الرئيسيةبحث

ديوان أبي شراعة

ديوان أبي شراعة
المؤلف: أبو شراعة



طاف الخيال

طافَ الخَيالُ وَلاتَ حيـنَ تَطَـرُّبِ أَن زارَ طَيفٌ موهِنـاً مِـن زَينَـبِ
طَرَقَت فَنَفَّرَتِ الكَـرى عَـن نائِـمٍ كانَـت وِسادَتُـهُ ذِراعَ الأَرحَبــي
فَبَكـى الشبـابَ وَعَهـدَهُ وَزَمانَـهُ بَعدَ المَشيبِ وَمـا بُكـاءُ الأَشيَـبِ

أئن كنت

أَئِن كُنتُ في الفِتيانِ آلـوتُ سَيِّـداً كَثيرَ شُحوبِ اللَونِ مُختَلِفَ العَصبِ
فَما لَـكَ مِـن مَولـاكَ إِلاّ حِفاظُـهُ وَما المَـرءُ إِلاّ بِاللِسـانِ وِبِالقَلـبِ
هُما الأَصغَرانِ الذائِدانِ عَنِ الفَتـى مَكارِهَهُ وَالصاحِبانِ عَلى الخَطـبِ
فَإِلاّ أُطِـق سَعـيَ الكِـرامِ فَإِنَّنـي أَفُكُّ عَنِ العاني وَأَصبِرُ في الحَـربِ

مابال سعدى

ما بـالُ سُعـدى أَخلَفَـت ميعـادي وَتَيَسـرَت لِقَطيعَتــي وَبِعــادي
أَسُعادُ هَل ذَنبٌ سَوى أَنّـي اِمـرُؤٌ شَغَلَـت مَحَبَّتُكُـم عَلَـيَّ فُــؤادي
وَلَقَد دَنَوتِ وَكُنـتِ غَيـرَ بَخيلَـةٍ حَتّـى إِذا أَطمَعـتُ فـي الميعـادِ
بَرَقَت بَوارِقُ مِـن نَوالِـكَ خُلَّـبٌ كَـذِبُ العُـداةِ صَواعِـقُ الإيعـادِ

لا خير في العيش

لا خَيرَ في العَيشِ قَولَ ذي نُصُـحٍ إِن أَنتَ لَم تَغدُ سَكراناً وَلَـم تُـرَحِ
مِن قَهوَةٍ كَشُعاعِ الشَمـسِ صافِيَـةٍ تَنفي الهُمومَ بِأَنـواعٍ مِـنَ الفَـرَحِ
ما زِلتُ أَشرَبُهـا وَاللَيـلُ مُعتَكِـرٌ حَتّى أَكَبَّ الكَرى رَأسي عَلى قَدَحي

حبى لإغناء

حُبّـى لإِِغنـاءِ سَـوّارٍ يُجَشِّمُنـي خَوضَ الدُجى وَاِعتِسافَ المَهمَةِ البيدِ
كَي لا تَهونَ عَلى الأَعمـامِ حاجَتـهُ وَلا يُعَلَّــلَ عَنهــا بِالمَواعيــدِ
وَلا يُوَلّيهِـمُ إِن جــاَء يَسأَلُهــا أَكتافَ مَعرَضَةٍ في العيسِ مَـردودِ
إِذا بَكى قالَ مِنهُـم ذو الحِفـاظِ لَـهُ لَقَد بُليـتَ بِخُلـقٍ غَيـرَ مَحمـودِ

عدوت إلى المري

عَدَوتُ إِلى المُـرِّيِّ عَـدوَةَ فاتِـكٍ مِعَـنٍّ خَليـعٍ لِلعَـواذِلِ وَالعُــذرِ
فَقالَ لِشَيءٍ مـا أَرى قُلـتُ حاجَـةٌ مُغَلغَلَـةٌ بَيـنَ المُخَنَّـقِ وَالنَحــرِ
فَلَمّـا لَوانـي يَستَثيـبُ زَجَرتُــهُ وَقُلتُ اِغتَرِف إِنّا كِلانا عَلى بَحـرِ
أَلَيسَ أَبو إِسحاقَ فيـهِ غِنـىً لَنـا فَيُجدي عَلى قَيسٍ وَأَجدي عَلى بَكرِ
فَغَنّى بِذاتِ الخالِ حَتّـى اِستَخَفَّنـي وَكادَ أَديمُ الأَرضِ مِن تَحتِنا يَجـري

فمن كان لم يسمع عجيبا

فَمَن كانَ لَم يَسمَـع عَجيبـاً فَإِنَّنـي عَجيبُ الحَديثِ يا أُمَيـمَ وَصادِقُـه
وَقَد كانَ لي أُنسـانِ يـا أُمَّ مالِـكٍ وَكُـلٌّ إِذا فَتَّشَتنـي أَنـا عاشِقُــه
عَزيزَةُ وَالكَأَسُ الَّتـي مَـن يُحِلُّهـا تُخادِعُـهُ عَـن عَقلِـهِ فَتُصادِقُــه
تَحارَبَتـا عِنـدي فَعَطَّلـتُ دَنَّهــا وَأَكوابَهـا وَالدَهـرُ جَـمٌّ بَوائِقُــه
وَحَرَّمتُهـا حَولَيـنِ ثُـمَّ أَزَلَّنــي حَديثُ النَدامـى وَالنَشيـدُ أُوافِقُـه
فَلَمّا شَرِبتُ الكَـأسَ بانَـت بَأُختِهـا فَبانَ الغَـزالُ المُستَحَـبُّ خَلائِقُـه
فَما أَطيَبَ الكَأسَ الَّتي اِعتَضتُ مِنكُم وَلَكِنَّهـا لَيسَـت بِريـمٍ أُعانِقُــه

عيرتني نائل السلطان

عَيَّرَتنـي نائِـلَ السُلطـانِ اَطلُبُـهُ يا ضَلَّ رَأيُكَ بَينَ الخُرقِ وَالنَـزَقِ
لَولا اِمتِنانٌ مِـنَ السُلطـانِ تَجهَلُـهُ أَصبَحتُ بِالسَودِ في مَقعَوعِسِ خَلَـقِ
رَثَّ الـرِدا بَيـنَ أَهـدامٍ مُرَقَّعَـةٍ يَبيتُ فيهـا بِلَيـلِ الجائِـعِ الفَـرِقِ
لا شَيَء أَثبَـتُ بِالإِنسـانِ مَعرِفَـةً مِنَ الَّتي حَزَمَـت جَنبَيـهِ بِالخِـرقِ
فَأَيـنَ دارُكَ مِنهـا وَهـيَ مُؤمِنَـةً بِاللَـهِ مَعروفَـةُ الإِسلـامِ وَالشَفَـقِ
وَأَينَ رِزقُـكَ إِلاّ مِـن يَـدَي مَـرَّةٍ ما بَتَّ مِن مالِهـا إِلاّ عَلـى سَـرَقِ
تَبيـتُ وَالهِـرَّ مَمـدوداً عُيونُكُمـا إلاّ تَطَعُّمِهـا مُخضَــرَّةَ الحَــدَقِ
ما بَينَ رِزقَيكُما إِن قـاسَ ذو فِطَـنٍ فَرقٌ سَوى أَنَّهُ يَأتيـكَ فـي طَبَـقِ
شارَكَهُ فـي صَيـدِهِ لِلفَـأرِ تَأكُلُـهُ كَما تُشارِكُهُ فـي الوَجـهِ وَالخُلُـقِ

أأنبز مجنونا

أَأُنبَـزُ مَجنونـاً إِذا جُـدتُ بِالَّـذي مَلَكـتُ وَإِن دافَعـتُ عَنـهُ فَعاقِـلُ
فَداموا عَلى الزَورِ الَّذي قُرِفـوا بِـهِ وَدُمتُ عَلى الإِعطاءِ ما جاَء سائِـلُ
أَبَيتُ وَتَأبـى لـي رَجـالٌ أَشِحَّـةٌ عَلى المَجدِ تَنميهِـم تَميـمٌ وَوائِـلُ

إليك إبن موسى

إِلَيكَ اِبنَ موسى الجودِ أَعمَلتُ ناقَتي مُجَلَّلَـةً يَضفـو عَلَيهـا جِلالُهــا
كَتومُ الوَجى لا تَشتَكي أَلَمَ السُـرى سَـواءٌ عَلَيهـا مَوتُهـا وَاِعتِلالُهـا
إِذا شَرِبَت أَبصَرَت ما جَوفُ بَطنِها وَإِن ظَمِئَت لَم يَبـدُ مِنهـا هُزالُهـا
وَإِن حَمَلَت حِمـلاً تَكَلَّفـتُ حِملَهـا وَإِن حُطَّ عَنها لَم أَقُل كَيـفَ حالُهـا
بَعَثنا بِها تَسمـو العُيـونُ وَراَءهـا إِلَيكَ وَمـا يُخشـى عَلَيهـا كَلالُهـا
وَغَنّـى مُغَنِّيـاً بَصِـوتٍ فَشاقَنـي مَتى راجِعٌ مِـن أُمِّ عَمـرٍو خَيالُهـا
أُحِبُّ لَكُم قَيسَ بـنَ عَيلـانَ كُلُّهـا وَيُعجِبُنـي فُرسانُهــا وَرِجالُهــا
وَمـا لِـيَ لا أَهـوى بَقـاَء قَبيلَـةٍ أَبـوكَ لَهـا بَـدرٌ وَأَنـتَ هِلالُهـا

تلوم جودي لبرمة

تَلـومُ جـودي لِبُرمَـةِ الطَفشيـلِ وَاِستَهِلّـي فَالصَبـرُ غَيـرُ جَميـلُ
فَجَعَتني بِهـا يَـدٌ لَـم تَـدَع لِلـذَرِّ فـي صَحـنِ قِدرِهـا مِـن مَقيـلِ
كانَ وَاللَـهِ لَحمُهـا مِـن فَصيـلٍ رائِـعٍ يَرتَعـي كَريـمَ البُقــولِ
فَخَلَطنـا بِلَحمِـهِ عَـدَسَ الشــامِ إِلـى حِمِّــصٍ لَنــا مَبلــولِ
فَأَتَتنـا كَأَنَّهـا رَوضَـةٌ بِالحَــزنِ تَدعــو الجيــرانَ لِلتَطفيـــلِ
ثُـمَّ أَكفَـأتُ فَوقَهـا جَفنَـةَ الحَـيِّ وَعَلَّقـتُ صَحفَتـي فـي زَبيــلِ
فَمَنـى اللَـهُ لـي بِفَـظٍّ غَليــظٍ مــا أَراهُ يُقِـــرُّ بِالتَنزيـــلِ
فَاِنتَحـى دائِبــاً يُدَبِّــلُ مِنهــا قُلــتُ إِنَّ الثَريــدَ لِلتَدبيـــلِ
فَتَغَنّـى صَوتـاً لِيوضِـحَ عِنـدي حَـيِّ أُمَّ العَـلاءِ قَبـلَ الرَحيــلِ

وردت دار شعيب

وَرَدتُ دارَ سَعيـدٍ وَهـيَ خالِيَــةٌ وَكانَ أَبيَضَ مِطعامـاً ذُرى الإِبِـلِ
فَاِرتَحتُ فيها أَصيلاً عِنـدَ ذُكرَتِـهِ وَصُحبَتي بِمِنىً لاهونَ فـي شُغُـلِ
فَاِبتَعتُ مِن إِبِـلِ الجَمـالِ دَهشَـرَةً مَوسومَةً لَم تَكُـن بِالحِقَّـةِ العُطُـلِ
نَحَرتُها عَن سَعيدٍ ثُـمَّ قُلـتُ لَهُـم زوروا الحَطيمَ فَإِنّي غَيـرُ مُرتَحِـلِ

ألا لا أبالي في العلى

أَلا لا أُبالي في العُلى مـا أَصابَنـي وَإِن نَقِبَت نَعلايَ أَو حَفِيَت رِجلـي
فَلَم تَرَ عَيني قَـطُّ أَحسَـنَ مَنظَـراً مِنَ النَكبِ يَدمى في المُواساةِ وَالبَذلِ
وَلَستُ أُبالي مَـن تَـأَوَّبَ مَنزِلـي إِذا بَقِيَت عِندي السَراويلُ أَو نَعلـي

بني سوار إن رثت ثيابي

بَنـي سَـوّارَ إِن رَثَـت ثِيابــي وَكَلَّ عَنِ العَشيـرَةِ فَضـلُ مالـي
فَمُطَّــرَحٌ وَمَتــروكٌ كَلامــي وَتَجفونـي الأَقـارِبُ وَالمَوالــي
أَلَـم أًكٌ مِـن سَـراةِ بَنـي نُعَيـمٍ أَحُـلُّ البَيـتَ ذا العَمَـدِ الطِـوالِ
وَحَولـي كُـلُّ أَصيَــدَ تَغلَبِــيٍّ أَبِـيُّ الضَيـمِ مُشتَـرَكُ النَــوالِ
إِذا حَضَـرَ الغَـداءُ فَغَيـرُ مُغــنٍ وَيُغنـي حيـنَ تَشتَجِـرُ العَوالـي
وَأَبقَونــي فَلَســتُ بِمُستَكيــنٍ لِصاحِـبِ ثَـروَةٍ أُخـرى اللَيالـي
وَلا بِمُمَسِّــحِ المُثريــنَ كَيمــا أُمَسِّـحَ مِـن طَعامِهِــم سِبالــي
أَنـا اِبـنُ العَنبَرِيَّــةِ أَزَّرَتنــي إِزارَ المَكرُمــاتِ إِزارَ خالـــي
فَـإِن يَكُـن الغِنـى مَجـداً فَإِنّـي سَأَدعـو اللَـهَ بِالـرِزقِ الحَلــالِ

تلوم إبنة البكري حين أؤوبها

تَلومُ اِبنَةُ البِكـرِيِّ حيـنَ أَؤوبُهـا هَزيـلاً وَبَعـضُ الآئِبيـنَ سَميـنُ
وَقالَت لَحاكَ اللَهُ تَستَحسِـنُ العَـرا عَـن الـدارِ إِنَّ النائِبـاتِ فُنـونُ
وَحَولَكَ إِخوانٌ كِـرامٌ لَهُـم غِنـىً فَقُلـتُ لإِِخوانـي الكِـرامُ عُيـونُ
ذَريني أَمُت قَبـلَ اِحتِلـالِ مَحَلَّـةٍ لَها في وُجـوهِ السائِليـنَ غُضـونُ
سَأَفدي بِمالي مـاَء وَجهِـيَ إِنَّنـي بِما فيهِ مِن مـاءِ الحَيـاءِ ضَنيـنُ