► | ☰ |
الحمد لله مستحق الحمد وأهله. وصلواته على سيدنا محمد الناطق بجزيل القول وسهله. قال العبد الفقير إلى الله تعالى صالح بن الحسين عفا الله عنه: وقفت على مسائل ذكر أن الفرنج بعثوا يمتحنون بها أهل الإسلام، فنظرت فيها فإذا هي خالية من الفوائد الدينية عاطلة عن المنافع الدنيوية، أقرب الأشياء شبها بخرافات النسوان وترهات الولدان، كسؤالهم عن الماء هل له لون أم طعم أم لا، وعن السحاب والمطر والثلج ما هو، وعن الأحلام والمنامات أي شيء تكون، وعن الجنين هل هو مخلوق من ماء الرجل أم من ماء المرأة أم من ماءيهما، وما السبب في أن بعض الحيوانات كثيرة الأولاد دون بعض؛ مما هو صفر عن الفائدة خلي عن الحكمة. وقد أجاب عن ذلك جماعة من ضعفاء طلبة العلم وصغار الفقهاء من أصحابنا.
وأنى يظفر غلف الألسن بفصيح الكلام، وتدرك عمي القلوب دقيق الأحكام؟ وما أبعد من الحكمة من زعم أن خالقه تعالى أنزل كلمته القديمة الأزلية من مجدها الرفيع إلى حضيض الأرض، فولجت في بطن امرأة من بني آدم وسكنت رحمها تسعة أشهر، تغتذي بدم الطمث في ظلمات الغم، وتتألم بألم الأم، ثم برزت من فرجها طفلا، فألقته في الأرض ولفته في الخرق، ثم أرضعته ثديها وأفرشته حجرها وتولت تأديبه وتعليمه، حتى شب وترعرع وتشوق إلى حركة الرجولية وتطلع، وأقام بين أظهر اليهود نيفًا وثلاثين سنة، يرمونه بالسحر والخنا ويقذفون أمه بالزنا. فلما قارب الاكتهال دعا إلى عبادته النسا والرجال، فوثبت عليه شرذمة من أخساء اليهود فكذبوه ومزقوا أدمه وأراقوا دمه وأسعوه سبًّا وأوجعوه ضربًا، ثم قتلوه صلبًا وصيروه بين اللصوص ثالثة الأثافي، ثم أودع صدعًا من الأرض، فدفن بعد أن تصدق عليه بالكفن وتفرق عنه أحبابه وأسلمه إلى الأعداء أصحابه، وصار في صدر الأرض سرًّا مكتومًا، وعاد ذلك الإله العظيم عديمًا.
هذا اعتقاد النصارى في إلههم ومعبودهم، وحكاية ذلك كافية في الرد عليهم.
واعلم أن هذه دعوى ملفقة وعقدية هامتها بسيوف أدلة الإسلام مفلقة، والدليل على فساد المعقول والمنقول: