والعلم في عمان أزياء
والعلم في عمان أزياء المؤلف: مصطفى وهبي التل (عرار) |
بالنفس، يا شيخ! من تقواك أشياء
ضاقت بها من فسيح الصّدر أرجاء
أكلّ يومين ترميني بموعظة
فضفاضة نسجها: فقه وإفتاء
يا شيخ! يا شيخ، إنّي لم أعد عرضا
للناس، يرمونه بالعتب ما شاءوا
كلّ الألى بالغوا في نحت أثلتنا
عند الأميرين، بالخزيين قد باءوا
مالي وللشام، لا " ضحل " بغوطتها
ولا شماريخها " كالهضب " شماء
عيناي ما استأنست فيها بآنسة
ولا استساغت بها مرآي حسناء
دمشق! يا جنة الدّنيا وشامتها
إن لم يكن فيك عن لمياء أنباء
فالقلب أشهى إليه منك بلقعة
من سهل إربد لا عشب ولا ماء
وكلّ عين " حزيم الظبي " قرتها
لا تستبيها رياض منك غنّاء
في غير وادي الشتاء في غير أربعه
ما تورف الظّلّ للأشواق أفياء
إنّ الهوى والجوى والوجد معدنه
مذ آنست رسّها بالقلب حواء
ملاعب خلدت أسماءها غرر
من شعر من علمته الشوق " زيزاء "
وكرم " جلعاد "ما بعد التي عصروا
" بالسلط " منها تلذّ الشرّب صهباء
وبعد " قعوار " خمار يعاملنا
إن أنكرت جيبنا خضراء بيضاء
وبعد " عمان " ربع لا تزايلهم
بنعمة القيل ذي " رغدان " آلاء
الخمر رجس وفي تحريمها نزلت
آيات ما نصّها: لغز وايماء
" عبّود " يا شيخ! يا من في مجالسه
" للأمّ " همس " وللمعراج " ضوضاء
بأيّ قول، لقد صارت محرمة
على الندامى، وأهل الحظ " بيراء"
للناس بالكاس آراء، فواعجبا!
أليس للكأس بالإنسان آراء!
دعني بربّ " السكاكي " من بلاغته
وقوله: مقتضى حال وإنشاء
أما " فراهيد " فاستغفر لصاحبها
وقوله: من عيوب الشعر " إقواء "
فجودة السّبك في الأقلام موهبة
ورائع النظم كالتنزيل إيحاء
يا شيخ! ما العلم؟ حسب المرء معرفة
أنّ الشفاه بوادي السّير لمياء
وأنّ وادي الشّتا حوّ جآذره
وأنّ مصطافها موآب أسماء
وأنّ للجهل فضلا لست صاحبه
بالعلم، والعلم في عمّان أزياء
وأنّ آذان نوّاب البلاد سوى
عن الذي يقتضيه العلج صمّاء
مؤمل الخير من كف ترنحنا
صفعا، حنانيك إنّ القوم أعداء
لو أنّ " برنيطة " كانت عمامتكم
لوظفوها، ولم يخطئك إثراء
" مصائب الدّهر أنواع منوعة "
وشرّها أن تسود " السّت " سوداء
وأن ينير سبيل العلم إمعة
وأن تريك سويّ النهج عجماء
لا وجه للعدل والإنصاف في بلد
كلّ ابن أنثى بها: أمّار نهّاء
والعلم كالجهل، إنّي قد شططت، وقد
نسيت أن في فمي من راتبي ماء
يا أزمة أنطقتني اليوم جمجمة
لا تشمتي، فالحجا: شد وإرخاء
لا بدّ للحرّ من يوم، يقول به:
" شرتي " وراتبكم والعزل أسواء
ها رفدكم، فخذوا، بعدا لنائلكم
فإنّه وصمة تالله، شنعاء
لا تحسب الجرح فيمن لا يضج أسى
يا كوكس، مندملا، فالضيم نكّاء
والحقّ، لا بدّ من إشراق طلعته
مهما استطالت على أهليه ظلماء
وقوة الضعف إن جاشت مراجلها
تنمرت نعجة، واستأسدت شاء
هذا هو الشّعر، لا نظم يطالعنا
به عجوز، أخو ستين هذّاء
يقول، وهو الذي ما اجتاز مرحلة
على جواد، ولا لفّته بيداء
ولا رأى العيس يحدوها أخو رجز:
" يا رائد القوم إنّ القوم أنضاء "