نريد بالالفاظ النصرانية واليهودية، ما دخل اللغة العربية من الاصطلاحات الدينية لأهل الكتاب، وخاصة بعد ان نُقلت التوراة، والانجيل الى اللسان العربي.. فقد كانت لغة الدين المسيحي قبل الاسلام السريانية، واليونانية، والقبطية.. ولغة اليهود العبرانية، على تفاوت في استخدام الواحدة دون الأخرى، واختلاف ذلك باختلاف العصور والاماكن.
فلما جاء الاسلام، وانتشر المسلمون في العراق، والشام، ومصر، وتسلطت اللغة العريبة، وأخذت تلك اللغات تتقهقر، حتى توارت.. ولم يبق منها الا آثار قليلة في بعض الطقوس، فالمسيحيون أصبحت العربية لغتهم، ولكنهم لم يستطيعوا التعبير بها عن كل اصطلاحاتهم الدينية، ولما ترجموا التوراة والانجيل الى العربية، أبقوا كثيرا من الالفاظ الدينية على لفظها ومعناها.. على ان كثيرا من الالفاظ النصرانية دخلت اللغة العربية في العصر الجاهلي، كالقسيس، والدير، والتوراة، والانجيل، وغيرها.
الالفاظ الدينية والسريانية
واليك اشهر الالفاظ النصرانية واليهودية التي دخلت اللغة العربية وأصلها سرياني، او كلداني، مرتبة على حروف الهجاء، وقد يشتبه بعضها بالاصل العبراني، او ربما كان بعضها عبرانيا.. وقد وصل العربية على يد السريان.
آب بالمد لاسم الله | بحران | تفشرة | جهنم |
عز وجل | برخ | توبة | حانوت |
اسطوانة | برنسآء | توراة | حَبر |
آمين | ترعة | تيمن | دين بمعنى حكم |
أنبا | تلميذ | جالوت | دير |
باعوث | تنور | جبروت | رشم الطفل |
زياح | صحاح | قداس | مزمور |
زيق | صراط | قربان | مشحة |
ساعور | صلوت | قسِّيس | ملكوت |
تسبيح | طاغوت | قيامة | ميمر |
سبط | طوبى | كاروز | ناسوت |
سعانين | طور | كرَّاس | ناطور |
سِفر | طوفان | كنيسة | ناقوس |
سفسير | عرّاب | كهنوت | نياحة |
سليح | عروبة | كورة | يم |
سنور | عماد | لاهوت | يوناني |
شبين | غفَّارة | مار | |
شمَّاس | فِصح | مرعزَّا |
فضلا عن أسماء الشهور الشمسية مثل: كانون، وتشرين، وأيلول. ومن الألفاظ النصرانية، ماهو من أصل يوناني دخل العربية إما رأسا أو بواسطة اللغة السريانية، مثل قولهم: انجيل، وهرطقة، وأسقف، ومطران، وطقس، وطغمة، وقس على ذلك..
التراكيب او العبارات النصرانية
نريد بهذه التراكيب ما دخل العربية من اساليب اللغة السريانية، والعبرانية، واليونانية، وخاصة ترجمة التوراة، وهي كثيرة نأتي بأمثلة منها:
فمن التراكيب العبرانية قولهم:
- قال في قلبه (: أي تفكّر).
- واستراح الله من جميع عمله الذي عمله.
- من جميع شجر الجنة تأكل أكلا... واذا أكلت موتا تموت.
- وحدث بعد أيام أن قام قايين قدّم أثمارا.. وحدث اذ كانا في الحقل ان قايين قام على اخيه..الخ.
- فيكون اذا رآك المصريون انهم يقولون: هذه امرأته.
- صنع له خيرا وصنع له شرا (: بدل أحسن اليه أو أساء).
- ورفع عينيه ونظر.
- وصار كلام الرب الى ابرام قائلا.
- قد وجد نعمة في عينيه.
- حسن ذلك في عيني الله.. وقبح ذلك في عيني الله.
- فتح فاه وعلمهم.
ومن التراكيب اليونانية قولهم:
- هكذا مكتوب بالنبي.
- وهي تلك الايام جاء يوحنا المعمدان.
- ثم أصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس.
- وفيما هو خارج من الطريق ركض واحد وجثا له.
- تكلم الرب بفم أنبيائه.
وربما كان في بعض هذه التراكيب مسحة غير يونانية لاعتماد اكثر مترجمي الاناجيل على بعض ترجماتها في اللغات الاخرى فضلا عن الاصل اليوناني.. على اننا لا نعد هذه التراكيب مما يستحسن اقتباسه والنسج على منواله، وانما هو خاص في لغة الكتاب المقدس أدخله المترجمون لاضطرارهم الى المحافظة على النص الحرفي.