كذا من شام بارقة العذاب
كذا من شام بارقة العذاب المؤلف: بديع الزمان الهمذاني |
كذا من شام بارقة العذاب
ومنته المنى رشف الرضاب
يلاقي الدهر مصفر الحواشي
ويرعى العيش مغبر الجناب
أأن قدح الصبا في الأفق نارا
تركت الجفن مخضلَّ السحاب
أأن سجع الحمام طربت وجدا
وعادتك العوائد من رَباب
أوجداً سرع هذا واكتئابا
حلفت لتوكلَن بغير نابِ
ألم أنذرك عن طلب الصبايا
ألم أخبرك عن نكد التصابي
حياءك يا حمام وبعضَ هذا
لعل جميع ما بك بعض ما بي
فقدت حمامة وفقدتُ ليلى
وأسود مثل خافية الغُرابِ
أليس الشيب أغزاني جيوشاً
فآبت بالسبايا من شبابي
أليس الدهر غبر في عذاري
بوفديه وذلك من مُصابي
فعللني بأعذب من شرابِ
وأخلفني بأكذب من سرابِ
وقاريّ القميص له ذماء
تقطع دونه مهج الضَّبابِ
حذاريّ الجناح أرقت ميه
لغير حزازة ولغير عابِ
ولما أسمع القاضي نداء
وأعجلني المثول عن الجوابِ
حباني من قريضك عقد در
وأسمعني به فصل الخطابِ
نسيباً لو تجسد مجتناه
لضمن حلية صدر الكعاب
ومدحاً لو يصيب على المساوي
لعدن مساعياً وشك انقلاب
ولفظاً كنت أحسبه شروداً
تحول دونه عصم الهضاب
ومعنى كنت أعهده نفوراً
عن الألباب أحذر من غُرابِ
قواف تستطاب إذا أعيد ت
وحسبك من معاد مُستطابِ
وليت نشيدها وجلوت منها
على الأسماعِ أبكار النقابِ
وظلت أذوب في يدها اهتزازا
وكدت أشق من طرب ثيابي
وصرت إذا سردت البيت منها
لفرطِ العجب أخرج من إهابي
فظنك في سواي وتلك حالي
ووهمك في الجميع وذاك دابي
وكُلفت الجواب فقلت غُنم
لعمر أبيك لم يك في حسابي
ولو لا ما أؤكد من ذمام
يقل له نشاطي وانتدابي
أخا العشرين أنت من المعالي
بمنزلة الحسام من القراب
تراضعنا معاً ثدي الليالي
وذلك بيننا رحم انتساب
فرأيك في مطالبتي إذا ما
نشطت فإنه عين الصواب