► | مقدمة ☰ |
الحمد الله الذي اخترع الأشياء في غاية الإحكام ۞ وبهر العقول بما فيها من بدائع الانتظام ۞ ألم تر إلى السماء كيف بناها ۞ رفع سمكها بلا عمد فسواها ۞ واغطش ليلها واخرج ضحاها ۞ والأرض بعد ذلك دحاها ۞ اخرج منها ماءها ومرعاها ۞ والجبال أرساها ۞ أن في ذلك لآيات لأولي الالباب ۞ وارشادات من ليل الخطأ إلى نهار الصوب ۞ والصلاة والسلام على منبع ينابيع الحكمة والكمال ۞ ومسقط نقطة فلم الرسالة والجلال ۞ مركز دائرة الوجود ۞ ومطلع شمس التقى والجود ۞ سيدنا محمد الذي بعث باشكال الفضائل رحمة للعالمين ۞ وعلى آله الذين تنزه جوهر عنصرهم عن عرض يشين ۞ (أما بعد) فيقول العائذ بربه من كل وصمه ۞ المعتمد عليه في جميع شؤنه محمد عصمه ۞ أنه لما صدر الأمر الواجب الامتثال ۞ من سدة صاحب السعادة والاقبال ۞ سيف الله في أرضه ۞ القائم له بسنته وفرضه ۞ رئيس رؤساء العساكر الجهادية ۞ وطراز العصابة المحمديه ۞ حضرة الجناب الأكرم ۞ والوزير الأفخم ۞ الحاج ابراهيم باشا صاحب الفتوحات ۞ والنصر الذي لم يزل منشور والرايات ۞ سلالة الجناب المعظم ۞ والخديوي الأعظم ۞ الذي ادنى مناقبه اخرس البلغاء عن مقال ۞ وان حسن في ذلك قول من قال
| ||
ماذا اقول وكيف القول في ملك | قد فاق كل ملوك الاعصر الأول | |
محمد أنت أن حمدك مبتهلا | وأن طلبت لك العلياء أنت على |
كيف لا وقد تغنت بمدحة الورق على اغصان الإ بك ۞ وكان ذلك الأمر صادر إلى حضرة أمير اللواء أدهم بيك ۞ حبر العلوم الرياضية ۞ ومدير عموم المهمات الحربية ۞ ومركز دوائر افلاك الصناعات العلمية والعملية ۞ ومضمون ذلك الأمر أنه يترجم كتاب أصول الهندسة ۞ الجامع لملخص ما وضعه كل مهندس من القدماء وأسسه ۞ الذي ألفه فيلسوف زمانه ۞ وفريد نظرائه واقرانه ۞ المهندس لجاندر المشهور بأراضي فرانسا وأن تكون ترجمة من اللغة الفرنساوية ۞ إلى اللغة التركية ۞ وذلك لما أشتمل عليه من كثرة المعاني ۞ وقلة الالفاظ والمباني ۞ مع ما اختص به من حسن الترتيب ۞ وسهولة الأسلوب الغريب وأن ينتخب لتعليمه اثنى عشر تحريراً من أوردى الرجال ۞ يكون ثاقب فكرهم ۞ في غاية الجودة والكمال ۞ فبادر حضرة البيك المومي إليه بامتثال ذلك الأمر وسارع في انتخاب الجماعة موافقين لمدة الشهور في القدر ۞ وشرع في لترجمة والتعليم ۞ وتحقيق معاني ذلك الكتاب على طريق مستقيم ۞ وكنت ممن انتظم في سلك أولئك الجماعة ۞ وحصل كل منا على قدر ما له من البراعه ۞ ثم أمر حضرة المشار إليه أن يترجم من اللغة التركية ۞ إلى اللغة العربية ۞ ليعم نفعه بجميع الانام ۞ ويكون زيادة في قوة الإسلام ۞ وكنت بحمد الله اتقنت درايته غاية الإتقان ۞ بما أوضحة حضرة البيك المشار إليه من بديع البيان ۞ لأنني حالة التعليم جعلت آذاني صدفاً للآلى كلمه ۞ وقلبي وعاء لإلتقاط الدر من فمه ۞ فبادرت إلى ترجمته كما أمر ۞ مستعيناً بخالق القوي والقدر ۞ وهذا أوان الشروع في المرام ۞ ونسأل الله حسن الختام ۞