سافرْ بطرفكَ واشترفْ هلْ تعرفُ
سافرْ بطرفكَ واشترفْ هلْ تعرفُ المؤلف: مهيار الديلمي |
سافرْ بطرفكَ واشترفْ هلْ تعرفُ
أنَّى سرى بوجرة َ يخطفُ
هبَّ اختلاساً ثمَّ غمِّض موهناً
وعلى الرّحالِ نواظرٌ ما تطرفُ
يشتاقُ صحبي أنْ يضيءَ ودونهُ
منْ شملة ِ الظَّلاءِ سترِ مسدفُ
فكأنَّما ضحكتْ لهُ بوميضهِ
خنساءُ فهلْ بكلّ لحظٍّ يرشفُ
حملوا الخدودَ على أكفٍّ موطلتْ
بالنّومِ فهي عنِ المخاصرِ تضعفُ
بعثُ الغرامِ المدلجينِ جرتْ لهمْ
طيرُ الفراقِ بوارحاً فتعيَّفوا
لما استقامَ بعيسهمْ لقمُ السُّرى
عثرَ الكرى بدليلهمْ فتحرّفوا
يتهافتونَ على الرِّحالِ كأنَّما
لعبتْ بما تحتَ الشُّعورِ القرقفُ
يا سائقَ الاظعانِ إنّ معَ الصِّبا
خبراً لو انكَّ لصِّبا تتوقفُ
هبَّتْ بعارفة ٍ تسوقُ منْ الصِّبا
أرجاً بريَّاً أهلهُ يتعرَّفُ
فكأنّما حبسُ التّجارُ لطيمة ً
في الرَّكبِ أوْ سكبُ السُّلافِ مصرِّفُ
فبردتَ بينَ عنيزتينِ وصارة ٍ
كبداً إلى زمنِ الحمى يتلهّفُ
ومنَ العقائلِ بالغضا سعديّة
تفى الصِّفاتُ وحسنها لا يوصفُ
كالرِّيمِ لو كانتْ تصادُ بحيلة ٍ
والبدرُ إلاّ أنَّها لا تكسف
بيضاءُ يقعدها كثيبٌ أهيلٌ
طوراً وينهضها قضيبٌ أهيفُ
في صدرها حجرٌ وتحتَ صدارها
ماءٌ يشِّفُ وبانة ٌ تتعطَّفُ
زارتْ منَ البلدِ الحرامِ وبيننا
عنقاً زرودَ ومنْ تهامة َ نفنفُ
تعسُّفِ الشّقِّ العدو لقومها
فعجبتُ للسّاري وما يتعسّفُ
أنّى تصرُّمُ قلبها بعدما
كانتْ تراعُ بظلِّها وتخوَّفُ
ولقدْ سترتُ عنِ الوشاة ُ طروقها
ومكانها لنبالهمْ مستهدفُ
وطويتهُ حتّى تحدَّثَ غدوة ً
عنها النَّصيفُ بهِ وغنّى المطرفُ
ولئنْ وشوا فلقدْ تنزّهَ بيننا
ذاكَ المبيتُ وعفَّ ذاكَ الموقفُ
أنا منْ علمتِ ومن أحبّ عزوفة ٌ
عمّا يعابُ بعيبهِ ويعنّف
لا لمالُ يغلبني على حبسي ولا
ديني بمأثم لذّة ٍ يتحيّف
ولقدْ أصدَّ عنْ المطامعِ معرضا
ووجوههاً للطَّالبينَ تزخرفُ
وتجمَّ أودية ُ النّوالِ ودونها
ضيمٌ وبي ظمأٌ فلا أتنطَّفُ
خلقٌ فطرتُ عليهِ فكانَ سجيَّة ً
والعرضُ يسمنُ والمعيشة ُ تعجفُ
والمالُ أهونُ أنْ تضيعَ لحفظهِ
إنْ كنتَ حرَّاً ماءَ وجهٍ ينزف
فاركبْ جناحَ العزِّ لستَ بمخلفوإذا لقيت المجد فأصحب أهله وأكثر فأنت بمن تكاثر تعرف
عرضا مضى ولكل مام خالفسقط بيت ص
واستمل منْ شرفِ المعالي عادة َ ال
خلقِ الكريمِ فإنَّ نسكَ تشرفُ
قرمٌ تجودُبوصلها الدُّنيا لهُ
حبّاً وتقربُ وهوَ عنها يصدف
وتطيعهُ الدّولُ الفوركَ غيرة ً
فيعزُّ عمّا في يديهِ ويظلفُ
ويعفُّ عنْ تبعاتها عنْ قدرة ٍ
ومنْ الغرائبِ قادرٌ متعفِّفُ
لولا العلا ما كلَّفتهُ نفسهُ
منْ شقَّة ِ الإعياءِ ما يتكلَّفُ
غيرانَ أنْ يرعى لمصلحة ِ حمى
أو انْ يبيتَ سياسة ٍ يتخطّفُ
كلفٌ بأنْ يوفي الأمانة َ حافظٌ
للعهدِ تعرفهُ الحقوقُ وتعسفُ
يقظانُ منْ دونِ الملوكِ إذا ونى
مستعملٌ في الرأيِّ أوْ مستخلفُ
تعبٌ يزاحمُ ليلهُ بنهارهِ
فيما يجمُّ ظهورهمْ ويخفّفُ
كمْ عالجوا خطباً بهِ منْ بعدِ ما اس
تشرى يماطلُ داؤهُ ويسوِّفُ
وتحطّمتْ عجماءُ ركبُ رأسها
غشّامة ٌ شيطانها متعجرفُ
كالسَّيلِ ليسَ لوجههِ متحدَّرٌ
نقصُ الرُّبى عمّا يحاولُ مصرفُ
لا اتملكُ الحيلُ النَّوافذَ ضبطها
حتّى إذا يدنو لها الكافي كفوا
عزمٌ أشدَّ منْ الصَّفا ووراءهُ
خلقٌ ألذُّ منَ المدامِ وألطفُ
مرٌّ إذا غضبَ استسلّ لسانهُفإذا كشفتَ ضميرَه متنصِّلا ألفيتَ خيرَ بطانة تتكشَّفُفإذا كشفت ضميرَه متنصِّلا ألفيتَ خيرَ بطانة تتكشَّفُ
كلماً منْ البيضِ الحدائدِ أرهف سقط بيت ص
ولربَّما جارُ اللّسانِ وتحتهُ
قلبٌ منيبٌ واعتقادٌ منصفُ
للهِ درُّكَ ضرباً بعروقهِ
في السَّبقِ إنْ وقفَ الهجينُ المقرفُ
ومهجِّنا حلمُ الكهولِ وعشرهُ
في السِّنِّ لمْ يركبْ مطاها نيِّفُ
عوّدتَ مهجتكَ السُّموَّ في علا
كعبُ امرئٍ إلاّ وكعبكَ أشرفُ
وعربتَ فاسمكَ يومَ تقضى عادلٌ
في النّاسِ واسمكَ يومَ تعطى مسرفُ
وترى غنيَّ القومِ يصلحُ مالهُ
شفقاً وأنتَ بضعفِ مالكَ تجحفُ
لكَ راحتانِ كلاهما يمنى إذا
كانتْ شمالٌ عنْ يمين تضعفُ
فيدٌ إذا عاقبتَ لمْ تعجلْ بها
ويدٌ إذا أنعمتَ لا تتوقَّفُ
أعيا الرِّجالُ طلابُ شأوكَ فاستوى
في العجزِّ دونكَ سابقٌ وموقِّفُ
وركبتَ كلّ مقطِّرٍ بسواكَ من
ظهرُ الكفاية ِ متنهُ لا يردف
وإذا فتلتَ حبلَ عهدٍ لمْ يكنْ
يوماً لينكث حبلكَ المستحصفُ
وإذا خلطّتْ فتى ً بودِّكَ لمْ يكدْ
كرماً صديقكَ منْ شقيقكَ يعرفُ
أنا منْ جفاكَ لسانهُ وفؤادهُ
بهواكَ معْ طولِ البعاد مكلَّفُ
وعدتهُ عنكَ قوابضٌ منْ حشمة ٍ
ومكاسُ حظٍّ بالفى يتصرَّف
فولاؤهُ بينَ الجوانحِ والحشا
لكَ واصلانِ وسعيهُ متخلَّفُ
كمْ تحتَ جنبي أنْ أزوركَ منْ جوى ً
ذاكَ ومنْ ريحِ اشتياقٍ تعصفِ
ومحبة ٍ تصلُ الدّيانة ُ حبلها
بيني وبينكَ عيصها متلفَّفُ
وإنْ اتهمتَ فمي فربَّ فراسة ٍ
في الوجهِ تشهدُ لي بذاكَ وتحلفُ
هذا وإنْ بسطَ انقباضي باعثٌ
نحوي بوجهكَ أو برأيكَ يعطفُ
تأنَّستْ حوشيّتي ولأصبحتْ
هممي الشُّذوذُ جوامعا تتألفُ
ولزرتُ عنْ ثقة ٍ فإنَّ مكانتي
تدني وإنَّ زيارتي تتشوَّفُ
ولقدْ علمتَ وكلُّ مولى نعمة ٍ
أنِّي إذا ثقلَ الريصُ مخفِّفُ
لا تحتَ ضغطة ِ حاجة ٍ أنا طارحٌ
نفسي ولا أنا حينَ أسألُ ملحفُ
يقتادني قودَ الجنيبة ِ موسعي
بشراً ويملكَ رقِّيَ المتلطِّفُ
تغشاكَ أو يمحى بما استقبلتهُ
منْ حسنها تقريظيَ المستسلفُ
ومنَ العجائبِ أنَّ كسرى والدي
وأنا بناتي في الفصاحة ِ خندفُ
فتلمُّها ولمهرجانُ يزفّها
عذراءَ درُّ عقودها لكَ يرصفُ
وافنِ اللَّيالي خالداً متسلِّطاً
حتّى يقوَّمَ ميلها ويثقَّفُ
ما حنَّ للوطنِ الغريبِ وما سعى
بحرامِ مكّة َ حاصبٌ ومعرِّفُ