عليلٌ أنتَ مسقمهُ
عليلٌ أنتَ مسقمهُ المؤلف: محمود سامي البارودي |
عليلٌ، أنتَ مسقمهُ
فَمَا لكَ لاَ تُكلِّمُهُ؟
سرى فيهِ الضنى حتى َّ
بدتْ للعينِ أعظمهُ
فَلاَ إِنْ بَاحَ تَعْذِرُهُ
وَ لاَ إنْ ناحَ ترحمهُ
إِذَا كَانَ الْهَوَى ذَنْبِي
فقلْ لي: كيفَ أكتمهُ؟
وَدَمْعِي أَنْتَ مُرْسِلُهُ
وَقَلْبِي أَنْتَ مُؤْلِمُهُ
وَ لاَ وَ اللهِ مالي في الـ
ـهوى ذنبٌ، فأعلمهُ
فويلي منْ غريب الدلـ
ـلِ أبلاني تحكمهُ
تَرَدَّدَ فِي مَحَبَّتِهِ
وَ لمْ يسمحْ بها فمهُ
غزالٌ أحورُ العينيـ
ـنِ، لاَ يَسْلُو مُتَيَّمُهُ
بَهِيمُ بِحُسْنِ صُورَتِهِ
فُؤَادِي، وَهْوَ يَظْلِمُهُ
نسبتُ بهِ، فبانَ على
جَبِينِ الشِّعْرِ مِيسَمُهُ
فما لي في الذي أمليـ
ـهِ مِنْ فضْلٍ، فَأَغْنَمُهُ
وَ لكنْ حسنهُ يبدو
إلى عيني، فترسمهُ
وَيَنْثُرُ لَفْظَهُ دُرّاً
على سمعي، فأنظمهُ
وَ لولاَ ذاكَ ما لاحتْ
بِأُفْقِ الشِّعْرِ أَنْجُمُهُ
فقلْ ما شئتَ في شعري
وَ خيرُ القولِ أحكمهُ