► | طبعتان للرسالة: 1- مكتبة الجهاد الكبرى بأول الفجالة بالقاهرة والشامي بالمنصورة، مطبعة الفجالة الجديدة دت، 2- تحقيق عبد الوهاب طويلة، دار القلم دمشق الطبعة الأولى 1410 - 1989 | ☰ |
الحمد لله الذي اختص لذاته العلية بقوله السامي: (لا يسأل عما يفعل وهم يسئلون) وجعل الناس أحزابا وفرقا. وقد تراهم بجهل وعلم كافة إليه يسألون. وأرسل إليهم رسلا وأنبياء جمة، وأحصى معناهم بمحمد خاتم المرسلين. وأمرنا بالصلاة والسلام عليهم وعلى آلهم وأصحابهم أجمعين.
أما بعد فهذه الرسالة المسماة السَبِيعية، الحاوية لسبعتين من القضايا التنبيهية قد تتعلق بجواب يفيد معرفة واستدلالا لزوميا للأحكام التوراتية بالشرائع القرآنية، على سؤال يرد من أحبار اليهود البواقي، من الملة الإسرائيلية، إلى رجل مهتد إلى الديانة المحمدية.
صورة السؤال:
ألا يا حبيبي: ما الذي ألجأك إلى أن تترك دين آبائك وأجدادك وتوراتهم وشريعتهم، وتنتقل إلى دين الكوئيم دين الإسلام، الذي كنت تبغضه وتشنؤه، كما نحن الآن جماعة اليهود، ونكره الدخول فيه؟.
صورة الجواب:
ألا يا بني إسرائيل، يا أقربائي وبني جنسي: إني أعلمكم بأن الذي ألجأني إلى أن أترك ما عندكم وأدخل في دين الإسلام هو مركب من سبعة قضايا:
أولها: أني فحصت الفحص البليغ، وتركت الغرض والعناد القبيح، فوجدت كلام الأنبياء عليهم السلام وإشاراتهم عن هذا النبي العظيم محمد، الذي اتبعته هي منطبقة عليه من كل الجهات، ثم هذه النبؤات التي رأيتها في كتب الأنبياء وسمعتها، فعلى ظني أن ليس عليها مرد مطلقا، ولا ناقض بوجه الحق، وهي من سيدنا موسى وأشعيا وداود وزكريا وغيرهم.
ثم مفردات هذه الشهادة مفندة في محلات كثيرة من كتب المباحثات والمجادلات في هذا المعنى مأخوذة من التوراة عينها.
فمن جملة ما ذكرت التوراة في سفر التكوين المسمى بالعبراني (باراشيب) بأن لسيدنا إسحاق جد الأنبياء بركة واحده، وذكرت لسيدنا إسماعيل جمله بركات، وعليكم يا أحبائي بمراجعتها.
وثاينها: إن قبل مطالعتي لهذه البراهين كان دائما يخطر لفكري – كما الآن يخطر لفكركم – وكنت أقول لذاتي بأن توارتنا وزبورنا ونبوات أنبيائنا لم يوجد فيها أدنى إشارة عن نبي المسلمين.
ولكن بعد مدة مديدة من الزمان راجعت ذاتي وقلت في عقلي: وَيْه وَيْه، كيف نبي مثل هذا الذي تبعته ألوف وكرات ومليونات، وشعوبه وأمته أكثر بكرات من شعوب موسى، وتبشيره للناس وإنذاره بترك الكفر والحث على الإيمان بالله، ومجاهدته وغيرته الشهيرة، أيهمل ويترك، وينسى من الذكر عند أنبياء بني إسرائيل؟
فهذا القول بهذا الشكل الذي يعلمنا فيه أحبارنا والحاخاميم هو مضاد لكل عقل سليم، بحيث إن أنبياء بني إسرائيل أنبأوا عن أشياء كثيرة كلية وجزئية، والإشارة عن هذا النبي هي من الأشياء الكلية اللازمة، فكيف يتركونها وينسونها، ويه ويه. أنا لا يقبل عقلي كلام الحاخاميم الباطل وتأويلاتهم.
فالتزمت عندما امتلأ فكري من هذا الميزان أن أفتش وأفحص بزيادة عما كنت أفحص من قبل فوجدت كما قدمت. وقلت: إن معاني كثيرة وإشارات غزيرة موجودة في التوراة تشير إلى هذا النبي العظيم محمد، وهذه هي التي كانت من جملة الأسباب التي أحوجتني أن أترك الشريعة التوراتية، وأتبع الشريعة القرآنية المهندمة بغاية الهندام، والمنتظم إليها أخص ما يوجد في الشرائع السابقة.
وثالثها: اعلموا يا أقربائي وبين جنسي أني أخبركم أن الذي حملني بعد ذلك أن أتبع هذا النبي الجليل محمد: من كوني نظرت أن جماعة اليهود على بكرة أبيهم في كل مصر ومكان هم عائشون بغير شريعة التوراة ولا عاملون بأحكامها اللازمة لكون غير ممكنهم العمل بها، لا بل ممتنع. وقد تصرمت عنهم بالطبع وتلاشت، وهي باقية بالورق فقط.
ويظهر من ذلك أن الله سبحانه وتعالى قد استخدمها إلى أزمنة معلومة محدودة، غير راض بخلودها، لا بل إنه راض بانقضائها وتبديلها. والبرهان على ذلك هو من المشاهدات والمتواترات والتجريبات والحدسيات والأوليات، إذ أننا نرى أن أعمدة وأركان هذه الشريعة الموسوية التي كانت مسندة عليها وفيها قوامها واستيلاؤها قد انهدمت بالكلية وعدمت، مثل إبادة الملك والرياسة، وعدم وجود الأنبياء، وإبطال الكهنوت، وخراب الهيكل السليماني، وهدم المذبح واندثار الذبائح، ومحق الأسباط وما يتعلق بهم. لأن هذه الأعمدة والأركان قد ربط بها الله سبحانه وتعالى جميع ما يلزم من القضايا المشروعة في التوراة، حتى والأحكام المدنية، لكي إذا عدمت هذه اللوازم الركنية وبطلت – كما هو مشاهد الآن – نستدل من انعدامها على بطلان الديانة جميعها، بحيث تعلق الدين بها. والبرهان على ذلك واضح جدا، وأجلى من ضياء الشمس بضحاها، ومشاهد تحت حواسنا بفناها. إذ أن الله سبحانه وتعالى قد نزع الملك منكم، والاستيلاء الذي به كنتم تجرون الأحكام الدينية والمدنية وأبطل وجود الأنبياء من سلسلتكم على الإطلاق التي كانت تسوسكم وتنصحكم وتعلمكم وتنبئكم على ما كان وما يكون، وتصنع المعجزات لكي تثبت لكم أن الذي كانت تخاطبكم به هو وحي من عند الله. وهذه الكثرة من الأنبياء قد كانت موجودة خاصة عند أمتكم بالحصر، وليست عند من سواها، وأباد الكهنة ورؤساء الكهنة والكهنوت الذي كان لا يتم الخلاص لليهود ولا الغفران إلا بهم وعلى أيديهم، حتى ولا يجوز العمل الذي كان يعملونه في الاستغفارات والتخلص من السيئات إلا بواسطتهم، وهدم المذبح والهيكل الذي عمره سليمان اللذين كانا لا تتم أعمال القرابين إلا بهما. ومحق الله سبحانه وتعالى وهدم معرفة الأسباط ورتبهم ووظائفهم المتعلقة بالخدمات الدينية، والأحكام الحرسية والملكية.
ورابعها: وهي الأغرب من كل ما ذكرناه – أن (أشداي أصباؤت أهيه شراهيه) حينما وضع شريعة التوراة وفرضها قد جعل على الأمة اليهودية شرائع ووصايا يجمع عددها ستمائة وثلاث عشرة وصية، وهذه الوصايا الحاوية على هذا العدد قد ربطها، وحكم حكما صارما على من لم يعملها بستمائة وثلاث عشرة لعنة. لأنه يقال في سفر التثنية الاشتراع في الأصحاح السابع والعشرين والثامن والعشرين «ملعونا يكون من لا يعملها واحدة واحدة».
ثم إن هذا الإله سبحانه وتعالى الذي من جملة أسمائه بالعبراني (الألوهيم) و(الأدوناي) قد وضع على من يخالف هذه الوصايا ولا يعمل بها واسطة للتخلص من تلك اللعنة المترتبة على المخالف: تطهيرات وتكفيرات وغفرانات وذبائح وقرابين بأعداد من الحيوانات والطيور ومعلومات. وحصر هذا (الألوهيم) (الياهو) في هذه المذكورات أن تصنع وتقرب ضمن الهيكل والمذبح ورسم أيضا بأن من يقدم قربانا خارج الهيكل يقتل. وأمر بأن تكون القرابين مقدمة له تعالى على أيادي الأحبار ورؤساء كهنتهم. وكان من يتعدى ويخالف وصية من هذه الوصايا وتلزمه لعنة من هذه اللعنات يخلص منها بواسطة الكهنة ورؤساء الكهنة والهيكل والمذبح وباقي المذكورات، كما سبق القول.
وأما الآن يا أقربائي وبني جنسي، وقد رأيت أن عامة اليهود الباقية من بني إسرائيل عندما يخالفون وصية من هذه الوصايا، وتلزمهم لعنة من هذه اللعنات المشروحة من سيدنا موسى في التوراة ليس لهم وجهة للتخلص منها مطلقا، وهم حزنانين من كونهم غير ممكنهم العمل بكامل الوصايا المشروحة، ومتحققين أنهم تحت مخالفتهم وثقيل عليهم حمل اللعنات الموضوعة عليهم. ويمتنع أيضا فرارهم بالتطهيرات والتخلص من قصاصاتها ما داموا تحت نيرها، لأن الباب مسدود بواسطة ما أنا عازم على شرحه، ويه ويه. يا أسفاه، ويا حسرتاه، لأن الهيكل الذي عمره سليمان الذي هو مثال القبة الموسوية مع المذبح اللذين لا تكون هذه القرابين إلا بهما قد خربا وانهدما، والذبائح والقرابين مع الكهنة ورؤساء الكهنة الذين كانوا يعملونها في الهيكل والمذبح للفداء والتطهير مع باقي ما ذكرناه من النبوة والملك والأسباط ومتعلقاتهم قد اضمحلوا وتلاشوا، وما بقي لهم أثر بالكلية.
فمن انعدام ما ذكرناه إفرادا وإجماعا وبطلانه، ما عاد يمكن للباقي من الشعب الإسرائيلي التخلف من الخطايا ومن المترتب عليها من القصاصات، لا بل وممتنع عليكم يا أحبائي التقرب إلى الله، بحث التزمتم تبعة لعنات شريعتكم التوراتية مع عدم مكنتكم أيضا التطهيرات المربوطة عليها.
وهذا القول ليس هو قولي، ولا يجوز عندي أن ألعن، بل هي لعنات شريعتكم وتوراتكم، فإني قصدت أن أذكركم إياها للتخلص منها إن شئتم كما تخلصت أنا منها بدخولي إلى الديانة المحمدية المبين عنها من موسى والأنبياء.
لأنه لو كان قصد الله خلود هذه الشريعة الموسوية وحفظها ودوامها لما كان هو ذاته سبحانه ربطها في كذا قضايا تنظر إبادتها وإعدامها عيانا، ظاهرا في كل حين وآن، عند العالم والغبي والعاقل والجاهل والشيخ والشاب، وجميعهم بالسواء قد ينظرون بأنها قد أعدمت وبطلت ومضى على بطلانها مئات كثيرة من السنين. وكل عاقل يرغب ثواب الآخرة قد يستدل على أن الانتقال منها إلى شريعة نبينا محمد المصطفى ﷺ هو أمر ضروري ولازم.
وخامسها: يا أحبائي، ليس خافيكم أن في الزمان الماضي قد جاء سيدنا عيسى فاستكبرتم عليه وتكلمتم في حقه ألفاظا غير جائزة ومحرمة. لا سيما أنها مبنية على التزوير والبهتان والكذب التي بسببها مع غيرها قد ورد عليكم القصاص في القرآن الشريف أكثر من أربع مرات، بألفاظ متعددة ومفزعة جدا. ومضمونها تكرار ما وضعه سيدنا موسى عليكم على مخالفتكم الوصايا المار شرحها. ولكن مع هذا كله إن أناسا كثيرين من اليهود اتبعوا دين عيسى الأصلي الصحيح، وإنجيله السليم، وهم ألوف وكرات ومليونات، وتخلصوا من لعنات الشريعة التي ذكرناها.
وقد وعد عيسى بمجيء محمد ﷺ المصطفى، وأشار عنه بإشارات كثيرة. ومنها: انه قد سماه (الفارقليط) وهي كلمة يونانية وترجمتها للعربي: الداعي. وهي – أي الداعي – من جملة أسمائه الشريفة. وقد نظرت هذه اللفظة مع جملة براهين مؤلفة من علماء النصارى وأحبار اليهود المهتدين. وهي بحق تصدق الدين المحمدي ومسندة على التوراة والإنجيل والزبور.
وهذه البراهين من هذه الكتب قد كان يتردد فيها بعض حاخاميم اليهود في زمان المصطفى ويتبعونه، ويدخلون في دينه، الذين منهم عبد الله بن سلام، وكعب الأحبار وغيرهم كثيرون.
وسادسها: وإذ رأى الأحبار والحاخاميم الكثير من جماعتهم اليهود الموجودين في تلك الأعصار تابعين لدين هذين الرجلين النبيين العظيمين، وما بقي عندهم إلا القليل من الناس، كما هو مشاهد فقد شرعوا في عمل تحريفات وتأويلات وتفسيرات مخالفة لمضامين الشهادة الواردة في التوراة بحقهما. واختراعوا آراء مسستحدثة، حتى قد رأوا أن يبقوا الباقين في دينهم إلى الآن. ومع ذلك لما كنت أتردد عندكم كنت أرى أن بعضا منكم مذبذبين ومنقسمة آراؤهم في الكثير مما ذكرته، وهم من الناس العقلاء. وبعض منهم عارفون الحق ولكنهم مربوطون في وظائفهم الدينية والأموال والأولاد والعيال. وبعضهم مغفلون غير مبالين من دخولهم تحت هذه اللعنات المذكورة التي يلتزم بالدخول تحت نيرها جمهورهم بلا محالة، بحيث غير ممكنهم عمل الوصايا المربوطة على من لم يعملها هذه اللعنات، مع عدم إمكان عمل الوسائط بالقرابين التي كانت تخلص الناس منها.
ثم ومن أقوى هذه الآراء المستحدثة قد اخترعوا لهم رأيا أبتر، ليس لهم عندهم سند في التوراة مطلقا، لا من موسى ولا من الأنبياء، وهو التقميص. أعني أن الإنسان اليهودي عندما يموت وهو غير مكمل الوصايا المشروحة، ومديون إلى الكثير منها ووقع تحت هذه اللعنات، فيلزمه الرجوع للدنيا ثاني مرة، أو ثالث مرة أو إلى أكثر من ذلك، إلى أن يكمل الوصايا ويتخلص من جرثومة هذه اللعنات رويدا رويدا.
ثم لما فحصت ودققت واتصلت إلى معرفة هذه القواعد الدينية ورأيتها أنها حديثة وليس لها سند في التوراة، كما تكلمت سابقا، فقلت لنفسي: وَيْه وَيْه، ما الذي يحملك على قعودك في هذه الشريعة الغير ممكن إتقانها، والعمل بها، لا بل وممتنع أيضا، وإنك مع جماعة اليهود أبناء جنسك واقعون تحت قصاصاتها المحررة في التوراة.
ثم حدثت نفسي وقلت: إذا كان غير ممكن العمل بكامل الوصايا، وممتنع أيضا التطهير للواقع تحت مخالفتها وديانة التوراة هي مربوطة بالوجهين، ومن لا يعمل بهما فهو كالذي بغير دين، فكيف أقعد أنا بغير دين ولا شريعة؟ وكيف أنسب نفسي أني يهودي وتحت شريعة موسى والتوراة وأنا عار منهما وبريء؟ وهما بعيدان عني بعدا كبعد السماء من الأرض؟ وبذلك أكون بلا شك لا سمح الله من أهل العذاب، لأنه ممتنع عليّ أن أعمل الوصايا، ولا أقدر أن أجري ما فرضه الله علي من التطهيرات والتكفيرات كما سبق من القول.
ومن هنا أدرك أن الذي بناها بحكمته هو هو الذي هدمها بحكمته، واحد لا يسأل عما يفعل وهم يسئلون. إذ أن مقاصد الحكمتين بعيدة عن معرفة عقولنا.
وسابعها: إني قلت لنفسي: يا هل ترى، ما الذي يمنعني عن اتباع الحق؟ فقلت: لا مانع لك. ثم قلت: وما هو الفرق الحاصل فيما بين ديانتي وبين الديانة المحمدية؟ فأجبت ذاتي وقلت: إن الفروقات الباقية اللازمة والضرورية في هذا المعنى غير المتقدم شرحه. هن سبع:
الفرق الأول: هو ترك فرائض المأكولات التي حرمها الحاخاميم وأثقالها.
الثاني: هو التخلص من هذه اللعنات ونكباتها.
الثالث: أن أطرح الكلام الرديء والتجديف الذي كنت أتكلمه وأعتقده بحق عيسى وأمه وغيرهما من حواريه وتعليماته.
الرابع: أن أقر بأنه نبي ورسول من عند الله برسالة معلنة بأفرادها.
الخامس: أن أقلع البغضة المزروعة في قلبي بحق الأمم من الناس. وهي معي عن آبائي وأجدادي، وبحق محمد المصطفى ﷺ بنوع أبلغ، الحاوي أكثر المحامد وصفاتها.
السادس: أعترف بأنه نبي عظيم، ورسول من عند الله، وشفيع للقائلين له: أنت لها، أنت لها.
السابع: أعترف أنه جاء بشريعة عدلية، وفضيلة كاملة، حاوية معنى جوهريات ما جاء في الشرائع السابقة، وأحسن القصص، مهندمة إياها بالاستثناء اللازم لها.
هذه هو الذي يزيد عليّ ويلزمني، إذ أن إيماني بوحدانية الله تعالى هو هو، وختاني بمطهوري هو هو، وبعدي عن المرأة في أوقات معلومة هو هو، وتطهيراتي وإسقاط غسلي هي هي، وكثير من الأحكام التوراتية، كأوجه الزواج بالقرابات عدا وجهين زائدين هي هي، واعترافي بموسى ونوح وإبراهيم وباقي الأنبياء هو هو، والشرائع العدلية كالعين بالعين والسن بالسن هي هي. وقد رأيت كل ما يلزم ويتعلق اتباعه لذلك هو هو، محرر في القرآن الشريف، زائد الهندام، حسن التوقيع، مرتبط بأظرف عبارة، ومتعانق إليه كل ما يلزم من الأمور العائدة لإصلاح الدنيا والآخرة.
فهذا وأمثاله هو الذي أحوجني أن أترك الدين اليهودي المتروك الطبع، إذ نراه كميت لا يتحرك، وأتبع الدين المحمدي الحي المتحرك والمحبوب صافيه ومخلصه عند كل عاقل، وأجهر بصوتي وأقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
فأنتم يا جماعة اليهود البواقي من بني إسرائيل إن كان الأحبار طلبوني من كل قلوبهم بسؤالهم أن يروا ما رأيته، والذي حملني على ذلك ويسمعوا ما سمعتم واهتديت به فليكرروا مطالعة رسالتي هذه التي سميتها (السبيعية الحاوية الضوابط الإرشادية) وليراجعوا الشهادات التي عرفت عنها المأخوذة من كتبهم الدالة على اسمه المصطفى نبينا ﷺ وصفاته، وتشكيلاته وأعماله، مع شرح بعض التحريف الموجود في كتبكم المجموع بعضه في كتاب: (البحث الصريح في الدين الصحيح) المنسوب إلى المرحوم الشيخ زيادة في الباب الرابع والخامس. ومن بعد وقوفكم على جوابي هذا أرجو أن تعذروني، وإن كان يغيب عنكم شيء اطلبوا إلى الله تعالى أن يرشدكم ويأتيكم بالبيان.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، آمين.