دعها تكنْ كالسلفِ من أخواتها
دعها تكنْ كالسلفِ من أخواتها المؤلف: مهيار الديلمي |
دعها تكنْ كالسلفِ من أخواتها
تجري بها الدنيا على عاداتها
ما هذه يا قلبُ أولُ عثرة ٍ
قذفتْ بك الأطماعُ في لهواتها
هي ما علمتَ وإن ألمتَ لفضلة ٍ
من ثقلِ وطأتها وحدّ شباتها
كم خطوة ٍ لك في المنى إزليقة ٍ
لم تنتصرْ بلعاً على عثراتها
و ذخيرة ٍ طفقتْ يداك تضمها
و الدهرُ خلفك مولعٌ بشتاتها
و وثيقة ٍ ألجأتَ ظهرك مسنداً
بغرورها فسقطتَ في مهراتها
لو كنتَ عند نصيحتي لم ترتبقْ
بمشورهِ الآمالِ في حلقاتها
و هوى أطعت أميرهُ في لذة ٍ
متبوعة ٍ لم تنجُ من تبعاتها
يبني السفينَ اللامعاتِ سرابها
و يعدّ مخدوعا ترابُ فلاتها
و فتاة ِ قومٍ لا ينامُ مغيرهم
رمتَ اقتسارهمُ على خلواتها
شحذوا المدى لك دونها فركبتها
تغترُّ حتى طرتَ في شفراتها
وَ يمين جارية ٍ سلكتَ في
مسباحها وَ ذهبتَ في آناتها
ما كانَ قبلكَ للحفاظِ شريعة ٌ
في دينها أبداً ودينِ لداتها
نظرتْ فكنتَ ضريبة ً لحسامها
و مشتْ فكنتَ دريئة ً لقناتها
و مضيتَ تتبعُ وصلها ولسانها
و الرشد عند صدودها ووشاتها
نمْ قدسهرتَ فدونَ يومِ وفائها
و هي التي جربتَ يومُ وفاتها
و اشكر لها كشفَ القناعِ فإنها
غدرتْ فكان الغدرُ من حسناتها
و اذكر مآربَ غيرها واعجبْ لها
غصبتك آفتها على لذاتها
و ملثمينَ على النفاق بأوجهٍ
صمًّ يصيحُ اللؤمُ من قسماتها
صبغوا الوفاءَ بياضه بسوادهِ
و المكرماتِ هبوبها بسباتها
متراهنين على الدنية ِ أحرزوا
غاياتها وتناهبوا حلباتها
ورثتْ نفوسهمُ خبائثَ أصلها
لؤماً وزادت دقة ً من ذاتها
أيدٍ تجفُّ على الربيع وألسنٌ
سرقَ السرابُ الإفكَ من كلماتها
يصفُ المودة َ بشرها ووراء
بشرُ الزجاج يشفُّ عن نياتها
دسوا المكايدَ في مواعدَ حلوة ٍ
كانت عقاربَ والكذابُ حماتها
خلقٌ إذا حدثت عن أخلاقها
فكأنما كشفت عن سوآتها
لله آمالٌ أرقتُ دماءها
فيهم فلم يتعلقوا بدياتها
و كرائمٌ وليتُ فضة َ عذرها
منهم سوى أكفائها وكفاتها
غرٌّ أهنتُ على اللئام كرامها
و أبحتُ أبناءَ العقوقِ بناتها
أهمتها فيهم سدى مظلومة ً
تبكي أراجزها على أبياتها
يتناكرون حقوقها من بعد ما
علطوا على أعراضهم بسماتها
من كلّ مفتوحٍ إليها سمعهُ
مضمومة ٍ كفاه دون صلاتها
يهوى العلا فاذا ارتقى لينالها
رداهُ حبُّ الوفرِ من شرفاتها
حيرانَ يتبعُ من أخيه ونجلهِ
ما يتبعُ الأصداءَ من أصواتها
من عاذري منهم ومن لحرارة ٍ
أشرجتُ أضلاعي على جمراتها
و لخطة ٍ خسفٍ عصبتُ بعارها
رأسَ العلا وحططتُ من درجاتها
أنا ذاك جانيها فهل أنا آخذٌ
غيري بها وهو الذي لم ياتها
يا حظُّ ما لك لا أقالك عثرة ً
جاري الحظوظِ وغافرٌ زلاتها
كم أشتكيك وأنت صلُّ حماطة ٍ
لا يطمعُ الحاوون في حياتها
عيشٌ كلا عيشٍ ونفسٌ ما لها
من متعة ِ الدنيا سوى حسراتها
و تودّ حين تودّ لو ما بدلتْ
أحبابها من جورها بعداتها
و يزيدها جلدا وفرط تجلدٍ
بين العدا الإشقاقُ من إشماتها
إن كان عندك يا زمانُ بقية ٌ
مما يضامُ بها الكرام فهاتها
صبرا على العوجاءِ من أقدارها
لا بدّ أن تجري إلى ميقاتها
و لعلها بالسخط منك وبالرضا
أن تستقيمَ طريقها بحداتها
كم مثلها ضاقتْ فحللِ ضيقها
يومٌ ولم يحسبْ جلا غمراتها
و لقد كنزتُ فهل علمتَ مكانهُ
من صفوِ أيامي ومن خيراتها
خلاَّ تنخله ارتيادي واحدا
صحتْ به الدنيا على علاتها
غلطتْ به أمُّ الزمان فأنجبتْ
فيه وخابت في بني علاتها
لي منه كالئة ُ العيون وبسطة ُ ال
أيدي الثقاتِ إذا عدمتُ ثقاتها
و قرابة ُ الأخِ غيرَ أنّ مسافة ً
في الودّ لم يبلغ أخي غاياتها
من مانعي حرم الإخاءِ ونافضي
طرق الوفاءِ فمحرزي قصباتها
و السالمين على تلونِ دهرهم
و تحولِ الأشياء عن حالاتها
و إذا الأكارعُ والزعانفُ عوروا
من خلة ٍ كانوا مكانَ سراتها
نبهتهُ ومن العيون غضيضة ٌ
حولي وأخرى كنتُ أختَ قذاتها
فأثرتُ منه أبا الشبول فمالت ال
أرماحُ تدعسه على غاباتها
ملآن من شرفِ السجية نفسهُ
تحوى الفضائلَ عن جميع جهاتها
منقادة للمكرماتِ وأنفسٌ
تدعُ العلا وتقادُ في شهواتها
ما اختارت المختارَ لي إلا يدٌ
وثقتْ لمغرسها بطيبِ جناتها
لله خائلة ٌ رأيتُ ودادها
بدلالة التوفيقِ في مرآتها
ردَّ الزمانُ به شبيبة َ عيشتي
بعد اشتعال الشيبِ في شعراتها
و تسومت غراً محجلة ً به
أيامُ دهرٍ قد نكرتُ شياتها
كم خلة ٍ داويتها بدوائها
منه ونعمى كان من أدواتها
و ملمة ٍ ولي الزمانُ فتوقعها
مني رقعتُ به وسيعَ هناتها
من حاملٍ صحف الثناءِ أمانة ً
لا يستطيعُ النكثُ قرعَ صفاتها
شكرا كما ضحكتْ إليه مجودة ٌ
بالحزنِ باقي الطلَّ في حنواتها
يغدو فينقلُ ثقلها بسكينة ٍ
في سمتها هدى ٌ وفي إخباتها
طبٌّ بعلم فروضها وقروضها
حتى يؤديها على أوقاتها
أبلغ أبا الحسن التي ما بعدها
مرمى لغالبة المنى ورماتها
عنيّ مغلغلة ً تسرُّ حديثها
أمَّ الكواكبِ أو أعيرَ صفاتها
من منبع الحلو الحلالِ إذا غدا
ملحُ القرائح ذاهبا بفراتها
لو نازل الرهنانَ حطَّ قنانها
فصبت إليه وحلَّ من عزماتها
يجزيك عن كسبِ العلاء وحبهِ
ما تنطقُ الخرساءُ بعدَ صماتها
و تردُّ أعراضَ الكرام كأنها
يمينة ٌ تختالُ في حبراتها
ثمنا لودك إن يكن ثمناً له
بذلُ القوافي فيك مكنوناتها
تسخو به لك من نخيلة ِ سرها
نفسٌ ترى بك ما ترى بحياتها