بكل عاد الرضي وابن العميد
بكل عاد الرضي وابن العميد المؤلف: جبران خليل جبران |
بكل عاد الرضي وابن العميد
والعلى بين مبديء ومعيد
يا إمام البيان نظما ونثرا
عيدك اليوم للنهى أي عيد
جاء في توبة الزمان إلى الشرق
وفي طالع أغر سعيد
يتبارى فيه القصيد جمالا
وافتنانا في وصف رب القصيد
علم ليس في طرابلس دون
سواها بالعبقري الوحيد
كم له في مناجع العلم من رائد
فضل وكم له من مريد
شاعر ينظم القلائد من در
يتيم ومن جمان نضيد
حاضر الذهن ما دعا الوحي لبى
من سماء الحجى بمعنى جديد
بنت فكر غراء بكر جلاها
مبدع عارف بسر الخلود
ذلك الشعر من رقيق ومن جزل
هو السحر في نظام فريد
يملأ السمع مطربات ومهما
يستعد زاد لذة المستعيد
راع ديباجة وراق انسجاما
وخلا من مآخذ التعقيد
أنجبت قبلك الحواضر إلا
أنها لم تجيء بعبد الحميد
غنيت بالعديد من نابغيها
وبفذ غنيت لا بالعديد
لست أنسى يوما تفيأت فيه
وارف الظل من ذراك المديد
وشجت مسمعي أفانين شدو
من تغني هزارك الغريد
ولقيت الأحباب والأهل في ساحات
أنس طلق وباحات جود
ذاك عهد ذكراه في النفس أبقى
من سواها في ذكريات العهود
وصفا صفو ذلك الخلق الطاهر
من وصمة ومن تفنيد
يا فخارا للرافعيين زكى
بطريف شأن الفخار التليد
فزها أصله المجيد بتاج
فاخر من نضار فرع مجيد
وعميدا بث الهداية في قوم
لهم تيههم بذاك العميد
هذبتهم آدابه وأراهم
أقوم السبل في شعاب الوجود
حبذا ملتقى الأفاضل من شتى
القرى واجتماعهم في صعيد
ذلك الاوج يا طرابلس الفيحاء
بلغته فهل من مزيد
تركت بين إلى الديار حنينا
وإلى قومها الكرام الصيد
فإليهم شكر على الدهر باق
من ذكور للمأثرات ودود
وإلى السيد الإمام ألوك
حمل القلب في حمول البريد
وعلى بلبل الشآم سلام
طيبته مصر بنفح الورود
صوته في وهادها ورباها
شائق الرجع شائع الترديد