خليلكَ من صفا لك في البعاد
خليلكَ من صفا لك في البعاد المؤلف: مهيار الديلمي |
خليلكَ من صفا لك في البعاد
و جارك من أذكَّ على الودادِ
و حظك من صديقك أن تراه
عدوا في هواك لمن تعادى
و ربَّ أخٍ قصيَّ العرق فيه
سلوٌّ عن أخيك من الولادِ
فلا تغررك ألسنة ٌ رطابٌ
بطائنهنَّ أكبادٌ صوادي
و عش إما قرين أخٍ وفيّ
أمينِ الغيب أو عيشَ الوحادِ
فإني بعدَ تجربتي لأمرٍ
أنستُ ولا أغشك بإنفرادي
تريدُ خلائقُ الأيام مكرا
لتغضبني على خلقي وعادي
و تغمرني الخطوبُ تظنُّ أني
ألين على عرائكها الشدادِ
و ما ثهلانُ تشرف قنتاه
بأحملَ للنوائب من فؤادي
تغربُ في تقلبها الليالي
عليّ بكلّ طارقة ٍ نادِ
إذا قلتُ آكتفت مني وكتفتْ
نزتْ بالداء ثائرة العدادِ
رعى سمنُ الحوادثِ في هزالي
كأنّ صلاحهن على فسادي
فيوما في الذخيرة من صديقي
و يوما في الذخيرة من تلادي
يذمُّ النومَ دون الحرص قومٌ
و قلتُ لرقدتي عنه حمادِ
و ما كان الغنيَ إلا يسيرا
لو أنّ الرزقَ يبعثه اجتهادي
و ضاحكة ٍ إلى شعرٍ غريبٍ
شكمتُ به فأسلس من قيادي
تعدُّ سنيَّ تعجبُ من بياضي
و أعجبُ منه لو علمتْ سوادي
أمانٍ كلَّ يومٍ في انتقاصٍ
يساوقهنَّ همٌّ في ازدياد
و فرقة ُ صاحبٍ قلقِ المطايا
به قلقُ المدامعِ والوسادِ
تخفضُ بعده الأيامُ صوتي
على لسني وتخفضُ من عمادي
و تخمدُ عن ضيوف الأنس ناري
و كنتُ بقربه واري الزنادِ
أقيمُ ولم أقمْ عنه لمسلٍ
و يرحلُ لم يسرْ منيّ بزادِ
كأنا إذ خلقنا للتصافي
خلقنا للقطيعة والبعادِ
أرى قلبي يطيش إذا المطايا
إلى الرابين ياسرهنَّ حادي
و لم احسب دجيلا من مياهي
و لا أنّ المطيرة َ من بلادي
و لا أني أبيت دعامي يحدو
إلى تكريتَ سارية َ الغوادي
و من صعداء أنفاسي شرار
تمرُّ مع الجنوب بها تنادي
أأحبابي أثار البينَ بيني
و بينكمُ مساخطة ُ الأعادي
سقت أخلاقكمُ عهدي لديكم
فهنَّ به أبرُّ من العهادِ
وردَّ على عندكمُ زمانٌ
مجودُ الروضِ مشكورُ المرادِ
أصابت طيبَ عيشي فيه عيني
فقد جازيتها هجرَ الرقادِ
فلا تحسب وظنك فيّ خيرا
بقايَ وأنت ناءٍ من مرادي
و لا أني يسرُّ سوادَ عيني
بما عوضتُ من هذا السوادِ
و كيف وما تلفُّ المجدَ دارٌ
نأتك ولا يضمُّ الفضلَ نادي
فإن أصبرْ ولم أصبر رجوعا
إلى جلدٍ ولم أحمل بآدِ
فقد تحنى الضلوعُ على سقامٍ
و قد تغضى الجفونُ على سهادِ
و كنتُ وبيننا إن طال ميلٌ
و إما عرضُ دجلة َ وهي وادي
إذا راوحتُ دارك لجَّ شوقي
فلم يقنعه إلا أن أغادي
فكيف وبيننا للأرض فرجٌ
يماطل طوله عنقَ الجيادِ
و معترضُ الجزيرة والخوافي
من القاطول تلمع والبوادي
وفودٌ من مطايا الماءِ سودٌ
روادفها تطول على الهوادي
إذا كنّ الليالي مقمراتٍ
فراكبهنّ يخبطُ في الدآدي
لهنَّ من الرياح الهوجِ حادٍ
و من خلجِ المياه العوجِ هادي
إذا قمصت على الأمواج خيلتْ
على الأحشاء تقمصُ أو فؤادي
فهل لي أن أراك وأن تراني
و هل من عدتي هي أو عتادي
سأنتظر الزمانَ لها ويوما
يطيل يدَ الصديق على المعادي
ظمئنا بعدكم أسفا وشوقا
كما جيدتْ بكم يبسُ البلادِ
لعل محمدا ذكرته نعمى
تراني ناسيا فيه اعتقادي
و عل اللهَ يجبرُ بالتداني
كسيرة َ قانطٍ حسبُ التمادي
و أقربُ ما رجوتُ الأمرَ فيه
على الله اعتمادك واعتمادي
فلا تعدمَ ولا يعدمك خلآ
متى ما تعدهُ عنك العوادي
يزرك كرائما متكفلاتٍ
بجمع الأنسِ قيل له بدادِ
نواحبَ في التعازي والتشاكي
حبائبَ للتهاني والتهادي
طوالعَ في سوادِ الهم بيضاً
طلوعَ المكرماتِ أو الأيادي
إذا جرتْ ذلاذلها بجوًّ
تضوع حاضرٌ منه وبادي
لها فعلُ الدروع عليك صونا
و في الأعداء أفعالُ الصعادِ
ربتْ يا آلَ أيوبٍ وأتت
ربايَ بكم على السنة ِ الجمادِ
فهل رجلٌ يدلُّ إذا عدمتم
على رجلٍ وفيّ أو جوادِ
وَ من أخذَ المحاسنَ عن سواكم
كمن أخذَ المناسبَ عن زيادِ