الرئيسيةبحث

رياض الصالحين/الصفحة 171


باب ما يقول إذا ركب الدابة للسفر

قال اللَّه تعالى (الزخرف 12- 14): {وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون. لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه، وتقولوا: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا لـه مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون}.

972- وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أن رَسُول اللَّهِ ﷺ كان إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبر ثلاثاً ثم قال: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا لـه مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللـهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللـهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللـهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللـهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل والولد) وإذا رجع قالـهن وزاد فيهن: (آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

معنى (مقرنين): مطيقين.

و (الوعثاء) بفتح الواو وإسكان العين المهملة وبالثاء المثلثة وبالمد هي: الشدة.

و (الكآبة) بالمد وهي: تغير النفس من حزن ونحوه.

و (المنقلب): المرجع.

973- وعن عبد اللَّه بن سَرْجِسَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان رَسُول اللَّهِ ﷺ إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكون ودعوة المظلوم وسوء المنظر في الأهل والمال. رَوَاهُ مُسلِمٌ.

هكذا هو في صحيح مسلم: (الحور بعد الكون) بالنون، وكذا رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ والنسائي. قال الترمذي: ويروى (الكور) بالراء، وكلاهما لـه وجه.

قال العلماء: معناه بالنون والراء جميعاً: الرجوع من الاستقامة أو الزيادة إلى النقص.

قالوا: ورواية الراء مأخوذة من تكوير العمامة وهو لفها وجمعها، ورواية النون من الكون، مصدر كان يكون كوناً إذا وجد واستقر.


974- وعن علي بن ربيعة قال: شهدت علي بن أبي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أتي بدابة ليركبها فلما وضع رجلـه في الركاب قال: بسم اللَّه، فلما استوى على ظهرها قال: الحمد للـه الذي سخر لنا هذا وما كنا لـه مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون. ثم قال: الحمد للـه، ثلاث مرات. ثم قال: اللَّه أكبر، ثلاث مرات. ثم قال: سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك. فقيل: يا أمير المؤمنين من أي شيء ضحكت قال: رأيت النبي ﷺ فعل كما فعلت ثم ضحك فقلت: يا رَسُول اللَّهِ من أي شيء ضحكت قال: (إن ربك سبحانه يعجب من عبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي؛ يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

وفي بعض النسخ حسن صحيح. وهذا لفظ أبي داود.