حبَّ إليها بالغضا نرتيعا
حبَّ إليها بالغضا نرتيعا المؤلف: مهيار الديلمي |
حبَّ إليها بالغضا نرتيعا
وبالنَّخيلِ مورداً ومشرعا
وبأثيلاتِ النَّقا طلائلاً
يفرشها كراكرا وأذرعا
تقامصُ البزلاءُ فيها بكرها
منْ المراحِ والصَّنيِّ الجذعا
منى ً لها لو جعلَ الدَّهرُ لها
أنْ تأمنَ الطَاردَ والمدعدعا
عزَّتْ فما زالَ بها جورُ النَّوى
والبيدُ حتى آذنتْ أنْ تخنعا
أمكنتْ منْ الخشاشِ آنفاً
ما طمعتْ منْ قبلُ فيها مطمعا
اللهُ يا سائقها فإنَّها
جرعة ُ حتفٍ أنْ تجوزَ الأجرعا
أسلْ بها الوادي رفيقاً انَّها
تسيلُ منها أنفساً وأدمعا
قدْ كانَ نام البينُ عنْ ظهورها
وضمَّ شتَّى شملها الموزَّعا
فعادَ منها مضرماً ألهوبهُ
لا بدَّ في طائرهِ أنْ يقعا
منْ بمنى ً وأينَ جيرانُ منى ً
كانتْ ثلاثاً لا تكونُ أربعا
راحوا فمنْ ضامنِ دينٍ ما وفى
وحالفٍ بالبيتِ ما تورَّعا
وفي الحدوجِ غاربونَ أقسموا
لا تركوا شمساً تضيءُ مطلعا
سعى بي الواشي إلى أميرهمْ
لا طافَ إلاَّ خائباً ولا سعى
لا وأبي ظبية َ لولا طيفها
ما استأذنتها مهجتي أنْ تهجعا
ولا رجوتُ بسؤالي عندها
جدوى سوى أنْ أشتكي فتسمعا
يا صاحبي سرُّ الهوى إذاعة ٌ
طرَّتْ خروقٌ سرَّثا أنْ ترقعا
إشرافة ً على قبا إشرافة ً
أو أجتهاداً دعوة ً أنْ تسمعا
يا طلقاءَ الغدرِ هلْ منْ عطفة ٍ
على أسيرٍ بالوفاءِ جمعا
سلبتموني كبداً صحيحة ً
أمسِ فردَّوها عليَّ قطعا
عدمتُ صبري فجزعتُ بعدكمْ
ثمَّ ذهلتُ فعدمتُ الجزعا
وأنتِ يا ذاتَ الهوى منْ بينهمْ
عهدكِ يومَ وجرة ٍ ما صنعا
لمَا ملكتِ بالخداعِ جسدي
نقلتِ قلبي وسكنتِ الأضلعا
وارتجعا إليَّ ليلة ً بحاجرٍ
أنْ تمَّ في الفائتِ أنْ يرتجعا
قالوا ألكنا فوعظنا صخرة ً
لا يجدُ الغامزُ فيها مصدعا
قلباً على العتبِ الرَّفيقِ مااعوى
لحاجة ٍ فيكَ وسمعاً ما وعى
قلتُ فما ظنُّكما قالوا نرى
أنْ ندعْ الدَّارَ لهمْ قلتُ دعا
فهو معَ اللَّوعة ِ قلبُ ماجدٍ
إذا أحسَّ بالهوانِ نزعا
قدْ باطنَ النَّاسَ وقدْ ظاهرهم
وضرَّهُ تغريرهُ ونفعا
وقلَّبَ الإخوانَ وافتلاهمُ
فلمْ يجدْ في خلِّة ٍ مستمتعا
بلى حمى اللهُ العميدَ ما حمى
عيناً بجفنٍ وسقاهُ ورعى
وصانَ منهُ للعلا منبتها الزَّ
اكي وشرعَ دينها المتَّعبا
والواحدَ الباقيَ في أبنائها
والثكلُّ قدْ أوجعها فيهمْ معا
ضمَّ فلولَ الفضلِ حتى أجتمعتْ
مفرَّقٌ منْ مالهِ ما اجتمعا
وانشرَ الجودَ الدَّفينَ مطلقُ ال
كفِّ إذا أعطى ابتداءً أتبعا
ودبَّرَ الأيَّامَ مرتاضاً بها
فلقَّبتهُ النَّاهضَ المضطلعا
وفى بما سنَّ الكرامُ في النَّدى
ثمَّ استقلَّ فعلهمْ فابتدعا
منْ طينة ٍ مصمتة ٍ طائيِّة ٍ
يطبعها المجدُ على ما طبعا
خلَّى الرِّجالُ حلبة َ الجودِ لها
والبأسِ قداماً وجاءوا تبعا
ومرَّ منها واحدٌ معْ اسمهِ
يفضحُ كلَّ منْ سخا أو شجعا
ولا ومنْ أولدهمْ محمَّداً
واختارهُ منْ غصنهمْ وأفرعا
ما خلتُ أنْ يبصرَ ضوءُ كوكبٍ
منْ هالة ِ البدرِ ابيهِ اوسعا
وأنَّنا نغفلُ ذكرَ حاتمٍ
في طيِّءٍ ونذكرُ المزرَّعا
حتى علتْ منْ بيتهِ سحابة ٌ
جفَّ لها ما قبلها وأقشعا
وامطرتْ منَ العميدِ مزنة ٌ
عمَّتْ فما فاتَ حياها موضعا
صابتْ حساماً ولساناً ويداً
بأيِّها شاءَ مضى فقطعا
مدَّ إلى أفقِ العلا فنالهُ
يداً تردُّ كلَّ كفٍّ إصبعا
والتقطَ السوددَ منْ اغراضها
فلمْ يدعْ لسهمِ رامٍ منزعا
تختصمُ الأقلامُ فيهِ والظُّبا
كلٌّ يقولُ بي بدا ولي سعى
ويدَّعيهِ الجودُ ما بينهما
لنفسهِ فيعطيانِ ما ادَّعى
أيقظكَ التَّوفيقُ لي وما أرى
في النَّاسِ إلاَّ الهاجعَ المضطجعا
وأجفلتْ عنِّي صروفُ زمني
مذ قمتَ دوني بطلاً مقنَّعا
وغرتْ للمجدِ التَّليدِ أنْ ارى
تقلُّلاً عندي أو تقنُّعا
ملأتُ وطبي فمتى أقرى القرى
لا أسقِ إلاَّ مفعماً أو مترعا
وكنتُ في ظلِّكَ أبدي جانباً
منْ جادة ِ البحرِ وأزكى مرتعا
فما أبالي حالبات المزنِ أنْ
تفطمني بعدكَ أو أنْ ترضعا
أغنيتني عنْ كلِّ خلقٍ أنفقُ ال
نِّفاقَ في ابتياعهِ والخدعا
وملكٍ مستعبدٍ بمالهِ
أحطُّ منْ عرضي لهُ ما رتفعا
غذا دعا مستصرخٌ برهطهِ
يدفعُ ضيمَ الدَّهرِ عنهُ مدفعا
ناديتُ في تاديَّ آلِ جعفرٍ
على نوى الدَّارِ فكنتُ مسمعا
وبتُّ أرعى منْ جنى إسعادكمْ
روضاً أريضاً وجناباً ممرعا
لبستُ عيشي أخضراً أسحبهُ
بينكمُ وكانَ رثَّاً أسفعا
ليالياً يحسبنَ أيَّاماً بكمْ
حسناً وأيَّاماً يخلنَ جمعا
فإنْ شكوتُ أنَّ حظِّي عاثرٌ
بعدكمُ فقلْ لحظِّي لا لعا