قِف بَينَ مُشتَبِكِ الأَغصانِ وَالعَذبِ
قِف بَينَ مُشتَبِكِ الأَغصانِ وَالعَذبِ المؤلف: شكيب أرسلان |
قِف بَينَ مُشتَبِكِ الأَغصانِ وَالعَذبِ
بِأَرضِ جَيرونَ ذاتَ السَلسَلِ العَذبِ
بِرَبوَةٍ في حَفافيها المُعينِ جَرى
بِجُؤجُؤِ البازِ حَيثُ الصَيدُ عَن كَثَبِ
وَاِهتَفَ بِساكِنها أَن يَنثَنوا طَرَباً
إِنَّ الكَريمَ عَلَيهِ هَزَّةَ الطَرَبِ
في ساحَةِ المَسجِدِ الأَقصى يُقالُ لَهُم
أَهلاً وَفي عَتَباتِ المُصطَفى العَرَبي
لَو أَنصَفَتهُم دِيارُ الشامِ قاطِبَةً
صفَقنَ بِالكَفِّ مِن مِصرَ إِلى حَلَبِ
أَحَبَّكُم حَبَّ مَن يَسعى لِطَيَّتِهِ
في طاعَةِ العَقلِ لا في طاعَةِ الغَضَبِ
أَحَبَّكُم حُبَّ مَن يَدري مَواقِفَكُم
في خِدمَةِ الدينِ وَالإِسلامِ مِن حِقَبِ
وَمُذ تَقَلَّدتُمو أَمرَ الخِلافَةِ قَد
آوَيتُمو مِن بَينِها كُلَّ مُغتَرِبِ
لَقَد ضَرَبتُم لَعَمري في حَياطَتِها
بِكُلِّ سَيفٍ رَهيبِ الحَدِّ ذي شَطبِ
فَكُلُّ غَرٍّ يُماري في فَضائِلُكُم
لا يَعرِفُ الحَشفَ البالي مِنَ الرَطبِ
مَهما يَكُن مِن هَناتِ بَيتاً فَلَنا
مَعَكُم عَلى الدَهرِ عَهدٌ غَيرَ مُنقَضِبِ
كَفى الشَهادَةَ فيما بَينَنا نَسَباً
إِن لَم تَكُن جَمَعَتنا وَحدَةً النِسَبِ
مَجدي بِعُثمانَ حامي مِلَّتي وَأَنا
لَم أَنسَ قَحطانَ أَصلي في الوَرى وَأَبي