| → لاتأسفن على غدر الزمان | خبت نار نفسي المؤلف: الشافعي |
إذا سبني نذل ← |
| خبت نار نفسي باشتعال مفارقي | وأظلم ليلي إذ أضاء شِهابُها |
| أيا بومةً قد عششتْ فوق هامتي | على الرغم مني حين طار غُرابُها |
| رأيتِ خراب العُمرِ مني فَزُرْتني | ومأواك من كل الديار خرابها |
| أأنعمُ عيشاً بعدما حل عارضي | طلائعُ شيبٍ ليس يغني خِضابُها؟ |
| وعِزةُ عمرِ المرء قبل مشيبهِ | وقد فنيت نفسٌ تولى شبابها |
| إذا اصفرَّ لونُ المرءِ وابيضَّ شعرُهُ | تنغص من أيامه مستَطَبابُها |
| فدعْ عنك سواءات الأمور فإنها | حرامٌ على نفس التقي ارتكابُها |
| وأدِ زكاة الجاه واعلم بأنها | كمثل زكاة المال تم نِصابُها |
| وأحسن إلى الأحرار تملك رقابهم | فخير تجارات الكرام اكتسابها |
| ولا تمشين في مَنكِب الأرض فاخراً | فعما قليل يحتويك تُرابها |
| ومن يذق الدنيا فإني طَعمْتُها | وسيق إلينا عَذْبُها وعذابها |
| فلم أرها إلا غُروراً وباطلاً | كما لاح في ظهر الفلاة سَرابُها |
| وما هي إلا جِيفةٌ مستحيلةٌ | عليها كلابٌ هَمُّهن اجتِذابها |
| فإن تجتنبها كنت سِلما لأهلها | وإن تجتذبها نازعتك كلابها |
| فطوبى لنفسٍ أُودعت قعر دارها | مُغَلَّقَةَ الأبوابِ مُرخىً حجابها |