صلوات في هيكل الحب
عذبة أنت كالطفولة كالأحلام | كاللحن كالصبح الجديد |
كالسماء الضحوك كالليلة القمراء | كالورد كابتسام الوليد |
يالها من وداعة وجمال | وشباب منعم أملود! |
يالها من طهارة تبعث التقدي | س في مهجة الشقي العنيد!... |
يالها من رقة تكاد يرف الور | د منها في الصخرة الجلمود! |
أي شيء تراك ؟ هل أنت "فينيس" | تهادت بين الورى من جديد |
لتعيد الشباب والفرح المعسول للعالم التعيس العميد! | {{{2}}} |
أم ملاك الفردوس جاء إلى الأر | ض ليحيي روح السلام العهيد! |
أنت .. ما أنت رسم جميل | عبقري من فن هذا الوجود |
فيه ما فيه من غموض وعمق | وجمال مقدس معبود |
أنت ..ما أنت أنت فجر من السحر | تجلى لقلبي المعمود |
فأراه الحياة في مونق الحسن | وجلى له خفايا الخلود |
أنت روح الربيع تختال في الدنيا فتهتز رائعات الورود | {{{2}}} |
تهب الحياة سكرى من العطر ويدوي الوجود بالتغريد | {{{2}}} |
كلما أبصرتك عيناي تمشين | بخطو موقع كالنشيد |
خفق القلب للحياة ورف الزهر في حقل عمري المجرود | {{{2}}} |
وانتشت روحي الكئيبة بالحب | وغنت كالبلبل الغريد |
أنت تحيين في فؤادي ما قد | مات في أمسي السعيد الفقيد |
وتشيدين في خزائب روحي | ما تلاشى في عهدي المجدود |
من طموح إلى الجمال إلى الفن | إلى ذلك الفضاء البعيد |
وتبثين رقة الأشواق والأحلام | والشدو والهوى في نشيدي |
بعد أن عانقت كآبة أيامي | فؤادي وألجمت تغريدي |
أنت أنشودة الأناشيد غناك | إله الغناء رب القصيد |
فيك شب الشباب وشحه السحر | وشدو الهوى وعطر الوجود |
و تراءى الجمال يرقص رقصا | قدسيا على أغاني الوجود |
وتهادت في أفق روحك أوزان | الأغاني ورقة التغريد |
فتمايلت في الوجود كلحن | عبقري الخيال حلو النشيد |
خطوات سكرانة بالأناشيد | وصوت كرجع ناي بعيد |
وقوام يكاد ينطق بالألحان | في كل وقفة وقعود |
كل شيئ موقع فيك حتى | لفحة الجيد و اهتراز النهود |
أنت .. أنت الحياة في قدسها السامي وفي سحرها الشجي الفريد | {{{2}}} |
أنت .. أنت الحياة في رقة الفجر في رونق الربيع الوليد | {{{2}}} |
أنت .. أنت الحياة كل أوان | في رواء من الشباب جديد |
أنت .. أنت الحياة فيك وفي عينيك آيات سحرها الممدود | {{{2}}} |
أنت دنيا من الأناشيد والأحلام | والسحر والخيال المديد |
أنت فوق الخيال والشعر والفن | وفوق النهى وفوق الحدود |
أنت قدسي ومعبدي وصباحي | وربيعي ونشوتي وخلودي |
**********
يا ابنة النور إنني أنا وحدي | من رأى فيك روعك المعبود |
فدعيني أعيش في ظلك العذب | وفي قرب حسنك المشهود |
عيشة للجمال والفن والإلهام والطهر والسنى والسجود | {{{2}}} |
عيشة الناسك البتول يناجي الر | ب في نشوة الذهول الشديد |
وامنحيني السلام والفرح الرو | حي يا ضوء فجري المنشود |
وارحميني فقد تهدمت في كو | ن من اليأس والظلام مشيد |
أنقذيني من الأسى فلقد أمسيت لا أستطيع حمل وجودي | {{{2}}} |
في شعاب الزمان والموت أمشي | تحب عبء الحياة جم القيود |
وأماشي الورى وفسي كالقبر وقلبي كالعالم المهدود | {{{2}}} |
ظلمة مالها ختام وهول | شائع في سكونها الممدود |
وإذا ما استخفى عبث الناس | تبسمت في أسى وجمود |
بسمة مرة كأني أستل | من الشوك ذابلات الورود |
وانفخي في مشاعري مرح الدنيا | وشدي من عزمي المجهود |
وابعثي في دمي الحرارة علي | أتغنى مع المنى من جديد |
وأبت الوجود أنغام قلب | بلبلي مكبل بالحديد |
فالصباح الجميل ينعش بالدفء | حياة المحطم المكدود |
أنقذيني فقد سئمت ظلامي! | أنقذيني فقد مللت ركودي |
**********
آه يا زهرتي الجميلة لو تدرين | ما جد في فؤادي الوحيد |
في فؤادي الغريب تخلق أكوان | من السحر ذات حسن فريد |
وشموس وضاءة ونجوم | تنثر النور في فضاء مديد |
وربيع كأنه حلم الشاعر | في سكرة الشباب السعيد |
ورياض لا تعرف الحلك الداجي | ولا ثورة الخريف العتيد |
وطيور سحرية تتناغى | بأناشيد حلوة التغريد |
وقصور كأنها الشفق المخضوب | أو طلعة الصباح الوليد |
وغيوم رقيقة تتهادى | كأباديد من نثار الورود |
وحياة شعرية هي عندي | صورة من حياة أهل الخلود |
كل هذا يشيده سحر عينيك | وإلهام حسنك المعبود |
وحرام عليك أن تهدمي ما | شاده الحسن في الفؤاد العميد |
وحرام عليك أن تسحقي آمال نفس تصبو لعيش رغيد | {{{2}}} |
منك ترجو سعادة لم تجدها | في حياة الورى وسحر الوجود |
فالإلاه العظيم لا يرجم العبد | إذا كان في جلال السجود |