الرئيسيةبحث

الطنايا

قصيدة الطنايا للشاعر محمد العوني


حول الشاعر

محمد العبدالله العوني شاعر نبطي شهير، ولد في قريه الربيعية شرق مدينة بريدة بمنطقة القصيم وسط الجزيرة العربية عام 1845 [1] وكان شاعراً سياسياً ليس له ولاء لحكومة معينة من حكومات الجزيرة، بل يسير وفق مصلحته الحاضرة، وقصائده تدل على ذكاء شديد ودبلوماسية فائقة يتوصل بها لما يريد.

ومن ضمن الأطراف التي والاها العوني : آل رشيد في حائل، آل صباح في الكويت، آل سعود، و ال أبا الخيل أمراء بريده في القصيم. وعندما أكمل عبدالعزيز آل سعود احتلاله للجزيرة العربية قبض على العوني وأودعه السجن حتى مات فيه قرابة عام 1930 . خصوصاً وأنه كان في المرحلة الأخيرة من حياته موالياً لـ آل رشيد، وهذه القصيدة كتبها العوني قبل سقوط حائل بأشهر [2].

حول القصيدة

كتبت هذه القصيدة في يوم ما من عام 1921، حيث كانت تشهد مدينة حائل عاصمة آل رشيد هجمات متكررة من بدو الإخوان كلفهم بها عبدالعزيز آل سعود أثناء قيامه بحشد جيوشه وتوجيهها إلى حائل، وفي تلك الأوقات العصيبة حصل خلاف بين بعض العشائر الشمرية التي كانت تسكن جوار المدينة وهي طرف قوي في الجيش الحائلي، وبين الأمير محمد الطلال الرشيد أمير حائل. ما جعل عشائر من قبيلة شمر تقرر الهجرة إلى العراق واللحاق بأبناء عمومتهم الذين هاجروا إلى هناك من قبلهم. فاستخدم الأمير محمد الطلال الرشيد، الشاعر محمد العوني ليكتب قصيدة يستنهض بها همم أبناء قبيلة شمر الراغبين بالرحيل، ليعودوا ويقفوا مع أبناء عمومتهم أهالي حائل، والذين كانوا تحت حصار جيوش عبدالعزيز آل سعود.

فكتب العوني هذه القصيدة، التي سرعان ما أصبح لها مفعول السحر، فأعادت آلاف الشمامرة إلى حائل، فأخروا استسلام المدينة المحاصرة لأشهر عدة قبل أن تسقط حائل.

نص القصيدة

[ النص كما ورد برواية محمد سعيد كمال في الأزهار النادية من أشعار البادية،الجزء الثالث، ص 77 - 81 ].

(لمعرفة معنى وشرح المفردة أنقر على الرقم بجانبها لتنتقل إلى شرحها في الهوامش أسفل الصفحة، ويمكنك العودة من الهوامش إلى البيت الذي توقفت عنده بالنقر على السهم الذي ستجده بجانب عبارة الشرح في الأسفل).

عزّي لقلبٍ كلما قرّب الليل

عليه صارنّ [3] الدقايق [4] جلايل [5]

أعتاض [6] عن طيب الكرى [7] بالتعاليل [8]

بأفكارْ.. وأذكارٍ وقولٍ وقايل

والعين كن [9] بموقها [10] يُدرَج [11] الميل [12]

عيّت [13] تطيق النوم من فور جايل

على بني عمّي [14] سنادي [15] عن الميل [16]

نطاحة الكايد [17] كبار الوهايل [18]

أقفوا [19] كما مزنٍ ثقيل المخاييل [20]

من زاعج الغربي [21] حدر له شعايل

شمّر مقابيس المنايا [22] هل [23] الخيل

عُصم الروايا [24] مقحمين الدبايل

يا دار ! [25] وين أهل المهار المشاويل؟ [26]

أهل النزول اللي تعزّ النزايل [27]

بكيتهم يوم ارتكم [28] فوقي [29] الشيل [30]

وذكرتهم يوم أقبل الضد [31] صايل [32]

وصاح الصياح وطوحنّ الهلاهيل [33]

وهلّت دموع معكرشات الجدايل [34]

وقلت أبشرن ما دام بالعمر تمهيل [35]

ما دام ما رُزّت [36] عليّ النصايل [37]

لا تبكن الوحدة وقلّ [38] الرجاجيل [39]

ما دام عين الله علينا تخايل [40]

وظهرت أنا [41] بإسم العصاة المشاكيل [42]

لو هم [43] قليلٍ يدركون [44] الجمايل [45]

هم حاصلي [46] لا كمّلنّ المحاصيل [47]

غوش الجبل [48] خزني [49] غلامين حايل [50]

باعوا عزيز العمر دون المضاليل [51]

وحموا حماها [52] مقدمين الفعايل [53]

قالوا عليهم [54]قلت زجّوا هل الخيل [55]

وقهرتهم غصبٍ [56] ووردوا غلايل [57]

وأدنيت [58] هجنٍ [59] يقربنّ المحاويل [60]

هوجٍ هجاهيجٍ هجافٍ نحايل [61]

علاكمٍ [62] تُطرب قلوب المراسيل

خفقات [63].. رفقاتٍ صلابٍ جلايل [64]

قلايصٍ عوصٍ صعاصع شماليل [65]

من سلسلة نسل السباق السلايل [66]

الصبح [67] مدن [68] كنهن جولة الريل [69]

فيح [70] علت من فوقها [71] رجال حايل [72]

وصبح أربعٍ [73] تلفى [74] نزول كما الليل [75]

شمر إلى [76] عدّت فروع القبايل

أدنى بالأدنى خبّروهم بتفصيل [77]

لا تسفهون صغارهم [78] والجمايل [79]

ولازمٍ شافوا ركابٍ مقابيل

تلزمهم النشدات [80] عن سكن حايل [81]

قولوا لهم يا مقبلينٍ على حيل [82]

نجدٍ [83]وأهلها يطلبون الأوايل

جونا [84] هل [85] العارض [86] بقومٍ كما السيل [87]

يبغون [88] دارٍ [89] هابها [90] كل عايل [91]

وجرى لنا يومٍ [92]بـ "ياطب" [93] به الشيل [94]

يطيح [95] ما تثنى عليه الرحايل [96]

واضفى على [97] عكّاش [98] مثل الهماليل [99]

يا طول ما حنا لهم بالأوايل [100]

وين الطنايا ؟ [101] وين شرّابة الهيل؟ [102]

وين الجمال اللي تشيل الثقايل؟ [103]

وين السيوف اللي تعدّل عن الميل؟ [104]

وين الرماح اللي نحَت كل عايل؟ [105]

وين النشامى والعصاة المغاليل ؟ [106]

وجميع من ضربه تضيع الدلايل؟ [107]

نشرب بهم صافِ القراح الشهاليل [108]

وننزل بهم غصبٍ على كل طايل [109]

غلبا ! [110] ترى بلدانكم لبْسَت النيل [111]

تنخى [112] الرجال مكرمين الأصايل

تنخى هل العادة [113] كرام الأسابيل [114]

يوم التعازي والدخن له صلايل [115]

قلته وأنا معكم على العدل والميل [116]

لعلّ ما نعتاض عنكم بدايل [117]

تمّت [118] وصلوا عد وبل المخاييل [119]

على نبي الحق [120] ما زال زايل [121]

[122].

هوامش

  1. أنظر موقع الضويحي الأدبي : الشاعر محمد العوني.
  2. الأزهار النادية من أشعار البادية - محمد سعيد كمال - الجزء الثالث ص 77 .
  3. أصبحن.
  4. الأمور السهلة البسيطة.
  5. أمور شديدة كبيرة.
  6. أعوّض نفسي.
  7. النوم.
  8. أحاديث النفس.
  9. كأن.
  10. بطرفها.
  11. يُدخل بقوة.
  12. قالب من النحاس كالإبرة الكبيرة غير أن رأسه غير مدبب، يستعمل لـ تكحيل العينين.
  13. رفضت.
  14. أي من أجل أبناء عمي.
  15. مسندي وحاجزي
  16. عدم الإعتدال.
  17. أي المواجهين للصعاب.
  18. أي ذوي المجالس الكبيرة.
  19. إبتعدوا.
  20. أي كما السحابة المثقلة بالأمطار.
  21. زاعج مكان في حائل.
  22. أي مسببو المنايا وجالبو الموت للأعداء.
  23. أهل.
  24. أي ذوي الآراء المعصومة.
  25. يقصد حائل.
  26. أي أهل الخيل الأصيلة.
  27. أي أصحاب المنازل التي تعزّ الأرض التي تشيّد بها.
  28. تراكم.
  29. أي على ظهري.
  30. الحمل والمسؤولية، وهو يتحدث بلسان الأمير محمد الطلال الرشيد، أمير حائل.
  31. العدو.
  32. صائلاً يريد الهجوم والقتل.
  33. أي صاحت الفتيات.
  34. معكرشات الجدايل يقصد بهن النساء والفتيات ذوات الشعر المجعّد.
  35. مهلة.
  36. نُصبت على رأسي.
  37. من النصايب، وهي أحجار القبر.
  38. قلة.
  39. الرجال.
  40. تراقب وتنظر.
  41. أي أصبحت أميراً وظاهراً، وهو يتحدث بلسان الأمير.
  42. أي أميراً بإسمكم، والعصاة المشاكيل واردة هنا للمدح وتعني العصاة الذين لا يخضعون لسلطة متسلط، بل يسببون المشاكل حتى يعود حقهم.
  43. لو أنهم.
  44. يحصلون على.
  45. الأمور الكبيرة.
  46. أي حصيلتي وما أراهن عليه.
  47. عندما يكون للآخرين قوة يراهنون عليها.
  48. الغوش : الذهب. والجبل يعني حائل.
  49. ما يحق لي اختزانه لندرته وغلاءه.
  50. أي أبناء حائل وشبابها.
  51. أي قدموا أعمارهم دون أراضيهم التي يستظلون بها.
  52. أي قاموا بحماية حدود حائل
  53. أي ذوي الإقدام.
  54. أي قال الأعداء : فلنهاجمهم.
  55. فقلتُ، وهو يتحدث بلسان الأمير، فلتزجوا بأهل الخيل أي الفرسان إلى المعركة.
  56. فاستطعت قهرهم غصباً.
  57. وعادوا عطاشى لم يحصلوا على مرادهم.
  58. قرّبت.
  59. جِمال.
  60. أي يجعلن البعيد قريبا.
  61. أوصاف للجمال ونياق السفر.
  62. وصف للجمال.
  63. أي تسير بخفقان مستمر.
  64. أي رفيقات ولكن صلبات وعظيمات ويعني النياق.
  65. أيضاً هذه أوصاف للجمال والرواحل.
  66. يعني أيضاً تلك النياق.
  67. الصباح.
  68. بدأن الرحلة.
  69. كأنهن جولة الريل، والريل غير معروف ربما هو القطار باللغة الانجليزية وهو يشبه فعلا مسيرة الابل من بعيد !
  70. جمع لوصف فيحاء ويقصد النياق.
  71. أي اعتلى على ظهورها.
  72. رجال مدينة حائل.
  73. في الصباح الرابع، أي بعد أربعة أيام.
  74. تصل.
  75. تنزل إلى المعسكر كأنها الليل ويعني قبيلة شمر كما يأتي في الشطر التالي.
  76. تأتي بمعنى : عندما أو إذا.
  77. أي أخبروا جميع أبناء هذه القبيلة وأبدأوا بصغارهم وشبابهم.
  78. أي لا تتجاهلوا الصغار.
  79. والكبار.
  80. أي يلزمهم السؤال.
  81. عن مدى قربهم من مدينة حائل.
  82. الحيل هي النياق.
  83. منطقة نجد في الجزيرة العربية وكانت خاضعة لحكم حائل.
  84. أتونا.
  85. أهل.
  86. العارض : الرياض وما حولها من القرى.
  87. أي بجيش عرمرم كأنه السيل.
  88. يريدون.
  89. مدينة.
  90. خاف من الإقتراب منها.
  91. كل باحث عن المشاكل.
  92. يوم: أي معركة.
  93. ياطب: اسم مكان بالقرب من حائل.
  94. قطع الرقاب وحملها عن الأجساد ويقصد رقاب الأعداء.
  95. يسقط.
  96. قبل أن تنثني وتحميه راحلته، ويعني هنا أن ضربهم لرقاب الأعداء يتم بسرعة لا يكاد يثبت فيها الرأس على الجسد.
  97. أي سار نحو
  98. اسم مكان بالقرب من حائل.
  99. مثل الأمطار.
  100. ما أطول ما كنا نقف بوجوههم منذ القدم.
  101. الطنايا لقب لقبيلة شمر. والشاعر يتسائل : أين الطنايا؟!
  102. أين شاربو الهيل ؟ وذلك دلالة على الثراء والتمدن إذ أن الهيل نبات غال الثمن لا يستخدمه مع القهوة سوى الأثرياء الأعزاء.
  103. أين الجمال التي تحمل ثقيلات الأمور، والجمال كناية عن أبناء القبيلة.
  104. أين أصحاب السيوف التي تعدّل الأخطاء وتعيد الأمور إلى نصابها؟
  105. أين الرماح التي أبعدت كل باحث عن المشاكل؟
  106. النشامى : صفة للرجال النبلاء. العصاة المغاليل: العاصون لطاعة التسلط والإذلال والذين يشتعلون غليلاً عند الإهانة.
  107. ومن غير أفراد القبيلة هناك توابع القبيلة الذين تضيّع ضربات سيوفهم كل دليل.
  108. أي بوجودهم وتحت حماية هؤلاء المتقدمة أوصافهم كنا نشرب الماء القراح الزلال الصافي. "الماء مصدر قوة وثروة ونفوذ في الصحراء".
  109. ونتخذ تحت حمايتهم أيضاً منزلاً في أي مكان نريده من الأرض وبالقوة والفرض على كل من يحاول التطاول.
  110. غلبا : نداء ولقب لقبيلة شمر، مأخوذ من كثرة غلبهم للأعداء.
  111. أي بلداتكم في حائل لبست اللون الغامق (اللون النيلي)، دلالة على حالتهم تحت الحصار.
  112. ترجو.
  113. أي أهل العادة بالشجاعة والإقدام.
  114. أي ذوي الطرق الكريمة.
  115. أي ترجوهم لهذا اليوم الذي تكثر فيه التعازي لكثرة القتلى والبنادق ذات الدخان (أم فتيل) صوتها يصول بالأنحاء.
  116. أي أقول هذا وأنا معكم على الصواب والخطأ
  117. ولعلنا لا نحتاج عنكم عوضاً نستبدله بكم.
  118. أي انتهت القصيدة
  119. وصلوا على محمد عدد قطرات الأمطار.
  120. يعني محمد.
  121. أي ما دام الزوال موجوداً !
  122. إعداد رباح الطائي.