ديوان ابن الأردخل المؤلف: ابن الأردخل |
ديوان ابن الأردخل من شعره قوله:
| ||
أما وبياض مبسمك النقيّ | وسمرة مسكة اللعس الشهيّ | |
ورمان من الكافور يعلو | عليه طوابع الندّ النديّ | |
وقدّ كالقضيب إذا تثنى | خشيت عليه من ثقل الحليّ | |
تغازلني وتزوي حاجبيها | كما انبرت السهام عن القسيّ | |
ويخترق الصفوفَ بروقُ فيها | وهل يخفى شذا المسك الذكيّ |
وقال أيضاً:
| ||
سل وجهه البدري عدل كماله | في مقلتي العبرى وقلبي الوالهِ | |
أوفاق عني قوس حاجبه فلي | كبد أمام النزع من نبالهِ | |
ألمى رشيق القدّ أرجو الري من | معسوله وأخاف من عسّالهِ | |
أعديتُ شجواً ربعه فالبان في | سكراته والورقُ في أغلالهِ | |
وحملت مثل الرّدف عنه غيرةً | لما رأيت الخصرَ حلف هُزالهِ | |
قم فاستعر لي من حليّ رقدةً | فهي الوسيلة عند طيف خيالهِ | |
وإذا رقدت فليس إلاّ فكرتي | لا الحلم جاد به ولا بمثالهِ | |
يا ملبس التفتير رايةَ لحظه | ودليل قطع السيف لمع ذُبالهِ | |
عطفاً على دنفٍ دعوت همومه | فأقمتها وقعدتَ عن آمالهِ | |
قلقُ المضاجع لو لقيت أقل ما | يلقى لما استحسنت سيئ حالهِ |
وقال أيضاً:
| ||
بلّغ رجال الحيّ من سَلم | أيراق ما بين البيوت دمي | |
حاولت زورتكم فحل لكم | قتليَ في حتفي سعى قدمي | |
ومتيم أصمته أسهمكم | لم يدر يوم النفر كيف رُمي | |
كلفتموه الصبر بعدكم | وأحلتموه به على عدمِ |
وقال أيضاً:
| ||
للهِ نفسٌ بكم أعرِّفها | تقضي وما ينقضي تأسّفها | |
وذات عرف منكم تجلدتُ لل | احي فأنكرتها وأعرفُها | |
وقفت فيها وأنّ أرسمها | ممحوّة بالدموع أحرفها | |
مكفكفاً عبرتي وودّي لو | أنّيَ أبكي ولا أكفكفها | |
ماذا على الركب من أراقها | وهل هي إلاّ بلوى أخففها | |
وكيفَ أصحو لا بل أصحّ وبي | إلى مريضِ الجفونِ أوطفها |
وقال أيضاً:
| ||
تأمل معي إن كنتَ للبرق شائماً | وإن لم تكن عوناً فلا تك لائما | |
سألتُ زروداً عن مباسم غيده | حكته سنًى أم بات يحكي المياسما | |
معاجاً فإنّي كلما ذُكرَ الحمى | لأبهتُ يقظاناً فأُحسبُ نائما | |
ركائب لو قصرتُ من لغب السرى | بنا لركبنا دونهن العزائما | |
جزعتم بذات الجزع إني محارب | يد الله ما إنْ كنت إلاّ مسالما | |
سلبتم حياتي صفوها غير أنني | غدوت عليكم لا على العيش نادما | |
فإن تبلغوني ذلك الأيك تسمعوا | من النوح ما علّمت تلك الحمائما |
وقال أيضاً:
| ||
أير ينام الليل وهو يقوم | حامى الأهاب كأنه يحموم | |
مغرى بطول الجر إلا أنه | ما زال مفتوحاً به المضموم |
وقال أيضاً:
| ||
ولقد رأيت على الإدراك حمامة | تبكى فتسعدني على الأحزان | |
تبكى على غصن واندب قامة | فجميعنا يبكى على الأغصان | |
صرع الزمان وحيدها فتعللت | من بعده بالنوح والأحزان | |
تخشى من الأوتار وهي مروعة | منها فكم غنت على العيدان |
وقال أيضاً:
| ||
أفي كل يوم لي من الدهر صاحب | جديد ولي حاد إلى بلد يحدو | |
اروح واغدو للغنى غير مدرك | ويدركه من لا يروح ولا يغدو |
وقال أيضاً:
| ||
وذكرها ماء بدجلة لايم | فلم تتمالك أن جرت عبراتها | |
فلله عين ما عتبت دموعها | صمتن واقرار الجوارى صماتها |
وقال أيضاً:
| ||
ما على من وصاله الصبح لو ق | صر من ليل هجره ما أطاله | |
ألفى القوام عني أمالو | ه فقلبي مكسور تلك الإماله |
وقال أيضاً:
| ||
واهاً عل عيش مضت سنواته | وكأنما كانت هي الساعات | |
والراح ترحم كل هم طالع | بكواكب أفلاكها الراحات | |
قابلت بالساقي السماء فاطلعت | بدراً على كأنها مرآت | |
الخضر عارضه وواضح ثغره | عين الحياة وصدغه الظلمات |
وقال أيضاً:
| ||
يا قريباً عصيت فيه التنائي | وعزيزاً اطعت فيه الهوانا | |
أخذت وصف قدك الورق عني | فأحبت لحبه الأغصانا |
وقال أيضاً:
| ||
الشوق يهواني واهوى طرفه | حتى كلانا واله بسقيم | |
وكفى بأنواء الجفون اشارة | في عارضى إلى طلوع نجوم |
وقال أيضاً:
| ||
بيض تخير ما تشاء مدلة | والبيض تأتي الاختيار دلالا | |
فمن الكواكب يتخذن قبايعاً | ومن الأهلة يتخذن نعالا |
وقال أيضاً:
| ||
لي حشى ما بليت شب سعيره | فعسى غيره حشى استعيره | |
وعزيز على فقد غرير | اضلعي روضه ودمعي غديره | |
مر يحمى بصارم اللحظ ثغراً | كلما شم نوره زاد نوره | |
عجبي للمدام في الجفن منه | كيف يبقى ودايماً تكسيره | |
ولخط بخده غير مقرو | ء وبالخال معجم مسطوره | |
بت اخشى بعاده ناحل الخص | ر وقد يبعد الجواد ضموره | |
ويح مستقسم له مضمر هي | كي لقد فاز قدحه وضميره | |
مثل ما فاز من عدا ومجير الد | ين من حادث الزمان مجيره |
وقال أيضاً:
| ||
فخذ بسنان الرمح عن اكبد العدى | فلم يبق فيه من صداهن رونق | |
وشبه بالمريخ لما خضبته | وما ذاك إلا وهو اشقر أزرق |
وقال أيضاً:
| ||
ستسبح دهراً في النجيع رؤوسهم | مقنعة سبح القوابع في الخمر |
وقال أيضاً:
| ||
لكنني المرء من قوم إذا امتهنوا | طاروا إلى العز من عدن إلى سقر | |
لو لم يكن خارقاً للعاد ما قربت | توطئة الأم فيه حيضة الذكر | |
ولا يحلل ماء من صوارمه | جمر يطير عليه الهام كالشرر |
وقال أيضاً:
| ||
أقول وقد قالوا نراك مقطباً | إذا ما ادّعى دين الهوى غير أهله | |
يحق لدود القز يقتل نفسه | إذا جاء بيت العنكبوت بمثله |