كَمْ فَتَى مُرْتاحْ أتاحْ
كَمْ فَتَى مُرْتاحْ أتاحْ المؤلف: أبو الحسن الششتري |
كَمْ فَتَى مُرْتاحْ أتاحْ
لهُ الْهَوَى أتْراحْ
مِن جِراجي زَاد نَواحِي
والْهَوَى فضَّاحْ
ومِلاحِي لاِفْتِضاحِي
أفْسَدُوا الإصْلاحْ
ما حِيلَةُ الْمُحْتارْ
والتحَيُّل عارْ والهوى غَرَّار
عَنْ الْحُبِّ صَدَرْنَا
قبْلَ بَدْءِ البادِيات
وبالوجد خلعنا
من الهوى ثوب الصفات
وبالزُّهْدِ عُرِفْنا
في تَصاريف الذَوَات
قُل لمن قد لاَحْ لاحْ
في الدُّجَى مِصْباح
قُمْ إِليْها واسْقِنيها
في رُبَى الأدْواحْ
واجْتَلِيها في حُلِيْها
فالِقَ الإصْباحْ
واكْشِفْ بِها أسْتارْظُلْمِةِ
الأغْيار واكْتُم الأسْرار
مُدامٌ بِسَناهَا
مَزقَتْ سِتْر الظَّلام
ومنْ نُورِ هُداهَا
قد ظَهَرْ بدْرُ التَّمام
ومِنْ اخَتْم أنَاهَا
سَكِرَ الصبُّ فَهَامْ
وطَرِب يا صَاح صاح
وبسُكْروا باحْ
مِنْ سُلافِي خَمْرَ صافِي
نَشْرُها فَيَّاح
لِلْمُوافي راحُها فِي
راحَتِي ما رَاحْ
ما مَسَّهَا عَصَّار
أفْنَتْ الأعْصارْ
وبُدَتْ شَمْسُ الدَّناني
للنَّدامَى كالْعَرُوس
وجَلَوْها في القَنَانِ
وأدْارُوها كُؤُوس
وأرْبابُ الْمَعانِي
أمْهَرُوها بالنُّفُوس
جُمْلَةُ الأفْراحْ راحْ
في الْهَوَى والرَّاحْ
بِحُلاُها في عُلاَها
قامَتْ الأرْواح
وسَناها قد كَسَاها
حُلَّة الأشْباحْ
يا حُسْنَها أقْمار
في عِشَا الأنْوار
مُفِيضُ الْجَمْعِ جانَا
بالْهُدَى والْبَيّنَاتِ
هَدَانَا وسَقانا
بالكؤوس المكرماتِ
وفي الْحَشْرِ كَفانَا
في الأُمُورِ الْمُعْضِلات
ولنا الأرْباح أباحْ
والهمومْ قد زاحْ
خَيْرُ هادِي للرَّشادْ
حَضْرَةُ الفتَّاحْ
بِهْ أُنادِي في الْعِباد
مَنْ غَدَا أو رَاح
يا أمَّةَ المختارْ
رَبُّكُم غَفَّار