الرئيسيةبحث

الدَهرُ أَبدل راحَتي بِعَناء

الدَهرُ أَبدل راحَتي بِعَناء

الدَهرُ أَبدل راحَتي بِعَناء
المؤلف: عائشة التيمورية



الدَهرُ أَبدل راحَتي بِعَناء
 
وَاِعتاضَ صَفو تَنعمي بِشَقاء
وَبَدا الزَمانُ اِلى العُيونِ بِمَظهَر
 
يَقضي بِمَزج دُموعِها بِدِماء
آلي لِيَختَطِفَن أَفئِدَة الوَرى
 
يَومَ المُصاب وَبر في الايلاء
مِرآتُهُ طَمَسَت وَأَصدَأَ وَجهَها
 
مِن بَعدِ سعدت بِطول جَلاء
وَلَطالَما اِكتَحَلَت عُيونُ أَولى النُهى
 
مِن غَدرِهِ بِمَصائِبِ وَبَلاء
وَلَكَم يَفوقُ لِلقُلوبِ نباله
 
وَلَكَم يشق مَرائِرَ النُبَلاء
حَجُبت بَوارِق غيث أَنواءِ الهُدى
 
عَن عَين كل مؤمل أَورائى
كَذبت لَوامع كل صبح صادِق
 
مُذ غابَ شَمس العِلم في الضَيراء
فَتَحزن العُلماء وَلتَأسف عَلى
 
يَنبوعِ فَضل العِلمِ وَالعُلَماء
وَليَفرَح الجَهلُ المُبيد وَأَهلَه
 
وَليَجعَلوا مَسراه لَيل هَناء
وَليَسعد المَغرور مِن أَعوانِهِم
 
فَاليَومَ راقَ الحَي لِلجُهَلاء
تَبت يَدا زَمَن دَهانا صَرفُهُ
 
بِفُراقِهِ في لَيلَة لَيلاء
لِما تَغَيَّب نير الدين الَّذي
 
اِنوارُهُ يَنبوع كُل ضِياء
صدقت اِن الشّافي قَضى وَما
 
صَدقت قَبل تَغيب السقاء
بَحر التفقه كَنز اِرشاد الوَرى
 
رَب الفَخار وَواحِد البَلغاء
شَجن عَرى الاِسلام بِالظَمَأ الَّذي
 
حَل العَرى بِضَمائِرَ العُلَماء
وَشَعائِرَ الدينِ القَويمِ بَدا بِها
 
أَثر الهُلوعِ فَمن لَها بِعَزاء
أَروى أَفانين العُلوم بغيثه
 
وَلَكم سَقى مِن رَوضَةِ غَنّاء
وَلَطالَما قَد أَبرات أَفكارَه
 
أَمراض قَلب بِالضَلالَة ناء
أَضحَت حَصيداً أَرض أَزهرنا الَّتي
 
كانَت بِهِ كَالدَوحَةِ الخَضراء
تَشكو الاِوام وَما لَها من مطفىّ
 
مُذ غابَ سَقاء العلى بِالماء
ما حال آماق العُيون وَقَد رَأَت
 
شيخ المَشايِخ غابَ في الغَبراء
لَم لا تَفيض عَزيز مَدمَعِها الَّذي
 
يُزرى بسح المزنة الوَطفاء
حق عَلى الآماق يَوم فُراقِهِ
 
أَن لا تَضن بِذِئب الاِحشاء
عَينُ العُلومِ بَكَت دَما لما رَأَت
 
اِنسانَها مُتهرا لخيفاء
لَو اِن كَتب العِلم تَقدر فقده
 
لَتَبَددت مِن لَوعَةِ وَعناء
وَأَرى عطارد بات يَكتب جاهِرا
 
آثار فِرقَتِهِ عَلى الجَوزاء
دَهَشَت عُيون أَولى النهى مُذ أَبصَرَت
 
شَمسُ العُلومِ تَغيب في الداماء
كَم قَلَبته يَدُ السِقام وَلم يَقل
 
أَو لما يُلقى مِنَ الضَرّاء
وَلَطالَما لاقى الصُروف وَلَم بل
 
مِن مَعشَرِ الحُكَماء كَيف دَوائي
أَدى فَريضَة عِلمِهِ بِحَقيقَة
 
حَتّى قَضى مُتَوَحِّشاً يَثناهُ
نادى بِشير القُرب طب نَفسا فَقَد
 
طابَ الرَحيل اِلى ديار بَقاء
سَمع النِداء دجى فسلم نَفسه
 
عَن طيبِها لِمُبشِر بَلقاء
أَرواح عُشّاق العُلوم تَهَيَّأَت
 
لِقُدومِهِ ببرازخ السُعَداء
وَتَعَطَّرَت غُرف الجِنان وَغَرَّدَت
 
فيها بَلابِلُها بِحُسنِ غِناء
وَرَقى اِلى اِعلى مَنازِلَ حَظِّهِ
 
لِما اِستَوى بِمَراتِبَ الشُهَداء
هُوَ في نَعيمٍ دائِم لكِنَّنا
 
لِبِعادِهِ في شِدَّةِ البُأَساء
قَلبي عابَهُ غَدا كَجَمراتِ الغَضى
 
وَالوعتى من حره وَشَقائي
فَلأَذرقن أَسى عَلَيهِ مَدامِعي
 
ما دمت عائِشَة بخدر فَنائى