سلمتِ وما الديارُ بسالماتٍ
سلمتِ وما الديارُ بسالماتٍ المؤلف: مهيار الديلمي |
سلمتِ وما الديارُ بسالماتٍ
على عنتَ البلى يا دارَ هند
و لا برحتْ مفوفة ُ الغوادي
تصيب رباكِ من خطإٍ وعمدِ
بموقظة ِ الثرى والتربُ هادٍ
و مجدية ِ الحيا والعامُ مكدي
على أني متى مطرتكِ عيني
ففضلٌ ما سقاكِ الغيثُ بعدي
أميلُ إليكِ يجذبني فؤادي
و غيركِ ما استقام السيرُ قصدي
و أشفق أن تبدلكِ المطايا
بوطأتها كأنَّ ثراك خدي
أرى بكِ ما أراه فمستعيرٌ
حشاي وواجدٌ بالبين وجدي
و ليتكِ إذ نحلتِ نحولَ جسمي
بقيتِ على النحول بقاءَ عهدي
و ما أهلوكِ يومَ خلوتِ منهم
بأولِ غدرة ٍ للدهر عندي
سلي الأيام ما فعلت بأنسي
و عيشٍ لي على البيضاء رغدِ
و في الأحداج عن رشإٍ حبيبٍ
على لونيه من صلة ٍ وصدَّ
يماطلُ ثم ينجزُ كلَّ دينٍ
و لم ينجز بذي العلمين وعدي
تبسمّ بالبراق وصاب غيث
فلو ملكَ الفداءُ لكنتُ أفدي
ثناياه وفاه ولا أغالي
بما في المزن من برقٍ وبردِ
ألاَ من عائدٌ بياضِ يومٍ
لعيني بين أحناء و صمدِ
و عينٍ بالطويلع بارزاتٍ
على قسماتهنّ حياءُ نجِد
نظرنَ فما غزالتهُ بلحظٍ
و مسنَ فما أراكتهُ بقدَّ
و بلهاء الصبا تبغي سقاطي
إذا حللتها هزلتْ بجدي
تعدُّ سنيَّ تعجبُ من وقاري
و لم يجتزْ مراحَ العمر عدي
فما للشيب شدَّ على ركضا
فطوح بي ولم أبلغ أشدي
يعيرني ولم أره شآني
تنبه حظه بخمولِ جدي
و ودَّ على غضارة حلتيهِ
مكانَ الرقع من أسمال بردى
و ما ورقُ الغنى المنفوضُ عني
بمعرٍ من حسام المجدِ غمدي
حملتُ وليس عن جلدٍ بقلبي
حمولة َ واسع الجنبين جلدِ
تبادهني النوائب مستغرا
فأدفعها بعزمة ِ مستعدّ
يزلُّ الحوفُ عن سكنات قلبي
زليلَ الماءِ عن صفحاتِ جلدي
دع الدنيا ترفَّ على بنيها
و تجلبْ بالجفاء عليّ وحدي
وفرْ أموالهم تنمو وتزكو
فليس كنوزها ثمنا لحمدي
لعل حوائل الآمال فيهم
تطرقُ من أبي سعدٍ بسعدِ
فتى عقدتْ تمائمهُ فطيما
على أكرومة ٍ ووفاءِ عقدِ
و ربته على خلق المعالي
غرائزُ من أبٍ عالٍ وجدَّ
فما مجت له أذنٌ سؤالا
و لا سمحتْ له شفة ُ بردَّ
إذا اخضرت بنانُ أبٍ كريم
فصبغتها إلى الأبناء تعدي
تطاولَ للكمال فلم يفتهُ
على قربِ الولاد مكانُ بعدِ
و تمَّ فعلق الأبصارَ بدرا
و لم يعلقْ له شعرٌ بخدَّ
رآه أبوه وابن الليث شبل
لسدة ِ ثغرة ٍ وهو ابن مهدِ
فقال لحاسديه شقيتمُ بي
و هذا ابني به تشقونَ بعدي
جرى ولداتهِ فمضى وكدوا
لو أنَّ الريحَ مدركة ٌ بكدَّ
إذا سبروه عن عوصاءَ أدلى َ
بها فنجا على غررِ التحدي
دعوا درجَ الفضائل مزلقاتٍ
لماضٍ بالفضائلِ مستبدَّ
و ما حسدُ النجومِ على المعالي
و لو ذابَ الحصا حسدا بمجدي
أبا سعدٍ ولو عثروا بعيبٍ
مشوا فيه بحقًّ أو تعدى
و قد تسري العيوبُ على التصافي
فكيفَ بها على حنقٍ وحقدِ
و لكن فتهم فنجوتَ منهم
نجاءَ اللحن بالخصمِ الألدَّ
و ملككَ الفخارُ فلم تنازع
بقلًّ في الندى ولا بحشدِ
أبٌ لك يحلمُ العلياءَ طولا
و خالٌ في عراص المجد يسدي
و لم يعدلْ أبا لك يعربياً
زميلٌ مثلُ خالك في معدَّ
جزيتك عن وفائك لي ثناءً
يودّ أخي مكانك فيه عندي
و لولا الودُّ عزّ عليك مدحي
و لولا الفضلُ عزّ عليك ودي
بني عبد الرحيم بكم تعالت
يدي وورى على الظلماء زندي
و إن أودى بنيسابور قومي
فجدكمُ من الأملاك جدي
و أصدقُ ما محضتُ القومَ مدحي
إذا ما كان مجدُ القوم مجدي
تفاعيني لترديني الليالي
فأذكركم فتنهسني بدردِ
و أزحمُ فيكمُ نكباتِ دهري
بعصبة ِ غالبٍ وبني الأشدَّ
لذلك ما حبوتكمُ صفايا
ذخائرُ خيرُ ما أحبو وأهدي
طوالعُ من حجابِ القلب عفوي
بهنَّ يبذُّ غاية َ كلَّ جهد
تجوبُ الأرض تقطعُ كلَّ يوم
مدى عامين للساري المجدَّ
يرينَ وبعدُ لم يروين حسنا
كأنّ سطورهن وشوعُ بردِ
إذا روت رجالكمُ كهولا
سأرن لصبية ٍ منكم ومردِ
و لولاكم لما ظفرت بكفءٍ
يسرُّ ولا سعت قدما لرشدِ
و لكن زفها الأحرارُ منكم
فما اشقيت حرتها بعبدِ
فضلتم سؤددا وفضلتُ قولا
فكلٌّ في مداه بغير ندَّ
بكم ختم الندى وبيَ القوافي
بقيتم وحدكم وبقيتُ وحدي