حاشاك من عارية ٍ تردُّ
حاشاك من عارية ٍ تردُّ المؤلف: مهيار الديلمي |
حاشاك من عارية ٍ تردُّ
ابيضَّ ذاك الشعرُ المسودُّ
أشرفَ بازيَّ على عزابه
حتى ذوي الغصنُ ولان الجعدُ
أتعبني بخاضبٍ مصددٍ
لو كان من هجومهِ يصدُّ
و ثالمٍ بلقطه ثنية ً
معروفة ً من يومها تسدُّ
يصبغ سوداءَ ودون أخذه
بيضاءُ تخفي تارة وتبدو
أخلقَ جاهي في ذوات الخمرِ مذ
ليثَ خمارٌ ليَ مستجدُّ
قلنَ وقد عتبتُ في وثائق
نقضنها ما غادة ٌ وعهدُ
نافى َ بك الشيبُ بطالاتِ الصبا
الليلُ هزلٌ والنهارُ جدُّ
فقلتُ نصلٌ لا يذمُّ عتقهُ
قلنَ فأينَ الماءُ والفرندُ
كان قناة ً فغدا حنية ً
ظهرك ما القضيبُ إلا القدُّ
سائل بني سعدٍ وأيّ مأثمٍ
لم يتقلدْ منكِ ظلما سعدُ
أهندُ قالت ملني وحلفتْ
تحللي حالفة ً يا هندُ
أمنكِ بين أضلعي جناية ٌ
أعجبْ بها نارا خباها زندُ.
وعدكِ لمْ أخلفَ يومَ بابلٍ
بل كان سحرا واسمهُ لي وعدُ
خصركِ صعفا واللسانُ ملقاً
دقا عليك أن يصحَّ عقدُ
ضاع الهوى ضياعَ من يحفظه
و مات مع أهل الوفاء الودُّ
أنجُ ربيحَ العرضِ واقعدْ حجرة ً
منفردا إن الحسامَ فردُ
كم مستريحٍ في ظلالِ نعمة ٍ
و أنت في تأميله تكدُّ
طالك بالمال ولو أريتهُ
صونا رآك معهُ تعدُّ
ملكتُ نفسي مذ هجرتُ طمعي
اليأسُ حرٌّ والرجاءُ عبدُ
و لو علمتُ رغبة ً تسوق لي
نفعا لخفتُ أن يضرَّ الزهدُ
جربتُ أخلاقَ الرجال فإذا
بسمحها مع السؤال نكدُ
و رمتُ أيديهم بكلَّ رقية ٍ
تلين والأيدي معي تشتدُّ
لم يعيني فضلٌ أداريهم به
و إنما أعيا عليّ الجدُّ
ما كان من شعشعَ لي سرابهُ
غرَّ فمي وقلتُ ماءٌ عدُّ
في الناس منْ معروفهُ في عنقي
غلُّ وفيهم من جداه عقدُ
مثلُ الحسينِ إن طلبتُ غاية ً
فاتت وهل مثلٌ له أوندِ
فات الرجالَ أن ينالوا مجده
مشمرٌ للمجدِ مستعدُّ
غلسَ في إثر العلا وأشمسوا
فجاء قبلا والنجومُ بعدُ
و من بني عبد الرحيم قمرٌ
كلُّ لياليه تمامٌ سعدُ
ما نطفة ُ المزنِ صفت طاهرة ً
أطيبُ مما ضمَّ منه البردُ
لابنهُ لا تلفِ القضيبِ عاسياً
و اصعبْ يزاحمك ثقيلا أحدُ
من المحامين على أحسابهم
بمالهم فالفقرُ فيهم مجدُ
لا يتمنون على حظوظهم
أن يجدوا دنيا إذا لم يجدوا
سخوا ولم تبن عليهم طيءٌ
و فصحوا ولم تلدهم نجدُ
كانوا الخيارَ وفرعتَ زائدا
و النارُ تعلو وأبوها الزندُ.
يا مؤنسي بقربه سلْ وحشتي
بعدك ما جرّ عليَّ البعدُ.
أكلَّ يومٍ للفراق فيكمُ
تعمدٌ يسوءني أو قصدُ
ما بين أن يحبرني لقاؤكم
حتى النوى فنعمة ٌ وجهدُ
و كيف لا وأنتمُ في نوبي
يدٌ وظهرٌ وفمٌ وعضدُ
ريشُ جناحي بكمُ مضاعفٌ
و حبلُ باعي منكمُ ممتدٌ
كم تحملون كلفي ثقيلة ً
كأنّ حملي ليس منه بدُّ
مبتسمين والثرى معبسٌ
بيضَ الوجوهِ والخطوبُ ربدُ
قد فضلتني سرفا ألطافكم
فحسبكم. لكلَّ شيءٍ حدُّ
أبقوا عليّ إنما إبقاؤكم
ذخرٌ ليومِ حاجتي معدُّ
شيبكمُ والنصفاءُ منكمُ
و الغرُّ من شبابكم والمردُ
في نجوة ٍ أيدي الخطوب دونها
بترٌ وأجفانُ الليالي رمدُ
أراك فيها كلَّ يومٍ لابسا
ثوبا من النعماء يستجدُّ
يزورك الشعرُ به في معرضٍ
منشدهُ يحسبُ طيباً يشدو
و ربما أذكرُ ما أنساكَ من
رسمي اتفاقٌ ساءني لا عمدُ
سيفكَ في الأعداءِ لمْ خلفتهُ
مجرداً ليس عليه غمدُ
و كيف طبتَ أن يرى فريسة ً
نفساً وأيامُ الشتاء أسدُ
يحتشمُ النيروزُ من إطلاله
و المهرجانُ يقتضيكَ بعدُ