الرئيسيةبحث

قِفُوا تَعْجَبُوا مِنْ سُوءٍ حَالِي وَمِنْ ضُرِّي

قِفُوا تَعْجَبُوا مِنْ سُوءٍ حَالِي وَمِنْ ضُرِّي

قِفُوا تَعْجَبُوا مِنْ سُوءٍ حَالِي وَمِنْ ضُرِّي
المؤلف: سبط ابن التعاويذي



قِفُوا تَعْجَبُوا مِنْ سُوءٍ حَالِي وَمِنْ ضُرِّي
 
فمِنْ زَفرَة ٍ تَرقى ومن دمعة ٍ تجري
وقد كنتُ قبلَ اليومِ جَلْداً وإنّما
 
أَحالَ الهوى ما كنتَ تعهَدُ من صَبري
رَمَتِني يَدُ کلأَيَّامِ فِيمَنْ أُحِبُّهُ
 
بِسَهْمِ فِرَاقٍ جَاءَ مِنْ حَيْثُ لاَ أَدْرِي
لَقَدْ مَلَكَتْنِي فِيكُمُ کلْيَوْمَ حَيْرَة ٌ
 
وَمَا زِلْتُ مِنْ قَبْلِ کلنَّوَى مَالِكاً أَمْرِي
سَأَبْكِي مَدَى عُمْرِي أَسى ً وَصَبَابَة ً
 
بِكُمْ وَقَلِيلٌ إنْ بَكَيْتُ لَكُمْ عُمْرِي
وَأَذْرِي دِمَاءً وَحْشَة ً لِفِرَاقِكُمْ
 
وإنْ أنا لم أبْكِ الدماءَ فما عُذْري
شَكَوْتُ هَوَاكُمْ أَنْ رَآنِي كَاشِحٌ
 
لَكُمْ أَوْ عَذُولٌ بَعْدَكُمْ بَاسِمَ کلثَّغْرِ
وَكَيْفَ أُدَاوِي کلْقَلْبَ عَنْكُمْ بِسَلْوَة ٍ
 
وَفِي مَذْهَبِي أَنَّ کلسُّلُوُّ أَخُو کلْغَدْرِ
جَعَلْتُكُمُ ذُخْرِي لأَيَّامِ شِدَّتِي
 
ولم أدْرِ أنَّ الدهرَ يَسلُبُني ذُخري
وَقَالُوا کنْقِضَاءُ کلدَّهْرِ لِلْحُزْنِ غَايَة ٌ
 
وحُزني مُمتدٌّ لدَيكمْ معَ الدهرِ
لَقَدْ غَادَرَ کلْغَادُونَ بَيْنَ جَوَانِحِي
 
لَواعِجَ أشجانٍ تَرَدَّدُ في صدري
هُمُ أَسْلَمُوا کلْقَلْبَ کلْخَؤُونَ إلَى کلأَسَى
 
وَهُمْ وَكَلُوا عَيْنِي بِأَدْمُعِهَا کلْغُزْرِ
تَرَى تَسْمَحُ کلأَيَّامُ مِنْهُمْ بِعَوْدَة ٍ
 
فأُدركَ أَوْطاري وأُوفي بكمْ نُذْري
وإنّي لَراضٍ أنْ تَدُلُّوا على الكرى
 
جُفُونِي عَسَى أَنَّ کلْخَيَالَ بِهَا يُسْرِي
بِنَفْسِي غَرِيبُ کلأَهْلِ وَکلدَّارِ لاَ يَرَى
 
لَهُ فَادِياً يَفْدِيهِ مِنْ رَائِعِ کلأَمْرِ
إذَا ذَكَرَ کلأَوْطَانَ فَاضَتْ دُمُوعُهُ
 
فَأَرْسَلَهَا فَوْقَ کلتَّرَائِبِ وَکلنَّحْرِ
أَتَتْهَا کلْمَنَايَا وَهْيَ فِي ثَوْبِ غِبْطَة ٍ
 
فتَبّاً لمسرورٍ بدُنياهُ مُغتَرِّ
فَلَمْ يُغْنِهَا مَا طَافَ حَوْلَ خِبَائِهَا
 
منَ السَّمْهَرِيِّ اللَّدْنِ والجَحْفَلِ المَجْرِ
وَلَوْ قُورِعَتْ حُمْرُ کلْمَنَايَا وَسُودُهَا
 
بمُرهَفَة ٍ بِيضٍ وخَطَّيَّة ٍ سُمْرِ
لَقَارَعَ عَنْهَا بِکلصَّوَارِمِ وَکلْقَنَا
 
أبٌ نافِذُ السلطانِ مُمتَثَلُ الأمرِ
لئنْ غادرَتْ قصرَ الخلافة ِ مُوحِشاً
 
فَكَائِنْ لَهَا فِي جَنَّة ِ کلْخُلْدِ مِنْ قَصْرِ
فيا قبرُ ما بينَ الصَّراة ِ ودِجْلة ٍ
 
إلَى نَهْرِ عِيسى جَادَكَ کلْغَيْثُ مِنْ قَبْرِ
وَصَابَتْ ثَرَاكَ غُدْوَة ً وَعَشِيَّة ً
 
غَوَادٍ مِنَ کلرِّضْوَانِ هَامِيَة ُ کلْقَطْرِ
فللهِ ما استُودِعْتَ يا قبرُ من تُقى ً
 
ومنْ كرمٍ عَدٍّ ومن نائلٍ غَمْرِ
ثَوَى بِكَ مَنْ لَوْ جَاوَزَ کلنَّجْمِ قَدْرُهُ
 
لَزادَتْ بهِ الأفْلاكُ فَخراً إلى فخرِ
وَلَوْ عَلِمَتْ حَصْبَاءُ أَرْضِكَ مَنْ ثَوَى
 
ضَجيعاً لها باهَتْ على الأنجُمِ الزُّهْرِ
فيا لكَ من قبرٍ بَرُدْتَ مَضاجِعاً
 
وقلَّبتَ أبناءَ القلوبِ على الجَمْرِ
نَمُرُّ عَلَيْهِ خَاشِعِينَ كَأَنَّنَا
 
مَرَرْنَا عَلَى کلرُّكْنِ کلْمُقَبَّلِ وَکلْحِجْرِ
لنا دعوة ٌ من حولِهِ مُستَجابة ٌ
 
فَكُلُّ کللَّيَالِي عِنْدَهُ لَيْلَة ُ کلْقَدْرِ
عَلَيْكَ سَلاَمُ کللَّهِ كُلَّ عَشِيَّة ٍ
 
يَكُرُّ عَلَى أَعْقَابِهَا مَطْلَعُ کلْفَجْرِ
وعاداكَ جَودٌ مُكفهِرٌّ سَحابُهُ
 
وإنْ كنتَ مَلآناً من الجُودِ والبِشرِ
رَثَيْنَاكِ يَا خَيْرَ کلنِّسَاءِ تَعَبُّداً
 
وَمِثْلُكِ لاَ يُرْثَى بِنَظْمٍ وَلاَ نَثْرِ
وَمَنْ كَانَتِ کلشِّعْرَى کلْعَبُورُ مَحَلُّهُ
 
تَعظَّمَ قدْراً أنْ يُؤَمَّنَ بالشِّعرِ
تَحجَّبتِ عن مَرْأى العيونِ جَلالة ً
 
وَعِزًّا فَمِنْ خِدْرٍ نُقِلْتِ إلَى خِدْرِ
حلَلْتِ بمَأْنوسٍ من الأرضِ آهِلٍ
 
إذَا حلَّتِ کلأَجْدَاثُ فِي مُوْحِشٍ قَفْرِ
أَنِيسُكِ فِيهِ عِزَّة ٌ وَشهَادَة ٌ
 
فَنُورٌ عَلَى نُورٍ وَأَجْرٌ عَلَى أَجْرِ
فَلاَ زِلْتِ فِي مُقَبَّلِ مَوْضِعٍ
 
عليكِ بما قدّمْتِ فيهِ من البِرِّ
وصَبراً أميرَ المؤمنينَ لرُزْئِها
 
وَإنْ جَلَّ ذَا کلرُّزْءُ کلْعَظِيمُ عَنِ کلصَّبْرِ
فكمْ لملوكِ الأرضِ لا زِلتَ وارِثاً
 
لأعْمارِهمْ عندَ النَّوائبِ من وِتْرِ
وأنتَ منَ القومِ الذينَ عليهمْ
 
تنَزَّلَتِ الآياتُ في مُحكَمِ الذِّكرِ