ذكرى وعبدة
ذكرى وعبدة المؤلف: إيليا أبو ماضي |
عاطيتهافي الكأس مثل رضابها
تسري إلى القلب الجبان فيشجع
يطفو الحباب على أديم كؤوسها
فكأنّ تبرأ باللّجين يرصّع
وكأنما تلك الكؤوس نواظر
تبكي، وهاتيك الفواقع أدمع
مشمولة تغري بصفرتها البخيل
بها فيطمع بالنّضار وتطمع
شمطاء إلاّ أنها محجوبة،
عذراء إلاّ أنها لا تمنع
ما زلت أسقيها إلى أن أخضعت
منها فؤادا للهوى لا يخضع
فعلت بها مثل الذي فعلت بنا
ألحاظها، إنّ اللّحاظ لتصرع
لما انتشت ومضى الخفاء لشأنه
باحت إلّي بما تكنّ الأضلع
برح الحياء وأعلنت أسرارها
إنّ الحياء لكلّ خود برقع
فعلت أني قد خدعت بحبّها
زمنا، وكنت أظنني لا أخدع
ما كنت أعلم قبل أن أسكرتها
أنّ الفؤاد بحبّ غيري مولع
فتركتها نشوى تغالب أمرها
والأمر بعد وقوعه لا يدفع
ورجعت عنها واثقا من أنّ ما
قد كان حبّي لها لا يرجع
لبكيت لو أن البكاء أفادني
وندمت لو أنّ الندامة تنفع