُ المُتَخَلِّيةُ. أَبو عمرو: الرَّوْضةُ الضَّغِيغةُ والمَرْغَدةُ والمَغْمَغةُ والمَخْجَلةُ والمَرغةُ والحَدِيقةُ؛ قال أَبو حنيفة: يقال هم في ضغِيغةٍ من الضَّغاضِغِ إذا كانوا في خِصْبٍ وسَعَةٍ وكَلإٍ كثير. وأَقمنا عند فلان في ضَغِيغٍ أَي خِصْبٍ. وقال أَبو عمرو: الضَّغِيغةُ الروضة. وقال أَبو صاعد الكلابي: ضَغِيغةٌ من بَقْل ومن عُشْبٍ إِذا كانت الروضة ناضرة. وأَقمت عنده في ضَغِيغِ دَهْرِه أَي قدر تَمامِه. والضَّغْضَغةُ: لَوْكُ الدرْداءِ. يقال: ضَغْضَغَتِ العَجُوزُ إِذا لاكَتْ شيئاً بين الحنكين ولا سِنّ لها.وضَغْضَغَ اللحْمَ في فيه: لم يُحْكِم مَضْغَه. وضَغْضَغَ الكلامَ: لم يُبَيِّنْه. والضَّغيغةُ: العجين الرقيق. الفراء: إذا كان العجين رقيقاً، فهو الضَّغِيغةُ والرَّغِيغةُ. @ضمغ: أَضْمَغَ شِدْقَه: كَثَّرَ لُعابَه؛ قال: وأَضْمَغَ شِدْقَه يَبْكي عليها، يُسِيلُ على عَوارِضِه البُطاقا قال: لم يحكها إلا صاحب العين. @ضرف: ابن سيده: الضَّرِفُ من شجر الجبال يشبه الأَثْأَب في عِظَمِه وورقه إلا أَن سُوقه غُبْرٌ مثل سُوق التين، وله جَنًى أَبيض مدوّر مثل تين الحَماطِ الصّغار، مُرٌّ مُضَرِّسٌ، ويأْكله الناسُ والطير والقرود، واحدته ضَرِفَةٌ؛ كل ذلك عن أَبي حنيفة. التهذيب: ثعلب عن ابن الأعرابي: الضَّرِفُ شجر التين ويقال لثمره البَلَسُ، الواحدة ضَرِفة؛ قال أَبو منصور: وهذا غريب. @ضعف: الضَّعْفُ والضُّعْفُ: خِلافُ القُوّةِ، وقيل: الضُّعْفُ، بالضم، في الجسد؛ والضَّعف، بالفتح، في الرَّأْي والعَقْلِ، وقيل: هما معاً جائزان في كل وجه، وخصّ الأَزهريُّ بذلك أَهل البصرة فقال: هما عند أَهل البصرة سِيّانِ يُسْتعملان معاً في ضعف البدن وضعف الرَّأْي. وفي التنزيل: اللّه الذي خَلَقَكم من ضُعفٍ ثم جَعَل من بعد ضُعْفٍ قُوَّةً ثم جعل من بعد قوَّةٍ ضُعْفاً؛ قال قتادة: خلقكم من ضعف قال من النُّطْفَةِ أَي من المنِيّ ثم جعل من بعد قوة ضعفاً، قال: الهَرَمَ؛ وروي عن ابن عمر أَنه قال: قرأْت على النبي، صلى اللّه عليه وسلم: اللّه الذي خلقكم من ضَعف؛ فأَقرأَني من ضُعْف، بالضم، وقرأَ عاصم وحمزة: وعَلِمَ أَن فيكم ضَعفاً، بالفتح، وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو ونافع وابن عامر والكسائي بالضم، وقوله تعالى: وخُلِق الإنسانُ ضَعِيفاً؛ أَي يَسْتَمِيلُه هَواه. والضَّعَفُ: لغة في الضَّعْفِ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: ومَنْ يَلْقَ خَيراً يَغْمِزِ الدَّهْر عَظْمَه، على ضَعَفٍ من حالهِ وفُتُورِ فهذا في الجسم؛ وأَنشد في الرَّأْي والعقل: ولا أُشارِكُ في رَأْيٍ أَخا ضَعَفٍ، ولا أَلِينُ لِمَنْ لا يَبْتَغِي لِينِي وقد ضَعُفَ يَضْعُفُ ضَعْفاً وضُعْفاً وضَعَفَ؛ الفتح عن اللحياني، فهو ضَعِيفٌ، والجمع ضُعَفاء وضَعْفى وضِعافٌ وضَعَفةٌ وضَعافَى؛ الأَخيرة عن ابن جني؛ وأَنشد: تَرَى الشُّيُوخَ الضَّعافَى حَوْلَ جَفْنَتِه، وتَحْتَهُم من محاني دَرْدَقٍ شَرَعَهْ ونسوة ضَعِيفاتٌ وضَعائفُ وضِعافٌ؛ قال: لقد زادَ الحياةَ إليَّ حُبّاً بَناتي، إنَّهُنَّ من الضِّعافِ وأَضْعَفَه وضَعَّفَه: صيَّره ضعيفاً. واسْتَضْعَفَه وتَضَعَّفَه: وجده ضعيفاً فركبه بسُوء؛ الأَخيرة عن ثعلب؛ وأَنشد: عليكم بِرِبْعِيِّ الطِّعانِ، فإنه أَشَقُّ على ذِي الرَّثْيَةِ المُتَضَعِّفِ رِبْعِيُّ الطِّعانِ: أَوَّله وأَحَدُّه. وفي إِسلام أَبي ذَّرّ: لَتَضَعَّفْتُ (* قوله «لتضعفت» هكذا في الأصل، وفي النهاية: فتضعفت.) رجلاً أَي اسْتَضْعَفْتُه؛ قال القتيبي: قد تدخل اسْتَفْعَلْتُ في بعض حروف تَفَعَّلْت نحو تَعَظَّم واسْتَعْظَم وتكبّر واسْتكبر وتَيَقَّن واسْتَيْقَنَ وتَثَبَّتَ واسْتَثْبَتَ. وفي الحديث: أَهْلُ الجَنّة كلّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ؛ قال ابن الأثير: يقال تَضَعَّفْتُه واسْتَضْعَفْتُه بمعنى للذي يَتَضَعَّفُه الناس ويَتَجَبَّرُون عليه في الدنيا للفقر ورَثاثَةِ الحال. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: غَلَبني أَهل الكوفة، أَسْتَعْمِلُ عليهم المؤمنَ فيُضَعَّفُ، وأَستعمل عليهم القَوِيَّ فيُفَجَّر. وأَما الذي ورد في الحديث حديث الجنة: ما لي لا يدخُلني إلا الضُّعَفاء؟ قيل: هم الذين يُبَرِّئُون أَنْفُسَهم من الحَوْل والقوة؛ والذي في الحديث: اتقوا اللّه في الضعيفين: يعني المرأَة والمملوك. والضَّعْفةُ: ضَعْفُ الفؤاد وقِلَّةُ الفِطْنةِ. ورجل مَضْعُوفٌ: به ضَعْفةٌ. ابن الأَعرابي: رجل مَضْعُوفٌ ومَبْهُوتٌ إذا كان في عقله ضَعْفٌ. ابن بزرج: رجل مَضْعُوفٌ وضَعُوفٌ وضَعِيفٌ، ورجل مَغْلُوبٌ وغَلُوبٌ، وبعير مَعْجوفٌ وعَجُوفٌ وعَجِيفٌ وأَعْجَفُ، وناقة عَجوفٌ وعَجِيفٌ، وكذلك امرأَة ضَعُوفٌ، ويقال للرجل الضرير البصر ضَعِيفٌ. والمُضَعَّفُ: أَحد قِداح الميْسِر التي لا أَنْصباء لها كأَنه ضَعُفَ عن أَن يكون له نصيبٌ. وقال ابن سيده أَيضاً: المُضَعَّفُ الثاني من القِداحِ الغُفْل التي لا فُرُوضَ لها ولا غُرْم عليها، إنما تُثَقَّل بها القِداحُ كَراهِيةَ التُهَمَةِ؛ هذه عن اللحياني، واشْتَقَّه قوم من الضَّعْفِ وهو الأَوْلى. وشِعر ضَعِيف: عَليل، استعمله الأَخفش في كتاب القَوافي فقال: وإن كانوا قد يُلزمون حرف اللين الشِّعْرَ الضعيفَ العليلَ ليكون أَتَمَّ له وأَحسن. وضِعْفُ الشيء: مِثْلاه، وقال الزجاج: ضِعْفُ الشيء مِثْلُه الذي يُضَعِّفُه، وأَضْعافُه أَمثالُه. وقوله تعالى: إذاً لأَذَقْناك ضِعْفَ الحَياةِ وضِعْفَ المَماتِ؛ أَي ضِعف العذاب حيّاً وميّتاً، يقول: أَضْعفنا لك العذاب في الدنيا والآخرة؛ وقال الأَصمعي في قول أَبي ذؤيب: جَزَيْتُكَ ضِعْفَ الوِدِّ، لما اسْتَبَنْتُه، وما إنْ جَزاكَ الضِّعْفَ من أَحَدٍ قَبْلي معناه أَضعفت لك الود وكان ينبغي أَن يقول ضِعْفَي الوِدِّ. وقوله عز وجل: فآتِهِم عذاباً ضِعْفاً من النار؛ أَي عذاباً مُضاعَفاً لأَن الضِّعْفَ في كلام العرب على ضربين: أَحدهما المِثل، والآخر أَن يكون في معنى تضعيف الشيء. قال تعالى: لكلِّ ضِعْف أَي للتابع والمتبوع لأَنهم قد دخلوا في الكفر جميعاً أَي لكلٍّ عذاب مُضاعَفٌ. وقوله تعالى: فأولئك لهم جزاء الضِّعف بما عملوا؛ قال الزجاج: جزاء الضعف ههنا عشر حسنات، تأْويله: فأُولئك لهم جزاء الضعف الذي قد أَعلمناكم مِقْداره، وهو قوله: من جاء بالحسنة فله عشر أَمثالها؛ قال: ويجوز فأُولئك لهم جزاء الضعف أَي أَن نجازيهم الضعف، والجمع أَضْعاف، لا يكسَّر على غير ذلك. وأَضعفَ الشيءَ وضعَّفه وضاعَفه: زاد على أَصل الشيء وجعله مثليه أَو أَكثر، وهو التضعيف والإضْعافُ، والعرب تقول: ضاعفت الشيء وضَعَّفْته بمعنى واحد؛ ومثله امرأَة مُناعَمةٌ ومُنَعَّمةٌ، وصاعَر المُتَكَبِّر خَدَّه وصعّره، وعاقَدْت وعقّدْت. وعاقَبْتُ وعَقَّبْتُ. ويقال: ضعَّف اللّه تَضْعِيفاً أَي جعله ضِعْفاً. وقوله تعالى: وما آتَيْتُم من زكاة تُريدون وجهَ اللّه فأُولئك هم المُضْعِفُون؛ أَي يُضاعَفُ لهم الثواب؛ قال الأَزهري: معناه الداخلون في التَّضْعِيف أَي يُثابُون الضِّعْف الذي قال اللّه تعالى: أُولئك لهم جزاء الضِّعْفِ بما عَمِلوا؛ يعني من تَصدَّق يريد وجه اللّه جُوزيَ بها صاحِبُها عشرة أَضْعافها، وحقيقته ذوو الأَضْعافِ. وتضاعِيفُ الشيء: ما ضُعِّفَ منه وليس له واحد، ونظيره في أَنه لا واحد له تَباشِيرُ الصُّبْحِ لمقدمات ضِيائه، وتَعاشِيبُ الأَرض لما يظهر من أَعْشابِها أَوَّلاً، وتَعاجِيبُ الدَّهْرِ لما يأْتي من عَجائِبه. وأَضْعَفْتُ الشيءَ، فهو مَضْعُوفٌ، والمَضْعُوفُ: ما أُضْعِفَ من شيء، جاء على غير قِياس؛ قال لبيد: وعالَيْنَ مَضْعُوفاً ودُرّاً، سُمُوطُه جُمانٌ ومَرْجانٌ يَشُكُّ المَفاصِلا (* قوله «ودراً» كذا بالأصل، والذي في الصحاح وشرح القاموس: وفرداً.) قال ابن سيده: وإنما هو عندي على طرح الزائد كأَنهم جاؤوا به على ضُعِفَ. وضَعَّفَ الشيءَ: أَطْبَقَ بعضَه على بعض وثَناه فصار كأَنه ضِعْفٌ، وقد فسر بيت لبيد بذلك أَيضاً. وعَذابٌ ضِعْفٌ: كأَنه ضُوعِفَ بعضُه على بعض. وفي التنزيل: يا نساء النبيّ من يأْتِ مِنْكُنَّ بفاحِشةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لها العَذابُ ضِعْفَيْنِ، وقرأَ أَبو عمرو: يُضَعَّف؛ قال أَبو عبيد: معناه يجعل الواحد ثلاثة أَي تُعَذَّبْ ثلاثةَ أَعْذِبَةٍ، وقال: كان عليها أَن نُعَذَّبَ مرة فإذا ضُوعِفَ ضِعْفَيْن صار العذابُ ثلاثة أَعْذِبةٍ؛ قال الأَزهري: هذا الذي قاله أَبو عبيد هو ما تستعمله الناس في مَجازِ كلامهم وما يَتَعارَفونه في خِطابهم، قال: وقد قال الشافعي ما يُقارِبُ قوله في رجل أَوْصى فقال: أَعْطُوا فلاناً ضِعْفَ ما يُصِيبُ ولدي، قال: يُعْطى مثله مرتين، قال: ولو قال ضِعْفَيْ ما يُصيبُ ولدي نظرتَ، فإن أَصابه مائة أَعطيته ثلثمائة، قال: وقال الفراء شبيهاً بقولهما في قوله تعالى: يَرَوْنَهم مِثْلَيْهِم رأْيَ العين، قال: والوصايا يستعمل فيها العُرْفُ الذي يَتَعارَفُه المُخاطِبُ والمُخاطَبُ وما يسبق إلى أَفْهام من شاهَدَ المُوصي فيما ذهب وهْمُه إليه، قال: كذلك روي عن ابن عباس وغيره، فأَما كتاب اللّه، عز وجل، فهو عري مبين يُرَدُّ تفسيره إلى موضوع كلام العرب الذي هو صيغة أَلسِنتها، ولا يستعمل فيه العرف إذا خالفته اللغة؛ والضِّعْفُ في كلام العرب: أَصله المِثْلُ إلى ما زاد، وليس بمقصور على مثلين، فيكون ما قاله أَبو عبيد صواباً، يقال: هذا ضِعف هذا أَي مثله، وهذا ضِعْفاه أَي مثلاه، وجائز في كلام العرب أَن تقول هذه ضعفه أَي مثلاه وثلاثة أَمثاله لأَن الضِّعف في الأَصل زيادة غير محصورة، أَلا ترى قوله تعالى: فأُولئك لهم جزاء الضِّعف بما عملوا؟ لم يرد به مثلاً ولا مثلين وإنما أَراد بالضعف الأَضْعافَ وأَوْلى الأَشياء به أَن نَجْعَلَه عشرةَ أَمثاله لقوله سبحانه: من جاء بالحسنة فله عشر أَمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يُجزي إلا مثلها؛ فأَقل الضِّعْفِ محصور وهو المثل، وأَكثره غيرُ محصور. وفي الحديث: تَضْعُفُ صلاةُ الجماعةِ على صلاة الفَذِّ خَمساً وعشرين درجة أَي تزيد عليها. يقال: ضَعُفَ الشيءُ يَضْعُفُ إذا زاد وضَعَّفْتُه وأَضعَفْتُه وضاعَفْتُه بمعنًى. وقال أَبو بكر: أُولئك لهم جزاء الضِّعْفِ؛ المُضاعَفةِ، فأَلْزَمَ الضِّعْفَ التوحيدَ لأَنَّ المصادِرَ ليس سبيلُها التثنية والجمع؛ وفي حديث أَبي الدَّحْداح وشعره: إلا رَجاء الضِّعْفِ في المَعادِ أَي مِثْلَيِ الأَجر؛ فأَما قوله تعالى: يُضاعَفْ لها العذابُ ضعفين، فإن سِياق الآية والآيةِ التي بعدها دلَّ على أَن المرادَ من قوله ضِعفين مرّتان، أَلا تراه يقول بعد ذكر العذاب: ومن يَقْنُت منكنَّ للّه ورسوله وتعمل صالحاً نُؤتِها أَجْرَها مرتين؟ فإذا جعل اللّه تعالى لأُمهات المؤمنين من الأَجْر مِثْلَيْ ما لغيرهن تفضيلاً لهنَّ على سائر نساء الأُمة فكذلك إذا أَتَتْ إحداهنَّ بفاحشة عذبت مثلي ما يعذب غيرها، ولا يجوز أَن تُعْطى على الطاعة أَجرين وتُعَذَّب على المعصِية ثلاثة أَعذبة؛ قال الأَزهري: وهذا قولُ حذاق النحويين وقول أَهلِ التفسير، والعرب تتكلم بالضِّعف مثنى فيقولون: إن أَعطيتني دِرهماً فلك ضِعفاه أي مثلاه، يريدون فلك درهمان عوضاً منه؛ قال: وربما أَفردوا الضعف وهم يريدون معنى الضعفين فقالوا: إن أَعطيتني درهماً فلك ضعفه، يريدون مثله، وإفراده لا بأْس به إلا أَن التثنية أَحسن. ورجل مُضْعِفٌ: ذو أَضْعافٍ في الحسنات. وضَعَفَ القومَ يَضْعَفُهُم: كَثَرَهم فصار له ولأَصحابه الضِّعْفُ عليهم. وأَضْعَفَ الرَّجلُ: فَشَتْ ضَيْعَتُه وكثُرت، فهو مُضعِف. وبقرة ضاعِفٌ: في بطنها حَمْل كأَنَّها صارت بولدها مُضاعَفَةً. والأَضْعافُ: العِظامُ فوقها لحم؛ قال رؤبة: واللّه بَينَ القَلْبِ والأَضْعافِ قال أَبو عمرو: أَضعاف الجسد عِظامه، الواحد ضِعْفٌ، ويقال: أَضْعافُ الجَسد أَعْضاؤه. وقولهم: وقَّع فلان في أَضْعافِ كتابه؛ يراد به توقِيعُه في أَثناء السُّطور أَو الحاشية. وأُضْعِفَ القومُ أَي ضُوعِفَ لهم. وأَضْعَفَ الرَّجلُ: ضَعُفَتْ دابّتُه. يقال هو ضَعِيفٌ مُضْعِفٌ، فالضَّعِيفُ في بدنه، والمُضعِفُ الذي دابته ضعيفة كما يقال قَويٌّ مُقْوٍ، فالقويّ في بدنه والمُقْوي الذي دابته قَوِيَّة. وفي الحديث في غَزْوة خَيْبَر: من كان مُضْعِفاً فَلْيَرْجع أَي من كانت دابّتُه ضَعِيفةً. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: المُضْعِفُ أَميرٌ على أَصحابه يعني في السفر يريد أَنهم يَسيرُون بسيره. وفي حديث آخر: الضَّعِيفُ أَمير الركْب. وضَعَّفَه السير أَي أَضْعَفَه. والتضْعِيف: أَن تَنْسُبَه إلى الضَّعْفِ: والمُضاعَفةُ: الدِّرْع التي ضُوعِفَ حَلَقُها ونُسِجَتْ حَلْقَتَيْن حلقتين. @ضغف: الضَّغِيفةُ: الرَّوضةُ الناضِرةُ من بَقْل وعُشب؛ عن كراع، وقال: بفاء بعد غين؛ قال ابن سيده: والمعروف عن يعقوب ضَفِيفة، واللّه أَعلم. @ضفف: الضَّفُّ: الحَلَبُ بالكفِّ كلِّها وذلك لِضِخَم الضَّرْع؛ وأَنشد: بَضَفِّ القَوادِمِ ذاتِ الفُضُو لِ، لا بالبِكاء الكِماشِ اهْتِصارا ويروى امْتِصاراً، بالميم، وهي قليلةُ اللبَنِ؛ وقيل: الضَّفُّ جَمْعُك خِلْفَيْها بيدك إذا حَلَبْتَها؛ وقال اللحياني: هو أَن يُقْبِضَ بأَصابعِه كلها على الضَّرْع. وقد ضَفَفْتُ الناقةَ أَضُفُّها، وناقة ضَفُوفٌ، وشاة ضَفُوف: كثيرتا اللبن بَيِّنَتا الضّفاف. وعين ضَفُوفٌ: كثيرة الماء؛ وأَنشد: حَلْبانَةٍ رَكْبانَةٍ ضَفُوفِ وقال الطِّرمّاح: وتَجُودُ من عينٍ ضَفُو فِ الغَرْبِ، مُتْرَعَةِ الجَداوِلْ التهذيب عن الكسائي: ضَبَبتُ الناقة أَضُبُّها ضَبّاً إذا حَلَبْتَها بالكفِّ، قال: وقال الفراء هذا هو الضَّفُّ، بالفاء، فأَما الضَّبُّ فأَنْ تجعل إبهامَك على الخِلْفِ ثم تَرُدَّ أَصابِعَك على الإبهامِ والخِلْفِ جميعاً، ويقال من الضَّفِّ: ضَفَفْتُ أَضُفُّ. الجوهري: ضَفَّ الناقةَ لغة في ضَبّها إذا حَلبَها بالكف كلها. أَبو عمرو: شاة ضَفَّةُ الشَّخْبِ أَي واسعة الشخْب (* قوله «الشخب» بالفتح ويضم كما في القاموس.). وضَفَّةُ البحر: ساحِلُه. والضِّفَّةُ، بالكسر: جانب النهر الذي تقع عليه النَّبائتُ. والضَّفَّةُ: كالضِّفَّةِ، والجمع ضِفافٌ؛ قال: يَقْذِفُ بالخُشْبِ على الضِّفافِ وضَفَّةُ الوادي وضِيفُه: جانبه، وقال القتيبي: الصواب ضِفَّة، بالكسر، وقال أَبو منصور: الصواب ضَفَّة، بالفتح، والكسر لغة فيه. وضَفّتا الوادِي: جانِباه. وفي حديث عبداللّه بن خَبَّاب مع الخوارج: فقدَّمُوه على ضَفَّةِ النهر فضَربوا عُنُقه. وفي حديث عليّ، كرّم اللّه وَجهه: فيَقِف ضَفَّتَيْ جُفُونِه أَي جانبيها؛ الضفَّةُ، بالكسر والفتح: جانِبُ النهر فاستعاره للجَفْن. وضَفَّتا الحَيْزُومِ: جانباه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:يَدُعُّه بِضَفَّتَيْ حَيْزومه (* قوله «يدعه» كذا ضبط الأصل، وعليه فهو من دع بمعنى دفع لا من ودع بمعنى ترك.) وضَفَّةُ الماء: دُفْعَتُه الأُولى. وضَفَّةُ الناس: جماعَتهم. والضفَّةُ والجَفَّةُ: جماعةُ القومِ. قال الأَصمعي: دخلت في ضَفَّةِ القوم أَي في جماعَتهم. وقال الليث: دخل فلان في ضفة القوم وضَفْضَفَتِهم أَي في جماعَتهم. وقال أَبو سعيد: يقال فلان من لَفِيفِنا وضَفِيفنا أَي ممن نَلُفُّه بنا ونَضُفُّه إلينا إذا حَزَبَتْنا الأُمُور. أَبو زيد: قوم مُتضافُّون خَفيفةٌ أَموالُهم. وقال أَبو مالك: قوم مُتَضافُّون أَي مُجْتَمِعُون؛ وأَنشد: فَراحَ يَحْدُوها على أَكْسائها، يَضُفُّها ضَفّاً على انْدِرائها أَي يَجْمَعُها؛ وقال غيلان: ما زِلْتُ بالعُنْفِ وفوقَ العُنْفِ، حتى اشْفَتَرَّ الناسُ بعد الضَّفِّ أَي تفرَّقوا بعد اجتماع. والضَّفَفُ: ازْدِحام الناس على الماء. والضَّفَّةُ: الفَعْلةُ الواحدة منه. وتضافُّوا على الماء إذا كثروا عليه. ابن سيده: تضافوا على الماء تَضافُواً (* قوله «تضافوا على الماء تضافواً» كذا بالأصل.) ؛ عن يعقوب، وقال اللحياني: إنهم لَمُتَضافُّون على الماء أَي مُجْتَمِعُون مُزْدَحِمُون عليه. وماء مَضْفُوفٌ: كثير عليه الناسُ مثل مَشْفُوهٍ. وقال اللحياني: ماؤنا اليوم مَضْفُوف كثير الغاشِيةِ من الناسِ والماشية؛ قال: لا يَسْتَقِي في النَّزَحِ المَضْفُوفِ إلا مُدارةُ الغُروبِ الجُوفِ قال: المُدار المُسَوَّى إذا وقع في البئر اجْتَحَفَ ماءَها. وفلان مَضْفوف مثل مثْمود إذا نفِد ما عنده؛ قال ابن بري: روى أَبو عمرو الشَّيباني هذين البيتين المَظْفُوف بالظاء، وقال: العرب تقول وردت ماء مَظْفُوفاً أَي مشغولاً؛ وأَنشد البيتين: لا يستقي في النزح المَظْفُوفِ وذكره ابن فارس بالضاد لا غير، وكذلك حكاه الليث، وفلان مَضْفُوفٌ عليه كذلك. وحكى اللحياني: رجل مَضْفُوفٌ، بغير على. شمر: الضَّفَفُ ما دُونَ مِلْء المِكْيالِ ودونَ كل مَمْلُوء، وهو الأَكل دون الشبع. ابن سيده: الضَّفَفُ قلة المأْكول وكثرة الأَكَلة. وقال ثعلب: الضَّفَفُ أَن تكون العيال أَكثر من الزاد، والحَفَفُ أَن تكون بِمقْدارِه، وقيل: الضَّفَفُ الغاشِيةُ والعِيالُ، وقيل الحشَم؛ كلاهما عن اللحياني. والضَّفَفُ: كثرة العيال؛ قال بُشَيْرُ بن النِّكث: قدِ احْتَذى من الدّماء وانْتَعَلْ، وكبَّرَ اللّه وسمَّى ونَزَلْ بِمَنْزِلٍ يَنْزِلُه بنو عَمَلْ، لا ضَفَفٌ يَشْغَلُه ولا ثَقَلْ أَي لا يَشْغَلُه عن نُسُكِه وحَجِّه عِيال ولا مَتاعٌ. وأَصابهم من العَيْشِ ضَفَفٌ أَي شدَّة. وروى مالك ابن دينار قال: حدثنا الحسن قال: ما شَبِعَ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، من خُبْز ولحم إلا على ضَفَفٍ؛ قال مالك: فسأَلت بَدَوّياً عنها، فقال: تَناوُلاً مع الناس، وقال الخليل: الضَّفَفُ كثرة الأَيْدي على الطعام، وقال أَبو زيد: الضَّفَف الضِّيق والشدة، وابن الأَعرابي مثله، وبه فسر بعضهم الحديث، وقيل: يعني اجتماع الناس أَي لم يأ كل خبزاً ولحماً وحده ولكن مع الناس، وقيل: معناه لم يشبع إلا بضيق وشدة، تقول منه: رجل ضَفُّ الحال، وقال الأَصمعي: أَن يكون المال قليلاً ومن يأْكله كثيراً، وبعضهم يقول: شَظَف، وهو الضيق والشدة أَيضاً، يقول: لم يَشْبَعْ إلا بضيقٍ وقِلَّةٍ؛ قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى: الضفَفُ أَن تكون الأَكَلةُ أَكثر من مِقْدار المال، والحَفَفُ أَن تكون الأَكلة بمقدار المال، وكان النبي، صلى اللّه عليه وسلم، إذا أَكل كان من يأْكل معه أَكثر عدداً من قدر مبلغ المأْكول وكَفافِه. ابن الأَعرابي: الضَّفَفُ القِلةُ، والحَفَفُ الحاجةُ. ابن العُقَيلي: وُلِدَ للإنسان على حَفَفٍ أَي على حاجةٍ إليه، وقال: الضَّفَفُ والحَفَفُ واحد. الأَصمعي: أَصابهم من العَيش ضَفَفٌ وحَفَفٌ وشَظَفٌ كل هذا من شدّة العيش. وما رُؤيَ عليه ضَففٌ ولا حَفَفٌ أَي أَثَر حاجةٍ. وقالت امرأَة من العرب: تُوُفي أَبو صبياني فما رُؤيَ عليهم حَفَفٌ ولا ضَفَفٌ أَي لم يُر عليهم حُفُوفٌ ولا ضِيقٌ. الفراء: الضفَفُ الحاجةُ. سيبويه: رجل ضَفِفُ الحال وقوم ضَفِفُوا الحال، قال: والوجه الإدْغام ولكنه جاء على الأَصل. والضَّفَفُ: العَجَلَةُ في الأَمر؛ قال: وليس في رَأْيه وَهْنٌ ولا ضَفَفُ ويقال: لقِيتُه على ضَفَفٍ أَي على عَجَلٍ من الأَمر. والضُّفُّ، والجمع الضِّفَفَةُ: هُنَيَّة تشبه القُراد إذا لَسَعَتْ شَريَ الجِلْدُ بعد لَسْعَتِها، وهي رَمْداء في لونها غَبْراء. @ضوف: ضافَ عن الشيء ضَوْفاً: عَدَل كصافَ صَوْفاً؛ عن كراع، واللّه أَعلم. @ضيف: ضِفْتُ الرجل ضَيْفاً وضِيافةً وتَضَيَّفْتُه: نزلتُ به ضَيْفاً ومِلْتُ إليه، وقيل: نزلت به وصِرْت له ضَيفاً. وضِفْتُه وتَضَيَّفْتُه: طلبت منه الضِّيافةَ؛ ومنه قول الفرزدق: وجَدْت الثَّرى فينا إذا التُمِسَ الثَّرى، ومَنْ هو يَرْجُو فَضْلَه المُتَضَيِّفُ قال ابن بري: وشاهِد ضِفْتُ الرجل قولُ القطامي: تَحَيَّزُ عَني خَشْيَةً أَن أَضِيفَها، كما انْحازَتِ الأَفْعى مَخافةَ ضارِب وقد فسر في ترجمة حيز. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: ضافَها ضَيْفٌ فأَمَرَتْ له بمِلْحَفَةٍ صفراء؛ هو من ضفت الرجل إذا نزلت به في ضِيافَتهِ؛ ومنه حديث النَّهْديِّ: تَضَيَّفْتُ أَبا هريرة سَبْعاً. وأَضَفْتَه وضَيَّفْتَه: أَنْزَلْتَه عليك ضَيْفاً وأَمَلْتَه إليك وقَرَّبْتَه، ولذلك قيل: هو مُضافٌ إلى كذا أَي مُمالٌ إليه. ويقال: أَضافَ فلان فلاناً فهو يُضيفُه إضافةً إذا أَلجأَه إلى ذلك. وفي التنزيل العزيز: فأَبَوْا أَن يضيفوهما؛ وأَنشد ثعلب لأَسماء بن خارجة الفزاري يصف الذئب: ورأَيتُ حَقّاً أَن أُضَيِّفَه، إذْ رامَ سِلْمِي واتَّقى حَرْبي استعار له التضييفَ، وإنما يريد أَنه أَمَّنَه وسالمه. قال شمر: سمعت رجاء بن سَلَمَة الكوفي يقول: ضَيَّفْتُه إذا أَطْعَمْتَه، قال: والتضييفُ الإطعام، قال: وأَضافَه إذا لم يُطْعِمْه، وقال رجاء: في قراءة ابن مسعود فأَبوا أَن يُضَيِّفُوهما: يُطْعِمُوهما. قال أَبو الهيثم: أَضافَه وضَيَّفَه عندنا بمعنًى واحد كقولك أَكْرَمَه اللّه وكرَّمه، وأَضَفْته وضَيَّفْتُه. قال: وقوله عز وجل فأَبوا أَن يُضَيِّفُوهما، سأَلاهم الإضافةَ فلم يفعلوا، ولو قُرِئت أَن يُضِيفُوهما كان صواباً. وتَضَيَّفْتُه: سأَلته أَن يُضِيفَني، وأَتيتُه ضَيْفاً؛ قال الأَعشى: تَضَيَّفْتُه يَوْماً، فأَكْرَمَ مَقْعَدي، وأَصْفَدَني على الزَّمانةِ قائدا وقال الفرزدق: ومنّا خَطِيبٌ لا يُعابُ، وقائلٌ ومَنْ هو يَرْجو فَضْلَه المُتَضَيِّفُ ويقال: ضَيَّفْتُه أَنزلته منزلة الأَضياف. والضَّيْفُ: المُضَيَّفُ يكون للواحد والجمع كعدلٍ وخَصْمٍ. وفي التنزيل العزيز: هل أتاك حديثُ ضَيْفِ إبراهيمَ المُكْرَمِينَ، وفيه: هؤلاء ضَيْفي فلا تَفْضَحُونِ؛ على أَن ضيفاً قد يجوز أَن يكون ههنا جمع ضائف الذي هو النازل، فيكون من باب زَوْرٍ وصَوْمٍ، فافهم، وقد يكسَّر فيقال أَضْيافٌ وضُيُوفٌ وضِيفانٌ؛ قال:إذا نَزَلَ الأَضْيافُ، كان عَذَوَّراً على الحَيِّ حتى تَسْتَقِلَّ مَراجِلُهْ قال ابن سيده: الأَضْيافُ هنا بلفظ القِلَّة ومعناها أَيضاً، وليس كقوله:وأَسْيافُنا من نَجْدَةٍ تَقْطُرُ الدّما في أَنْ المراد بها معنى الكثرة، وذلك أَمْدَحُ لأَنه إذا قَرَى الأَضْيافَ بمراجِلِ الحيّ أَجمعَ، فما ظنُّك لو نزل به الضيِّفانُ الكثيرون؟ التهذيب: قوله هؤلاء ضَيْفِي أَي أَضيافي، تقول هؤلاء ضَيْفِي وأَضْيافي وضُيوفي وضِيافي، والأُنثى ضَيْفٌ وضَيْفةٌ، بالهاء؛ قال البَعيث: لَقًى حَمَلَتْه أُمُّه، وهي ضَيْفَةٌ، فجاءَت بِيَتْنِ للضِّيافة أَرْشَما وحرَّفه أَبو عبيدة فعزاه إلى جرير؛ قال أَبو الهيثم: أَراد بالضَّيْفة في البيت أَنها حملتْه وهي حائض. يقال: ضافَتِ المرأةُ إذا حاضت لأَنها مالت من الطُّهر إلى الحَيض، وقيل: معنى قوله وهي ضَيْفة أَي ضافت قوماً فحبِلت في غير دار أَهلها. واسْتَضافه: طلب إليه الضِّيافة؛ قال أَبو خِراشٍ: يَطِيرُ إذا الشَّعْراء ضافتْ بِحَلْبِه، كما طارَ قِدْحُ المُسْتَضِيفِ المُوَشَّمُ وكان الرجل إذا أَراد أَن يَسْتَضيف دار بِقدْحٍ مُوَشَّم ليُعْلم أَنه مُسْتَضِيف. والضَّيْفَن: الذي يَتْبَعُ الضَّيْفَ، مشتقّ منه عند غير سيبويه، وجعله سيبويه من ضفن وسيأْتي ذكره. الجوهري: الضَّيْفن الذي يجيء مع الضَّيْفِ، والنون زائدة، وهو فَعْلَن وليس بفَيْعَلٍ؛ قال الشاعر: إذا جاء ضَيْفٌ، جاء للضَّيْفِ ضَيْفَنٌ، فأَوْدَى بما تُقْرى الضُّيُوفُ الضَّيافِنُ وضافَ إليه: مال ودَنا، وكذلك أَضاف؛ قال ساعدة بن جؤية يصف سحاباً: حتى أَضافَ إلى وادٍ ضَفادِعُه غَرْقَى رُدافَى، تراها تَشْتَكي النَّشَجا وضافَني الهمُّ كذلك. والمُضاف: المُلْصَق بالقوم المُمال إليهم وليس منهم. وكلُّ ما أُمِيلَ إلى شيء وأُسْنِد إليه، فقد أُضِيفَ؛ قال امرؤ القيس: فلما دخَلْناه، أَضفنا ظُهورَنا إلى كلِّ حارِيٍّ قَشِيبٍ مُشَطَّبِ أَي أَسْنَدْنا ظُهورَنا إليه وأَملْناها؛ ومنه قيل للدّعيِّ مُضاف لأَنه مُسْنَدٌ إلى قوم ليس منهم. وفي الحديث: مَضِيفٌ ظهرَه إلى القُبَّة أَي مُسْنِدُه. يقال: أَضفتُه إليه أُضِيفُه. والمُضاف: المُلْزَق بالقوم. وضافه الهمُّ أَي نزَلَ به؛ قال الراعي: أَخُلَيْدُ، إنَّ أَباك ضافَ وِسادَهُ هَمَّانِ، باتا جَنْبَةً ودخِيلا أَي بات أَحدُ الهَمَّيْنِ جَنْبَه، وباتَ الآخرُ داخِلَ جَوْفِه. وإضافةُ الاسم إلى الاسم كقولك غلام زيد، فالغلام مضاف وزيد مضاف إليه، والغَرَض بالإضافة التخصيص والتعريف، ولهذا لا يجوز أَن يُضافَ الشيء إلى نفسه لأَنه لا يُعَرِّفُ نفسه، فلو عرَّفها لما احتيج إلى الإضافة. وأَضفت الشيء إلى الشيء أَي أَمَلْتُه، والنحويون يسمون الباء حرف الإضافة، وذلك أَنك إذا قلت مررت بزيد فقد أَضفت مرورَك إلى زيد بالباء. وضافت الشمس تَضِيفُ وضَيَّفَت وتَضيَّفتْ: دنت للغروب وقرُبت. وفي الحديث: نَهى رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، عن الصلاة إذا تَضَيَّفت الشمسُ لغروب؛ تضيَّفت: مالت، ومنه سمي الضَّيْفُ ضَيْفاً من ضافَ عنه يَضِيف؛ قال: ومنه الحديث: ثلاثُ ساعات كان رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، يَنهانا أَن نُصَلِّي فيها: إذا طلعت الشمس حتى ترتفع، وإذا تضَيَّفت للغروب، ونصفَ النهار. وضاف السهمُ: عَدَل عن الهَدَف أَو الرميَّة، وفيه لغة أُخرى ليست في الحديث: صافَ السهم بمعنى ضافَ، والذي جاء في الحديث ضافَ، بالضاد. وفي حديث أَبي بكر قال له ابنه: ضِفْتُ عنك يوم بَدرٍ أَي مِلْتُ عنكَ وعدَلْتُ؛ وقول أبي ذؤيب: جَوارِسُها تَأْوِي الشعُوفَ دَوائِباً، وتَنْصَبُّ أَلْهاباً مَضِيفاً كِرابُها أَراد ضائفاً كِرابُها أَي عادِلةً مُعْوَجَّةً فوضع اسم المفعول موضع المصدر. والمُضافُ: الواقع بين الخيل والأَبْطال وليست به قوَّة؛ وأَما قول الهذلي: أَنت تُجِيبُ دَعْوةَ المَضوفِ فإنما استعمل المفعول على حذف الزائد، كما فُعل ذلك في اسم الفاعل نحو قوله: يَخْرُجْن من أَجْوازِ ليلٍ غاضِي وبني المَضُوف على لغة من قال في بِيع بُوعَ. والمضاف: المُلْجأُ المُحْرَجُ المُثْقَلُ بالشرّ؛ قال البُرَيْق الهذلي: ويَحْمِي المُضافَ إذا ما دعا، إذا ما دعا اللِّمّة الفَيْلَمُ (* قوله «إذا ما دعا اللمة إلخ» هكذا في الأصل، وأنشده الجوهري في مادة ف ل م: إذا فرّ ذو اللمة الفيلم) هكذا رواه أَبو عبيد بالإطلاق مرفوعاً، ورواه غيره بالإطلاق أيضاً مجروراً على الصفة للِّمّة؛ قال ابن سيده: وعندي أَنَّ الرواية الصحيحة إنما هي الإسكان على أَنه من الضرب الرابع من المُتَقارَب لأَنك إن أَطلقتها فهي مُقْواة، كانت مرفوعة أَو مجرورة؛ أَلا ترى أَن فيها: بعثت إذا طَلَعَ المِرْزَمُ وفيها: والعَبدَ ذا الخُلُق الأَفْقَما وفيها: وأَقضي بصاحبها مَغْرَمِي فإذا سكّنت ذلك كله فقلت المِرْزَمْ الأَفقمْ مغرمْ، سَلِمت القِطعةُ من الإقواءِ فكان الضرْب فلْ، فلم يخرج من حكم المتقارَب. وأَضفتُه إلى كذا أَي أَلجأْته؛ ومنه المُضاف في الحرب وهو الذي أُحيط به؛ قال طرفة: وكَرِّي إذا نادى المُضافُ مُحَنَّباً، كَسِيدِ الغَضَا، نَبَّهْتَه، المُتَوَرِّدِ قال ابن بري: والمُسْتَضاف أَيضاً بمعنى المضاف؛ قال جوَّاس بن حَيّان الأَزْدِيّ: ولقد أُقْدِمُ في الرَّوْ عِ، وأَحْمِي المُسْتَضافا ثم قد يحْمَدُني الضَّيْـ ـفُ، إذا ذَمَّ الضِّيافا واستضافَ من فلان إلى فلان: لجأَ إليه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: ومارَسَني الشَّيْبُ عن لِمَّتي، فأَصبحْتُ عن حقِّه مُسْتَضيفا وأَضافَ من الأَمر: أَشْفَقَ وحَذِر؛ قال النابغة الجعدي: أَقامتْ ثلاثاً بين يومٍ وليلةٍ، وكان النَّكيرُ أَن تُضِيفَ وتَجْأَرا وإنما غَلَّبَ التأنيث لأَنه لم يذكر الأَيام. يقال: أَقَمْتُ عنده ثلاثاً بين يومٍ وليلةٍ، غلَّبوا التأْنيث. والمَضُوفةُ: الأَمر يُشْفَقُ منه ويُخافُ؛ قال أَبو جندب الهذلي: وكُنْتُ إِذا جاري دَعا لِمَضُوفةٍ، أُشَمِّرُ حتى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَري يعني الأَمْر يُشْفِقُ منه الرَّجُل؛ قال أَبو سعيد: وهذا البيت يروى على ثلاثة أَوجه: على المَضُوفةِ، والمَضِيفَةِ، والمُضافةِ؛ وقيل:ضافَ الرَّجلُ وأَضافَ خاف. وفي حديث علي، كرم اللّه وجهه: أَنَّ ابن الكَوَّاء وقَيْسَ بن عَبادٍ (* قوله «عباد» كذا بالأصل، والذي في النهاية عبادة.) جاآه فقالا له: أَتَيْناكَ مُضافين مُثْقَلَيْنِ؛ مُضافين أَي خائفَين، وقيل: مُضافين مُلْجَأَيْن. يقال: أَضافَ من الأَمر إذا أَشْفَق. وحَذِر من إضافةِ الشيء إلى الشيء إذا ضَمَّه إليه. يقال: أَضافَ من الأَمر وضافَ إذا خافه وأَشْفَقَ منه. والمَضُوفة: الأَمر الذي يُحذَرُ منه ويُخافُ، ووجهه أَن تجعل المُضافَ مصدراً بمعنى الإضافة كالمُكْرَم بمعنى الإكْرام، ثم تصفَ بالمصدر، وإلا فالخائف مُضِيف لا مُضاف. وفلان في ضِيفِ فلان أَي في ناحيته. والضِّيفُ: جانبا الجبل والوادي، وفي التهذيب: الضِّيفُ جانِبُ الوادي؛ واستعار بعض الأَغْفالِ الضِّيفَ للذَّكر فقال: حتى إذا وَرَّكْت من أَْتَيْرِ سواد ضِيفَيْهِ إلى القُصَيْرِ وتضايف الوادب: تضايَقَ. أَبو زيد: الضِّيفُ، بالكسر، الجَنْبُ؛ قال: يَتْبَعْنَ عَوْداً يَشْتَكي الأظَلاَّ، إذا تَضايَفْنَ عليه أْنْسَلاَّ يعني إذا صِرْنَ منه قريباً إلى جَنْبِه، والقاف فيه تصحيف. وتَضايَفَه القوم إذا صاروا بِضِيفَيْه. وفي الحديث: أَنَّ العَدُوَّ يوم حُنَيْنٍ كَمَنُوا في أَحناء الوادي ومَضايفه. والضِّيفُ: جانِبُ الوادي. وناقةٌ تُضِيفُ إلى صوت الفحل أَي إذا سمعته أَرادت أَن تأْتيه؛ قال البُرَيْقُ الهذلي: منَ المُدَّعِينَ إذا نُوكِروا، تُضِيفُ إلى صَوْتِه الغَيْلَمُ الغيلم: الجاريةُ الحَسْناء تَسْتأْنِسُ إلى صوته؛ ورواية أَبي عبيد: تُنِيفُ إلى صَوته الغيلم @ضفق: الضَّفْقُ: الوَضْع بمرَّة وكذلك الضَّفْعُ. @ضيق: الضِّيقُ: نقيض السّعة، ضاقَ الشيءُ يضيق ضِيقاً وضَيْقاً وتَضَيَّقَ وتَضايَقَ وضَيَّقَه هو، وحكى ابن جني أَضاقَه، وهو أَمر ضَيِّقٌ. أَبو عمر: الضَّيْقُ الشيء الضَّيِّقُ، والضِّيقُ المصدر، والمَضايِق: جمع المَضِيق. والضَّيْقُ أَيضاً: تخفيف الضَّيِّق؛ قال الراجز: دُرْنا ودارَتْ بَكْرةٌ نَخِيسُ، لا ضَيْقةُ المَجْرَى ولا مَرُوسُ والضَّيْقُ: جمع الضَّيقاة والضِّيقة وهي الفقر وسوء الحال، وقد ضاقَ عن كل الشيء. يقال: لا يَسَعُني شيء ويَضِيق عنك. وضاقَ الرجلُ أَي بخل، وضَيَّقْت عليك الموضع. وقولهم: ضِقْتُ به ذَرْعاً أَي ضاقَ ذرْعي به. وتَضايَقَ القومُ إِذا لم يتوسَّعوا في خُلُق أََو مكان. والضُّوقى والضِّيقى: تأْنيث الأَضْيَق، صارت الياء واواً لسكونها وضمة ما قبلها. ويقال: ضاقَ المكانُ، فهو ضَيِّق، فرق بينهما، ويقال في جمع ضائِقٍ ضاقَة؛ قال زهير:يَكْرَهها الجُبَناءُ الضاقةُ العَطَنِ فهذا جمع ضائِقٍ، ومثله سادَةٌ جمع سائِدٍ لا سيِّد؛ ومكان ضَيِّقٌ وضَيْقٌ وضائِقٌ. وفي التنزيل: فلعلَّك تارِكَ بعضَ ما يُوحَى إِليك وضائقْ به صَدْرُك. وهو في ضِيقٍ من أَمره وضَيْقٍ أَي في أَمر ضَيِّقٍ، والنعت ضَيِّقٌ، والاسم ضَيْق. ويقال: في صدر فلان ضِيقٌ علينا وضَيْقٌ. والضَّيْق: الشكَ يكون في القلب من قوله تعالى: ولا تكُ في ضَيْقٍ ممّا يَمْكُرون. وقال الفراء: الضَّيْقُ ما ضاق عنه صدرُك، والضِّيقُ ما يكون في الذي يتسَّع ويضيق مثل الدار والثوب؛ وإِذا رأَيت الضَّيْقَ قد وقع في موضع الضَّيق كان على أَمرين: أَحدهما أَن يكون جمعاً للضَّيْقةِ كما قال الأَعشى:فلئن رَبُّك، من رحمته، كَشَفَ الضَّيْقةَ عنا وفَسَح والوجه الآخر أَن يراد به شيء ضَيِّق فيكون ضَيق مخففاً، وأَصله التشديد، ومثله هَيْن ولَيْن. وأَضاقَ الرجلُ، فهو مُضِيق إِذا ضاقَ عليه مَعاشُه. وأَضاقَ أَي ذهب مالُه. التهذيب: والضَّيَقِ، بفتح الياء، الشك، والضَّيْقُ بهذا المعنى أَكثرُ. والضِّيقةُ: مثل الضِّيق. والمَضِيقُ: ما ضاقَ من الأَماكن والأُمور؛ قال: مَنْ شَا يُدَلِّي النفسَ في هُوَّة ضَنْكٍ، ولكن مَنْ له بالمَضِيق؟ أَي بالخروج من المَضيق. وقالوا: هي الضِّيقى والضُّوقى على حد ما يَعْتَوِرُ هذا النوع من المُعاقَبة. وقال كراع: الضُّوقى جمع ضَيَّقة؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف ذلك لأَن فُعْلى ليست من أَبنية الجموع إِلا أَن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء كبُهْماة وبُهْمى؛ وقالت امرأَة لضَرَّتها وهي تُسامِيها: ما أَنت بالخُورَى ولا الضُّوقى حِرَا الضُّوقى: فُعْلى من الضِّيق وهي في الأَصل الضُّيْقى، فقلبت الياء واواً من أَجل الضمة، والخُورَى فُعْلى من الخير، وكذلك الكوسى من الكَيْس.والضِّيقةُ: ما بين كل نجمين. والضِّيقةُ: كوكبان كالمُلْتَزِقَينِ صغِيران بين الثُّرَيا والدَّبَران. وضِيقة: منزلة للقمر بلزق الثريّا مما يلي الدبران وهو مكان نحْسٌ على ما تزعم العرب؛ قال الأَخطل: فهلاَّ زَجَرْتِ الطير، لَيلة جِئْتِه، بِضِيقةَ بَيْنَ النَّجْمِ والدَّبَرانِ يذكر امرأَة وَسِيمةً تزوَّجها رجل دميم، والمرأَة هي بَرَّة أَبي هانئ التغلبي والرجل سعيد بن بنان التغلبي، وقال الأَخطل في ذلك؛ قال ابن قتيبة: وربما قَصُر القمر عن الدَّبَرانِ فنزل بالضِّيقة وهما النجمان الصغيران المتقاربان بين الثريّا والدَّبران؛ حكي هذا القول عن أَبي زياد الكلابي؛ قال أَبو منصور: جعل ضِيقةَ معرفة لأَنه جعله اسماً علماً لذلك الموضع ولذلك لم يصرفه، وأَنشده أَبو عمرو بِضِيقةِ بكسر الهاء، جعله صفة ولم يجعله اسماً للموضع؛ أَراد بضِيقَةِ ما بين النجم والدبران. والضَّيْقة والضِّيقة: القمر @ضأك: رجل مَضْؤُوك (* قوله «رجل مضؤوك» وقد كعني كما في القاموس.) مَزْكُوم. @ضبك: ضَبَكَ الرجلَ وضَبَّكه: غمز يديه، يمانية. والضَّبِيك: أَوّل مصة يمصها الصبي من ثدي أُمه. واضْبَأَكَّتِ الأرضُ واضْمَأَكَّتْ: خرج نباتها، بالضاد، وهو الصحيح، وقيل: إذا اخضرت وطلع نباتها. وزرع مُضْبَئِكٌّ: أَخضر؛ عن كراع. @ضبرك: الضِّبْراكُ والضُّبارِك: الشديد الطولِ الضَّخْمُ الثقيل، وقد يقال ذلك للثقيل الكثير الأَهل؛ قال الفرزدق: ورَدُوا أُراقَ بجَحْفَلٍ من تَغْلِبٍ، لَجِبِ العَشِيِّ ضُبارِكِ الأَركانِ ابن السكيت: يقال للأَسد ضُبارِمٌ وضُبارك، وهما من الرجال الشجاع.الجوهري: رجل ضِبْراكٌ أَي ضخم، وكذلك الضُّبارِك؛ قال الراجز: أَعْدَدْتُ فيها بازلاً ضُبارِكا، يَقْصُر يَمْشي، ويَطُولُ بارِكا قال: والجمع الضَّبارِكُ بالفتح. @ضحك: الضَّحِكُ: معروف، ضَحِكَ يَضْحَك ضَحْكاً وضِحْكاً وضَحِكاً أَربع لغات، قال الأزهري: ولو قيل ضَحَكاً لكان قياساً لأن مصدر فَعِلَ فَعَلٌ، قال الأزهري: وقد جاءت أَحرف من المصادر على فَعَل، منها ضَحِكَ ضَحِكاً، وخَنَقَه خَنِقاً، وخَضَفَ خَضِفاً، وضَرطَ ضَرِطاً، وسَرَقَ سَرِقاً. والضَّحْكَة: المرَّة الواحدة؛ ومنه قول كُثَيِّر: غَمْر الرِّداء، إذا تبسم ضاحكاً غَلِقَتْ لضَحْكَتِهِ رقابُ المالِ وفي الحديث: يبعث الله السحابَ فيَضْحَكُ أَحسنَ الضَّحِكِ؛ جعل انجلاءه عن البرق ضَحِكاً استعارة ومجازاً كما يفْتَرُّ الضاحِكُ عن الثَّغْر، وكقولهم ضَحِكَتِ الأرضُ إذا أَخرجت نباتها وزَهْرَتها. وتضَحَّك وتَضاحَك، فهو ضاحك وضَحَّاك وضَحُوك وضُحَكة: كثير الضَّحِك. وضُحْكة، بالتسكين: يُضْحَك منه يطَّرد على هذا باب. الليث: الضُّحْكة الشيء الذي يُضْحك منه. والضُّحَكة: الرجل الكثير الضَّحِك يُعاب عليه. ورجل ضَحَّاك: نعت على فَعَّال. وضَحِكْتُ به ومنه بمعنىً. وتَضاحك الرجل واسْتَضْحَك بمعنى. وأَضْحَكه اللهُ عز وجل. والأُضْحُوكة: ما يُضْحك به. وامرأة مِضْحاك: كثيرة الضَّحِك. قال ابن الأَعرابي: الضَّاحِك من السحاب مثل العارِضِ إلا أنه إذا بَرَق قيل ضَحِك، والضَّحَّاك مَدْح، والضُّحَكَة دَمٌّ، والضُّحْكَة أَذَمُّ، وقد أَضْحكني الأَمرُ وهم يَتَضاحكون، وقالوا: ضَحِكَ الزَّهْرُ على المَثَل لأن الزَّهْر لا يَضْحَك حقيقة. والضَّاحِكَة: كل سِنٍّ من مُقَدَّمِ الأضراس مما يَنْدُر عند الضحك. والضَّاحِكَة: السُِّّ التي بين الأَنياب والأَضراس، وهي أَربع ضَواحِكَ. وفي الحديث: ما أَوْضَحُوا بضاحِكة أَي ما تبسموا. والضَّواحِكُ: الأَسنان التي تظهر عند التبسم. أَبو زيد: للرجل أَربع ثنايا وأَربع رَباعِيَات وأَربع ضَواحِك، والواحد ضاحِك وثنتا عشرة رَحًى، وفي كل شِقٍّ ستٌّ: وهي الطَّواحين ثم النَّواجِذ بعدها، وهي أَقصى الأَضراس. والضَّحِكُ: ظهور الثنايا من الفرح. والضَّحْكُ: العَجَب وهو قريب مما تقدَّم. والضَّحْك:الثَّغر الأبيض. والضَّحْك: العسل، شبه بالثَّغْر لشدة بياضه؛ قال أَبو ذؤيب: فجاء بِمَزْجٍ لم ير الناسُ مِثْلَهُ، هو الضَّحْك، إلا أَنه عَمَلُ النَّحْلِ وقيل: الضَّحْك هنا الشَّهْد، وقيل الزُّبْدُ، وقيل الثَّلْج. والضَّحْكُ أَيضاً: طَلْعُ النَّخْل حين يَنْشَقُّ، وقال ثعلب: هو ما في جوف الطَّلْعة. وضَحِكَتِ النخلةُ وأَضْحَكَتْ: أَخرجت الضَّحْكَ. أَبوعمرو: الضَّحْكُ والضَّحَّاك وَلِيعُ الطَّلْعة الذي يؤكل. والضَّحْك: النَّوْرُ. والضَّحْك: المَحَجَّة. وضَحِكَتِ المرأةُ: حاضت؛ وبه فسر بعضهم قوله تعالى: فضَحِكَتْ فبشرناها بإسحق؛ وقد فسر على معنى العَجَب أَي عَجِبَتْ من فزع إبراهيم، عليه السلام. وروى الأزهري عن الفراء في تفسير هذه الآية: لما قا ل رسول الله عز وجل لعبده ولخليله إبراهيم لا تخف ضَحِكتْ عند ذلك امرأَته، وكانت قائمة عليهم وهو قاعد، فَضَحِكت فبُشرت بعد الضَّحِك بإسحق، وإنما ضحكت سروراً بالأمن لأنها خافت كما خاف إبراهيم. وقال بعضهم: هذا مقدَّم، ومؤخر المعنى فيه عندهم: فبشرناها بإسحق فضحكت بالبشارة؛ قال الفراء: وهو ما يحتمله الكلام، والله أعلم بصوابه. قال الفراء: وأما قولهم فضحكت حاضت فلم أسمعه من ثقة. قال أَبو عمرو: وسمعت أبا موسى الحامض يسأل أبا العباس عن قوله فضحكت أي حاضت، وقال إنه قد جاء في التفسير، فقال: ليس في كلام العرب والتفسير مسلم لأهل التفسير، فقال له فأنت أنشدتنا: تَضْحَكُ الضَّبْعُ لقَتْلى هُذَيْلٍ، وتَرى الذئبَ بها يَسْتَهِلّ فقال أَبو العباس: تضحك ههنا تَكْشِرُ، وذلك أن الذئب ينازعها على القتيل فتَكْشِر في وجهه وَعيداً فيتركها مع لحم القتيل ويمرّ؛ قال ابن سيده: وضَحِكَت الأَرنبُ ضِحْكاً حاضت؛ قال: وضِحْك الأَرانبِ فَوْقَ الصَّفا، كمثلِ دَمِ الجَوْفِ يوم اللِّقا يعني الحيضَ فيمازعم بعضهم؛ قال ابن الأَعرابي في قول تأبط شرّاً: تضحك الضبع لقتلى هذيل أَي أَن الضبع إذا أَكلت لحوم الناس أَو شربت دماءهم طَمِثَتْ، وقد أَضْحكها الدمُ؛ قال الكُمَيْت: وأَضْحَكَتِ الضِّباعَ سُيوفُ سَعْدٍ، لقَتْلى ما دُفِنَّ ولا وُدِينا وكان ابن دريد يردّ هذا ويقول: من شاهد الضِّباعَ عند حيضها فيعلم أَنها تحيض؟ وإنما أَراد الشاعر أَنها تَكْشِرُ لأَكل اللحوم، وهذا سهو منه فجعل كَشْرَها ضَحِكاً؛ وقيل: معناه أَنها تستبشر بالقتلى إذا أكلتهم فيَهِرُّ بعضُها على بعض فجعل هَرِيرها ضَحِكاً لأن الضحك إنما يكون منه كتسمية العنب خمراً، ويسْتَهِلُّ: يصيح ويَسْتَعْوِي الذئابَ. قال أَبو طالب: وقال بعضهم في قوله فضحكت حاضت إن أَصله من ضَحَّاك الطَّلْعة (* قوله «من ضحاك الطلعة» كذا بالأصل، والإضافة بيانية لأن الضحاك، كشداد: طلع النخلة إذا انشق عنه كمامه.) إذا انشقت؛ قال: وقال الأَخطل فهي بمعنى الحيض:تَضْحَكُ الضَّبْعُ من دِماءِ سُلَيْمٍ، إذ رَأَتْها على الحِداب تَمُورُ وكان ابن عباس يقول: ضَحِكَتْ عَجِبَت من فزع إبراهيم. وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل: وامْرأَته قائمةٌ فضَحِكَتْ؛ يروي أَنها ضحكت لأَنها كانت قالت لإبراهيم اضْمُمْ لُوطاً ابن أَخيك إليك فإني أَعلم أنه سينزل بهؤلاء القوم عذاب، فضحِكَتْ سُروراً لما أَتى الأمر على ما توهمت، قال: فأما من قال في تفسير ضحكت حاضت فليس بشيء. وأَضْحَكَ حَوْضَه: ملأه حتى فاض، وكأَنَّ المعنى قريبٌ بعضُه من بعض لأنه شيء يمتلئ ثم يفيض، وكذلك الحيض. والضَّحُوكُ من الطُّرُق: ما وَضَح واستبان؛ قال: على ضَحُوكِ النَّقْبِ مُجْرَهِدِّ أَي مستقيم.والضَّاحِكُ: حجر أبيض يبدو في الجبل. والضَّحُوك: الطريق الواسع. وطريق ضَحَّاك: مُسْتبين؛ وقال الفرزدق: إذا هِيَ بالرَّكْبِ العِجالِ تَرَدَّفَتْ نَحائزَ ضَحَّاكِ المَطالِعِ في نَقْبِ نحائز الطرق: جَوادُّها. أَبو سعيد: ضَحِكاتُ القلوب من الأموال والأَولاد خِيارُها تَضْحَك القلوب إليها. وضَحِكاتُ كل شيء: خِيارُه. ورأيٌ ضاحِكُ ظاهر غير ملتبس. ويقال: إن رأيك ليُضاحِكُ المشكلات أَي تظهر عنده المشكلات حتى تُعْرف. ويقال: القِرد يَضْحَك إذا صوّت. وبُرْقَةُ ضاحِكٍ: في ديار تميم. ورَوْضة ضاحِك: بالصَّمَّان معروفة. والضَّحَّاك بن عَدْنان: زعم ابن دَأبٍ المَدني أنه الذي ملك الأرض وهو الذي يقال له المُذْهَب، وكانت أمه من الجن فلَحِقَ بالجن وسدا القرا (* قوله «وسدا القرا» كذا بالأصل بدون نقط، ولعله محرف عن وبيداء القرى أي ولحق ببيداء القرى)، وتقول العجم: إنه لما عمل السحر وأظهر الفساد أخذ فشُدََّ في جبل دُنْباوَنْدَ، ويقال: إن الذي شدَّه أفْرِيدون الذي كان مَسَح الدنيا فبلغت أربعة وعشرين ألف فرسخ؛ قال الأزهري: وهذا كله باطل لا يؤمن بمثله إلا أحمق لا عقل له. @ضرك: الضَّرِيكُ: الفقير اليابس الهالك سُوءَ حالٍ، والأنثى ضَرِيكة، وقلَّما يقال ذلك في النساء، وقد ضَرُكَ ضَراكَةً، وقلَّما يقال للمرأة ضَرِيكة. الأَصمعي: الضَّرِيك الضَّرِير، وهو أيضاً الفقير الجائع، ولا يُصَرَّف له فِعْل لا يقولون ضرَكه في معنى ضَرَّه، والجمع ضرائك وضُرائك وضُرَكاء؛ قال الكميت يمدح مَسْلَمة بن هشام: فغَيْثٌ أَنتَ للضُّرَكاءِ منّا، بسَيْبِك حين تُنْجِدُ أَو تَغُورُ وقال أيضاً: إذ لا تَبِضُّ، إلى التَّرا ئك والضَّرائِكِ، كَفُّ جازِرْ وفي قصة ذي الرُّمة ورؤبة: عالَمُهُ ضَرائك؛ جمع ضَرِيك وهو الفقير السيء الحال، وقيل: الهزيل. والضَّرِيكُ: النَّسْرُ الذكر، قال: وضُراك من أسماء الأسد وهو الغليظ الشديدُ عَصَب الخَلْق في جِسْم، والفعل ضَرُكَ يَضْرُك ضَراكة. @ضكك: ضَكَّه يَضُكُه وضَكْضَكه: غَمزَه غَمْزاً شديداً وضَغَطه. وضَكَّه بالحُجة: قَهَره. وضَكَّه الأَمْرُ: كَرَبه. والضَّكُّ: الضيِّقُ. والضَّكْضَكة: ضرب من المشي فيه سرعة، وقيل: هي سرعة المشي. والضَّكْضاك والضُّكاضِكُ من الرجال: القصير المُكْتَنِز، وامرأة ضَكْضاكة كذلك، وقيل: امرأة ضَكْضاكة مكتنزة اللحم صُلْبة. وفي النوادر: ضُكْضِكَتِ الأرضُ وفُضْفِضَتْ بمطر ورُقْرِقَتْ ومُصْمِصَتْ ومُضْمِضَتْ كل هذا إذا غسلها المطر. @ضمك: اضْمَأَكَّت الأرضُ اضمِئْكاكاً: كاضْبأَكَّتْ إذا خرج نبتها. والمُضْمَئِكُّ: الزرع الأَخضر كالمُضْبَئِكّ، عن كراع. أبو زيد: اضمأكَّ النبت إذا رَوِيَ واخْضَرَّ. واضْمَأَكَّ السحاب: لم يُشَك في مطره؛ هذه عن أبي حنيفة. @ضنك: الضَّنْكُ: الضِّيقُ من كل شيء، الذكر والأُنثى فيه سواء، ومعيشة ضَنْكٌ ضَيِّقة. وكل عيش من غيرِ حلِّ ضَنْك وإن كان واسعاً. وفي التنزيل العزيز: ومن أَعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضَنْكاً؛ أي غير حَلال؛ قال أبو إسحق: الضَّنْك أَصله في اللغة الضِّيقُ والشدَّة، ومعناه، والله أعلم، أن هذه المعيشة الضَّنْك في نار جهنم، قال: وأكثر ما جاء في التفسير أنه عذاب القبر؛ وقال قَتادة: معيشةً ضَنْكاً جهنم، وقال الضحاك: الكسب الحرام، وقال الليث في تفسيره: أَكلُ ما لم يكن من حلال فهو ضَنْكٌ وإن كان مُوَسَّعاً عليه، وقد ضَنُك عيشُه. والضَّنْك: ضَيق العيش. وكلُّ ما ضاق فهو ضنْك. والضَّنيكُ: العيش الضَّيِّقُ، والضَّنيك المقطوع. وقال أَبو زيد: يقال للضعيف في بدنه ورأيه ضَنِيك. والضَّنِيك: التابع الذي يَعْمَل بخُبْزِه. وضَنُك الشيءُ ضَنْكاً وضَنَاكة وضُنُوكة: ضاق. وضَنُك الرجلُ ضناكة، فهو ضنيك: ضَعُف في جسمه ونفسه ورأيه وعقله. والضُّنْكَة والضُّنَاك، بالضم: الزُّكام، وقد ضُنِكَ، على صيغة ما لم يسم فاعله، فهو مَضْنُوك إذا زُكِمَ، والله أَضْنَكه وأَزْكِمه. وفي الحديث: أَنه عَطَسَ عنده رجل فشَمَّته رجل ثم عَطَس فشَمَّته رجل ثم عَطَس فأَراد أَن يُشَمِّته، فقال: دَعْه فإنه مَضْنُوك أَي مزْكوم؛ قال ابن الأثير: والقياس أَن يقال فهو مُضْنَك ومُزْكَم، ولكنه جاء على أُضْنِك وأُزْكِم. وفي الحديث: أَيضاً: فإنك مَضْنُوك؛ وقال العجاج يصف جارية: فهي ضِنَاكٌ كالكَثِيبه المُنْهالْ عَزَّزَ منه، وهو مُعْطي الإسْهالْ، ضَرْبُ السَّواري مَتْنَه بالتَّهْتالْ الضِّنَاكُ: الضَّخْمة كالثيب الذي ينهال، عزز منه أَي سَدَّد من الكثيب، ضَرْبُ السواري أَي أَمطار الليل فلزم بعضُه بعضاً، شبه خلقها بالكثيب وقد أَصابه المطر، وهو معْطي الإِسْهال أَي يعطيك سُهولة ما شئت. والضِّنَاك: المُوَثَّقُ الخَلْق الشديد، يكون ذلك في الناس والإبل، الذكر والأُنثى فيه سواء. والضِّنَاك: المرأة الضَّخمة. وقال الليث: الضَّنَاك التّارَّة المُكْتَنزة الصُّلْبة الللحم. وامرأَة ضِناك: ثقيلة العجيزة ضَخْمة؛ أَنشد ثعلب:وقد أُناغي الرَّشأَ المُحَبَّبَا، خَوْداً ضِناكاً لا تَمُدُّ العُقبَا (* قوله «لا تمد العقبا» مد في السير: مضى، والعقب جمع عقبة كغرفة وغرف. وأنشده شارح القاموس في ع ق ب: لا تسير بدل لا تمد). خَوْداً هنا: إما بدل وإما حال، أَراد أَنها لا تسير مع الرجال. وناقة ضِنَاك: غليظة المؤخر، وكذلك هي من النخل والشجر. وفي كتابه لوائل بن حُجْر: في التِّيعة شاةٌ لا مُقَوَّرةُ الألْياطِ ولا ضِناكٌ؛ الضِّناك، بالكسر: الكثير اللحم، ويقال للذكر والأنثى بغير هاء. قال ابن بري: قال الجوهري الضِّنَاك، بالفتح، المرأة المكتنزة، قال: وصابه الضَّناك، بالكسر.ورجل ضُنأَكُ، على فُعْلَلٍ مهموز الألف: وهو الصُّلْب المعصوب اللحم، والمرأة بعينها على هذا اللفظ ضُنْأَكَة. @ضوك: تَضَوَّكَ في عَذِرته تَضَوُّكاً: تلطخ بها؛ قال يعقوب: رواها اللحياني عن أبي زياد بالضاد المعجمة، وعن الأصمعي بالصاد المهملة، قال: وقال أَبو الهيثم العُقَيلي: توَرَّك فيه تَوَرُّكاً إذا تَلَطَّخ. وروى أَبو تراب عن عَرَّام: رأَيت ضُوَاكَةً من الناس وضَوِيكَة أَي جماعة، وكذلك من سائر الحيوان. ويقال: اضْطَوَكُوا على الشيء واعْتَلَجُوا وادَّوَّسُوا (* قوله «وادوسوا» وهكذا في الأصل.) إذا تنازعوه بشدة. @ضيك: ضاكتِ الناقة تَضِيك ضَيكاً: تَفاجَّتْ من شدة الحر فلم تقدر أَن تضم فخذيها على ضَرْعها، وهي ضائك من نُوق ضُيَّك؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: ألا تَراها كالهِضابِ بُيَّكَا، مَتالِياً جَنْبَى وعُوذاً ضُيَّكا؟ أَبو زيد: الضَّيَكانُ والحَيَكانُ في مشي الإنسان أَن يحرِّك فيه منكبيه وجسده حين يمشي مع كثرة لحم. @ضأل: الضَّئِيلُ: الصغير الدَّقيق الحَقير. والضِّئِيل: النَّحيف، والجمع ضُؤَلاء وضِئالٌ؛ قال النابغة الجعدي: لا ضِئالٌ ولا عَواوِيرُ حَمَّا لُون، يَوْمَ الخِطابِ، للأَثقال والأُنثى ضَئيلةٌ، وقد ضَؤُلَ ضَآلةً وتَضاءَل؛ قال أَبو خِراش: وما بَعْدَ أَنْ قد هَدَّني الدَّهْرُ هَدَّةً تَضالَ لها جِسْمي، ورَقَّ لها عَظْمي أَراد تَضاءَل فحذف، وروى أَبو عمرو تَضاءلْ لها، بالإِدْغام (* قوله «بالادغام» زاد في المحكم: وهذا بعيد لأَنه لا يلتقي في شعر ساكنان) والمُضْطَئلُ: الضَّئيل؛ قال: رأَيتُك يا ابنَ قُرْمَةَ حين تَسْمو، مع القَرِمَيْن، تَضْطئِل المَقاما أَراد تَضْطَئِل للمَقام فحدف وأَوْصَل، وفي التهذيب: مُضْطَئِل المقام. وضاءَل شَخْصَه: صَغَّره؛ قال زهير: فبَيْنا نَذُودُ الوَحْشَ، جاء غُلامُنا يَدِبُّ ويُخْفي شَخْصَه، ويُضائِلُه وتَضاءَلَ الرجلُ: أَخْفى شخصَه قاعداً وتَصاغَر. وفي الحديث: إِن العَرْش على مَنْكِب إسْرافِيل وإِنَّه لَيَتَضاءَلُ من خشية الله حتى يَصير مثل الوَصَع؛ يريد يَتَصاغر ويَدِقُّ تواضُعاً. أَبو زيد: ضَؤُلَ رأْيُه ضَآلةً إِذا صَغُر وفالَ رَأْيُه. ورجل مُتضائلٌ أَي شَخْتٌ؛ وقال العُجَير السَّلولي، وقيل زينب أُخت يزيد بن الطَّثَرِيَّة: فَتىً قُدَّ السَّيفِ لا مُتضائلٌ، ولا رَهِلٌ لَبَّاتُه وبآدِلُهْ وقال مالك بن نُوَيرة: نُعِدُّ الجِيادَ الحُوَّ والكُمْتَ كالقَنا، وكُلَّ دِلاصٍ نَسْجُها مُتضائلُ أَي دَقيقٌ. ورَجُل ضُؤَلةٌ أَي نحيف. وتَضاءَلَ الشيءُ إِذا تَقَبَّضَ وانضمَّ بعضُه إِلى بعض. وفي حديث عمر: قال للجِنِّيِّ إِني أَراك ضَئيلاً شَخيتاً. وفي حديث الأَحْنَف: إِنَّك لضَئيلٌ أَي نحيف ضعيف. واستعمل أَبو حنيفة التَّضاؤل في البَقْل فقال: إِن الكُرُنْبَ إِذا كان إِلى جَنْب الحَبَلة تَضاءَل منها وذَلَّ وساءت حالُه. وهو عليه ضُؤْلانٌ أَي كَلٌّ. وحسَبُه عليه ضُؤْلانٌ إِذا عِيب به؛ وأَنشد ابن جني: أَنا أَبو المِنْهالِ، بَعْضَ الأَحْيان، ليسَ عَلَيَّ حَسَبي بضُؤْلان أَراد بضئيل أَي القائم مقامَه والمُغْنِي غَناءَه، وأَعْمَل في الظرف معنى التشبيه أَي أُشْبِهُ أَبا المنهال في بعض الأَحيان، وأَنا مثل أَبي المِنْهال. أَبو منصور: ضَؤُلَ الرجل يضْؤُل ضَآلةً وضُؤُولةً إِذا قالَ رَأْيُه، وضَؤُل ضَآلةً إِذا صَغُر. وقال الليث: الضَّئيل نعت للشيء في ضَعْفه وصِغَره ودِقَّته، وجَمْعه ضُؤَلاءُ وضَئيلُون، والأُنثى ضَئيلة. والضُّؤُولة: الهُزال. الجوهري: رَجُلٌ ضَئيل الجسم إِذا كان صغير الجسم نحيفاً. والضَّئيلة: الحَيَّة الدقيقة. المحكم: الضَّئيلة حَيَّة كأَنها أَفْعَى. والضَّئيلة: اللَّهاة؛ عن ثعلب. @ضأبل: الأَزهري في الثلاثي الصحيح قال: أَهمله الليث، قال: وفيه حرف زائد، وذكر أَبو عبيد عن الأَصمعي: جاء فلان بالضِّئْبِل والنِّئْطِل وهُما الداهية؛ قال الكميت: أَلا يَفْزَعُ الأَقْوامُ مِمّا أَظَلَّهُم، ولَمَّا تَجِئْهم ذاتُ وَدْقَينِ ضِئْبِلُ؟ قال: وإِن كانت الهمزة أَصلية فالكلمة رُباعِيَّة. ابن سيده: الضِّئْبِل، بالكسر والهمز، مثل الزِّنْبِر، والضِّئْبلُ الداهية؛ حكى الأَخيرة ابن جني، والأَكثر ما بَدَأْنا به، بالكسر؛ قال زِيادٌ المِلْقَطِيُّ: تَلَمَّسُ أَنْ تُهْدِي لجارِك ضِئْبِلا، وتُلْفَى لَئِيماً لِلْوِعاءَيْن صامِلا قال: ولغة بني ضَبَّة الصِّئْبِل، بالصاد، والضادُ أَعرف؛ قال الجوهري: وربما جاءَ ضَمُّ الباء في الضِّئْبُل والزِّئبُر؛ قال ثعلب: لا نعلم في الكلام فِعْلُل، فإِن كان هذان الحرفان مسموعين بضم الباء فيهما فهو من النوادر؛ وقال ابن كيسان: هذا إِذا جاء على هذا المثال شَهِد للهمزة بأَنها زائدة، وإِذا وقعت حروف الزيادة في الكلمة جاز أَن تخرج عن بناء الأُصول، فلهذا ما جاءت هكذا؛ قال الكميت: ولم تَتَكَأْدْهُمُ المُعْضِلات، ولا مُصْمَئِلَّتُها الضِّئْبِلُ وزاد ابن بري على هاتين الكلمتين نِئْدُل، وقال هو الكابوس. @ضحل: الضَّحْلُ: القريبُ القَعْر. والضَّحْل: الماءُ الرقيق على وجه الأَرض ليس له عَمْقٌ، وقيل: هو كالضَّحْضاح إِلاَّ أَن الضَّحْضاح أَعمُّ منه لأَنه فيما قَلَّ أَو كثُر، وقيل: الضَّحْل الماء القليل يكون في العين والبئر والجُمَّة ونحوها، وقيل: هو الماء القليل يكون في الغَدِير ونحوه؛ أَنشد ابن بري لابن مقبل: وأَظْهَرَ، في غُلاَّنِ رَقْدٍ وسَيْلُه، عَلاجِيمُ لا ضَحلٌ، ولا مُتَضَحْضِحُ والعُلْجُوم هنا: الماء الكثير، والجمع أَضْحال وضُحُولٌ. الجوهري: الضَّحْلُ الماء القليل، ومنه أَتَانُ الضَّحْل لأَنه لا يَغْمُرها لقِلَّته؛ قال الأَزهري: أَتانُ الضَّحْل الصَّخْرةُ بعضها غَمَره الماءُ وبعضها ظاهر. قال شمر: وغَدِيرٌ ضاحِلٌ إِذا رَقَّ ماؤه فذهب. وفي الحديث في كتابه لأُكَيْدِرِ دومَةَ: ولنا الضّاحِيةُ من الضَّحْل؛ هو بالسكون القليل من الماء، وقيل: الماء القريب المكان، وبالتحريك مكان الضَّحْل، ويروى الضاحية من البَعْل. والمَضْحَلُ: مكانٌ يَقِلُّ فيه الماء من الضَّحْل، وبه يُشَبَه السَّراب. قال ابن سيده: المَضْحَلُ مكان الضَّحْل؛ قال العَجّاج: حَسِبْتُ يوماً، غَيْر قَرٍّ، شامِلا يَنْسُج غُدْراناً على مَضاحِلا (* قوله «حسبت» هكذا في المحكم، وفي التكملة: كأن). يصف السَّرابَ شبهه بالغُدُر. وضَحَلَتِ الغُدُرُ: قَلَّ ماؤها. ويقال: إِنَّ خَيْرَكَ لضَحْلٌ أَي قليل. وما أَضْحَل خَيرَكَ أَي ما أَقَلَّه. واضْمَحَلَّ السحابُ: تقَشَّعَ. واضْمَحَلَّ الشيءُ أَي ذهب، وفي لغة الكِلابيِّين امْضَحَلَّ، بتقديم الميم، حكاها أَبو زيد. @ضرزل: أَبو خَيْرَة: رَجُل ضِرْزِلٌ أَي شَحِيحٌ. @ضعل: ابن الأَعرابي: الضاعِلُ الجَمَل القَوِيُّ، والطاعِلُ السَّهم المُقَوَّم؛ قال أَبو العباس: ولم أَسمع هذين الحرفين إِلاّ له، قال: والضَّعَل دِقَّة البدن من تَقارُب النَّسَب. @ضغل: الضَّغِيل: صوت فم الحَجّام إِذا مَصَّ من مِحْجَمه، يقال: ضَغَلَ يَضْعَلُ ضَغِيلاً صَوَّت عند الحِجامة؛ قاله أَبو عمرو وغيره. @ضكل: الأَضْكَلُ والضَّيْكَل: الرجُل العُرْيانُ، والضَّيْكَل الفقير؛ وقال الشاعر: فأَمّا آلُ ذَيّالٍ، فإِنَّا تَرَكْناهمْ ضَياكِلَةً عَيامى والجمع ضَياكِلُ وضَياكِلةٌ. والضَّيْكَل: العظيمُ الضَّخْم؛ عن ثعلب. الأَزهري في الرباعي: إِذا جاء الرجلُ عُرْياناً فهو البُهْصُل والضَّيْكَل. @ضلل: الضَّلالُ والضَّلالةُ: ضدُّ الهُدَى والرَّشاد، ضَلَلْتَ تَضِلُّ هذه اللغة الفصيحة، وضَلِلْتَ تَضَلُّ ضَلالاً وضَلالةً؛ وقال كراع: وبنو تميم يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ وضَلِلْتُ أَضِلُّ؛ وقال اللحياني: أَهل الحجاز يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ، وأَهل نجد يقولون ضَلَلْت أَضِلُّ، قال وقد قرئ بهما جميعاً قوله عز وجل: قُلْ إِن ضَلَلْتُ فإِنما أَضِلُّ على نفسي؛ وأَهل العالية يقولون ضَلِلْتُ، بالكسر، أَضَلُّ، وهو ضالٌّ تالٌّ، وهي الضَّلالة والتَّلالة؛ وقال الجوهري: لغة نجد هي الفصيحة. قال ابن سيده: وكان يحيى بن وَثَّاب يقرأ كلَّ شيء في القرآن ضَلِلْت وضَلِلْنا، بكسر اللام، ورَجُلٌ ضالٌّ. قال: وأَما قراءة من قرأَ ولا الضّأَلِّينَ، بهمز الأَلف، فإِنه كَرِه التقاء الساكنين الأَلف واللام فحرَّك الأَلف لالتقائهما فانقلبت همزة، لأَن الأَلف حرف ضعيف واسع المَخْرَج لا يَتَحمَّل الحركة، فإِذا اضْطُرُّوا إِلى تحريكه قلبوه إِلى أَقرب الحروف إِليه وهو الهمزة؛ قال: وعلى ذلك ما حكاه أَبو زيد من قولهم شأَبَّة ومَأَدَّة؛ وأَنشدوا: يا عَجَبا لقد رأَيْتُ عَجَبا: حِمَار قَبّانٍ يَسُوق أَرْنَبا، خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَذْهَبا يريد زَامَّها. وحكى أَبو العباس عن أَبي عثمان عن أَبي زيد قال: سمعت عمرو بن عبيد يقرأُ: فيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عن ذَنْبهِ إِنْسٌ ولا جأَنٌّ، بهمز جانٍّ، فظَنَنْتُه قد لَحَن حتى سمعت العرب تقول شأَبَّة ومأَدَّة؛ قال أَبو العباس: فقلت لأَبي عثمان أَتَقِيس ذلك؟ قال: لا ولا أَقبله. وضَلُولٌ: كضَالٍّ؛ قال: لقد زَعَمَتْ أُمامَةُ أَن مالي بَنِيَّ، وأَنَّني رَجُلٌ ضَلُولُ وأَضَلَّه: جعله ضَالاًّ. وقوله تعالى: إِنْ تَحْرِصْ على هُداهم فإِنَّ الله لا يَهْدي مَنْ يُضِلُّ، وقرئت: لا يُهْدى من يُضِلُّ؛ قال الزَّجّاج: هو كما قال تعالى: من يُضْلِلِ اللهُ فلا هادِيَ له. قال أَبو منصور: والإِضْلالُ في كلام العرب ضِدُّ الهداية والإِرْشاد. يقال: أَضْلَلْت فلاناً إِذا وَجَّهْتَه للضَّلال عن الطريق؛ وإِياه أَراد لبيد: مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الخيرِ اهْتَدَى ناعِمَ البالِ، ومن شاءَ أَضَلّ قال لبيد: هذا في جاهِلِيَّته فوافق قوله التنزيل العزيز: يُضِلُّ من يشاء ويَهْدِي من يشاء؛ قال أَبو منصور: والأَصل في كلام العرب وجه آخر يقال: أَضْلَلْت الشيءَ إِذا غَيَّبْتَه، وأَضْلَلْت المَيِّتَ دَفَنْته. وفي الحديث: سيكُون عليكم أُمَّةٌ إِنْ عَصَيْتُموهم ضَلَلْتم، يريد بمعصيتهم الخروجَ عليهم وشَقَّ عَصَا المسلمين؛ وقد يقع أَضَلَّهم في غير هذا الموضع على الحَمْل على الضَّلال والدُّخول فيه. وقوله في التنزيل العزيز: رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كثيراً من الناس؛ أَي ضَلُّوا بسببها لأَن الأَصنام لا تفعل شيئاً ولا تَعْقِل، وهذا كما تقول: قد أَفْتَنَتْني هذه الدارُ أَي افْتَتَنتُ بسببها وأَحْبَبتُها؛ وقول أَبي ذؤيب: رآها الفُؤَادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُه، نِيَافاً من البِيضِ الكِرامِ العَطَابِل قال السُّكَّري: طُلِبَ منه أَن يَضِلَّ فَضَلَّ كما يقال جُنَّ جُنونُه، ونِيافاً أَي طويلة، وهو مصدر نافَ نِيَافاً وإِن لم يُسْتعمل، والمستعمل أَناف؛ وقال ابن جني: نِيافاً مفعول ثان لرآها لأَن الرؤية ههنا رؤية القلب لقوله رآها الفُؤَاد. ويقال: ضَلَّ ضَلاله، كما يقال جُنَّ جُنونُه؛ قال أُمية: لوْلا وَثَاقُ اللهِ ضَلَّ ضَلالُنا، ولَسَرَّنا أَنَّا نُتَلُّ فَنُوأَدُ وقال أَوس بن حَجَر: إِذا ناقةٌ شُدَّتْ برَحْل ونُمْرُقٍ، إِلى حَكَمٍ بَعْدي، فضَلَّ ضَلالُها وضَلَلْت المَسْجدَ والدارَ إِذا لم تعرف موضعهما، وضَلَلْت الدارَ والمَسْجدَ والطريقَ وكلَّ شيء مقيم ثابت لا تَهْتَدي له، وضَلَّ هو عَنِّي ضَلالاً وضَلالةً؛ قال ابن بري: قال أَبو عمرو بن العلاء إِذا لم تعرف المكانَ قلت ضَلَلْتُه، وإِذا سَقَط من يَدِك شيءٌ قلت أَضْلَلْته؛ قال: يعني أَن المكان لا يَضِلُّ وإِنما أَنت تَضِلُّ عنه، وإِذا سَقَطَت الدراهمُ عنك فقد ضَلَّت عنك، تقول للشيء الزائل عن موضعه: قد أَضْلَلْته، وللشيء الثابت في موضعه إِلا أَنك لم تَهْتَدِ إِليه: ضَلَلْته؛ قال الفرزدق:ولقد ضَلَلْت أَباك يَدْعُو دارِماً، كضَلالِ مُلْتَمِسٍ طَريقَ وَبارِ وفي الحديث: ضالَّة المؤمن؛ قال ابن الأَثير: وهي الضائعة من كل ما يُقْتَنَى من الحيوان وغيره. الجوهري: الضّالَّة ما ضَلَّ من البهائم للذكر والأُنثى، يقال: ضَلَّ الشيءُ إِذا ضاع، وضَلَّ عن الطريق إِذا جار، قال: وهي في الأَصل فاعِلةٌ ثم اتُّسِعَ فيها فصارت من الصفات الغالبة، وتقع على الذكر والأُنثى والاثنين والجمع، وتُجْمَع على ضَوالَّ؛ قال: والمراد بها في هذا الحديث الضَّالَّةُ من الإِبل والبقر مما يَحْمِي نفسَه ويقدر على الإِبْعاد في طلب المَرْعَى والماء بخلاف الغنم؛ والضّالَّة من الإِبل: التي بمَضْيَعَةٍ لا يُعْرَفُ لها رَبٌّ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء. وسُئل النبي، ﷺ، عن ضَوالِّ الإِبل فقال: ضالَّةُ المؤمن حَرَقُ النار، وخَرَجَ جوابُ رسول الله، ﷺ، على سؤَال السائل لأَنه سأَله عن ضَوالِّ الإِبل فنهاه عن أَخذها وحَذَّره النارَ إِنْ تَعَرَّضَ لها، ثم قال، عليه السلام: ما لَكَ ولَها، مَعها حِذاؤُها وسِقاؤها تَرِدُ الماءَ وتأْكل الشَّجَرَ؛ أَراد أَنها بعيدة المَذهَب في الأَرض طويلة الظَّمَإِ، تَرِدُ الماءَ وتَرْعى دون راعٍ يحفظها فلا تَعَرَّضْ لها ودَعْها حتى يأْتيها رَبُّها، قال: وقد تطلق الضَّالَّة على المعاني، ومنه الكلمة الحكيمةُ: ضالَّةُ المؤمن، وفي رواية: ضالَّةُ كل حكيم أَي لا يزال يَتَطَلَّبها كما يتطلب الرجُلُ ضالَّته. وضَلَّ الشيءُ: خَفِيَ وغاب. وفي الحديث: ذَرُّوني في الرِّيح لَعَلِّي أَضِلُّ الله، يريد أَضِلُّ عنه أَي أَفُوتُه ويَخْفَى عليه مكاني، وقيل: لَعَلِّي أَغيب عن عذابه. يقال: ضَلَلْت الشيءَ وضَلِلْته إِذا جعلتَه في مكان ولم تَدْرِ أَين هو، وأَضْلَلْته إِذا ضَيَّعْته. وضَلَّ الناسي إِذا غاب عنه حفظُ الشيء. ويقال: أَضْلَلْت الشيء إِذا وَجَدتَه ضالاًّ كما تقول أَحْمَدْته وأَبْخَلْته إِذا وجدتَه محموداً وبَخيلاً. ومنه الحديث: أَن النبي، ﷺ، أَتى قومَه فأَضَلَّهم أَي وجدهم ضُلاَّلاً غير مُهْتدِين إِلى الحَقِّ، ومعنى الحديث من قوله تعالى: أََإِذا ضَلَلْنا في الأَرض أَي خَفِينا وغِبْنا. وقال ابن قتيبة في معنى الحديث: أَي أَفُوتُه، وكذلك في قوله لا يَضِلُّ ربي لا يَفُوتُه. والمُضِلُّ: السَّراب؛ قال الشاعر: أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كلَّ فَقِيدةٍ أُنُفٍ، كلائحة المُضِلِّ، جَرُور وأَضَلَّه اللهُ فَضَلَّ، تقول: إِنَّك لتَهْدِي الضالَّ ولا تَهْدِي المُتَضالَّ. ويقال: ضَلَّني فلانٌ فلم أَقْدِر عليه أَي ذَهَب عَني؛ وأَنشد: والسّائلُ المُبْتَغِي كَرائمها يَعْلَم أَني تَضِلُّني عِلَلي (* قوله «المبتغي» هكذا في الأصل والتهذيب، وفي شرح القاموس: المعتري وكذا في التكملة مصلحاً عن المبتغي مرموزا له بعلامة الصحة). أَي تذهب عني. ويقال: أَضْلَلْت الدابّةَ والدراهمَ وكلَّ شيء ليس بثابت قائم مما يزول ولا يَثْبُت. وقوله في التنزيل العزيز: لا يَضِلُّ رَبي ولا يَنْسى؛ أَي لا يَضِلُّه ربي ولا ينساه، وقيل: معناه لا يَغِيب عن شيء ولا يَغِيب عنه شيء. ويقال: أَضْلَلْت الشيءَ إِذا ضاع منك مثل الدابّة والناقة وما أَشبهها إِذا انفَلَت منك، وإِذا أَخْطَأْتَ موضعَ الشيء الثابت مثل الدار والمكان قلت ضَلِلْته وضَلَلْته، ولا تقل أَضْلَلْته. قال محمد بن سَلام: سمعت حَمَّاد بن سَلَمة يقرأُ في كتاب: لا يُضِلُّ ربي ولا يَنْسى، فسأَلت عنها يونس فقال: يَضِلُّ جَيِّدةٌ، يقال: ضَلَّ فلان بَعيرَه أَي أَضَلَّه؛ قال أَبو منصور: خالفهم يونس في هذا. وفي الحديث: لولا أَن الله لا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمل ما رَزَأْناكم عِقالاً؛ قال ابن الأَثير: أَي بُطْلانَ العمل وضَياعَه مأْخوذ من الضَّلال الضياع؛ ومنه قوله تعالى: ضَلَّ سَعْيُهم في الحياة الدنيا. وأَضَلَّه أَي أَضاعه وأَهلكه. وفي التنزيل العزيز: إِنَّ المجرمين في ضَلالٍ وسُعُرٍ؛ أَي في هلاك. والضَّلال: النِّسْيان. وفي التنزيل العزيز: مِمَّنْ تَرْضَوْن من الشُّهَداء أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر إِحداهما الأُخرى؛ أَي تَغِيب عن حِفْظها أَو يَغيب حِفْظها عنها، وقرئ: إِنْ تَضِلَّ، بالكسر، فمن كَسَر إِنْ قال كلام على لفظ الجزاء ومعناه؛ قال الزجاج: المعنى في إِنْ تَضِلَّ إِنْ تَنْسَ إِحداهما تُذَكِّرْها الأُخرى الذاكرة، قال: وتُذْكِر وتُذَكِّر رَفْعٌ مع كسر إِنْ (* قوله «وتذكر وتذكر رفع مع كسر ان» كذا في الأصل ومثله في التهذيب، وعبارة الكشاف والخطيب: وقرأ حمزة وحده ان تضل احداهما بكسر ان على الشرط فتذكر بالرفع والتشديد، فلعل التخفيف مع كسر ان قراءة اخرى) لا غير، ومن قرأَ أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر، وهي قراءة أَكثر الناس، قال: وذكر الخليل وسيبويه أَن المعنى اسْتَشْهِدوا امرأَتين لأَن تُذَكِّرَ إِحداهما الأُخرى ومِنْ أَجل أَن تُذَكِّرَها؛ قال سيبويه: فإِن قال إِنسان: فَلِمَ جاز أَن تَضِلَّ وإِنما أُعِدَّ هذا للإِذكار؟ فالجواب عنه أَنَّ الإِذكار لما كان سببه الإِضلال جاز أَن يُذْكَر أَن تَضِلَّ لأَن الإِضلال هو السبب الذي به وَجَب الإِذكارُ، قال: ومثله أَعْدَدْتُ هذا أَن يَميل الحائطُ فأَدْعَمَه، وإِنما أَعْدَدْته للدَّعم لا للميل، ولكن الميل ذُكِر لأَنه سبب الدَّعْم كما ذُكِرَ الإِضلال لأَنه سبب الإِذكار، فهذا هو البَيِّن إِن شاء الله. ومنه قوله تعالى: قال فَعَلْتُها إِذاً وأَنا من الضّالِّين؛ وضَلَلْت الشيءَ: أُنْسِيتُه. وقوله تعالى: وما كَيْدُ الكافرين إِلا في ضَلالٍ؛ أَي يَذْهب كيدُهم باطلاً ويَحِيق بهم ما يريده الله تعالى. وأَضَلَّ البعيرَ والفرسَ: ذهَبا عنه. أَبو عمرو: أَضْلَلْت بعيري إِذا كان معقولاً فلم تَهْتَدِ لمكانه، وأَضْلَلْته إِضْلالاً إِذا كان مُطْلَقاً فذهب ولا تدري أَين أَخَذَ. وكلُّ ما جاء من الضَّلال من قِبَلِك قلت ضَلَلْته، وما جاء من المفعول به قلت أَضْلَلْته. قال أَبو عمرو: وأَصل الضَّلالِ الغَيْبوبة، يقال ضَلَّ الماءُ في اللبن إِذا غاب، وضَلَّ الكافرُ إِذا غاب عن الحُجَّة، وضَلَّ الناسي إِذا غابَ عنه حِفْظه، وأَضْلَلْت بَعيري وغيرَه إِذا ذهَب منك، وقوله تعالى: أَضَلَّ أَعمالهم؛ قال أَبو إِسحق: معناه لم يُجازِهم على ما عَمِلوا من خير؛ وهذا كما تقول للذي عمِل عَمَلاً لم يَعُدْ عليه نفعُه: قد ضَلَّ سَعْيُك. ابن سيده: وإِذا كان الحيوان مقيماً قلت قد ضَلَلْته كما يقال في غير الحيوان من الأَشياء الثابتة التي لا تَبْرَح؛ أَنشد ابن الأَعرابي: ضَلَّ أَباه فادَّعى الضَّلالا وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً: ضاع. وتَضْلِيل الرجل: أَن تَنْسُبَه إِلى الضَّلال. والتضليل: تصيير الإِنسان إِلى الضَّلال؛ قال الراعي: وما أَتَيْتُ نُجَيدةَ بْنَ عُوَيْمِرٍ أَبْغي الهُدى، فيَزِيدني تَضْليلا قال ابن سيده: هكذا قاله الراعي بالوَقْص، وهو حذف التاء من مُتَفاعِلُن، فكَرِهت الرُّواةُ ذلك ورَوَته: ولمَا أَتيتُ، على الكمال. والتَّضْلالُ: كالتَّضْلِيل. وضَلَّ فلان عن القَصْد إِذا جار. ووقع في وادي تُضُلِّلَ وتُضَلِّلَ أَي الباطل. قال الجوهري: وقَع في وادي تُضُلِّلَ مثل تُخُيِّبَ وتُهُلِّك، كله لا ينصرف. ويقال للباطل: ضُلٌّ بتَضْلال؛ قال عمرو بن شاس الأَسدي: تَذَكَّرْت ليلى، لاتَ حينَ ادِّكارِها، وقد حُنِيَ الأَضْلاعُ، ضُلٌّ بتَضْلال قال ابن بري: حكاه أَبو علي عن أَبي زيد ضُلاًّ بالنصب؛ قال ومثله للعَجَّاج: يَنْشُدُ أَجْمالاً، وما مِنْ أَجمال يُبْغَيْنَ إِلاَّ ضُلَّة بتَضْلال والضَّلْضَلةُ: الضَّلالُ. وأَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَضَلَّةٌ: يُضَلّ فيها ولا يُهْتَدى فيها للطريق. وفلان يَلومُني ضَلَّةً إِذا لم يُوَفَّق للرشاد في عَذْله. وفتنة مَضَلَّة: تُضِلُّ الناسَ، وكذلك طريق مَضَلٌّ. الأَصمعي: المَضَلُّ والمَضِلُّ الأَرض المَتِيهةُ. غيره: أَرض مَضَلٌّ تَضِلُّ الناس فيها، والمَجْهَلُ كذلك. يقال: أَخَذْت أَرضاً مَضِلَّةً ومَضَلَّة، وأَخذْت أَرضاً مَجْهَلاً مَضَلاًّ؛ وأَنشد: أَلا طَرَقَتْ صَحْبي عُميرَةُ إِنها، لَنا بالمَرَوْراةِ المَضَلِّ، طَروق وقال بعضهم: أَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَزِلَّة، وهو اسم، ولو كان نعتاً كان بغير الهاء. ويقال: فَلاةٌ مَضَلَّةٌ وخَرْقٌ مَضَلَّةٌ، الذَّكر والأُنثى والجمع سواء، كما قالوا الولد مَبْخَلةٌ؛ وقيل: أَرضٌ مَضَلَّةٌ ومَضِلَّة وأَرَضون مَضَلاَّت ومَضِلاَّتٌ. أَبو زيد: أَرض مَتِيهةٌ ومَضِلَّةٌ ومَزِلَّة مِن الزَّلَق. ابن السكيت: قولهم أَضَلَّ الله ضَلالَك أَي ضَلَّ عنك فذَهب فلا تَضِلُّ. قال: وقولهم مَلَّ مَلالُك أَي ذهَب عنك حتى لا تَمَلَّ. ورجل ضِلِّيل: كثير الضَّلال. ومُضَلَّلٌ: لا يُوَفَّق لخير أَي ضالٌّ جدّاً، وقيل: صاحب غَواياتٍ وبَطالاتٍ وهو الكثير التتبُّع للضَّلال. والضِّلِّيلُ: الذي لا يُقْلِع عن الضَّلالة، وكان امرؤ القيس يُسَمَّى الملِكَ الضِّلِّيل والمُضلَّل. وفي حديث عليٍّ وقد سُئل عن أَشعر الشعراء فقال: إِنْ كان ولا بُدَّ فالملِك الضِّلِّيل، يعني امْرَأَ القيس، كان يُلَقَّب به. والضِّلِّيل، بوزن القِنْدِيل: المُبالِغ في الضَّلال والكثيرُ التَّتبُّع له. والأُضْلُولةُ: الضَّلال؛ قال كعب بن زهير: كانت مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ لها مَثَلاً، وما مَواعِيدُها إِلا الأَضالِيلُ وفلان صاحب أَضَالِيلَ، واحدتها أُضْلُولةٌ؛ قال الكميت: وسُؤَالُ الظِّباءِ عَنْ ذِي غَدِ الأَمْـ ـرِ أَضَالِيلُ من فُنُون الضَّلال الفراء: الضُّلَّة، بالضم، الحَذَاقة بالدَّلالة في السَّفَر. والضَّلَّة: الغَيْبوبةُ في خير أَو شَرٍّ. والضِّلَّة: الضَّلالُ. وقال ابن الأَعرابي: أَضَلَّني أَمْرُ كذا وكذا أَي لم أَقْدِرْ عليه، وأَنشد: إِنِّي، إِذا خُلَّةٌ تَضَيَّفَني يُريدُ مالي، أَضَلَّني عَلِلي أَي فارَقَتْني فلم أَقْدِرْ عليها. ويقال للدَّلِيل الحاذق الضُّلاضِل والضُّلَضِلة (* قوله «ويقال للدليل إلى قوله الضلضلة» هكذا في الأصل، وعبارة القاموس وشرحه: وعلبطة عن ابن الاعرابي والصواب وعلبط كما هو نص الباب اهـ. لكن في التهذيب والتكملة مثل ما في القاموس). قاله ابن الأَعرابي: وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً أَي ضاع وهَلَك، والاسم الضُّلُّ، بالضم؛ ومنه قولهم: فلان ضُلُّ بن ضُلٍّ أَي مُنْهَمِكٌ في الضَّلال، وقيل: هو الذي لا يُعْرَف ولا يُعْرَف أَبوه، وقيل: هو الذي لا خير فيه، وقيل: إِذا لم يُدْرَ مَنْ هو ومِمَّنْ هو، وهو الضَّلالُ بْنُ الأَلال والضَّلال بن فَهْلَل وابْنُ ثَهْلَل؛ كُلُّه بهذا المعنى. يقال: فلان ضُِلُّ أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ (* قوله «ضل أضلال وصل أصلال» عبارة القاموس: ضل أضلال بالضم والكسر، واذا قيل بالصاد فليس فيه الا الكسر) بالضاد والصاد إِذا كان داهية. وفي المثل: يا ضُلَّ ما تَجْرِي به العَصَا أَي يا فَقْدَه ويا تَلَفَه يقوله قَصِير ابن سعد لجَذِيمةَ الأَبْرَش حين صار معه إِلى الزَّبَّاء، فلما صار في عَمَلِها نَدِمَ، فقال له قَصِيرٌ: ارْكَبْ فرسي هذا وانْجُ عليه فإِنه لا يُشَقُّ غُبَارُه. وفعل ذلك ضِلَّةً أَي في ضَلال. وهُو لِضِلَّةٍ أَي لغير رشْدةٍ؛ عن أَبي زيد. وذَهَب ضِلَّةً أَي لم يُدْرَ أَين ذَهَب. وذَهَبَ دَمُه ضِلَّةً: لم يُثْأَرْ به. وفلانٌ تِبْعُ ضِلَّةٍ، مضاف، أَي لا خَير فيه ولا خير عنده؛ عن ثعلب، وكذلك رواه ابن الكوفي؛ وقال ابن الأَعرابي: إِنما هو تِبْعٌ ضِلَّةٌ، على الوصف، وفَسَّره بما فَسَّره به ثعلب؛ وقال مُرَّة: هو تِبْعُ ضِلَّة أَي داهيةٌ لا خير فيه، وقيل: تِبْعُ صِلَّةٍ، بالصاد. وضَلَّ الرَّجُلُ: مات وصار تراباً فَضَلَّ فلم يَتَبَيَّنْ شيء من خَلْقه. وفي التنزيل العزيز: أَإِذا ضَلَلْنَا في الأَرض؛ معناه أَإِذا مِتْنا وصِرْنا تراباً وعِظَاماً فَضَلَلْنا في الأَرض فلم يتبين شيء من خَلقنا. وأَضْلَلْته: دَفَنْته؛ قال المُخَبَّل: أَضَلَّتْ بَنُو قَيْسِ بنِ سَعْدٍ عَمِيدَها، وفارِسَها في الدَّهْر قَيْسَ بنَ عاصم وأُضِلَّ المَيِّتُ إِذا دُفِنَ، وروي بيت النابغة الذُّبْياني يَرْثي النُّعمان بن الحرث بن أَبي شِمْر الغَسَّانيّ: فإِنْ تَحْيَ لا أَمْلِكْ حَياتي، وإِن تَمُتْ فما في حَياةٍ بَعْدَ مَوْتِك طائلُ فآبَ مُضِلُّوهُ بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ، وغُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ ونائلُ يريد بِمُضِلِّيه دافِنيه حين مات، وقوله بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ أَي بخبرٍ صادقٍ أَنه مات، والجَوْلانُ: موضع بالشام، أَي دُفِن بدَفْن النُّعمان الحَزْمُ والعطاءُ. وأَضَلَّتْ به أُمُّه: دَفَنتْه، نادر؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: فَتًى، ما أَضَلَّتْ به أُمُّه من القَوْم، لَيْلَة لا مُدَّعَم قوله لا مُدَّعَم أَي لا مَلْجَأَ ولا دِعَامَة. والضَّلَلُ: الماء الذي يَجرِي تحت الصَّخرة لا تصيبه الشمس، يقال: ماءٌ ضَلَلٌ، وقيل: هو الماء الذي يجري بين الشجر. وضَلاضِلُ الماء: بقاياه، والصادُ لُغةٌ، واحدتها ضُلْضُلَةٌ وصُلْصُلة. وأَرضٌ ضُلَضِلة وضَلَضِلةٌ وضُلَضِلٌ وضَلَضِلٌ وضُلاضِلٌ: غليظة؛ الأَخيرة عن اللحياني، وهي أَيضاً الحجارة التي يُقِلُّها الرجلُ، وقال سيبويه: الضَّلَضِلُ مقصور عن الضَّلاضِل. التهذيب: الضُّلَضِلَةُ كُلُّ حجر قَدْر ما يُقِلُّه الرَّجُلُ أَو فوق ذلك أَملس يكون في بطون الأَودية؛ قال: وليس في باب التضعيف كلمة تشبهها. الجوهري: الضُّلَضِلة، بضم الضاد وفتح اللام وكسر الضاد الثانية، حَجَرٌ قَدْر ما يُقِلُّه الرجل، قال: وليس في الكلام المضاعف غيره؛ وأَنشد الأَصمعي لصَخْر الغَيِّ: أَلَسْت أَيَّامَ حَضَرْنا الأَعْزَلَه، وبَعْدُ إِذْ نَحْنُ على الضُّلَضِله؟ وقال الفراء: مَكانٌ ضَلَضِلٌ وجَنَدِلٌ، وهو الشديد ذو الحجارة؛ قال: أَرادوا ضَلَضِيل وجَنَدِيل على بناء حَمَصِيص وصَمَكِيك فحذفوا الياء. الجوهري: الضَّلَضِلُ والضَّلَضِلة الأَرض الغليظةُ؛ عن الأَصمعي، قال: كأَنه قَصْر الضَّلاضِل. ومُضَلَّل، بفتح اللام: اسم رجل من بني أَسد؛ وقال الأَسود بن يعْفُر: وقَبْليَ مات الخالِدَان كِلاهُما: عَمِيدُ بَني جَحْوانَ وابْنُ المُضَلَّلِ قال ابن بري: صواب إِنشاده فَقَبْلي، بالفاء، لأَن قبله: فإِنْ يَكُ يَوْمِي قد دَنَا، وإِخالُه كَوَارِدَةٍ يَوْماً إِلى ظِمْءِ مَنْهَل والخالِدَانِ: هُمَا خالِدُ بْنُ نَضْلة وخالِدُ بن المُضَلَّل. @ضمل: التهذيب: أَهمله الليث. وروى عمرو عن أَبيه أَنه قال: الضَّمِيلة المرأَة الزَّمِنَة، قال: وخَطَبَ رجلٌ إِلى معاوية بِنْتاً له عَرْجاء، فقال: إِنَّها ضَمِيلةٌ، فقال: إِنِّي أَردت أَن أَتشَرَّف بمُصاهَرَتِك ولا أُريدها للسِّباق في الحَلْبة، فَزوَّجه إِيَّاها؛ الضَّمِيلُ: الزَّمِن، والضَّميلة الزَّمِنة؛ قال الزمخشري: إِن صحت الرواية فاللام بدل من النون من الضَّمَانة، وإِلا فهي بالصاد المهملة، قيل لها ذلك ليُبْسٍ وجُسُوءٍ في ساقها، وكُلُّ يابسٍ ضامِلٌ وصَمِيلٌ. @ضمحل: اضْمَحَلَّ الشيءُ واضْمَحَنَّ، على البدل؛ عن يعقوب، وامْضَحَلَّ، على القلب، كُلُّ ذلك: ذَهَب، والدليل على القلب أَن المصدر إِنما هو على اضْمَحَلَّ دون امْضَحَلَّ، وهو الاضْمِحْلال، ولا يقولون امْضِحْلال. @ضهل: ضَهَلَ اللَّبَنُ يَضْهَلُ ضُهُولاً: اجتمع، واسم اللبن الضَّهْل، وقيل كُلُّ ما اجتمع منه شيء بعد شيء كان لَبناً أَو غيرَه، فقد ضَهَلَ يَضْهَلُ ضَهْلاً وضُهُولاً؛ حكاه ابن الأَعرابي: وضَهَلَتِ الناقةُ والشاةُ فهي ضَهُولٌ: قَلَّ لبَنُها، والجمع ضُهُولٌ. وشاةٌ ضَهُولٌ: قليلة اللبن. وناقةٌ ضَهُولٌ: يخرج لبنها قليلاً قليلاً. ويقال: إِنَّها لضُهْلٌ بُهْلٌ ما يُشَدُّ لها صِرار ولا يَرْوَى لها حُوار؛ قال ذو الرمة: بها كلُّ خَوَّارٍ إِلى كلِّ صَعْلَةٍ ضَهُولٍ، ورَفْضُ المُذْرِعاتِ القَراهِب الخَوَّار: ثَوْرٌ يَجُوزُ أَي يَجْأَرُ، والصَّعْلة: النَّعامة. ويقال: ضَهَل الظِّلُّ إِذا رَجَع ضُهُولاً؛ قال ذو الرمة: أَفْياءً بَطِيئاً ضُهُولُها وقول ذي الرمة: إِلى كلِّ صَعْلةٍ ضَهُولٍ ضَهُول: من نعت النعامة أَنَّها ترجع إِلى بَيْضِها. أَبو زيد: الضَّهْلُ ما ضَهَلَ في السِّقاء من اللبن أَي اجتمع. والضَّهْلُ: الماء القليل مثل الضَّحْل. وبِئْرٌ ضَهُولٌ: قليلة الماء. وعَيْنٌ ضاهِلةٌ: نَزْرة الماء، وكذلك حَمَّه ضاهِلَةٌ؛ وقال رؤبة: يَقْرُو بِهِنَّ الأَعْيُنَ الضَّواهِلا وضَهَلَ ماءُ البئر يَضْهَل ضَهْلاً إِذا اجتمع شيئاً بعد شيء، وهو الضَّهْلُ والضَّهُول. وضَهَلَه يَضْهَله أَي دفع إِليه شيئاً قليلاً من الماء الضَّهْل. وعَطِيَّةٌ ضَهْلةٌ أَي نَزْرة. ويقال: هل ضَهَلَ إِليك خَيْرٌ أَي وَقَع. وبئر ضَهُولٌ إِذا يخرج ماؤها قليلاً قليلاً. وضَهَل الشَّرابُ: قَلَّ وَرَقَّ ونَزُرَ، وضَحَلَ صار كالضَّحْضاح، وأَعطاه ضَحْلةً من مال أَي عَطِيَّةً نَزْرةً. وضَهَلَه حقَّه: نَقَصَه إِياه أَو أَبْطَلَه عليه، من الضَّهْل وهو الماء القليل، كما قالوا أَحْبَضَه إِذا نَقَصَه حَقَّه أَو أَبطله، من قولهم حَبَضَ ماءُ الرَّكيَّة يَحْبِض إِذا نَقَصَ. وقال يحيى بن يَعْمَر لرجل خاصَمَتْه امرأَتُه فماطَلَها في حَقِّها: أَأَنْ سأَلَتْك ثَمَنَ شَكْرِها وشَبرِك أَنْشأْتَ تطُلُّها وتَضْهَلُها؛ وروى الأَزهري في تفسير تَضْهَلُها قال: تُمَصِّر عليها العَطاء، أَصله من بئر ضَهُول إِذا كان ماؤُها يخرج من جَوانبها، وغُرْزُ الماء إِذا نَبَع من قَرارِها. وقال المبرد في قوله تَطُلُّها: أَي تسعى في بطلان حقها، أُخِذَ من الدَّمِ المَطْلول، وشَكْرُها فَرْجُها؛ قال الشاعر: صَناعٌ بإِشْفاها حَصانٌ بشَكْرِها أَي عَفِيفة الفَرْج، وقيل في قوله تَضْهَلُها: تَرُدُّها إِلى أَهْلها وتخرجها، من قولك ضَهَلْت إِلى فلان إِذا رَجَعت إِليه. وهل ضَهَلَ إِليك من مالك شيءٌ أَي هل عاد، وقيل: تَضْهَلُها أَي تَعْطِيها شيئاً قليلاً. وضَهْيَلَ الرجلُ إِذا طال سَفَره واستفاد مالاً قليلاً. قال أَبو عمرو: الضَّهْلُ المال القليل. أَبو زيد: يقال ما ضَهَلَ عندك من المال أَي ما اجتمع عندك منه. اللحياني: يقال قد أَضْهَلْت إِلى فلان مالاً أَي صَيَّرته إِليه. وأَضْهَل النخلُ إِذا أَبصرت فيه الرُّطَب. وأَضْهَلَ البُسْرُ إِذا بدا فيه الإِرْطاب. وضَهَلَ إِليه يَضْهَل ضَهْلاً: رَجَع، وقيل: هو أَن يرجع إِليه على غير وجه القِتال والمُغالَبة. وفلان تَضْهَل إِليه الأُمورُ أَي تَرْجِع. @ضيل: الضَّالُ: السِّدْر البَرِّيُّ، غير مهموز، والضَّالُ من السَّدْر: ما كان عِذْياً، واحدته ضالَةٌ؛ ومنه قول ابن مَيَّادة: قَطَعْتُ بمِصْلالِ الخِشاشِ يَرُدُّها، على الكُرْهِ منها، ضالَةٌ وجَدِيلُ (* قوله «قطعت إلى قوله من الضال» هذه عبارة الجوهري، قال الصاغاني: وهي تصحيف والرواية ضانة، بالنون، وهي البرة). يريد الخِشاشةَ المُتَّخذة من الضالِ. وأَضْيَلَت الأَرْضُ وأَضالَتْ إِذا صار فيها الضَّالُ مثل أَغْيَلَتْ وأَغالَتْ. وفي الحديث: قال لجرير أَيْنَ مَنْزلُك؟ قال: بأَكناف بِيشَةَ بين نَخْلَةٍ وضالَةٍ؛ الضالَة، بتخفيف اللام: واحدة الضَّالِ، وهو شَجَر السِّدر من شجر الشَّوْكِ، فإِذا نَبَت على شَطِّ الأَنهار قيل له العُبْرِيُّ، وأَلفه منقلبة عن الياء. وأَضْيَلَ المكانُ وأَضالَ: أَنْبَتَ الضَّالَ؛ عن أَبي حنيفة عن الفراء، وإِليه ترك ابن جني ما وجده مضبوطاً بخط جَعْفر بن دِحْيةَ رَجُلٍ من أَصحاب ثعلب من الضَّأْل مهموزاً، قال ابن جني: وأَردت أَن أَحْمِله على الضَّئِيل الذي هو الشَّخْت لأَن الضَّالَ هو السِّدْر الجَبَلي، والجَبَليُّ أَرَقُّ عوداً من النَّهْري، حتى وجدت بخط أَبي إِسحق أَضْيَلَ المكانُ، فاطَّرَحْتُ ما وجدته بخَطِّ جعفر. قال أَبو حنيفة: الضَّالُ يَنْبُت في السُّهُول والوُعُور، وقَوْسُ الضَّالِ إِذا بُرِيَتْ بُرِيَتْ جَزْلةً ليكون أَقوى لها، وإِنما يُحْتَمَل ذلك منها لخِفَّة عُودِها؛ قال الأَعشى: لاحَهُ الصَّيْفُ والغِيارُ وإِشْفا قٌ على سَقْبَةٍ، كقَوْسِ الضَّالِ وقول ساعدة بن جُؤَيَّة: كَساها ضالةً ثُجْراً، كأَنَّ ظُباتِها الوَرَقُ أَراد سِهاماً بُرِيَتْ من ضالَةٍ، يَدُلُّ على ذلك قوله ثُجْراً. وقال أَبو حنيفة أَيضاً: الضَّالُ شجرة من الدِّقِّ تكون بأَطراف اليمن ترتفع قدر الذِّراع تَنْبُت نَبات السَّرْوِ، ولَها بَرَمَةٌ صفراء ذَكِيَّة جِدّاً تأْتيك رِيحُها من قَبْل أَن تَصِل إِليها، قال: وليست بِضالِ السِّدْر؛ هكذا حكاه؛ الضَّالُ شجرة فإِما أَن يكون مما قيل بالهاء وغير الهاء كحالَةٍ وحالٍ، وإِمّا أَن يريد بشجرة شجراً فوضع الواحد موضع الجمع. التهذيب: يقال خَرَج فلان بِضالَتِه أَي بسِلاحِه. والضَّالَة: السِّلاحُ أَجْمَعُ. يقال: إِنَّه لَكامل الضَّالَةِ، والأَصل في الضالَةِ النِّبالُ والقِسِيُّ التي تُسَوَّى من الضَّالِ؛ وقال بعض الأَنصار: قال ابن بري وهو عاصم بن ثابت: أَبُو سُلَيْمانَ وَصُنْعُ المُقْعَدِ، وضالةٌ مِثْلُ الجَحِيمِ المُوقَدِ (* قوله «وصنع» كذا في التهذيب والذي في التكملة ومثله في قعد من اللسان وريش). أَراد بالضالةِ السِّهامَ، شَبَّه نِصالَها في حِدَّتها بنارٍ مُوقَدَة؛ قال ابن بري: وقد يعبر بالضالَة عن النَّبْل لأَنها تُعْمَل منها؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة: أَجَرْت بمَخْشُوبٍ صَقِيلٍ وضالَةٍ مَباعِجَ ثُجْرٍ كُلُّها أَنت شائف وفي حديث أَبي هريرة: قال له أَبان بن سعيد وَبْرٌ تَدَلَّى من رأْس ضالٍ، هو بالتخفيف، مكانٌ أَو جَبَلٌ بعينه، يريد به تَوْهِين أَمره وتحقير قَدْره؛ قال ابن الأَثير: ويروى بالنون وهو أَيضاً جبل في أَرض دَوْسٍ، وقيل: أَراد به الضأْن من الغنم فتكون أَلفه همزة. @ضبثم: ضَبْثَمٌ: من أَسماء الأَسد. @ضبرم: الضُّبارِمُ، بالضم: الشديدُ الخَلْق من الأُسْد. الضُّبارِمُ والضُّبارِمةُ: الأَسد الوَثيق. والضُّبارِمُ والضُّبارِمةُ: الجريءُ على الأَعْداء، وهو ثلاثي عند الخليل. ابن السكيت: يقال للأَسد ضُبارِمٌ وضُبارِك، وهما من الرجال الشجاع. @ضثم: الضَّيْثَمُ: من أَسماء الأَسد، فَيْعَل من ضَثَم. الجوهري: الضَّيْثَمُ الأَسدُ مثل الضَّيْغَم، أُبدِلَ غَيْنُه ثاءً، وفي أَصحاب الاشتقاق مَنْ يقول: هو الضَّبْثمُ، بالباء. قال أَبو منصور: لم أَسمع ضَيْثَم في أَسماء الأَسد، بالياء، وقد سمعت ضَبْثَم، بالباء، والميم زائدة، أصله من الضَّبْث، وهو القَبْضُ على الشيء، هذا هو الصحيح. @ضجم: الضَّجَمُ: العِوَجُ: الليث: الضَّجَم عِوَجٌ في الأَنف يَميل إلى أحد شِقَّيه. الجوهري: الضَّجَمُ أَن يميلَ الأَنفُ إلى أَحد جانبي الوجْه. والضَّجَمُ أَيضاً: اعْوِجاجُ أَحد المَنْكِبَين. والمُتَضاجِمُ: المعْوَجُّ الفم؛ وقال الأَخطل: جزَى الله ُ عَنَّا الأَعْوَرَيْنِ مَلامةً، وَفَرْوَة ثَفْرَ النَّوْرةِ المُتَضاجِمِ وفَرْوةُ: اسمُ رجل. المحكم: الضَّجَمُ عِوَجٌ في خَطْم الظَّلِيم، وربما كان مع الأَنفِ أَيضاً في الفَمِ وفي العُنُق مَيَلٌ يُسمّى ضَجَماً، والنعتُ أَضْجَمُ وضَجماءُ. والضَّجَمُ: عِوجٌ في الفمِ ومَيَلٌ في الشِّدْق، وقد يكون عِوَجاً في الشفةِ والذقَنِ والعُنُق إلى أَحد شِقَّيْه، ضَجِمَ ضَجَماً وهو أَضْجَم؛ وقد يكون الضَّجَمِ عِوَجاً في البئر والجراحة كقول العجاج: عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ يَصِف الجِراحات فشبَّهها في سَعتِها بالآبار المُعْوَجَّة الجِيلان؛ وقال القطامي يصف جراحة: إذا الطَّبِيبُ بِمِحْرافَيْه عالَجَها، زادَتْ على النَّفْرِ أَو تحْريكِه ضَجَما النَّفْرُ: الوَرَم، وقيل: خروجُ الدم. وقَليبٌ أضْجَمُ إذا كان في جالِها عِوَجٌ. وقالوا: الأَسماء تَضاجَمُ أي تختلفُ، وهو مما تقدّم. وتضاجَمَ الأَمرُ بينهم إذا اختلف. ابن الأَعرابي: الضَّجِمُ والجُراضِمةُ من الرجال الكثيرُ الأَكلِ، وهو الجُرامِضةُ أَيضاً. والضُّجْمةُ: دُوَيْبَّة مُنْتِنة الرائحة تَلْسَع. وضُبَيْعةُ أَضْجَمَ: قبيلةٌ من العرب نُسِبَت إلى رجل منهم، وقيل: قبيلةٌ في ربيعةَ معروفة. قال ابن الأعرابي: أَضْجَمُ هو ضُبَيْعة بن قيس بن ثعلبة، فجعل أَضجم هو ضُبَيْعة نفْسه، فعلى هذا لا تصح إضافة ضُبَيعة إليه لأَن الشيء لا يُضاف إلى نفْسه، قال: وعندي أَن اسمَه ضُبَيعة ولقبه أَضْجَم، وكلا الإِسمين مفرد، والمفرد إذا لُقِّبَ بالمفرد أُضيف إليه كقولك قَيْسُ قُفَّة ونحوه، فعلى هذا تصح الإضافة. @ضجعم: ضَجْعَمٌ: أَبو بَطْنٍ من العرب. قال ابن سيده: ضَجّعَمٌ من وَلدِ سَلِيح وأَولاده الضَّجاعِمة كانوا مُلوكاً بالشام، زادوا الهاء لمعنى النسب كأنهم أَرادوا الضَّجْعَمِيُّون. @ضخم: الضَّخْمُ: الغليظُ من كل شيءٍ. والضُّخامُ، بالضم: العظيمُ من كل شيء، وقيل: هو العظيمُ الجِرْم الكثيرُ اللحْمِ، والجمع ضِخامٌ، بالكسر، والأُنثى ضَخْة، والجمع ضَخْماتٌ، ساكنة الخاء لأَنه صفة، وإنما يُحَرَّك إذا كان اسماً مثل جَفَنات وتَمَرات. وفي التهذيب: والأَسماء تُجْمَع على فَعَلات نحو شَرْبة وشَرَبات وقَرْية وقَرَيات وتمرة وتَمَرات، وبناتُ الواو في الأسماء تُجْمع على فعْلات نحو جَوْزة وجَوْزات، لأَنه إن ثُقِّل صارت الواو أَلِفاً، فتُرِكَت الواو على حالِها كراهة الالتباس، قال: ويُسْتعار فيقال أَمرٌ ضَخْمٌ وشأنٌ ضَخْمٌ. وطريقٌ ضَخْمٌ: واسعٌ؛ عن اللحياني. وقد ضَخُمَ الشيءُ ضِخَماً وضَخامةً وهذا أَضخم منه، وقد شُدِّد في الشعر لأَنهم إذا وقفوا على اسم شدَّدُوا آخره إذا كان ما قبله متحركاً كالأَضْخَمّ والضِّخَمّ والإضْخَمّ؛ قال ابن سيده: فأَما ما أَنشده سيبويه من قول رؤبة: ضَخْم يُحِبُّ الخُلُقَ الأضْخَمّا فعلى أَنه وَقَفَ على الأَضْخَمِّ، بالتشديد، كلغة من قال رأيت الحَجَرّْ، وهذا محمدّْ وعامِرّْ وجَعْفَرّْ، ثم احتاج فأَجراه في الوصل مُجْراه في الوقف، وإنما اعْتَدَّ به سيبويه ضرورةً لأَن أَفْعَلاً مُشدَّداً عَدَمٌ في الصفات والأسماء، وأَما قوله: ويرْوى الإضْخَمَّا فليس مُوَجهاً على الضرورة، لأَن إفْعَلاًّ موجودٌ في الصفات وقد أَثبته هو فقال: إرْزَبٌّ صفةٌ، مع أَنه له وَجَّهَه على الضرورة التَناقَضَ، لأنه قد أَثبت أَن إفْعَلاً مخفَّفاً عدَمٌ في الصفات، ولا يَتَوَجَّه هذا على الضرورة، إلاَّ أَن تُثْبِت إفْعَلاً مخففاً في الصفات، وذلك ما قد نَفاه هو، وكذلك قوله: ويُرْوى الضِّخَمّا، لا يتوجه على الضرورة، لأَن فِعَلاً موجودٌ في الصفة وقد أَثبته هو فقال: والصِّفةٌ خِدَبٌّ، مع أَنه لو وجهه على الضرورة لَتناقَضَ، لأَن هذ إنما يتجه على أَن في الصفات فِعَلاً، وقد نفاه أَيضاً إلاّ في المعتلِّ وهو قولهم: مكانٌ سِوىً، فثبت من ذلك أَن الشاعر لو قال الإضْخَمّا والضِّخَمّا كان أَحْسَنَ، لأَنهما لا يَتَّجِهان على الضرورة، لكن سيبويه أشعَرك أَنه قد سَمِعه على هذه الوجوه الثلاثة، قال: والأَضْخَمُّ، بالفتح، عندي في هذا البيت على أَفْعَلَ المُقْتضِيةِ للمُفاضَلة، وأَن اللامَ فيها عَقِيبُ مِنْ، وذلك أَذْهَبُ في المدح، ولذلك احتمل الضرورة لأَن أَخَوَيْه لا مُفاضَلَة فيهما. قال ابن سيده: وأَما قولُ أهلِ اللغة شيءٌ أَضخَمُ فالذي أَتَصَوَّرُه في ذلك أَنهم لم يَشْعُروا بالمُفاضلةِ في هذا البيت، فجعلوه من باب أَحْمَر، قال: ويدلُّك على المُفاضَلة أَنهم لم يَجِيئُوا به في بيت ولا مَثَلٍ مُجَرَّداً من اللام فيما علمناه من مشهور أشعارهم، على أَن الذي حكاه أَهل اللغة لا يمتنع، فإن قلت: فإن للشاعر أَن يقول الأَضْخَمَ مخففاً، قيل: لا يكون ذلك لأَن القطعة من مَكْشوفِ مَشْطورِ السريع، والشَّطْرُ على ما قُلْتُ أَنت من الضرب الثاني منه وذلك مُسَدَّسٌ؛ وبيته: هاجَ الْهَوَى رَسْمٌ بذاتِ الغَضى، مُخْلَوْلِقٌ مُسْتَعْجِمٌ مُحْوِلُ فإن قلت: فإن هذا قد يجوز على أَن تَطْوي مفعولن وتنقُلَه في التقطيع إلى فاعلن، قيل: لا يجوز ذلك في هذا الضرب لأَنه لا يجتمع فيه الطي والكشف، وقول الأَخفش في ضِخَمّا: وهذا أَشدُّ لأَنه حرك الخاء وثقل الميم، يريد أَنه غيَّر بناء ضَخْم، وهذا التحريف كثيرٌ عنهم فاشٍ مع الضرورة في استعمالهم؛ ألا ترى أنهم قالوا في قول الزَّفَيان: بِسَبْحَلِ الدَّفَّيْنِ عَيْسَجُور أَراد سِبَحْل كقول المرأة لِبِنْتِها: سِبَحْلة رِبَحْلة تَنْمي نَباتَ النَّخْلة. وهذا البيت الذي أَنشده سيبويه لرؤبة أورده ابنُ سيده والجوهريُّ وغيرُهما: ضَخْمٌ يُحِبُّ الخُلُق الأضْخمَّا قال ابن بري: وصوابه ضَخْماً، بالنصب، لأَن قبله: ثمَّتَ حيثُ حَيَّةٌ أَصَمَّا والأُضْخُومةُ: عُظَّامةُ المرأةِ وهي الثوب تَشُدُّه المرأة على عجيزتها لتُظَنَّ أَنها عَجْزاء. والمِضْخَمُ: الشديدُ الصَّدْمِ والضَّرْبِ. والمِضْخَمُ: السَّيِّدُ الضخم الشريفُ. والضِّخَمَّةُ: العَرِيضةُ الأَرِيضةُ الناعِمةُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لعائذ بن سعد العَنْبريّ يَصِفُ وِرْدَ إبِله: حُمْراً، كأَنَّ خاضِباً منها خَضَبْ ذُرَى ضِخَمَّاتٍ، كأَشْباه الرُّطَبْ وبنو عَبْدِ بن ضَخْمٍ: قبيلةٌ من العرَبِ العارِبة دَرَجُوا. @ضرم: الضَّرَمُ: مَصْدَرُ ضَرِمَ ضَرَماً. وضَرِمَت النارُ وتَضَرَّمَتْ واضْطَرَمَت: اشْتَعَلَتْ والْتَهَبَتْ، واضْطَرَمَ مَشِيبهُ كما قالوا اشْتَعَلَ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأنشد: وفي الْفَتى، بَعْدَ المَشِيب المُضْطَرِمْ، مَنافِعٌ ومَلْبَسٌ لِمَنْ سَلِمْ وهو على المثل. وأَضْرَمْتُ النارَ فاضْطَرَمَتْ وضَرَّمْتها فضَرِمَتْ وتَضرَّمَتْ: شُدِّدَ للمبالغة؛ قال زهير: وتَضْرَ، إذا ضَرَّيْتُموها فَتضْرَم (* وصدر البيت: متى تبعثوها ذميمةً). واسْتَضْرَمْتُها: أَوْقَدْتُها؛ وأَنشد ابن دريد: حِرْمِيَّةٌ لم يَخْتَبِزْ أَهْلُها فَثّاً، ولم تَسْتَضْرِمِ العَرْفَجا الليث: والضَّرِيمُ اسمٌ للحَريق؛ وأَنشد: شَدّاً كما تُشَيِّعُ الضَّرِيما شَبَّهَ حفيفَ شدِّه بحَفيفِ النارِ إذا شَيَّعْتَها بالحطَبِ أي أَلْقَيْتَ عليها ما تُذَكِّيها به؛ روي ذلك عن الأَصمعي. وفي حديث الأُخدود: فأمَرَ بالأَخادِيدِ وأَضْرَمَ فيها النِّيرانَ، وقيل: الضَّريم كُلُّ شيءٍ أَضْرَمْتَ به النار. التهذيب: الضَّرَمُ من الحطب ما التهبَ سريعاً، والواحدةُ ضَرَمَةٌ. والضِّرامُ: ما دَقَّ من الحَطَبِ ولم يكن جَزْلاً تُثْقَبُ به النارُ، الواحد ضَرَمٌ وضَرَمَةٌ؛ ومنه قول الشاعر ونسبه ابن بري لأبي مريم: أَرَى خَلَلَ الرَّمادِ وَمِيضَ جَمْرٍ، أُحاذِرُ أَن يَشِبَّ له ضِرَامُ الجوهري؛: الضِّرامُ اشتِعالُ النارِ في الحَلْفاءِ ونحْوها. والضِّرامُ أَيضاً: دُقاق الحَطبِ الذي يُسْرعُ اشْتِعالُ النار فيه؛ وأَنشد ابن بري فيه: ولكِنْ بِهاتِيكِ البِقاعِ فأَوْقدِي بجَزْلٍ، إذا أَوْقَدْتِ، لا بِضرامِ (* قوله«ولكن بهاتيك البقاع» وأنشده في الأَساس: ولكن بهذاك اليفاع، بمثناة تحتية ففاء). والضَّرَمةُ: السَّعَفةُ والشِّيحةُ في طَرَفِها نارٌ. والضِّرامُ والضِّرامةُ: ما اشْتَعَلَ من الحَطَب، وقيل: الضِّرامُ جمعُ ضِرَامةٍ. والضِّرامُ أَيضاً من الحطب: ما ضَعُفَ ولانَ كالعرْفَج فما دُونَه، والجَزْل: ما غلُظ واشْتَدّ كالرِّمْثِ فما فَوْقَه، وقيل: الضِّرامُ من الحطب كلُّ ما لم يكن له جَمْرٌ، والجَزْلُ ما كان له جَمْرٌ. والضَّرَمةُ: الجَمرةُ، وقيل: هي النارُ نفسُها، وقيل: هي ما دَقَّ من الحَطَب. وفي حديث علي، رضي الله عنه: والله لَوَدَّ مُعاويةُ أَنه ما بَقِيَ مِنْ بني هاشمٍ نافِخُ ضَرَمةٍ؛ هي بالتحريك النارُ، وهذا يقال عند المُبالَغة في الهلاك لأن الكبير والصغير يَنْفُخانِ النار. وأَضْرَمَ النارَ إذا أَوْقدَها. وما بالدارِ نافخُ ضَرَمةٍ أي ما بها أَحدٌ، والجمعُ ضَرَمٌ؛ قال طُفَيْل: كأَنَّ، على أَعْرافِهِ ولجامِهِ، سَنَا ضَرَمٍ من عَرْفَجٍ مُتَلَهِّب قال ثعلب: يقول مِنْ خِفَّةِ الجَرْي كأَنَّه يَضْطَرِمُ مِثْلَ النار. وقال ابن الأَعرابي: هو اشْقَرُ؛ وأَنشد ابن بري للمُتَلَمِّس: وقَدْ أَلاحَ سُهَيْلٌ، بَعْدَما هَجَعُوا، كأَنَّه ضَرَمٌ بالكَفِّ مَقْبُوسُ وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: قال قَيْسُ ابنُ أَبي حازم كان يخرج إلينا وكأَنَّ لِحْيَتهُ ضِرامُ عَرْفَجٍ؛ الضِّرامُ: لَهِبُ النارِ شُبِّهتْ به لأَنه كان يَخْضِبُها بالحِنَّاء. والضَّرَمُ: شدَّةُ العَدْوِ. ويقال: فرسٌ ضَرِمٌ شديدُ العَدْوِ؛ ومنه قوله: ضَرِمِ الرَّقاقِ مُناقِلِ الأَجْرالِ والضَّرْيَمُ: الحَريقُ نَفْسُه؛ عن أَبي حنيفة. والضَّرَمُ: غضَبُ الجوع. وضَرِمَ عليه ضَرَماً وتَضَرَّمَ: تَحَرَّقَ. وضَرِمَ الشيءُ، بالكسر: اشتدّ حرُّه. يقال: ضَرِمَ الرجلُ إذا اشتدّ جوعُه. أَبو زيد: ضَرِمَ فلانٌ في الطَّعامِ ضَرَماً إذا جَدَّ في أكْله لا يَدْفَع منه شيئاً. ويقال: ضَرِمَ عليه وتَضَرَّمَ إذا احْتَدَّ غَضَباً. وتضَرَّمَ عليه: غَضِبَ. ابن شميل: المُضْطَرِمُ المُغْتَلِمُ من الجمال تراه كأَنه حُسْحِسَ بالنار، وقد أَضْرَمَتْه الغُلْمةُ. وضَرِمَ الفَرسُ في عَدْوِه ضَرَماً، فهو ضارِمٌ، واضْطَرمَ: وذلك فوق الإلْهابِ. وضَرِمَ الأَسَدُ إذا اشْتدَّ حَرُّ جوْفِه من الجوع، وكذلك كلُّ شيء اشْتَدَّ جُوعُه من اللَّواحِم. والضَّرِمُ: الجائعُ. واسْتَضْرَمَتِ الحَبّةُ: سَمِنَتْ وبَلَغَتْ أن تُشْوى. والضِّرْمُ والضَّرِمُ: فَرْخُ العُقابِ؛ هاتانِ عن اللحياني. والضَّرْم والضُّرْمُ: ضَرْبانِ من الشجر. قال أَبو حنيفة: الضُّرْمُ شجرٌ طَيِّبُ الرِّيح، وكذلك دخانُه طَيِّبٌ. وقال مرّة: الضُّرْمُ شجرٌ أَغبرُ الوَرَق وَرَقُه شبيهٌ بورَق الشِّيح، وله ثمر أَشْباهُ البَلُّوط، حُمْرٌ إلى السَّواد، وله وَرْدٌ أَبيض صغيرٌ كثيرُ العسَلِ. والضِّرامةُ: شجرُ البُطْم. والضِّرْيَمُ: ضَرْبٌ من الصَّمْغ. والضِّرامُ: ما اتَّسَعَ من الأَرض؛ عن ابن الأَعرابي. @ضرزم: الضَّرْزَمةُ: شِدَّةُ العَضِّ والتصميم عليه. وأَفْعى ضِرْزِمٌ: شديدةُ العَضِّ؛ وأَنشد فيه: يُباشِرُ الحَرْبَ بِنابٍ ضِرْزِمِ وأَنشد أَيضاً الجوهري للْمُساوِر بن هِنْدٍ العَبْسِيَّ: يا رِيَّها يَوْمَ تُلاقي أَسْلَما، يَوْمَ تُلاقي الشَّيْظَمَ المُقَوَّما عَبْلَ المُشاشِ فَتَراه أَهْضَما، عِنْدَ كِرامٍ لم يكنْ مُكَرَّما تَحْسِبُ في الأُذْنَيْنِ منه صَمَما، قد سالَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَما الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعَما، وذاتَ قَرْنَيْنِ ضَمُوزاً ضِرْزِما هَوَّمَ في رِجْلَيْهِ حينَ هَوَّما، ثم اغتَدَيْنَ وغَدا مُسَلَّما قوله: ذاتَ قرنين، أَفْعى لها قرنانِ من جِلْدها. والضَّمُوزُ: الساكنة. وناقة ضِرْزِمٌ وضَرْزَمٌ؛ الأَخيرة عن يعقوب، وضِمْرِزٌ: مُسِنَّة وهي فوق العَوْزَمِ، وقيل: كبيرة قليلة اللبن. أَبو عبيد: يقال للناقة التي قد أَسَنَّتْ وفيها بقيةٌ من شَباب الضِّرْزِمُ. ابن السكيت: الضِّرْزِمُ من النوق القليلةُ اللبن مثل ضِمْرِزٍ، قال: ونُرى أَنه من قولهم رجل ضِرِزٌّ إذا كان بخيلاً، والميم زائدة؛ وقال غيره: الضِّمْرِزُ الناقةُ القوية، وأَما الضِّرْزِمُ فالمُسِنَّة وفيها بقيةُ شَباب؛ قال المُزَرِّدُ أَخُو الشّماخِ: قَذِيفَةُ شَيْطانٍ رَجيم رَمى بها، فصارَتْ ضَواةً في لَهازِمِ ضِرْزِم وكان قد هَجا كعبَ بن زهير فزَجَره قَوْمُه فقال: كيف أَردّ الهجاء وقد صارت القَصِيدَةُ ضَواةً في لَهازِمِ نابٍ؟ لأَنها كبيرةُ السِّنِّ لا يُرْجى بُرْؤُها كما يُرْجى بُرْؤُ الصغير. @ضرسم: ابن الأَعرابي: الضِّرْسامَةُ الرِّخْوُ اللئيم. ورجل ضِرْسامةٌ: نعتُ سَوْءٍ من الفَسالَة ونحوها. وضِرْسامٌ: اسم ماء؛ قال النمر بنُ تَوْلَبٍ: أَرْمي بها بَلَداً تَرْميهِ عن بَلَدٍ، حتى أُنِيخَتْ على أَحْواضِ ضِرْسامِ @ضرضم: ابن الأَعرابي: الضَّرْضَمُ ذَكَرُ السباع، وقال في موضع آخر: من غريب أسماء الأَسد الضَّرْضَمُ، وكنيته أَبو العباس. @ضرطم: التهذيب في الرباعي: الضُّراطِميُّ من الأَرْكابِ الضَّخمُ الجافي، وأَنشد لجرير: تُواجِهُ بَعْلَها بضُراطِمِيٍّ، كأَنَّ على مَشافِرِه صُبابا وقال: مَتاعٌ هَدَّارُ المَشافِر يَهْدِرُ مِشْفَرُه لاغْتِلامِها؛ ورواه ابن شميل: تُنازِعُ زَوْجَها بعُمارِطِيٍّ، كأَنَّ على مَشافِرِه جُبابا وقال: عُمارِطيُّها فَرْجُها. @ضرغم: الضَّرْغَمُ والضِّرْغامُ والضِّرْغامةُ: الأَسد. ورجل ضِرْغامةٌ: شُجاعٌ، فإما أَن يكون شُبِّه بالأَسد، وإِما أَن يكون ذلك أَصلاً فيه؛ وأَنشد سيبويه: فَتى الناسِ لا يَخْفى عليهم مكانهُ، وضِرْغامةٌ إنْ هَمَّ بالأَمْر أَوْقَعا قال: والأَسْبَقُ أَنه على التشبيه. وفَحْلٌ ضِرْغامة: على التشبيه بالأَسد. قيل لابْنةِ الخُسِّ: أَيُّ الفُحولِ أَحمدُ؟ فقالت: أَحمرُ ضِرْغامَة شديد الزَّئير قليلُ الهَدير. والضَّرْغَمَةُ والتَّضَرْغمُ: انتخابُ الأَبطالِ في الحرب، وضَرْغَم الأَبطالُ بعضُها بعضاً في الحرب. الليث: تَضَرْغَمتِ الأَبطالُ في ضَرْغَمَتِها بحيث تأْتخذُ في المعْركةِ، وأَنشد: وقَوْمي، إنْ سأَلْتَ، بنُو عليٍّ، متى تَرَهُم بضَرْغَمَةٍ تَفِرُّ (* قوله «بنو علي»حيّ من كنانة والنسبة إليهم عليون لا علويون كذا بهامش التهذيب). وفي حديث قُسٍّ: والأَسد الضِّرْغام؛ هو الضاري الشديدُ المِقْدام من الأُسود. وفي نوادر الأَعراب: ضِرْغامةٌ من طِينٍ وثَوِيطَةٌ ولَبِيخَةٌ ولِيخَةٌ وهو الوَحَلُ. @ضغم: الضَّغْم: العَضُّ غير النَّهْشِ. ضَغَم به يَضْغَم ضَغْماً وضَغَمَه: عَضَّ عَضّاً دون النَّهْشِ، وقيل: هو أَن يملأَ فمَه مما أَهْوى إليه؛ وأَنشد سيبويه: وقد جَعَلَتْ نفسي تطيبُ لضَغْمَةٍ، لضَغْمِهِماها يَقْرَعُ العَظْمَ نابُها قيل: هو العَضُّ ما كان. وفي حديث عُتْبة بن عبدِ العُزَّى: فعَدا عليه الأَسدُ فأَخذ برأْسِه فضَغَمه ضَغْمةً؛ الضَّغْمُ: العضُّ الشديد، ومنه سمي الأَسدُ ضَيْغماً، بزيادة الياء؛ ومنه حديث عُمَر والعَجوز: أَعاذكم اللهُ من جَرْحِ الدَّهْرِ وضَغْمِ الفَقْرِ أَي عَضِّه. والضُّغامَةُ: ما ضَغَمْتَه ثم لَفَظْتَه من فيكَ. والضَّيْغَم: الذي يَعَضُّ، والياء زائدة. والضَّيْغَم والضَّيْغَمِيُّ: الأَسد مشتق من ذلك، وقيل: هو الواسع الشِّدْقِ منها؛ قال كعب: من ضَيْغَمٍ من ضِراءِ الأُسْدِ مخْدَرُه، ببطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونه غِيلُ (* رواية قصيدة كعب: من خادرِ من ليوثِ الأرض، مَسكِنُه، من بطن عثَّرَ غِيلٌ دونَه غِيل). وضَيْغَمٌ: من شعرائهم؛ قال ابن جني: هو ضَيْغَم الأَسَدِيُّ. @ضمم: الضَّمُّ: ضَمُّكَ الشيءَ إلى الشيء، وقيل: قَبْضُ الشيء إلى الشيء، وضَمَّه إليه يَضُمُّه ضَمّاً فانضمَّ وتَضامَّ. تقول: ضَمَمْتُ هذا إلى هذا، فأَنا ضامُّ وهو مَضْموم. الجوهري: ضمَمْتُ الشيءَ إلى الشيء فانْضَمَّ إليه وضامَّهُ. وفي حديث عمر: يا هُنَيُّ ضُمَّ جَناحَك عن الناس أَي أَلِنْ جانِبَك لهم وارْفُقْ بهم. وفي حديث زُبَيْبٍ العَنْبَرِيّ: أَعْدِني على رجُلٍ من جُنْدِك ضَمَّ مني ما حَرَّمَ اللهُ ورسولهُ أي أَخذَ من مالي وضَمَّه إلى مالِه. وضامَّ الشيءُ الشيءَ: انْضَمَّ معه. وتَضامَّ القومُ إذا انضَمَّ بعضُهم إلى بعض. وفي حديث الرؤية: لا تَضامُّون في رؤيته، يعني رؤية الله عز وجل، أَي يَنْضَمُّ بعضُكم إلى بعضٍ، فيقول واحدٌ لآخر أَرِنِيه كما تَفعلون عند النظر إلى الهلال، ويروى: لا تُضامُّونَ، على صيغة ما لم يسم فاعله. قال ابن سيده: ولم أرَ ضامّ متعدياً إلاّ فيه، ويروى: تُضامُونَ، من الضَّيْم، وهو مذكور في موضعه؛ قال ابن الأَثير: يروى هذا الحديث بالتشديد والتخفيف، فالتشديد معناه لا يَنْضَمُّ بعضكم إلى بعض وتَزْدحمون وقتَ النظر إليه، قال: ويجوز ضم التاء وفتحها على تُفاعَلون وتَفاعَلون، ومعنى التخفيف لا يَنالكم ضَيمٌ في رؤْيته فيراه بعضُكم دون بعض. والضَّيْمُ: الظُّلْم؛ فأما قول أبي ذؤيب: فألْفَى القومَ قد شَرِبُوا، فَضَمُّوا، أمامَ القَوْمِ مَنْطِقُهُمْ نَسِيفُ أَراد أنهم اجتمعوا وضَمُّوا إليهم دوابهَّم ورِحالَهُم، فحذف المفعول وحَذْفُه كثير. واضْطَمَمْتُ الشيءَ: ضَمَمْتُه إلى نفسي، واضْطَمَّ فلانٌ شيئاً إلى نفسه، وقال الأَزهري في آخر الضاد والطاء والميم: وأما الاضْطِمام فهو افْتِعالٌ من الضّمِّ. وفي الحديث: كان نبي الله، ﷺ، إذا اضْطَمَّ عليه الناس أَعْنَقَ أي ازْدحموا، وهو افْتَعَلَ من الضم، فقلبت التاء طاء ولأجل لفظة الضاد. وفي حديث أبي هريرة: فدنا الناس واضْطَمَّ بعضهم إلى بعض. واضْطَمَّتْ عليه الضُّلُوعُ أي اشْتَملت. والضُّمامُ: كلُّ ما ضُمَّ به شيءٌ إلى شيء وأَصْبَحَ مُنْضَمّاً أَي ضامِراً كأَنه ضُمَّ بعضُه إلى بعض. وضامَمْتُ الرجلَ: أقمت معه في أَمر واحد مُنْضَمّاً إليه. والإضْمامَةُ: جماعةٌ من الناس ليس أَصلهم واحداً ولكنهم لَفيفٌ، والجمع الأَضامِيمُ؛ وأَنشد: حَيٌّ أَضامِيمُ وأَكْوارُ نَعَمْ ويقال للفرس: سَبَّاقُ الأَضامِيمِ أَي الجماعات؛ قال ابن بري: ومنه قول ذي الرمة: والحُقْبُ تَرْفَضُّ مِنْهنَّ الأَضامِيمُ وفي كتابه لوائل بن حُجْرٍ: ومن زنى من ثَيِّبٍ فضَرِّجُوه بالأَضاميم؛ يريد الرَّجْمَ، والأَضامِيمُ: الحجارةُ، واحدتها إضْمامةٌ. قال: وقد يُشَبَّه بها الجماعاتُ المختلفةُ من الناس. وفي حديث يحيى بن خالد: لنا أَضاميمُ من ههنا وههنا أَي جماعاتٌ ليس أَصلهم واحداً كأَنَّ بعضَهم ضُمَّ إلى بعض. والإضْمامة من الكُتب: ما ضمَّ بعضُه إلى بعض. الجوهري: الإضْمامَةُ من الكُتُب الإضْبارة، والجمع الأَضامِيمُ. يقال: جاء فلان بإضمامَةٍ من كُتُبٍ. وفي حديث أَبي اليَسَرِ: ضِمامةٌ من صُحُفٍ أَي حُزْمَةٌ، وهي لغة في الإضمامة. والضِّمُّ والضِّمامُ: الداهية الشديدة. قال أَبو منصور: العرب تقول للداهية صَمِّي صَمامِ، بالصاد، قال: وأَحسب الليثَ رآه في بعض الصُّحُفِ فصحَّفه وغيَّر بناءه، والضَّمْضَمُ مثله. وقال أَبو حنيفة: إذا سَلَكَ الوادي بين أكمتين طويلتين سمي ذلك الموضعُ الموضِعَ المَضْمومَ. والضُّماضِمُ: من أَسماء الأَسد. وأَسَدٌ ضُماضِمٌ: يضُمُّ كلَّ شيء، وضَمْضَمَتُه: صَوْتُه، وضَمْضَمٌ: من أَسمائه. وضَمْضَمٌ: اسم رجل. ورجل ضُمَضِمٌ وضُماضِمٌ: جريءٌ ماضٍ. وضَمْضَمَ الرجلُ إذا شَجَّعَ قَلْبَه. والضُّماضِمُ: الأَكُولُ النَّهِمُ المُسْتأْثِرُ، وقيل: الكثير الأَكل الذي لا يشبع. وضَمَّ على المال وضَمْضَمَ: أَخَذَه كُلَّه. الأُمَوِيُّ: يقال للرجل البخيل الضِّرزُّ، بتشديد الزاي، والضُّماضِمُ والعَضَمَّرُ كُلُّه من صفة البخيل، قال: وهو الصُّوَتِنُ على فُعَلِنٍ أَيضاً. ابن الأعرابي: الضَّمْضَمُ الجَسيمُ الشُّجاعُ، بالضاد، والصَّمْصَمُ البخيل النهاية في البُخْل، بالصاد. وروي عن الحسن أنه قال: خَباثِ كلَّ عِيدانِكِ قد مَضِضْنا فوَجَدْنا عاقبته مُرّاً؛ يخاطب الدنيا. والضُّمَضِمُ: الغَضْبانُ، والله أَعلم. @ضوم: ضُمْتُه: كضِمْتُه أَي ظَلَمْته، وسنذكره في الياء أَيضاً. @ضيم: الضَّيْمُ الظُّلْمُ. وضامه حَقَّه ضَيْماً: نَقَصه إياه. قال الليث: يقال ضَامَه في الأَمر وضامَهُ في حقه يَضِيمُه ضَيْماً، وهو الانتقاصُ، واسْتَضامَه فهو مَضِيمٌ مُسْتَضامٌ أَي مَظْلُوم، وقد جُمعَ المصدرُ من هذا فقيل فيه ضُيُومٌ؛ قال المُثَقِّبُ العبدي: ونَحْمي على الثَّغْرِ المَخُوفِ، ونَتَّقِي بغارَتِنا كَيْدَ العِدى وضُيُومَها ويقال: ما ضِمْتُ أَحداً وما ضُمْتُ أَي ما ضامَني أَحدٌ. والمَضِيمٌ: المَظْلُوم. الجوهري: وقد ضِمْتُ أَي ظُلِمْتُ، على ما لم يسم فاعله، وفيه ثلاث لغات: ضِيمَ الرجلُ وضُيِمَ وضُومَ كما قيل في بِيعَ؛ قال الشاعر: وإني على المَوْلى، وإن قَلَّ نَفْعُه، دَفُوعٌ، إذا ما ضُمتُ، غَيْرُ صَبورِ وفي حديث الرؤية، وقد قيل له، عليه السلام: أَنَرى رَبَّنا يا رسولَ الله؟ فقال: أَتُضامُونَ في رؤية الشمس في غير سَحابٍ؟ قالوا: لا، قال: فإنكم لا تضامُونَ في رؤيته، وروي تُضارُونَ وتُضارُّونَ، وقد تقدم. التهذيب: تضامُون وتُضامُّون، بالتشديد والتخفيف، التشديدُ من الضَّمِّ ومعناه تُزاحَمُون، والتخفيف من الضَّيْم لا يَظْلِمُ بعضُكم بعضاً. والضِّيمُ، بالكسرِ: ناحيةُ الجَبَل والأَكَمةِ. وضِيمٌ: جَبَلٌ في بلاد هُذَيْلٍ؛ قال أَبو جُنْدَب: وغَرَّبْتُ الدعاءَ، وأَيْنَ مِنِّي أُناسٌ بين مَرِّ وذي يَدُومِ؟ وحَيٌّ بالمَناقِبِ قد حَمَوْها، لدى قُرَّانَ حتى بَطْنِ ضِيمِ مَرِّ، بالخفض، والمَناقِبُ: طريقُ الطائف من مكة. وضِيمٌ: جَبَلٌ. والضِّيمُ: وادٍ في السَّراةِ؛ قال ساعدةُ بن جُؤيَّةَ: فما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَسْقِي ذَنُوبَها دُفاقٌ فَعُرْوانُ الكَراثِ فضِيمُها الجوهري: الضِّيمُ، بالكسر، ناحيةُ الجَبَل في قول الهُذَلي، وأَنشد البيت. قال ابن بري: ذَنوبها نصيبها. ودُفاقٌ: وادٍ، وكذلك عُرْوانُ وضِيمٌ. @ضيثم: الضَّيْثَمُ: الشديدُ، وبه سمي الرَّجُلُ. @ضأن: الضّائنُ من الغنم: ذو الصوفِ، ويُوصَفُ به فيقال: كَبْش ضائنٌ، والأُنثى ضائنة. والضّائنُ: خلافُ الماعز، والجمع الضّأْنُ والضّأَنُ مثل المَعْزِ والمَعَزِ. والضَّئِينُ والضِّئينُ: تميمية. والضَّيْن والضِّينُ، غير مهموزين؛ عن ابن الأَعرابي: كلها أَسماء لجمعهما، فالضأْن كالرَّكْب، والضَّأَنُ كالقَعَد، والضَّئِين كالغَزِيّ والقَطِين، والضِّئِين داخل على الضِّئِين، أَتبعوا الكسر الكسر، يطرد هذا في جميع حروف الحلق إذا كان المثال فَعِلاَ أَو فَعِيلاَ، وأَما الضِّينُ والضَّيْنُ فشاذ نادر، لأَن ضائناً صحيح مهموز، والضِّين والضَّين معتلّ غير مهموز، وقد حكي في جمع الضّأْنِ أَضْؤُنٌ؛ وقوله أَنشده يعقوب في المبقلوب: إذا ما دَعا نَعْمانُ آضُنَ سالِمٍ، عَلَنَّ، وإن كانت مَذانِبُه حُمْرَا (* قوله «علنّ» الذي في المحكم: عليّ). أَراد: أَضْؤُناً، فقلب، ودُعاؤه أَن يكثر الحشيش فيه فيصير فيه الذُّبابُ، فإِذا تَرَنَّم سمع الرِّعاءُ صوْتَه فعلموا أَن هناك رَوْضة فساقوا إِبلهم ومواشيهم إليها فَرَعَوْا منها، فذلك دُعاء نَعْمَانَ إياهم. قال أَبو الهيثم: جمع الضائن ضَأَنٌ، كما يقال ماعِزٌ ومَعَز، وخادِم وخَدَم، وغائب وغَيَب، وحارس وحَرَس، وناهِل ونَهَلٌ. قال: والضّانُ أَصله ضَأْن، فخفف. والضّأْنُ: جمع الضائن، ويُجْمَع الضَّئِينَ، والأُنثى ضائنة، والجمع ضَوائن. وفي حديث شَقيق: مَثَلُ قُرّاءِ هذا الزمان كَمَثل غَنَمٍ ضَوائِنَ ذاتِ صُوف عِجاف؛ الضوائن جمع ضائنة وهي الشاة من الغنم خلاف المعز. ومِعْزَى ضِئْنيَّةٌ: تأْلف الضّأْنَ، وسِقاءٌ ضِئْنِيٌّ على ذلك اللفظ إِذا كان من مَسْكِ ضائنةٍ وكان واسعاً، وكل ذلك من نادر معدول النسب؛ أَنشد ابن الأَعرابي: إذا ما مَشَى وَرْدانُ واهْتَزَّتِ اسْتُه، كما اهْتَزَّ ضِئْنِيٌُّ لفَرْعاء يُؤْدَلُ. عنى بالضِّئْنِيِّ هذا النوع من الأَسْقية. التهذيب: الضِّئْنيّ السقاء الذي يُمْخَضُ به الرائب، يسمى ضِئْنِيّاً إذا كان ضَخْماً من جلد الضّأْن؛ قال حُميد: وجاءتْ بضِئْنِيٍّ، كأَنَّ دَوِيّهُ تَرَنُّمُ رَعْدٍ جاوَبَتْه الرَّواعِدُ. وأَضْأَنَ القومُ: كثرَ ضأْنهم. ويقال: اضْأَنْ ضأْنك وامْعَزْ مَعَزَك أَي اعْزِلْ ذا من ذا. وقد ضأَنْتُها أَي عزَلْتها. ورجل ضائنٌ إذا كان ضعيفاً، ورجل ماعِزٌ إذا كان حازماً مانعاً ما وراءه. ورجل ضائنٌ: لَيِّنٌ كأَنه نعجة، وقيل: هو الذي لا يزال حسن الجسم مع قلة طُعْمٍ، وقيل: هو اللَّيِّنُ البطن المُسْترْخِية. ويقال: رملة ضائنةٌ، وهي البيضاء العريضة؛ وقال الجَعْدِي: إلى نَعّجٍ من ضائِنِ الرَّمْلِ أَعْفَرَا (* قوله «وقال الجعدي إلخ» صدره كما في التكملة: فباتت كأن بطنها طي ريطة وزاد: والضأنة، بفتح فسكون، الخزامة إذا كانت من عقب.) وفي حديث أَبي هريرة: قال له أَبانُ بن سعيد وَبْرٌ تدَلَّى من رأْسِ ضالٍ؛ ضالٌ، بالتخفيف: مكان أَو جبل بعينه، يريد به تَوْهِينَ أَمره وتحقير قدره، ويروى بالنون، وهو أَيضاً جبل في أَرض دَوْسٍ، وقيل: أَراد به الضأْن من الغنم، فتكون أَلفه همزة. @ضبن: الضِّبْنُ: الإِبْطُ وما يليه. وقيل: الضِّبْنُ، بالكسر، ما بين الإِبط والكَشْح، وقيل: ما تحت الإِبط والكَشْح، وقيل: ما بين الخاصرة ورأْس الورك، وقيل: أَعلى الجَنْب. وضَبَنَ الرجلَ وغيره يَضْبُنُه ضَبْناً: جعله فوق ضِبْنِه. واضْطَبَنَ الشيءَ: حمله في ضِبْنِه أَو عليه، وربما أَخذه بيده فرفعه إلى فُوَيْقِ سُرَّته، قال: فأَوّل الحَمْلِ الأَبْطُ ثم الضَّبْنُ ثم الحَضْنُ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للكميت: لما تفَلَّقَ عنه قَيْضُ بَيْضَتِه، آواه في ضِبْنِ مَضْبُوٍّ به نَصَبُ (* قوله «في ضبن مضبوّ» الذي في التهذيب: مضيّ). قال ابن الأَعرابي: أَي تفَلَّق عن فرخ الظليم قَيْضُ بيضته آواه الظليمُ ضِبْنَ جناحه. وضَبَأَ الظليمُ على فرخه إذا جَثَمَ عليه؛ وقال غيره: ضِبْنه الذي يكون فيه؛ وقال: ثم اضْطَبَنْتُ سلاحي تحت مَغْرضِها، ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيفِ إذا شَسَفَا أَي احتَضَنْتُ سلاحي. وأَضْبَنْتُ الشيءَ واضْطبَنتُه: جعلته في ضِبْني. أَبو عبيد: أَخذه تحت ضِبْنِه إذا أَخذه تحت حِضْنِه. وفي الحديث: فدعا بمِيضأَة فجعلها في ضِبْنِه أَي حِضْنه. وفي حديث عمر، رضي الله تعالى عنه: أَن الكعبة تَفِيءُ على دار فلان بالغَداة وتَفيءُ على الكعبة بالعَشِيِّ، وكان يقال لها رَضِيعة الكعبة، فقال: إن داركم قد ضَبَنتِ الكعبةَ ولا بُدَّ لي من هَدْمها أَي أَنها لما صارت الكعبة في فَيْئها بالعَشِيِّ كانت كأَنها قد ضَبَنَتْها، كما يَحْمِل الإنسانُ الشيءَ في ضِبْنه. وأَخذَ في ضِبْنٍ من الطريق أَي في ناحية منه؛ وأَنشد: فجاءَ بخُبْزٍ دَسَّه تحتَ ضِبْنِه، كما دَسَّ راعي الذَّوْدِ في حِضْنِه وَطبَا وقال أَوس: أُحَيْمِرَ جَعْداً عليه النُّسُو رُ، في ضِبْنِه ثعلبٌ مُنْكَسِرْ أَي في جَنْبه. وفي حديث ابن عمر: يقول القبرُ يا ابنَ آدم قد حُدِّرتَ ضِيقي ونَتْني وضِبْني أَي جنبي وناحيتي، وجمع الضِّبْن أَضبان؛ ومنه حديث شُمَيط: لا يَدْعُوني والخطايا بين أَضبانهم أَي يَحْمِلون الأَوزار على جُنُوبهم، ويروى بالثاء المثلثة، وهو مذكور في موضعه. وفلان في ضِبْنِ فلان وضَبينته أَي ناحيته وكنَفِه. والضُّبْنة: أَهل الرجل لأَنه يَضْبِنُها في كنَفِه، معناه يُعانقها؛ وفي التهذيب: لأَنه يَضْطَبِنُها في كنَفِه. وضَبِنَهُ الرجل: حَشَمُه. وعليه ضِبْنةٌ من عيال، بكسر الضاد وسكون الباء، أَي جماعة. ابن الأَعرابي: ضُبْنة الرجل وضَبْنَتُه وضَبِنَتُه خاصَّتُه وبِطانَتُه وزافِرَتُه، وكذلك ظاهِرَته وظِهارتُه. قال الفراء: نحن في ضُبْنه وفي حَريمه وظِلِّه وذِمَّتِه وخُفارته وخْفْرته وذَراه وحِماه وكَنَفِه وكَنَفَتِه بمعنى واحد. وفي حديث ابن عباس: أَنَّ النبي، ﷺ، كان إذا سافر قال اللهم إني أَعوذ بك من الضِبُّنْة في السَّفَر والكآبة في المُنْقَلَب، اللهم اقْبِضْ لنا الأَرضَ وهَوِّنْ علينا السَّفَر، اللهم أَنت الصاحبُ في السَّفر والخليفةُ في الأَهل؛ الضُِّبْنةُ: ما تحت يَدِك من مالٍ وعيالٍ تهتم به ومن تلزمك نفقته، سُمُّوا ضُبْنةً لأَنهم في ضِبنَ من يَعُولهم، تَعَوَّذَ بالله من الضِّبْنة كثرة العيال والحَشَم في مَظِنَّة الحاجة، وهو السفر، وقيل: تَعوَّذ من صُحْبة من لا غَناء فيه ولا كِفاية من الرِّفاق، إنما هو كَلٌّ وعِيالٌ على من يُرافِقُه. وضِبْنةُ الرجل: خاصته وبِطانتُه وعياله، وكذلك الضَّبِنة، بفتح الضاد وكسر الباء. والضَّبَنُ: الوَكْسُ؛ قال نوح بن جرير: وهو إلى الخَيراتِ مُنْبَتُّ القَرَنْ، يَجْري إليه اسابِقاً لا ذا ضَبَنْ والضَّبْنةُ: الزَّمانة. ورجل ضَبِنٌ: زَمِنٌ. وقد أَضْبَنَه الداء: أَزمنه؛ قال طُرَيْحٌ: وُلاةٌ حُماة، يَحْسِمُ اللهُ ذو القُوَى بهم كُلَّ داءٍ يُضْبِنُ الدِّينَ مُعْضِلِ والمضْبُون: الزَّمِنُ، ويشبه قلب الباء من الميم. وضَبَنَه يَضْبِنُه ضَبْناً: ضربه بسيف أَو عصا أَو حَجَر فقطع يده أَو رجله أَو فقأَ عينه. قال اللحياني: وحكى لي رجل من بني سعد عن أَبي هِلال ضَبَنْت عنا هَدِيَّتَك وعادَتك أَو ما كان من معروف تَضْبِنها ضَبْناً كَصَبَنْتَها، والصاد أَعلى، وهو قول الأَصمعي. قال: وحقيقة هذا صَرَفْتَ هديَّتَك ومعروفك عن جيرانك ومعارفك إلى غيرهم، وفي النوادر: ماء ضَبْنٌ ومَضْبون ولَزْنٌ ومَلزون ولَزِنٌ وضَبِنٌ إذا كان مَشْفوهاً لا فضل فيه. ومكان ضَبْن أَي ضيق. وضَبِينةُ: اسم. وبنو ضابِنٍ وبنو مُضابِنِ: حيَّان. قال ابن بري: ضَبِينةُ حيّ من قيس؛ وأَنشد سيبويه للبيد: فَلَتَصْلُقَنَّ بني ضَبِينةَ صَلْقةً تُلْصِقْنَهُمْ بخَوالِفِ الأَطنابِ. وذكر الأَزهري في هذه الترجمة: الضَّوْبانُ الجَمل المُسنّ القوي، ومنهم من يقول ضُوبانُ. قال أَبو منصور: من قال ضُوبان جعله من ضابَ يَضُوبُ. @ضجن: الضَّجَنُ، بالجيم: جبل معروف؛ قال الأََعشى: وطالَ السَّنامُ على جِبْلَةٍ، كخَلْقاءَ من هَضَبات الضَّجَنْ وكذلك قول ابن مقبل: في نِسْوةٍ من بني دَهْيٍ مُصَعِّدةٍ، أَو من قَنَانٍ تَؤُمُّ السَّيْرَ للضَّجَنِ. قال: والحاء تصحيف. وضَجْنانُ: جُبَيْل بناحية مكة. قال الأَزهري: أَما ضَجَنَ فلم أَسمع فيه شيئاًغير جبل بناحية تهامة يقال له ضَجْنانٌ. وروي في حديث عمر، رضي الله تعالى عنه: أَنه أَقبل حتى إذا كان بضَجْنانَ؛ قال: هو موضع أَو جبل بين مكة والمدينة، قال: ولست أَدري مما أُخِذَ. @ضحن: الضَّحَنُ: اسم بلد؛ قال ابن مقبل: في نسوةٍ من بني دَهْيٍ مُصَعِّدة، أَو من قَنانٍ تَؤُمُّ السيرَ للضَّحَن. وقد تقدم في ترجمة ضجن، بالجيم المعجمة، ما اختلف فيه من ذلك. @ضدن: ضَدَنْتُ الشيءَ أَضْدِنُه ضَدْناً: سَهَّلْتُه وأَصلحته، لغة يمانية، وضَدَنَى، على مثال جَمَزى: موضع. @ضزن: الضَّيْزَنُ: النِّخاسُ، والضَّيْزَنُ: الشريك، وقيل: الشريك في المرأَة. والضَّيْزَنُ: الذي يزاحم أَباه في امرأَته؛ قال أَوس بن حجر: والفارِسيَّةُ فيهم غيرُ مُنكَرةٍ، فكُلُّهم لأَبيه ضَيْزَنٌ سَلِفُ (* قوله «والفارسية فيهم إلخ» كذا في الأصل والجوهري والمحكم، والذي في التهذيب: فيكم، وفكلكم بالكاف، قال الصاغاني: الرواية بالكاف لا غير). يقول: هم مثل المجوس يتزوَّج الرجل منهم امرأَة أَبيه وامرأَة ابنه. والضَّيْزَنُ أَيضاً: ولد الرجل وعياله وشركاؤه، وكذلك كل من زاحم رجلاً من أَمر فهو ضَيْزَنٌ، والجمع الضَّيازِنُ. ابن الأَعرابي: الضَّيزَنُ الذي يتزوَّجُ امرأَة أَبيه إذا طلقها أَو مات عنها. والضَّيزَنُ: خَدُّ بَكَرةِ السَّقْيِ التي سائبها ههنا وههنا. ويقال للنِّخاس الذي يُنْخَس به البَكَرةُ إذا اتسع خَرْقُها: الضَّيزَنُ؛ وأَنشد: على دَمُوكٍ تَرْكَبُ الضَّيازِنا وقال أَبو عمرو: الضَّيْزَنُ يكون بين قَبِّ البَكرة والساعِد، والساعدُ خشبة تعلق عليها البكرة، وقال أَبو عبيدة: يقال للفرس إذا كان لم يتَبطَّنِ الإناث ولم يَنْزُ قطُّ الضَّيزانُ. والضَّيزَان: السَّلِفان. والضَّيزَن: الذي يزاحمك عند الاستقاء في البئر. وفي المحكم: الضَّيزَنُ الذي يُزاحم على الحوض؛ أَنشد ابن الأَعرابي: إن شَرِيبَيْكَ لَضَيْزنانِهْ، وعن إِزاءِ الحَوْضِ مِلْهَزانِهْ، خالفْ فأَصْدِرْ يومَ يُورِدانِهْ. وقيل: الضَّيْزَنانِ المُستَقيان من بئر واحدة، وهو من التزاحُم. وقال اللحياني: كل رجل زاحَمَ رجلاً فهو ضَيْزَنٌ له. والضَّيْزَنُ: الساقي الجَلْدُ. والضَّيْزَنُ: الحافظ الثقة. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: بعث بعامل ثم عَزَله فانصرف إلى منزله بلا شيء، فقالت له امرأَته: أَينَ مَرافِقُ العَمَل؟ فقال لها: كان معي ضَيْزنانِ يحفظان ويعلمان؛ يعني الملكين الكاتبين، أَرْضَى أَهلَه بهذا القول وعَرَّضَ بالملكين، وهو من معاريض الكلام ومحاسنه، والياء في الضَّيْزَن زائدة. والضَّيْزنُ: ضدّ الشيء: قال: في كلِّ يومٍ لك ضَيْزَنانِ. وضَيْزَنُ: اسم صنم، والضَّيْزَنانِ: صَنمانِ للمُنْذِر الأَكبر كان اتخذهما بباب الحِيرَة ليسجد لهما من دخل الحيرة امْتِحاناً للطاعة. والضَّيْزنُ: الذي يسميه أَهل العراق البُنْدارَ، يكون مع عامل الخَراج. وحكى اللحياني: جعلته ضَيْزَناً عليه أَي بُنْدَاراً عليه، قال: وأَرسلته مُضْغِطاً عليه، وأَهل مكة والمدينة يقولون: أَرسلته ضاغِطاً عليه. @ضطن: التهذيب: الليث الضَّيطَنُ والضَّيْطَانُ الذي يُحَرِّكُ مَنْكِبَيْه وجسده حين يمشي مع كثرة لحم. يقال: ضَيْطَنَ الرجلُ ضَيْطَنةً وضِيْطاناً إذا مَشَى تلك المِشْية؛ قال أَبو منصور: هذا حرف مُرِيبٌ (* قوله «هذا حرف مريب» أْي ضبطاناً بكسر فسكون كما هو مضبوط في التهذيب والتكملة). والذي نعرفه ما روى أَبو عبيد عن أَبي زيد: الضَّيَطَانُ، بتحريك الياء، أَن يحرَّك منكبيه وجسده حين يمشي مع كثرة لحم؛ قال أَبو منصور: وهذا من ضَاط يَضِيطُ ضَيَطَاناً، والنون من الضَّيَطَانِ نون فَعَلان كما يقال من هَامَ يهيمُ هَيَمَاناً، وأَما قول الليث ضَيْطَنَ الرجلُ ضَيْطَنةً إذا مشى تلك المشية فغير محفوظ. @ضغن: الضِّغْنُ والضَّغَنُ: الحِقْد، والجمع أَضْغانٌ، وكذلك الضَّغينَةُ، وجَمْعُها الضَّغائن؛ ومنه حديث العباس: إِنا لنَعْرفُ الضَّغَائن في وُجُوه أَقوام. ويقال: سَلَلْتُ ضِغْنَ فلان وضَغِينَتَه إذا طلبت مَرْضاته. وفي الحديث: فتكون دِماء في عَمْيَاءَ في غير ضَغِينة وحملِ سلاح؛ الضِّغْنُ: الحقد والعداوة والبغضاء. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَيما قوم شهدوا على رجل بحَدٍّ ولم يكن بحضرة صاحب الحَدِّ فإِنما شهدوا عن ضِغْنٍ أَي حقد وعداوة، يريد فيما كان بين الله وبين العباد كالزنا والشرب ونحوهما؛ وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي: بَلْ أَيُّها المُحْتَمِل الضَّغِينَا، إنك زَحَّارٌ لنا كِثِينَا، إنَّ القَرِينَ يُورِدُ القَرِينا فقد يكون الضَّغِينُ جمع ضَغِينة كشَعِير وشَعِيرة، وقد يجوز أَن يكون حذف الهاء لضرورة الرَّوِيّ، فإنَّ ذلك كثير، قال: وعسى أَن يكون الضَّغينُ والضَّغِينة من باب حُقٍّ وحُقَّةٍ وبَياضٍ وبَياضَةٍ، فيكون الضَّغِينُ والضَّغِينة لغتين بمعنى. وقد ضَغِنَ عليه، بالكسر، ضِغْناً وضَغَناً واضْطَغَنَ. وقال الله عزَّ وجل: إِن يسأَلْكُموها فيُحْفِكم؛ أَي يَجْهَدْكم ويُخْرِجْ أَضْغانكم؛ قال الفراء: أَي يخرج ذلك البخلُ عَداوتَكم ويكون ويُخْرِجِ الله أَضْغانَكم؛ وأَحْفيتُ الرجلَ: أَجْهَدْته. واضْطَغَنَ فلانٌ على فلان ضَغِينةً إذا اضْطَمَوها. أَبو زيد: ضَغِنَ الرجلُ يَضْغَنُ ضَغَناً وضِغْناً إذا وَغِرَ صَدْرُه ودَوِيَ. وامرأَة ذات ضِغْنٍ على زوجها إذا أَبغضته. وضَغِنُوا عليه: مالوا عليه واعتمدوه بالجَوْر. وتَضَاغَنَ القوم واضْطَغَنُوا: انْطَوَوْا على الأَحْقاد. وضِغْني إلى فلان أَي مَيْلي إليه. وضِغْنُ الدَّابة: عَسَرُه والتواؤُه؛ قال بِشْر بن أَبي خازم: فإِنَّك، والشَّكاةَ من آلِ لأْمٍ، كذاتِ الضِّغْنِ تَمشي في الرِّفاقِ. وقال الشاعر: والضِّغْنُ من تتابُعِ الأَسْواطِ وفرسٌ ضاغِنٌ وضَغِنٌ: لا يُعْطِي كلَّ ما عنده من الجَرْيِ حتى يُضْرَبَ؛ قال الشَّمَّاخُ: أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَة دَرْأَها، كما قَوَّمَتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ. والطريدة: قَصَبةٌ فيها ثلاثُ فُرُوضٍ تُبْرى بها المَغازلُ وغيرها. أَبو عبيدة: فرس ضَغُون، الذكر والأُنثى فيه سواء، وهو الذي يجري كأَنما يرجع القهقري. وفي حديث عمر: والرجلُ يكون في دابته الضِّغْنُ فَيُقَوِّمُها جُهْدَه ويكون في نفسه الضِّغْنُ فلا يُقَوِّمُها؛ الضِّغْن في الدابة: هو أَن تكون عَسِرَة الانقياد، وإذا قيل في الناقة هي ذاتُ ضِغْن فإِنما يُراد نِزاعها إلى وطنها. ودابة ضَغِنَة: نازعة إلى وطنها، وقد ضَغِنَتْ ضِغْناً وضَغْناً، وكذلك البعير، وربما استعير ذلك في الإنسان؛ قال: تُعارِضُ أَسْماءُ الرِّفاقَ عَشِيَّةً، تُسائلُ عن ضِغْنِ النساء النَّواكِحِ. وضَغِنَ إليه: نَزَع إليه وأَراده. قال الخليل: يقال للنّحُوصِ إذا وَحِمَتْ فاسْتَصْعَبَتْ على الجَأْبِ: إِنها ذاتُ شَغْبٍ وضِغْنٍ. ابن الأَعرابي: ضَغِنْتُ إلى فلان مِلْت إليه كما يَضْغَنُ البعير إلى وطنه. وضَغِنَ إلى الدنيا، بالكسر: رَكَنَ ومال إليها؛ قال الشاعر: إنَّ الذين إلى لَذَّاتِها ضَغِنُوا، وكان فيها لهم عيشٌ ومُرْتَفَقُ وضَغِنَ فلانٌ إلى الصلح إذا مال إليه. والاضْطِغانُ: الاشتمال. والاضْطِغانُ: أَخذ الشيءِ تحت حِضْنِك، تقول منه: اضْطَغَنْتُ الشيءَ؛ وأَنشد الأَحمر للعامرية: لقد رأَيت رجلاً دُهْرياً، يَمْشي وراءَ القومِ سَيْتَهِيَّا، كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيّاً. أَي حامله في حجره. والدُّهْري: منسوب إلى بني دَهْرٍ بطن من كلاب، والسَّيْتَهِيُّ: الذي يتخلف خلف القوم؛ وقال ابن مقبل: إذا اضْطَغَنْتُ سِلاحِي عند مَغْرِضِها، ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيْفِ إذ شَسَفا (* قوله «إذا اضطغنت» كذا للجوهري، وقال الصاغاني الرواية: ثم اضطغنت). وقيل: هو أَن يُدْخل الثوبَ من تحت يده اليمنى وطرفه الآخر من تحت يده اليسرى، ثم يضمهما بيده اليسرى، وقيل: هو التَّثَبُّنُ: التهذيب: الاضطِغانُ الدَّوْكُ بالكَلْكَلِ؛ وأَنشد: وأَضْطَغِنُ الأَقوامَ، حتى كأَنهم ضَغابيسُ تشْكُو الهَمَّ تحت لَبانِيَا. قال أَبو منصور: هذا التفسير للاضْطِغانِ خطأٌ، والصواب ما حكى أَبو عبيد عن الأَحمر أَن الاضطِغانَ الاشتمال؛ وأَنشد: كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيّا وفي النوادر: هذا ضِغْنُ الجَبَل وإِبْطُه. وقَناةٌ ضَغِنَة أَي عوجاء. والضَّغَنُ: العَوَجُ؛ وأَنشد: إنَّ قناتي من صَلِيبات القَنا، ما زادَها التَّثْقِيفُ إلا ضَغَنا. @ضفن: ضَفَن إلى القوم يَضْفِنُ ضَفْناً إذا جاء إليهم حتى يجلس معهم. وضَفَنَ مع الضيف يَضْفِنُ ضَفْناً جاء معه، وهو الضَّيْفَنُ. والضَّيْفَنُ: الذي يجيءُ مع الضَّيْف، كذا حكاه أَبو عبيد في الأَجناس مع ضفنَ؛ وأَنشد: إذا جاء ضَيْفٌ جاء للضَّيْف ضَيْفَنٌ، فأَوْدَى، بما تُقْرَى الضُّيوفُ، الضَّيافِنُ. وقال النحويون: نون ضَيْفَن زائدة؛ قال ابن سيده: وهو القياس، وقد أَخذ أَبو عبيد بهذا أَيضاً في باب الزيادة فقال: زادت العرب النون في أَربعة أَسماء، قالوا ضَيْفَنٌ للضَّيْفِ فجعله الضَّيفَ نفسه، والضَّيْفَن الطُّفَيْليُّ، وقد ذكرنا ذلك في ضيف أَيضاً، والضَّفْنِينُ: تابع الرُّكبان (* قوله «والضفنين تابع الركبان» كذا بالأصل والتهذيب، والذي في المحكم: تابع الضيفن). عن كراع وحده، قال ابن سيده: ولا أَحُقُّه. وضَفَنْتُ إليه إذا نَزعتَ إليه وأَردته. والضَّفْنُ: ضَمُّ الرجل ضَرْع الشاة حين يَحْلُبها ابن الأَعرابي: ضَفَنُوا عليه مالوا عليه واعتمدوه بالجَوْر. وضَفَنَ بغائطه يَضْفِنُ ضَفْناً: رمى به. والضَّفْنُ: ضَرْبُكَ اسْتَ الشاة ونحوها بظهر رجلك. وقال ابن الأَعرابي: ضَفَنَه برجله ضربه على استه؛ قال: ويَكْتَسعْ بنَدَم ويَضْفِن والاضْطِفانُ: أَن تضرب به اسْتَ نفسك. وضَفَنْتُ الرجل إذا ضربتَ برجلك على عَجُزه. واضْطَفَنَ هو إذا ضَرَبَ بقدمه مؤخر نفسه، وفي المحكم: اضْطَفَنَ ضرَبَ اسْتَه نفسه برجله. وفي حديث عائشة بنت طلحة: أَنها ضَفَنَتْ جاريةً لها برجلها؛ الضَّفْنُ: ضَربك استَ الإِنسان بظهر قدمك. وضَفَنَ البعيرُ برجله: خبط بها. وضَفَنه البعيرُ برجله يَضْفِنه ضَفْناً، فهو مَضْفُون وضَفِين: ضربه. وضَفَنَ به الأَرضَ ضَفْناً: ضربها به؛ قال الشاعر: قَفَنْتُه بالسَّوْطِ أَيَّ قَفْنِ، وبالعَصا من طُولِ سُوءِ الضَّفْنِ. أَبو زيد: ضَفَنَ الرجلُ المرأَة ضَفْناً إذا نكحها. قال: وأَصل الضَّفْن أَن يَضُمَّ بيده ضَرْعَ الناقة حين يَحلُبها. وضَفَنَ الشيءَ على ناقته: حمله عليها. والضِّفَنُّ، على وزن الهِجَفِّ: الأَحمق من الرجال مع عِظَمِ خَلْقٍ، ويقال: امرأَة ضِفَنَّة؛ قال: وضِفَنَّةٌ مثلُ الأَتانِ ضِبِرَّةٌ، ثَجْلاءُ ذاتُ خواصِرٍ ما تَشْبَعُ والضِّفِنُّ والضِّفَنُّ والضِّفَنّانُ: الأَحمق الكثير اللحم الثقيل، والجمع ضِفْنانٌ نادر، والأُنثى ضِفِنَّة وضِفَنَّة، وكسر الفاء، عند ابن الأَعرابي، أَحسن. الفراء: إذا كان الرجل أَحمق وكان مع ذلك كثير اللحم ثقيلاً فهو ضِفَنٌّ وضَفَنْدَدٌ. وامرأَة ضِفَنَّة إذا كانت رِخْوة ضَخْمة. @ضمن: الضَّمِينُ: الكفيل. ضَمِنَ الشيءَ وبه ضَمْناً وضَمَاناً: كَفَل به. وضَمَّنَه إياه: كَفَّلَه. ابن الأَعرابي: فلان ضامِنٌ وضَمِينٌ وسامِنٌ وسَمِين وناضِرٌ ونَضِير وكافل وكَفِيلٌ. يقال: ضَمِنْتُ الشيءَ أَضْمَنُه ضَماناً، فأَنا ضامِنٌ، وهو مَضْمون. وفي الحديث: من مات في سبيل الله فهو ضامِنٌ على الله أَن يدخله الجنة أَي ذو ضمان على الله؛ قال الأَزهري: وهذا مذهب الخليل وسيبويه لقوله عز وجل: ومن يَخْرُجْ من بيته مُهاجِراً إلى الله ورسوله ثم يُدْرِكْهُ الموتُ فقد وقَعَ أَجْرُهُ على الله؛ قال: هكذا خَرَّجَ الهروي والزمخشري من كلام عليّ، والحديث مرفوع في الصِّحاح عن أَبي هريرة بمعناه، فمن طُرُقه تَضَمَّنَ اللهُ لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي وإيماناً بي وتصديقاً برسلي فهو عليَّ ضامنٌ أَنْ أُدْخِلَه الجنةَ أَو أُرْجِعَه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نالَ من أَجر أَو غنيمة. وضَمَّنته الشيءَ تَضْمِيناً فتَضَمَّنه عني: مثل غَرَّمْتُه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: ضَوامِنُ ما جارَ الدليلُ ضُحَى غَدٍ، من البُعْدِ، ما يَضْمَنَّ فهو أَداءُ. فسره ثعلب فقال: معناه إن جار الدليل فأَخطأَ الطريقَ ضَمِنَتْ أَن تَلْحَقَ ذلك في غَدِها وتَبْلُغَه، ثم قال: ما يَضْمَنَّ فهو أَداءِ أَي ما ضَمِنَّه من ذلك لرَكْبِها وفَيْنَ به وأَدَّيْنَه. وضَمَّنَ الشيءَ الشيءَ: أَوْدَعه إياه كما تُودِعُ الوعاءَ المتاعَ والميتَ القبرَ، وقد تضَمَّنه هو؛ قال ابن الرِّقَاعِ يصف ناقة حاملاً: أَوْكَتْ عليه مَضِيقاً من عَواهِنِها، كما تضَمَّنَ كَشْحُ الحُرَّةِ الحَبَلا. عليه: على الجنين. وكل شيء جعلته في وعاء فقد ضمَّنتَه إياه. الليث: كل شيءٍ أُحرِزَ فيه شيء فقد ضُمِّنَه؛ وأَنشد: ليس لمن ضُمِّنَه تَرْبِيتُ (* قوله «تربيت» أي تربية أي لا يربيه القبر، كما في التهذيب). ضُمِّنَه: أُودِعَ فيه وأُحرِزَ يعني القبر الذي دُفِنَتْ فيه المَوْؤُودَةُ. وروي عن عكرمة أَنه قال: لا تَشْتَرِ لبن البقر والغنم مُضَمَّناً لأَن اللبن يزيد في الضرع وينقص، ولكن اشْترِه كيلاً مُسَمًّى؛ قال شمر: قال أَبو معاذ يقول لا تشتره وهو في الضرع لأَنه في ضِمْنِه، يقال: شَرَابُك مُضَمَّنٌ إذا كان في كوز أَو إِناء. والمَضامِينُ: ما في بطون الحوامل من كل شيء كأَنهن تضَمَّنَّه؛ ومنه الحديث: أَن النبي، ﷺ، نهى عن بيع المَلاقيح والمَضامين، وقد مضى تفسير المَلاقيح، وأَما المَضامِين فإِن أَبا عبيد قال: هي ما في أَصلاب الفحول، وهي جمع مَضْمُون؛ وأَنشد غيره: إنَّ المضامينَ التي في الصُّلْبِ ماءُ الفُحولِ في الظُّهورِ الحُدْبِ. ويقال: ضَمِنَ الشيءَ بمعنى تَضَمَّنَه؛ ومنه قولهم: مَضْمُونُ الكتاب كذا وكذا، والمَلاقِيحُ: جمع مَلْقُوح، وهو ما في بطن الناقة. قال ابن الأَثير: وفسرهما مالك في الموطأِ بالعكس؛ حكاه الأَزهري عن مالك عن ابن شهاب عن ابن المسيب، وحكاه أَيضاً عن ثعلب عن ابن الأَعرابي، قال: إذا كان في بطن الناقة حمل فهي ضامِنٌ ومِضْمانٌ، وهنَّ ضَوَامِنُ ومَضامِينُ، والذي في بطنها مَلْقوح ومَلْقُوحة. وناقة ضامِنٌ ومِضْمان: حامل، من ذلك أَيضاً. ابن الأَعرابي: ما أَغْنى فلانٌ عني ضِمْناً وهو الشِّسْعُ أَي ما أَغنى شيئاً ولا قَدْرَ شِسْعٍ. والضَّامِنَةُ من كل بلد: ما تَضَمَّنَ وسَطَه. والضامِنَةُ: ما تَضَمَّنَتْه القُرَى والأَمْصارُ من النخل، فاعلة بمعنى مفعولة؛ قال ابن دريد: وفي كتاب النبي، ﷺ، لأُكَيْدِرِ بن عبد الملك، وفي التهذيب: لأُكَيْدِر دُومةِ الجَنْدَل، وفي الصحاح: أَنه، ﷺ، كتب لحارثة بن قَطَنٍ ومن بدُومَةِ الجَنْدَلِ من كَلْبٍ: إِن لنا الضَّاحيَةَ من البَعْلِ (* قوله «إن لنا الضاحية من البعل» كذا في الصحاح، والذي في التهذيب: من الضحل، وهما روايتان كما في النهاية. ولو قال كما في النهاية: إن لنا الضاحية من الضحل، ويروي من البعل، لكان أولى لأجل قوله بعد والبعل الذي إلخ). والبُورَ والمَعامِيَ، ولكم الضَّامَِنةُ من النخل والمَعِينُ. قال أَبو عبيد: الضَّاحية من الضَّحْل ما ظَهر وبَرَزَ وكان خارجاً من العِمارة في البَرِّ من النخل، والبَعْلُ الذي يشرب بعروقه من غير سقْيٍ. والضَّامِنَة من النخل: ما تَضَمَّنَها أَمْصارُهم وكان داخلاً في العِمَارة وأَطاف به سُورُ المدينة؛ قال أَبو منصور: سميت ضامنة لأَن أَربابها قد ضَمِنُوا عمارَتَها وحفظها، فهي ذاتُ ضَمانٍ كما قال الله عز وجل: في عِيشةٍ راضية؛ أَي ذاتِ رِضاً، والضَّامِنَةُ فاعلة بمعنى مفعولة. وفي الحديث: الإِمام ضامِنٌ والمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ؛ أَراد بالضَّمَان ههنا الحِفْظَ والرعاية لا ضَمان الغرامة لأَنه يحفظ على القوم صلاتهم، وقيل: إن صلاة المقتدين به في عهدته وصحتها مقرونة بصحة صلاته، فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم. والمُضَمَّنُ من الشعر: ما ضَمَّنْتَهُ بيتاً، وقيل ما لم تتم معاني قوافيه إلا بالبيت الذي يليه كقوله: يا ذا الذي في الحُبِّ يَلْحَى، أَما واللهِ لو عُلِّقْتَ منه كما عُلِّقْتُ من حُبِّ رَخِيمٍ، لما لُمْتَ على الحُبِّ، فَدَعْني وما قال: وهي أَيضاً مشطورة مُضَمَّنَة أَي أُلْقِيَ من كل بيت نصف وبُنِيَ على نصف؛ وفي المحكم: المُضَمَّنُ من أَبيات الشعر ما لم يتم معناه إِلا في البيت الذي بعده، قال: وليس بعيب عند الأَخفش، وأَن لا يكونَ تَضْمِينٌ أَحْسَنُ؛ قال الأَخفش: ولو كان كل ما يوجد ما هو أَحسن منه قبيحاً كان قول الشاعر: سَتُبْدي لك الأَيامُ ما كنت جاهلاً، ويأْتيك بالأَخْبارِ من لم تُزَوِّدِ رديئاً إذا وجدت ما هو أَشْعر منه، قال: فليس التضمين بعيب كما أَن هذا ليس برديء، وقال ابن جني: هذا الذي رآه أَبو الحسن من أَن التضمين ليس بعيب مذهب تراه العرب وتستجيزه، ولم يَعْدُ فيه مذهبَهم من وجهين: أَحدهما السماع، والآخر القياس، أَما السماع فلكثرة ما يرد عنهم من التضمين، وأَما القياس فلأَن العرب قد وضعت الشعر وضعاً دلت به على جواز التضمين عندهم؛ وذلك ما أَنشده صاحب الكتاب وأَبو زيد وغيرهما من قول الرَّبيعِ بن ضَبُعٍ الفَزَاري: أَصْبَحْتُ لا أَحْمِلُ السلاحَ، ولا أَملك رأْس البعيرِ، إن نَفَرا والذئبَ أَخْشاه، إن مَرَرْتُ به وَحْدِي، وأَخْشَى الرياحَ والمَطَرا. فنَصْبُ العرب الذِّئْبَ هنا، واختيارُ النحويين له من حيث كانت قبله جملة مركبة من فعل وفاعل، وهي قوله لا أَملك، يدلك على جريه عند العرب والنحويين جميعاً مجرى قولهم: ضربت زيداً وعمراً لقيته، فكأَنه قال: ولقيت عمراً لتتجانس الجملتان في التركيب، فلولا أَن البيتين جميعاً عند العرب يجريان مجرى الجملة الواحدة لما اختارت العرب والنحويون جميعاً نصب الذئب، ولكن دل على اتصال أَحد البيتين بصاحبه وكونهما معاً كالجملة المعطوف بعضها على بعض، وحكم المعطوف والمعطوف عليه أَن يجريا مجرى العقدة الواحدة، هذا وجه القياس في حسن التضمين، إلا أَن بإِزائه شيئاً آخر يقبح التضمين لأَجله، وهو أَن أَبا الحسن وغيره قد قالوا: إِن كل بيت من القصيدة شعر قائم بنفسه، فمن هنا قَبُحَ التضمين شيئاً، ومن حيث ذكرنا من اختيار النصب في بيت الربيع حَسُنَ، وإذا كانت الحال على هذا فكلما ازدادت حاجة البيت الأَول إلى الثاني واتصل به اتصالاً شديداً كان أَقبح مما لم يحتج الأَول إلى الثاني هذه الحاجة؛ قال: فمن أَشدَّ التضمين قول الشاعر روي عن قُطْرُب وغيره: وليس المالُ، فاعْلَمْهُ، بمالٍ من الأَقْوامِ إلا للَّذِيِّ يُرِيدُ به العَلاءَ ويَمْتَهِنْهُ لأَقْرَبِ أَقْرَبِيه، وللقَصِيِّ. فضَمَّنَ بالموصول والصلة على شدة اتصال كل واحد منهما بصاحبه؛ وقال النابغة: وهم وَرَدُوا الجِفارَ على تميمٍ، وهم أَصحابُ يومِ عُكاظَ، إنِّي شَهِدْتُ لهم مَواطِنَ صادِقاتٍ، أَتَيْتُهُمُ بِوُدِّ الصَّدْرِ مِنِّي وهذا دو الأَول لأَنه ليس اتصالُ المخبر عنه بخبره في شدة اتصال الموصول بصلته؛ ومثله قول القُلاخ لسَوَّار بن حَيّان المَنْقَريّ: ومثل سَوَّارٍ ردَدْناه إلى إدْرَوْنِه ولُؤْمِ إصِّه على أَلرَّغْمِ مَوْطوءَ الحِمى مُذَلَّلا والمُضَمَّنُ من الأَصوات: ما لا يستطاع الوقوف عليه حتى يوصل بآخر. قال الأَزهري: والمُضَمَّنُ من الأَصوات أَن يقول الإنسان قِفْ فُلَ بإِشمام اللام إلى الحركة. والضَّمانةُ والضَّمانُ: الزَّمانة والعاهة؛ قال الشاعر: بعَيْنَينِ نَجْلاوَينِ لم يَجْرِ فيهما ضمانٌ، وجِيدٍ حُلِّيَ الشذْرَ شامِس. والضَّمَنُ والضَّمانُ والضُّمْنة والضَّمانة: الداء في الجسد من بلاء أَو كِبر؛ رجل ضَمَنٌ، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث: مريض، وكذلك ضَمِنٌ، والجمع ضَمِنُون، وضَمِينٌ والجمع ضَمْنى، كُسِّر على فَعْلى وإن كانت إنما يكسر بها المفعول نحو قَتْلى وأَسْرَى، لكنهم تجوّزوه على لفظ فاعِل أَو فَعِلٍ على تَصَوُّرِ معنى مفعول؛ قال سيبويه: كُسِّر هذا النحو على فَعْلى لأَنها من الأَشياء التي أُصيبوا بها وأُدْخلوا فيها وهم لها كارهون. وقد ضَمِنَ بالكسر، ضَمَناً: كمَرِض وزَمِن، فهو ضَمِنٌ أَي مُبْتَلىً. والضَّمانة: الزَّمانة. وفي حديث عبد الله بن عمر: من اكْتَتَب ضَمِناً بعثه الله ضَمِناً يوم القيامة أَي من سأَل أَن يكتب نفسه في جملة الزَّمْنى، ليُعْذَرَ عن الجهاد ولا زَمانه به، بعثه الله يوم القيامة زَمِناً، واكتتب: سأَل أَن يكتب في جملة المعذورين، وخرَّجه بعضهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وإذا أَخذ الرجلُ من أَمير جُنْدِه خطّاً بزَمانته. والمُؤَدِّي الخراج يَكْتتَبُ البراءَة به. والضَّمِنُ: الذي به ضَمانة في جسده من زمانة أَو بلاءٍ أَو كَسْر وغيره، تقول منه: رجل ضَمِنٌ؛ قال الشاعر: ما خِلْتُني زِلْتُ بعْدَكمْ ضَمِناً، أَشكو إليكم حُمُوَّة الأَلَمِ. والاسم الضَّمَن، بفتح الميم، والضَّمان؛ وقال ابن أَحمر وقد كان سُقِيَ بطنُه: إليك، إلهَ الخَلْقِ، أَرْفَعُ رَغْبتي عِياذاً وخَوْفاً أَن تُطيلَ ضَمانِيا. وكان قد أَصابه بعض ذلك، فالضَّمان هو الداء نفسه، ومعنى الحديث: أَن يَكْتَتِبَ الرجلُ أَنَّ به زمانة ليتخلف عن الغزو ولا زمانة به، وإنما يفعل ذلك اعتلالاً، ومعى يَكتتِب يأْخذ لنفسه خطّاً من أَمير جيشه ليكون عذراً عن واليه. الفراء: ضَمِنَتْ يدُه ضَمانة بمنزلة الزمانة. ورجل مَضْمون اليد: مثل مَخْبون اليد. وقوم ضَمْنى أَي زَمْنى. الجوهري: والضُّمْنة، بالضم، من قولك كانت ضُمْنةُ فلان أَربعة أَشهر أَي مَرَضُه. وفي حديث ابن عُمَير: مَعْبوطةٌ غيرُ ضَمِنةٍ أَي أَنها ذبحت لغير علة. وفي الحديث: أَنه كان لعامر بن ربيعة ابن أَصابته رَمْيةٌ يومَ الطائف فضَمِنَ منها أَي زَمِنَ. وفي الحديث: كانوا يَدْفعون المفاتيح إلى ضَمْناهم ويقولون: إن احتجتم فكُلوا؛ الضَّمْنى: الزَّمْنى، جمع ضَمِنٍ. والضَّمانةُ: الحُبُّ؛ قال ابن عُلَّبة: ولكن عَرتْني من هَواكِ ضَمانةٌ، كما كنتُ أَلقى منكِ إذ أَنا مُطْلقُ. ورجل ضَمِنٌ: عاشق. وفلان ضَمِنٌ على أَهله وأَصحابه أَي كلٌّ؛ أَبو زيد: يقال فلان ضَمِنٌ على أَصحابه وكَلٌّ عليهم وهما واحد. وإني لفي غَفَلٍ عن هذا وغُفُولٍ وغَفْلة بمعنى واحد؛ قال لبيد: يُعْطي حُقوقاً على الأَحساب ضامِنةً، حتى يُنَوِّرَ في قُرْيانِه الزَّهَرُ. كأَنه قال مضمونة؛ ومثله: أَناشِرَ لا زالَتْ يَمينُك آشِرَه. يريد مأْشورة أَي مقطوعة. ومثله: أَمْرٌ عارفٌ أَي معروف، والراحلةُ: بمعنى المَرْحولة، وتطليقة بائنة أَي مُبانة. وفَهِمْت ما تضَمَّنه كتابك أَي ما اشتمل عليه وكان في ضِمْنه. وأَنفَذْتُه ضِمْن كتابي أَي في طَيّه. @ضمحن: اضْمَحَلَّ الشيءُ واضْمَحَنَّ: على البدل عن يعقوب، وقد تقدم في حرف اللام. @ضنن: الضِّنَّة والضِّنُّ والمَضَنَّة والمَضِنَّة، كل ذلك. من الإِمساك والبُخْل، ورجل ضَنينٌ. قال الله عز وجل: وما هو على الغيب بضَنينٍ؛ قال الفراء: قرأَ زيد بن ثابت وعاصم وأَهل الحجاز بضَنِينٍ، وهو حَسَن، يقول: يأْتيه غَيْبٌ وهو مَنْفوس فيه فلا يبخل به عليكم ولا يَضِنُّ به عنكم، ولو كان مكان على عن صَلَح أَو الباء كما تقول: ما هو بضنين بالغيب، وقال الزجاج: ما هو على الغيب ببخيل أَي هو، ﷺ، يُؤَدِّي عن الله ويُعَلِّم كتابَ الله أَي ما هو ببخيل كَتُومٍ لما أُوحي إليه، وقرئَ: بظَنينٍ، وتفسيره في مكانه. ابن سيده: ضَنِنْتُ بالشيء أَضَنُّ، وهي اللغة العالية، وضَنَنْتُ أَضِنُّ ضَنّاً وضِنّاً وضِنَّةً ومَضَنَّة ومَضِنَّة وضَنانة بَخِلْت به، وهو ضَنين به. قال ثعلب: قال الفراء سمعت ضَنَنْتُ ولم أَسمع أَضِنُّ، وقد حكاه يعقوب، ومعلوم أَن من روى حجة على من لم يرو؛ وقول قَعْنَب بن أُمِّ صاحب: مَهْلاً أَعاذِلَ، قد جَرَّبْتِ من خُلُقي أَني أَجُودُ لأَقوامٍ، وإِن ضَنِنُوا. فأَظهر التضعيف ضرورة. وعِلْقُ مَضِنَّةٍ ومَضَنَّة، بكسر الضاد وفتحها، أَي هو شيء نفيس مَضْنون به ويُتَنافَس فيه. والضّنُّ: الشيء النفيس المَضْنُون به؛ عن الزجاجي. ورجل ضَنِينٌ: بخيل؛ وقول البعيث: أَلا أَصْبَحَتْ أَسماءُ جاذِمةَ الحَبْلِ، وضَنَّتْ علينا، والضَّنِينُ من البُخْلِ. أَراد: الضَّنينُ مخلوقٌ من البخل، كقولهم مجبول من الكرم، ومَطينٌ من الخير، وهي مخلوقة من البخل، وكل ذلك على المجاز لأَن المرأَة جوهر والبخل عَرَض، والجوهرُ لا يكون من العَرض، إنما أَراد تمكين البخل فيها حتى كأَنها مخلوقة منه، ومثله ما حكاه سيبويه من قولهم: ما زيد إلاَّ أَكْلٌ وشُرْبٌ، ولا يكون أَكلاً وشرباً لاختلاف الجهتين، وهذا أَوفق من أَن يحمل على القلب وأَن يراد به والبخلُ من الضَّنِين لأَن فيه من الإِعْظام والمبالغة ما ليس في القلب؛ ومثله قوله: وهُنَّ من الإِخْلافِ والوَلَعانِ وهو كثير. ويقال: فلان ضِنِّتي من بين إخواني وضِنِّي أَي أَختص به وأَضِنُّ بمودَّته. وفي الحديث: إن لله ضنائنَ (* قوله «وفي الحديث إن لله ضنائن إلخ» قال الصاغاني: هذا من الأحاديث التي لا طرق لها). من خَلْقِه، وفي رواية: ضِنّاً من خلقه يحييهم في عافية ويميتهم في عافية أَي خصائص، واحدهم ضَنِينَة، فعيلة بمعنى مفعولة، من الضِّنِّ وهو ما تختصه وتَضَنُّ به أَي تبخل لمكانه منك ومَوْقِعِه عندك؛ وفي الصحاح: فلان ضِنِّي من بين إخواني، وهو شِبْه الاختصاص. وفي حديث الأَنصار: لم نَقُلْ إلاّ ضِنّاً برسول الله أَي بُخْلاً وشُحّاً أَن يُشارِكنا فيه غيرُنا. وفي حديث ساعة الجمعة: فقلت أَخْبِرني بها ولا تَضْنَنْ عليَّ أَي لا تَبْخَل. ويقال اضْطَنَّ يَضْطَنُّ أَي بَخِلَ يبْخَلُ، وهو افْتِعال من الضَّنِّ، وكان في الأَصل اضْتَنَّ، فقلبت التاء طاء. وضَنِنْتُ بالمنزل ضِنّاً وضَنَانَةً: لم أَبْرَحْه، والاضْطِنانُ افْتِعال من ذلك. وأَخَذْتُ الأَمْر بضَنانَتِه أَي بطَراوَتِه لم يتغير، وهَجَمْتُ على القوم وهم بضَنانَتِهم لم يتفرَّقوا. ورجل ضَنَنٌ: شجاع؛ قال: إِني إذا ضَنَنٌ يَمْشي إلى ضَنَنٍ، أَيْقَنْتُ أَنَّ الفَتى مُودٍ به الموتُ. والمَضْنُون: الغالية، وفي المحكم: المَضْنُونُ دُهْنُ البانِ: قال الراجز: قد أَكْنَبَتْ يَداكَ بَعْدَ لِينِ، وبَعْدَ دُهْنِ البانِ والمَضْنُونِ، وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ. والمَضْنون والمَضْنونة: الغالِيةُ؛ عن الزجاج. الأَصمعي: المَضْنُونةُ ضرب من الغِسْلَةِ والطِّيب؛ قال الراعي: تَضُمُّ على مَضْمُونَةٍ فارِسيَّةٍ ضَفَائِرَ لا ضاحي القُرُونِ، ولا جَعْدِ وتُضْحي، وما ضَمَّتْ فُضُولَ ثِيابِها إلى كَتِفَيْها بائْتِزَارٍ، ولا عَقْدِ كأَنَّ الخُزامى خالَطَتْ، في ثيابها، جَنِيّاً من الرَّيْحانِ، أَو قُضُبِ الرَّنْدِ. والمَضْنونة: اسم لزمزم، وابن خالويه يقول في بئر زمزم المَضنُون، بغير هاء. وفي حديث زمزم: قيل له احْفِرِ المَضْنُونة أَي التي يُضَنُّ بها لنَفاستها وعِزَّتِها، وقيل للخَلُوقِ والطِّيبِ المَضْنُونة لأَنه يُضَنُّ بهما. وضِنَّهُ: اسم أَبي قبيلة، وفي العرب قبيلتان: إِحداهما تنسب إلى ضِنَّة بن عبد الله بن نُمَيْرٍ، والثانية ضِنَّة ابن عبد الله بن كبير (* قوله «ضنة بن عبد الله بن كبير إلخ» كذا بالأصل والمحكم والقاموس، والذي في التكملة: ضنة بن عبد بن كبير إلخ وصوّبه شارح القاموس ولم يبين وجهه). بن عُذْرَة، والله أَعلم. @ضون: الضَّيْوَنُ: السِّنَّوْرُ الذكر، وقيل: هو دُوَيْبَة تشبهه، نادر خرج على الأَصل كما قالوا رجاء ابن حَيْوَة، وضَيْوَنٌ أَنْدَرُ لأَن ذلك جنس وهذا علم، والعلم يجوز فيه ما لا يجوز في غيره، والجمع الضيَّاوِن؛ قال ابن بري: شاهده ما أَنشده الفراء: ثَرِيدٌ كأَنَّ السَّمْنَ في حَجَراتِه نُجومُ الثُّرَيَّا، أَو عُيُونُ الضَّياوِنِ وصحت الواو في جمعها لصحتها في الواحد، وإنما لم تدغم في الواحد لأَنه اسم موضوع وليس على وجه الفعل، وكذلك حَيْوَةٌ اسم رجل، وفارق هَيِّناً ومَيِّتاً وسَيِّداً وجَيِّداً، وقال سيبويه في تصغيره ضُبَيِّنٌ، فأَعَلَّه وجعله مثل أُسَيِّد، وإن كان جمعه أَساود، ومن قال أُسَيْوِد في التصغير لم يمتنع أَن يقول ضُيَيْوِنٌ؛ قال ابن بري: وَضَيْوَنٌ فَيْعَلٌ لا فَعُولٌ، لأَن باب ضَيْغَم أَكثر من باب جَهْوَر. والضَّانَة، غير مهموز: البُرَة التي يُبْرَى بها البعيرُ إذ كانت من صُفْرٍ. قال ابن سيده: وقضينا أَن أَلفها واو لأَنها عين. والتَّضَوُّنُ: كثرة الوَلَد. والضَّوْنُ: الإِنْفَحة؛ الأَزهري في ترجمة خزم: قال شَمِرٌ الخِزَامة إذا كانت من عقَبٍ فهي ضانَةٌ؛ وأَنشد لابن مَيَّادَة: قطعتُ بمِصْلالِ الخِشاشِ يَرُدُّها، على الكُرْهِ منها، ضانَةٌ وجَدِيلُ سَلَمَةُ عن الفراء: المِيْضانة القُفَّة، وهي المَرْجُونة والقَفْعَة؛ وأَنشد: لا تَنْكِحَنَّ بعدها حَنَّانه ذاتَ قَتارِيدَ، لها مِيْضانه قال: حَنَّ وهَنَّ أَي بَكى، وفي المحكم في ترجمة وَضَن: المِيْضَنَة كالجُوَالِق. @ضين: الضِّينُ والضِّيْنُ: لغتان في الضأْن، فإِما أَن يكون شاذاً، وإما أَن يكون من لفظ آخر؛ قال ابن سيده: وهو الصحيح عندي. @ضبه: الضَّبْهُ: موضع؛ وأَنشد ثعلب للحَذْلَمِيِّ: مَضارِب الضَّبْهِ وذي الشُّجونِ @ضأي: ابن الأَعرابي: ضأَى الرَّجُلُ إِذا دَقَّ جِسمُه. @ضبا: ضَبَتْهُ الشمسُ والنارُ تَضْبُوهُ ضَبْياً وضََبْواً: لَفَحَتْه ولَوَّحَتْه وغَيَّرَتْه، وكذلك ضَبَحَتْه ضَبْحاً. وضَبَتْه النار ضَبْواً: أَحْرَقَتْه وشَوَتْهُ، وبعضُ أَهلِ اليَمَن يُسَمُّونَ خُبْزَة المَلَّةِ مَضْباةً (* قوله «مضباة» بفتح الميم كما في المحكم، وفي القاموس بضم الميم). من هذا؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيفَ ذلك إِلاَّ أَن تُسَمَّى باسم المَوْضِعِ. وأَضَبْى الرجلُ على ما في يَدَيْهِ: أَمْسَك، لغةٌ في أَضْبَأَ؛ عن اللحياني. وأَضْبَى بِهِمُ السَّفَر: أَخْلَفَهُم ما رَجَوْا فيه مِنْ رِبْحٍ ومَنْفَعةٍ؛ عن الهَجَري؛ وأَنشد: لا يَشْكُرونَ إِذا كنَّا بمَيْسَرَةٍ، ولا يَكُفُّونَ إِنْ أَضْبَى بنا السَّفَر الكسائي: أَضْبَيْتُ على الشيء أَشْرَفْتُ عليه أَنْ أَظْفَرَ به. والضَّابي: الرَّمادُ. وأَضْبَى يُضْبِي إِذا رَفَع؛ قال رؤْبة: تَرَى قَناتي كقَناة الاضْهابْ يُعْمِلُها الطَّاهِي، ويُضْبِيها الضَّابْ يُضْبيها أَي يَرْفَعُها عن النارِ كي لا تَحْتَرِقَ، والضّابْ: يريد الضّابِيَ، وهو الرافِعُ، والطّاهي هنا: المُقَوِّم للقِسِيِّ والرِّماحِ على النّارِ. @ضجا: ضَجَا بالمكانِ: أَقامَ؛ حكاه ابن دريدٍ؛ قال: وليس بثَبتٍ. @ضحا: الضَّحْوُ والضَّحْوَةُ والضَّحِيَّةُ على مثال العَشِيَّة: ارْتِفاعُ النهار: أَنشد ابن الأَعرابي: رَقُِود ضَحِيَّاتٍ كأَنَّ لِسانَهُ، إِذا واجَهَ السُّفّارَ، مِكْحالُ أَرْمَدا والضُّحى: فُوَيْقَ ذلك أُنْثى وتَصْغيرُها بغَيْر هاءٍ لِئَلاَّ يَلْتَبِسَ بتَصْغير ضَحْوَةٍ. والضَّحاءُ، ممدودٌ، إِذا امْتَدَّ النهارُ وكرَبَ أَن يَنْتَصِفَ؛ قال رؤْبة: هابي العَشِيِّ دَيْسَق ضَحاؤُه وقال آخر: عَلَيْهِ مِنْ نَسْجِ الضُّحى شُفوفُ شَبَّه السَّرابَ بالسُّتور البيض، وقيل: الضُّحى من طلوعِ الشمس إِلى أَنَ يَرْتَفِعَ النهارُ وتَبْيَضَّ الشمس جدّاً، ثم بعد ذلك الضَّحاءُ إِلى قَريب من نِصْفِ النهار، قال الله تعالى: والشمسِ وضُحاها؛ قال الفراء: ضُحاها نَهارُها، وكذلك قوله: والضُّحى واللَّيْلِ إِذا سَجا؛ هو النهارُ كُلُّه؛ قال الزَّجاج: وضُحاها وضِيائها، وقال في قوله والضُّحى: والنهارِ، وقيل: ساعةٌ من ساعات النهار. والضُّحى: حينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ فَيَصْفو ضَوْءُها. والضَّحاء، بالفتح والمدّ، إِذا ارْتَفَعَ النَّهارُ واشْتَدَّ وَقْعُ الشمس، وقيل: هُو إِذا عَلَتِ الشَّمْسُ إِلى رُبْعِ السَّماءِ فَما بَعْدَه. والضَّحاء: ارْتِفاعُ الشَّمْس الأَعلى. والضُّحى، مقصورة مؤَنثة: وذلك حينَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ. وفي حديث بلال: فَلَقَدْ رأَيْتُهم يَتَرَوَّحون في الضَّحاء أَي قريباً من نِصْفِ النهارِ، فأَمّا الضَّحْوة فهو ارتفاعُ أَول النَّهارِ، والضُّحى، بالضَّمّ والقصر، فَوْقَه، وبه سُمِّيَتْ صلاة الضُّحى. غيره: ضَحْوَةُ النَّهارِ بعدَ طُلوعِ الشَّمْس ثم بعده الضُّحى، وهي حينَ تُشْرِقُ الشمسُ؛ قال ابن بري: وقد يقالُ ضَحْوٌ لغة في الضُّحى؛ قال الشاعر: طَرِبْتَ وهاجَتْكَ الحَمامُ السَّواجِعُ، تَميلُ بها ضَحْواً غُصونٌ يَوانِعُ قال: فعلى هذا يجوز أَن يكون ضُحَيٌّ تصغيرَ ضَحْو. قال الجوهري: الضُّحى مقصورة تؤَنث وتذكر، فمن أَنث ذهب إِلى أَنها جمع ضَحْوَةٍ، ومن ذكَّر ذهب إِلى أَنه اسمٌ على فُعَلٍ مثل صُرَدٍ ونُغَرٍ، وهو ظرْف غير متمكن مثلُ سَحَر، تقول: لقِيتُه ضُحىً وضُحَى، إِذا أَرَدْتَ به ضُحى يَوْمِكَ لم تُنَوِّنْه؛ قال ابن بري: ضُحىً مصروفٌ على كلِّ حالٍ؛ قال الجوهري: ثم بعده الضَّحاءُ ممدودٌ مذكَّرٌ وهو عند ارتِفاعِ النهار الأَعلى، تقول منه: أَقَمْتُ بالمكان حتى أَضْحَيْت كما تقول من الصَّبِاح أَصْبَحْت. ومنه قول عمر، رضي الله عنه: أَضْحُوا بصَلاةِ الضُّحى أَي صَلُّوها لِوَقْتهِا ولا تُؤَخِّروها إِلى ارْتِفاعِ الضُّحى. ويقال: أَضْحَيْتُ بصَلاةِ الضُّحى أَي صَلَّيْتُها في ذلك الوقتِ. والضَّحاءُ أَيضاً: الغَداءُ، وهو الطَّعامُ الذي يُتَغَدَّى به، سُمِّيَ بذلك لأَنه يُؤْكلُ في الضَّحاءِ، تقول: هم يَتَضَحَّوْن أَي يَتَغَدَّوْنَ؛ قال ابن بري: ومنه قول الجعدي: أَعْجَلَها أَقْدُحي الضَّحاءَ ضُحىً، وهي تُناصي ذَوائِبَ السَّلَمِ وقال يزيد بن الحَكم: بِها الصَّوْنُ: إِلاَّ شَوطَها من غَداتِها لتَمْرينها، ثُمَّ الصَّبوحُ ضَحاؤُها وفي حديث سَلَمَة بن الأَكْوَعِ: بَيْنا نحنُ نَتَضَحَّى مع رسول الله، ﷺ، أَي نَتَغَدَّى، والأَصلُ فيه أَن العرَبَ كانوا يَسيرونَ في ظَعْنِهِمْ فإِذا مَرُّوا بِبُقْعَةٍ من الأَرض فيها كَلأٌ وعُشْبٌ قال قائِلُهم: أَلا ضَحُّوا رُوَيْداً أَي ارْفُقوا بالإِبلِ حتى تَتَضَحَّى أَي تَنالَ من هذا المَرْعى، ثم وُضِعََتِ التَّضْحِيَة مكانَ الرِّفْقِ لتَصِلَ الإِبل إِلى المَنْزِل وقد شَبِعَتْ، ثم اتََّسِعَ فيه حتى قيل لكُلِّ مَنْ أَكَلَ وقتَ الضُّحى هو يتَضَحَّى أَي يأَكُلُ في هذا الوقْتِ كما يقال يَتَغَدَّى ويتعشَّى في الغَداء والعَشاء. وضَحَّيْتُ فلاناً أُضَحِّيه تَضْحِيَةً أَي غَدَّيْتُه؛ وأَنشد لذي الرمة: تَرى الثَّوْرَ يَمْشي، راجِعاً مِنْ ضَحائِهِ بها، مِثْلَ مَشْيِ الهِبْرِزِيّ المُسَرْوَلِ الهِبْرِزِيُّ: الماضي في أَمْرِه؛ من ضَحائِه أَي منْ غَدائِه من المَرْعى وقتَ الغَداءِ إِذ ارْتَفَع النهارُ. ورجل ضَحْيانٌ إِذا كانَ يأْكُلُ في الضُّحى. وامرأَةٌ ضَحْيانَةٌ مثل غَدْيانٍ وغَدْيانَةٍ. ويقال: هذا يُضاحينا ضَحِيَّةَ كلِّ يومٍ إِذا أَتاهُم كلَّ غَداةٍ. وضَحّى الرجلُ: تَغَدَّى بالضُّحى؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: ضَحَّيْتُ حتى أَظْهَرَتْ بمَلْحوبْ، وحَكَّتِ السَّاقَ بِبَطْنِ العُرْقوبْ يقول: ضَحَّيْت لكَثْرَةِ أَكْلِها أَي تغَدَّيْت تلك الساعةَ انتِظاراً لها، والاسمُ الضَّحاءُ على مِثالِ الغَداءِ والعَشاء، وهو ممدودٌ مذَكَّر. والضَّاحِيةُ من الإِبلِ والغَنَمِ: التي تَشْرَبُ ضُحى. وتَضَحَّتِ الإِبلُ: أَكَلَتْ في الضُّحى، وضَحَّيتُها أَنا. وفي المثل: ضَحِّ ولا تَغْتَرَّ، ولا يقال ذلك للإِنسان؛ هذا قولُ الأَصْمعي وجعله غيرُه في الناسِ والإِبلِ، وقيل: ضَحَّيْتُها غَذَّيْتُها أَيَّ وقْتٍ كان، والأَعْرَف أَنه في الضُّحى. وضَحَّى فلان غنَمه أَي رعاها بالضُّحى. قال الفراء: ويقال ضَحَّتِ الإِبلُ الماءَ ضُحىً إِذا وَردَتْ ضُحىً؛ قال أَبو منصور: فإِن أَرادوا أَنها رَعَتْ ضُحىً قالوا تَضَحَّت الإِبلُ تَتَضَحَّى تَضَحِّياً. والمُضَحّي: الذي يُضَحّي إِبله. وقد تُسَمّى الشمسُ ضُحىً لظُهورِها في ذلك الوَقْتِ. وأَتَيْتُك ضَحْوَةً أَي ضُحىً، لا تُسْتَعْمَل إِلا ظرفاً إِذا عنَيْتَها من يومِك، وكذلك جميعُ الأَوْقاتِ إِذا عَنَيْتَها من يومِك أَو لَيْلَتِكَ، فإِن لم تَعْنِ ذلك صَرَّفْتَها بوجوه الإِعْراب وأَجْرَيْتها مُجْرى سائرِ الأَسْماء. والضَّحِيَّة: لغةٌ في الضَّحْوَةِ؛ عن ابن الأَعرابي، كما أَنَّ الغَدِيَّة لغةٌ في الغَداةِ، وسيأْتي ذكرُ الغَدِيَّة. وضاحاهُ: أَتاه ضُحىً. وضاحَيْتُه: أَتيتُه ضَحاءً. وفلانٌ يُضاحينا ضَحْوَ كل يومٍ أَي يأْتِينا. وضَحَّيْنا بني فلانٍ: أَتيناهْم ضُحىً مُغيرينَ عليهم؛ وقال: أَراني، إِذا ناكَبْتُ قوْماً عَداوَةً فضحَّيْتُهم، اني على الناسِ قادِرُ وأَضْحَيْنا: صِرْنا في الضُّحى وبلغْناها، وأَضْحى يفعلُ ذلك أَي صار فاعِلاً له وقتِ الضُّحى كما تقول ظَلَّ، وقيل: إِذا فعل ذلك من أَولِ النهارِ، وأَضْحى في الغُدُوِّ إِذا أَخَّرَه. وضَحَّى بالشاةِ: ذَبَحها ضُحى النَّحْر، هذا هو الأَصل، وقد تُسْتَعمَل التَّضْحِيةُ في جميع أَوقات أَيام النَّحْر. وضَحَّى بشاةٍ من الأُضْحِيةِ وهي شاةٌ تُذْبَحُ يومَ الأَضْحى. والضَّحيَّة: ما ضَحِّيْت به، وهي الأَضْحاةُ، وجمعها أَضْحىً يذكَّر ويؤَنَّث، فمن ذكَّر ذهَبَ إِلى اليومِ؛ قال أَبو الغُولِ الطُّهَوي (* قوله «أبو الغول الطهوي» قال في التكملة الشعر لابي الغول النهشلي لا الطهوي، وقوله: لعك منك أقرب أو جذام قال في التكملة: هكذا وقع في نوادر أبي زيد، والرواية: أعك منك أقرب أم جذام بالهمزة لا باللام). رَأَيْتُكمُ بني الخَذْواءِ لما دَنا الأَضْحى وصَلَّلَتِ اللِّحامُ، تَولَّيْتُم بوِدِّكُمُ وقُلْتُمْ: لَعَكٌّ منكَ أَقْرَبُ أَو جُذَامُ وأَضْحىً: جمع أَضْحاةٍ مُنَوَّناً، ومثلُه أَرْطىً جمعُ أَرْطاةٍ؛ وشاهِدُ التأْنيث قول الآخر: يا قاسِمَ الخَيراتِ يا مَأْوى الكَرَمْ، قد جاءَتِ الأَضْحى وما لي من غَنَمْ وقال: أَلا ليت شِعْري هلْ تَعودَنَّ بعدَها على الناس أَضْحى تجْمَعُ الناسَ، أَو فِطْرُ قال يعقوب: يُسَمَّى اليومُ أَضْحىً بجمع الأَضْحاةِ التي هي الشَّاةُ، والإِضْحِيَّة والأُضْحِيَّة كالضَّحِيَّة. ابن الأَعرابي: الضَّحِية الشاةُ التي تُذْبَحُ ضَحْوَةً مثل غَدِيَّةٍ وعَشِيَّة، وفي الضَّحِيَّة أَربعُ لغاتٍ: أُضْحِيَّةٌ وإِضْحِيَّةٌ والجمع أَضاحيُّ، وضَحِيَّةٌ على فَعِيلة، والجمع ضَحايا، وأَضْحاةٌ، والجمع أَضْحىً كما يقال أَرْطاةٌ وأَرْطىً، وبها سُمِّيَ يومُ الأَضْحى. وفي الحديث: إِن على كل أَهلِ بيْتٍ أَضْحاةً كلَّ عامٍ أَي أُضحية؛ وأَما قولُ حَسَّان بن ثابت يَرْثي عثمانَ، رضي الله عنه: ضَحَّوْا بأَشْمَطَ، عُنوانُ السُّجودِ به، يُقَطِّعُ اللَّيلِ تسْبِيحاً وقُرْآنا فإِنه اسْتَعارَهُ وأَرادَ قِراءةً. وضَحَا الرجل ضَحْواً وضُحُوّاً وضُحِيّاً: بَرَز للشمس. وضَحا الرجل وضَحِيَ يَضْحى في اللغتين معاً ضُحُوّاً وضُحِيّاً: أَصابَتْه الشمسُ. وفي التهذيب: قال شمر ضَحِيَ يَضْحى ضُحِيّاً وضَحا يَضْحُو ضُحُوّاً، وعن الليث ضَحِيَ الرجلُ يَضْحى ضَحاً إِذا أَصابَهُ حَرُّ الشمس. قال الله تعالى: وأَنك لا تَظْمَأُ فيها ولا تَضْحى؛ قال: لا يُؤْذِيك حَرُّ الشمس. وقال الفراء: لا تَضْحى لا تُصِيبُك شمسٌ مؤْذِيَةٌ، قال: وفي بعض التفسير ولا تَضْحى لا تََعْرَق؛ قال الأَزهري: والأَول أَشْبَهُ بالصواب؛ وأَنشد: رَأَتْ رَجُلاً، أَمَّا إِذا الشمس عارضَتْ فيَضْحى، وأَمَّا بالعَشيِّ فَيَخْصَرُ وضَحِيتُ، بالكسر، ضَحىً: عَرِقتُ. ابن عرفة: يقال لكل من كان بارِزاً في غيرِ ما يُظِلُّه ويُكِنه إِنه لضاحٍ؛ ضَحِيتُ للشمس أَي بَرَزْت لها، وضَحَيْتُ للشمس لغةٌ. وفي الحديث عن عائشة: فلم يَرُعْني إِلا ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد ضَحا أَي ظَهَر؛ قال شمر: قال بعضُ الكلابيِّينَ الضاحي الذي بَرَزَتْ عليه الشمس وغَدا فلانٌ ضَحِياً وغَدا ضاحِياً وذلك قُرْبَ طُلوعِ الشمس شيئاً، ولا يزالُ يقالُ غَدا ضاحِياً ما لم تكن قائلةٌ. وقال بعضُهم: الغادي أَن يَغْدُوَ بعد صلاةِ الغَداةِ، والضاحي إِذا اسْتَعْلَت عليه الشمس. وقال بعض الكِلابيِّينَ: بين الغادي والضاحي قَدْرُ فُواقِ ناقةٍ؛ وقال القُطامي: مُسْتَبْطئُوني، وما كانت أَناتُهُمُ إِلا كما لبثَ الضاحي عن الغادي (* قوله «مستبطئوني» هكذا في الأصل، وفي التهذيب: مستبطئون). وضَحَيْتُ للشمس وضَحِيتُ أَضْحى منهما جميعاً. والمَضْحاةُ: الأَرض البارزةُ التي لا تكادُ الشمس تَغِيبُ عنها، تقول: عليكَ بمَضْحاةِ الجبل. وضَحا الطريق يَضْحُو ضُحُوّاً: بَدا وظَهَر وبَرَزَ. وضاحِيةُ كلِّ شيء: ما بَرَزَ منه. وضَحا الشَّيءُ وأَضْحَيْتُه أَنا أَي أَظْهَرْتُه. وضَواحي الإِنسان: ما بَرَزَ منه للشمس كالمَنْكِبَيْن والكَتِفَيْنِ. ابن بري: والضَّواحي من الإِنسان كَتِفاهُ ومَتْناه؛ وقيل: إِن الأَصمعي دخل على سعيد بن سَلْمٍ وكان ولدُ سعيدٍ يَترَدَّدُ إِليه ابن الأَعرابي فقال له الأَصمعيُّ: أَنشد عمَّك مما رواه أُستاذُكَ، فأَنشد: رَأَتْ نِضْوَ أَسْفارٍ، أُمَيْمَةُ، قاعِداً على نِضْوِ أَسفارٍ، فَجُنَّ جُنُونُها فقالت مِنَ أَيِّ الناسِ أَنتَ، ومن تكنْ؟ فإِنكَ راعي ثَلَّةٍ لا يَزِينُها فقلتُ لها: ليس الشُّحوبُ على الفَتى بعارٍ، ولا خَيرُ الرجالِ سَمِينُها عليكِ براعِي ثَلَّةٍ مُسْلَحِبَّةٍ، يرُوحُ عليه مَحْضُها وحَقِينُها (* قوله «محضها» هكذا في بعض الاصول، وفي بعضها: مخضها، بالخاء). سَمينِ الضَّواحي لم تُؤَرِّقْه ليلةً، وأَنْعَمَ، أَبْكارُ الهمومِ وعُونُها الضَّواحي: ما بَدا من جَسَدِه، ومعناه لم تُؤَرِّقْه ليلةً أَبكارُ الهمومِ وعُونُها، وأَنْعَمَ أَي وزادَ على هذه الصِّفةِ. وضَحِيتُ للشمس ضَحاءً، ممدودٌ، إِذا بَرَزْت، وضَحَيت، بالفتح، مثلُه، والمُسْتَقْبَلُِ أَضْحى في اللغتين جميعاً. وفي الحديث: أَن ابن عمر، رضي الله عنهما، رأَى رجلاً مُحْرِماً قد استَظَلَّ فقال أَضْحِ لمن أَحْرَمْتَ له أَي اظْهَرْ واعْتَزِلِ الكِنَّ والظِّلَّ؛ هكذا يَرْويه المُحَدِّثون، بفتح الأَلف وكسر الحاء، من أَضْحَيْت؛ وقال الأَصمعي: إِنما هو اضْحَ لِمَن أَحْرَمْتَ له، بكسر الهمزة وفتح الحاء، من ضَحِيتُ أَضْحَى، لأَنه إِنما أَمَرَهُ بالبروز للشمس؛ ومنه قوله تعالى: وأَنك لا تَظْمَأُ فيها ولا تَضْحَى والضَّحْيانُ من كُلِّ شيءٍ: البارِزُ للشمسِ؛ قال ساعدة بن جُؤَّيَّة: ولو أَنَّ الذي تَتْقَى عليه بضَحْيانٍ أَشَمَّ به الوُعُولُ قال ابن جني: كان القياس في ضَحْيانٍ ضَحْوانٌ لأَنه من الضَّحْوة، أَلا تَراهُ بارِزاً ظاهِراً، وهذا هو معنى الضَّحْوةِ إِلا أَنه اسْتُخِفَّ بالياء، والأُنْثى ضَحْيانَةٌ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: يَكْفيك، جهلَ الأَحْمَقِ المُسْتَجْهَلِ، ضَحْيانَةٌ من عَقَداتِ السَّلْسَلِ فسَّره فقال: ضَحْيانَةٌ عَصاً نَبَتَتْ في الشمس حتى طَبَخَتْها وأَنْضَجَتْها، فهي أَشدُّ ما يكونُ، وهي من الطَّلْحِ، وسَلْسَلٌ: حَبْلٌ من الدَّهْناءِ، ويقال سَلاسِلٌ وشجَّرُه طَلحٌ، فإِذا كانت ضَحْيانَةً وكانت من طَلْحٍ ذَهَبَتْ في الشِّدَّةِ كلَّ مذهب؛ وشَدَّ ما ضَحَيْت وضَحَوْت للشمسِ والريحِ وغيرِهِما، وتميم تَقول: ضَحَوْتُ للشمس أَضْحُو. وفي حديث الاسْتِسْقاء: اللهم ضَاحَتْ بِلادُنا واغْبَرَّتْ أَرْضُنا أَي بَرَزَتْ للشمس وظَهَرَت بِعدمِ النَّباتِ فيها، وهي فَاعَلَتْ من ضَحَى مثلُ رامَتْ من رَمَى، وأَصلُها ضاحَيَتْ؛ المعنى أَنَّ السَّنَة أَحْرَقَت النباتَ فَبَرَزَت الأَرض للشمس. واسْتَضْحَى للشمس: بَرَزَ لها وقَعَدَ عندها في الشِّتاءِ خاصَّة. وضَواحِي الرجُلِ: ما ضَحَا منه للشمسِ وبَرَز كالمَنْكِبَيْنِ والكَتِفَيْنِ. وضَحَا الشيءُ يَضْحُو فهو ضاحٍ أَي بَرَزَ. والضاحِي من كلِّ شيءٍ: البارِزُ الظاهِرُ الذي لا يَسْتُرُه منك حائِطٌ ولا غيرُه. وضَواحِي كلِّ شيءٍ: نَواحيهِ البارِزَةُ للشمسِ. والضَّواحي من النَّخْلِ: ما كان خارِجَ السُّورِ، صِفةٌ غالبة لأَنها تَضْحَى للشمسِ. وفي كتابِ النبيِّ، ﷺ، لأُكَيْدِرِ بنِ عبدِ المَلِكِ: لكُمُ الضامِنَةُ من النَّخْلِ ولَنا الضَّاحِيَة من البَعْلِ؛ يعني بالضَّامِنْةِ ما أَطَافَ به سُورُ المَدينَةِ، والضَّاحِيَة الظاهرة البارِزَة من النَّخيلِ الخارِجَة من العِمارَةِ التي لا حَائِلَ دونَها، والبَعْل النَّخْل الراسِخُ عُروقُه في الأَرض، والضامِنَة ما تَضَمَّنها الحدائِقُ والأَمْصار وأُحِيطَ عليها. وفي الحديث: قال لأَبِي ذَرّ إِنِّي أَخافُ عليكَ من هذه الضَّاحِيَةِ أَي الناحِيةَ البارِزَة. والضَّواحِي من الشَّجَرِ: القَلِيلةُ الوَرَق التي تَبْرُزُ عِيدانُها للشمس. قال شمر: كلُّ ما ظَهَر وبَرَزَ فقد ضَحَا. ويقال: خرج الرجلُ من مَنْزِله فضَحَا لي. والشَّجَرة الضَّاحِيَة: البارِزَةُ للشمسِ؛ وأَنشد لابن الدُّمَيْنَة يصف القَوْس: وخُوطٍ من فُروعِ النَّبْعِ ضاحِ، لَها في كَفِّ أَعْسَرَ كالضُّباحِ الضَّاحِي: عُودُها الذي نَبَت في غير ظِلٍّ ولا في ماءٍ فيو أَصْلَبُ له وأَجْوَدُ. ويقال للبادِيَةِ الضاحيَةُ. ويقال: وَلِيَ فُلانٌ على ضاحيَةِ مِصْرَ، وباعَ فلانٌ ضاحيَةَ أَرْضٍ إذا بَاعَ أَرضاً، ليس عليها حائِطٌ، وباعَ فلانٌ حائطاً وحَديقةً إذا باعَ أَرضاً عليها حائط. وضَواحِي الحَوْض: نَوَاحِيه، وهذه الكلمة واويَّة ويائية. وضَواحِي الرُّومِ: ما ظَهَر من بِلادِهم وبَرَزَ. وضاحيَةُ كلِّ شيءٍ: ناحيتُه البارزَة. يقال: هم يَنْزِلُون الضَّواحي. ومكانٌ ضاحٍ أَي بارِزٌ، قال: والقُلَّة الضَّحْيانةُ في قول تأبَّط شرّاً هي البارِزة للشَّمْسِ؛ قال ابن بري: وبيت تأَبَّط شَرّاً هو قوله: وقُلَّةٍ، كسِنانِ الرُّمْحِ، بارِزةٍ ضَحْيانَةٍ في شُهُورِ الصَّيْفِ مِحْرَاقِ بادَرْتُ قُنَّتَها صَحْبِي، وما كَسِلُوا حتى نَمَيْتُ إليها بَعْدَ إشراقِ المحراقُ: الشديدةُ الحرّ: ويقال: فَعَل ذلك الأَمرَ ضاحِيَةً أَي عَلانِيَة؛ قال الشاعر: عَمِّي الذي مَنَعَ الدينارَ ضاحِيَةً، دِينارَ نَخَّةِ كَلْبٍ، وهو مَشْهودُ وفَعَلْت الأَمْرَ ضاحِيةً أَي ظاهراً بَيّناً؛ وقال النابغة: فقد جَزَتْكُمْ بَنو ذُبْيانَ ضَاحِيةً حَقّاً يَقِيناً، ولمَّا يَأْتِنا الصَّدَرُ وأَما قوله في البيت: عَمِّي مَنَع الدِّينارَ ضاحِيَةً فمعناه أَنه مَنعه نهاراً جِهاراً أَي جاهرَ بالمَنْعِ؛ وقال لبيد: فَهَرَقْنا لَهما في دائِرٍ، لضَواحِيه نَشِيشٌ بالبَلَلْ وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه رَأَى عَمْرو ابنَ حُرَيْثٍ فقال إلى أَيْنَ؟ قال: إلى الشامِ، قال: أَمّا إنَّها ضاحِيَةُ قَوْمِكَ أَي ناحِيَتُهم. وفي حديث أَبي هريرة: وضاحِيَةُ مُضَرَ مُخالِفونَ لرسول الله، ﷺ، أَي أَهلُ البادية منهم، وجمعُ الضاحية ضَواحٍ؛ ومنه حديث أَنس: قال له البَصْرَةُ إحْدَى المُؤتَفِكاتِ فانْزِلْ في ضَواحِيها؛ ومنه قيل: قُرَيْشُ الضَّواحِي أَي النازِلونَ بظَواهر مكة. وليلةٌ ضَحْياءُ وضَحيَا وضَحْيانٌ وضَحيانَةٌ وإضْحيانٌ وإضْحِيانَةٌ، بالكسر: مضِيئَةٌ لا غَيْمَ فيها، وقيل: مُقْمِرَة، وخَص بعضُهم به الليلَة التي يكونُ القَمَر فيها من أَوَّلِها إلى آخِرِها. وفي حديث إسلام أَبي ذَرٍّ: في ليلةٍ إضْحِيانٍ أَي مُقْمِرَةٍ، والأَلف والنون زائدتان. ويومٌ إضْحِيانٌ: مُضِيءٌ لا غَيْم فيه، وكذلك قَمَر ضَحْيانٌ؛ قال: ماذا تُلاقِينَ بسَهْب إنسانْ من الجَعالاتِ به والعرْفانْ، من ظُلُماتٍ وسِرَاجٍ ضَحْيانْ وقَمَرٌ إضْحِيانٌ كضَحْيانٍ. ويومٌ ضَحْيانٌ أَي طَلْقٌ. وسِراجٌ ضَحْيانٌ: مُضِيءٌ. ومَفازةٌ ضاحيَة الظِّلالِ: ليس فيها شجرٌ يُسْتَظَلُّ به. وليس لكلامه ضُحىً أَي بيانٌ وظُهور. وضَحَّى عن الأَمر: بَيَّنه وأَظهره؛ عن ابن الأَعرابي، وحكى أَيضاً: أَضْح لي عن أَمْرِكَ، بفتح الهمزة، أَي أَوْضِح وأَظْهِر. وأَضْحى الشيءََ: أَظْهَرَه وأَبْداهُ؛ قال الراعي:حَفَرْنَ عُرُوقَها حتى أَجَنَّتْ مَقاتِلَها، وأَضْحَين القُرُونا والمُضَحِّي: المُبيِّنُ عن الأَمْرِ الخفِيّ؛ يقال: ضَحَّ لي عن أَمرِكَ وأَضْحِ لي عن أَمرِك. وضَحَّى عن الشيء: رَفَقَ به. وضَحَّ رُوَيْداً أَي لا تَعْجَلْ؛ وقال زيدُ الخيلِ الطائي: فلو أَنَّ نَصْراً أَصْلَحَتْ ذاتَ بيْنها، لضَحَّتْ رُوَيْداً عن مَطالِبِها عَمْرُو ونصرٌ وعَمْروٌ: ابْنا قُعَينٍ، وهما بطنان من بني أَسدٍ. وفي كتاب على إلى ابن عباس، رضي الله عنهم: أَلا ضَحِّ رُوَيداً فقد بلَغْتَ المَدَى أَي اصبِرْ قليلاً. قال الأَزهري: العربُ قد تَضَع التَّضحِيةَ موضِع الرِّفْقِ والتَّأَني في الأَمرِ، وأَصلُه أَنهم في البادِية يَسيِرُون يومَ ظَعْنِهمْ، فإذا مرُّوا بلُمْعَة من الكَلإ قال قائِدُهم: أَلا ضَحُّوا رُوَيْداً، فيدَعُونَها تُضَحِّي وتَجْتَرُّ، ثم وضَعُوا التَّضْحِية موضِعَ الرِّفْقِ لِرفْقِهمْ بحَُمولتِهِم ومالِهم في ضَحائِها وما لَها من الرِّفقِ تَضْحِيتِها وبُلوغها مَثْواها وقد شَبِعتْ؛ وأَما بيت زيد الخيل فقول ابن الأَعرابي في قوله: لَضَحَّتْ رُوَيداً عن مَطالِبِها عَمْروُ بمعنى أَوْضَحتْ وبَيَّنتْ حَسَنٌ. والعربُ تضَعُ التَّضحِية موْضِعَ الرِّفْقِ والتُّؤَدَةِ لرِفْقِهم بالمالِ في ضَحائِها كي تُوافيَ المَنْزِلَ وقد شَبِعتْ وضاحٍ: موضِعٌ؛ قال ساعدة بن جؤية: أَضَرَّ به ضاحٍ فَنَبْطا أُسَالَةٍ، فمَرٌّ فأَعْلَى حَوْزِها فخُصورُها قال: أَضَرَّ به ضاحٍ وإن كان المكان لا يَدْنُو لأَن كلَّ ما دَنا منك فقد دَنَوْت منه. والأَضْحى من الخيلِ: الأَشْهَبُ، والأُنثى ضَحْياءُ. قال أَبو عبيدة: لا يقال للفَرَس إذا كان أَبْيَضَ أَبيضُ، ولكن يقال له أَضْحى، قال: والضُّحى منه مأْخوذٌ لأَنهم لا يُصَلُّون حتى تَطْلُعَ الشمسُ. أَبو عبيد: فَرَسٌ أَضْحى إذا كان أَبْيَضَ، ولا يقال فرسٌ أَبيضُ، وإذا اشْتَدَّ بياضُه قالوا أَبْيَض قرْطاسيٌّ. وقال أَبو زيد: أُنْشِدْتُ بيتَ شِعرٍ ليس فيه حَلاوَةٌ ولا ضَحىً أَي ليس بِضاحٍ، قال أَبو مالك: ولا ضَحَاءٌ. وبنو ضَحْيانَ: بطنٌ. وعامرٌ الضَّحْيانُ: معروف؛ الجوهري: وعامرٌ الضَّحْيانُ رجل من النِّمِرِ بنِ قاسِطٍ، وهو عامرُ بن سعدِ بن الخزرجِ بن تَيْمِ الله ابنِ النَّمِرِ بنِ قاسِطٍ، سُمِّيَ بذلك لأَنه كان يَقْعُدُ لقومِه في الضَّحاء يقضي بينهم؛ قال ابن بري: ويجوز عامرُ الضَّحْيانِ، بالإضافة، مِثلَ ثابتِ قُطْنَة وسَعيدِ كُرْزٍ. وفارسُ الضَّحْياء، ممدودٌ: من فرْسانِهم. والضَّحْياءُ: فَرَسُ عَمْرِو بنِ عامرِ بن ربيعة بن عامرِ بنِ صَعْصَةَ وهو فارسُ الضَّحْياء؛ قال خِداشُ بنُ زهير (* قوله «قال خداش بن زهير» إلى قوله: «إني فارس الضحياء يوم هبالة» البيت هكذا في الأصل، قال في التكملة والرواية: فارس الحوّاء، وهي فرس أبي ذي الرمة، والبيت لذي الرمة. وقوله «والضحياء فرس عمرو بن عامر» صحيح والشاهد عليها بيت خداش بن زهير: أبي فارس الضحياء عمرو بن عامر البيت الثاني). بنِ ربيعةَ بنِ عَمْروِ بن عامرٍ، وعَمْروٌ جدُّه فارسُ الضَّحْياء: أَبي فارِسُ الضَّحْياءِ يومَ هُبالَةٍ، إذِ الخَيلُ، في القَتْلى من القومِ، تَعْثُرُ وهو القائل أَيضاً: أَبي فارسُ الضَّحياءِ، عَمْروُ بنُ عامرٍ، أَبَى الذَّمَّ واخْتارَ الوَفاءِ على الغَدْرِ وضَحْياءُ: موضعٌ؛ قال أَبو صخر الهُذَلي: عَفَتْ ذاتُ عِرْقٍ عُصْلُها فَرِثامُها فضَحْياؤُها وَحْشٌ قد اجْلَى سَوامُها والضَّواحي: السمواتُ؛ وأَما قول جرير يمدح عبد الملك: فما شَجَراتُ عِيصِكَ، في قُرَيْشٍ، بِعَشّاتِ الفُروعِ ولا ضَواحٍ فإنما أَراد أَنها ليست في نواحٍ؛ قال أَبو منصور: أَراد جريرٌ بالضَّواحي في بيتِه قُرَيْشَ الظَّواهِرِ، وهم الذين لا يَنْزِلُونَ شِعْبَ مكة وبَطْحاءها، أَراد جرير أَنَّ عبدَ الملك من قُرَيْش الأَباطِحِ لا مِن قُرَيْش الظَّواهِرِ، وقُرَيش الأَباطِح أَشْرف وأَكْرَمُ من قُرَيش الظَّواهِر لأَن البَطْحاوِيِّينَ من قُرَيشٍ حاضِرَةٌ وهُمْ قُطَّانُ الحَرَمِ، والظِّواهِرُ أَعْرابُ باديةٍ. وضاحِية كلِّ بَلَدٍ: ناحِيتُها البارِزة. ويقال: هؤلاء ينزِلُون الباطنةَ، وهؤلاء ينزِلُون الضَّواحِيَ. وقال ابن بري في شرح بيتِ جرير: العَشَّةُ الدَّقِيقةُ والضَّواحي البادية العِيدانِ لا وَرَقَ عليها. النهاية في الحديث: ورسول الله، ﷺ، في الضِّحِّ والرِّيحِ؛ أَراد كثرة الخَيلِ والجَيْشِ. يقال: جاء فلانٌ بالضِّحِّ والرِّيحِ، وأَصلُ الضِّحِّ ضِحْيٌ. وفي حديث أَبي بكر: إذا نَضَبَ عُمْرُه وضَحَا ظِلُّه أَي إذا مات. يقال للرجُل إذا مات وبَطَلَ: ضَحا ظِلُّه. يقال: ضَحا الظِّلُ إذا صار شَمْساً، وإذا صار ظِلُّ الإنسان شَمساً فقدْ بَطَلَ صاحِبُه وماتَ. ابن الأَعرابي: يقال للرجل إذا ماتَ ضَحا ظِلُّه لأَنه إذا مات صار لا ظِلَّ له. وفي الدعاء: لا أَضْحى الله ظِلَّكَ؛ معناه لا أَماتَكَ اللهُ حتى يَذْهَب ظِلُّ شَخْصِكَ. وشجرةٌ ضاحِيةُ الظّلِّ أَي لا ظِلِّ لها لأَنها عَشَّةٌ دقيقةُ الأَغصانِ؛ قال الأَزهري: وبيتُ جَريرٍ معناه جَيِّدٌ، وقد تقدم تفسيره؛ وقول الشاعر: وفَخَّمَ سَيْرَنا من قُورِ حِسْمَى مَرُوتِ الرِّعْي ضاحِيةِ الظِّلالِ يقول: رِعْيُها مَرُوتٌ لا نَباتَ فيه، وظِلالُها ضاحيةٌ أَي ليس لها ظِلٌّ لِقِلَّةِ شَجَرِها. أَبو عبيد: فَرَسٌ ضاحي العِجانِ يوصفُ به المُحَبَّبُ يُمْدَحُ به، وضاحِيَةُ كلِّ بَلَدٍ: ناحِيَتُها، والجَوُّ باطِنُها. يقال: هؤلاء ينزلون الباطِنةَ وهؤلاء ينزلون الضَّواحيَ. وضَواحي الأَرضِ: التي لم يُحِطْ عليها. قال الأَصمعي: ويُسْتَحبُّ منَ الفرَس أَن يَضْحى عِجانُه أَي يظهرَ. @ضخا: الضَّاخِيةُ: الداهية: @ضدا: ابن بري: قال أَبو زياد ضَداً جبلٌ؛ وأَنشد الأَعور بن بَراء: رَفَعْتُ عليه السَّوْطَ لما بَدا ضَداً، وزال زَوِيلا أَجْلَدٍ عن شِمالِيا (* قوله «زويلا أجلد» هكذا في الأصل). @ضرا: ضَرِيَ به ضَراً وضَراوَةً: لهِجَ، وقد ضَرِيتُ بهذا الأَمر أَضْرى ضَراوَةً. وفي الحديث: إن للإسلام ضَراوَةً أَي عادةً ولَهجاً به لا يُصْبَرُ عنه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: إياكُمْ وهذه المَجازِرَ فإن لها ضَراوةً كضَراوَةِ الخمرِ. وقد ضَرَّاه بذلك الأَمرِ. وسِقاءٌ ضارٍ باللَّبَنِ: يَعْتُقُ فيه ويَجُودُ طَعْمُه، وجَرَّةٌ ضارِيَةٌ بالخَلِّ والنَّبيذِ. وضَرِيَ النَّبِيذُ يَضْرى إذا اشْتَدَّ. قال أَبو منصور: الضاري من الآنِيَةِ الذي ضُرَّي بالخمر، فإذا جُعِلَ فيه النَّبيذُ صار مُسْكِراً، وأَوصلُه من الضَّراوَةِ وهي الدُّرْبَةُ والعادةُ. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: أَنه نهى عن الشُّرْبِ في الإناء الضَّاري؛ هو الذي ضُرِّيَ بالخمر وعُوِّدَ بها، فإذا جُعِلَ فيه العَصيرُ صار مُسْكراً، وقيل فيه معنىً غير ذلك. أَبو زيد: لذِمْتُ به لَذَماً وضَرِيتُ به ضَرىً ودَرِبْتُ به دَرَباً، والضَّراوَةُ: العادة. يقال: ضَرِيَ الشيءُ بالشيء إذا اعْتادَه فلا يَكادُ يَصْبرُ عنه. وضَرِيَ الكلْبُ بالصَّيْدِ إذا تَطَعَّم بلَحْمِه ودَمِه. والإناءُ الضَّاري بالشَّراب والبيتُ الضَّاري باللَّحْم من كثرة الاعْتيادِ حتى يَبْقى فيه ريحُه. وفي حديث عمر: إن للَّحْم ضَراوَةً كضَراوَةِ الخمرِ، أَي أَن له عادةً يَنزِعُ إليها كعادةِ الخمرِ وأَراد أَن له عادةً طَلاَّبَةً لأَكْله كعادةِ الخمرِ مع شارِبِها، ذلك أَن من اعتاد الخمرَ وشُرْبَها أََسْرَفَ في النَّفَقة حِرْصاً عليها، وكذلك من اعْتادَ اللحمَ وأَكلَه لم يَكَدْ يصبر عنه فدخل في باب المُسْرفِ في نفَقَته، وقد نَهى الله عز وجل عن الإسْراف. وكلْبٌ ضارٍ بالصَّيْدِ، وقد ضَرِيَ ضَراً وضِراءً وضَراءً؛ الأَخيرةِ عن أَبي زيد، إذا اعْتادَ الصَّيْدَ. والضِّرْوُ: الكلبُ الضاري، والجمع ضِراءٌ وأَضْرٍ مثل ذئبٍ وأَذْؤُبٍ وذئابٍ؛ قال ابن أَحمر: حتى إذا ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ صَبَّحَه أَضْري ابنِ قُرَّانَ باتَ الوْْحشَ والعََزَبَا أَراد: باتَ وحْشاً وعَزباً؛ وقال ذو الرمة: مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ ليسَ له إلاَّ الضَّراءَ، وإلاَّ صَيْدَها، نَشَبُ وفي الحديث: مَنِ اقْتَنى كلْباً إلا كلبَ ماشِيَةٍ أَو ضارٍ أَي كلباً مُعَوَّداً بالصيْد. يقال: ضَرِيَ الكلْبُ وأَضْراهُ صاحِبُه أَي عَوَّده وأَغراهُ به، ويُجْمع على ضَوارٍ. والمَواشي الضَّارية: المُعتادَةُ لِرَعْي زُرُوع الناسِ. ويقال: كلبٌ ضارٍ وكلبةٌ ضارِيةٌ، وفي الحديث: إن قيساً ضِراءُ اللهِ؛ هو بالكسر جمع ضِرْوٍ، وهو من السِّباع ما ضَرِيَ بالصَّيْدِ ولَهِجَ بالفَرائِس؛ المعنى أَنهم شُجْعان تَشْبيهاً بالسِّباعِ الضَّارية في شَجاعَتها. والضِّرْوُ، بالكَسْر: الضَّاري من أَوْلادِ الكِلابِ، والأُنثى ضِرْوَةٌ. وقد ضَرِيَ الكلبُ بالصَّيْدِ ضَراوَةً أَي تَعَوَّد، وأَضْراهُ صاحِبُه أَي عَوَّده، وأَضْراهُ به أَي أَغراهُ، وكذلك التَّضْرِية؛ قال زهير: متى تَبْعثُوها تَبْعَثُوها ذَمِيمَةً، وتَضْرى، إذا ضَرَّيْتُموها، فتَضْرَم والضِّرْوُ من الجُذامِ: اللَّطْخُ منه. وفي الحديث: أَن أَبا بكر، رضي الله عنه، أَكلَ مع رجلٍ به ضِرْوٌ من جُذامٍ أَي لطْخٌ، وهو من الضَّراوَة كأَن الداءَ ضَرِيَ به؛ حكاه الهَرَويُّ في الغَريبَيْن؛ قال ابن الأَثير: روي بالكسر والفتح، فالكسرُ يريد أنَه دَاءٌ قد ضَرِيَ به لا يُفارِقُه، والفتحُ من ضرا الجُرحُ يَضْرُو ضَرْواً إذا لم يَنْقَطِعْ سَيَلانُه أَي به قُرْحَة ذاتُ ضَرْوٍ. والضِّرْوُ والضَّرْوُ: شجرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ يُسْتاكُ ويُجْعَل ورَقُه في العِطْرِ؛ قال النابغة الجعْدي: تَسْتَنُّ بالضِّروْ من بَراقِشَ، أَوْ هَيْلانَ، أَو ناضِرٍ منَ العُتُمِ ويروى: أَو ضامِرٍ من العُتُم، بَراقِشُ وهَيْلانُ: مَوْضَعانِ، وقيل: هما وادِيانِ باليَمَن كانا للأُمم السالفة. والضِّرْوُ: المَحْلَب، ويقال: حَبَّةُ الخَضْراء؛ وأَنشد: هَنِيئاً لعُودِ الضِّرْوِ شَهْدٌ يَنالُه على خَضِراتٍ، ماؤُهُنَّ رَفِيفُ أَي له بَرِيقٌ؛ أراد عُودَ سِواكٍ من شجَرةِ الضَّرْوِ إذا اسْتاكَتْ به الجارِيَةُ. قال أَبو حنيفة: وأَكثَرُ مَنابِتِ الضِّرْوِ باليَمنِ، وقيل: الضِّرْوُ البُطْمُ نفسُه. ابن الأَعرابي: الضَّرْوُ والبُطْمُ الحبَّة الخَضْراءُ؛ قال جارِية بن بدر: وكأَن ماءَ الضَّرْوِ في أَنْيابِها، والزَّنْجَبيلَ على سُلافٍ سَلْسَلِ قال أَبو حنيفة: الضِّرْوُ من شَجَرِ الجِبالِ، وهي مثل شَجَر البَلُّوطِ العَظيمِ، له عَناقِيدُ كعَناقِيدِ البُطْمِ غيرَ أَنه أَكبرُ حبّاً ويُطْبَخُ ورَقُه حتى يَنْضَجَ، فإذا نَضِجَ صُفِّيَ ورَقُه ورُدَّ الماءُ إلى النارِ فيعقد ويصير كالقُبَّيطى، يُتداوى به من خُشُونةِ الصَّدرِ وَوَجَعِ الحلْقِ. الجوهري: الضِّرْوُ، بالكسر، صَمْغُ شَجَرةٍ تُدْعى الكَمْكامَ تُجْلَبُ من اليَمَن. واضْرَوْرى الرجلُ (* قوله «واضرورى الرجل إلخ» قال الصاغاني في التكملة: هو تصحيف، والصواب إظرورى بالظاء المعجمة. وقد ذكرناه في موضعه على الصحة، ويحوز بالطاء المهملة أيضاً). اضْرِيراءً: انتَفَخَ بطْنُه من الطَّعامِ واتَّخَمَ. والضَّراءُ: أَرضٌ مستويةٌ فيها السِّباعُ ونُبَذٌ من الشجر. والضَّراء: البَرازُ والفَضاءُ، ويقال: أَرضٌ مُسْتَويةٌ فيها شجر فإذا كانت في هَبْطةٍ فهي غَيْضَةٌ. ابن شميل: الضَّراءُ المُسْتَوي من الأَرضِ، يقال: لأَمْشِيَنَّ لك الضَّراءَ، قال: ولا يقال أَرضٌضَراءٌ ولا مكانٌ ضَرَاءٌ. قال: ونَزَلنا بضَراءٍ من الأَرض من الأَرض أَي بأَرضٍ مُسْتوية. وفي حديث مَعْدِ يكرِبَ: مَشَوْا في الضَّراءِ؛ والضَّراءُ، بالفتح والمدِّ: الشجرُ المُلْتَفُّ في الوَادي. يقال: تَوارَى الصَّيْدُ منه في ضَرَاءِ. وفلانٌ يَمْشِي الضَّراءَ إذا مَشَى مُسْتَخْفِياً فيما يُوارِي من الشَّجَر. واسْتَضْرَيتُ للصَّيدِ إذا خَتَلْتَه من حيثُ لا يعلمَ. والضَّراءُ: ما وَارَاكَ من الشَّجَرِ وغيرِهِ، وهو أَيضاً المشيُ فيما يُوارِيكَ عمن تَكِيدُه وتَخْتِلُه. يقال: فلانٌ لا يُدَبُّ له الضَّرَاءُ؛ قال بشْرُ بن أَبي خازم. عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّرُوسِ منَ المَلا بشَهْباءَ، لا يَمْشِي الضُّرَاءَ رَقِيبُها ويقال للرجلُ إذا خَتَل صاحِبَه ومَكَرَ به: هو يَدِبُّ له الضَّرَاءَ ويَمْشِي له الخَمَرَ؛ ويقال: لا أَمْشِي له الضَّراءَ ولا الخَمَرَ أَي أُجاهِرُهُ ولا أُخاتِلُه. والضَّراءُ: الاسْتِخْفاءُ. ويقال: ما وَارَاك من أَرضٍ فهو الضَّراءُ، وما وَاراك من شجرٍ فهو الخَمَر. وهو يَدِبُّ له الضَّراءَ إذا كان يَخْتِلُه. ابن شميل: ما وَارَاك من شيء وادَّارَأْتَ به فهو خَمَر، الوَهدة خَمَر والأَكَمَة خَمَر والجبل خَمَر والشجرُ خَمَرٌ، وما واراك فهو خَمَر. أَبو زيد: مكانٌ خَمِرٌ إذا كان يُغَطِّي كلِّ شيء ويُوارِيه. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: يَمْشونَ الخَفاءَ ويَدِبُّون الضَّرَاءَ، هو، بالفتح وتخفيف الرَّاء والمدِّ: الشجرُ المُلْتَفُّ يريدُ به المَكْرَ والخَدِيعَةَ. والعِرْقُ الضَّارِي: السَّائلُ؛ قال الأَخطل يصف خمراً بُزِلَت: لمَّا أَتَوْها بِمِصْباحٍ ومِبْزَلِهم، سارتْ إليهم سُؤُورَ الأَبْجَلِ الضَّارِي والمِبْزَلُ عندَ الخَمّارِينَ: هي حَدِيدةٌ تُغْرَزُ في زِقِّ الخَمْرِ إذا حَضَر المشتري ليكون أُنْموذَجاً للشَّراب ويشتريه حينئذ، ويُستَعْمل في الحَضَر في أَسْقِيَةِ الماء وأَوْعِيَتِه، يُعالَج بشيءٍ له لَوْلَبٌ كلما أُدِيرَ خَرَج الماءُ، فإذا أَرادوا حَبْسَه رَدُّوه إلى مَوْضِعِه فيَحْتَبِسُ الماءُ فكذلك المِبْزَل؛ وقال حميد: نَزِيفٌ تَرَى رَدْعَ العَبِيرِ بجَيْبِها، كما ضَرَّجَ الضَّارِي النَّزِيف المُكَلَّمَا أَي المَجْرُوحَ. وقال بعضهم: الضَّارِي السائِلُ بالدَّمِ من ضَرَا يَضْرُو، وقيل: الضاري العِرْقُ الذي اعْتادَ الفَصْدَ، فإذا حانَ حِينُه وفُصِدَ كان أَسرعَ لخروج دَمِه، قال: وكلاهما صحيحٌ جيّد، وقد ضَرَا العِرْقُ. والضَّرِيُّ: كالضَّارِي؛ قال العجاج: لها، إذا ما هَدَرَتْ، أَتِيُّ ممَّا ضَرَا العِرْقُ به الضَّرِيُّ وعِرْقٌ ضَرِيٌّ: لا يكادُ ينقطع دَمُه. الأَصمعي: ضَرَا العِرْقُ يَضْرُِو ضَرْواً، فهو ضارٍ إذا نَزا منه الدَّمُ واهتَزَّ ونَعَر بالدَّمِ. قال ابن الأَعرابي: ضَرَى يَضْرِي إذا سال وجَرَى، قال: ونَهَى عليٌّ، رضي الله عنه، عن الشُّرْبِ في الإناء الضارِي، قال: معناه السائِلُ لأَنه يُنَغِّصُ الشُّرْبَ إلى شارِبهِ. ابن السكيت: الشَّرَفُ كَبِدُ نَجْدٍ، وكانت منازِلَ الملُوك من بني آكِلِ المُرارِ، وفيها اليومَ حِمَى ضَرِيَّةَ. وفي حديث عثمان: كان الحِمَى حِمَى ضَرِيَّةَ على عَهْدِه ستَّةَ أَمْيالٍ، وضَرِيَّةُ: امرأَةٌ سُمِّي المَوضع بها، وهو بأَرْضِ نَجْدٍ. قال أَبو عبيدة: وضَرِيَّة بِئرٌ؛ وقال الشاعر: فأَسْقَاني ضَرِيَّةَ خَيْرَ بِئْرٍ تَمُجّ الماءَ والحَبَّ التُّؤَامَا وفي الشَّرَفِ الرَّبَذَة. وضَرِيَّةُ: موضع؛ قال نُصَيْب: أَلا يا عُقابَ الوَكْرِ، وَكْرِ ضَرِيَّةٍ، سُقِيتِ الغَوادِي من عُقاب ومِنْ وَكْرِ وضَرِيَّةُ: قَرْيَةٌ لبَني كلابٍ على طَرِيق البَصرة إلى مَكَّة، وهي إلى مَكَّة أَقْرَب. @ضعا: الضَّعَةُ: شَجَرٌ بالبادِية، قيل: هو مِثلُ الثُّمامِ، وفي التهذيب: مثلُ الكمام (* قوله «وفي التهذيب مثل الكمام» هكذا في الأصل، والذي في نسخة التهذيب التي بيدنا: مثل الثمام، بالثاء، فلعل النسخة التي وقعت للمؤلف بالكاف)، وقال ابن الأَعرابي: هُو شَجَرٌ أَوْ نَبْتٌ، ولا تكسَر الضاد، والجمع ضَعَوات؛ قال جرير يهجو البَعِيث: قَدْ غَبَرَتْ أُمُّ البَعِيث حِجَجَا، على الشَّوايَا، ما تَحُفُّ هَوْدَجَا فَوَلَدَتْ أَعْثَى ضَرُوطاً عَنْثَجا، كأَنَّه ذِيخٌ إذا تَنَفِّجَا مُتّخِذاً في ضَعواتٍ تَوْلَجَا التَّوْلَجُ والدَّوْلَج: الكِناسُ، تَاؤُه بدلٌ من واوٍ، وداله بدل من تاءٍ. قال ابن بري: العَنْثَجُ الثَّقيلُ الأَحْمَق. ورأَيت في أَمالي ابن بري في أَصل النسخة ما صورته: انقَضى كلامُ الشيخ، وقد أَنشد هذه الأَبيات في باب الجيم إلا البيت الأَخير، قال: وعلى هذا يجب أَن يكون بعده مُتَّخِذٌ بالرفع لأَنه من صفة الذِّيخِ، وأَنشدها أَيضاً باختلاف بعض أَلفاظها، فأَنشد هناك عَنْثَجا بالعين المهملة مفتوحة وهنا غُنْثُجا بالغين المعجمة مضمومة، وكلاهما لم يذكره الجوهري في فصل العين والغين، قال: ولا نبه علهما الشيخ أَيضاً، وما عَلِمْت هذا من كلام مَنْ هُو لكِنّي نَقَلْته على صورته. قال الجوهري: والنِّسْبةُ إليها ضعويٌّ. قال الأَزهري: الضَّعَة كانت في الأَصل ضَغْوَةً، نُقِصَ منها الواو، ألا تَرَاهُم جَمَعُوها ضَغَواتٍ؟ قال الجوهري: وأَصْلُها ضَغَوٌ والهاء عِوَض من الواو الذاهِبَةِ من أَوَّلهِ، وقد ذُكِرَتْ في فَصْل وَضَع. ابن الأَعرابي: ضَعَا إذا اخْتَبَأَ، وطَعا، بالطاء، إذا ذل، وطَعا إذا تَباعَد أَيضاً. قال الأَزهري في قوله ضَغا إذ اخْتَبَأَ: وقال في موضع آخَرَ إذا اسْتَتَرَ، مأْخُوذٌ من الضَّعْوَةِ كأَنَّه اتخَذَ فيها تَوْلَجاً أَي سَرَباً فدخل فيه مستتراً. ابن الأَعرابي: الأَضْعاءُ السِّفَلُ. @ضغا: الضَّغْوُ: الإسْتِخْذاءُ. ضَغَا يَضْغُو ضُغُوّاً وأَضْغاه هو إضْغاءً وضَغَّاه، وضَغَا الذِّئْبُ والسِّنَّوْرُ والثَّعْلَبُ يَضْغُو ضَغْواً وضُغاءً: صَوَّتَ وصَاحَ، وكذلك الكَلْبُ والحَيَّةُ، ثم كثُر حتى قيلَ للإنسانِ إذا ضُرِب فاسْتَغاثَ. وفي حديث حُذيفة في قِصَّةِ قومِ لُوطٍ: فأَلْوَى بها حتى سَمِعَ أَهلُ السماء ضُغاءَ كِلابِهِمْ، وفي رواية: حتى سَمِعَتِ الملائكةُ ضَواغِي كِلابها، جمعُ ضاغيةٍ وهي الصائحة، ويقال: ضُغاءٌ لِصَوْتِ كلِّ ذلِيلٍ مَقْهورٍ. والضُّغاءُ: صوتُ الذَّلِيلِ إذا شُقَّ عليه. ويقال: رأَيت صِبْياناً يتَضاغَوْنَ إذا تَباكَوْا. وفي الحديث: قال لعائشة، رضي الله عنها، عن أَولاد المشركين: إنْ شئِتِ دَعَوْتُ اللهَ أَن يُسْمِعَكِ تَضاغِيَهم في النارِ أَي صِياحَهُم وبُكاءَهم. وضَغا يَضْغُو ضَغْواً إذا صاحَ وضَجَّ؛ ومنه قوله: ولكِنِّي أُكْرِمُكَ أَن تَضْغُوَ هذه الصَّبْيةُ عند رأْسِك بُكْرَةً وعَشِيّاً. والحديث الآخر: وصِبْيَتِي يتَضاغَوْن حَوْلي. وضَغا المُقامرُ ضَغْواً إذا خانَ ولم يَعْدِلْ. قال أَبو منصور: لا أعرف قائلَه، ولعله صَغا بالصاد. وجاءنا بثَرِيدةٍ تَضاغى أَي تتراجَعُ من الدَّسَمِ. قال ابن سيده: وأَلِفُها واوٌ لوجود ض غ و وعدم ض غ ي. @ضفا: ضفا مالُه يَضْفُو ضَفْواً وضُفُوّاً: كثر. وضَفا الشَّعَرُ والصُّوفُ يَضْفُو ضَفْواً وضُفُوّاً: كَثُرَ وطالَ. والضَّفْوُ: السَّعة والخَيْر؛ قال أَبو ذؤَيب ونسبه الجوهري للأَخطل وغلطه ابن بري في ذلك وقال هو لأَبي ذؤَيب: إذا الهَدَفُ المِعْزالُ صَوَّبَ رأْسَه، وأَعْجَبَه ضَفْوٌ من الثَّلَّةِ الخُطْلِ (* قوله «المعزال» هو باللام في الأصل والتهذيب والصحاح، وقال الصاغاني: الرواية المعزاب). وشَعَرٌ ضافٍ وذَنَبٌ ضافٍ؛ قال الشاعر: بضافٍ فُوَيْقَ الأَرضِ ليس بأَعْزَلِ (* هذا البيت من معلقة امرئ القيس وصدره: ضَليعٍ، إِذا استدبرتَه ، سدّ فرجَه). والضَّفْوُ: السُّبُوغُ. ضَفا الشيءُ يَضْفُو. وفَرَسٌ ضافي السَّبِيبِ: سابِغُه. وثَوْبٌ ضافٍ أَي سابِغٌ؛ قال بشر: لَياليَ لا أُطاوِعُ مَنْ نَهاني، ويَضْفُو تحتَ كَعْبَيَّ الإزارُ ورجلٌ ضافي الرأْسِ. كثيرُ شَعَرِ الرأْسِ، وفلانٌ ضافي الفَضْلِ على المَثَلِ. ودِيمةٌ ضافِية وهي تَضْفُو ضَفْواً: تُخْصِبُ منها الأَرضُ. وهو في ضَفْوٍ من عَيْشه وضَفْوةٍ من عيشِه أَي سَعةٍ. وضَفا الماءُ يَضْفُو: فاضَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: وماكِدٍ تَمْأَدُه من بَحْرِه يَضْفُو، ويُبْدي تارةً عن قَعْرِه تَمْأَدُه أَي تأْخُذُه في ذلك الوقت؛ يقول: يَمْتَلِئُ فتَشْرَبُ الإبلِ ماءَه حتى يَظْهَرَ قَعْرُهُ. وضَفا الحَوْضُ يَضْفُو إذا فاضَ من امتِلائِه. والضَّفا: جانِبُ الشيء، وهما ضَفَواهُ أَي جانِباهُ. @ضقا: التهذيب: ابن الأَعرابي ضَقَا الرجلُ إذا افتَقَرَ. @ضلا: التهذيب: ضَلا إذا هَلَكَ. @ضمي: ثعلب عن ابن الأَعرابي: ضَمى إذا ظَلَمَ؛ قال أَبو منصور: كأَنه مقلوبٌ من ضامَ، قال: وكذلك بَضَى إذا أَقام، مقلوب من باضَ. @ضنا: الضَّنَى: السَّقِيمُ الذي قد طالَ مَرَضُه وثَبَتَ فيه، بعضُهم لا يُثَنِّيه ولا يَجْمَعُه، يذهب به مذْهَب المصدر، وبعضهم يُثنيه ويجمعه؛ قال عوف ابن الأَحوص الجعفري (* قوله «عوف بن الأحوص الجعفري» هكذا في الأصل، وفي المحكم: ابن الأخوص الجعدي): أَوْدَى بَنِيَّ، فما بَرحْلي مِنهُمُ إلاَّ غُلاما بِيئَةٍ ضَنَيانِ قال ابن سيده: هكذا أَنشده أَبو علي الفارسي، بفتح النون، وقد ضَنِيَ ضَنىً، فهو ضَنٍ. وأَضْناهُ المرضُ أَي أَثْقَلَه. والضَّنَى: المرضُ. ضَنِيَ الرجلُ، بالكسر، يَضْنى ضَنىً شديداً إذا كان به مرضٌ مُخامرٌ، ظُنَّ أَنه قد بَرَأَ نُكِسَ. الفراء: العرب تقول رجلٌ ضنَىً وقوم دنَفٌ وضَنىً لأَنه مصدر، كقولهم قوم زَوْرٌ وعَدْل وصَوْم. وقال ابن الأَعرابي: رجلٌ ضَنىً وامرأَة ضنَىً، وهو المُضْنَى من المرضَ؛ وقال: إذا ارْعَوَى عادَ إلى جَهْلِه، كَذِي الضَّنَى عادَ إلى نُكْسِه الجوهري: رجلٌ ضَنىً وضَنٍ مثلُ حَرىً وحَرٍ. يقال: تَرَكْته ضَنىً وضَنِياً، فإذا قلت ضَنىً اسْتَوى فيه المُذَكَّر والمُؤنَّث والجمع لأَنه مصدر في الأَصل، وإذا كسرتَ النونَ ثنَّيْت وجمَعْ كما قُلْناه في حَرٍ. ويقال: تَضَنِّي الرجلُ إذا تمارَضَ، وأَضْنى إذا لَزِمَ الفِراشَ من الضَّنَى. وفي الحديث في الحُدودِ: إن مريضاً اشتكى حتى أَضْنى أَي أَصابه الضَّنى، وهو شِدَّةُ المَرض، حتى نَحَلَ جِسمُه. وفي الحديث: لا تَضْطَني عَنِّي أَي لا تَبْخَلي بانْبِساطك إليَّ، وهو افْتِعالٌ من الضَّنى المرضِ، والطاءُ بدلٌ من التاء. ويقال: رجلٌ ضَنٍ ورجُلانِ ضَنِيانِ وامرأَة ضَنِيَةٌ وقومٌ أَضْناءٌ. والمُضاناةُ: المُعاناة: وضنَت المرأَةُ تَضْني ضَنىً وضَناءً، ممدود: كَثُرَ ولَدُها، يُهْمَزُ ولا يُهمز؛ وقال غيره: ضَنَت المرأَةُ تَضْنُو وتَضْني ضَنىً إذا كثُرَ ولَدُها، وهي الضانِيَة، وقيل: ضَنَت وضَنَأَتْ وأَضْنأَتْ إذا كثُرَ أَولادُها. أَبو عمرو: الضِّنْءُ الوَلَدُ، مهموزٌ ساكِنُ النونِ، وقد يقال الضَّنءُ. قال أَبو المُفَضَّل: أعرابيٌّ من بني سَلامة من بني أَسَد قال الضَّنْءُ الوَلَد والضِّنْءُ الأَصل؛ قال الشاعر: ومِيراث ابنِ آجَرَ حيثُ أَلْقَى بأَصْلِ الضِّنْءِ ضِئْضِئه الأَصيل (* قوله «حيث ألقى» هكذا في الأصل، وفي التهذيب: حيث ألقت). ابن الأَعرابي: الضُّنَى الأَولاد. أَبو عمرو: الضَّنْو والضِّنْو الوَلَد، بفتح الضاد وكسرها بلا هَمْز. وفي حديث ابن عمر: قال له أَعرابيٌّإنِّي أَعْطَيْتُ بعضَ بَِيَّ ناقةً حَياتَه وإنها أَضْنَتْ واضْطَرَبَتْ، فقال هي له حَياتَه ومَوْتَه؛ قال الهَرَوي والخطَّابي: هكذا روي والصواب ضَنَتْ أَي كثُر أَولادُها، يقال: امرأَةٌ ماشِيةٌ وضانِيةٌ، وقد مَشَتْ وضَنَتْ أَي كثر أَولادها. والضِّنى، بالكسر: الأَوجاعُ المُخِيفة. @ضها: الليث: المُضاهاةُ مشاكَلَة الشيء بالشيء، وربما همزوا فيه. وضاهَيتُ الرجلَ: شاكَلْتُه، وقيل: عارَضْتُه. وفلان ضَهِيُّ فلانٍ أَي نظيرُه وشَبيهُه، على فَعِيلٍ. قال الله تعالى: يُضاهُونَ قوْلَ الذين كفروا من قَبْلُ؛ قال الفراء: يُضاهون أَي يُضارعونَ قول الذين كفروا لِقولِهم اللاَّت والعُزَّى، قال: وبعض العرب يَهْمِزُ فيقول يضاهئُون، وقد قرأَ بها عاصم؛ وقال أَبو إسحق: معنى يُضاهُون قول الذين كفروا أي يشابهون في قولهم هذا قولَ من تقدَّم من كَفَرتهم أَي إنما قالوه اتّباعاً لهم، قال: والدليل على ذلك قوله تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُم ورُهْبانَهم أَرْباباً مِن دونِ الله؛ أَي قَبِلُوا منهم أَنَّ المسيحَ والعُزَيْرَ ابْنا الله، قال: واشْتِقاقُه من قولهم امرأَةٌ ضَهْيَأٌ، وهي التي لا يَظْهَرُ لها ثدْيٌ وقيل: هي التي لا تَحِيضُ، فكأَنها رجُلٌ شَبَهاً، قال: وضَهْيَأٌ فَعْلأٌ، الهمزةُ زائدةٌ كما زِيدَت في شَمْألٍ وفي غِرْقِئ البَيْضِ، قال: ولا نَعْلَم الهمزةَ زِيدَتْ غير أَوَّلٍ إلاّ في هذه الأَسماء، قال: ويجوز أَن تكون الضَّهْيَأُ بوزن الضَّهْيَعِ فَعْيَلاً، وإن كانت لا نَظِيرَ لها في الكلام فقد قالوا كنَهْبَل ولا نظير له. والضَّهْيَأُ: التي لم تَحِضْ قَطُّ، وقد ضَهِيَتْ تَضْهَى ضَهىً، قال ابن سيده: الضَّهْيَأُ والضَّهْيَاءُ على فَعْلاء من النِّساء التي لا تَحِيضُ ولايَنْبُتُ ثَدْياها ولا تَحْمِل، وقيل: التي لا تَلِدُ وإنْ حاضَتْ. وقال اللحياني: الضَّهْيَأُ التي لا يَنْبُتُ ثَدْياهَا، فإذا كانت كذا فهي لا تَحِيضُ. وقال بعضهم: الضَّهْياءُ، مَمْدودٌ، التي لا تحيضُ وهي حُبْلَى. قال ابنُ جنِّي: امرأَةٌ ضَهْيَأةٌ وزنُها فعلأَةٌ لقولهم في معناها ضَهْياءُ، وأَجاز أَبو إسحق في همزة ضَهْيَأَة أَن تكون أَصلاً وتكون الياءُ هي الزائِدَةَ، فعَلَى هذا تكون الكَلِمَة فَعْيَلَةً، وذَهَبَ في ذلك مَذْهَباً من الاشتقاق حَسَناً لولا شيءٌ اعتَرَضه، وذلك أَنه قال يقال ضاهَيْتُ، زيداً وضَاهَأْتُ زيداً، بالياء والهمزة، قال: والضَّهْيَأَةُ هي التي لا تَحِيضُ، وقيل: هي التي لا ثَدْيَ لها، قال: فيكون (* قوله «هي التي لا ثدي لها قال فيكون إلخ» هكذا في النسخ التي بأيدينا، وعبارة المحكم: هي التي لا ثدي لها، قال: وفي هذين معنى المضاهأة لأنها قد ضاهأت الرجال بأنها لا تحيض كما ضاهأتهم بأنها لا ثدي لها، قال فيكون إلخ). ضَهيَأَة فَعْيَلَة من ضَاهأْت بالهَمْز، قال ابن سيده: قال ابن جني هذا الذي ذهب إليه من الاشتِقاق معنىً حَسَنٌ، وليس يَعْتَرِضُ قولَه شيءٌ إلا أَنه ليس في الكَلام فَعْيَلٌ، بفتح الفاء، إنما هو فعْيَلٌ بكسرها نحو حِذْيَمٍ وطِرْيَمٍ وغِرْيمٍ وغِرْيَنٍ ولم يأْت الفتح في هذا الفَنَّ ثَبْتاً إنما حكاه قومٌ شاذّاً؛ والجمعُ ضُهْيٌ، ضَهِيَتْ ضَهىً. وقالت إمرأَة للحجاج في ابْنِها وهو محبوسٌ: إنِّي أَنا الضَّهْياءُ الذَّنَّاءُ؛ فالضَّهْياءُ هنا: التي لا تَلِدُ وإنْ حاضَتْ، والذَّنَّاءِ المُسْتَحاضَة؛ وروُي أَن عِدَّةً من الشعراء دَخَلُوا على عبد الملك فقال أَجيزوا: وضَهْياءَ من سِرَّ المَهارِي نَجِيبةٍ جَلَسْتُ عَلَيْها، ثمّ قلتُ لها إخٍّ فقال الراعي: لِتَهْجَعَ واسْتَبْقَيْتُها، ثمّ قَلَّصَتْ بِسُمْرٍ خِفافِ الوَطْءِ وارِيَةِ المُخِّ قال علي بنُ حمزة: الضَّهْياءُ التي لا ثَدْيَ لَها، وأَما التي لا تَحِيضُ فهي الضَّهْيأَةُ؛ وأَنشد: ضَهْيأَة أَو عاقِر جماد وقيل: إنها في كِلْتا اللُّغَتَيْنِ التي لا ثَدْي لها والتي لا تحِيضُ. والضَّهْياءُ من النُّوقِ: التي لا تَضْبَعُ ولم تَحْمِلْ قطُّ، ومن النساءِ التي لا تَحِيضُ. وحكى أَبو عمرو: امرأَة ضَهْياةٌ وضَهْياهٌ، بالتاء والهاءِ، وهي التي لا تَطْمِث، قال: وهذا يقتضي أَن يكون الضَّهْيا مقصوراً؛ وقال غيره: الضَّهْواءُ من النسَاءِ الَّتِي لم تَنْهُد، وقيل: التي لا تحيض ولا ثدي لها. والضَّهْيا، مقصورٌ: الأَرضُ الَّتِي لا تُنْبِتُ، وقيل: هوشجرٌ عِضاهِيٌّ له بَرَمَةٌ وعُلَّفَةٌ، وهي كثيرةُ الشَّوْكِ، وعُلَّفُها أَحْمَرُ شدِيد الحُمْرة وورَقُها مثلُ ورَقِ السَّمرُ. الجوهري: الضَّهْياءُ، ممدودٌ، شجَرٌ، وقال ابن بري: واحِدَتُه ضَهْياءَةٌ. أَبو زيد: الضَّهْيَأُ بوزن الضَّهْيَعِ، مهموز مقصور، مثلُ السيَّالِ وجَناتُهُما واحِدٌ في سِنْفَةٍ، وهي ذاتُ شَوْكٍ ضعيفٍ ومنَبِتُها الأَوْدِيةُ والجبالُ. ويقال: أَضْهَى فُلان إذا رَعَى إبِله الضَّهْيَأَ، وهو نَبَاتٌ مَلْبَنَة مَسْمَنَة. التهذيب: أَبو عمرو الضَّهْوةُ برْكَةُ الماء، والجَمع أَضْهاءٌ. ابن بزرج: ضَهْيَأَ فلانٌ أَمْرَه إذا مَرَّضَه ولم يَصْرِمْهُ.الأُمَوي: ضَاهَأْتْ الرجلَ رَفَقْتُ به. خالد بن جَنْبَة: المُضاهَاةُ المُتابَعة. يقال: فلانٌ يُضَاهِي فلاناً أَي يُتَابِعُه. وفي الحديث: أَشدّ الناسِ عَذاباً يومَ القيامَة الذين يُضاهُونَ خَلْقَ اللهِ أَي يُعارِضُون بما يَعْملون خَلْقَ الله تعالى، أَرادَ المُصَوِّرينَ، وكذلك معنى قولِ عُمَر لكَعْب ضَاهَيْتَ اليَهُوديَّةَ أَي عارَضْتَها وشابَهْتَها.وضُهَاءٌ: مَوضِعٌ؛ قال الهذلي: لَعَمْرُكَ ما إنْ ذو ضُهاءٍ بِهَيِّنٍ عَلَيَّ، وما أَعْطَيْتُه سَيْبَ نائِلِي قال ابن سيده: وَقَضَيْنا أَنَّ همزَةَ ضُهاءٍ ياءٌ لكونها لاماً مع وجودنا لضَهْيَإِ وضَهْياءَ. @ضوا: الضَّوَّةُ والعَوَّةُ: الصوتُ والجَلَبَةُ. أَبو زيد والأَصمعي معاً: سمِعتُ ضَوَّةَ القَوْمِ وعَوَّتَهُمْ أَي أَصْواتَهُم. وروي عن ابن الأَعرابي: الصَّوَّة والعَوَّة بالصاد، وقال: الصَّوَّةُ الصَّدَى والعَوَّةُ الصِّياحُ فكأَنهما لغتانِ. والضَّوَّةُ من الأَرضِ: كالصُّوَّةِ، وليس بِثَبتٍ. والضَّوْضاةُ والضَّوْضَاءُ: أَصْواتُ الناس وجَلَبَتُهُمْ، وقيل الأَصْوات المُخْتَلِطَة والجَلَبة. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، حين ذَكَر رؤْيتَه النارَ وأَنه رأَى فيها قوماً: إذا أَتاهم لَهَبُها ضَوْضَوْا؛ قال أَبو عبيدة: يعني ضجُّوا وصاحوا، والمصدرُ منه الضَّوْضَاءُ؛ قال الحَرِثُ بنُ حِلِّزةَ: أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ عِشَاءً، فلما أصْبَحُوا، أَصْبَحَتْ لهم ضَوْضَاءُ قال ابن سيده: وعِندي أَنَّ ضَوْضاء ههنا فَعْلاءِ، ضَوْضَيْتُ ضَوْضاةً وضِيضَاءً. التهذيب: الضَّأْضَاءُ صوتُ الناسِ، وهو الضَّوْضاءُ. ويقال: ضَوْضَوْا، بلا هَمْزٍ، وضَوْضَيْتُ، أَبْدَلوا من الواوِ ياءً. ورجلٌ ضُواضِىَةٌ: داهِيَةٌ مُنْكَرٌ. والضَّوّى: دقَّةُ العَظْمِ وقلَّةِ الجِسْمِ خِلْقَةً، وقيل: الضَّوَى الهُزالُ، ضَوِيَ ضَوّى؛ وقال ذو الرُّمَّة يصف الزَّنْدَيْنِ الزَّنْدَ والزَّنْدَةَ حينَ يُقْدَح منهما: أَخُوها أَبُوها، والضَّوَى لا يَضِيرُها، وساقُ أَبِيعها أُمّها عُقِرَتْ عَقْرَا يصِفُهما بأَنهما من شَجَرة واحِدَة، وقوله: وسَاقُ أَبِيها أُمّها يريد أَنَّ ساقَ الغُصْنِ (* قوله «يريد أن ساق الغصن إلخ» هذه العبارة في الأصول). الذي قُطِعَتْ مِنه أَبوها الغُصْنُ وأُمُّها ساقُه، وغلامٌ ضاوِيٌّ، وكذلك غيرُ الإِنْسانِ من أَنواعِ الحَيوانِ، وما أََدْرِي ما أَضْواهُ. وأَضْوَى الرجلُ: وُلِدَ له وَلَدٌ ضَاوِيٌّ وكذلك المرأَةُ. وفي الحديث: اغْتَرِبُوا لا تُضْوُوا أَي تَزَوَّجُوا في البِعَادِ الأَنْسابِ لا في الأَقَارِبِ لِئَلاً تَضْوَى أَوْلادُكُمْ، وقيل: معناه انْكِحُوا في الغَرائِبِ دُونَ القَرائِبِ، فإِنَّ ولَد الغَرِيبَةِ أَنْحَبُ وأَقْوَى، وولَد القَرَائِبِ أَضْعَفُ وأَضْوَى؛ ومنه قول الشاعر: فَتىً لَمْ تَلِدهُ بِنْتُ عَمٍّ قَرِيبَةٌ فَيَضْوَى، وقَدْ يَضْوَى رَدِيدُ القَرَائِبِ (* قوله «القرائب» هكذا في الأصل المعتمد والتهذيب والأساس، وتقدم لنا في مادة ردد: الغرائب: بالغين، كما في بعض الأصول هنا). وقيل: معناه تَزَوَّجُوا في الأَجْنَبِيَّاتِ ولا تَتَزَوَّجُوا في العُمُومَةِ وذلك أَنَّ العربَ تَزعمُ أَنَّ ولدَ الرجلِ من قَرابَتِه يَجِيءُ ضاوِيّاً نَحِيفاً، غيرَ أَنَّه يَجِيءُ كريماً على طَبْع قَوْمِه؛ قال الشاعر: ذَاكَ عُبَيْدٌ قَدْ أَصابَ مَيَّا، يَا لَيْتَه أَلْقَحَها صَبِيَّا فَحَمَلَتْ فَولَدَتْ ضَاوِيَّا وقال الشاعر: تَنَحَّيْتُها للنَّسْلِ، وَهْيَ غَرِيبَةٌ، فَجاءَتْ بِهِ كالبَدْرِ خِرْقاً مُعَمَّمَا ومعنى لا تُضْوُوا أَي لا تَأْتُوا بأَوْلادٍ ضَاوِينَ أَي ضُعفَاءَ، الواحِدُ ضَاوٍ، ومنه: لا تَنْكِحُوا القَرابَةَ القَرِيبَة فإِنَّ الوَلَد يُخْلَقُ ضَاوِيّاً. الأَزهري: الضَّوَى مَقصورٌ مصدَرُ الضَّاوِي، ويُمَدُّ فيقال ضَاوِيٌّ على فاعُلولٍ إِذا كانَ نحِيفاً قليلَ الجِسْمِ، والفِعْلُ ضَوِيَ، بالكسر، يَضْوَى ضَوىً، فهو ضَاوٍ، وهو الذي يولد بَيْنَ الأَخِ والأُخْتِ وبينَ ذَوِي مَحْرَمٍ، وأَنشدَ بيتَ ذي الرُّمة. وسُئِلَ شَمِرٌ عن الضَّاوِي فقال: جَاءَ مُشَدَّداً، وقال: رجلٌ ضاوِيٌّ بَيِّنُ الضاوِيَّةِ، وفيه ضاوِيَّة، وجارية ضاوِيَّة، وقال: جاءَ عن الفراء أَنَّه قال ضَاوِيٌّ ضعِيفٌ فاسِدٌ، على فاعُولٍ مثل سَاكُوتٍ، قال: وتقول العرب من الضَّاوِي مِنَ الهُزال ضَوِيَ يَضْوَى ضَوىً، وهو الذي خَرَجَ ضَعِيفاً. ابن الأَعرابي: وأَضْوَتِ المرأَةُ، وهو الضَّوَى، ورجلٌ ضاوٍ إِذا كان ضعيفاً، وهو الحَارِضُ. وقال الأَصمعي: المُودَنُ الذي يولدُ ضَاويّاً. وقال ابن الأَعرابي: واحد الضواوِيِّ ضاوِيٌّ، وواحد العَواوِير عاوِرٌ (* قوله «واحد العواوير عاور» هكذا في الأصول، وفي القاموس أن العواوير جمع عوّار، كرمان). وأَضْوَيْت الأَمْرَ إِذا أَضْعَفْتَه ولَمْ تُحْكِمْهُ. وأَضْواهُ حَقَّه إِذا نَقَصَه إِيَّاهُ؛ عن ابن الأَعرابي. وضَوَى إِليه ضَيّاً وضُوِيّاً: انْضَمَّ ولَجَأَ. وضَوَيْتُ إِليه، بالفتح، أَضْوِي ضُوِيّاً إِذا أَوَيْت إِليه وانْضَمَمْت. وفي الحديث: لَمَّا هَبَطَ من ثَنِيَّةِ الأَرَاكِ يومَ حُنَيْنٍ ضَوَى إِليه المسلمون أَي مالُوا، وقد انْضَوَى إِليه. ويقال: ضَواهُ إِليه وأَضْوَاه. وضَوَى إِليَّ منه خَيْرٌ ضَيّاً وضُوِيّاً. وضَوَى إِلَيْنَا خَبَرُه: أَتانا لَيْلاً. والضَّاوِي: الطَّارِقُ. ابنُ بُزُرج: يقال ضَوى الرجلُ إِلَيْنا أَشَدَّ المَضْوِيَة أَي أَوَى إِلَينا، كالمَأْوِيَةِ من أَوَيْت. ويقال: ضَوَيْت إلى فلان أَي ملْت، وضَوَى إِلينا أَوَى إِلينا، وقال بعض العرب: ضَوَى إِلينا البارحةَ رجلٌ فأَعْلَمَنا كذا وكذا أَي أَوَى إِلينا، وقد أَضْواهُ الليلُ إِلينا فغَبَقْناه، وهو يَضْوِي إِلينا ضَيّاً. والضَّواةُ: غُدَّةٌ تحت شَحْمةِ الأُذُنِ فوق النَّكَفةِ، وقد ضُوِيَتِ الإِبِلُ. والضَّواةُ: ورَمٌ يكون في حلوقِ الإِبلِ وغيرِها، والجمعُ ضَوىً. التهذيب: الضَّوى ورَمٌ يُصِيبُ البعيرَ في رأْسِه يَغْلِبُ على عَيْنَيْه ويَصْعُبُ لذلك خَطْمُه فيقال بعيرٌ مَضْوِيٌّ، وربما اعْتَرَى الشِّدْقَ؛ قال أَبو منصور: هي الضَّواةُ عند العَرَب تُشْبِهُ الغُدَّةَ. والسِّلْعةُ ضَواةٌ أَيضاً، وكلُّ ورَمٍ صُلْبٍ ضَواةٌ. يقال: بالبعير ضَواةٌ أَي سِلْعة، وكلُّ سِلْعةٍ في البَدَنِ ضَواةٌ؛ قال مُزَرِّد: قَذِيفة شَيْطانٍ رَجيمٍ رَمَى بها، فصارت ضَواةً في لَهازِمِ ضِرْزِمِ والضَّواةُ: هَنَةٌ تخرُجُ من حَياءِ الناقةِ قبلَ خُروج الوَلد، وفي التهذيب: قبلَ أَن يُزابِلَها ولدُها كأَنها مَثانةُ البَولِ، قال الشاعر يصف حَوْصَلة قطاةٍ: لَها كضَواةِ النابِ شُدَّ بِلا عُرىً ولا خَرْزِ كَفٍّ، بينَ نَحْرٍ ومَذْبَحِ والضَّاويُّ: اسمُ فَرَسٍ كان لِغَنيٍّ؛ وأَنشد شمر: غَداةَ صَبَّحْنا بِطِرْفٍ أَعْوَجِي مِنْ نَسَبِ الضَّاوِيِّ، ضاوِيِّ غَني