غداً سوف ألقى من حياتي نعيمها
غداً سوف ألقى من حياتي نعيمها المؤلف: زكي مبارك |
غداً سوف ألقى من حياتي نعيمها
وأمرح في روض الهوى وأجول
وأقتل أحزاني وأحيى بشاشتي
ويسمع منى فاتني فأقول
ألا إن نجوى الحب بيني وبينه
وقد غاب عنا كاشحٌ وعذول
رياضٌ من اللذات يهفو نسيمها
فيحيا به المشتاق وهو قتيل
غداً سوف يبدو لي النعيم بأسره
أقل من المنشود وهو جليل
تساورني الأوهام في كل لحظةٍ
أميل بها خفاقة وتميل
حذار غد أخشى من الخلف في غد
فإن الذي أرجو نداه بخيل
ثلاثون وعداً قد مضينَ كواذباً
فلم يشف منها للفؤاد غليل
أوعدُ غد يا قلب يصدق ليته
ليبرؤ من داء الجفاء عليل
أمنّى فؤادي بالأحاديث في غدٍ
إذا ضمنا عند السرار مقيل
غدٌ أين مننى في الغرام صباحهُ
فإن انتظاري شمسه سيطول
سأقطع ليلى بالأماني أديرها
أقول لها ما أشتهى وتقول
سأبدع في تصوير أحلامنا غداً
ونحن بفردوس الوصال حُلول
غداً سوف أقضى إن بقيت إلى غد
ديون فؤاد حملهن ثقيل
سأوقد نيران المعاني يشبها
جوى في ثنيات الفؤاد دخيل
ألا ليت حظى من غد أنني غداً
أميل مع الأهواء حيث تميل
فأجهل مرات وأحلم مرة
وأزأر من وجدى غداً وأصول
تقول الأماني إن ميعادنا غدٌ
وبعض الأماني الواعدات مطول
إلى اللَه أشكو وقدة الحزن في غدٍ
إذا ضاع ميعادٌ وخان خليل