الرئيسيةبحث

عوجوا على ربع الربوع الاسنع

عوجوا على ربع الربوع الاسنع

عوجوا على ربع الربوع الاسنع
المؤلف: أحمد فارس الشدياق



عوجوا على ربع الربوع الاسنع
 
وتعجبوا من حسن صنع الاصبع
سبحان من سوى البنانة آية
 
كبرى على اتقان خلق المبدع
دقت ولكن جل ما جادت به
 
مما يعيد القفر اعمر مربع
قصرت ولكن لم يعادل طولها
 
شي لمدرك طائل او مطمع
ان الانامل للمشاعر عترة
 
ونظيرها عدا وطول تمتع
عوجوا على دار تذيع الحمد عن
 
سلطاننا الاسمى الاعز الارفع
عبد العزيز من استعز بعزه
 
من كان في ذل وشان اوضع
فهو الذي سن المآثر والعلى
 
من بعد ما خفيت باوضح مهيع
وهو الذي احيا البلاد بحزمه
 
فالحزم يحفظ شمل كل مضيع
ما زال مذ ضبط الممالك امره
 
كلفا بغبطتها بقلب اصمع
وبان تجل على البسيطة بسطة
 
اجلال رفعته على المترفع
ما حاد عن نهج العدالة آمرا
 
او ناهيا وبغيره لم يولع
وسعت بديهته الامور فضاق عن
 
اطرائه مدح الخطيب المصقع
لو كان في الافلاك مثل جماله
 
ما غمها غيم فلم يتقشع
لو كان للاملاك مثل خلاله
 
لم يبق بين الخلق من متضعضع
من كان يروى عن كريم فعاله
 
فهو الملقب عندنا بالاصمعي
طرب الملوك على سماع ثنائه
 
وهو الذي للصم اندى مسمع
لم يشد شادينا بمثل مديحه
 
سيان سجع فيه ام لم يسجع
لم تنطق الاعداء يوما باسمه
 
الا ووافوه بقلب طيع
ولربما اوزعت امرا لم تكن
 
يوما له بالطالب المستوزع
ذلت لعزته العصاة لانه
 
مهما يرم فالعز خير موقع
بهرت محاسن ذاته وصفاته
 
خلقا غريريا بغير تصنع
لا عيب فيه غير ان عطاءه
 
بغت فيذهب لذة المتوقع
واليوم انشأ معرضا تبدو به
 
همم الرجال وما بهم من صنع
فيه الغرائب والبدائع جمة
 
تقصى الهموم عن الفؤاد الموجع
من كل ما راق النواظر حسنه
 
وسناه بين مجنس ومنوع
ومنشر ومنضد ومرصف
 
ومرصص ومرصن ومرصع
ويزيده رمضان من بركاته
 
فنعا ومنفعة يعيها من يعى
واعز شيء قد حوى اسم خليفة
 
برقاده لعباده متبرع
سهر الليالي هاجدا متفكرا
 
حتى تقربها عيون الهجع
يضحى وعمران الممالك همه
 
ويبيت وهو مجانب للمضجع
ان يغف ظل فواده مستيقظا
 
لجلاء مكرمة وامن مروع
فالناس طرا في ظلال امانه
 
متمتعون بكل خير امتع
من كان في المرآة يبصر وجهه
 
فبذا المكان يرى ذكاء الالمعي
ويرى سنا نور الخلافة مشرقا
 
متلألئا شرفا بابهى مطلع
فليغتنم انس التعارف وفده
 
فالدهر بين مفرق ومجمع
ولينتظم شمل التآلف عنده
 
فالسفر بين مسلم ومودع
هذا الذي فيه تنافس ذو الحجى
 
واليه يهطع كل طرف مهطع
يا مسلمون تذكروا ان كنتم
 
في العلم والتمصير اغزر منبع
ايام سطوتكم يذل لعزها
 
كل الملوك وكل ذي متمنع
اذ كنتم تخزونهم بسيوفكم
 
طورا وطورا بالرماح الشرع
منكم قد اقتبس الفرنج علومهم
 
اذ كان حبرهم اخا المتسكع
كانوا متى ذكرت معاليكم لهم
 
يتصعصعون لها واي تصعصع
وينكسون رؤوسهم خجلا وقد
 
فاضت عيونهم بسيل الادمع
كم قد بنيتم من مفاخر عرفها
 
كالمسك فاح بنشره المتضوع
ولكم ملكتم من بلاد امرعت
 
بكم وكانت كالخراب البلقع
ولكم ضبطتم من كنوز وزعت
 
في البر والاحسان كل موزع
والله ايدكم بنص كتابه
 
وصدوركم للعلم كالمستودع
فتنجزوا نفع الصنائع انها
 
للملك والعمران اعظم مصنع
واستثمروا الارض التي اورثتم
 
فتكون انضر مرتعى او مرتع
ان الذي يحيى البري يحيى الورى
 
ويحل عند الله اكرم مرجع
او في الانام يدا امدهم يدا
 
لاغاثة الملهوف والمتضرع
لا يسبقنكم الى الفضل امرؤ
 
من فضلكم قد عاش عيش الامع
كنتم حذام القول احقابا له
 
والى وجوه الخير ارشد مدسع
وادعوا لمولانا المعظم بالبقا
 
في كل حين مخلصين وموضع
فهو الذي منه صلاح امورنا
 
ولدى مقام الهول آمن مفزع
فليندع الاقصى الى مرضاته
 
اما دعاه بنية المتطوع
ورضاه ان توفوا المعالي حقها
 
وتنزهوا تنزيهه عن خيذع
فاقفوا محامده وان بهرتكم
 
وتنافسوا فيها بجهد الموسع
ما لذ مثل الاشتغال بذكرها
 
شيء لطالب بغية مستبدع
كلا ولا شي سوى اعظامها
 
اغلى الورى فيه براي مجمع
لو كان كل الناس حسابا لما
 
احصوا لها مجموع ربع الاربع
قل للغوى المستعز بغيره
 
ضيعت سعيك في الضلال فاقلع
هذا امير المؤمنين مطيعه
 
ناج وعاصيه وخيم المصرع
ان كنت لم تبصر علاه فكل ذي
 
عمه الى الانوار لم يتطلع
كم ذللت آباؤه من امة
 
كانت تعز بادرع وباذرع
حسب قديم معرق باق على
 
طول الزمان بعزه المتمنع
من اين للاملاك مثل رجاله
 
من كل شهم اريحي اروع
غمر الرداء مهذب متخمط
 
كلفا باحياء الحقوق سميدعي
فليخسأ العازي اليهم منكرا
 
وكذا جزاء السامع المتسمع
من كان مغتابا لهم فهو الذي
 
لم يبق فيه للهدى من منزع
وهو الذي يضحى على سلطانه
 
وامامه والدين شر مشنع
فليتق الله الظلوم لنفسه
 
وليذكر في الحشر هول الموقع
ليس الذي يعصيه يعصي عاهلا
 
بل ربه فالزم نجاتك اودع
هذا الفخار لملة الاسلام في
 
حلق العداة شجا ونار الاضلع
جنب سماعي غير ذكر مديحهم
 
ان كنت من حزب التقى المتورع
فالاذن تأنف من مديح مبخل
 
متلون في خلقه كالخولع
ان الثناء على الكريم بشارة
 
بحياته وعلى اللئيم هي النعى
يا ويح حاسدهم وفي احشائه
 
نار تلظى وهي فيها ترتعي
اني ارق له لشقوته بهم
 
لكنني اوليه اغلظ موزع
واذيقه من حز هذا القول ما
 
ينفي حزازة قلبه المتقطع
فلربما مصح السقام بمثله
 
حتى يؤول الى الشفاء الانصع
ويلي على الحساد ما اشقاهم
 
واضلهم عن نهج رشد المنصع
لو انهم برضاء خالقهم رضوا
 
لكفوا عناء نفوسهم والردع
لكن ابوا الا الفراشة قدوة
 
لهم فآبوا بالخسار الاشنع
ابدا تراهم حائمين على الردى
 
وعلى اختلاف الترهات الافظع
ماذا اجادهم تقولهم على
 
انساب مجد ليس بينهم دعى
ماذا افادهم نباحهم على
 
اقمار تم بالفضائل طلع
لكنما من صم عن انذاره
 
مهما تبلغ سمعه لم يسمع
من لم تحك فيه النصيحة لم يحك
 
فيه الملام وما العتاب بانجع
من كان يختار الضلال على الهدى
 
فذكا بيانك عنده لم يسطع
من ظن ان الريح تتبع نفخه
 
فرداه ان يبحر بريح زعزع
من ظن ان صداه من انصاره
 
فمتى دعاه لنصره لم يندع
من يفترش عند التقيل ظله
 
متبردا احماه حر المضجع
من يتق الرمى المصيب بكفه
 
عند التناضل ساء من مستدفع
 
فالحق يفضحه كما هو يدعى
من ضاع عند الله قط ثوابه
 
لم تخلف الدنيا عليه بانفع
من صده الطاغوت عن اقراره
 
بالحق كلفه بضرب موجع
هذا بلاغ للغوى يسومه
 
في العرض خسفا ان يكن لم يرجع
يا مؤمنون استبشروا بمناكم
 
في ظل مولانا التقى الاورع
فادعوا له كي ترتضي اعمالكم
 
تاريخهن احيوا بعرض اصنع