فدا للعين مني كل عين المؤلف: عائشة التيمورية |
فدا للعين مني كل عين (عائشة التيمورية) | ||
| ||
فَدا لِلعَين مِني كُل عَين | وَما في الكَون من ذَهَب وَعين | |
أَرى الظُلماء قَد حجبَت عياني | وَأَجرت مِن دُموعي كل عَين | |
وَأَلقتني بسجن يوسفىّ | وَحالَت بَينَ أَفراحي وَبَيني | |
وَأقسم اِن تحقق لي شَفاها | لجدت بِما أَرى في الراحتَين | |
فَقَد أَصبَحت في حُزن وَأَن | وَقَلبي بَين اِتعاب وَأَين | |
وَما أَهدت صبا الاِسحار نَوما | اِلى عَين غَدَت في أَسر غين | |
يقلب في دثار السَقم جِسمي | كَأَني فَوق جمر الحرتين | |
تخالفت الأساة بطول وَعد | بعللني وَيأس فيه حيني | |
وَمن فظ يهددني جهارا | بمبضعه المصوب في اليَدين | |
وَعهدي بِالمياه حياة نَفسي | فَمالي قَد ظَمئت بماء عَيني | |
فَيا لِلَهِ أَي سَنا وَضوء | أُصيب بكل عادية وَشين | |
فَهل هي في سَبيلِ اللَهِ غازَت | فَذاقَت بِاللُقا ظُلم الحسين | |
فَكَم أَمسى بِما أَلقى حَزينا | وَبَينَ النوم معترك وَبَيني | |
أَبيت وَمؤنسى الخفاش لَيلا | وَحالي مَعه شر الحالتَين | |
فَذاك بنور عَينيه مهنا | وَلي أَسف بحجب المقلَتين | |
وَأَبسط لِلظَّلامِ أَكف بثى | وَأَشقى لوعَة بالظلمَتَين | |
تَراني معرضا عن كل ضوء | فَهَل خاصَمت نور النيرَين | |
يُنافرني السَنا فَأَفر مِنه | كَأَن الضوء يطلبني بدين | |
وَأَجنح لِلظَّلامِ جنوح صب | دَنا لِحَبيبِه بِالرقمَتَين | |
جَزى اللَهُ السِقام جزاء خير | فَقَد هذبنني ونَأَزلن ريني | |
وَصرت بِما لقيت من اللَيالي | أَفرق بَين ذي صدق وَمين | |
أَفرق بَين ذي صدق وَمين | تَميل لحسنه نفسي وَعَيني | |
اِذا رمت اِنتِشاق الطَيب يَوماً | وَضعت يدي فوق الحاجبين | |
وَناهيكَ الطاء سجل كتي | وَتركي لِلحَديث بحسرَتين | |
وَقَد عفت الأَساة وَعدت أَرجو | طَبيب الكون رب المَشرِقَين | |
الهي سيدي غوثى رَجائي | عياذي عدتي ومزيل بيني | |
نعاني أَبيض القرطاس لما | جَفاني اليَوم نور الاسوَدين | |
وَقَد جفت دواتي وهي تَبكي | لما قد راعها من طول أَيني | |
وَأَقلامي كم انشقت لأني | حرمت مساسَها بِالاصبَعَين | |
غَدَوت اليَومَ أَميا وَعَلى | أَقضى من فُنون الكُتُب ديني | |
فجهلي عبرة وَالسَقم أَخرى | وَعَيني قَد أَرَتني العِبرَتَين | |
فَلَم لا أَنعى بِالحَسراتِ حالي | وَتَعلو زفرتي لِلفرقَدين |