الرئيسيةبحث

طرَقَ الكَرى بالغانِياتِ ورُبّما

طرَقَ الكَرى بالغانِياتِ ورُبّما

طرَقَ الكَرى بالغانِياتِ ورُبّما
المؤلف: الأخطل



طرَقَ الكَرى بالغانِياتِ، ورُبّما
 
طَرَقَ الكَرَى مِنْهُنَّ بالأهْوالِ
حُلُمٌ سرَى بالغانِياتِ، فزارَني
 
مِنْ أُمّ بَكْرٍ مَوْهِناً بخَيالِ
أسرى لأشْعَثَ هاجِدٍ بمفازَة ٍ
 
بخيالِ ناعمة ِ السرى، مكسالِ
فَلَهَوْتُ لَيْلَة َ ناعِمٍ، ذي لذَّة ٍ
 
كقريرِ عينٍ، أو كناعمِ بالِ
بغَزيرَة ٍ نَفَخَ النّعيمُ شبَابَها
 
غرثى الوشاحِ، شبيعة ِ الخلخالِ
في صورة ٍ تَمّتْ وأُكْمِلَ خَلْقُها
 
للنّاظرينَ، كصورة ِ التِّمْثالِ
تَمّتْ لمَنْ نَعَتَ النّساءَ، وأُكملَتْ
 
ناهيكَ منْ حُسنٍ لها وجَمالِ
وملاحة ٍ في منطقِ مترخمٍ
 
منْها، وحُسْنِ تَقَتُّلٍ ودَلالِ
تَرْنو بمُقْلَة ِ جؤذَرٍ بخميلَة ٍ
 
وبمشرقٍ بهجٍ وجيدِ غزالِ
وبواردٍ رجل كأنّ قرونهُ
 
منْ طولهِ، موصولة ٌ بحِبالٍ
ما روْضة ٌ خَضْراءُ، أزْهَرَ نَورُها
 
بالقَهْرِ بَينَ شقايقِ ورِمالِ
بهجَ الربيعُ لها، فجادَ نباتها
 
ونمتْ بأسحمَ وابلٍ هطالِ
حتى إذا التف النباتُ، كأنهُ
 
لونُ الزخارِفِ، زينتْ بصقالِ
نفت الصبا عنها الجهامَ، وأشرقتْ
 
للشمسِ، غبَّ جنة ٍ وطلالِ
يوْماً، بأمْلحَ مِنْكِ بهجَة َ مَنْطِقٍ
 
بَينَ العَشيّ وساعة ِ الآصالِ
يَنْشُدْنَ، بَعْدَ تلَمُّسٍ وسؤالِ
 
بَعْضُ النّجومِ، وبَعْضُهُنَّ تَوالي
تَشْفي الضَّجيعَ، إذا أرادَ عِناقَها
 
بمقبلٍ عذبِ المذاقِ، زلالِ
صافٍ، يرفّ كأنّما ابتسمتْ بهِ
 
عن غبّ غادية ٍ، غداة شمالِ
شَبِمٍ، كأنَّ الثَلْجَ شابَ رُضابَهُ
 
بسُلافِ خالِصَة ٍ مِنَ الجِرْيالِ
صَهْباءَ، صافيَة ٍ، تنَزَّلَ تَجْرُها
 
ببلادِ صَرْخَدَ، مِنْ رؤوسِ جِبالِ
من قرقفِ الزرَجونِ فتَّ ختامها
 
فالدَّنُّ بين حَنابِجٍ وقِلالِ
مِنْ قَهْوَة ٍ نَفَحَتْ، كأنَّ سَطيعَها
 
مسكٌ، تضوعَ في غداة ِ شمالِ
أو راحَ ذي نطفٍ يظل متوجاً
 
للشربِ، أصهبَ قالصِ السربالِ
فكذاكَ نَكْهَتُها، إذا نبّهْتَها
 
والجلدُ غير مدرنٍ متفال
فَدَعِ الغوانيَ والنّشيدَ بذِكْرِها
 
واصْرِفْ لذِكْرِ مَكارِمٍ وفَعال
إنا لنقتادُ الجيادَ على الوجا
 
نحو العدى بمساعرٍ أبطالِ
في كلّ ذي لَجَبٍ، كأنَّ زُهاءهُ
 
لَيْلٌ تَعرَّضَ، أوْ رِعانُ جِبالِ
دهمٌ يظلُّ بهِ الفضاءُ معضلاً
 
كالطودِ أرعنَ مجفلَ الأثقالِ
ما بين أولهِ وآخر جمعهِ
 
يومٌ يسارُ وليلة ُ البغالِ
مَجْرٌ تَظَلُّ البُلْقُ في حافاتِهِ
 
ينشدنَن بعدَ تلمسٍ وسؤالِ
ونسيرُ بالثغرِ المخوفِ فجاجهُ
 
بسَلاهِبٍ جُرْدِ المتونِ، طِوالِ
خوصٍ كأن شكيمهنَّ معلقٌ
 
بقنا ردينة َ أو جذوعِ إوالِ
نقتادُ كلَّ طمرة ٍ رأدَ الضحى
 
وعِنانَ كلّ مُجلْجِلٍ، صَهّالِ
مِنْ كل أدْهمَ، كالغُرابِ سوادُهُ
 
طرفٍ وأحمرَ كالنديمِ نسالِ
يسقى الربيعُ يصانُ غيرَ مصردٍ
 
مَحْضَ العِشارِ، وقارِصَ الأشوالِ
ودَنا المُغارُ لها، فهُنَّ شَوازِبٌ
 
خَلَلَ المطيّ، كأنّهُنَّ مَغالِ
يمشينَ إذْ طالَ الوجيفُ على الوجا
 
نحوَ العدو كمشيمة ِ الرئبالِ
أوْ كالكلابِ على الهَرَاسِ، يطأنَهُ
 
أوْ مشْيَهُنَّ، يطأن شوْكَ سَيالِ
يخرجنَ من قطعِ العجاجِ كأنها
 
عِقْبانُ يوْمِ تَغَيُّمٍ وطِلالِ
خَيْلٌ إذا فَزِعَتْ كأنَّ رعيلَها
 
نحو العدى موضونة ٌ برعالِ
ومسومٍ عقدَ الهُمامُ برأسهِ
 
تاجَ الملوكِ، رددنَ في الأغلالِ
ومَكَرِّ مُعْتَرَكٍ ترَكْنَ حُماتَهُ
 
للطيرِ بينَ سوافلٍ وعوالي
صَرْعى يظَللُّ الطّيْرُ يَحجُلُ بَيْنها
 
ينقرنَ أعينها مع الأوصالِ
كمْ مِنْ أُناسٍ قَدْ حَوَيْنَ نِهابَهُم
 
وأفأنَ مِنْ نَعَمٍ وحيِّ حِلالِ
شُعْثِ النّواصي، عادة ٌ مِنْ فِعْلها
 
سفكُ الدماء، وقسمة ُ الأموالِ
فتركن قد قضينَ من حمسِ الوغى
 
وطَراً، وجُلْنَ هُناكَ كلَّ مجالِ