سجين المؤلف: بدر شاكر السياب |
ذراعا أبي تلقيان الظلالعلى روحي المستهام الغريب
ذراعا أبي والسراج الحزينيطاردني في ارتعاش رتيب
وحفت بي الأوجه الجائعاتحيارى فيا للجدار الرهيب
ذراعا أبي تلقيان الظلالعلى روحي المستهام الغريب
وطال انتظاري كأن الزمانتلاشى فلم يبق إلا انتظار
وعيناي ملء الشمال البعيدفيا ليتني أستطيع الفرار
وأنتِ التقاء الثرى بالسماءعلى الآل في نائيات القفار
وطال انتظاري كأن الزمانتلاشى فلم يبق إلا انتظار!
أألقاك؟ تأتي على النجوموتمضي وما غير هذا السؤال
تغنيه في مسمعي الرياحوتلقيه في ناظري الظلال
وترنو على جرسه الأمنياتإلى ذكريات الهوى في ابتهال
أألقاك تأتي علي النجوموتمضي وما غير هذا السؤال
أصيخي! أما تسمعين الرنينتدوي به الساعة القاسية ؟؟
أصيخي فهذا صليل القيودو قهقهة الموت في الهاوية!
زمان .. زمان يهز النداءفؤادي فأدعوك يا نائية
أصيخي أما تسمعين الرنينتدوي به الساعة القاسية!؟
أما تبصرين الدخان الثقيليجر الخطى من فم الموقد
تلوى فأبصرت فيه الظهوروقد قوستها عصا السيد
وأبصرت فيه الحجاب الكثيفعلى جبهة العالم المجهد
أما تبصرين الدخان الثقيليجر الخطى من فم الموقد
ولا بد من ساعة من مكانلروحين ما زالتا في ارتقاب
سألقاك أين الزمان الثقيلإذا ما التقينا و أين العذاب؟!
سينهار على مقلتيك الجداروتفنى ذراعا أبي كالضباب
ولا بد من ساعة من مكانلروحين ما زالتا في ارتقاب!
وكيف التلاقي وبين المنىوإدراكهن الدخان الثقيل؟
تموج الأساطير في جانبيهويحبو على صدره المستحيل
ونحن الغريقان في لجهسننسى الهوى فيه عما قليل
وكيف التلاقي و بين المنىوإدراكهن الدخان الثقيل
لينهد هذا الجدار الرهيبوتندك حتى ذراعا أبي
أحاطت بي الأعين الجائعاتمرايا من النار في غيهب
إذا أستطعت مهرباً مقلتايتصدى خيالان في مهربي
فأبصرت ظلين لي في الجدارأو استوقغني ذراعا أبي
سأبقى وراء الجدار البغيضوعيناي لا تبرحان الطريق
أعد الليالي خلال الكرىوأرعى نجوم الظلام العميق
فلا تيأسي- أن تمر السنونويطفين في وجنتيك البريق
سأبقى وراء الجدار القديموعينان لا تبرحان الطريق