حَبيبي مالُو ثانِي
حَبيبي مالُو ثانِي المؤلف: أبو الحسن الششتري |
حَبيبي مالُو ثانِي
ولا علَيْهِ رقِيبْ
دنَا مِنِّي وأدْنانِي
حاضِرٌ لا يَغِيبْ
رضيب بالذِي يصْنعْ
وأسندْتَّ إلَيْهْ
وبهِ نَصِلْ وبهِ نقْطَع
وبهِ نُثْنى علَيْهْ
وبهِ نَرَى وبهِ نَسْمعْ
ورُوحِي بَيْن يَدَيْهْ
بِنِعْمَتِه يُغَذِّينِي
وعَيْشي بِهْ يَطِيبْ
أمَا نَفْرَحْ يا إِخْواني
بِذَا السِّرِّ الْعَجِيبْ
إِشَارَاتي لمحْبُوبي
وَرَمْزِي يَفْهَمُوا
ومَنْ لا يفْهمْ الْمَغنى
وَيجهَلْ عَلَّموا
وسِرُّ الحُبِّ والنَّجوى
عَنِ الْغَيرِ اكتُمُوا
فَسرُّ الحُبِّ رَبَّاني
ومَعْناهُ غَريبْ
أنا نهْواهْ ويهْوانِي
نناجِيهْ من قَريبْ
إِذا نخْلو بمحْبُوبي
نَغيب عَن الوُجُودْ
ونقْرَا سِرَّ مكْتُوبي
فقي صورةِ العُقُودْ
وبِهْ يحْلالِي مشروبي
وبِهْ نجْنِي الوُرودْ
أنا نسرْحْ في بُسْتاني
في رَيْحانْ وَطِيبْ
وثمَّ تَبرحْ أشْجَاني
ونَظْفَرْ بالحَبيبْ
تجَلاَّلي فابْصرتُوا
بِقَلْبي ذُو الجلالْ
ونادَاني فَلَبيْتُوا
وقالْ ليَّا تعالْ
بمرآتِي وعَايَنْتُوا
مُحَيَّاهُ كالْهِلاَلْ
وحَيَّانِي ولَبَّانِي
وقالْ لِيَّا أنيب
وانزِلْ يا أخا شَانِي
بمنزليَ الرَّحِيبْ
أيَا ناظِمْ هنِيئَا صُولْ
بموْلاكْ وافْتخَرْ
وسمَّعْ مَن لَهُ مَعْقُولْ
مَدِيحاً كالدرَرْ
وقُلْ لكل مَن يَعْذِلْ
ومَن غَابْ أوْ حَضرْ
أنا عَبْدُ لِسُلْطَانِي
إِلى يوْمِ العصِيبْ
عَسَى مَوْلاَيَ يرْحَمُنِي
وقَصْدِي لا يَخِيبْ