الرئيسيةبحث

كتاب الزهد لابن المبارك/الجزء الثالث/2

الجزء الثالث

باب ما جاء في التوكل

428 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن سلمان وعبدالله بن سلام التقيا فقال أحدهما لصاحبه إن لقيت ربك قبلي فألقني وأعلمني ما لقيت وإن لقيته قبلك لقيتك فأخبرتك فتوفى أحدهما ولقي صاحبه في المنام فقال له توكل وأبشر فإني لم أر مثل التوكل قال ذلك ثلاث مرار رواه أبو نعيم.

429 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد وعلي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال التقيا سلمان وعبدالله بن سلام فقال أحدهما لصاحبه إن مت قبلي فالقني وأخبرني ما صنع بك ربك وإن أنا مت قبلك لقيتك فأخبرتك فقال عبدالله يا أبا عبدالله كيف هذا أو يكون هذا قال نعم إن أرواح المؤمنين في برزخ من الأرض تذهب حيث شاءت ونفس الكافر في سجين قال فخرج سلمان إلى العراق قال حسين تخرق علي من الكتاب باقيه قال حسين فحدثنيه سعيد بن سليمان عن عباد بن العوام عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب بمثل ما حدثناه سفيان قال مات سلمان ولقي عبدالله في المنام وهو قائل فقال إني لم أر شيئا خيرا من التوكل.

430 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الأنصاري عن محمد بن كعب القرظي عن عبدالله بن يزيد رفعه إلى النبي ﷺ أن النبي ﷺ كان يقول اللهم ارزقني حبك وحب ما ينفعني حبه عندك اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله لي قوة فيما تحب وما زويت عني مما أحب فاجعله لي فراغا فيما تحب أخرجه الترمذي.

431 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا يحيى بن أيوب عن عبيدالله بن زحر عن خالد بن أبي عمران أن ابن عمر قال كان رسول الله ﷺ لا يكاد يقوم من مجلسه إلا دعا بهؤلاء الدعوات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به رحمتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا أخرجه الترمذي.

432 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا معمر عن كثير بن سويد الجندي عن من سمع أبا هريرة يقول لا يخرج عبد من الدنيا حتى يرى محذره.

433 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا سفيان عن أبي حيان عن أبيه عن الربيع ابن خثيم قال لا تشعروا بي أحدا وسلوني إلى ربي سلا أخرجه أحمد.

434 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا اسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال لما طعن عمر بعث إليه لبن فشربه فخرج من طعنته وقال الله أكبر الله أكبر فجعل جلساءه يثنون عليه فقال وددت أن أخرج منها كفافا كما دخلت فيها لو كان لي اليوم ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع أخرجه ابن سعد.

435 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا عبيدالله بن موهب قال أخبرني من سمع ابن عمر يقول لما حضر عمر غشي عليه فأخذت رأسه فوضعته في حجري فأفاق فقال ضع رأسي في الأرض ثم غشي عليه فأفاق ورأسه في حجري فقال ضع رأسي في الأرض كما آمرك فقلت وهل حجري والأرض إلا سواء يا أبتاه فقال ضع رأسي وضوء لا أم لك كما آمرك فإذا قبضت فأسرعوا بي إلى حفرتي فإنها هو خير تقدموني إليه أو شر تضعونه عن رقابكم.

436 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا أسامة بن زيد قال يعني عمر اطرح وجهي يا بني وضوء لعل الله يرحمني قال فمسح خديه بالتراب ثم غشي عليه غشية شديدة قال ابن عمر فرفعت رأسه ووضعته في حجري فأفاق فقال اطرح وجهي على التراب لعل الله تعالى أن يرحمني ثم قال ويل لعمر وويل لأمه إن لم يغفر له أخرجه ابن سعد.

437 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك عن معمر ان النخعي بكى ثم موته فقيل له ما يبكيك قال أنتظر من الله رسولا يبشرني بالجنة أو بالنار أخرجه أبو نعيم.

438 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم الغساني عن حماد بن سعيد بن أبي عطية المذبوح قال لما حضر أبا عطية الموت جزع منه فقيل له أتجزع من الموت فقال وما لي لا أجزع من الموت فإنما هي ساعة ثم لا أدري أين يسلك بي أخرجه أبو نعيم في الحلية.

439 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا الأسود بن شيبان عن أبي نوفل بن أبي العقرب قال لما عملا عمرو بن العاص الوفاة وضع يده موضع الغل من ذقنه ثم قال اللهم أمرتنا فتركنا ونهيتنا فركبنا ولا يسعنا إلا مغفرتك وكانت تلك هجيراه حتى مات رحمه الله.

440 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا ابن لهيعة قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن عبدالرحمن بن شماسة حدثه قال لما عملا عمرو بن العاص الوفاة بكى فقال له عبدالله لم تبكي أجزع من الموت قال لا والله ولكن ما بعد فقال له فكنت على خير فجعل يذكره البغوي النبي ﷺ وفتوحه الشام فقال عمرو بن العاص تركت أفضل من ذلك كله شهادة أن لا إله إلا الله إني كنت على ثلاثة أطباق ليس فيها طبقة لا عرفت نفسي فيها كنت أول شئ كافرا وكنت أشد الناس على رسول الله فلو مت حينئذ لوجبت لي النار فلما بايعت رسول الله كنت أشد الناس منه حياء ما ملأت عيني من رسول الله حياء منه فلو مت حينئذ قال الناس هنيئا لعمرو أسلم وكان على خير ومات على خير أحواله فرجى لي الجنة ثم تلبست بعد ذلك بأشياء فلا أدري أعلي أم لي فإذا مت فلا تبكين علي ولا تتبعوني نارا وشدوا علي إزاري فإني مخاصم وسنوا علي التراب سنا فإن جنبي الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر ولا تجعلن في قبري خشبة ولا حجرا وإذا واريتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جزور وتقطيعها أستأنس بكم أخرجه مسلم من طريق حيوة.

باب بشرى المؤمن ثم الموت وغير ذلك

441 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا سفيان قال قال عبدالله بن عباس إذا رأيتم الرجل بالموت فبشروه حتى يلقى ربه وهو حسن الظن به وإذا كان حيا فخوفوه بربه عز وجل.

442 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا حيوة بن شريح عن أبي صخر عن محمد بن كعب القرظي قال إذا استنقعت نفس العبد جاءه الملك وقال السلام عليك ولي الله الله يقرأ عليك السلام ثم نزع بهذه الآية الذين تتوفهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلو الجنة أخرجه البيهقي في الشعب.

443 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا ثور بن يزيد عن أبي رهم السماعي عن أبي أيوب الأنصاري قال إذا قبضت نفس العبد تلقاه أهل الرحمة من عباد الله كما يلقون البشير في الدنيا فيقبلون عليه ليسألوه فيقول بعضهم لبعض أنظروا أخاكم حتى يستريح فإنه كان في كرب فيقبلون عليه فيسألونه ما فعل فلان ما فعلت فلانة هل تزوجت فإذا سألوا عن الرجل قد مات قبله قال لهم إنه قد هلك فيقولون إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب به إلى أمه الهاوية فبئست الأم وبئست المربية قال فيعرض عليهم أعمالهم فإذا رأوا حسنا فرحوا واستبشروا وقالوا هذه نعمتك على عبدك فأتمها وإن رأوا سوء قالوا اللهم راجع بعبدك قال ابن صاعد رواه سلام الطويل عن ثور فرفعه أخرجه ابن أبي الدنيا وغيره مرفوعا.

444 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنيه سعيد بن سليمان عن سلام عن ثور وزاد في إسناده خالد بن معدان.

445 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا داؤد بن قيس قال سمعت محمد بن كعب القرظي قال إن الأرض لتبكي من رجل وتبكي على رجل تبكي على من كان يعمل على ظهرها بطاعة الله عز وجل وتبكي ممن كان يعمل على ظهرها بمعصية الله تعالى ثم قرأ فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين.

446 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال حدث عبدالله بن العاص قال إن أرواح المؤمنين في طير كالزرازير يتعارفون يرزقون من ثمر الجنة أخرجه ابن أبي شيبه .

447 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا عبدالله بن عبدالرحمن بن يعلى قال أخبرني عثمان بن عبدالله بن أوس أن سعيد بن جبير قال له إستأذن لي على بنت أخي وهي زوجة عثمان وهي بنت عمرو بن أوس فاستأذنت له عليها عليها ثم قال لها كيف فعل زوجك بك قالت إنه لمحسن فيما استطاع ثم التفت إلى عثمان وقال يا عثمان أحسن إليها فإنك لا تصنع بها شيئا إلا جاء عمرو بن أوس قال وهل يأتي الأموات أخبار الأحياء قال نعم ما من أحد له حميم إلا يأتيه أخبار أقاربه فإن كان خيرا سر به وفرح به وهنئ به وإن كان شرا ابتأس بذلك وحزن حتى أنهم يسألون عن الرجل قد مات فيقال ألم يأتكم فيقولون لقد خولف به إلى أمه الهاوية.

باب ذم الرياء والعجب وغير ذلك

448 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا جعفر بن حيان عن بعض أصحابه عن مطرف بن عبدالله بن الشخير قال لأن أبيت نائما وأصبح نادما أحب إلي من أن أبيت قائما فأصبح معجبا أخرجه أبي نعيم.

449 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا كهمس بن حسن عن أبي السليل قال قال رجل لسعيد بن المسيب الرجل يعطي الشئ ويصنع المعروف ويحب أن يوجر ويحمد قال أتحب أن تمقت.

450 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا موسى بن عبيدة عن محمد بن ابراهيم بن الحارث التيمي عن ابن الهاد عن العباس بن عبدالمطلب قال قال رسول الله ﷺ يظهر هذا الدين حتى يجاوز البحار وحتى يخاض بالخيل في سبيل الله ثم يأتي أقوام يقرءون القرآن فإذا قرأوه قالوا قد قرأنا القرآن فمن أقرأ منا من أعلم منا ثم التفت إلى أصحابه فقال هل ترون في أولئك من خير قالوا لا قال فأولئك منكم وأولئك من هذه الأمة وأولئك هم وقود النار أخرجه أبو يعلي وغيره.

451 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال حدثنا عبدالرحمن بن شريح المعافري قال حدثني شرحبيل بن يزيد عن رجل عن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله ﷺ أكثر منافقي أمتي قراءها .

452 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب قال قال رسول الله ﷺ إن الملائكة يرفعون أعمال العبد من عباد الله يستكثرونه ويزكونه حتى يبلغوا به إلى حيث شاء الله من سلطانه فيوحي الله إليهم أنكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه إن عبدي هذا لم يخلص لي ولم يخلص عمله فاجعله في سجين ويصعدون بعمل العبد يستقلونه ويحقرونه حتى ينتهوا إلى حيث شاء الله من سلطانه فيوحي الله إليهم أنكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه إن عبدي هذا أخلص عمله فاكتبوه في عليين.

453 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا هشام عن حفصة بنت سيرين عن الربيع ابن زياد قال سمعت كعبا يقول والله ما استقر لعبد ثناء في الأرض حتى يستقر له في أهل السماء.

454 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا الأوزاعي عن المطلب بن حنطب قال إذا رضي الله عز وجل عن عبد نادى جبرئيل فتأخذه كالغشوة ما شاء الله فإذا أفاق قال لبيك يا رب العلمين فيقول إني قد رضيت عن فلان وصليت عليه فيقول الملائكة صلى الله عليه حتى ينتهي ذلك إلى الأرض وأظنه قال فإذا أبغض عبدا فمثل ذلك.

455 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا محمد بن سليم وهو أبو هلال الراسبي عن عقبة الراسبي عن أبي الجوزاء قال : قال رسول الله ﷺ ألا أخبركم بأهل الجنة وأهل النار أهل الجنة من ملئت مسامعه من الثناء الحسن وهو يسمع وأهل النار من ملئت مسامعه من الثناء السئ وهو يسمع.

456 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا الفضيل بن مرزوق قال أخبرني عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ إن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال يا أيها الرسل كلوا من طيبات واعملوا صالحا وقال يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقنكم قال وذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام فإنى يستجاب لذلك.

457 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك عن سفيان عن جعفر بن برقان عن صالح بن مسمار قال قال الله تعالى تدعوني وقلوبكم معرضة فباطل ما ترهبون.

458 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا صالح المرى قال حدثنا يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال يأتي على الناس زمان يدعو المؤمن للجماعة فلا يستجاب له يقول الله ادعي لنفسك ولما يحزبك من خاصة التابعين فأجيبك وأما الجماعة فلا قال صالح وأخبرني عتبة بن أبي سليمان عن يزيد الرقاشي عن أنس قال إنهم أغضبوني.

459 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا معمر عن محمد بن حمزة بن عبدالله بن سلام قال قال رسول الله ﷺ خصلتان لا تكونان في منافق حسن سمت ولا فقه في الدين أخرجه أحمد في الزهد.

460 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك عن ابن جريج قراه قال قال سليمان بن موسى إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب ودع عنك أذى الخادم وليكن عليك سكينة ووقار ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.

461 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا جرير بن حازم قال سمعت حميد بن هلال قال حدثني مطرف قال أتيت عمران بن حصين يوما فقلت إني لأدع إتيانك لما أراك فيه قال فلا تفعل فوالله إن أحبه إلي أحبه إلى الله تعالى قال جرير وكان سقى بطنه فمكث على سرير منقوب ثلاثين سنة أخرجه أحمد في الزهد.

462 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا جعفر بن حيان قال اشتكى عمران بن حصين شكوة فقال بعض من يأتيه قد كان يمنعنا من إتيانك ما نرى عندك قال فلا تفعل فإن أحبه إلي أحبه إلى الله تعالى أخرجه ابن سعد.

463 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا سفيان عن أبي حيان عن أبيه قال قدمت الشام فقلت هل من الجند أحد مريض نعوده فقالوا لا إلا سويد بن مثعبة الحنظلي فدخلت عليه فلولا أني سمعت امرأته تقول أهلي فداؤك ما أطعمك ما أسقيك ما ظننت أن دون الثوب شيئا إني قد خفت فكشف الثوب عن وجهه فقال يا هذا لعلك يسوءك الذي ترى بي فقلت نعم أو قال قلت إي والذي لا إله غيره قال فلا يسوءك ذلك فلقد دبرت حرقفتي أو قال الحراقف مني فما لي ضجعة منذ كذا وكذا إلا على حر وجهي والذي نفس سويد بيده ما يسرني أنه نقصت منه قلامة ظفر أخرجه ابن سعد من طريق أبي شهاب.

464 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا مالك بن أنس عن محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي صعصعة أنه سمع سعيد بن يسار أبا الحباب يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله ﷺ من يرد الله به خيرا يصب منه.

465 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا ابن لهيعة عن خالد بن يزيد عن عياض بن عقبة الفهري أنه مات ابن له فلما نزل في قبره قال له رجل والله إن كان لسيد الجيش فاحتسبه فقال وما يمنعني وقد كان بالأمس من زينة الحيوة الدنيا وهو اليوم من الباقيات الصالحات.

466 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا اسماعيل بن عياش قال حدثني شرحبيل ابن مسلم الخولاني عن عمير بن سيف الخولاني أنه سمع أبا مسلم الخولاني يقول لأن يولد لي مولود يحسن الله نباته حتى إذا استوى على شبابه وكان أعجب ما يكون إلي قبضه الله مني أحب إلي من أن تكون لي الدنيا وما فيها.

467 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا مالك بن أنس عن عبدالرحمن بن القاسم قال قال رسول الله ﷺ ليعزي المسلمين عن مصائبهم المصيبة بي.

468 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا معمر عن قتادة في قول الله تعالى وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم قال كظم على الحزن فلم يقل إلا خيرا أخرجه الطبري.

469 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا حيوة بن شريح قال حدثني الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدني أن عقبة بن مسلم حدثه عن شفي بن ماتع الأصبحي قال قدمت المدينة فدخلت المسجد فإذا الناس قد اجتمعوا على رجل فقلت من هذا فقالوا أبو هريرة فلما تفرق الناس دنوت منه فقلت يا أبا هريرة حدثني حديثا سمعته من رسول الله ﷺ ليس بينك وبينه فيه أحد من الناس فقال أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله ليس بيني وبينه أحد من الناس ثم نشغ نشغة فأفاق فهو يقول أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله ليس بينه وبيني أحد من الناس ثم نشغ الثانية فأفاق وهو يقول لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله ليس بيني وبينه فيه أحد من الناس ثم نشغ الثالثة أو الرابعة ثم أفاق وهو يقول أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله في هذا البيت ليس معي فيه غيره سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان يوم القيامة ينزل الله إلى عباده ليقضي بينهم فكل أمة جاثية فأول من يدعى رجل جمع القرآن فيقول الله تعالى له عبدي ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي فيقول بلى يا رب فيقول ماذا عملت فيما علمتك فيقول يا رب كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت بل أردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل ذاك اذهب فليس لك اليوم عندنا شئ ثم يوتى بصاحب المال فيقول الله له عبدي ألم أنعم عليك ألم أفضل عليك ألم أوسع عليك أو نحوه فيقول بلى يا رب فيقول ماذا عملت فيما آتيتك فيقول يارب كنت أصل الرحم وأتصدق وأفعل وأفعل فيقول الله كذبت وتقول له الملائكة كذبت بل أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذاك اذهب فليس لك عندنا اليوم شئ ويدعى المقتول فيقول الله له عبدي فيم قتلت فيقول يا رب فيك وفي سبيلك فيقول الله تعالى كذبت وتقول له الملائكة كذبت بل أردت أن يقال فلان جرئ فقد قيل ذاك اذهب فليس لك اليوم عندنا شئ قال أبو هريرة ثم ضرب رسول الله يده على ركبتي ثم قال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة قال حيوة أو أبو عثمان فأخبرني العلاء بن حكيم وكان سيافا لمعاوية أنه دخل عليه رجل يعني على معاوية فحدثه بهذا الحديث عن أبي هريرة قال الوليد فأخبرني عقبة أن شفيا هو الذي دخل على معاوية فحدثه بهذا الحديث قال فبكى معاوية فاشتد بكاءه ثم أفاق وهو يقول صدق الله ورسوله من كان يريد الحيوة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون أخرجه الترمذي.

470 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا بكار بن عبدالله قال سمعت وهب بن منبه يقول قال الله تعالى فيما يعيب به أحبار بني اسرائيل تفقهون لغير الدين وتعلمون لغير العمل وتبتاعون الدنيا بعمل الآخرة تلبسون للناس جلود الضأن وتخفون أنفس الذئاب وتنفون القذى من شرابكم وتبتلعون أمثال الجبال من الحرام وتثقلون الدين على الناس أمثال الجبال ولا تعينونهم برفع الخناصر تطولون الصلوة وتبيضون الثياب تقتنصون مال اليتيم والأرملة فبعزتي حلفت لأضربنكم بفتنة يضل فيها رأي كل ذي رأي وحكمة الحكيم أخرجه أبو نعيم من طريق المروزي