دعْ ملاميباللّوى أورحْ ودعني
دعْ ملاميباللّوى أورحْ ودعني المؤلف: مهيار الديلمي |
دعْ ملاميباللّوى أورحْ ودعني
واقفا أنشد قلبا ضاع منِّي
ما سألتُ الدار أبغي رجعها
ربَّ مسئول سواها لم يجبنى
إنما الحظُّ لقلبي عندها
ولعهدي لا لعينيَّ وأذنى
كن أخاً يُسعدُ أو بنْ عن قلى ً
فأخى الناصحُ ما استودعتُ جفنى
أنا يا دار أخو وحشِ الفلا
فيكِ من خان فعزمي لم يخنّى
قائما أو قائلا مفترشا
بين خدِّي وثرى أرضكِ ردني
ولئن غال مغانيك البلى
عادة الدهر فشخصٌ منك يُغنى
إن خبتْ نارٌ فها ذي كبدي
أو جفا الغيثُ فها ذلك جفني
ممّن الراكبُ نجَّته أمونٌ
زجرتْ سانحتي خصب وأمنِ
رشداً ما التقم الحادي بها
نجعة ً يعشبُ ما شاء ويُسني
يأخذ الحاجاتِ من غايتها
سهلة ً إن يتعنَّى أو يُعنِّي
دعوة ً صالحة ً مسموعة ً
فيه إن بلَّغ ما قلت ألِكني
أو أبانت خبرا ورحلتهُ
من لوى خبتٍ عن الحيِّ المبنِّ
كم على وادي أشيّ من هوى ً
مستعادِ العتبِ محبوبِ التجنِّي
وبرمّانَ سقى رمّانَ من
أيكة ٍ غناءَ أو ظبي أغنِّ
ووفاضٍ للتصابي ملئتْ
ملءَ أعراضك من طيب وحسنِ
وغصينيٍّ جموحٍ فتلتْ
رأسهُ الشاردَ حرَّى بنتُ غصنِ
خلطت حزنا بتغريدٍ فما
فرَّق السمعُ أتبكي أم تغنِّي
غرَّة ٌ في العيش كانت أفرجتْ
قبضة َ الأيام عنها بعد ضنِّ
ثم عادت تقتضيني ردَّها
أين هذا قبلَ أن يُغلق رهني
حيث لم يُلحمْ عذاريَّ ولا
رجمتْ بعدُ بشهبِ الشَّيب جنِّي
يا بياضا لستَ أولى وقعة ٍ
لي مع الدهر وجلَّى طرقتني
إنما يستطرفُ الرَّوعة َ من
نفَّرتْ منه بقلبٍ مطمئنِ
ما دعا باسمٍ سوى اسمي شرُّه
قطُّ إلاّ خلته إيَّاي يعنى
عبدهُ من ظن خيرا عنده
إنما حسَّنَ حالي سوءُ ظنِّي
لم يزل بي اليأس حتى لم تجد
معلقا فيّ حبالاتُ التمنِّي
فارضَ خلقى أو فسل خصمي بي
ربَّما لم ترضَ عن قولي سلني
لا تجاذبْ رسنى في طمع
وكا شئتَ مع الودِّ فقدني
ومتى تسمعْ بقومٍ أعجفوا
ليعزَّوا فابغني فيهم تجدني
جمَّة ُ الدنيا يسخّيني بها
شربيَ النُّطفة َ لم تمزجْ بمنِّ
قل لمن أنبضَ لي يوعدني
برقة ً تشهدُ أن ليستْ لمزنِ
قد أتتني فتبسَّمتُ لها
وقليلا أنستْ بالضِّحك سنيِّ
ربّما قبلك وافٍ ذرعه
مسحَ الأفقَ بكفٍّ لم تنلني
ودَّ لو ما تقلبُ الأرضُ به
قبلَ أن يقلبَ لي ظهرَ المجنّ
سامَ بغضا بي فلمّا داسها
فرآها جمرة ً قال أقلني
كنْ عدوّاً مبديا صفحته
أو فسالمني إذا لم تك قرني
أبقِ من يومي نصيبا لغدي
ربما سرَّك ما ساءك منّى
في اشتباه الناس ودُّ بينهم
وحزازات التنافي شرُّ ضعنِ
كم عدوّ سلَّ من ظهرِ أبي
وأخ لي أمُّه ما ولدتني
سقيتْ أنفسُ وافين زكتْ
بهمُ أرضى واستثمرَ غصني
أدركوني مثقل الظهرِ فحطُّوا
كلفَ الأيام عن جلبة ِ متني
وتمطَّيتُ بجنبيْ أجإٍ
منذ قاموا يزحمون الدهرَعنِّي
أدّبوا الأيام لي فاعتذرتْ
بعد أن كانت تجنَّى وهي تجني
ببني عبد الرحيم اعتدلتْ
واستقامتْ بعد ميلٍ وتثنّي
المحامون على أحسابهم
بصريحاتٍ من المال وهجنِ
وفَّروا الذكر فما يحفزهم
ما أصابَ المالَ من نقصٍ ووهنِ
تزلق الفحشاءُ عن أعراضهم
زلقَ الشفرة ِ عن ظهرِ المسنِّ
صرَّح الجدبُ فغطَّوا شمسه
بسحابٍ من نداهم مرجحنِّ
ودجا القولُ فعطّوا ليله
بحديداتٍ من الألسن لحنِ
تنطقُ السهلَ على ما ركبتْ
من ظهورٍ صعبة ِ الأردافِ خشنِ
بلغوا منها ومنأقلامهم
غاية َ الأبطالِ من ضربٍ وطعنِ
وأنابيبَ خفافٍ كسبت
من ندى أيديهمُ هزّة لدنِ
تقنصُ الأغراضَ ركضاً كلّما
أدركتْ فيّاً تعدّته لفنِّ
حلماء تعدل الأرضُ بهمْ
كلَّما مالت من الجهل بركنِ
خلقوا من طينة ِ الفضلِ فما
يرجع اليافعُ عن شأو المسنِّ
كلّما شارفَ عمريه أبٌ
منهمُ آزرهُ الإقبالُ بابنِ
وإذا قالَ دعيٌّ إنني
منهمُ قال له المجدُ وإنِّي
بأبي سعدٍ وفى عهدُ العلا
لأبيهِ وشروطُ المتمنّي
سبق الناسَ فتى ً علَّمهم
أنه لا يُحرزُ السبقُ بسنِّ
لو رأى فيهم سوى والده
أوَّلاً ما كان يرضى أن يُثنِّي
زاده مجدا وإن كان له
في مساعيه من السؤدد مغنى
إن رمى شاكلة ً فهو مصيبٌ
أو جزى يومَ عطاءٍ فهو مسنى
يُخلفُ المالَ لأن يتلفه
وبقاءُ العزِّ للأموال مفنى
حذيتْ نعليك خدّاً ناقصٍ
حدّثته بك جهلاتُ التظنِّى
خابطٍ يصلدُ في الخطبِ وتوري
وحريصٍ يهدمُ المجدَ وتبني
راح سرح الهمِّ عنى عازباً
بك واستأسر للأفراح حزني
صدتني بالخلقُ الرحبِ وكم
قد تقبَّضتُ بخلقٍ لم يسعني
ما تخيَّلتك حتى جبتهم
باحثاً أقلبهم ظهرا لبطنِ
رطبتْ بالشكر صدقا شفتى
منذُ ألقيتُ إلى بحرك شنِّي
فتسمَّعْ فقراً أقراطَ أذنٍ
هي في أعدائها وقرة ُ أذنِ
من بنات السير لو أطلقها
حظُّها ما انتظرتْ سهلاً بحزنِ
يتبادرنَ مروقا من فمي
فكأن لم يتقيَّدن بوزنِ