الرئيسيةبحث

كتاب التوكل على الله


أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو المكارم المبارك بن محمد بن المعمر البادرائي المقرئ - قراءة عليه وأنا أسمع وأقر به بمنزله بمحلة القطيعة من باب الأزج شرقي بغداد - قال : أنا الشيخ أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر - قراءةً عليه وأنا أسمع - قال: أنا الشيخ أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل - قراءةً عليه في شعبان من سنة إحدى عشرة وأربعمائة - قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي - قراءةً عليه في المحرم من سنة أربعين وثلاث مائة - قال: نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: نا مهدي بن حفص قال: نا عبد الله بن المبارك عن حيوة بن شريح قال: نا إسحاق بن إسماعيل نا عبد الله بن يزيد المقرئ قال: نا حيوة بن شريح عن بكر بن عمرو المعافري عن عبد الله بن هبيرة عن أبي تميم الجيشاني عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : (لو أنكم توكلتم على الله - عز وجل - حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاُ وتروح بطاناً.

حدثنا عبد الله نا محمود بن غيلان المروزي نا عبد الصمد بن عبد الوارث نا أبي قال: سمعت حسين المعلم قال: نا عبد الله بن بريدة قال: نا يحيى بن يعمر عن ابن عباس: أن فرب حديث حسن جئت به.

قال: أربع لا يعطيهن الله - عز وجل - إلا من أحب.

قال ابن شبرمة: ما هن قال: الصمت - وهو أول العبادة والتوكل على الله - عز وجل - والتواضع والزهد في الدنيا.

حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن إدريس نا موسى بن محمد نا زافر بن سليمان عن المحاربي عن عمر بن حسان - وسمعه موسى من المحاربي - قال: قال علي - عليه السلام -: يا أيها الناس توكلوا على الله - عز وجل - وثقوا به فإنه يكفي ممن سواه.

حدثنا عبد الله حدثني شريح بن يونس نا عبد القدوس بن بكر بن خنيس عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال: قال لقمان - عليه السلام - لابنه: يا بني الدنيا بحر عميق قد غرق فيها أناس كثير فإن استطعت أن تكون سفينتك فيها الإيمان بالله - عز وجل - وحشوها العمل بطاعة الله - سبحانه - وشراعها التوكل على الله لعلك تنجو.

حدثنا عبد الله نا محمد بن الربيع أبو عبد الرحمن الأسدي نا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن محمد بن كعب عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله - عز وجل).

حدثنا عبد الله حدثني علي بن الحسين العامري نا يزيد بن هارون أنا عون بن موسى عن معاوية بن قرة: أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لقي ناساً من أهل اليمن فقال: من أنتم قالوا: نحن المتوكلون.

قال: بل أنتم المتكلون إنما المتوكل الذي يلقي حبه في الأرض ويتوكل على الله - عز وجل -.

حدثنا عبد الله نا أبو حفص الصيرفي نا يحيى بن سعيد نا المغيرة بن أبي قرة السدوسي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أعقلها وأتوكل أو أطلقها وأتوكل قال: (اعقلها وتوكل).

حدثنا عبد الله نا إسحاق بن إسماعيل نا جرير عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: التقى عبد الله بن سلام وسلمان فقال أحدهما لصاحبه: إن مت قبلي فالقني فأخبرني ما لقيت من ربك وإن أنا مت قبلك لقيتك فأخبرتك.

فقال أحدهما للآخر: أويلقى الأموات الأحياء! قال: نعم أرواحهم تذهب في الجنة حيث شاءت.

قال: فمات فلان فلقيه في المنام فقال: توكل وأبشر فلم أر مثل التوكل قط توكل وأبشر فلم أر مثل التوكل قط.

حدثنا عبد الله حدثني ابن أبي مريم نا خالد بن خداش حدثني يحيى بن عبد الرحمن العصري حدثتني إمرأة خليد العصري عن خليد قالت: سمعته يقول: ما من عبد ألجأته حاجة فأخذ بأمانته توكلاً على ربه - جل اسمه - ثم أنفقه على أهله في غير إسراف فأدركه الموت ولم يقضه إلا قال الله - تبارك وتعالى - لملائكته: عبدي هذا ألجأته حاجة فأخذ بأمانته توكلاً علي وثقة بي فأنفقه على أهله في غير سرف أشهد أني قد قضيت دينه وأرضيت هذا من حقه.

حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني عبد الله بن غالب مولى الربيع بن صبيح نا الربيع بن صبيح عن الحسن قال: العز والغنى يجولان في طلب التوكل فإذا ظفرا أوطنا.

حدثنا عبد الله نا الحسن بن محبوب نا الفيض بن إسحاق قال: قلت للفضيل: تحد لي التوكل فقال: آه! كيف تتوكل عليه وأنت يختار لك فتسخط قضاءه! أرأيت لو دخلت بيتك فوجدت امرأتك قد عميت وابنتك قد أقعدت وأنت قد أصابك الفالج كيف كان رضاك بقضائه قلت: كنت أخاف ألا أصبر.

قال: فكيف لا حتى يكون عندك واحداً ترضى بكل ما صنع في العافية والبلاء لا تسخط على ما زوي عنك وتثق بما آتاك.

قال: ثم ذكر رجلاً - قد سماه - قال: إني لا أكره أن أقول في سجودي: عليك توكلت.

حدثنا عبد الله نا إسحاق بن إسماعيل نا أبو أسامة عن مسعود عن معن عن عون بن عبد الله قال: بينا رجل في بستان بمصر في فتنة ابن الزبير مكتئباً معه شيء ينكت به في الأرض إذ رفع رأسه فسنح له صاحب مسحاة فقال له: يا هذا ما لي أراك مكتئباً حزيناً قال: فكأنه ازدراه فقال: لا شيء.

فقال صاحب المسحاة: أللدنيا فإن الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر والأخرة أجل صادق يحكم فيها ملك قادر يفصل بين الحق والباطل حتى ذكر أن لها مفاصل كمفاصل اللحم من أخطأ شيئاً أخطأ الحق.

فلما سمع ذلك منه كأنه أعجبه قال: فقال: لما فيه المسلمون.

قال: فإن الله - عز وجل - سينجيك بشفقتك على المسلمين وسل! فمن ذا الذي سأل الله - عز وجل - فلم يعطه ودعاه فلم يجبه وتوكل عليه فلم يكفه أو وثق به فلم ينجه! قال: فعلقت الدعاء: اللهم سلمني وسلم مني فتجلت ولم تصب منه أحداً.

حدثنا عبد الله أنا أحمد بن إبراهيم نا أبو إسحاق الطالقاني أنا زافر عن أبي رجاء عن عباد بن منصور قال: سئل الحسن عن التوكل فقال: الرضا عن الله عز وجل.

حدثنا عبد الله نا سويد بن سعيد نا معتمر بن سليمان عن عبد الجليل قال: سمعت الحسن يقول: إن من توكل العبد أن يكون الله - عز وجل - هو ثقته.

حدثنا عبد الله نا علي بن أبي مريم عن محمد بن الحسين عن المغيرة بن عباد قال: قيل لبعض الرهبان: من المتوكل قال: من لم يسخط حكم الله - عز وجل - على كرهٍ أو محبة.

حدثنا عبد الله نا سعيد بن يحيى القرشي أنا أبي أنا ابن جريج عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال: بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله فيقال له حينئذ: كفيت ووقيت وتنحى له الشيطان).

حدثنا عبد الله نا خلف بن هشام نا أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن عبد الله بن ضمرة قال: قال كعب: إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله قال الملك هديت وحفظت وكفيت.

قال: فتجيء الشياطين فيقولون: ما تريدون إلى عبد قد هدي وكفي وحفظ!.

حدثنا عبد الله نا خلف بن هشام نا أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد قال: كان يقال: إذا خرج الرجل من المسجد فليقل: بسم الله توكلت على الله اللهم أني أعوذ بك من شر ما خرجت إليه.

حدثنا عبد الله حدثني علي بن إبراهيم اليشكري نا يعقوب بن محمد الزهري نا حاتم بن إسماعيل عن عبد الله بن حسين بن عطاء بن يسار عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من بيته قال: (بسم الله ولا قوة إلا بالله التكلان على الله).

حدثنا عبد الله نا محمد بن عباد بن موسى عن زافر بن سليمان عن سفيان الثوري: (إِنَهُ حدثنا عبد الله نا أبو خيثمة نا يزيد بن هارون أنا هشام عن الحسن عن عمران بن الحصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون) فقام عكاشة بن محصن فقال: يا رسول الله ادع الله - عز وجل - أن يجعلني منهم فقال: (اللهم اجعله منهم) فقام آخر فقال: يا رسول الله ادع الله - عز وجل - أن يجعلني منهم.

فقال: (قد سبقك بها عكاشة).

حدثنا عبد الله نا الحكم بن موسى نا الخليل بن أبي الخليل عن صالح بن شعيب قال: أوحى الله - تبارك وتعالى - إلى عيسى بن مريم - عليه السلام -: أنزلني من نفسك كهمتك واجعلني ذخراً لك في معادك وتقرب إليَّ بالنوافل أدنك وتوكل عليَّ أكفك ولا تول غيري فأخذلك.

حدثنا عبد الله حدثني محمد بن إدريس أنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: إذا بلغ غاية من الزهد أخرجه ذلك إلى التوكل.

حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن إدريس نا موسى بن أيوب نا بقية عن زرعة بن عبد الله الزبيدي عن عبد الله بن كريز قال: كتب عامل إفريقية إلى عمر بن عبد العزيز يشكوا إليه الهوام والعقارب فكتب إليه: وما على أحدكم إذا أمسى وأصبح أن يقول: (وَما لَنا أَلا نَتَوَكَل عَلى اللَه) قال زرعة: وهي تنفع من البراغيث.

حدثنا عبد الله نا محمد بن هارون أبو نشيط نا سليمان بن عبد الرحمن أبو أيوب نا أيوب بن سويد عن ابن شوذب قال: لما ألقي يوسف - عليه السلام في الجب قال: حسبي الله ونعم الوكيل.

وكان الماء آجناً فصفا وكان مالحاً فعذب.

حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن يحيى بن حاتم قال: سألت عبد الله بن داود عن التوكل فقال: أرى التوكل حسن الظن.

حدثنا عبد الله نا أحمد بن محمد بن أيوب نا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي الضحى عن ابن عباس قال: لما ألقي إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - في النار قال: حسبنا الله ونعم الوكيل وقال محمد صلى الله عليه وسلم مثلها.

حدثنا عبد الله قال: قال محمد بن الحسين: حدثني مخول الكوفي قال: حدثني بهيم العجلي عن رجل من أهل الكوفة قال: بينما أنا في بستان لي إذ خيل لي رؤية شخص أسود ففزعت منه فقلت: حسبي الله ونعم الوكيل فساخ في الأرض وأنا أنظر إليه وسمعت صوتاً من ورائي يقرأ هذه الآية: (وَمَن يَتَوَكَل عَلى اللَهِ فَهُوَ حَسبُهُ إِن اللَهَ بالِغٌ أَمرُهُ).

فالتفت فلم أر شيئاً.

حدثنا عبد الله نا إسحاق بن إبراهيم نا محمد بن منيب العدني حدثني السري بن يحيى عن وهيب بن الورد: أن رجلين كسر بهما في البحر فوقعا إلى الأرض فأتيا بيتاً مبنياً من شجر فكانا فيه فينما هما ذات ليلة أحدهما نائم والآخر يقظان إذ جاءت امرأتان فوقفتا على الباب بهما من قبح الهيئة شيء لا يعلمه إلا الله - عز وجل - فقالت أحداهما للأخرى: ادخلي فقالت: ويحك! إني لا أستطيع قالت: ويحك! لمه قالت: أوما ترين ما في الباب فإذا لوح في البيت فيه كتاب: حسبي الله ووكفى سمع الله لمن دعا ليس وراء الله مرمى.

حدثنا عبد الله نا أبو عبد الله أحمد بن بجير نا إسحاق بن يوسف الأزرق نا عوف قال: كان طلق بن حبيب يقول: أسألك خوف العالمين بك وعلم الخائفين لك وتوكل الموقنين بك ويقين المتوكلين عليك وإنابة المخبتين إليك وإخبات المنيبين إليك وصبر الشاكرين لك وشكر الصابرين لك وإلحاقاً بالأحياء المرزوقين عندك.

حدثنا عبد الله حدثنا عبد الله قال: قال محمد بن الحسين حدثني منبوذ أبو همان حدثني أبو معبد رجل من أهل البحرين قال: قال لي عابد كان بالبحرين يوماً: بحسبك من التوكل عليه أن يعلم من قلبك حسن توكلت عليه فكم من عبد من عباده قد فوض إليه أمره فكفاه منه ما أهمه ثم قرأ: (وَمَن يَتَقِ اللَهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجاً وَيُرزِقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسب).

حدثنا عبد الله قال: قال محمد بن الحسين حدثني أحمد بن سهل الأردني حدثني أبو قدامة الرملي قال: قرأ رجل هذه الآية: (وَتَوَكَل عَلى الحَي الَّذي لا يَموت وَسَبح بِحَمدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنوب عِبادِهِ خَبيراً) فأقبل عليَّ سليمان الخواص فقال: يا أبا قدامة ما ينبغي لعبد بعد هذه الآية أن يلجأ إلى أحد بعد الله في أمره ثم قال: انظر كيف قال الله - تبارك وتعالى -: (وَتَوَكَل عَلى الحَي الَّذي لا يَموت) فأعلمك أنه لا يموت وأنه جميع خلقه يموتون ثم أمرك بعبادته فقال: (وَسَبح بِحَمدِهِ) ثم أخبرك بأنه خبير بصير ثم قال: والله يا أبا قدامة لو عامل عبد الله بحسن التوكل وصدق النية له بطاعته لاحتاجت إليه الأمراء فمن دونهم فكيف يكون هذا محتاجاً وموئله وملجأه إلى الغني الحميد! حدثنا عبد الله حدثني محمد بن حماد بن المبارك قال: قال رجل لمعروف: أوصني.

قال: توكل على الله - عز وجل - حتى يكون جليسك وأنيسك وموضع شكواك وأكثر ذكر الموت حتى لا يكون لك جليس غيره واعلم أن الشفاء لما نزل بك كتمانه وأن الناس لا ينفعوك ولا يضرونك ولا يعطونك ولا يمنعونك.

حدثنا عبد الله نا إسحاق بن إسماعيل نا جرير عن ليث عن أبي العالية قال: اجتمع إليَّ أصحاب محمد فقالوا: يا أبا العالية لا تعمل عملاً تريد به غير الله فيجعل الله ثوابك على ما أردت.

قال: واجتمع إلي أصحاب محمد فقالوا: يا أبا العالية لا تتكلن على غير الله - عز وجل - فيكلك الله إلى من اتكلت عليه.

حدثنا عبد الله نا أبي نا هشيم بن بشير أنا حصين قال: كنا جلوساً مع سعيد بن جبير ذات غداة فقال لنا: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة قال: قلت: أنا.

قال: ثم استدركت نفسي.

فقلت: إن سهري لم يكن في صلاة ولكن لدغتني عقرب فسهرت.

فقال سعيد بن جبير: كيف صنعت قلت: صنعت أن استرقيت.

قال: وما حملك على ذلك قال: قلت: حديث حدثناه الشعبي.

قال: وما حدثكم قال: قلت: حدثنا الشعبي عن بريدة بن حصيب الأسلمي أنه قال: لا رقية إلا من عين أو حُمة.

فقال سعيد ابن جبير: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع.

ثم قال سعيد بن جبير: حدثنا ابن عباس أن رسول الله صلى الله وسلم قال: (عرضت علي الأمم فرأيت النبي يمر ومعه الرهط والنبي يمر ومعه الثلاثة والاثنان والنبي يمر ومعه الرجل الواحد والنبي يمر وليس معه أحد إلى أن رفع لي سواد عظيم فقلت: هذه أمتي.

قبل: ليس بأمتك هذا موسى وقومه.

إلى أن رفع لي سواد عظيم قد سد الأفق فقيل: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب).

قال: ثم دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - فخضنا في أولئك السبعين وجعلنا نقول: من الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب أهم الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم أم هم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله شيئاً إلى أن خرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ما هذا الذي كنتم تخوضون فيه) قال: فأخبروه فقال: (هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون) فقام عكاشة بن محصن فقال: أنا منهم يا رسول الله قال: (أنت منهم) وقام رجل آخر من المهاجرين فقال: أنا منهم يا رسول الله قال: (سبقك بها عكاشة).

حثنا عبد الله نا الحسن بن عيسى نا عبد الله بن المبارك نا فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أهل الجنة ليتراؤن في الغرف كما تراؤن الكوكب الشرقي أو الكوكب الغربي في الأفق الطالع في تفاضل الدرجات) قالوا: يا رسول الله أولئك النبيون قال: (بل والذي نفسي بيده أقوام آمنوا بالله ورسله وصدقوا المرسلين).

حدثنا عبد الله أنا علي بن الجعد أنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال: سمعت عيسى - رجل من بني أسد - يحدث عن زر بن حبيش عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الطيرة من الشرك ولكن الله - يذهبها بالتوكل).

حدثنا عبد الله نا أبو خيثمة زهير بن حرب نا وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن عيسى بن عاصم الأسدي عن زر عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثنا عبد الله نا أبو كريب نا ابن فضيل عن ليث عن مجاهد عن العقار بن المغيرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من استرقى واكتوى فقد برئ من التوكل).

حدثنا عبد الله نا محمد بن صالح التميمي قال: كان بعض أهل العلم إذ تلا: (وَمَن يَتَوَكل عَلى اللَه فَهُوَ حَسبُهُ) قال: اللهم إني سمعتك في كتابك تندب عبادك إلى كفايتك وتشترط عليهم التوكل عليك اللهم وأجد سبيل تلك الندبة سبيلاً قد انمحت دلالتها ودرست ذكراها وتلاوة الحجة بها وأجد بيني وبينك مشبهات تقطعني عنك وعوقات تقعدني عن إجابتك اللهم وقد علمت أن عبداً لا يرحل إليك إلا نالك فإنك لا تحتجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الآمال دونك وعلمت أن أفضل زاد الراحل إليك صبراً على ما يؤدي إليك اللهم وقد ناجاك بعزم الإرادة قلبي وأفهمتني حجتك بما تبين لي من آياتك اللهم فلا أتحيرن دونك أؤملك ولا أختلجن عنك وأنا أتحراك اللهم فأيدني منك بما تستخرج به فاقة الدنيا من قلبي وتنعشني من مصارع أهوائها وتسقيني بكأس للسلوة عنها حتى تستخلصني لأشرف عبادتك وتورثني ميراث أوليائك الذين ضربت لهم المنار على قصدك وحثثتهم حتى وصلوا إليك آمين رب العالمين.

حدثنا عبد الله نا يعقوب بن عبيد نا هشام بن عمار نا بقية بن الوليد نا أبو جعفر الرازي عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن صالح بن كيسان عن ابن لعثمان بن عفان عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من خرج من بيته يريد سفراً فقال حين يخرج: بسم الله آمنت بالله واعتصمت بالله وتوكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله رزق خير ذلك المخرج وصرف عنه شره).

حدثنا عبد الله قال: وبلغني عن بعض الحكماء قال: التوكل على ثلاث درجات أولها: ترك الشكاية والثانية: الرضى والثالثة: المحبة.

فترك الشكاية درجة الصبر والرضى سكون القلب بما قسم الله - عز وجل - له وهي أرفع من الأولى والمحبة أن يكون حبه لما يصنع الله - عز وجل - به فالأولى للزاهدين والثانية للصادقين والثالثة للمرسلين.

حدثنا عبد الله نا إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس نا جعفر بن عون نا المعلى بن عرفان حدثني محمد بن عبد الله بن جحش قال: تفاخرت زينب وعائشة - رضي الله عنهما - فقالت زينب: (أنا الذي نزل تزويجي من السماء) وقالت عائشة: (أنا الذي نزل عذري في كتاب الله - عز وجل - حين حملني ابن المعطل على الراحلة) فقالت لها زينب: (ما قلت حين ركبتيها) قالت: قلت: (حسبي الله ونعم الوكيل) قالت لها زينب: (قلت كلمة المؤمنين).

حدثنا عبد الله حدثني علي بن الحسين عن ابن أبي الحواري قال: قال أبو سليمان لو توكلنا على الله - عز وجل - ما بنينا حائطاً على لبنتين ولا جعلنا على بابنا غلقاً.

حدثنا عبد الله نا إسحاق بن إسماعيل نا جرير عن منصور عن الشعبي قال: تجالس شتير ومرزوق فقال شتير: سمعت عبد الله يقول: إن أشد آية في القرآن تفويضاً: (وَمَن يَتَوَكَل عَلى اللَهِ فَهُوَ حَسبُهُ) فقال مسروق: صدقت.

حدثنا عبد الله قال: أنشدني سعيد بن محمد بن سعيد العاقري من قوله: صَدَقَ الكَذوبُ وَلَم يَكُن بِصَدوقِ ما الحِرصُ إِلّا مِن طَريقِ الموقِ قَد قَدَّرَ اللَهُ الأُمورَ بِعِلمِهِ فيها عَلى المَحرومِ وَالمَرزوقِ فَإِذا طَلَبتَ فَلا إِلى مُتَطَلبِ وَإذا اِتَكَلتَ فَلا عَلى مَخلوقِ فَإِذا اِتَكَلتَ فَكُن بِرَبِكَ واثِقاً لا ما تَحَصَّلَ عِندَكَ المَوثوقِ حدثنا عبد الله قال: حدثني علي بن أبي مريم عن محمد ابن الحسين حدثني أحمد بن سهل الأردني قال: سمعت أبا فروة الزاهد يقول: قال لي رجل في منامي: أما علمت أن المتوكلين هم المستريحون قلت: رحمك الله مماذا قال: من هموم الدنيا وعسر الحساب غداً.

قال أبو فروة: فوالله ما اكترثت بعد ذلك بإبطاء رزق ولا سرعته وذلك أن من أجمع التوكل عليه كفاه ما همه وساق الرزق والخير له وقد قال الله عز وجل: (مَن يَتَوَكَل عَلى اللَهِ فَهُوَ حَسبُهُ إِنَّ اللَهَ بالِغٌ أَمرُهُ).

حدثنا عبد الله حدثني علي عن محمد بن الحسين قال: حدثني إبراهيم بن زكريا القرشي قال: سمعت هذاب البصري يقول: قال لي قائل في منامي: ياهذاب توكل على من توكل عليه المتوكلون قبلك فإنه - جل ثناؤه - لا يكل متوكلاً عليه إلى غيره.

حدثنا عبد الله قال: حدثني علي بن محمد بن أبي مريم عن محمد بن الحسين عن حكيم بن جعفر قال: سمعت أبا عبد الله البراثي يقول: قال لي رجل من العباد: إنك أيها الرجل إن فوضت أمرك إليه اجتمع لك في ذلك أمران.

قلت: ما هما قال: قلة الاكتراث بما قد ضمن لك وراحة البدن من مطلب ذلك فأي حال أكبر من حال المطيع له والمتوكل عليه! كفاه الله - عز وجل - بتوكله عليه الهم وأعقبه الراحة.

حدثنا عبد الله قال: وحدثني علي بن أبي مريم عن محمد بن الحسين قال: سمعت أبا جعفر عابداً رأيته بمكة عند قادم الديلمي يقول: كان يقول: توكل تساق إليك الأرزاق بلا تعب ولا تكلف.

حدثنا عبد الله قال: حدثني علي عن محمد بن الحسين قال: حدثني حكيم بن جعفر حدثني عصام بن طليق عن شيخ من أهل البصرة عن أبي الجلد قال: لقيني رجل من العجم فشكا إليَّ سلطانه وما يلقى منه من الظلم فقلت له: ألا أدلك على أمر إن أخذت به وتركت ما سواه كفيت أمر السلطان وغيره! قال: بلى.

قلت: ارجع إلى أهلك وتوكل على الله في أمرك كله فإنك إن تفعل تجد ما أقول لك.

قال: فلقيني بعد ذلك فجعل يتشكر لي ويقول: إني والله رجعت يومئذ إلى أهلي وتوكلت على الله فلم ألبث إلا أن جاءني ما أحب.

حدثنا عبد الله نا ابن أبي مريم عن محمد بن سلام الجمحي قال: جاء رجل إلى الربيع بن عبد الرحمن فسأله أن يكلم الأمير في حاجة له فبكى الربيع ثم قال: أي أخي! اقصد إلى الله - عز وجل - في أمرك تجده سريعاً قريباً فإني ما ظاهرت أحداً في أمر أريده إلا الله فأجده كريماً قريباً لمن قصده وأراده وتوكل عليه.

حدثنا عبد الله حدثني أبو العباس الأزدي البصري عن شيخ من الأزد قال: جاء رجل إلى وهب بن منبه فقال: علمني شيئاً ينفعني - الله عز وجل -به.

قال: أكثر من ذكر الموت واقصر أملك وخصلة ثالثة إن أنت أصبتها بلغت الغاية القصوى وظفرت بالعباد.

قال: ما هي قال: التوكل.

حدثنا عبد الله حدثني أبو العباس الأزدي محمد بن يحيى قال: جاء رجل من العباد إلى عالم فقال: إني أريد أن أخرج إلى مكة أفأخرج وأتوكل فقال: لو أردت أن تتوكل لخرجت ولم تسألني.

حدثنا عبد الله نا الحسن بن عبد العزيز عن ضمرة بن ربيعة عن رجاء بن أبي سلمة عن عقبة بن أبي زينب قال: مكتوب في التوراة: (لا توكل على ابن آدم فإن ابن آدم ليس له قوام ولكن توكل على الله الحي الذي لا يموت).

حدثنا عبد الله نا الهيثم بن خارجة نا رواد بن الجراح عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال: مكتوب في التوارة: (ملعون من كان ثقته إنسان مثله).

آخر الكتاب والحمد لله وحده وصلواته على نبيه محمد وآله وسلم تسليماً وحسبنا الله ونعم الوكيل.