الرئيسيةبحث

سنن الترمذي/كتاب تفسير القرآن/18

كتاب تفسير القرآن (الحديث 3298 - 3319)


باب ومن سورة الحديد

[3298] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا عبد بن حميد وغير واحد قالوا حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة حدثنا الحسن عن أبي هريرة قال بينما نبي الله ﷺ جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال نبي الله ﷺ هل تدرون ما هذا فقالوا الله ورسوله أعلم قال هذا العنان هذه زوايا الأرض يسوقه الله تبارك وتعالى إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه قال هل تدرون ما فوقكم قالوا الله ورسوله أعلم قال فإنها الرقيع سقف محفوظ وموج مكفوف ثم قال هل تدرون كم بينكم وبينها قالوا الله ورسوله أعلم قال بين سنة ثم قال هل تدرون ما فوق ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال فإن فوق ذلك سماءين ما بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عد سبع سماوات ما بين كل سماءين كما بين السماء والأرض ثم قال هل تدرون ما فوق ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال فإن فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد مثل ما بين السماءين ثم قال هل تدرون ما الذي تحتكم قالوا الله ورسوله أعلم قال فإنها الأرض ثم قال هل تدرون ما الذي تحت ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال فإن تحتها الأرض الأخرى بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عد سبع أرضين بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة ثم قال والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم رجلا بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله ثم قرأ { هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم } قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه قال ويروي عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد قالوا لم يسمع الحسن من أبي هريرة وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه علم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان وهو على العرش كما وصف في كتابه

باب ومن سورة المجادلة

[3299] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا عبد بن حميد والحسن بن علي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سليمان بن يسار عن سلمة بن صخر الأنصاري قال كنت رجلا قد أوتيت من جماع النساء ما لم يؤت غيري فلما دخل رمضان تظاهرت من امرأتي حتى ينسلخ رمضان فرقا من أن أصيب منها في ليلتي فأتتابع في ذلك إلى إن يدركني النهار وأنا لا أقدر أن أنزع فبينما هي تخدمني ذات ليلة إذ تكشف لي منها شيء فوثبت عليها فلما أصبحت غدوت على قومي فأخبرتهم خبري فقلت انطلقوا معي إلى رسول الله ﷺ فأخبره بأمري فقالوا لا والله لا نفعل نتخوف أن ينزل فينا قرآن أو يقول فينا رسول الله ﷺ مقالة يبقى علينا عارها ولكن اذهب أنت فاصنع ما بدا لك قال فخرجت فأتيت رسول الله ﷺ فأخبرته خبري فقال أنت بذاك قلت أنا بذاك قال أنت بذاك قلت أنا بذاك قال أنت بذاك قلت انا بذاك وها أنا ذا فامض في حكم الله فإني صابر لذلك قال أعتق رقبة قال فضربت صفحة عنقي بيدي فقلت لا والذي بعثك بالحق لا أملك غيرها قال صم شهرين قلت يا رسول الله وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام قال فأطعم ستين مسكينا قلت والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشا مالنا عشاء قال اذهب إلى صاحب صدقة بني زريق فقل له فليدفعها إليك فأطعم عنك منها وسقا ستين مسكينا ثم استعن بسائرة عليك وعلى عيالك قال فرجعت إلى قومي فقلت وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي ووجدت عند رسول الله ﷺ السعة والبركة أمر لي بصدقتكم فادفعوها إلي فدفعوها إلي قال أبو عيسى هذا حديث حسن قال محمد سليمان بن يسار لم يسمع عندي من سلمة بن صخر قال ويقال سلمة بن صخر وسليمان بن صخر وفي الباب عن خولة بنت ثعلبة وهي امرأة أوس بن الصامت

[3300] حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا يحيى بن آدم حدثنا عبد الله الأشجعي عن الثوري عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجعد عن علي بن علقمة الأنماري عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت { يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة } قال لي النبي ﷺ ما ترى دينارا قال لا يطيقونه قال فنصف دينار قلت لا يطيقونه قال فكم قلت شعيرة قال إنك لزهيد قال فنزلت { أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات } الآية قال فبي خفف الله عن هذه الأمة قال هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه ومعنى قوله شعيرة يعني وزن شعيرة من ذهب وأبو الجعد اسمه رافع

[3301] حدثنا عبد بن حميد حدثنا يونس عن شيبان عن قتادة حدثنا أنس بن مالك أن يهوديا أتى على النبي ﷺ وأصحابه فقال السام عليكم فرد عليه القوم فقال نبي الله ﷺ هل تدرون ما قال هذا قالوا الله ورسوله أعلم سلم يا نبي الله قال لا ولكنه قال كذا وكذا ردوه علي فردوه قال قلت السام عليكم قال نعم قال نبي الله ﷺ عند ذلك إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا عليك قال عليك ما قلت قال { وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله } قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

باب ومن سورة الحشر

[3302] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال حرق رسول الله ﷺ نخل بني النضير وقطع وهي البويرة فأنزل الله { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين } قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[3303] حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حفص بن غياث حدثنا حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن بن عباس في قول الله عز وجل { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها } قال اللينة النخلة وليخزي الفاسقين قال استنزلوهم من حصونهم قال وأمروا بقطع النخل فحك في صدورهم فقال المسلمون قد قطعنا بعضا وتركنا بعضا فلنسألن رسول الله ﷺ هل لنا فيما قطعنا من أجر وهل علينا فيما تركنا من وزر فأنزل الله تعالى { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها } الآية قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وروى بعضهم هذا الحديث عن حفص بن غياث عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير مرسلا ولم يذكر فيه عن بن عباس حدثني بذلك عبد الله بن عبد الرحمن حدثنا مروان بن معاوية عن حفص بن غياث عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن لنبي ﷺ مرسلا

[3304] حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة أن رجلا من الأنصار بات به ضيف فلم يكن عنده إلا قوته وقوت صبيانه فقال لامرأته نومي الصبية وأطفئي السراج وقربي للضيف ما عندك فنزلت هذه الآية { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } هذا حديث حسن صحيح

باب ومن سورة الممتحنة

[3305] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد هو بن الحنفية عن عبيد الله بن أبي رافع قال سمعت علي بن أبي طالب يقول بعثنا رسول الله ﷺ أنا والزبير والمقداد بن الأسود فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن فيها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فائتوني به فخرجنا تتعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب قال فأخرجه من عقاصها قال فأتينا به رسول الله ﷺ فإذا هو من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي ﷺ فقال ما هذا يا حاطب قال لا تعجل علي يا رسول الله إني كنت أمراء ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة فأحببت إذ فاتني ذلك من نسب فيهم إن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال النبي ﷺ صدق فقال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي ﷺ إنه قد شهد بدرا فما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم قال وفيه أنزلت هذه السورة { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء } السورة قال عمرو وقد رأيت بن أبي رافع وكان كاتبا لعلي بن أبي طالب قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وفيه عن عمرو وجابر بن عبد الله وروى غير واحد عن سفيان بن عيينة هذا الحديث نحو هذا وذكروا هذا الحرف وقالوا لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب وقد روي أيضا عن أبي عبد الرحمن بن يحيى عن علي نحو هذا الحديث وروى بعضهم فيه فقال لتخرجن الكتاب أو لنجردنك

[3306] حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت ما كان رسول الله ﷺ يمتحن إلا بالآية التي قال الله { إذا جاءك المؤمنات يبايعنك } الآية قال معمر فأخبرني بن طاوس عن أبيه قال ما مست يد رسول الله ﷺ يد امرأة إلا امرأة يملكها قال هذا حديث حسن صحيح

[3307] حدثنا عبد بن حميد حدثنا أبو نعيم حدثنا يزيد بن عبد الله الشيباني قال سمعت شهر بن حوشب قال حدثتنا أم سلمة الأنصارية قالت قالت امرأة من النسوة ما هذا المعروف الذي لا ينبغي لنا أن نعصيك فيه قال لا تنحن قلت يا رسول الله إن بني فلان قد أسعدوني على عمي ولا بد لي من قضائهن فأبى علي فأتيته مرارا فأذن لي في قضائهن فلم أنح بعد على آخائهن ولا غيره حتى الساعة ولم يبق من النسوة امرأة إلا وقد ناحت غيري قال أبو عيسى هذا حديث حسن وفيه عن أم عطية رضى الله تعالى عنه قال عبد بن حميد أم سلمة الأنصارية هي أسماء بنت يزيد بن السكن

[3308] حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا محمد بن يوسف الفريابي حدثنا قيس بن الربيع عن الأغر بن الصباح عن خليفة بن حصين عن أبي نصر عن بن عباس في قوله تعالى إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن قال كانت المرأة إذا جاءت النبي ﷺ لتسلم حلفها بالله ما خرجت من بغض زوجي ما خرجت إلا حبا لله ولرسوله قال أبو عيسى هذا حديث غريب

باب ومن سورة الصف

[3309] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال قعدنا نفر من أصحاب رسول الله ﷺ فتذاكرنا فقلنا لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه فأنزل الله تعالى { سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون } قال عبد الله بن سلام فقرأها علينا رسول الله ﷺ قال أبو سلمة فقرأها علينا بن سلام قال يحيى فقرأها علينا أبو سلمة قال بن كثير فقرأها علينا الأوزاعي قال عبد الله فقرأها علينا بن كثير قال أبو عيسى وقد خولف محمد بن كثير في إسناد هذا الحديث عن الأوزاعي وروى بن المبارك عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن سلام أو عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام وروى الوليد بن مسلم هذا الحديث عن الأوزاعي نحو رواية محمد بن كثير

باب ومن سورة الجمعة

[3310] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا علي بن حجر أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثني ثور بن زيد الديلي عن أبي الغيث عن أبي هريرة قال كنا عند رسول الله ﷺ حين أنزلت سورة الجمعة فتلاها فلما بلغ { وآخرين منهم لما يلحقوا بهم } قال له رجل يا رسول الله من هؤلاء الذين لم يحلقوا بنا فلم يكلمه قال وسلمان الفارسي فينا قال فوضع رسول الله ﷺ على سلمان يده فقال والذي نفسي بيده لو كان الإيمان بالثريا لتناوله رجال من هؤلاء ثور بن زيد مدني وثور بن يزيد شامي وأبو الغيث اسمه سالم مولى عبد الله بن مطيع مدني ثقة قال أبو عيسى هذا حديث غريب وعبد الله بن جعفر هو والد علي بن المديني ضعفه يحيى بن معين

[3311] حدثنا أحمد بن منيع حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن أبي سفيان عن جابر قال بينما النبي ﷺ يخطب يوم الجمعة قائما إذ قدمت عير المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله ﷺ حتى لم يبق منهم إلا اثنا عشر رجلا فيهم أبو بكر وعمر ونزلت الآية صحيح { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما } قال هذا حديث حسن حدثنا أحمد بن منيع حدثنا هشام أخبرنا حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر عن النبي ﷺ بنحوه قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

باب ومن سورة المنافقين

[3312] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم قال كنت مع عمي فسمعت عبد الله بن أبي بن سلول يقول لأصحابه { لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا } و { لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل } فذكرت ذلك لعمي فذكر ذلك عمي للنبي ﷺ فدعاني النبي ﷺ فحدثته فأرسل رسول الله ﷺ إلى عبد الله بن أبي وأصحابه فحلفوا ما قالوا فكذبني رسول الله ﷺ وصدقه فأصابني شيء لم يصبني قط مثله فجلست في البيت فقال عمي ما أردت إلا أن كذبك رسول الله ﷺ ومقتك فأنزل الله تعالى { إذا جاءك المنافقون } فبعث إلي رسول الله ﷺ فقرأها ثم قال إن الله قد صدقك قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[3313] حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن السدي عن أبي سعد الأزدي حدثنا زيد بن أرقم قال غزونا مع رسول الله ﷺ وكان معنا أناس من الأعراب فكنا نبتدر الماء وكان الأعراب يسبقونا إليه فسبق أعرابي أصحابه فسبق الأعرابي فيملأ الحوض ويجعل حوله حجارة ويجعل النطع عليه حتى تجئ أصحابه قال فأتى رجل من الأنصار أعرابيا فأرخى زمام ناقته لتشرب فأبى أن يدعه فانتزع قباض الماء فرفع الأعرابي خشبته فضرب بها رأس الأنصاري فشجه فأتى عبد الله بن أبي رأس المنافقين فأخبره وكان من أصحابه فغضب عبد الله بن أبي ثم قال لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله يعني الأعراب وكانوا يحضرون رسول الله ﷺ عند الطعام فقال عبد الله إذا انفضوا من عند محمد فائتوا محمدا بالطعام فليأكل هو ومن معه ثم قال لأصحابه لئن رجعتم إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل قال زيد وأنا ردف رسول الله ﷺ قال فسمعت عبد الله بن أبي فأخبرت عمي فانطلق فأخبر رسول الله ﷺ فأرسل إليه رسول الله ﷺ فحلف وجحد قال فصدقه رسول الله ﷺ وكذبني قال فجاء عمي إلي فقال ما أردت إلا إن مقتك رسول الله ﷺ وكذبك والمسلمون قال فوقع علي من الهم ما لم يقع على أحد قال فبينما أنا أسير مع رسول الله ﷺ في سفر قد خفقت برأسي من الهم إذ أتاني رسول الله ﷺ فعرك أذني وضحك في وجهي فما كان يسرني أن لي بها الخلد في الدنيا ثم إن أبا بكر لحقني فقال ما قال لك رسول الله ﷺ قلت ما قال شيئا إلا أنه عرك أذني وضحك في وجهي فقال أبشر ثم لحقني عمر فقلت له مثل قولي لأبي بكر فلما أصبحنا قرأ رسول الله ﷺ سورة المنافقين قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[3314] حدثنا محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي أنبانا شعبة عن الحكم بن عيينة قال سمعت محمد بن كعب القرظي منذ أربعين سنة يحدث عن زيد بن أرقم رضى الله تعالى عنه أن عبد الله بن أبي قال في غزوة تبوك { لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل } قال فأتيت النبي ﷺ فذكرت ذلك له فحلف ما قاله فلامني قومي وقالوا ما أردت إلا هذه فأتيت البيت ونمت كئيبا حزينا فأتاني النبي ﷺ أو أتيته فقال إن الله قد صدقك قال فنزلت هذه الآية { هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا } قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[3315] حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله يقول كنا في غزاة قال سفيان يرون أنها غزوة بني المصطلق فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال المهاجري يال المهاجرين وقال الأنصاري يال الأنصار فسمع ذلك ﷺ فقال ما بال دعوى الجاهلية قالوا رجل من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار فقال رسول الله ﷺ دعوها فإنها منتنة فسمع ذلك عبد الله بن أبي بن سلول فقال أو قد فعلوها والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي ﷺ دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه وقال غير عمر فقال له ابنه عبد الله بن عبد الله والله لا تنفلت حتى تقر أنك الذليل ورسول الله ﷺ العزيز ففعل قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[3316] حدثنا عبد بن حميد حدثنا جعفر بن عون أخبرنا أبو جناب الكلبي عن الضحاك عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال من كان له مال يبلغه حج بيت ربه أو تجب عليه فيه الزكاة فلم يفعل سأل الرجعة عند الموت فقال رجل يا بن عباس اتق الله إنما سأل الرجعة الكفار قال سأتلو عليك بذلك قرآنا { يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت } إلى قوله { والله خبير بما تعملون } قال فما يوجب الزكاة قال إذا بلغ المال مائتي درهم فصاعدا قال فما يوجب الحج قال الزاد والبعير حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق عن الثوري عن يحيى بن أبي حية عن الضحاك عن بن عباس عن النبي ﷺ بنحوه وقال هكذا روى سفيان بن عيينة وغير واحد هذا الحديث عن أبي جناب عن الضحاك عن بن عباس قوله ولم يرفعوه وهذا أصح من رواية عبد الرزاق وأبو جناب اسمه يحيى بن أبي حية وليس هو بالقوي في الحديث

باب ومن سورة التغابن

[3317] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا محمد بن يوسف حدثنا إسرائيل حدثنا سماك بن حرب عن عكرمة عن بن عباس وسأله رجل عن هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم } قال هؤلاء رجال أسلموا من أهل مكة وأرادوا أن يأتوا النبي ﷺ فأبى أزواجهم وأولادهم إن يدعوهم أن يأتوا رسول الله ﷺ فلما أتوا رسول الله ﷺ رأوا الناس قد فقهوا في الدين هموا أن يعاقبوهم فأنزل الله عز وجليا { يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم عدوا لكم فاحذروهم } الآية قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

باب ومن سورة التحريم

[3318] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور قال سمعت بن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول لم أزل حريصا أن أسأل عمر عن المرأتين من أزواج النبي ﷺ اللتين قال الله عز وجل { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } حتى حج عمر وحججت معه فصببت عليه من الإداوة فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي ﷺ اللتان قال الله { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه } فقال لي واعجبا لك يا بن عباس قال الزهري وكره والله ما سأله عنه ولم يكتمه فقال هي عائشة وحفصة قال ثم أنشأ يحدثني الحديث فقال كنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فتغضبت على امرأتي يوما فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني فقالت ما تنكر من ذلك فوالله إن أزواج النبي ﷺ ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل قال قلت في نفسي قد خابت من فعلت ذلك منهن وخسرت قال وكان منزلي بالعوالي في بني أمية وكان لي جار من الأنصار كنا نتناوب النزول إلى رسول الله ﷺ فينزل يوما فيأتيني بخبر الوحي وغيره وأنزل يوما فآتيه بمثل ذلك قال وكنا نحدث أن غسان تنعل الخيل لتغزونا قال فجاءني يوما عشاء فضرب على الباب فخرجت إليه فقال حدث أمر عظيم قلت أجاءت غسان قال أعظم من ذلك طلق رسول الله ﷺ نساءه قال قلت في نفسي خابت حفصة وخسرت قد كنت أظن هذا كائنا قال فلما صليت الصبح شددت علي ثيابي ثم انطلقت حتى دخلت على حفصة فإذا هي تبكي فقلت أطلقكن رسول الله ﷺ قالت لا أدري هو ذا معتزل في هذه المشربة قال فانطلقت فأتيت غلاما أسود فقلت استأذن لعمر قال فدخل ثم خرج إلي قال قد ذكرتك له فلم يقل شيئا قال فانطلقت إلى المسجد فإذا حول المنبر نفر يبكون فجلست إليهم ثم غلبني ما أجد فأتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج إلي فقال قد ذكرتك له فلم يقل شيئا قال فانطلقت إلى المسجد أيضا فجلست ثم غلبني ما أجد فأتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج إلي فقال قد ذكرتك له فلم يقل شيئا قال فوليت منطلقا فإذا الغلام يدعوني فقال ادخل فقد أذن لك فدخلت فإذا النبي ﷺ متكئ على رمل حصير قد رأيت أثره في جنبه فقلت يا رسول الله أطلقت نساءك قال لا قلت الله أكبر لقد رأيتنا يا رسول الله ونحن معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فتغضبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت ذلك فقالت ما تنكر فوالله إن أزواج النبي ﷺ ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل قال فقلت لحفصة أتراجعين رسول الله ﷺ قالت نعم وتهجره إحدانا اليوم إلى الليل فقلت قد خابت من فعلت ذلك منكن وخسرت أتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله فإذا هي قد هلكت فتبسم النبي ﷺ قال فقلت لحفصة لا تراجعي رسول الله ﷺ ولا تسأليه شيئا وسليني ما بدا لك ولا يغرنك إن كانت صاحبتك أوسم منك وأحب إلى رسول الله ﷺ قال فتبسم أخرى فقلت يا رسول الله أستأنس قال نعم قال فرفعت رأسي فما رأيت في البيت إلا أهبة ثلاثة قال فقلت يا رسول الله ادع الله أن يوسع على أمتك فقد وسع على فارس والروم وهم لا يعبدونه فاستوى جالسا فقال أو في شك أنت يا بن الخطاب أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا قال وكان أقسم أن لا يدخل على نسائه شهرا فعاتبه الله في ذلك وجعل له كفارة اليمين قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة قالت فلما مضت تسع وعشرون دخل علي النبي ﷺ بدأ بي فقال يا عائشة إني ذاكر لك شيئا فلا تعجلي حتى تستأمري أبويك قالت ثم قرأ هذه الآية { يا أيها النبي قل لأزواجك } الآية قالت علم والله أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه فقلت أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة قال معمر فأخبرني أيوب أن عائشة قالت له يا رسول الله لا تخبر أزواجك أني اخترتك فقال النبي ﷺ إنما بعثني الله مبلغا ولم يبعثني معنتا قال هذا حديث حسن صحيح قد روي من غير وجه عن بن عباس

باب ومن سورة ن

[3319] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا يحيى بن موسى حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا عبد الواحد بن سليم قال قدمت مكة فلقيت عطاء بن أبي رباح فقلت له يا أبا محمد إن أناسا عندنا يقولون في القدر فقال عطاء لقيت الوليد بن عبادة بن الصامت قال حدثني أبي قال سمعت رسول الله ﷺ يقول إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فجرى بما هو كائن إلى الأبد وفي الحديث قصة قال هذا حديث حسن غريب وفيه عن بن عباس