الرئيسيةبحث

سفينة العَين قَد فازَت مِن الغَرَق

سفينة العَين قَد فازَت مِن الغَرَق

سفينة العَين قَد فازَت مِن الغَرَق
المؤلف: عائشة التيمورية



سفينة العَين قَد فازَت مِن الغَرَق
 
وَأَشرَقَت تَزدَهي مِن ساحِل الحَدق
مرت مَشيدَة ما مَسَّها لغب
 
شَفاف منظرها في أَحسن النَسق
وَنورُها ضاحِك تَبدو نَواجِذه
 
لِما تَنفس صُبح الصَحو عَن شَفَق
قَد ضم بِالشَوق مَحبوا يعوّذه
 
من الوُشاة برب النور والفَلَق
فَيا وُلاة الهَوى في صِدقِكُم شَغفي
 
اِذ أَنَّني مِن ذُهول الوجد لَم أَفِق
بكَعبَة الحُسن اِنسانا أَرى فَلَوا
 
عَيني الَّتي طالَما ضَلَّت من الغَسق
وَخبروني أَاِنساني صفا وَدَنا
 
لِمُستَهام رَماه البَين بِالأَرق
نعم ببشر اللقا تَهديك أَنفُسَنا
 
وَقَد دَنا وَصَل مَن تَهواهُ فَاِستَفِق
أَهلا بِنورِ عُيون راق لي وَصفا
 
من بعد يَأسي وَطول الخَوف وَالفرق
فَيا تَحيات برء شهدها بِفَمي
 
حلى مَرارَة تَسهيدي مِنَ القَلَق
بِأى قَول أَحييه وَعِزَّتُه
 
عَزت مَنالا فَلَم تُدرِك لِمُستَبِق
لكن ضَمير التَهاني غَير مُستَتِر
 
وَنور أُنسي بَدا لِلنّاسِ كَالفَلق
وَذا الرَشا مُذ نَشافى حُسن طَلعَتِهِ
 
كانَت مَنازلُه شَفاقَة الحَدق
اِنسان عَيني المُفَدّى أَنتَ لحت بِها
 
لا أَوحش اللَهُ من اِحسانِكَ الغَدق
آليت لِما سَقيت السم في سَقمى
 
وَأَحوَجَتني لَياليهِ لكُل شَقى
لا أَشتَكي لَوعَتي اِلّا لِمَن هُوَ لي
 
في كُل ضيم بِالعُيونِ بَقى
وَقَد مُنِحتَ بِنور مِنكَ مُقتَبَس
 
بَرت يَميني وَكانَ الصدق من خلفي
ملت لَيالي مصابى من جَوى وَأَما
 
وَحملتني أَثقالا عَلى عُنُقي
قادَت زَمامي لِكَهف السَقم وَاِستَنَدَت
 
بِبابِهِ أَشهَرا طالَت فَلَم أَطق
كَأَنَّها ضُرَّة قَد ضَرَّها رَفهي
 
بِالقُربِ مِنكَ فَجابَت اِسوَأ الطُرُق
فَهَل نَوَت طهر أَحقادِ تَواريها
 
بِسُبُل دَمع مِن الآماق مندَفِق
لِما اِستَغَثت بِفَضل اللَهِ يسرلي
 
اِكحال صَبر أَقالَتني مِن القَلَق
وَرَدك اللَهُ نور المُقلَتَين عَلى
 
صَب بِغَيرِكَ هاد قَط لَم يَثِق
كَم دق عَظمي بِاِسقام تُغادِرُني
 
كاثمد لِعُيون العَينِ منسحق
كَم قُلت في مِحنَتي يا رَب خُذ بِيَدي
 
وَاِكشِف سَقامي وَجد بِالنَومِ للارق
فَبِالصَغيرَين أَهدى الشُكر مُعتَرِفا
 
لِخالِقي ما صَفا البَدران بِالافق