خلقت كما ترى صعب الثّقافِ
خلقت كما ترى صعب الثّقافِ المؤلف: بديع الزمان الهمذاني |
خلقت كما ترى صعب الثّقافِ
أريد يد المعاند في الخلاف
ولي جسد كواحة المثاني
له كبد كثالثة الأثافي
هلم إلى نحيف الجسم مني
لتنظر كيف آثار النحاف
ألم تر أن طائشة لظاها
نتيجة هذه القصب العجاف
صحبت الدهر قبل نبات فيى
فلا تغرنك خافية الغداف
نزلت من الزمان ومن بنيه
على غصنين من شجر الخلاف
فلم أصحب عدوّاً في صديق
ولم أشرب ذعافاً في سلاف
ولم أر غير معتنقين وجداً
وبينهما خلاف في غلاف
على شفتيهما ضحك التهاني
وفي كبديهما وخزُ الأشافي
ولو شاء الزمان قرار جاشي
لأسمعني نداء أخ مصاف
تركت بني المعاطف والزوايا
أريد بني الحشية واللحاف
ضربت صروفها أنفاً وعيناً
فألقيت المنى قسم الجزاف
وإن يكن الوزير سما إليها
بكاف من الكمال اللب كاف
فآخر قد تسنّم مرتقاها
بقاف في الرقاعة مثل قاف
ولا سيان في درج المعالي
إذا ميزت مرتفعاً وطاف
قواف لا أزوجهن إلا
مكارم لا تقاضاها القوافي
فياف لا الز بهن إلا
إلى صدر كأعطاف الفيافي
وضاق الذرع من منن ثقال
أعود بها على منن ضعاف
وقالوا ما وراءك قلت ما لم
تنله كف معط كف عاف
وامدح من قريضي الشعر عوداً
جنيت له الحوافر بالخفاف
فطرت ومن يمس بجناح مثلي
يطر والعود أحمد والتلافي
وزير الشرق أنبت لي جناحاً
عقابيّ القوادم بالخوافي
وأنزلني جوراً لالأزد ليثاً
ولقاني نصيباً في انصراف
ألا هل مبلغ هَمَدانَ أني
وردت الفلك من جهة السوافي
أودّع كعبة المحتاج منه
ولما أقض أسبوع الطواف
فإن أرحل فعن حسب كريم
وعن خلق كماء المزن صاف
أبا نصر نقصتك صاع قولي
بصاعِ الفعل من نعماك واف
متى يسطيع عد علاك لفظي
متى ينجز على البحرِ اغترافي