جرد كرائم تلقى عن فوارسها
جرد كرائم تلقى عن فوارسها المؤلف: ابن النبيه |
جرد كرائم تلقى عن فوارسها
شبا الأسنة أعناق وهامات
مستشرفات بآذان مؤللة
لها إلى الثغر من دمياط حاجات
الويل للروم والإبرنس من ملك
له من النصر والتأييد عادات
أين المفر لسرب الروم من أسد
ضار له من رماح الخط غابات
دمياط طور ونار الحرب موقدة
وأنت موسى وهذا اليوم ميقات
أنت الصباح فمزق ليل كفرهم
واصبر ورابط فللأعمال نيات
ألق العصا تتلقف كل ما أفكوا
ولا تخف ما حبال القوم حيات
طأهم بجيشك لا تحفل بكثرتهم
فإنهم لبغات الطير أقوات
أصبتهم بسهام الرأي من حلب
وللمكائد من بعد إصابات
فطهر الله ذاك الثغر من قلح
أصابه وانجلت تلك الثنيات
تذكروا يوم صافيثا وما لقيت
من حد سيفك عرقا والقليعات
قتلا وأسرا وسبيا وانتهاب ثرى
لله كم أحسنت تلك الإساءات
شنتها غارة كالنار محرقة
المكفر وهي على الإسلام جنات
أثلجت صدر رسول الله وانكشفت
عن سرحة الدين والدنيا غمامات
لله من ثغر دمياط وبرزخها
فتح له تفتح السبع السماوات
يوم على الروم تنشي ريحه سحبا
أمطارهن مصيبات مصيبات
رأوا جيوش بني أيوب يقدمها
ليث له في جيوش الشرك هجمات
فللرماح كلاهم أو صدورهم
وللصوارم أعناق ولبات
تخلق البحر ذاك اليوم من دمهم
والموج ترقصه فيه المسرات
تفاءلوا أن عيسى نصرة لهم
فقلت بينهما فرق وأشتات
هذا تموت به أحياؤكم أبدا
وذاك يحيا به في الترب أموات
بوادر وهنوا من مس صدمتها
فكيف لو قد أتت منها النهايات
ثق يا أبا الفتح بالفتح المبين فلم
تخلق لغير أبيهن الفتوحات
عكا وصور إلى رؤياك عاطشة
فانهض فقد أمكنت منهن خلوات
واستخبر الريح منها إذ يسيره
إليك فهو سلام أو تحيات
الله أكرم أن تمسي مزامرهم
تتلى وتنسى من القرآن آيات
وأن يخور على القربان عجلهم
جهرا ويخفى أذان أو تلاوات
زلزل بغارتك الشعواء دارهم
فشيمة النجب الغر الإغارات
ما كل من طلب العلياء أدركها
ووافقت سعيه فيها سعادات وقال وهو بحلب ويمدح الملك العزيز صاحبها