→ الفصل الرابع عشر | شرح تشريح القانون لابن سينا القسم الأول الجملة الأولى - الفصل الخامس عشر المؤلف: ابن النفيس |
الفصل السادس عشر ← |
قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه القص مؤلف... إلى آخره الشرح قد علمت أن الغرض بعظام القص هو تقوية تركيب الأضلاع بعضها مع بعض حتى تكون متصلة من خلف ومن قدام، والأضلاع التي تتصل به سبعة أزواج، فينبغي أن يكون هذا العضو من سبعة عظام ليتصل بكل زوج أعظم، ولم يجعل الكل عظماً واحداً طويلاً، وذلك لأمرين: أحدهما: أن لا تعم الآفة العارضة.
وثانيهما: ليكون له أن يتحرك شبيه حركة الأضلاع في انبساط الصدر وانقباضه.
فإن قيل: إن حركة هذه العظام محال.
أما أو لاً: فإن مفاصلها موثقة، فتكون حركة أحد عظميها دون الآخر محالاً.
وأما ثانياً: فلأن هذه العظام إنما يتصل بعضها ببعض بغضاريف يتوسط بينهما يلتزق كل عظمين منها بغضروف بينهما، ومعلوم أن ذلك مما لا يمكن معه حركة أحد العظمين بدون الآخر. وجوابه: إن هذه الحركة ليست كحركة أحد عضوي مفصل بل بأن ينعطف الغضروف الذي بين العظمين تارةً، ويستقيم أخرى، وذلك لأن الغضاريف بينها لا يمتنع عليها الانعواج اليسير فبهذا الوجه يمكن حركة عظام القص ولا ينافي ذلك أن تكون عظامه ملتصقة بالغضاريف، ولا أن تكون مفاصله موثقة، وشكل هذا العضو بجملته شبيه بشكل السيف. فلذلك يسميه بعضهم سيفاً، وبعضهم إنما يسمي بذلك الغضروف الذي في أسفله الذي يسمى في المشهور: خنجراً. وفائدة هذا الغضروف أمران: أحدهما: أن يحجب الجلد عن ملاقاة آخر عظام القص يتألم بصلابتها.
وثانيهما: أن يكون وقاية لفم المعدة فإنه موضوع هناك. ووصول الصدمات والضربات ونحوها إليه شديد الإضرار به فخلق هذا الغضروف وقاية له، كالحال في عظمي الزوج لعضلات الصدغين. والله ولي التوفيق.