بَانَتْ لَمِيسُ بِحَبْلٍ مِنكَ أقْطَاعِ
بَانَتْ لَمِيسُ بِحَبْلٍ مِنكَ أقْطَاعِ المؤلف: حسان بن ثابت |
بَانَتْ لَمِيسُ بِحَبْلٍ مِنكَ أقْطَاعِ،
واحتلتِ الغمرَ، نزعاً ذاتَ أشراعِ
وأصْبَحَتْ في بني نَصْرٍ مُجَاوِرَة ً،
تَرْعى الأبَاطِحَ في عِزٍّ وَإمْرَاعِ
كأنّ عَيْنيّ، إذْ وَلّتْ حُمولُهُمُ
في الفجرِ، فيضُ غروبٍ ذاتِ أتراعِ
هَلاّ سألتِ، هَداكِ اللَّهُ، ما حسَبي،
أمَّ الوليدِ، وخيرُ القولِ للواعي
هل أغفُرُ الذنبَ ذا الجُرْحِ العظيمِ، ولوْ
مَرّتْ عَجَارِفُهُ، مِنّي بأوْجاعِ
اللَّهُ يَعْلَمُ ما أسْعى لجُلّهِمِ،
وما يغيبُ بهِ صدري وأضلاعي
أسعى على جلّ قومٍ كان سعيهمُ
وَسْطَ العَشِيرَة ِ سَهْواً غيرَ دَعْدَاعِ
ولا أُصَالِحُ مَنْ عادَوا وأخْذُلُهُمْ،
ولا أغيبُ لهمْ يوماً بأقذاعِ
وقدْ غَدَوْتُ على الحانوتِ يصْبحُني
منْ عائقٍ مثلِ عينِ الديكِ شعشاعِ
تَغْدُوا عَليّ، ونَدْماني لِمِرْفَقِهِ،
نَقْضي اللذاذات من لهْوٍ وأسْمَاعِ
إذا نَشَاءُ دَعَوْنَاهُ، فَصَبّ لَنا
مِنْ فَرْغِ مُنْتَفِجِ الحيزُومِ رَكّاعِ
وقَدْ أرَاني أمَامَ الحيّ مُنْتَطِقاً
بصَارِمٍ مِثْلِ لَوْنِ المِلحِ، قَطّاعِ
تَحْفِزُ عَنّي، نجادَ السّيْفِ، سابغة ٌ،
فضفاضة مِثْلِ لَوْنِ النِّهِيِ بالقَاعِ
في فِتْيَة ٍ كسيُوفِ الهندِ أوْجُهُهُمْ
نحوَ الصريخِ، إذا ما ثوبَ الداعي