تعلمت من أجفانه نفثة السحر
تعلمت من أجفانه نفثة السحر المؤلف: إبراهيم أطيمش |
تعلمت من أجفانه نفثة السحر
فضمنته في كل قافية شعري
وعلمني سجع البلابل ورده
فيا روض خديه النضير أنا القمري
جرى في نثنيه الربيع أما ترى
تلون خديه بمختلف الزهر
ومرت على ألطافه نسمة الصبا
فمال وقلنا إنها نشوة الخمر
سكرت فما أدري أمن خمر ريقه
وقد ساغ أم من خمر مقتله سكري
وكررت ذكراه فلم تطف غلتي
وهل تنطفي نار الصبابة بالذكر
خذوا حذركم من حاجبيه فإنني
أخذت من السهم الذي راشه حذري
حمت ثغره الألمي عقارب صدغه
فيا ويل من يدنو لحامية الثغر
نصبت له القلب المعنى درية
ففاجأه من حيث يدري ولا يدري
وأرسل من تلك الجعود سلاسلاً
فأوقعن ذاك القلب في شرك الأسر
ونبأني مذ أرسل الجفن منذراً
على فترة أن الجفون من النذر
بخيلٍ ولكن في الزيارة واللقا
جواد ولكن في القطيعة والهجر
تبسم في وجه الدجى فأناره
وزينه بالدر مبسمه الدري
تموج ماء الحسن في صحن خده
نميراً فقلنا الماء سال على الجمر
أيا واهناً خصراً ومثر روادفاً
حناناً على ذاك الفقير من المثري
قطعتك أماراً على السخط والرضى
فأنت لدى الحالين ممتثل الأمر
وصرحت في شوقي فما نلت ساعةً
فما أنا خنساء البلابل يا صخري
لقد صرعتني أوجه قمريةٍ
وأدرك قلبي غزوة الحب في بدر
وآمنت في فتح العيون نواعساً
إا بنيت تلك العيون على الكسر
فيا فجر خديه المبين ضياؤه
أعيذك من ليل العذار إذا يسري
كشفت الدجى عنا وغردت صادحاً
بعرس علي طائر السعد والبشر
فتىً كرمت أعراقه فتطاولت
علواًعلى هام المجرة والنسر
مساعيه مثل الشهب حسناً ورونقاً
ولكنها جلت على العد والحصر
طلعن بأفق المكرمات صفاته
فلا نكر لو فاقت على الأنجم الزهر
لقد نظمت عقداً على منحر العلى
فأصبح وسط العقد من ذلك النحر
تربي بحجر الفضل طفلاً فأصبحت
مساعيه تنميه إلى البيت والحجر
تفرس منه عمه عفة الردى
فكان كما شاء الإباطيب الأزر
أخو المجد كفاه أماناً وملجأ
فيمناه من أمن ويسراه من يسر
تواضع فاستعلى على النجم راقياً
وأكبره الرائي وحاشاه من كبر
لقد ظهرت منه الضمائر مخلصاً
بأعماله للَه في السر والجهر
يرى النقل من أفعاله مثل فرضه
فلم يقتصر منها على الشفع والوتر
لياليه يحييها خشوعاً وخشيةً
فكل الليالي عنده ليلة القدر
تأمل بمعناه إذا رمت مدحه
فمعنى علي القدر جل عن الفكر
إذا هل أتى نص أتت بمديحه
فأين مقام الشعر من محكم الذكر
رسى حلمه طوداً ووقره الحجى
ولكنه طبعاً أرق من الخمر
إليك علي القدر شعري رفته
وإن لم أكن للشعر عندي من قدر
وما أنا ممن يبخس الشعر حقه
وقد قال خير الخلق إن من الشعر
ولكن رأيت الشعر في العصر دولةً
مضعضعةً من غير نهي ولا أمر
أما لأسود الشعر عذر إذا رأت
ثعالبه في غير ميدانها تجري
لك القلم المجوال إما مضاؤه
فأصدق في الهيجا من البيض والسمر
عليم بما خلف الحجاب محدث
بما كان في الأيام من عالم الذر
إذا استترت عنه معانيه أصبحت
على رغمها مهتوكة الحجب والستر
بسفر العلى يملي فتحسب أنه
عن الغيب ما يمليه في ذلك السفر
فكان كموسى قد أتى بيمينه
عصاً أبطلت ما يأفكون من السحر
قدم مالكاً عمر الزمان تحاط من
معاليك بأن المجد في عسكر بحر