عليلٌ شاقهُ نفسٌ عليلُ
عليلٌ شاقهُ نفسٌ عليلُ المؤلف: ابن سهل الأندلسي |
عليلٌ شاقهُ نفسٌ عليلُ
فجادَ بدَمعِه أمَلٌ بخِيلُ
أعَدَّ الصبرَ للأشواقِ جيشاً
فأدبرَ حينَ أقبلتِ القبولُ
و أبكاني فبلَّ الريحَ دمعي
ضُحًى فلذاك قِيلَ لها البليل
وكم بالخَيْفِ من خَدٍّ صقيلٍ
يُحَرِّمُ لَثْمَه ماضٍ صَقِيل
ترى العُشّاقَ بين قِبابِ قومٍ
يُجِيبُ أنِينَهم فيها الصَّهيل
تُهَزُّ بها المَعاطِفُ والعَوالي
وتَبتسمُ الثّنايا والنُّصُول
فكم أملٍ طويلٍ في حماهمْ
يزعزعُ دونه لدنٌ طويل
و معشوقِ الشبابِ له جفونٌ
تعلمُ كيف تختلسُ العقولُ
يَهابُ اللّيثُ غُرَّتَه ويَهفُو
بذاتِ الصونِ منظره الجميلُ
بديعُ الحُسنِ تعشَقُه حلاهُ
أحتى الحسنُ يعشقُ أو يميلُ
أظنُّ وساحه يهذي خبالاً
وما تَدري الخلاخِلُ ما يقولُ
عهودُ الحسنِ ليس تدومُ حيناً
فأُوقِنُ أنها ظِلٌّ يَزولُ
و شخصي في الهوى طللٌ فأني
يُجاوبُ عاذِلاً طَلَلٌ مُحِيلُ
فليتَ السقمَ دام فدمتُ لكن
متاعُ السقمِ من جسدي قلبلُ
كأنَّ القلبَ والسلوانَ ذهنٌ
يحومُ عليه معنى مستحيلُ
أموسى عاشقٌ يظما ويضحى
وأنت الماءُ والظّلُّ الظّلِيلُ
أجبْ داعيه أو ناعيه إما
يموتُ غليلُ نفسٍ أو عَلِيلُ
أنا العَبدُ الذّليلُ ولا فَخَارٌ
أتمنعُني أقولُ: أنا الذّليلُ
إذا ناديتُ أنصاري لِما بي
تبرأ مني الصبرُ الجميلُ