الرئيسيةبحث

خُلْقٌ تحلَّى به سَلمانُ بيتِك من

خُلْقٌ تحلَّى به سَلمانُ بيتِك من

خُلْقٌ تحلَّى به سَلمانُ بيتِك من
المؤلف: أسامة بن منقذ



خُلْقٌ تحلَّى به سَلمانُ بيتِك من
 
أخلاقك الغر يا ذا البأس والنعم
مولى علاك وكم قد عاد شائهه
 
بيأسه من ملوك العرب والعجم
يقر بالملك للملك الذي نشر الـ
 
ـرحمن أيامه ظلا على الأمم
للصَّالحِ الملِكِ الميمونِ طائرُه
 
بِجيِده طوقُ مَنٍّ غيرُ منفَصِم
حمى ذويه وكم من باسط ليد
 
لولا حماه وكم من فاغر لفم
وذاد عنهم صروف الدهر إذ كلبت
 
عليهمُ، وهُمُ لحمٌ على وضَمِ
ونالَهم من تَوالِي سُحبِ نائِله
 
ما نال نبتَ الثَّرَى من وابلِ الدِّيَمِ
يا حاسِديه، اكِظمُوا، جِرَّاتِكم فأنا الّنـ
 
ـذير من أخذه إن هم بالكظم
إياكم عثرات البغي إن لمن
 
يبغيه يوماً يُوارى الشَّمسَ بالظُّلَمِ
حذار من مصرع الباغين قبلكم
 
فالسّيفُ منصلتٌ في كفِّ مُصْطَلِم
وفي تميم ومن والاه موعظة
 
إنذارُها يُسمع الأمواتَ في الرَّجَم
توهَّموا أَنَّ ضَارِي الأُسْدِ يَنفِرُ عن
 
عَرينِه لحشُودِ البُومِ والرّخَمِ
وما دَرَوْا أنَّه في حَجفلٍ لجَبٍ
 
من بأسِه، غيرُ هيَّابٍ ولا بَرِم
مُغامرٌ ترهبُ الآجالُ سطوتَه
 
وتَفرَق الأسدُ منه في حِمَى الأجَمِ
يستقبل الحرب بساماص وقد كشرت
 
بها المنيّة ُ عن أنيابها الأُرُمِ
يلقَى الأُلوفَ ويَحبُوها، ففي يَدِه
 
من العَطا والسُّطا بحرَاندًى ودَم
ما غركم بصدوق الظن يخبره الر
 
أْيُ الصحيحُ بما في الصدْرِ من سَقَم
يرى الضَّغائِنَ في قلبِ الحسودِ له
 
تدبُّ مثلَ ذَبيبِ النّارِ في الفَحَمِ
فإن سطَا عن يقينٍ، أو عفا كَرماً
 
فإنه خير ذي عفو ومنتقم
أدناكُم؛ فاعتليتُم عن ذَوي رحمٍ
 
وحاطكم فاغتديتم منه في حرم
وعمكم سيب جود منه نبه ذا الـ
 
ـخمول منكم وأغنى كل ذي عدم
كم غُمَّة ٍ كشفتْ عنكم صوارمُه
 
ولم يزل كاشفَ اللأْواءِ والغُمَم
لولاه، لا زَالَ عنكُم ظلُّه أبداً،
 
علمتُم كيف تأتى فجأة ُ النِّقَمِ
إن رابه منكم أمر فلا وزر
 
لكم ولا عاصم من سيله العرم
يا مالكاً مالكاً رقي بأنعمه
 
ومِلْكُ مثلِّيَ لا يُبتاعُ بِالقِيمِ
ما الشكرُ كُفءٌ لما أوليتَ مِن منَنٍ
 
وإن تسهل لي مستوعر الكلم
وإن أكن كزهير في الثناء فقد
 
علوتَ مجداً وجُوداً عن مدَى هُرِمِ
وإن تكُن مِدَحى وقفاً عليكَ فلا
 
تظنَّ أن ثَنائي منتهَى همَمِي
ففي يميِنك منِّي صارمٌ خَذِمٌ
 
يفري إذا كل حد الصارم الخذم
في حده حتف من ناواك وهو لمن
 
والاك منبجس بالبارد الشبم
فمُر بما شئتَ؛ ألقَى الأمرَ ممتثلاً
 
بهمَّة ٍ ما اعترتها فترة ُ الهِمَم
مجرِّباً طاعتى تجريبَ مُختبرٍ
 
إنّ التّجاربَ تجلو شُبهة َ التُّهم
فبذل نفسي عندي في رضاك فلا
 
حرمته بعض ما أنويه من خدمي
وحق ذاك لمن أنشرت أسرته
 
من بعدِ ما عدَّهُم من نَاخِر الرِّمَمِ
صرفتَ صَرفَ اللَّيالي دون غَشْمِهِمُ
 
وكفَّ بأسُك عنهم كفَّ مُهتَضِم
وأوصلْتُهم صلاتٌ من نَداك إلى
 
أرضِ الشَّاڑم، لقد أغربت في الكَرَمِ
وماالذي نِلتُ من نعَماك غاية ُ آمـ
 
مالي ولا منتهى حظي ولا قسمي
نيل العلا دون ما أرجوه منك كما
 
أنّ الغِنَى دون ما تحبوهُ من نِعَمِ
شرّفْتَني، فاعتلَى قدري، وأصحبَ لي
 
دَهري، وأصبحَ فيما رُمتُ من خَدَمِي
وطُلْت عَمَّن يُسامِيني، ففخرُهُم
 
أن يبلغوا إن سمت هماتهم قدمي
للّهِ درُّ طُروسٍ ضُمِّنت دُرَراً
 
أكرم بمنتثر منها ومنتظم
أضحت على مفرقي تاجاً وفي عنقي
 
تميمة ً من عَوادي الخطب والعُدُمِ
لفظُّ أرقُّ من الشَّكوى، وألطفُ مِلْ عُتـ
 
ـبى، وأشْهى من الإبلال في الألم
جرت لطافته من قلب سامعه
 
مجرى الهَوى من فؤادِ المغرمِ السَّدمِ
فصاحة ٌ أسمعَتْ مَن كانَ ذا صَمَمٍ
 
وحُسنُ معنًى أفاد الفَهمَ ذا اللَّمَمِ
ووشي خط حكى زهر الربيع سرت
 
أكمامُه عن بديعِ الفضلِ والحِكَمِ
لو كان حالِكُه لونَ الشَّباب لما
 
حالت نضارته بالشيب والهرم
يزيدُ سامِعَها تكرارُها شغَفا
 
بها وكم جلب التكرير من سأم
يا موجد الفضل والإفضال إذ عدما
 
حتى لقد أصبحَا نارين في عَلَمِ
مملوكُكُ الأصغرُ القِنُّ المبالِغُ في الإخـ
 
ـلاصِ، والسَّيرُ مقدودٌ من الأَدَمِ
لو نال ما يتمنى من مشيئته
 
مَشَى إليك خُضوعاً مِشية َ القلَمِ