الخزائن المطلمسة المؤلف: أحمد فضل القمندان |
نشرت في مقدمة ديوانه "المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" في طبعته الأولى في عام 1938م. حيث نُشر الديوان في تلك السنة تحت عنوان "الأغاني اللحجية" |
هل أتاكم نبأ الخزائن المطلسمة المخفية، والدفائن المحروسة المحمية؟ أدريتم كيف استولى عليها الجان، وأخفاها عن الإنسان. هل سمعتم عن خزائن «الرعارع»، وعن الريالات المربعة، والصناديق المسلسلة وأنها من آثار آبائنا الكبار الذين ننعتهم بالكفار، ولا نحزن بخلودهم في حريق النار، وعذاب الأدهار؟! نحتقرهم ونكفّرهم ونتمنى لو يسمح لنا القضاء والقدر بشيءٍ من ذخائرهم المجوهرة، وذهبانهم المجمهرة، وأساطيرهم المبعثرة، التي طلسمها الجان وأخفاها الشيطان.. فمن يا ترى هؤلاء الجان المتغلبون على خزائن آبائنا، ودفائن أجدادنا، عاد وارم ذات العماد، التي لم يخلق مثلها في البلاد.
أيها الجان الموجود المعدوم، المعروف المجهول، الساكن في الهواء والجلاء، أفما آن الأوان وسمح الزمان أن تكشف لنا يا أيها الجان عن تلك الآثار لنقرأ فيها أساطير آبائنا الأولين فتتجلى عظمة القحطانيين قائلة: "إن آثارنا تدل علينا، فانظروا بعدنا إلى الآثار؟".
أي أيها الجان، إن كنت أخفيت الخزائن، وسترت الدفائن، طلسمت وعميت، فقد جنيت على نفسك وفضحت أمرك، فأنت الجهل. الجهل إذن هو الجان، والطلسمات، والشيطان له دولة وصولة وأنصار أقوياء يشهرون السيوف، ويقطعون الرؤوس لحمايته، يعتلون المنابر، يتعصبون للضلالة ويحاربون الهدى، ويتأولون للسخافات. عدو الجهل عندهم كافر، خاسر، ملحد، ضال، مُضل..!
أنظر أيضاً
هذا العمل في الملك العام في اليمن وفق قانون رقم 15 لسنة 2012 (اليمن) بشأن حق المؤلف والحقوق المجاورة لأن مدة حماية حقوق المؤلف قد انقضت. |