الرئيسيةبحث

تفسير البحر المحيط أبي حيان الغرناطي/سورة الطارق

{ وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ } * { ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ } * { إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ } * { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ } * { خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ } * { يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ } * { إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ } * { يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ } * { فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ } * { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ } * { وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ } * { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } * { وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ } * { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً } * { وَأَكِيدُ كَيْداً } * { فَمَهِّلِ ٱلْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } طرق يطرق طروقاً: أتى ليلاً، قال امرؤ القيس:

ومثلك حبلى قـد طرقت ومرضعـاً    

وأصله الضرب، لأن الطارق يطرق الباب، ومنه المطرقة: وهي المبيعة، واتسع فيه فكل ما جاء بليل يسمى طارقاً، ويقال: أطرقفلان: أمسك عن الكلام، وأطرق بعينيه: رمى بهما نحو الأرض. دفق الماء يدفقه دفقاً: صبه، وماء دافق على النسب، ويقال:دفق الله روحه، إذا دعا عليه بالموت. التريبة: موضع القلادة من الصدر. قال امرؤ القيس:

مهفهفة بيضاء غير مفاضة     ترائبها مصقولة كالسنجنجل

جمعها بما حولها فقال ترائبها، وقال الشاعر:

والزعفران على ترائبها     شرقت به اللبات والنحر

وقال أبو عبيدة: وجمع تربية تريب، قال المثقبالعبدي:

ومن ذهب يبين على تريب     كلون العاج ليس بذي غصون

الهزل: ضدّ الجد،وقال الكميت:

تجـدّ بنـا في كل يوم وتهـزل    

أمهلت الرجل: انتظرته، والمهل والمهلة: السكينة، ومهلته أيضاً تمهيلاً وتمهل في أمره:اتأد، واستمهلت: انتظرته، ويقال مهلاً: أي رفقاً وسكوناً. رويداً: مصدر أرود يرود، مصغر تصغير الترخيم، وأصله إرواداً. وقيل: هو تصغيررود، من قوله: يمشي على رود: أي مهل، ويستعمل مصدراً نحو: رويد عمرو بالإضافة: أي إمهال عمرو، كقوله: {فَضَرْبَ ٱلرّقَابِ}، ونعتاً لمصدر نحو: ساروا سيراً رويداً؛ وحالاً نحو: سار القوم رويداً، ويكون اسم فعل، وهذا كله موضح في علمالنحو، والله تعالى أعلم. {وَٱلسَّمَاء وَٱلطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ * ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ * إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّاعَلَيْهَا حَافِظٌ * فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَـٰنُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَائِبِ * إِنَّهُعَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ * وَٱلسَّمَاء ذَاتِ ٱلرَّجْعِ * وَٱلاَرْضِذَاتِ ٱلصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ * إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهّلِ ٱلْكَـٰفِرِينَأَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً }. هذه السورة مكية، ولما ذكر فيما قبلها تكذيب الكفار للقرآن، نبه هنا على حقارة الإنسان، ثماستطرد منه إلى أن هذا القرآن قول فصل جد، لا هزل فيه ولا باطل يأتيه. ثم أمر نبيه بإمهال هؤلاءالكفرة المكذبين، وهي آية موادعة منسوخة بآية السيف. {وَٱلسَّمَاء }: هي المعروفة، قاله الجمهور. وقيل: السماء هنا المطر، {وَٱلطَّارِقِ }:هو الآتي ليلاً، أي يظهر بالليل. وقيل: لأنه يطرق الجني، أي يصكه، من طرقت الباب إذا ضربته ليفتح لك. أتىبالطارق مقسماً به، وهي صفة مشتركة بين النجم الثاقب وغيره. ثم فسره بقوله: {ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ }، إظهاراً لفخامة ما أقسمبه لما علم فيه من عجيب القدرة ولطيف الحكمة، وتنبيهاً على ذلك. كما قال تعالى: { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوٰقِعِ ٱلنُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } . وقال ابن عطية: معنى الآية: والسماء وجميع ما يطرق فيه من الأمور والمخلوقات.ثم ذكر بعد ذلك، على جهة التنبيه، أجل الطارقات قدراً وهو النجم الثاقب، وكأنه قال: وما أدراك ما الطارق حتىالطارق، انتهى. فعلى هذا يكون {ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ } بعضاً مما دل عليه {وَٱلطَّارِقِ }، إذ هو اسم جنس يراد بهجميع الطوارق. وعلى قول غيره: يراد به واحد مفسر بالنجم الثاقب. والنجم الثاقب عند ابن عباس: الجدي، وعند ابن زيد:زحل. وقال هو أيضاً وغيره: الثريا، وهو الذي تطلق عليه العرب اسم النجم. وقال علي: نجم في السماء السابعة لايسكنها غيره من النجوم، فإذا أخذت النجوم أمكنتها من السماء هبط فكان معها، ثم رجع إلى مكانه من السماء السابعة،فهو طارق حين ينزل، وطارق حين يصعد. وقال الحسن: هو اسم جنس لأنها كلها ثواقب، أي ظاهرة الضوء. وقيل: المرادجنس النجوم التي يرمى بها ويرجم. والثاقب، قيل: المضيء؛ يقال: ثقب يثقب ثقوباً وثقابة: أضاء، أي يثقب الظلام بضوئه. وقيل:المرتفع العالي، ولذلك قيل هو زحل لأنه أرقها مكاناً. وقال الفراء: ثقب الطائر ارتفع وعلا. وقرأ الجمهور: إن خفيفة،كل رفعاً لما خفيفة، فهي عند البصريين مخففة من الثقيلة، كل مبتدأ واللام هي الداخلة للفرق بين إن النافية وإنالمخففة، وما زائدة، وحافظ خبر المبتدأ، وعليها متعلق به. وعند الكوفيين: إن نافية، واللام بمعنى إلا، وما زائدة، وكل حافظمبتدأ وخبر؛ والترجيح بين المذهبين مذكور في علم النحو. وقرأ الحسن والأعرج وقتادة وعاصم وابن عامر وحمزة وأبو عمرو ونافعبخلاف عنهما: لما مشددة وهي بمعنى إلا، لغة مشهورة في هذيل وغيرهم. تقول العرب: أقسمت عليك لما فعلت كذا: أيإلا فعلت، قاله الأخفش. فعلى هذه القراءة يتعين أن تكون نافية، أي ما كل نفس إلا عليها حافظ. وحكى هرونأنه قرىء: إن بالتشديد، كل بالنصب، فاللام هي الداخلة في خبر إن، وما زائدة، وحافظ خبر إن، وجواب القسم هوما دخلت عليه إن، سواء كانت المخففة أو المشددة أو النافية، لأن كلاًّ منها يتلقى به القسم؛ فتلقيه بالمشددة مشهور،وبالمخففة { تَٱللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ } ، وبالنافية { وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا } . وقيل: جواب القسم {إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ }،وما بينهما اعتراض، والظاهر عموم كل نفس. وقال ابن سيرين وقتادة وغيرهما: {إِن كُلُّ نَفْسٍ } مكلفة، {عَلَيْهَا حَافِظٌ }:يحصي أعمالها ويعدها للجزاء عليها، فيكون في الآية وعيد وزاجر وما بعد ذلك يدل عليه. وقيل: حفظة من الله يذبونعنها، ولو وكل المرء إلى نفسه لاختطفته الغير والشياطين. وقال الكلبي والفراء: حافظ من الله يحفظها حتى يسلمها إلى المقادير.وقيل: الحافظ: العقل يرشده إلى مصالحه ويكفه عن مضاره. وقيل: حافظ مهيمن ورقيب عليه، وهو الله تعالى. ولما ذكرأن كل نفس عليها حافظ، أتبع ذلك بوصية الإنسان بالنظر في أول نشأته الأولى حتى يعلم أن من أنشأه قادرعلى إعادته وجزائه، فيعمل لذلك ولا يملي على حافظه إلا ما يسره في عاقبته. و{مِمَّ خُلِقَ }: استفهام، ومن متعلقةبخلق، والجملة في موضع نصب بـ: فلينظر، وهي معلقة. وجواب الاستفهام ما بعده وهو: {خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ }، وهومني الرجل والمرأة لما امتزجا في الرحم واتحدا عبر عنهما بماء، وهو مفرد، ودافق قيل: هو بمعنى مدفوق، وهي قراءةزيد بن عليّ. وعند الخليل وسيبويه: هو على النسب، كلابن وتامر، أي ذي دفق. وعن ابن عباس: بمعنى دافق لزج،وكأنه أطلق عليه وصفه لا أنه موضوع في اللغة لذلك، والدفق: الصب، فعله متعد. وقال ابن عطية: والدفق: دفع الماءبعضه ببعض، تدفق الوادي والسيل إذا جاء يركب بعضه بعضاً. ويصح أن يكون الماء دافقاً، لأن بعضه يدفع بعضاً، فمنهدافق ومنه مدفوق، انتهى. وركب قوله هذا على تدفق، وتدفق لازم دفقته فتدفق، نحو: كسرته فتكسر، ودفق ليس في اللغةمعناه ما فسر من قوله: والدفق دفع الماء بعضه ببعض، بل المحفوظ أنه الصب. وقرأ الجمهور: {يَخْرُجُ } مبنياً للفاعل،{مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ }: بضم الصاد وسكون اللام؛ وابن أبي عبلة وابن مقسم: مبنياً للمفعول، وهما وأهل مكة وعيسى: بضمالصاد واللام؛ واليماني: بفتحهما. قال العجاج:

في صلب مثـل العنـان المؤدم    

وتقدمت اللغات في الصلب في سورة النساء، وإعرابها صالبكما قال العباس:

تنقـل مـن صـالب إلى رحـم    

قال قتادة والحسن: معناه من بين صلب كل واحد من الرجل والمرأةوترائبه. وقال سفيان وقتادة أيضاً: من بين صلب الرجل وترائب المرأة، وتقدم شرح الترائب في المفردات. وقال ابن عباس: موضعالقلادة؛ وعن ابن جبير: هي أضلاع الرجل التي أسفل الصلب. وقيل: ما بين المنكبين والصدر. وقيل: هي التراقي؛ وعن معمر:هي عصارة القلب ومنه يكون الولد. ونقل مكي عن ابن عباس أن الترائب أطراف المرء، رجلاه ويداه وعيناه. قال ابنعطية: وفي هذه الأحوال تحكم على اللغة، انتهى. {أَنَّهُ }: الضمير يعود على الخالق الدال عليه خلق. {عَلَىٰ رَجْعِهِ}، قال ابن عباس وقتادة: الضمير في رجعه عائد على الإنسان، أي على رده حياً بعد موته، أي من أنشأهأولاً قادر على بعثه يوم القيامة لا يعجزه شيء. وقال الضحاك: على رده من الكبر إلى الشباب. وقال عكرمة ومجاهد:الضمير عائد على الماء، أي على رد الماء في الإحليل أو في الصلب. وعلى هذا القول وقول الضحاك يكون العاملفي {يَوْمَ تُبْلَىٰ } مضمر تقديره اذكر. وعلى قول ابن عباس، وهو الأظهر، فقال بعض النحاة: العامل ناصر من قوله:{وَلاَ نَاصِرٍ }، وهذا فاسد لأن ما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها، وكذلك ما النافية لا يعمل ما بعدهافيما قبلها على المشهور المنصور. وقال آخرون، ومنهم الزمخشري: العامل رجعه ورد بأن فيه فصلاً بين الموصول ومتعلقه، وهو منتمام الصلة، ولا يجوز. وقال الحذاق من النحاة: العامل فيه مضمر يدل عليه المصدر تقديره: يرجعه يوم تبلى السرائر. قالابن عطية: وكل هذه الفرق فرت من أن يكون العامل لقادر، لأنه يظهر من ذلك تخصيص القدرة في ذلك اليوموحده. وإذا تؤمل المعنى وما يقتضيه فصيح كلام العرب جاز أن يكون المعنى لقادر، وذلك أنه قال: {إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِلَقَادِرٌ } على الإطلاق أولاً وآخراً وفي كل وقت. ثم ذكر تعالى وخصص من الأوقات الوقت الأهم على الكفار، لأنهوقت الجزاء والوصول إلى العذاب ليجتمع الناس إلى حذره والخوف منه، انتهى. {تُبْلَىٰ } قيل: تختبر، وقيل: تعرف وتتصفح وتميزصالحها من فاسدها، و{ٱلسَّرَائِرُ }: ما أكنته القلوب من العقائد والنيات، وما أخفته الجوارح من الأعمال، والظاهر عموم السرائر. وفيالحديث: إنها التوحيد والصلاة والزكاة والغسل من الجنابة، وكان المذكور في الحديث هو أعظم السرائر، وسمع الحسن من ينشد:

سيبقى لها في مضمر القلب والحشا     سريرة ودّ يوم تبلى السرائر

فقال: ما أغفله عما في السماءوالطارق، والبيت للأحوص. ولما كان الامتناع في الدنيا إما بقوة في الإنسان، وإما بناصر خارج عن نفسه، نفى عنه تعالىما يمتنع به وأتى بمن الدالة على العموم في نفي القوة والناصر. {وَٱلسَّمَاء }: أقسم ثانياً بالسماء وهي المظلة. قيل:ويحتمل أن يكون السحاب. {ذَاتِ ٱلرَّجْعِ }، قال ابن عباس: الرجع: السحاب فيه المطر. وقال الحسن: ترجع بالرزق كل عام.وقال ابن زيد: الرجع مصدر رجوع الشمس والقمر والكواكب من حال إلى حال ومن منزلة إلى منزلة، تذهب وترجع، وقيل:الرجع: المطر، ومنه قول الهذلي:

أبيض كالرجع رسوب إذا     ما ناح في محتفل يختلي

يصف سيفاً شبهه بماء المطر في بياضه وصفائه، وسمي رجعاً كما سمي إرباً، قال الشاعر:

ربا شمالاً يأوي لقلتها     إلا السحاب وإلا الإرب والسبل

تسمية بمصدر آب ورجع. تزعم العرب أن السحاب يحمل الماءمن بحار الأرض ثم يرجعه إلى الأرض إذا أرادوا التفاؤل، وسموه رجعاً وإرباً ليرجع ويؤب. وقيل: لأن الله تعالى يرجعهوقتاً فوقتاً، قالت الخنساء:

كالرجـع في الموجنـة الساريـة    

وقيل: الرجع: الملائكة، سموا بذلك لرجوعهم بأعمال العباد. وقيل: السحاب، والمشهور عندأهل اللغة وقول الجمهور: أن الرجع هو المطر، والصدع: ما تتصدع عنه الأرض من النبات، ويناسب قول من قال: الرجع:المطر. وقال ابن زيد: ذات الانشقاق: النبات. وقال أيضاً: ذات الحرث. وقال مجاهد: الصدع: ما في الأرض من شقاق ولصابوخندق وتشقق بحرث وغيره، وهي أمور فيها معتبر، وعنه أيضاً: ذات الطرق تصدعها المشاة. وقيل: ذات الأموات لانصداعها عنهم يومالنشور. والضمير في {أَنَّهُ }، قالوا عائد على القرآن. {فَصْلٌ } أي فاصل بين الحق والباطل، كما قيل له فرقان.وأقول: ويجوز أن يعود الضمير في {أَنَّهُ } على الكلام الذي أخبر فيه ببعث الإنسان يوم القيامة، وابتلاء سرائره: أيإن ذلك القول قول جزم مطابق للواقع لا هزل فيه، ويكون الضمير قد عاد على مذكور، وهو الكلام الذي تضمنالأخبار عن البعث، وليس من الأخبار التي فيها هزل بل هو جد كله. {أَنَّهُمْ }: أي الكافرون، {يَكِيدُونَ }: أيفي إبطال أمر الله وإطفاء نور الحق، {وَأَكِيدُ }: أي أجازيهم على كيدهم، فسمى الجزاء كيداً على سبيل المقابلة، نحوقوله تعالى: { وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ ٱللَّهُ } { إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءونَ } { ٱللَّهُ يَسْتَهْزِىء بِهِمْ } . ثم أمر رسوله صلى اللهعليه وسلم فقال: {أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً }: أي انتظر عقوبتهم ولا تستعجل ذلك ثم أكد أمره فقال: {أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً }: أيإمهالاً لما كرر الأمر توكيداً خالف بين اللفظين، على أن الأول مطلق، وهذا الثاني مقيد بقوله: {رُوَيْداً }. وقرأ ابنعباس: مهلهم، بفتح الميم وشدّ الهاء موافقة للفظ الأمر الأول.