كم ذا يذوب أسى وكم يتجلد
كم ذا يذوب أسى وكم يتجلد المؤلف: الهبل |
كم ذا يذوب أسى وكم يتجلد
أين المعين له وأين المسعد
أأهيل وادي المنحنى وحياتكم
إني على ما تعهدون وأعهد
لا تنكروا كلفي بكم وصبابتي
هذا الضنى ودموع عيني تشهد
ما خان قلبي عهدكم أبدا ولا
مدت لسلواني إلى صبري يد
أأخونكم وأود قوما غيركم
أنى وعهدكم لدي مؤكد
يا هاجرين وليس لي ذنب سوى
دمع يفيض ولوعة تتجدد
ومحملي الصب الكئيب صبابة
بين الجوانح حرها لا يبرد
أكذا يكون جزاء من حفظ الهوى
ورعى عهودكم يهان ويبعد
وبمهجتي الرشأ الذي من خده
في كل قلب جمرة تتوقد
الطرف منه مهند والخد منه
مورد والجيد منه مقلد
يمسي ويصبح آمنا في سربه
وأخاف وهو القاتل المتعمد
يسبي القلوب بمقلة سحارة
هاروت فتنتها يحل ويعقد
وبقامة ألفية فتانة
من فوق أرداف تقيم وتقعد
سكرت معاطفة بكاس رضابه
فلها اعتدال تارة وتأود
فكأن ذكرى أحمد خطرت لها
ولذكره يندى الجماد الجلمد
يا مالك الملك العقيم ومن له
في كل أرض أنعم لا تجحد
مهلا فما فوق السماك لطالب
قصد ولا فوق الثريا مقعد
أنفقت مالك في الندى مستخلفا
ربا خزائن فضله لا تنفد
أو يمم الطلاب يم مكارم
إلا وأنت مناهم والمقصد
علما وحلما باهرا وسماحة
فليهتدوا وليقتدوا وليجتدوا
سجعوا بذكرك في البلاد وإنما
طوقتهم بالمكرمات فغردوا
وتعلموا منك المديح فمنك ما
تعطيهم كرما وأنت المنشد
ما سوحك المحروس إلا جنة
لو أن من يأتي إليه يخلد
ما زال سيفك منذ كان مجردا
في غير أفئدة العدى لا يغمد
ماذا أقول وكل قول قاصر
والفضل أكثر فيك منه وأزيد
الدهر من خطار رمحك خائف
والموت من بتار سيفك يرعد
كم موقف يوهي الجليد وقفته
للموت فيه توعد وتهدد
ما زال عنك النصر فيه كأنما
في الكف منك زمامه والمقود
حتى تردد من رآك أأنت للفتح المبين أم السيوف تجرد
...
وهي الرماح الزاعبية أم هي الأقدار ترمي من أردت فتقصد
...
وهي السعادة إذ قصدت إلى الوغى
حملتك أم سامي المقلد أجرد
وهي الجيوش أم المنايا قدتها
للحرب أم بحر خضم مزبد
هيهات لا يقوى لما تأتي به
بشر ولكن الملائك تعضد
يا خير من ركب الجياد ومن له
في الكون ألوية الولاية تعقد
ذللت في الأرضين كل ممنع
فجميع أملاك الورى لك أعبد
لم يبق إلا مكة فانهض لها
فالله جل بنصره لك منجد
جرد لها أسياف عزمك إنها
لطلوع نجمك بالسعادة ترصد
والدهر فيما تبتغيه طائع
والسعد فيما تنتحيه مسعد
أيصدكم عنها أناس ما لهم
قدم إلى العليا تسير ولا يد
ولأنتم دون الورى أولى بها
فبها مقر أبيكم والمعهد
طهر من الترك الطغام بقاعها
فلطال ما عاثوا هناك وأفسدوا
عود عداة الله من إهلاكهم
ما كان عودهم أبوك محمد
جرد حسامك إنه في غمده
للغيظ منهم جمرة تتوقد
وأدر عليهم بالصوارم والقنا
حربا يشيب إذا رآها الأمرد
ومر الزمان بهم فإن لصرفه
سيفا يشتت شملهم ويبدد
أين المفر لهم وسيفك خلفهم
في كل ارض أغوروا أو انجدوا
إن أشهروا جهلا عليك سيوفهم
فلسوف في الهامات منهم تغمد
أو اشرعوا سمر الرماح فإنها
لا بد في لباتهم تتفصد
أو أوقدوا نار الحروب فإنها
بدمائهم عما قريب تخمد
ماذا عسى أن يوقدوا من كيدهم
نارا وربك مطفىء ما أوقدوا
لا تبتإس بفعالهم فلربما
يكفيك شأنهم القضاء المرصد
ما فعلهم ويد الإله عليهم
ما فعل سيف ليس تحمله يد
وهم الكلاب العاويات وإنما
ذاقوا حلاوة حلمكم فاستأسدوا
الله أسعدكم وأشقى جمعهم
والله يشقي من يشاء ويسعد
وأراد منك الله جل جلاله
من نصر هذا الدين ما تتعود
ولسوف تقدح فيهم أسيافكم
شررا لأيسره يذوب الجلمد
ويقال قوم قتلوا منهم وقوم
أوثقوا أسرا وقوم شردوا
وإليكها ملك البرية مدحة
كادت لها الشمس المنيرة تسجد
من صادق في ود آل محمد
يفنى الزمان ووده يتجدد
نظما تود الغانيات لو أنها
يوما بدر عقوده تتقلد
يشكوك فقرا قد تحمل قلبه
من اجله كربا تقيم وتقعد
فقرا أناخ على العيال بكلكل
وسطا فقلت لسيفه ما يولد
أرسل عليه من نوالك غارة
شعوا تفرق جيشه وتبدد
وأفض علي بحار جودك منعما
حتى يموت بغيظه من يحسد
لا زلت مرجوا لكل عظيمة
تبني معالم للعلي وتشيد
وعليك صلى الله بعد محمد
ما دام ذكرك في البرية ينشد
والآل ما هبت صبا نجدية
وشدا بذكرك مغور أو منجد